الكتاب المقدس - العهد الجديد
 
إِنْجِيلُ ٱلْمَسِيحِ حَسَبَ ٱلْبَشِيرِ مَتَّى
الكتاب المقدس العهد الجديد  
 
اَلأَصْحَاحُ
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25
26 27 28                                            
 
 
 

 

اَلأَصْحَاحُ \لأَوَّلُ

1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ \لْمَسِيحِ \بْنِ دَاوُدَ \بْنِ إِبْراهِيمَ. 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ \لْمَلِكَ. وَدَاوُدُ \لْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ \لَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ. 13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ. وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ. 14وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ وَلَدَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ. 15وَأَلِيُودُ وَلَدَ أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ \لَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ \لَّذِي يُدْعَى \لْمَسِيحَ. 17فَجَمِيعُ \لأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى \لْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.

18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ \لْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ \لأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ \لرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ \بْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ \مْرَأَتَكَ لأَنَّ \لَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ \بْناً وَتَدْعُو \سْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ \لرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا \لْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ \بْناً وَيَدْعُونَ \سْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (ﭐلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).

24فَلَمَّا \سْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ \لنَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ \لرَّبِّ وَأَخَذَ \مْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ \بْنَهَا \لْبِكْرَ. وَدَعَا \سْمَهُ يَسُوعَ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لثَّانِي

1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ \لْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ \لْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ \لْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ \لْمَوْلُودُ مَلِكُ \لْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي \لْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ \لْمَلِكُ \ضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ \لشَّعْبِ وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ \لْمَسِيحُ؟» 5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ \لْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ \لصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».

7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ \لْمَجُوسَ سِرّاً وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ \لنَّجْمِ \لَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ: «ﭐذْهَبُوا وَ\فْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ \لصَّبِيِّ وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ \لْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا \لنَّجْمُ \لَّذِي رَأَوْهُ فِي \لْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ \لصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا \لنَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى \لْبَيْتِ وَرَأَوُا \لصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ \نْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.

13وَبَعْدَمَا \نْصَرَفُوا إِذَا مَلاَكُ \لرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ \لصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَ\هْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ \لصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ \لصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَ\نْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ \لرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ \بْنِي».

16حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ \لْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ \لصِّبْيَانِ \لَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا مِنِ \بْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ بِحَسَبِ \لزَّمَانِ \لَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ \لْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا \لنَّبِيِّ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي \لرَّامَةِ نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».

19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ إِذَا مَلاَكُ \لرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ \لصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَ\ذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ \لَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ \لصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ \لصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى \لْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ \نْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي \لْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».


 

اَلأَصْحَاحُ \لثَّالِثُ

1وَفِي تِلْكَ \لأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا \لْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ \لْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ \قْتَرَبَ مَلَكُوتُ \لسَّماوَاتِ. 3فَإِنَّ هَذَا هُوَ \لَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ \لنَّبِيِّ: صَوْتُ صَارِخٍ فِي \لْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ \لرَّبِّ. \صْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». 4وَيُوحَنَّا هَذَا كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ \لإِبِلِ وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيّاً. 5حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ \لْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ \لْكُورَةِ \لْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ 6وَﭐعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي \لأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ.

7فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ \لْفَرِّيسِيِّينَ وَ\لصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ قَالَ لَهُمْ: «يَا أَوْلاَدَ \لأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ \لْغَضَبِ \لآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. 9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ \للَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ \لْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ. 10وَﭐلآنَ قَدْ وُضِعَتِ \لْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ \لشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي \لنَّارِ. 11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ \لَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي \لَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ \لْقُدُسِ وَنَارٍ. 12ﭐلَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى \لْمَخْزَنِ وَأَمَّا \لتِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ».

13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ \لْجَلِيلِ إِلَى \لأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. 14وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» 15فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: «ﭐسْمَحِ \لآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. 16فَلَمَّا \عْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ \لْمَاءِ وَإِذَا \لسَّمَاوَاتُ قَدِ \نْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ \للَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ \لسَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ \بْنِي \لْحَبِيبُ \لَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».


 

اَلأَصْحَاحُ \لرَّابِعُ

1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى \لْبَرِّيَّةِ مِنَ \لرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ \لْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ \بْنَ \للَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ \لْحِجَارَةُ خُبْزاً». 4فَأَجَابَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا \لإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ \للَّهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى \لْمَدِينَةِ \لْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ \لْهَيْكَلِ 6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ \بْنَ \للَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ \لرَّبَّ إِلَهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ \لْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.

12وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ \نْصَرَفَ إِلَى \لْجَلِيلِ. 13وَتَرَكَ \لنَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرِنَاحُومَ \لَّتِي عِنْدَ \لْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ 14لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ \لنَّبِيِّ: 15«أَرْضُ زَبُولُونَ وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ طَرِيقُ \لْبَحْرِ عَبْرُ \لأُرْدُنِّ جَلِيلُ \لأُمَمِ- 16ﭐلشَّعْبُ \لْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً وَ\لْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ \لْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». 17مِنْ ذَلِكَ \لزَّمَانِ \بْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ \قْتَرَبَ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ».

18وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ \لْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ \لَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي \لْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 19فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ \لنَّاسِ». 20فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا \لشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. 21ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي \لسَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا فَدَعَاهُمَا. 22فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا \لسَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.

23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ \لْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ \لْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي \لشَّعْبِ. 24فَذَاعَ خَبَرُهُ فِي جَمِيعِ سُورِيَّةَ. فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ \لسُّقَمَاءِ \لْمُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وَأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ\لْمَجَانِينَ وَ\لْمَصْرُوعِينَ وَ\لْمَفْلُوجِينَ فَشَفَاهُمْ. 25فَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مِنَ \لْجَلِيلِ وَ\لْعَشْرِ \لْمُدُنِ وَأُورُشَلِيمَ وَ\لْيَهُودِيَّةِ وَمِنْ عَبْرِ \لأُرْدُنِّ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لْخَامِسُ

1وَلَمَّا رَأَى \لْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى \لْجَبَلِ فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 2فَعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: 3«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ \لسَّمَاوَاتِ. 4طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 5طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ \لأَرْضَ. 6طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَ\لْعِطَاشِ إِلَى \لْبِرِّ لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 8طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ \لْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ \للَّهَ. 9طُوبَى لِصَانِعِي \لسَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ \للَّهِ يُدْعَوْنَ. 10طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ \لْبِرِّ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ \لسَّمَاوَاتِ. 11طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. 12ﭐِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي \لسَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا \لأَنْبِيَاءَ \لَّذِينَ قَبْلَكُمْ.

13«أَنْتُمْ مِلْحُ \لأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ \لْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ \لنَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ \لْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ \لْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى \لْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ \لَّذِينَ فِي \لْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ \لنَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ \لْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ.

17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ \لنَّامُوسَ أَوِ \لأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ \لسَّمَاءُ وَ\لأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ \لنَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ \لْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ \لْوَصَايَا \لصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ. 20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى \لْكَتَبَةِ وَ\لْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ \لسَّماوَاتِ.

21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ \لْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ \لْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ \لْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. 23فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى \لْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ 24فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ \لْمَذْبَحِ وَ\ذْهَبْ أَوَّلاً \صْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. 25كُنْ مُرَاضِياً لِخَصْمِكَ سَرِيعاً مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي \لطَّرِيقِ لِئَلَّا يُسَلِّمَكَ \لْخَصْمُ إِلَى \لْقَاضِي وَيُسَلِّمَكَ \لْقَاضِي إِلَى \لشُّرَطِيِّ فَتُلْقَى فِي \لسِّجْنِ. 26اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ \لْفَلْسَ \لأَخِيرَ!

27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى \مْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ \لْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ \لْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.

31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ \مْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ \مْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ \لزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.

33«أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا \لْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ \للَّهِ 35وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ \لْمَلِكِ \لْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ \لشِّرِّيرِ.

38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا \لشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ \لأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ \لآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ \لرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ \ثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.

43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ \لَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى \لأَشْرَارِ وَ\لصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى \لأَبْرَارِ وَ\لظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ \لَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ \لْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ \لْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لسَّادِسُ

1«ﭐحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ \لنَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ. 2فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ كَمَا يَفْعَلُ \لْمُرَاؤُونَ فِي \لْمَجَامِعِ وَفِي \لأَزِقَّةِ لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ \لنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ \سْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! 3وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ 4لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي \لْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ \لَّذِي يَرَى فِي \لْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.

5«وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي \لْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا \لشَّوَارِعِ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ \سْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! 6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ \لَّذِي فِي \لْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ \لَّذِي يَرَى فِي \لْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. 7وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا \لْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. 8فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.

9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ \سْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي \لسَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى \لأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا \لْيَوْمَ. 12وَﭐغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ \لشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ \لْمُلْكَ وَ\لْقُوَّةَ وَ\لْمَجْدَ إِلَى \لأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ \لسَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.

16«وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ \سْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. 17وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَ\غْسِلْ وَجْهَكَ 18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأَبِيكَ \لَّذِي فِي \لْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ \لَّذِي يَرَى فِي \لْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.

19«لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى \لأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ \لسُّوسُ وَ\لصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ \لسَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. 20بَلِ \كْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي \لسَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ 21لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً. 22سِرَاجُ \لْجَسَدِ هُوَ \لْعَيْنُ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً 23وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً فَإِنْ كَانَ \لنُّورُ \لَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!

24«لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ \لْوَاحِدَ وَيُحِبَّ \لآخَرَ أَوْ يُلاَزِمَ \لْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ \لآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا \للَّهَ وَ\لْمَالَ.

25لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ \لْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ \لطَّعَامِ وَ\لْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ \للِّبَاسِ؟ 26اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ \لسَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ وَأَبُوكُمُ \لسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ 27وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا \هْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً؟ 28وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ \لْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. 29وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. 30فَإِنْ كَانَ عُشْبُ \لْحَقْلِ \لَّذِي يُوجَدُ \لْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَداً فِي \لتَّنُّورِ يُلْبِسُهُ \للَّهُ هَكَذَا أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي \لإِيمَانِ؟ 31فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ 32فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا \لأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ \لسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. 33لَكِنِ \طْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ \للَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. 34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ \لْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي \ْيَوْمَ شَرُّهُ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لسَّابِعُ

1«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا 2لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ \لَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ وَبِالْكَيْلِ \لَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ \لْقَذَى \لَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَأَمَّا \لْخَشَبَةُ \لَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ \لْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ وَهَا \لْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ. 5يَا مُرَائِي أَخْرِجْ أَوَّلاً \لْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ \لْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ! 6لاَ تُعْطُوا \لْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ \لْخَنَازِيرِ لِئَلَّا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.

7«ﭐِسْأَلُوا تُعْطَوْا. \ُطْلُبُوا تَجِدُوا. \ِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. 8لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. 9أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ \بْنُهُ خُبْزاً يُعْطِيهِ حَجَراً؟ 10وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ 11فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ. 12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ \لنَّاسُ بِكُمُ \فْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ \لنَّامُوسُ وَ\لأَنْبِيَاءُ.

13«ﭐُدْخُلُوا مِنَ \لْبَابِ \لضَّيِّقِ لأَنَّهُ وَاسِعٌ \لْبَابُ وَرَحْبٌ \لطَّرِيقُ \لَّذِي يُؤَدِّي إِلَى \لْهَلاَكِ وَكَثِيرُونَ هُمُ \لَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! 14مَا أَضْيَقَ \لْبَابَ وَأَكْرَبَ \لطَّرِيقَ \لَّذِي يُؤَدِّي إِلَى \لْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ \لَّذِينَ يَجِدُونَهُ!

15«ﭐِحْتَرِزُوا مِنَ \لأَنْبِيَاءِ \لْكَذَبَةِ \لَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ \لْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ \لشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ \لْحَسَكِ تِيناً؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا \لشَّجَرَةُ \لرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي \لنَّارِ. 20فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.

21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ \لسَّمَاوَاتِ. بَلِ \لَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ \لْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! \ذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي \لإِثْمِ!

24«فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى \لصَّخْرِ. 25فَنَزَلَ \لْمَطَرُ وَجَاءَتِ \لأَنْهَارُ وَهَبَّتِ \لرِّيَاحُ وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ \لْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى \لصَّخْرِ. 26وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ جَاهِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى \لرَّمْلِ. 27فَنَزَلَ \لْمَطَرُ وَجَاءَتِ \لأَنْهَارُ وَهَبَّتِ \لرِّيَاحُ وَصَدَمَتْ ذَلِكَ \لْبَيْتَ فَسَقَطَ وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً!». 28فَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ \لأَقْوَالَ بُهِتَتِ \لْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ 29لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لثَّامِنُ

1وَلَمَّا نَزَلَ مِنَ \لْجَبَلِ تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ. 2وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ. 4فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐنْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدَّمِ الْقُرْبَانَ \لَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ».

5وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ كَفْرَنَاحُومَ جَاءَ إِلَيْهِ قَائِدُ مِئَةٍ يَطْلُبُ إِلَيْهِ 6وَيَقُولُ: «يَا سَيِّدُ غُلاَمِي مَطْرُوحٌ فِي \لْبَيْتِ مَفْلُوجاً مُتَعَذِّباً جِدَّاً». 7فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ». 8فَأَجَابَ قَائِدُ \لْمِئَةِ: «يَا سَيِّدُ لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي لَكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. 9لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهَذَا: \ذْهَبْ فَيَذْهَبُ وَلِآخَرَ: \ِيتِ فَيَأْتِي وَلِعَبْدِيَ: \فْعَلْ هَذَا فَيَفْعَلُ». 10فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ تَعَجَّبَ وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَاناً بِمِقْدَارِ هَذَا. 11وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ \لْمَشَارِقِ وَ\لْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ 12وَأَمَّا بَنُو \لْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى \لظُّلْمَةِ \لْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ \لْبُكَاءُ وَصَرِيرُ \لأَسْنَانِ». 13ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِقَائِدِ \لْمِئَةِ: «ﭐذْهَبْ وَكَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ». فَبَرَأَ غُلاَمُهُ فِي تِلْكَ \لسَّاعَةِ.

14وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ رَأَى حَمَاتَهُ مَطْرُوحَةً وَمَحْمُومَةً 15فَلَمَسَ يَدَهَا فَتَرَكَتْهَا \لْحُمَّى فَقَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ. 16وَلَمَّا صَارَ \لْمَسَاءُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ فَأَخْرَجَ \لأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ وَجَمِيعَ \لْمَرْضَى شَفَاهُمْ 17لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ \لنَّبِيِّ: «هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا».

18وَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ جُمُوعاً كَثِيرَةً حَوْلَهُ أَمَرَ بِالذَّهَابِ إِلَى \لْعَبْرِ. 19فَتَقَدَّمَ كَاتِبٌ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي». 20فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ \لإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ». 21وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا سَيِّدُ \ئْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي». 22فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐتْبَعْنِي وَدَعِ \لْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ».

23وَلَمَّا دَخَلَ \لسَّفِينَةَ تَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 24وَإِذَا \ضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ فِي \لْبَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ \لأَمْوَاجُ \لسَّفِينَةَ وَكَانَ هُوَ نَائِماً. 25فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ نَجِّنَا فَإِنَّنَا نَهْلِكُ!» 26فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي \لإِيمَانِ؟» ثُمَّ قَامَ وَ\نْتَهَرَ \لرِّيَاحَ وَ\لْبَحْرَ فَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 27فَتَعَجَّبَ \لنَّاسُ قَائِلِينَ: «أَيُّ إِنْسَانٍ هَذَا! فَإِنَّ \لرِّيَاحَ وَ\لْبَحْرَ جَمِيعاً تُطِيعُهُ».

28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى \لْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ \لْجِرْجَسِيِّينَ \سْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ \لْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ \لطَّرِيقِ. 29وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ \بْنَ \للَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ \لْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟» 30وَكَانَ بَعِيداً مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى. 31فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ \لْخَنَازِيرِ». 32فَقَالَ لَهُمُ: «ﭐمْضُوا». فَخَرَجُوا وَمَضَوْا إِلَى قَطِيعِ \لْخَنَازِيرِ وَإِذَا قَطِيعُ \لْخَنَازِيرِ كُلُّهُ قَدِ \نْدَفَعَ مِنْ عَلَى \لْجُرْفِ إِلَى \لْبَحْرِ وَمَاتَ فِي \لْمِيَاهِ. 33أَمَّا \لرُّعَاةُ فَهَرَبُوا وَمَضَوْا إِلَى \لْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَعَنْ أَمْرِ \لْمَجْنُونَيْنِ. 34فَإِذَا كُلُّ \لْمَدِينَةِ قَدْ خَرَجَتْ لِمُلاَقَاةِ يَسُوعَ. وَلَمَّا أَبْصَرُوهُ طَلَبُوا أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ تُخُومِهِمْ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لتَّاسِعُ

1فَدَخَلَ \لسَّفِينَةَ وَ\جْتَازَ وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ. 2وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحاً عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 3وَإِذَا قَوْمٌ مِنَ \لْكَتَبَةِ قَدْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هَذَا يُجَدِّفُ!» 4فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ فَقَالَ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِالشَّرِّ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 5أَيُّمَا أَيْسَرُ أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَ\مْشِ؟ 6وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ \لإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى \لأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ \لْخَطَايَا» - حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ \حْمِلْ فِرَاشَكَ وَ\ذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!» 7فَقَامَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ. 8فَلَمَّا رَأَى \لْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا \للَّهَ \لَّذِي أَعْطَى \لنَّاسَ سُلْطَاناً مِثْلَ هَذَا.

9وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ رَأَى إِنْسَاناً جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ \لْجِبَايَةِ \سْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «ﭐتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ. 10وَبَيْنَمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي \لْبَيْتِ إِذَا عَشَّارُونَ وَخُطَاةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاءُوا وَ\تَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ. 11فَلَمَّا نَظَرَ \لْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ \لْعَشَّارِينَ وَ\لْخُطَاةِ؟» 12فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ \لأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ \لْمَرْضَى. 13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى \لتَّوْبَةِ».

14حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيراً وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو \لْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ \لْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ \لْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. 16لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ لأَنَّ \لْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ \لثَّوْبِ فَيَصِيرُ \لْخَرْقُ أَرْدَأَ. 17وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلَّا تَنْشَقَّ \لزِّقَاقُ فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَ\لزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعاً».

18وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهَذَا إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «إِنَّ \بْنَتِي \لآنَ مَاتَتْ لَكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا». 19فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ. 20وَإِذَا \مْرَأَةٌ نَازِفَةُ دَمٍ مُنْذُ \ثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً قَدْ جَاءَتْ مِنْ وَرَائِهِ وَمَسَّتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ 21لأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: «إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ». 22فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا فَقَالَ: «ثِقِي يَا \بْنَةُ. إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ \لْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ \لسَّاعَةِ. 23وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ \لرَّئِيسِ وَنَظَرَ \لْمُزَمِّرِينَ وَ\لْجَمْعَ يَضِجُّونَ 24قَالَ لَهُمْ: «تَنَحَّوْا فَإِنَّ \لصَّبِيَّةَ لَمْ تَمُتْ لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ». فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. 25فَلَمَّا أُخْرِجَ \لْجَمْعُ دَخَلَ وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا فَقَامَتِ \لصَّبِيَّةُ. 26فَخَرَجَ ذَلِكَ \لْخَبَرُ إِلَى تِلْكَ \لأَرْضِ كُلِّهَا.

27وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ وَيَقُولاَنِ: «ﭐرْحَمْنَا يَا \بْنَ دَاوُدَ». 28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى \لْبَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ \لأَعْمَيَانِ فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هَذَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ». 29حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا». 30فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. فَانْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «ﭐنْظُرَا لاَ يَعْلَمْ أَحَدٌ!» 31وَلَكِنَّهُمَا خَرَجَا وَأَشَاعَاهُ فِي تِلْكَ \لأَرْضِ كُلِّهَا.

32وَفِيمَا هُمَا خَارِجَانِ إِذَا إِنْسَانٌ أَخْرَسُ مَجْنُونٌ قَدَّمُوهُ إِلَيْهِ. 33فَلَمَّا أُخْرِجَ \لشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ \لأَخْرَسُ فَتَعَجَّبَ \لْجُمُوعُ قَائِلِينَ: «لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هَذَا فِي إِسْرَائِيلَ!» 34أَمَّا \لْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «بِرَئِيسِ \لشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ \لشَّيَاطِينَ».

35وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ \لْمُدُنَ كُلَّهَا وَ\لْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ \لْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي \لشَّعْبِ. 36وَلَمَّا رَأَى \لْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. 37حِينَئِذٍ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «ﭐلْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ \لْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. 38فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ \لْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ».


 

اَلأَصْحَاحُ \لْعَاشِرُ

1ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ \لاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. 2وَأَمَّا أَسْمَاءُ \لاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: \َلأَََوَّلُ سِمْعَانُ \لَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا وَمَتَّى \لْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَلَبَّاوُسُ \لْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ \لْقَانَوِيُّ وَيَهُوذَا \لإِسْخَرْيُوطِيُّ \لَّذِي أَسْلَمَهُ.

5هَؤُلاَءِ \لاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ \ذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ \لضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ \كْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ \قْتَرَبَ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ. 8ﭐِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ مَجَّاناً أَعْطُوا. 9لاَ تَقْتَنُوا ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاساً فِي مَنَاطِقِكُمْ 10وَلاَ مِزْوَداً لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصاً لأَنَّ \لْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ.

11«وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِقٌّ وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا. 12وَحِينَ تَدْخُلُونَ \لْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ 13فَإِنْ كَانَ \لْبَيْتُ مُسْتَحِقّاً فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقّاً فَلْيَرْجِعْ سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ. 14وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجاً مِنْ ذَلِكَ \لْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ \لْمَدِينَةِ وَ\نْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ \لدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ \حْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ \لْمَدِينَةِ.

16«هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسَطِ ذِئَابٍ فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. 17وَلَكِنِ \حْذَرُوا مِنَ \لنَّاسِ لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. 18وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. 19فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ \لسَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ 20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ \لْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ \لَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. 21وَسَيُسْلِمُ \لأَخُ أَخَاهُ إِلَى \لْمَوْتِ وَ\لأَبُ وَلَدَهُ وَيَقُومُ \لأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ 22وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ \لْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ \سْمِي. وَلَكِنِ \لَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ. 23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ \لْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى \لأُخْرَى. فَإِنِّي \لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ \بْنُ \لإِنْسَانِ.

24«لَيْسَ \لتِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ \لْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. 25يَكْفِي \لتِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ وَ\لْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدْ لَقَّبُوا رَبَّ \لْبَيْتِ بَعْلَزَبُولَ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَهْلَ بَيْتِهِ! 26فَلاَ تَخَافُوهُمْ. لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. 27اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي \لظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي \لنُّورِ وَ\لَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي \لأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى \لسُّطُوحِ 28وَلاَ تَخَافُوا مِنَ \لَّذِينَ يَقْتُلُونَ \لْجَسَدَ وَلَكِنَّ \لنَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ \لَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ \لنَّفْسَ وَ\لْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. 29أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى \لأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. 30وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. 31فَلاَ تَخَافُوا. أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ. 32فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ \لنَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِهِ قُدَّامَ أَبِي \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ 33وَلَكِنْ مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ \لنَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ أَبِي \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ.

34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى \لأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ \لإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَ\لاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَ\لْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36وَأَعْدَاءُ \لإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 37مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ \بْناً أَوِ \بْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي 38وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. 39مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. 40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ \لَّذِي أَرْسَلَنِي. 41مَنْ يَقْبَلُ نَبِيّاً بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ وَمَنْ يَقْبَلُ بَارّاً بِاسْمِ بَارٍّ فَأَجْرَ بَارٍّ يَأْخُذُ 42وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هَؤُلاَءِ \لصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ».


 

اَلأَصْحَاحُ \لْحَادِي عَشَرَ

1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ أَمْرَهُ لِتَلاَمِيذِهِ \لاِثْنَيْ عَشَرَ \نْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ وَيَكْرِزَ فِي مُدُنِهِمْ.

2أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي \لسِّجْنِ بِأَعْمَالِ \لْمَسِيحِ أَرْسَلَ \ثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 3وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ \لآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 4فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «ﭐذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: 5اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَ\لْعُرْجُ يَمْشُونَ وَ\لْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَ\لصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَ\لْمَوْتَى يَقُومُونَ وَ\لْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».

7وَبَيْنَمَا ذَهَبَ هَذَانِ \بْتَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا \لرِّيحُ؟ 8لَكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَاناً لاَبِساً ثِيَاباً نَاعِمَةً؟ هُوَذَا \لَّذِينَ يَلْبَسُونَ \لثِّيَابَ \لنَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ \لْمُلُوكِ. 9لَكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيّاً؟ نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ. 10فَإِنَّ هَذَا هُوَ \لَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي \لَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ \لْمَوْلُودِينَ مِنَ \لنِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا \لْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ \لأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا \لْمَعْمَدَانِ إِلَى \لآنَ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَ\لْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ \لأَنْبِيَاءِ وَ\لنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا \لْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. 15مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.

16«وَبِمَنْ أُشَبِّهُ هَذَا \لْجِيلَ؟ يُشْبِهُ أَوْلاَداً جَالِسِينَ فِي \لأَسْوَاقِ يُنَادُونَ إِلَى أَصْحَابِهِمْ 17وَيَقُولُونَ: زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا! نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَلْطِمُوا! 18لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: فِيهِ شَيْطَانٌ. 19جَاءَ \بْنُ \لإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَ\لْخُطَاةِ. وَ\لْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا».

20حِينَئِذٍ \بْتَدَأَ يُوَبِّخُ \لْمُدُنَ \لَّتِي صُنِعَتْ فِيهَا أَكْثَرُ قُوَّاتِهِ لأَنَّهَا لَمْ تَتُبْ: 21«وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي صُورَ وَصَيْدَاءَ \لْقُوَّاتُ \لْمَصْنُوعَةُ فِيكُمَا لَتَابَتَا قَدِيماً فِي \لْمُسُوحِ وَ\لرَّمَادِ. 22وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا حَالَةٌ أَكْثَرُ \حْتِمَالاً يَوْمَ \لدِّينِ مِمَّا لَكُمَا. 23وَأَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومَ \لْمُرْتَفِعَةَ إِلَى \لسَّمَاءِ سَتُهْبَطِينَ إِلَى \لْهَاوِيَةِ. لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي سَدُومَ \لْقُوَّاتُ \لْمَصْنُوعَةُ فِيكِ لَبَقِيَتْ إِلَى الْيَوْمِ. 24وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرْضَ سَدُومَ تَكُونُ لَهَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ \لدِّينِ مِمَّا لَكِ».

25فِي ذَلِكَ \لْوَقْتِ قَالَ يَسُوعُ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا \لآبُ رَبُّ \لسَّمَاءِ وَ\لأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ \لْحُكَمَاءِ وَ\لْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. 26نَعَمْ أَيُّهَا \لآبُ لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ \لْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ. 27كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ \لاِبْنَ إِلاَّ \لآبُ وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ \لآبَ إِلاَّ \لاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ \لاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ. 28تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ \لْمُتْعَبِينَ وَ\لثَّقِيلِي \لأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. 29اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ \لْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. 30لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».


 

اَلأَصْحَاحُ \لثَّانِي عَشَرَ

1فِي ذَلِكَ \لْوَقْتِ ذَهَبَ يَسُوعُ فِي \لسَّبْتِ بَيْنَ \لزُّرُوعِ فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ وَ\بْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ. 2فَالْفَرِّيسِيُّونَ لَمَّا نَظَرُوا قَالُوا لَهُ: «هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي \لسَّبْتِ!» 3فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَ\لَّذِينَ مَعَهُ 4كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ \للَّهِ وَأَكَلَ خُبْزَ \لتَّقْدِمَةِ \لَّذِي لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ لَهُ وَلاَ لِلَّذِينَ مَعَهُ بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟ 5أَوَ مَا قَرَأْتُمْ فِي \لتَّوْرَاةِ أَنَّ \لْكَهَنَةَ فِي \لسَّبْتِ فِي \لْهَيْكَلِ يُدَنِّسُونَ \لسَّبْتَ وَهُمْ أَبْرِيَاءُ؟ 6وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَهُنَا أَعْظَمَ مِنَ \لْهَيْكَلِ! 7فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى \لأَبْرِيَاءِ! 8فَإِنَّ \بْنَ \لإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ \لسَّبْتِ أَيْضاً».

9ثُمَّ \نْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 10وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ فَسَأَلُوهُ: «هَلْ يَحِلُّ \لإِبْرَاءُ فِي \لسُّبُوتِ؟» لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. 11فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ فَإِنْ سَقَطَ هَذَا فِي \لسَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟ 12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ \لْخَرُوفِ! إِذاً يَحِلُّ فِعْلُ \لْخَيْرِ فِي \لسُّبُوتِ!» 13ثُمَّ قَالَ لِلإِنْسَانِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى.

14فَلَمَّا خَرَجَ \لْفَرِّيسِيُّونَ تَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِكَيْ يُهْلِكُوهُ 15فَعَلِمَ يَسُوعُ وَ\نْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ. وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ جَمِيعاً. 16وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يُظْهِرُوهُ 17لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ \لنَّبِيِّ: 18«هُوَذَا فَتَايَ \لَّذِي \خْتَرْتُهُ حَبِيبِي \لَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ \لأُمَمَ بِالْحَقِّ. 19لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي \لشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. 20قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ \لْحَقَّ إِلَى \لنُّصْرَةِ. 21وَعَلَى \سْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ \لأُمَمِ».

22حِينَئِذٍ أُحْضِرَ إِلَيْهِ مَجْنُونٌ أَعْمَى وَأَخْرَسُ فَشَفَاهُ حَتَّى إِنَّ \لأَعْمَى \لأَخْرَسَ تَكَلَّمَ وَأَبْصَرَ. 23فَبُهِتَ كُلُّ \لْجُمُوعِ وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ \بْنُ دَاوُدَ؟» 24أَمَّا \لْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «هَذَا لاَ يُخْرِجُ \لشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ \لشَّيَاطِينِ». 25فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ. 26فَإِنْ كَانَ \لشَّيْطَانُ يُخْرِجُ \لشَّيْطَانَ فَقَدِ \نْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ 27وَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ \لشَّيَاطِينَ فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذَلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ! 28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ \للَّهِ أُخْرِجُ \لشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ \للَّهِ! 29أَمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ \لْقَوِيِّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ إِنْ لَمْ يَرْبِطِ \لْقَوِيَّ أَوَّلاً وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟ 30مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ. 31لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا \لتَّجْدِيفُ عَلَى \لرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى \بْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى \لرُّوحِ \لْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا \لْعَالَمِ وَلاَ فِي \لآتِي. 33اِجْعَلُوا \لشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وَثَمَرَهَا جَيِّداً أَوِ \جْعَلُوا \لشَّجَرَةَ رَدِيَّةً وَثَمَرَهَا رَدِيّاً لأَنْ مِنَ \لثَّمَرِ تُعْرَفُ \لشَّجَرَةُ. 34يَا أَوْلاَدَ \لأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ \لْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ \لْفَمُ. 35اَلإِنْسَانُ \لصَّالِحُ مِنَ \لْكَنْزِ \لصَّالِحِ فِي \لْقَلْبِ يُخْرِجُ \لصَّالِحَاتِ وَ\لإِنْسَانُ \لشِّرِّيرُ مِنَ \لْكَنْزِ \لشِّرِّيرِ يُخْرِجُ \لشُّرُورَ. 36وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا \لنَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَاباً يَوْمَ \لدِّينِ. 37لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ».

38حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ \لْكَتَبَةِ وَ\لْفَرِّيسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». 39فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ \لنَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ \لْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ \بْنُ \لإِنْسَانِ فِي قَلْبِ \لأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ. 41رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي \لدِّينِ مَعَ هَذَا \لْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا! 42مَلِكَةُ \لتَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي \لدِّينِ مَعَ هَذَا \لْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي \لأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا! 43إِذَا خَرَجَ \لرُّوحُ \لنَّجِسُ مِنَ \لإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً وَلاَ يَجِدُ. 44ثُمَّ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي \لَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ فَارِغاً مَكْنُوساً مُزَيَّناً. 45ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذَلِكَ \لإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ. هَكَذَا يَكُونُ أَيْضاً لِهَذَا \لْجِيلِ \لشَّرِّيرِ».

46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ \لْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».

 


 

اَلأَصْحَاحُ \لثَّالِثُ عَشَرَ

1فِي ذَلِكَ \لْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ \لْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ \لْبَحْرِ 2فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ \لسَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَ\لْجَمْعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى \لشَّاطِئِ. 3فَكَلَّمَهُمْ كَثِيراً بِأَمْثَالٍ قَائِلاً: «هُوَذَا \لزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ 4وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى \لطَّرِيقِ فَجَاءَتِ \لطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. 5وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى \لأَمَاكِنِ \لْمُحْجِرَةِ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6وَلَكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ \لشَّمْسُ \حْتَرَقَ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى \لشَّوْكِ فَطَلَعَ \لشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى \لأَرْضِ \لْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَراً بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ. 9مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ»

10فَتَقَدَّمَ \لتَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟» 11فَأَجَابَ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. 12فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ. 13مِنْ أَجْلِ هَذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. 14فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَاءَ: تَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُونَ وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ. 15لأَنَّ قَلْبَ هَذَا \لشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. 16وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. 17فَإِنِّي \لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَاراً كَثِيرِينَ \شْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.

18«فَاسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ \لزَّارِعِ: 19كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ \لْمَلَكُوتِ وَلاَ يَفْهَمُ فَيَأْتِي \لشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هَذَا هُوَ \لْمَزْرُوعُ عَلَى \لطَّرِيقِ. 20وَﭐلْمَزْرُوعُ عَلَى \لأَمَاكِنِ \لْمُحْجِرَةِ هُوَ \لَّذِي يَسْمَعُ \لْكَلِمَةَ وَحَالاً يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ 21وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ \ضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ \لْكَلِمَةِ فَحَالاً يَعْثُرُ. 22وَﭐلْمَزْرُوعُ بَيْنَ \لشَّوْكِ هُوَ \لَّذِي يَسْمَعُ \لْكَلِمَةَ وَهَمُّ هَذَا \لْعَالَمِ وَغُرُورُ \لْغِنَى يَخْنُقَانِ \لْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. 23وَأَمَّا \لْمَزْرُوعُ عَلَى لأَرْضِ \لْجَيِّدَةِ فَهُوَ \لَّذِي يَسْمَعُ \لْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ \لَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ».

24قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً زَرَعَ زَرْعاً جَيِّداً فِي حَقْلِهِ. 25وَفِيمَا \لنَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُّوُهُ وَزَرَعَ زَوَاناً فِي وَسَطِ \لْحِنْطَةِ وَمَضَى. 26فَلَمَّا طَلَعَ \لنَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَراً حِينَئِذٍ ظَهَرَ \لزَّوَانُ أَيْضاً. 27فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ \لْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ أَلَيْسَ زَرْعاً جَيِّداً زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟. 28فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هَذَا فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ 29فَقَالَ: لاَ! لِئَلَّا تَقْلَعُوا \لْحِنْطَةَ مَعَ \لزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. 30دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعاً إِلَى \لْحَصَادِ وَفِي وَقْتِ \لْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: \جْمَعُوا أوَّلاً \لزَّوَانَ وَ\حْزِمُوهُ حُزَماً لِيُحْرَقَ وَأَمَّا \لْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَنِي».

31قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ 32وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ \لْبُزُورِ. وَلَكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ \لْبُقُولِ وَتَصِيرُ شَجَرَةً حَتَّى إِنَّ طُيُورَ \لسَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا».

33قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا \مْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ حَتَّى \خْتَمَرَ \لْجَمِيعُ». 34هَذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ \لْجُمُوعَ بِأَمْثَالٍ وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ 35لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: «سَأَفْتَحُ بِأَمْثَالٍ فَمِي وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ \لْعَالَمِ».

36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ \لْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى \لْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ \لْحَقْلِ». 37فَأَجَابَ: «اَلزَّارِعُ \لزَّرْعَ \لْجَيِّدَ هُوَ \بْنُ \لإِنْسَانِ. 38وَﭐلْحَقْلُ هُوَ \لْعَالَمُ. وَ\لزَّرْعُ \لْجَيِّدُ هُوَ بَنُو \لْمَلَكُوتِ. وَ\لزَّوَانُ هُوَ بَنُو \لشِّرِّيرِ. 39وَﭐلْعَدُّوُ \لَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَ\لْحَصَادُ هُوَ \نْقِضَاءُ \لْعَالَمِ. وَ\لْحَصَّادُونَ هُمُ \لْمَلاَئِكَةُ. 40فَكَمَا يُجْمَعُ \لزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ هَكَذَا يَكُونُ فِي \نْقِضَاءِ هَذَا \لْعَالَمِ: 41يُرْسِلُ \بْنُ \لإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ \لْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي \لإِثْمِ 42وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ \لنَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ \لْبُكَاءُ وَصَرِيرُ \لأَسْنَانِ. 43حِينَئِذٍ يُضِيءُ \لأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ».

44«أَيْضاً يُشْبِهُ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ كَنْزاً مُخْفىً فِي حَقْلٍ وَجَدَهُ إِنْسَانٌ فَأَخْفَاهُ. وَمِنْ فَرَحِهِ مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَ\شْتَرَى ذَلِكَ \لْحَقْلَ. 45أَيْضاً يُشْبِهُ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً تَاجِراً يَطْلُبُ لَآلِئَ حَسَنَةً 46فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ \لثَّمَنِ مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَ\شْتَرَاهَا. 47أَيْضاً يُشْبِهُ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ شَبَكَةً مَطْرُوحَةً فِي \لْبَحْرِ وَجَامِعَةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. 48فَلَمَّا \مْتَلَأَتْ أَصْعَدُوهَا عَلَى \لشَّاطِئِ وَجَلَسُوا وَجَمَعُوا \لْجِيَادَ إِلَى أَوْعِيَةٍ وَأَمَّا \لأَرْدِيَاءُ فَطَرَحُوهَا خَارِجاً. 49هَكَذَا يَكُونُ فِي \نْقِضَاءِ \لْعَالَمِ: يَخْرُجُ \لْمَلاَئِكَةُ وَيُفْرِزُونَ \لأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ \لأَبْرَارِ 50وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ \لنَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ \لْبُكَاءُ وَصَرِيرُ \لأَسْنَانِ». 51قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَفَهِمْتُمْ هَذَا كُلَّهُ؟» فَقَالُوا: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ». 52فَقَالَ لَهُمْ: «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كُلُّ كَاتِبٍ مُتَعَلِّمٍ فِي مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ يُخْرِجُ مِنْ كَنْزِهِ جُدُداً وَعُتَقَاءَ». 53وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ \لأَمْثَالَ \نْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ.

54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ \لْحِكْمَةُ وَ\لْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هَذَا \بْنَ \لنَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ كُلُّهَا؟» 57فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 58وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لرَّابِعُ عَشَرَ

1فِي ذَلِكَ \لْوَقْتِ سَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ \لرُّبْعِ خَبَرَ يَسُوعَ 2فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا \لْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ \لأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ \لْقُوَّاتُ».

3فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ أَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ وَطَرَحَهُ فِي سِجْنٍ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا \مْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ 4لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ». 5وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ \لشَّعْبِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ. 6ثُمَّ لَمَّا صَارَ مَوْلِدُ هِيرُودُسَ رَقَصَتِ \بْنَةُ هِيرُودِيَّا فِي \لْوَسَطِ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ. 7مِنْ ثَمَّ وَعَدَ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبَتْ يُعْطِيهَا. 8فَهِيَ إِذْ كَانَتْ قَدْ تَلَقَّنَتْ مِنْ أُمِّهَا قَالَتْ: «أَعْطِنِي هَهُنَا عَلَى طَبَقٍ رَأْسَ يُوحَنَّا \لْمَعْمَدَانِ». 9فَاغْتَمَّ \لْمَلِكُ. وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ \لأَقْسَامِ وَ\لْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى. 10فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي \لسِّجْنِ. 11فَأُحْضِرَ رَأْسُهُ عَلَى طَبَقٍ وَدُفِعَ إِلَى \لصَّبِيَّةِ فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا. 12فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَرَفَعُوا \لْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ. ثُمَّ أَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ.

13فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ \نْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِداً. فَسَمِعَ \لْجُمُوعُ وَتَبِعُوهُ مُشَاةً مِنَ \لْمُدُنِ.

14فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ. 15وَلَمَّا صَارَ \لْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «ﭐلْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَ\لْوَقْتُ قَدْ مَضَى. \ِصْرِفِ \لْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى \لْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَاماً». 16فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا». 17فَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَنَا هَهُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ». 18فَقَالَ: «ائْتُونِي بِهَا إِلَى هُنَا». 19فَأَمَرَ \لْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى \لْعُشْبِ ثُمَّ أَخَذَ \لأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَ\لسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ \لسَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى \لأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَ\لتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. 20فَأَكَلَ \لْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ \لْكِسَرِ: \ثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. 21وَﭐلآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ مَا عَدَا \لنِّسَاءَ وَ\لأَوْلاَدَ.

22وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا \لسَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى \لْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ \لْجُمُوعَ. 23وَبَعْدَمَا صَرَفَ \لْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى \لْجَبَلِ مُنْفَرِداً لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ \لْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ. 24وَأَمَّا \لسَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسَطِ \لْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ \لأَمْوَاجِ. لأَنَّ \لرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. 25وَفِي \لْهَزِيعِ \لرَّابِعِ مِنَ \للَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى \لْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ \لتَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى \لْبَحْرِ \ضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ \لْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ \لسَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى \لْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى \لرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ \بْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي \لْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ \لإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» 32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ \لرِّيحُ. 33وَﭐلَّذِينَ فِي \لسَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ \بْنُ \للَّهِ!».

34فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ 35فَعَرَفَهُ رِجَالُ ذَلِكَ \لْمَكَانِ. فَأَرْسَلُوا إِلَى جَمِيعِ تِلْكَ \لْكُورَةِ \لْمُحِيطَةِ وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ \لْمَرْضَى 36وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا هُدْبَ ثَوْبِهِ فَقَطْ. فَجَمِيعُ \لَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا \لشِّفَاءَ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لْخَامِسُ عَشَرَ

1حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ كَتَبَةٌ وَفَرِّيسِيُّونَ \لَّذِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: 2«لِمَاذَا يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ \لشُّيُوخِ فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزاً؟» 3فَأَجَابَ: «وَأَنْتُمْ أَيْضاً لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ \للَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ؟ 4فَإِنَّ \للَّهَ أَوْصَى قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَمَنْ يَشْتِمْ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً. 5وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ \لَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. 6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ \للَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا \لشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا \لنَّاسِ».

10ثُمَّ دَعَا \لْجَمْعَ وَقَالَ لَهُمُ: «ﭐسْمَعُوا وَ\فْهَمُوا. 11لَيْسَ مَا يَدْخُلُ \لْفَمَ يُنَجِّسُ \لإِنْسَانَ بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ \لْفَمِ هَذَا يُنَجِّسُ \لإِنْسَانَ». 12حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَقَالُوا لَهُ: «أَتَعْلَمُ أَنَّ \لْفَرِّيسِيِّينَ لَمَّا سَمِعُوا \لْقَوْلَ نَفَرُوا؟» 13فَأَجَابَ: «كُلُّ غَرْسٍ لَمْ يَغْرِسْهُ أَبِي \لسَّمَاوِيُّ يُقْلَعُ. 14اُتْرُكُوهُمْ. هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانٍ. وَإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ». 15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا \لْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى \لآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ 17أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ \لْفَمَ يَمْضِي إِلَى \لْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى \لْمَخْرَجِ 18وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ \لْقَلْبِ يَصْدُرُ وَذَاكَ يُنَجِّسُ \لإِنْسَانَ 19لأَنْ مِنَ \لْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ زِنىً فِسْقٌ سِرْقَةٌ شَهَادَةُ زُورٍ تَجْدِيفٌ. 20هَذِهِ هِيَ \لَّتِي تُنَجِّسُ \لإِنْسَانَ. وَأَمَّا \لأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ \لإِنْسَانَ».

21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَ\نْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا \مْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ \لتُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ﭐرْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا \بْنَ دَاوُدَ. \ِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «ﭐصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ \لضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ \لْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَ\لْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ \لْفُتَاتِ \لَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا \مْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ \بْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ \لسَّاعَةِ.

29ثُمَّ \نْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ \لْجَلِيلِ وَصَعِدَ إِلَى \لْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. 30فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ 31حَتَّى تَعَجَّبَ \لْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا \لْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ وَ\لشُّلَّ يَصِحُّونَ وَ\لْعُرْجَ يَمْشُونَ وَ\لْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ.

32وَأَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى \لْجَمْعِ لأَنَّ \لآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلَّا يُخَوِّرُوا فِي \لطَّرِيقِ». 33فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مِنْ أَيْنَ لَنَا فِي \لْبَرِّيَّةِ خُبْزٌ بِهَذَا \لْمِقْدَارِ حَتَّى يُشْبِعَ جَمْعاً هَذَا عَدَدُهُ؟» 34فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ \لْخُبْزِ؟» فَقَالُوا: «سَبْعَةٌ وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ \لسَّمَكِ». 35فَأَمَرَ \لْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى \لأَرْضِ 36وَأَخَذَ \لسَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَ\لسَّمَكَ وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ وَ\لتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا \لْجَمْعَ. 37فَأَكَلَ \لْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ \لْكِسَرِ سَبْعَةَ سِلاَلٍ مَمْلُوءَةٍ 38وَﭐلآكِلُونَ كَانُوا أَرْبَعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ مَا عَدَا \لنِّسَاءَ وَ\لأَوْلاَدَ. 39ثُمَّ صَرَفَ \لْجُمُوعَ وَصَعِدَ إِلَى \لسَّفِينَةِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ مَجْدَلَ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لسَّادِسُ عَشَرَ

1وَجَاءَ إِلَيْهِ \لْفَرِّيسِيُّونَ وَ\لصَّدُّوقِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ فَسَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ \لسَّمَاءِ. 2فَأَجَابَ: «إِذَا كَانَ \لْمَسَاءُ قُلْتُمْ: صَحْوٌ لأَنَّ \لسَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ. 3وَفِي \لصَّبَاحِ: \لْيَوْمَ شِتَاءٌ لأَنَّ \لسَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ بِعُبُوسَةٍ. يَا مُرَاؤُونَ! تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ \لسَّمَاءِ وَأَمَّا عَلاَمَاتُ \لأَزْمِنَةِ فَلاَ تَسْتَطِيعُونَ! 4جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ \لنَّبِيِّ». ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَمَضَى.

5وَلَمَّا جَاءَ تَلاَمِيذُهُ إِلَى \لْعَبْرِ نَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا خُبْزاً. 6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐنْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ \لْفَرِّيسِيِّينَ وَ\لصَّدُّوقِيِّينَ». 7فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ خُبْزاً». 8فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا قَلِيلِي \لإِيمَانِ أَنَّكُمْ لَمْ تَأْخُذُوا خُبْزاً؟ 9أَحَتَّى \لآنَ لاَ تَفْهَمُونَ وَلاَ تَذْكُرُونَ خَمْسَ خُبْزَاتِ \لْخَمْسَةِ \لآلاَفِ وَكَمْ قُفَّةً أَخَذْتُمْ 10وَلاَ سَبْعَ خُبْزَاتِ \لأَرْبَعَةِ \لآلاَفِ وَكَمْ سَلاًّ أَخَذْتُمْ؟ 11كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ أَنِّي لَيْسَ عَنِ \لْخُبْزِ قُلْتُ لَكُمْ أَنْ تَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ \لْفَرِّيسِيِّينَ وَ\لصَّدُّوقِيِّينَ؟» 12حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ \لْخُبْزِ بَلْ مِنْ تَعْلِيمِ \لْفَرِّيسِيِّينَ وَ\لصَّدُّوقِيِّينَ.

13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ \لنَّاسُ إِنِّي أَنَا \بْنُ \لإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا \لْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ \لأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ \لْمَسِيحُ \بْنُ \للَّهِ \لْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ \لصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ \لْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى \لأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي \لسَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى \لأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي \لسَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ \لْمَسِيحُ.

21مِنْ ذَلِكَ \لْوَقْتِ \بْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ \لشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ وَ\لْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي \لْيَوْمِ \لثَّالِثِ يَقُومَ. 22فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَ\بْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!» 23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «ﭐذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».

24حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي 25فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. 26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ \لإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ \لْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي \لإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ 27فَإِنَّ \بْنَ \لإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. 28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ \لْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ \لْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا \بْنَ \لإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ».


 

اَلأَصْحَاحُ \لسَّابِعُ عَشَرَ

1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. 4فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ. لَكَ وَاحِدَةٌ وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ وَلِإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». 5وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ \لسَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ \بْنِي \لْحَبِيبُ \لَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ \سْمَعُوا». 6وَلَمَّا سَمِعَ \لتَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدّاً. 7فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا وَلاَ تَخَافُوا». 8فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَداً إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ.

9وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ \لْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ \بْنُ \لإِنْسَانِ مِنَ \لأَمْوَاتِ». 10وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «فَلِمَاذَا يَقُولُ \لْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟» 11فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. 12وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذَلِكَ \بْنُ \لإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». 13حِينَئِذٍ فَهِمَ \لتَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا \لْمَعْمَدَانِ.

14وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى \لْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِياً لَهُ 15وَقَائِلاً: «يَا سَيِّدُ \رْحَمِ \بْنِي فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيداً وَيَقَعُ كَثِيراً فِي \لنَّارِ وَكَثِيراً فِي \لْمَاءِ. 16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا \لْجِيلُ غَيْرُ \لْمُؤْمِنِ \لْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ \لشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ \لْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ \لسَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ \لتَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى \نْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا \لْجَبَلِ: \نْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا \لْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَ\لصَّوْمِ».

22وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي \لْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐبْنُ \لإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي \لنَّاسِ 23فَيَقْتُلُونَهُ وَفِي \لْيَوْمِ \لثَّالِثِ يَقُومُ». فَحَزِنُوا جِدّاً.

24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ \لَّذِينَ يَأْخُذُونَ \لدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ \لدِّرْهَمَيْنِ؟» 25قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ \لْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ \لأَرْضِ \لْجِبَايَةَ أَوِ \لْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ \لأَجَانِبِ؟» 26قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ \لأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً \لْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ \ذْهَبْ إِلَى \لْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَ\لسَّمَكَةُ \لَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».


 

اَلأَصْحَاحُ \لثَّامِنُ عَشَرَ

1فِي تِلْكَ \لسَّاعَةِ تَقَدَّمَ \لتَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ \لأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ \لسَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا \لْوَلَدِ فَهُوَ \لأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ \لصِّغَارِ \لْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ \لرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ \لْبَحْرِ. 7وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ \لْعَثَرَاتِ. فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ \لْعَثَرَاتُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ \لإِنْسَانِ \لَّذِي بِهِ تَأْتِي \لْعَثْرَةُ. 8فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ \لْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي \لنَّارِ \لأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلاَنِ. 9وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ \لْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمَ \لنَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ.

10ﭐُنْظُرُوا لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هَؤُلاَءِ \لصِّغَارِ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي \لسَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ. 11لأَنَّ \بْنَ \لإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ. 12مَاذَا تَظُنُّونَ؟ إِنْ كَانَ لِإِنْسَانٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وَضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا أَفَلاَ يَتْرُكُ \لتِّسْعَةَ وَ\لتِّسْعِينَ عَلَى \لْجِبَالِ وَيَذْهَبُ يَطْلُبُ \لضَّالَّ؟ 13وَإِنِ \تَّفَقَ أَنْ يَجِدَهُ فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ \لتِّسْعَةِ وَ\لتِّسْعِينَ \لَّتِي لَمْ تَضِلَّ. 14هَكَذَا لَيْسَتْ مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هَؤُلاَءِ \لصِّغَارِ

15«وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. 16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ \ثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. 17وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ \لْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَ\لْعَشَّارِ. 18اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى \لأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي \لسَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى \لأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي \لسَّمَاءِ. 19وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ \تَّفَقَ \ثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى \لأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ 20لأَنَّهُ حَيْثُمَا \جْتَمَعَ \ثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ».

21حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. 23لِذَلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. 24فَلَمَّا \بْتَدَأَ فِي \لْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. 25وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَ\مْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ وَيُوفَى \لدَّيْنُ. 26فَخَرَّ \لْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ \لْجَمِيعَ. 27فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ \لْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ وَتَرَكَ لَهُ \لدَّيْنَ. 28وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ \لْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِداً مِنَ \لْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ. 29فَخَرَّ \لْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ \لْجَمِيعَ. 30فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ \لدَّيْنَ. 31فَلَمَّا رَأَى \لْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. 32فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا \لْعَبْدُ \لشِّرِّيرُ كُلُّ ذَلِكَ \لدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. 33أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ \لْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. 34وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى \لْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. 35فَهَكَذَا أَبِي \لسَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ».


 

اَلأَصْحَاحُ \لتَّاسِعُ عَشَرَ

1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا \لْكَلاَمَ \نْتَقَلَ مِنَ \لْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ \لْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ \لأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.

3وَجَاءَ إِلَيْهِ \لْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ \مْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» 4فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ \لَّذِي خَلَقَ مِنَ \لْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟» 5وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ \لرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ \لاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا بَعْدُ \ثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ \للَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ \لْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ \مْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ \لزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَ\لَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». 10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ \لرَّجُلِ مَعَ \لْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» 11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ \لْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا \لْكَلاَمَ بَلِ \لَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ \لنَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ. مَنِ \سْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».

13حِينَئِذٍ قُدِّمَ إِلَيْهِ أَوْلاَدٌ لِكَيْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّيَ فَانْتَهَرَهُمُ \لتَّلاَمِيذُ. 14أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «دَعُوا \لأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ \لسَّمَاوَاتِ». 15فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ. وَمَضَى مِنْ هُنَاكَ.

16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا \لْمُعَلِّمُ \لصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ \لْحَيَاةُ \لأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ \للَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ \لْحَيَاةَ فَاحْفَظِ \لْوَصَايَا». 18قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ \لْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 20قَالَ لَهُ \لشَّابُّ: «هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟» 21قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ \لْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي \لسَّمَاءِ وَتَعَالَ \تْبَعْنِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ \لشَّابُّ \لْكَلِمَةَ مَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.

23فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ \لسَّمَاوَاتِ. 24وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ \للَّهِ». 25فَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ بُهِتُوا جِدّاً قَائِلِينَ: «إِذاً مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 26فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «هَذَا عِنْدَ \لنَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ عِنْدَ \للَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».

27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ \لَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي \لتَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ \بْنُ \لإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى \ثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ \لاِثْنَيْ عَشَرَ. 29وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ \مْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ \سْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ \لْحَيَاةَ \لأَبَدِيَّةَ. 30وَلَكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ».


 

 اَلأَصْحَاحُ \لْعِشْرُونَ

1«فَإِنَّ مَلَكُوتَ \لسَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ \لصُّبْحِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ 2فَاتَّفَقَ مَعَ \لْفَعَلَةِ عَلَى دِينَارٍ فِي \لْيَوْمِ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى كَرْمِهِ. 3ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ \لسَّاعَةِ \لثَّالِثَةِ وَرَأَى آخَرِينَ قِيَاماً فِي \لسُّوقِ بَطَّالِينَ 4فَقَالَ لَهُمُ: \ذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضاً إِلَى \لْكَرْمِ فَأُعْطِيَكُمْ مَا يَحِقُّ لَكُمْ. فَمَضَوْا. 5وَخَرَجَ أَيْضاً نَحْوَ \لسَّاعَةِ \لسَّادِسَةِ وَ\لتَّاسِعَةِ وَفَعَلَ كَذَلِكَ. 6ثُمَّ نَحْوَ \لسَّاعَةِ \لْحَادِيَةَ عَشْرَةَ خَرَجَ وَوَجَدَ آخَرِينَ قِيَاماً بَطَّالِينَ فَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا وَقَفْتُمْ هَهُنَا كُلَّ \لنَّهَارِ بَطَّالِينَ؟ 7قَالُوا لَهُ: لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَدٌ. قَالَ لَهُمُ: \ذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضاً إِلَى \لْكَرْمِ فَتَأْخُذُوا مَا يَحِقُّ لَكُمْ. 8فَلَمَّا كَانَ \لْمَسَاءُ قَالَ صَاحِبُ \لْكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: \دْعُ \لْفَعَلَةَ وَأَعْطِهِمُِ \لأُجْرَةَ مُبْتَدِئاً مِنَ \لآخِرِينَ إِلَى \لأَوَّلِينَ. 9فَجَاءَ أَصْحَابُ \لسَّاعَةِ \لْحَادِيَةَ عَشْرَةَ وَأَخَذُوا دِينَاراً دِينَاراً. 10فَلَمَّا جَاءَ \لأَوَّلُونَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ أَكْثَرَ. فَأَخَذُوا هُمْ أَيْضاً دِينَاراً دِينَاراً. 11وَفِيمَا هُمْ يَأْخُذُونَ تَذَمَّرُوا عَلَى رَبِّ \لْبَيْتِ 12قَائِلِينَ: هَؤُلاَءِ \لآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً وَقَدْ سَاوَيْتَهُمْ بِنَا نَحْنُ \لَّذِينَ \حْتَمَلْنَا ثِقَلَ \لنَّهَارِ وَ\لْحَرَّ! 13فَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ: يَا صَاحِبُ مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا \تَّفَقْتَ مَعِي عَلَى دِينَارٍ؟ 14فَخُذِ \لَّذِي لَكَ وَ\ذْهَبْ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَ هَذَا \لأَخِيرَ مِثْلَكَ. 15أَوَ مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَالِي؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِحٌ؟ 16هَكَذَا يَكُونُ \لآخِرُونَ أَوَّلِينَ وَ\لأَوَّلُونَ آخِرِينَ لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ».

17وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ \لاِثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذاً عَلَى \نْفِرَادٍ فِي \لطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: 18«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَ\بْنُ \لإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ وَ\لْكَتَبَةِ فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ 19وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى \لأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ وَفِي \لْيَوْمِ \لثَّالِثِ يَقُومُ».

20حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ \بْنَيْ زَبْدِي مَعَ \بْنَيْهَا وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئاً. 21فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ \بْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَ\لآخَرُ عَنِ \لْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». 22فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا \لْكَأْسَ \لَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». 23فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا وَبِالصِّبْغَةِ \لَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا \لْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي». 24فَلَمَّا سَمِعَ \لْعَشَرَةُ \غْتَاظُوا مِنْ أَجْلِ \لأَخَوَيْنِ. 25فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ \لأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَ\لْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 26فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً 27وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً 28كَمَا أَنَّ \بْنَ \لإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».

29وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ 30وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى \لطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «ﭐرْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا \بْنَ دَاوُدَ». 31فَانْتَهَرَهُمَا \لْجَمْعُ لِيَسْكُتَا فَكَانَا يَصْرَخَانِ أَكْثَرَ قَائِلَيْنِ: «ﭐرْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا \بْنَ دَاوُدَ». 32فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟» 33قَالاَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا!» 34فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا فَتَبِعَاهُ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لْحَادِي وَ\لْعِشْرُونَ

1وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ \لزَّيْتُونِ حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ 2قَائِلاً لَهُمَا: «ﭐِذْهَبَا إِلَى \لْقَرْيَةِ \لَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا. 3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ: \لرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». 4فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: 5«قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ \بْنِ أَتَانٍ». 6فَذَهَبَ \لتِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ 7وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَ\لْجَحْشِ وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. 8وَﭐلْجَمْعُ \لأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي \لطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَاناً مِنَ \لشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي \لطَّرِيقِ. 9وَﭐلْجُمُوعُ \لَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَ\لَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ: «أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ \لآتِي بِاسْمِ \لرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي \لأَعَالِي!». 10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ \رْتَجَّتِ \لْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ \لْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ \لنَّبِيُّ \لَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ \لْجَلِيلِ».

12وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ \للَّهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ \لَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي \لْهَيْكَلِ وَقَلَبَ مَوَائِدَ \لصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ \لْحَمَامِ 13وَقَالَ لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ \لصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!» 14وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي \لْهَيْكَلِ فَشَفَاهُمْ. 15فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لْكَتَبَةُ \لْعَجَائِبَ \لَّتِي صَنَعَ وَ\لأَوْلاَدَ يَصْرَخُونَ فِي \لْهَيْكَلِ وَيَقُولُونَ: «أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ» غَضِبُوا 16وَقَالُوا لَهُ: «أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ \لأَطْفَالِ وَ\لرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحاً؟». 17ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَخَرَجَ خَارِجَ \لْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَبَاتَ هُنَاكَ.

18وَفِي \لصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى \لْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى \لطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى \لأَبَدِ». فَيَبِسَتِ \لتِّينَةُ فِي \لْحَالِ. 20فَلَمَّا رَأَى \لتَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ \لتِّينَةُ فِي \لْحَالِ؟» 21فَأَجَابَ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ \لتِّينَةِ فَقَطْ بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضاً لِهَذَا \لْجَبَلِ: \نْتَقِلْ وَ\نْطَرِحْ فِي \لْبَحْرِ فَيَكُونُ. 22وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي \لصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ».

23وَلَمَّا جَاءَ إِلَى \لْهَيْكَلِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ \لشَّعْبِ وَهُوَ يُعَلِّمُ قَائِلِينَ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا وَمَنْ أَعْطَاكَ هَذَا \لسُّلْطَانَ؟» 24فَأَجَابَ يَسُوعُ: «وَأَنَا أَيْضاً أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً فَإِنْ قُلْتُمْ لِي عَنْهَا أَقُولُ لَكُمْ أَنَا أَيْضاً بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا: 25مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ \لسَّمَاءِ أَمْ مِنَ \لنَّاسِ؟» فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا مِنَ \لسَّمَاءِ يَقُولُ لَنَا: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ 26وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ \لنَّاسِ نَخَافُ مِنَ \لشَّعْبِ لأَنَّ يُوحَنَّا عِنْدَ \لْجَمِيعِ مِثْلُ نَبِيٍّ». 27فَأَجَابُوا يَسُوعَ: «لاَ نَعْلَمُ». فَقَالَ لَهُمْ هُوَ أَيْضاً: «وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا».

28«مَاذَا تَظُنُّونَ؟ كَانَ لِإِنْسَانٍ \بْنَانِ فَجَاءَ إِلَى \لأَوَّلِ وَقَالَ: يَا \بْنِي \ذْهَبِ \لْيَوْمَ \عْمَلْ فِي كَرْمِي. 29فَأَجَابَ: مَا أُرِيدُ. وَلَكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيراً وَمَضَى. 30وَجَاءَ إِلَى \لثَّانِي وَقَالَ كَذَلِكَ. فَأَجَابَ: هَا أَنَا يَا سَيِّدُ. وَلَمْ يَمْضِ. 31فَأَيُّ \لاِثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ \لأَبِ؟» قَالُوا لَهُ: «ﭐلأَوَّلُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ \لْعَشَّارِينَ وَ\لزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ \للَّهِ 32لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ \لْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ وَأَمَّا \لْعَشَّارُونَ وَ\لزَّوَانِي فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيراً لِتُؤْمِنُوا بِهِ».

33«ﭐِسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً وَبَنَى بُرْجاً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ \لأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى \لْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ \لْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. 36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ \لأَوَّلِينَ فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. 37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ \بْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ \بْنِي! 38وَأَمَّا \لْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا \لاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ \لْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ \لْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ \لْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ \لْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ \لأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ \لْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ \لأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي \لْكُتُبِ: \لْحَجَرُ \لَّذِي رَفَضَهُ \لْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ \لزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ \لرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ \للَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا \لْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».

45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ \لْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لثَّانِي وَ\لْعِشْرُونَ

1وَجَعَلَ يَسُوعُ يُكَلِّمُهُمْ أَيْضاً بِأَمْثَالٍ قَائِلاً: 2«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً صَنَعَ عُرْساً لاِبْنِهِ 3وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا \لْمَدْعُوِّينَ إِلَى \لْعُرْسِ فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا. 4فَأَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ قَائِلاً: قُولُوا لِلْمَدْعُوِّينَ: هُوَذَا غَدَائِي أَعْدَدْتُهُ. ثِيرَانِي وَمُسَمَّنَاتِي قَدْ ذُبِحَتْ وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى \لْعُرْسِ! 5وَلَكِنَّهُمْ تَهَاوَنُوا وَمَضَوْا وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ 6وَﭐلْبَاقُونَ أَمْسَكُوا عَبِيدَهُ وَشَتَمُوهُمْ وَقَتَلُوهُمْ. 7فَلَمَّا سَمِعَ \لْمَلِكُ غَضِبَ وَأَرْسَلَ جُنُودَهُ وَأَهْلَكَ أُولَئِكَ \لْقَاتِلِينَ وَأَحْرَقَ مَدِينَتَهُمْ. 8ثُمَّ قَالَ لِعَبِيدِهِ: أَمَّا \لْعُرْسُ فَمُسْتَعَدٌّ وَأَمَّا \لْمَدْعُوُّونَ فَلَمْ يَكُونُوا مُسْتَحِقِّينَ. 9فَاذْهَبُوا إِلَى مَفَارِقِ \لطُّرُقِ وَكُلُّ مَنْ وَجَدْتُمُوهُ فَادْعُوهُ إِلَى \لْعُرْسِ. 10فَخَرَجَ أُولَئِكَ \لْعَبِيدُ إِلَى \لطُّرُقِ وَجَمَعُوا كُلَّ \لَّذِينَ وَجَدُوهُمْ أَشْرَاراً وَصَالِحِينَ. فَامْتَلَأَ \لْعُرْسُ مِنَ \لْمُتَّكِئِينَ. 11فَلَمَّا دَخَلَ \لْمَلِكُ لِيَنْظُرَ \لْمُتَّكِئِينَ رَأَى هُنَاكَ إِنْسَاناً لَمْ يَكُنْ لاَبِساً لِبَاسَ \لْعُرْسِ. 12فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ \لْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ. 13حِينَئِذٍ قَالَ \لْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: \رْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَخُذُوهُ وَ\طْرَحُوهُ فِي \لظُّلْمَةِ \لْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ \لْبُكَاءُ وَصَرِيرُ \لأَسْنَانِ. 14لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ».

15حِينَئِذٍ ذَهَبَ \لْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ \لْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ \للَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ \لنَّاسِ. 17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ \لْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ \لصُّورَةُ وَ\لْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». 22فَلَمَّا سَمِعُوا تَعَجَّبُوا وَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.

23فِي ذَلِكَ \لْيَوْمِ جَاءَ إِلَيْهِ صَدُّوقِيُّونَ \لَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ فَسَأَلُوهُ: 24«يَا مُعَلِّمُ قَالَ مُوسَى: إِنْ مَاتَ أَحَدٌ وَلَيْسَ لَهُ أَوْلاَدٌ يَتَزَوَّجْ أَخُوهُ بِامْرَأَتِهِ وَيُقِمْ نَسْلاً لأَخِيهِ. 25فَكَانَ عِنْدَنَا سَبْعَةُ إِخْوَةٍ وَتَزَوَّجَ \لأَوَّلُ وَمَاتَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسْلٌ تَرَكَ \مْرَأَتَهُ لأَخِيهِ. 26وَكَذَلِكَ \لثَّانِي وَ\لثَّالِثُ إِلَى \لسَّبْعَةِ. 27وَآخِرَ \لْكُلِّ مَاتَتِ \لْمَرْأَةُ أَيْضاً. 28فَفِي \لْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنَ \لسَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِلْجَمِيعِ!» 29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ \لْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ \للَّهِ. 30لأَنَّهُمْ فِي \لْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ \للَّهِ فِي \لسَّمَاءِ. 31وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ \لأَمْوَاتِ أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ \للَّهِ: 32أَنَا إِلَهُ إِبْراهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. لَيْسَ \للَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ». 33فَلَمَّا سَمِعَ \لْجُمُوعُ بُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ.

34أَمَّا \لْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ أَبْكَمَ \لصَّدُّوقِيِّينَ \جْتَمَعُوا مَعاً 35وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ \لْعُظْمَى فِي \لنَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ \لرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ \لْوَصِيَّةُ \لأُولَى وَ\لْعُظْمَى. 39وَﭐلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ \لْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ \لنَّامُوسُ كُلُّهُ وَ\لأَنْبِيَاءُ».

41وَفِيمَا كَانَ \لْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي \لْمَسِيحِ؟ \بْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ﭐبْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ \لرَّبُّ لِرَبِّي \جْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ \بْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ \لْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.


 

اَلأَصْحَاحُ \لثَّالِثُ وَ\لْعِشْرُونَ

1حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ \لْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ 3فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَ\فْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. 4فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ \لْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ \لنَّاسِ وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ 5وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ \لنَّاسُ فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ 6وَيُحِبُّونَ \لْمُتَّكَأَ \لأَوَّلَ فِي \لْوَلاَئِمِ وَ\لْمَجَالِسَ \لأُولَى فِي \لْمَجَامِعِ 7وَﭐلتَّحِيَّاتِ فِي \لأَسْوَاقِ وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ \لنَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي! 8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ \لْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى \لأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ \لْمَسِيحُ. 11وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِماً لَكُمْ. 12فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.

13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ \لْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ \لسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ \لنَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ \لدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! 14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ \لْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ \لأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ \لْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ \لْبَحْرَ وَ\لْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ \بْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً! 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لْقَادَةُ \لْعُمْيَانُ \لْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ \لْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ! 17أَيُّهَا \لْجُهَّالُ وَ\لْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ \لْهَيْكَلُ \لَّذِي يُقَدِّسُ \لذَّهَبَ؟ 18وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ \لَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ! 19أَيُّهَا \لْجُهَّالُ وَ\لْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ \لْمَذْبَحُ \لَّذِي يُقَدِّسُ \لْقُرْبَانَ؟ 20فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ 21وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ 22وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ \للَّهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ! 23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ \لْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ \لنَّعْنَعَ وَ\لشِّبِثَّ وَ\لْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ \لنَّامُوسِ: \لْحَقَّ وَ\لرَّحْمَةَ وَ\لإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا \لْقَادَةُ \لْعُمْيَانُ \لَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ \لْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ \لْجَمَلَ! 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ \لْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ \لْكَأْسِ وَ\لصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ \خْتِطَافاً وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا \لْفَرِّيسِيُّ \لأَعْمَى نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ \لْكَأْسِ وَ\لصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضاً نَقِيّاً. 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ \لْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! 29وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ \لْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ \لأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ \لصِّدِّيقِينَ 30وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ \لأَنْبِيَاءِ! 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ \لأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا \لْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ \لأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ 34لِذَلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ 35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى \لأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ \لصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا \لَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ \لْهَيْكَلِ وَ\لْمَذْبَحِ. 36اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هَذَا \لْجِيلِ!

37«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ \لأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ \لْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ \لدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ \لآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ \لآتِي بِاسْمِ \لرَّبِّ!».


 

 اَلأَصْحَاحُ \لرَّابِعُ وَ\لْعِشْرُونَ

1ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ \لْهَيْكَلِ فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ \لْهَيْكَلِ. 2فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هَذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ هَهُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!».

3وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ \لزَّيْتُونِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ \لتَّلاَمِيذُ عَلَى \نْفِرَادٍ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هَذَا وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَ\نْقِضَاءِ \لدَّهْرِ؟» 4فَأَجَابَ يَسُوعُ: «ﭐنْظُرُوا لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ \لْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 9 8وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ \لأَوْجَاعِ. 9حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيقٍ وَيَقْتُلُونَكُمْ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ \لأُمَمِ لأَجْلِ \سْمِي. 10وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. 11وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 12وَلِكَثْرَةِ \لإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ \لْكَثِيرِينَ. 13وَلَكِنِ \لَّذِي يَصْبِرُ إِلَى \لْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ. 14وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ \لْمَلَكُوتِ هَذِهِ فِي كُلِّ \لْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ \لأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي \لْمُنْتَهَى.

15«فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ \لْخَرَابِ» \لَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ \لنَّبِيُّ قَائِمَةً فِي \لْمَكَانِ \لْمُقَدَّسِ - لِيَفْهَمِ \لْقَارِئُ - 16فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ \لَّذِينَ فِي \لْيَهُودِيَّةِ إِلَى \لْجِبَالِ 17وَﭐلَّذِي عَلَى \لسَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئاً 18وَﭐلَّذِي فِي \لْحَقْلِ فَلاَ يَرْجِعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ ثِيَابَهُ. 19وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَ\لْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ! 20وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ 21لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ \بْتِدَاءِ \لْعَالَمِ إِلَى \لآنَ وَلَنْ يَكُونَ. 22وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ \لأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلَكِنْ لأَجْلِ \لْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ \لأَيَّامُ. 23حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا \لْمَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاكَ فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ \لْمُخْتَارِينَ أَيْضاً. 25هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي \لْبَرِّيَّةِ فَلاَ تَخْرُجُوا! هَا هُوَ فِي \لْمَخَادِعِ فَلاَ تُصَدِّقُوا! 27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ \لْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ \لْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى \لْمَغَارِبِ هَكَذَا يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ \بْنِ \لإِنْسَانِ. 28لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ \لْجُثَّةُ فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ \لنُّسُورُ.

29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ \لأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَ\لْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ وَ\لنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ \لسَّمَاءِ وَقُوَّاتُ \لسَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ \بْنِ \لإِنْسَانِ فِي \لسَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ \لأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ \بْنَ \لإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ \لسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ \لصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ \لأَرْبَعِ \لرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ \لسَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا. 32فَمِنْ شَجَرَةِ \لتِّينِ تَعَلَّمُوا \لْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصاً وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا تَعْلَمُونَ أَنَّ \لصَّيْفَ قَرِيبٌ. 33هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً مَتَى رَأَيْتُمْ هَذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى \لأَبْوَابِ. 34اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا \لْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ. 35اَلسَّمَاءُ وَ\لأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.

36وَأَمَّا ذَلِكَ \لْيَوْمُ وَتِلْكَ \لسَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ \لسَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. 37وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ \بْنِ \لإِنْسَانِ. 38لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي \لأَيَّامِ \لَّتِي قَبْلَ \لطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ إِلَى \لْيَوْمِ \لَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ \لْفُلْكَ 39وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ \لطُّوفَانُ وَأَخَذَ \لْجَمِيعَ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ \بْنِ \لإِنْسَانِ. 40حِينَئِذٍ يَكُونُ \ثْنَانِ فِي \لْحَقْلِ يُؤْخَذُ \لْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ \لآخَرُ. 41ﭐِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى \لرَّحَى تُؤْخَذُ \لْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ \لأُخْرَى.

42«اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ. 43وَﭐعْلَمُوا هَذَا أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ \لْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي \لسَّارِقُ لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. 44لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي \بْنُ \لإِنْسَانِ.

45فَمَنْ هُوَ \لْعَبْدُ \لأَمِينُ \لْحَكِيمُ \لَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ \لطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟ 46طُوبَى لِذَلِكَ \لْعَبْدِ \لَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هَكَذَا! 47اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ. 48وَلَكِنْ إِنْ قَالَ ذَلِكَ \لْعَبْدُ \لرَّدِيُّ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ. 49فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ \لْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ \لسُّكَارَى. 50يَأْتِي سَيِّدُ ذَلِكَ \لْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا 51فَيُقَطِّعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ \لْمُرَائِينَ. هُنَاكَ يَكُونُ \لْبُكَاءُ وَصَرِيرُ \لأَسْنَانِ».


 

اَلأَصْحَاحُ \لْخَامِسُ وَ\لْعِشْرُونَ

1«حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ \لسَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ \لْعَرِيسِ. 2وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. 3أَمَّا \لْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً 4وَأَمَّا \لْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. 5وَفِيمَا أَبْطَأَ \لْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ. 6فَفِي نِصْفِ \للَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا \لْعَرِيسُ مُقْبِلٌ فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ! 7فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ \لْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. 8فَقَالَتِ \لْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. 9فَأَجَابَتِ \لْحَكِيمَاتُ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ بَلِ \ذْهَبْنَ إِلَى \لْبَاعَةِ وَ\بْتَعْنَ لَكُنَّ. 10وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ \لْعَرِيسُ وَ\لْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى \لْعُرْسِ وَأُغْلِقَ \لْبَابُ. 11أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ \لْعَذَارَى أَيْضاً قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ يَا سَيِّدُ \فْتَحْ لَنَا. 12فَأَجَابَ: \لْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ. 13فَاسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ \لْيَوْمَ وَلاَ \لسَّاعَةَ \لَّتِي يَأْتِي فِيهَا \بْنُ \لإِنْسَانِ.

14«وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ 15فَأَعْطَى وَاحِداً خَمْسَ وَزَنَاتٍ وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ وَآخَرَ وَزْنَةً - كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ. 16فَمَضَى \لَّذِي أَخَذَ \لْخَمْسَ* وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ. 17وَهَكَذَا \لَّذِي أَخَذَ \لْوَزْنَتَيْنِ رَبِحَ أَيْضاً وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. 18وَأَمَّا \لَّذِي أَخَذَ \لْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي \لأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ. 19وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَتَى سَيِّدُ أُولَئِكَ \لْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ. 20فَجَاءَ \لَّذِي أَخَذَ \لْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا. 21فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا \لْعَبْدُ \لصَّالِحُ وَ\لأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي \لْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى \لْكَثِيرِ. \ُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. 22ثُمَّ جَاءَ \لَّذِي أَخَذَ \لْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا. 23قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا \لْعَبْدُ \لصَّالِحُ \لأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي \لْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى \لْكَثِيرِ. \ُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. 24ثُمَّ جَاءَ أَيْضاً \لَّذِي أَخَذَ \لْوَزْنَةَ \لْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ. 25فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي \لأَرْضِ. هُوَذَا \لَّذِي لَكَ. 26فَأَجَابَ سَيِّدُهُ: أَيُّهَا \لْعَبْدُ \لشِّرِّيرُ وَ\لْكَسْلاَنُ عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ 27فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ \لصَّيَارِفَةِ فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ \لَّذِي لِي مَعَ رِباً. 28فَخُذُوا مِنْهُ \لْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ \لْعَشْرُ وَزَنَاتٍ. 29لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. 30وَﭐلْعَبْدُ \لْبَطَّالُ \طْرَحُوهُ إِلَى \لظُّلْمَةِ \لْخَارِجِيَّةِ هُنَاكَ يَكُونُ \لْبُكَاءُ وَصَرِيرُ \لأَسْنَانِ.

31«وَمَتَى جَاءَ \بْنُ \لإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ \لْمَلاَئِكَةِ \لْقِدِّيسِينَ مَعَهُ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. 32وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ \لشُّعُوبِ فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ \لرَّاعِي \لْخِرَافَ مِنَ \لْجِدَاءِ 33فَيُقِيمُ \لْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَ\لْجِدَاءَ عَنِ \لْيَسَارِ. 34ثُمَّ يَقُولُ \لْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا \لْمَلَكُوتَ \لْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ \لْعَالَمِ. 35لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي. 36عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. 37فَيُجِيبُهُ \لأَبْرَارُ حِينَئِذٍ: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟ 38وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟ 39وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ 40فَيُجِيبُ \لْمَلِكُ: \لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ \لأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ.

41«ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ \لْيَسَارِ: \ذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى \لنَّارِ \لأَبَدِيَّةِ \لْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ 42لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي. 43كُنْتُ غَرِيباً فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَاناً فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضاً وَمَحْبُوساً فَلَمْ تَزُورُونِي. 44حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضاً: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً أَوْ عَطْشَاناً أَوْ غَرِيباً أَوْ عُرْيَاناً أَوْ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟ 45فَيُجِيبُهُمْ: \لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هَؤُلاَءِ \لأَصَاغِرِ فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا. 46فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَ\لأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».


 

اَلأَصْحَاحُ \لسَّادِسُ وَ\لْعِشْرُونَ

1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ \لأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:2«تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ \لْفِصْحُ وَ\بْنُ \لإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ».

3حِينَئِذٍ \جْتَمَعَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ \لشَّعْبِ إِلَى دَارِ رَئِيسِ \لْكَهَنَةِ \لَّذِي يُدْعَى قَيَافَا 4وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. 5وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا: «لَيْسَ فِي \لْعِيدِ لِئَلَّا يَكُونَ شَغَبٌ فِي \لشَّعْبِ».

6وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ \لأَبْرَصِ 7تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ \مْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ \لثَّمَنِ فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. 8فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذَلِكَ \غْتَاظُوا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا هَذَا \لإِتْلاَفُ؟ 9لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا \لطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». 10فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُزْعِجُونَ \لْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً! 11لأَنَّ \لْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. 12فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هَذَا \لطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا فَعَلَتْ ذَلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي. 13اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا \لإِنْجِيلِ فِي كُلِّ \لْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا».

14حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ \لاِثْنَيْ عَشَرَ \لَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا \لإِسْخَرْيُوطِيَّ إِلَى رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ 15وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ \لْفِضَّةِ. 16وَمِنْ ذَلِكَ \لْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ.

17وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ \لْفَطِيرِ تَقَدَّمَ \لتَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ \لْفِصْحَ؟» 18فَقَالَ: «ﭐذْهَبُوا إِلَى \لْمَدِينَةِ إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: \لْمُعَلِّمُ يَقُولُ إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ \لْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». 19فَفَعَلَ \لتَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا \لْفِصْحَ.

20وَلَمَّا كَانَ \لْمَسَاءُ \تَّكَأَ مَعَ \لاِثْنَيْ عَشَرَ. 21وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». 22فَحَزِنُوا جِدّاً وَ\بْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» 23فَأَجَابَ: «ﭐلَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي \لصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي. 24إِنَّ \بْنَ \لإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ \لرَّجُلِ \لَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ \بْنُ \لإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ \لرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ». 25فَسَأَلَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ».

26وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ \لْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى \لتَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِي». 27وَأَخَذَ \لْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «ﭐشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ 28لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي \لَّذِي لِلْعَهْدِ \لْجَدِيدِ \لَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ \لْخَطَايَا. 29وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ \لآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ \لْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ \لْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي». 30ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ \لزَّيْتُونِ.

31حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ \للَّيْلَةِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ \لرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ \لرَّعِيَّةِ. 32وَلَكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى \لْجَلِيلِ». 33فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ \لْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَداً». 34قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ \للَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ \ضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ \لتَّلاَمِيذِ.

36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «ﭐجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَ\بْنَيْ زَبْدِي وَ\بْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى \لْمَوْتِ. \ُمْكُثُوا هَهُنَا وَ\سْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ \لْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى \لتَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41ﭐِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا \لرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا \لْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ \لْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ \لْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 45ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا \لآنَ وَ\سْتَرِيحُوا. هُوَذَا \لسَّاعَةُ قَدِ \قْتَرَبَتْ وَ\بْنُ \لإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي \لْخُطَاةِ. 46قُومُوا نَنْطَلِقْ. هُوَذَا \لَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ \قْتَرَبَ».

47وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ \لاِثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ \لشَّعْبِ. 48وَﭐلَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً: «ﭐلَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ». 49فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «ﭐلسَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ. 50فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا \لأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. 51وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ \لَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَ\سْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ \لْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ. 52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ \لَّذِينَ يَأْخُذُونَ \لسَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! 53أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ \لآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ \ثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ \لْمَلاَئِكَةِ؟ 54فَكَيْفَ تُكَمَّلُ \لْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟». 55فِي تِلْكَ \لسَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَكُمْ أُعَلِّمُ فِي \لْهَيْكَلِ وَلَمْ تُمْسِكُونِي. 56وَأَمَّا هَذَا كُلُّهُ فَقَدْ كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ \لأَنْبِيَاءِ». حِينَئِذٍ تَرَكَهُ \لتَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.

57وَﭐلَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ \لْكَهَنَةِ حَيْثُ \جْتَمَعَ \لْكَتَبَةُ وَ\لشُّيُوخُ. 58وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ \لْكَهَنَةِ فَدَخَلَ إِلَى دَاخِلٍ وَجَلَسَ بَيْنَ \لْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ \لنِّهَايَةَ. 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لشُّيُوخُ وَ\لْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ 60فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ لَمْ يَجِدُوا. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ \للَّهِ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62فَقَامَ رَئِيسُ \لْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟» 63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ \لْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ \لْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ \لْمَسِيحُ \بْنُ \للَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ \لآنَ تُبْصِرُونَ \بْنَ \لإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ \لْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ \لسَّمَاءِ». 65فَمَزَّقَ رَئِيسُ \لْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً: «قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ \لْمَوْتِ». 67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68قَائِلِينَ: «تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا \لْمَسِيحُ مَنْ ضَرَبَكَ؟».

69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي \لدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ \لْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ \لْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى \لدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ \لنَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ \لرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ \لْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ \لرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ \لدِّيكُ. 75فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ \لَّذِي قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ \لدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً.


 

 اَلأَصْحَاحُ \لسَّابِعُ وَ\لْعِشْرُونَ

1وَلَمَّا كَانَ \لصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ \لشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ \لْبُنْطِيِّ \لْوَالِي.

3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا \لَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ \لثَّلاَثِينَ مِنَ \لْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ وَ\لشُّيُوخِ 4قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5فَطَرَحَ \لْفِضَّةَ فِي \لْهَيْكَلِ وَ\نْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ \لْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي \لْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». 7فَتَشَاوَرُوا وَ\شْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ \لْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ \لْحَقْلُ «حَقْلَ \لدَّمِ» إِلَى هَذَا \لْيَوْمِ. 9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا \لنَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا \لثَّلاَثِينَ مِنَ \لْفِضَّةِ ثَمَنَ \لْمُثَمَّنِ \لَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ \لْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي \لرَّبُّ».

11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ \لْوَالِي. فَسَأَلَهُ \لْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ \لْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ». 12وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. 13فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟»

14فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى تَعَجَّبَ \لْوَالِي جِدّاً.

15وَكَانَ \لْوَالِي مُعْتَاداً فِي \لْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيراً وَاحِداً مَنْ أَرَادُوهُ. 16وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ. 17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ \لَّذِي يُدْعَى \لْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً. 19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ \لْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ \مْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ \لْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ \لْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ». 20وَلَكِنَّ رُؤَسَاءَ \لْكَهَنَةِ وَ\لشُّيُوخَ حَرَّضُوا \لْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا بَارَابَاسَ وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ. 21فَسَأَلَ \لْوَالِي: «مَنْ مِنَ \لاِثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟» فَقَالُوا: «بَارَابَاسَ». 22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ \لَّذِي يُدْعَى \لْمَسِيحَ؟» قَالَ لَهُ \لْجَمِيعُ: «لِيُصْلَبْ!» 23فَقَالَ \لْوَالِي: «وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟» فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخاً قَائِلِينَ: «لِيُصْلَبْ!» 24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ \لْجَمْعِ قَائِلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا \لْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ». 25فَأَجَابَ جَمِيعُ \لشَّعْبِ: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا». 26حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ.

27فَأَخَذَ عَسْكَرُ \لْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ \لْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ \لْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «ﭐلسَّلاَمُ يَا مَلِكَ \لْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا \لْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا \سْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ \لرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.

32وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَاناً قَيْرَوَانِيّاً \سْمُهُ سِمْعَانُ فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ. 33وَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ جُلْجُثَةُ وَهُوَ \لْمُسَمَّى «مَوْضِعَ \لْجُمْجُمَةِ» 34أَعْطَوْهُ خَلاًّ مَمْزُوجاً بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. وَلَمَّا ذَاقَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْرَبَ. 35وَلَمَّا صَلَبُوهُ \قْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: «ﭐقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً». 36ثُمَّ جَلَسُوا يَحْرُسُونَهُ هُنَاكَ. 37وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ \لْيَهُودِ». 38حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ وَاحِدٌ عَنِ \لْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ \لْيَسَارِ.

39وَكَانَ \لْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ 40قَائِلِينَ: «يَا نَاقِضَ \لْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ \بْنَ \للَّهِ فَانْزِلْ عَنِ \لصَّلِيبِ!». 41وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ \لْكَتَبَةِ وَ\لشُّيُوخِ قَالُوا: 42«خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا». إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ \لآنَ عَنِ \لصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ! 43قَدِ \تَّكَلَ عَلَى \للَّهِ فَلْيُنْقِذْهُ \لآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا \بْنُ \للَّهِ!». 44وَبِذَلِكَ أَيْضاً كَانَ \للِّصَّانِ \للَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ.

45وَمِنَ \لسَّاعَةِ \لسَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ \لأَرْضِ إِلَى \لسَّاعَةِ \لتَّاسِعَةِ. 46وَنَحْوَ \لسَّاعَةِ \لتَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) 47فَقَوْمٌ مِنَ \لْوَاقِفِينَ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا». 48وَلِلْوَقْتِ رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلَأَهَا خَلاًّ وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. 49وَأَمَّا \لْبَاقُونَ فَقَالُوا: «ﭐتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ». 50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ \لرُّوحَ.

51وَإِذَا حِجَابُ \لْهَيْكَلِ قَدِ \نْشَقَّ إِلَى \ثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَ\لأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَ\لصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ 52وَﭐلْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ \لْقِدِّيسِينَ \لرَّاقِدِينَ 53وَخَرَجُوا مِنَ \لْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا \لْمَدِينَةَ \لْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. 54وَأَمَّا قَائِدُ \لْمِئَةِ وَ\لَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوُا \لزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ خَافُوا جِدّاً وَقَالُوا: «حَقّاً كَانَ هَذَا \بْنَ \للَّهِ». 55وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ \لْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ 56وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ \لْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَأُمُّ \بْنَيْ زَبْدِي.

57وَلَمَّا كَانَ \لْمَسَاءُ جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ \لرَّامَةِ \سْمُهُ يُوسُفُ - وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. 58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى \لْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ \لْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ \لْجَدِيدِ \لَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي \لصَّخْرَةِ ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَراً كَبِيراً عَلَى بَابِ \لْقَبْرِ وَمَضَى. 61وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ \لْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ \لأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ \لْقَبْرِ.

62وَفِي \لْغَدِ \لَّذِي بَعْدَ \لاِسْتِعْدَادِ \جْتَمَعَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ 63قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ \لْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. 64فَمُرْ بِضَبْطِ \لْقَبْرِ إِلَى \لْيَوْمِ \لثَّالِثِ لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ \لأَمْوَاتِ فَتَكُونَ \لضَّلاَلَةُ \لأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ \لأُولَى!» 65فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. \ِذْهَبُوا وَ\ضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ». 66فَمَضَوْا وَضَبَطُوا \لْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا \لْحَجَرَ.


 

اَلأَصْحَاحُ \لثَّامِنُ وَ\لْعِشْرُونَ

1وَبَعْدَ \لسَّبْتِ عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ \لأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ \لْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ \لأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. 2وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ \لرَّبِّ نَزَلَ مِنَ \لسَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ \لْحَجَرَ عَنِ \لْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. 3وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. 4فَمِنْ خَوْفِهِ \رْتَعَدَ \لْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. 5فَقَالَ \لْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ \لْمَصْلُوبَ. 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا \نْظُرَا \لْمَوْضِعَ \لَّذِي كَانَ \لرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. 7وَﭐذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ \لأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى \لْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا». 8فَخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ \لْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. 9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. 10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا. \ِذْهَبَا قُولاَ لِإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى \لْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي».

11وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ \لْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى \لْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ \لْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ. 12فَاجْتَمَعُوا مَعَ \لشُّيُوخِ وَتَشَاوَرُوا وَأَعْطَوُا \لْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً 13قَائِلِينَ: «قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ. 14وَإِذَا سُمِعَ ذَلِكَ عِنْدَ \لْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ». 15فَأَخَذُوا \لْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ فَشَاعَ هَذَا \لْقَوْلُ عِنْدَ \لْيَهُودِ إِلَى هَذَا \لْيَوْمِ.

16وَأَمَّا \لأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً فَانْطَلَقُوا إِلَى \لْجَلِيلِ إِلَى \لْجَبَلِ حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. 17وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا. 18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي \لسَّمَاءِ وَعَلَى \لأَرْضِ 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ \لأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ \لآبِ وَ\لاِبْنِ وَ\لرُّوحِ \لْقُدُسِ. 20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ \لأَيَّامِ إِلَى \نْقِضَاءِ \لدَّهْرِ». آمِينَ.