
اَلأَصْحَاحُ \لأَوَّلُ
1إِذْ
كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي \لأُمُورِ
\لْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا \لَّذِينَ كَانُوا
مُنْذُ \لْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا
أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ \لأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ
أَنْ أَكْتُبَ عَلَى \لتَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا \لْعَزِيزُ
ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ \لْكَلاَمِ \لَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.
5كَانَ فِي
أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ \لْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ \سْمُهُ زَكَرِيَّا
مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَ\مْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَ\سْمُهَا
أَلِيصَابَاتُ. 6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ \للهِ سَالِكَيْنِ
فِي جَمِيعِ وَصَايَا \لرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ. 7وَلَمْ يَكُنْ
لَهُمَا وَلَدٌ إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِراً. وَكَانَا كِلاَهُمَا
مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.
8فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ \للهِ 9حَسَبَ
عَادَةِ \لْكَهَنُوتِ أَصَابَتْهُ \لْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى
هَيْكَلِ \لرَّبِّ وَيُبَخِّرَ. 10وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ \لشَّعْبِ
يُصَلُّونَ خَارِجاً وَقْتَ \لْبَخُورِ. 11فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ \لرَّبِّ
وَاقِفاً عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ \لْبَخُورِ. 12فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا \ضْطَرَبَ
وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ. 13فَقَالَ لَهُ \لْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا
زَكَرِيَّا لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ وَ\مْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ
سَتَلِدُ لَكَ \بْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. 14وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَ\بْتِهَاجٌ
وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ 15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً
أَمَامَ \لرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ
أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ. 16وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى \لرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 17وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ
بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ لِيَرُدَّ قُلُوبَ \لآبَاءِ إِلَى
\لأَبْنَاءِ وَ\لْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ \لأَبْرَارِ لِكَيْ يُهَيِّئَ
لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً». 18فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ:
«كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَ\مْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ
فِي أَيَّامِهَا؟» 19فَأَجَابَ \لْمَلاَكُ: «أَنَا جِبْرَائِيلُ \لْوَاقِفُ
قُدَّامَ \للهِ وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذَا. 20وَهَا
أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ إِلَى \لْيَوْمِ
\لَّذِي يَكُونُ فِيهِ هَذَا لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي \لَّذِي
سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ». 21وَكَانَ \لشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا
وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي \لْهَيْكَلِ. 22فَلَمَّا خَرَجَ
لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا
فِي \لْهَيْكَلِ. فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً.
23وَلَمَّا
كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ. 24وَبَعْدَ تِلْكَ
\لأَيَّامِ حَبِلَتْ أَلِيصَابَاتُ \مْرَأَتُهُ وَأَخْفَتْ نَفْسَهَا
خَمْسَةَ أَشْهُرٍ قَائِلَةً: 25«هَكَذَا قَدْ فَعَلَ بِيَ \لرَّبُّ فِي
\لأَيَّامِ \لَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ
\لنَّاسِ».
26وَفِي
\لشَّهْرِ \لسَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ \لْمَلاَكُ مِنَ \للهِ إِلَى
مَدِينَةٍ مِنَ \لْجَلِيلِ \سْمُهَا نَاصِرَةُ 27إِلَى عَذْرَاءَ
مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ \سْمُهُ يُوسُفُ. وَ\سْمُ
\لْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. 28فَدَخَلَ إِلَيْهَا \لْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ
لَكِ أَيَّتُهَا \لْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ
أَنْتِ فِي \لنِّسَاءِ». 29فَلَمَّا رَأَتْهُ \ضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ
وَفَكَّرَتْ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ \لتَّحِيَّةُ! 30فَقَالَ لَهَا
\لْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً
عِنْدَ \للهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ \بْناً
وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَ\بْنَ \لْعَلِيِّ
يُدْعَى وَيُعْطِيهِ \لرَّبُّ \لإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ
33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى \لأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ
لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ
أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35فَأَجَابَ \لْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ \لْقُدُسُ يَحِلُّ
عَلَيْكِ وَقُوَّةُ \لْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً \لْقُدُّوسُ
\لْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى \بْنَ \للهِ. 36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ
نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا وَهَذَا هُوَ
\لشَّهْرُ \لسَّادِسُ لِتِلْكَ \لْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً 37لأَنَّهُ لَيْسَ
شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى \للهِ». 38فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا
أَنَا أَمَةُ \لرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا
\لْمَلاَكُ.
39فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى
\لْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا 40وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا
وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. 41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ
سَلاَمَ مَرْيَمَ \رْتَكَضَ \لْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَ\مْتَلَأَتْ
أَلِيصَابَاتُ مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ 42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ
وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي \لنِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ
ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي
إِلَيَّ؟ 44فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ \رْتَكَضَ
\لْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. 45فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ
يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ \لرَّبِّ».
46فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي \لرَّبَّ 47وَتَبْتَهِجُ رُوحِي
بِاللَّهِ مُخَلِّصِي 48لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى \تِّضَاعِ أَمَتِهِ.
فَهُوَذَا مُنْذُ \لآنَ جَمِيعُ \لأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي 49لأَنَّ
\لْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ وَ\سْمُهُ قُدُّوسٌ 50وَرَحْمَتُهُ إِلَى
جِيلِ \لأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. 51صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ.
شَتَّتَ \لْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. 52أَنْزَلَ \لأَعِزَّاءَ
عَنِ \لْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ \لْمُتَّضِعِينَ. 53أَشْبَعَ \لْجِيَاعَ
خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ \لأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. 54عَضَدَ إِسْرَائِيلَ
فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً 55كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لِإِبْراهِيمَ
وَنَسْلِهِ إِلَى \لأَبَدِ». 56فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ
ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.
57وَأَمَّا
أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ فَوَلَدَتِ \بْناً. 58وَسَمِعَ
جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ \لرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا
فَفَرِحُوا مَعَهَا. 59وَفِي \لْيَوْمِ \لثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا
\لصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ:
«لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا». 61فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي
عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهَذَا \لاِسْمِ». 62ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ
مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى. 63فَطَلَبَ لَوْحاً وَكَتَبَ: «ﭐسْمُهُ
يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ \لْجَمِيعُ. 64وَفِي \لْحَالِ \نْفَتَحَ فَمُهُ
وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ \للهَ. 65فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ
جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهَذِهِ \لأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ
جِبَالِ \لْيَهُودِيَّةِ 66فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ \لسَّامِعِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هَذَا \لصَّبِيُّ؟»
وَكَانَتْ يَدُ \لرَّبِّ مَعَهُ.
67وَﭐمْتَلأَ
زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ وَتَنَبَّأَ قَائِلاً:
68«مُبَارَكٌ \لرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ \فْتَقَدَ وَصَنَعَ
فِدَاءً لِشَعْبِهِ 69وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ
فَتَاهُ. 70كَمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ \لْقِدِّيسِينَ \لَّذِينَ
هُمْ مُنْذُ \لدَّهْرِ. 71خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي
جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. 72لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ
عَهْدَهُ \لْمُقَدَّسَ. 73ﭐلْقَسَمَ \لَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ
أَبِينَا: 74أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ مُنْقَذِينَ مِنْ
أَيْدِي أَعْدَائِنَا نَعْبُدُهُ 75بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ
أَيَّامِ حَيَاتِنَا. 76وَأَنْتَ أَيُّهَا \لصَّبِيُّ نَبِيَّ \لْعَلِيِّ
تُدْعَى لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ \لرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ.
77لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ \لْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ
78بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا \لَّتِي بِهَا \فْتَقَدَنَا \لْمُشْرَقُ
مِنَ \لْعَلاَءِ. 79لِيُضِيءَ عَلَى \لْجَالِسِينَ فِي \لظُّلْمَةِ
وَظِلاَلِ \لْمَوْتِ لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ
\لسَّلاَمِ».
80أَمَّا
\لصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ وَكَانَ فِي
\لْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لِإِسْرَائِيلَ.
اَلأَصْحَاحُ \لثَّانِي
1وَفِي
تِلْكَ \لأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ
يُكْتَتَبَ كُلُّ \لْمَسْكُونَةِ. 2وَهَذَا \لاِكْتِتَابُ \لأَوَّلُ جَرَى
إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. 3فَذَهَبَ \لْجَمِيعُ
لِيُكْتَتَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4فَصَعِدَ يُوسُفُ
أَيْضاً مِنَ \لْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ \لنَّاصِرَةِ إِلَى
\لْيَهُودِيَّةِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ \لَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ
لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ 5لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ
\مْرَأَتِهِ \لْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. 6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ
تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7فَوَلَدَتِ \بْنَهَا \لْبِكْرَ
وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي \لْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا
مَوْضِعٌ فِي \لْمَنْزِلِ.
8وَكَانَ
فِي تِلْكَ \لْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ
\للَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ 9وَإِذَا مَلاَكُ \لرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ
وَمَجْدُ \لرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً.
10فَقَالَ لَهُمُ \لْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ
بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ \لشَّعْبِ: 11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ
\لْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ \لْمَسِيحُ \لرَّبُّ.
12وَهَذِهِ لَكُمُ \لْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً
فِي مِذْوَدٍ». 13وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ \لْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ
\لْجُنْدِ \لسَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ \للهَ وَقَائِلِينَ: 14«ﭐلْمَجْدُ
لِلَّهِ فِي \لأَعَالِي وَعَلَى \لأَرْضِ \لسَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ
\لْمَسَرَّةُ».
15وَلَمَّا
مَضَتْ عَنْهُمُ \لْمَلاَئِكَةُ إِلَى \لسَّمَاءِ قَالَ \لرُّعَاةُ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ \لآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ
هَذَا \لأَمْرَ \لْوَاقِعَ \لَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ \لرَّبُّ».
16فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَ\لطِّفْلَ
مُضْجَعاً فِي \لْمِذْوَدِ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ
\لَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هَذَا \لصَّبِيِّ. 18وَكُلُّ \لَّذِينَ سَمِعُوا
تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ \لرُّعَاةِ. 19وَأَمَّا مَرْيَمُ
فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا \لْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي
قَلْبِهَا. 20ثُمَّ رَجَعَ \لرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ \للهَ
وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ
لَهُمْ.
21وَلَمَّا
تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا \لصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ
كَمَا تَسَمَّى مِنَ \لْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي \لْبَطْنِ.
22وَلَمَّا
تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى صَعِدُوا بِهِ
إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ 23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي
نَامُوسِ \لرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً
لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ
\لرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.
25وَكَانَ
رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ \سْمُهُ سِمْعَانُ كَانَ بَارّاً تَقِيّاً
يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ وَ\لرُّوحُ \لْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ.
26وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ \لْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى
\لْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ \لرَّبِّ. 27فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى
\لْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ
لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ \لنَّامُوسِ 28أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ
وَبَارَكَ \للهَ وَقَالَ: 29«ﭐلآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ
قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ 30لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ
31ﭐلَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ \لشُّعُوبِ. 32نُورَ
إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». 33وَكَانَ
يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ. 34وَبَارَكَهُمَا
سِمْعَانُ وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إِنَّ هَذَا قَدْ وُضِعَ
لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ.
35وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ
قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ».
36وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ
وَهِيَ مُتَقّدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ
سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. 37وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ
أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً لاَ تُفَارِقُ \لْهَيْكَلَ عَابِدَةً
بِأَصْوَامٍ وَطِلْبَاتٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. 38فَهِيَ فِي تِلْكَ
\لسَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ \لرَّبَّ وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ
\لْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ.
39وَلَمَّا
أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ \لرَّبِّ رَجَعُوا إِلَى
\لْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ \لنَّاصِرَةِ. 40وَكَانَ \لصَّبِيُّ
يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ
\للهِ عَلَيْهِ.
41وَكَانَ
أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ
\لْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ \ثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا
إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ \لْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا
\لأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا \لصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي
أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. 44وَإِذْ ظَنَّاهُ
بَيْنَ \لرُّفْقَةِ ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ
بَيْنَ \لأَقْرِبَاءِ وَ\لْمَعَارِفِ. 45وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا
إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. 46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
وَجَدَاهُ فِي \لْهَيْكَلِ جَالِساً فِي وَسْطِ \لْمُعَلِّمِينَ
يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. 47وَكُلُّ \لَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ
فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. 48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ \نْدَهَشَا. وَقَالَتْ
لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا
أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» 49فَقَالَ لَهُمَا:
«لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي
أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». 50فَلَمْ يَفْهَمَا \لْكَلاَمَ \لَّذِي
قَالَهُ لَهُمَا. 51ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى \لنَّاصِرَةِ
وَكَانَ خَاضِعاً لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ
\لأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. 52وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي
\لْحِكْمَةِ وَ\لْقَامَةِ وَ\لنِّعْمَةِ عِنْدَ \للهِ وَ\لنَّاسِ.
اَلأَصْحَاحُ \لثَّالِثُ
1وَفِي
\لسَّنَةِ \لْخَامِسَةِ عَشْرَةَ مِنْ سَلْطَنَةِ طِيبَارِيُوسَ قَيْصَرَ
إِذْ كَانَ بِيلاَطُسُ \لْبُنْطِيُّ وَالِياً عَلَى \لْيَهُودِيَّةِ
وَهِيرُودُسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى \لْجَلِيلِ وَفِيلُبُّسُ أَخُوهُ
رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى إِيطُورِيَّةَ وَكُورَةِ تَرَاخُونِيتِسَ
وَلِيسَانِيُوسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى \لأَبِلِيَّةِ 2فِي أَيَّامِ رَئِيسِ
\لْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا كَانَتْ كَلِمَةُ \للهِ عَلَى يُوحَنَّا
بْنِ زَكَرِيَّا فِي \لْبَرِّيَّةِ 3فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ \لْكُورَةِ
\لْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ \لتَّوْبَةِ
لِمَغْفِرَةِ \لْخَطَايَا 4كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ إِشَعْيَاءَ
\لنَّبِيِّ: «صَوْتُ صَارِخٍ فِي \لْبَرِّيَّةِ أَعِدُّوا طَرِيقَ \لرَّبِّ
\صْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. 5كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ وَكُلُّ جَبَلٍ
وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ وَتَصِيرُ \لْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً وَ\لشِّعَابُ
طُرُقاً سَهْلَةً 6وَيُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاَصَ \للهِ».
7وَكَانَ
يَقُولُ لِلْجُمُوعِ \لَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: «يَا
أَوْلاَدَ \لأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ \لْغَضَبِ
\لآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا
تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ
لَكُمْ إِنَّ \للهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ \لْحِجَارَةِ
أَوْلاَداً لِإِبْرَاهِيمَ. 9وَﭐلآنَ قَدْ وُضِعَتِ \لْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ
\لشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ
وَتُلْقَى فِي \لنَّارِ». 10وَسَأَلَهُ \لْجُمُوعُ: «فَمَاذَا نَفْعَلُ؟»
11فَأَجَابَ: «مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ وَمَنْ
لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هَكَذَا». 12وَجَاءَ عَشَّارُونَ أَيْضاً
لِيَعْتَمِدُوا وَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا نَفْعَلُ؟»
13فَأَجَابَ: «لاَ تَسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكُمْ».
14وَسَأَلَهُ جُنْدِيُّونَ أَيْضاً: «وَمَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ؟» فَأجَابَ:
«لاَ تَظْلِمُوا أَحَداً وَلاَ تَشُوا بِأَحَدٍ وَ\كْتَفُوا
بِعَلاَئِفِكُمْ».
15وَإِذْ
كَانَ \لشَّعْبُ يَنْتَظِرُ وَ\لْجَمِيعُ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ
عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ \لْمَسِيحُ 16قَالَ يُوحَنَّا لِلْجَمِيعِ:
«أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي
\لَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ
سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ \لْقُدُسِ وَنَارٍ. 17ﭐلَّذِي رَفْشُهُ فِي
يَدِهِ وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ وَيَجْمَعُ \لْقَمْحَ إِلَى مَخْزَنِهِ
وَأَمَّا \لتِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ». 18وَبِأَشْيَاءَ
أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَعِظُ \لشَّعْبَ وَيُبَشِّرُهُمْ. 19أَمَّا
هِيرُودُسُ رَئِيسُ \لرُّبْعِ فَإِذْ تَوَبَّخَ مِنْهُ لِسَبَبِ
هِيرُودِيَّا \مْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ وَلِسَبَبِ جَمِيعِ \لشُّرُورِ
\لَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا 20زَادَ هَذَا أَيْضاً عَلَى
\لْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي \لسِّجْنِ.
21وَلَمَّا
\عْتَمَدَ جَمِيعُ \لشَّعْبِ \عْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ
يُصَلِّي \نْفَتَحَتِ \لسَّمَاءُ 22وَنَزَلَ عَلَيْهِ \لرُّوحُ \لْقُدُسُ
بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ \لسَّمَاءِ
قَائِلاً: «أَنْتَ \بْنِي \لْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!».
23وَلَمَّا
\بْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا
كَانَ يُظَنُّ \بْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي 24بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي
بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ 25بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ عَامُوصَ
بْنِ نَاحُومَ بْنِ حَسْلِي بْنِ نَجَّايِ 26بْنِ مَآثَ بْنِ مَتَّاثِيَا
بْنِ شِمْعِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَهُوذَا 27بْنِ يُوحَنَّا بْنِ رِيسَا
بْنِ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي 28بْنِ مَلْكِي بْنِ
أَدِّي بْنِ قُصَمَ بْنِ أَلْمُودَامَ بْنِ عِيرِ 29بْنِ يُوسِي بْنِ
أَلِيعَازَرَ بْنِ يُورِيمَ بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي 30بْنِ شِمْعُونَ
بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أَلِيَاقِيمَ 31بْنِ
مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ 32بْنِ
يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ 33بْنِ
عَمِّينَادَابَ بْنِ آرَامَ بْنِ حَصْرُونَ بْنِ فَارِصَ بْنِ يَهُوذَا
34بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ بْنِ
نَاحُورَ 35بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ
شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ
لاَمَكَ 37بْنِ مَتُوشَالَحَ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَارِدَ بْنِ
مَهْلَلْئِيلَ بْنِ قِينَانَ 38بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ \بْنِ
\للهِ.
اَلأَصْحَاحُ \لرَّابِعُ
1أَمَّا
يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ \لأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ
وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي \لْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً
يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ.
وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ
\بْنَ \للهِ فَقُلْ لِهَذَا \لْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ
يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا \لإِنْسَانُ
بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ \للهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى
جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ \لْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ
مِنَ \لزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا
\لسُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا
أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ
\لْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «ﭐذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ
مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ
\لْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ \بْنَ \للهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ
مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي
مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ
يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ \لرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا
أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.
14وَرَجَعَ
يَسُوعُ بِقُوَّةِ \لرُّوحِ إِلَى \لْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي
جَمِيعِ \لْكُورَةِ \لْمُحِيطَةِ. 15وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ
مُمَجَّداً مِنَ \لْجَمِيعِ. 16وَجَاءَ إِلَى \لنَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ
قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ \لْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ \لسَّبْتِ
وَقَامَ لِيَقْرَأَ 17فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ \لنَّبِيِّ.
وَلَمَّا فَتَحَ \لسِّفْرَ وَجَدَ \لْمَوْضِعَ \لَّذِي كَانَ مَكْتُوباً
فِيهِ: 18«رُوحُ \لرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ
\لْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ \لْمُنْكَسِرِي \لْقُلُوبِ لأُنَادِيَ
لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ \لْمُنْسَحِقِينَ
فِي \لْحُرِّيَّةِ 19وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ \لرَّبِّ \لْمَقْبُولَةِ».
20ثُمَّ طَوَى \لسِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى \لْخَادِمِ وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ
\لَّذِينَ فِي \لْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً إِلَيْهِ.
21فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّهُ \لْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا
\لْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ». 22وَكَانَ \لْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ
وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ \لنِّعْمَةِ \لْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ
وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هَذَا \بْنَ يُوسُفَ؟» 23فَقَالَ لَهُمْ: «عَلَى
كُلِّ حَالٍ تَقُولُونَ لِي هَذَا \لْمَثَلَ: أَيُّهَا \لطَّبِيبُ \شْفِ
نَفْسَكَ. كَمْ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ فَافْعَلْ
ذَلِكَ هُنَا أَيْضاً فِي وَطَنِكَ 24وَقَالَ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ
إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ. 25وَبِالْحَقِّ أَقُولُ
لَكُمْ إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ
إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ \لسَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ
أَشْهُرٍ لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي \لأَرْضِ كُلِّهَا 26وَلَمْ
يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا إِلاَّ إِلَى أَرْمَلَةٍ إِلَى
صِرْفَةِ صَيْدَاءَ. 27وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي
زَمَانِ أَلِيشَعَ \لنَّبِيِّ وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ
نُعْمَانُ \لسُّرْيَانِيُّ». 28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ \لَّذِينَ فِي
\لْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ
\لْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ \لْجَبَلِ \لَّذِي كَانَتْ
مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ.
30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.
31وَﭐنْحَدَرَ
إِلَى كَفْرِنَاحُومَ مَدِينَةٍ مِنَ \لْجَلِيلِ وَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي
\لسُّبُوتِ. 32فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ
بِسُلْطَانٍ. 33وَكَانَ فِي \لْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ
نَجِسٍ فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: 34«آهِ مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ
\لنَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ:
قُدُّوسُ \للهِ». 35فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «ﭐخْرَسْ وَ\خْرُجْ
مِنْهُ». فَصَرَعَهُ \لشَّيْطَانُ فِي \لْوَسَطِ وَخَرَجَ مِنْهُ وَلَمْ
يَضُرَّهُ شَيْئاً. 36فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى \لْجَمِيعِ وَكَانُوا
يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: «مَا هَذِهِ \لْكَلِمَةُ!
لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ \لأَرْوَاحَ \لنَّجِسَةَ
فَتَخْرُجُ». 37وَخَرَجَ صِيتٌ عَنْهُ إِلَى كُلِّ مَوْضِعٍ فِي \لْكُورَةِ
\لْمُحِيطَةِ.
38وَلَمَّا
قَامَ مِنَ \لْمَجْمَعِ دَخَلَ بَيْتَ سِمْعَانَ. وَكَانَتْ حَمَاةُ
سِمْعَانَ قَدْ أَخَذَتْهَا حُمَّى شَدِيدَةٌ. فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا.
39فَوَقَفَ فَوْقَهَا وَ\نْتَهَرَ \لْحُمَّى فَتَرَكَتْهَا! وَفِي \لْحَالِ
قَامَتْ وَصَارَتْ تَخْدِمُهُمْ. 40وَعِنْدَ غُرُوبِ \لشَّمْسِ جَمِيعُ \لَّذِينَ
كَانَ عِنْدَهُمْ سُقَمَاءُ بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ قَدَّمُوهُمْ
إِلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَشَفَاهُمْ.
41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ
وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ \بْنُ \للهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ
يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ \لْمَسِيحُ.
42وَلَمَّا صَارَ \لنَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ
وَكَانَ \لْجُمُوعُ يُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا إِلَيْهِ
وَأَمْسَكُوهُ لِئَلاَّ يَذْهَبَ عَنْهُمْ. 43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ
يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ \لْمُدُنَ \لأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ
\للهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ». 44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ
\لْجَلِيلِ.
اَلأَصْحَاحُ \لْخَامِسُ
1وَإِذْ
كَانَ \لْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ \للهِ كَانَ
وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ. 2فَرَأَى سَفِينَتَيْنِ
وَاقِفَتَيْنِ عِنْدَ \لْبُحَيْرَةِ وَ\لصَّيَّادُونَ قَدْ خَرَجُوا
مِنْهُمَا وَغَسَلُوا \لشِّبَاكَ. 3فَدَخَلَ إِحْدَى \لسَّفِينَتَيْنِ
\لَّتِي كَانَتْ لِسِمْعَانَ وَسَأَلَهُ أَنْ يُبْعِدَ قَلِيلاً عَنِ
\لْبَرِّ. ثُمَّ جَلَسَ وَصَارَ يُعَلِّمُ \لْجُمُوعَ مِنَ \لسَّفِينَةِ.
4وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ \لْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: «ﭐبْعُدْ إِلَى
\لْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ». 5فَأَجَابَ سِمْعَانُ: «يَا
مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا \للَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً.
وَلَكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي \لشَّبَكَةَ». 6وَلَمَّا فَعَلُوا
ذَلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكاً كَثِيراً جِدّاً فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ
تَتَخَرَّقُ. 7فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُِ \لَّذِينَ فِي
\لسَّفِينَةِ \لأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا
وَمَلَأُوا \لسَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي \لْغَرَقِ. 8فَلَمَّا
رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذَلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ
قَائِلاً: «ﭐخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ».
9إِذِ \عْتَرَتْهُ وَجمِيعَ \لَّذِينَ مَعَهُ دَهْشَةٌ عَلَى صَيْدِ
\لسَّمَكِ \لَّذِي أَخَذُوهُ. 10وَكَذَلِكَ أَيْضاً يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا
\بْنَا زَبْدِي \للَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ. فَقَالَ يَسُوعُ
لِسِمْعَانَ: «لاَ تَخَفْ! مِنَ \لآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ \لنَّاسَ!»
11وَلَمَّا جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلَى \لْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ
شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ.
12وَكَانَ
فِي إِحْدَى \لْمُدُنِ. فَإِذَا رَجُلٌ مَمْلُوءٌ بَرَصاً. فَلَمَّا رَأَى
يَسُوعَ خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ
إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 13فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ
قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ ذَهَبَ عَنْهُ \لْبَرَصُ.
14فَأَوْصَاهُ أَنْ لاَ يَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ «ﭐمْضِ وَأَرِ نَفْسَكَ
لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى شَهَادَةً
لَهُمْ». 15فَذَاعَ \لْخَبَرُ عَنْهُ أَكْثَرَ. فَاجْتَمَعَ جُمُوعٌ
كَثِيرَةٌ لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيُشْفَوْا بِهِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ.
16وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي \لْبَرَارِي وَيُصَلِّي.
17وَفِي
أَحَدِ \لأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ
لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ
\لْجَلِيلِ وَ\لْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ. وَكَانَتْ قُوَّةُ \لرَّبِّ
لِشِفَائِهِمْ. 18وَإِذَا بِرِجَالٍ يَحْمِلُونَ عَلَى فِرَاشٍ إِنْسَاناً
مَفْلُوجاً وَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا بِهِ وَيَضَعُوهُ
أَمَامَهُ. 19وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوا مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُونَ بِهِ
لِسَبَبِ \لْجَمْعِ صَعِدُوا عَلَى \لسَّطْحِ وَدَلَّوْهُ مَعَ \لْفِرَاشِ
مِنْ بَيْنِ \لأَجُرِّ إِلَى \لْوَسَطِ قُدَّامَ يَسُوعَ. 20فَلَمَّا رَأَى
إِيمَانَهُمْ قَالَ لَهُ: «أَيُّهَا \لإِنْسَانُ مَغْفُورَةٌ لَكَ
خَطَايَاكَ». 21فَابْتَدَأَ \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرُونَ
قَائِلِينَ: «مَنْ هَذَا \لَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ
أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ \للهُ وَحْدَهُ؟» 22فَشَعَرَ يَسُوعُ
بِأَفْكَارِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «مَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِكُمْ؟
23أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ
يُقَالَ قُمْ وَ\مْشِ. 24وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ
\لإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى \لأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ \لْخَطَايَا» - قَالَ
لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَ\حْمِلْ فِرَاشَكَ وَ\ذْهَبْ إِلَى
بَيْتِكَ». 25فَفِي \لْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ وَحَمَلَ مَا كَانَ
مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ \للهَ.
26فَأَخَذَتِ \لْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا \للهَ وَ\مْتَلَأُوا خَوْفاً
قَائِلِينَ: «إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا \لْيَوْمَ عَجَائِبَ!».
27وَبَعْدَ
هَذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّاراً \سْمُهُ لاَوِي جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ
\لْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: «ﭐتْبَعْنِي». 28فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ
وَتَبِعَهُ. 29وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَ\لَّذِينَ
كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعاً كَثِيراً مِنْ عَشَّارِينَ
وَآخَرِينَ. 30فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى
تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ
عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟» 31فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ يَحْتَاجُ \لأَصِحَّاءُ
إِلَى طَبِيبٍ بَلِ \لْمَرْضَى. 32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ
خُطَاةً إِلَى \لتَّوْبَةِ».
33وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيراً
وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ وَكَذَلِكَ تَلاَمِيذُ \لْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضاً
وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟» 34فَقَالَ لَهُمْ:
«أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي \لْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ
\لْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ 35وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ
\لْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ».
36وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ رُقْعَةً مِنْ
ثَوْبٍ جَدِيدٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ وَإِلاَّ فَالْجَدِيدُ يَشُقُّهُ وَ\لْعَتِيقُ
لاَ تُوافِقُهُ \لرُّقْعَةُ \لَّتِي مِنَ \لْجَدِيدِ. 37وَلَيْسَ أَحَدٌ
يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ
\لْخَمْرُ \لْجَدِيدَةُ \لزِّقَاقَ فَهِيَ تُهْرَقُ وَ\لزِّقَاقُ تَتْلَفُ.
38بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ
جَمِيعاً. 39وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ \لْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ
\لْجَدِيدَ لأَنَّهُ يَقُولُ: \لْعَتِيقُ أَطْيَبُ».
اَلأَصْحَاحُ \لسَّادِسُ
1وَفِي
\لسَّبْتِ \لثَّانِي بَعْدَ \لأَوَّلِ \جْتَازَ بَيْنَ \لزُّرُوعِ. وَكَانَ
تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ \لسَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ
يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ. 2فَقَالَ لَهُمْ قَوْمٌ مِنَ \لْفَرِّيسِيِّينَ:
«لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي \لسُّبُوتِ؟»
3فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ وَلاَ هَذَا \لَّذِي فَعَلَهُ
دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَ\لَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ 4كَيْفَ دَخَلَ
بَيْتَ \للهِ وَأَخَذَ خُبْزَ \لتَّقْدِمَةِ وَأَكَلَ وَأَعْطَى \لَّذِينَ
مَعَهُ أَيْضاً \لَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟»
5وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ \بْنَ \لإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ \لسَّبْتِ أَيْضاً».
6وَفِي
سَبْتٍ آخَرَ دَخَلَ \لْمَجْمَعَ وَصَارَ يُعَلِّمُ. وَكَانَ هُنَاكَ
رَجُلٌ يَدُهُ \لْيُمْنَى يَابِسَةٌ 7وَكَانَ \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ
يُرَاقِبُونَهُ: هَلْ يَشْفِي فِي \لسَّبْتِ لِكَيْ يَجِدُوا عَلَيْهِ
شِكَايَةً. 8أَمَّا هُوَ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ
\لَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: «قُمْ وَقِفْ فِي \لْوَسَطِ». فَقَامَ وَوَقَفَ.
9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَسْأَلُكُمْ شَيْئاً: هَلْ يَحِلُّ فِي
\لسَّبْتِ فِعْلُ \لْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ \لشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ
إِهْلاَكُهَا؟». 10ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ
لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً
كَالأُخْرَى. 11فَامْتَلَأُوا حُمْقاً وَصَارُوا يَتَكَالَمُونَ فِيمَا
بَيْنَهُمْ: مَاذَا يَفْعَلُونَ بِيَسُوعَ؟
12وَفِي
تِلْكَ \لأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى \لْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى \للَّيْلَ
كُلَّهُ فِي \لصَّلاَةِ لِلَّهِ.
13وَلَمَّا
كَانَ \لنَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ وَ\خْتَارَ مِنْهُمُ \ثْنَيْ عَشَرَ \لَّذِينَ
سَمَّاهُمْ أَيْضاً «رُسُلاً»: 14سِمْعَانَ \لَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً
بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ
وَبَرْثُولَمَاوُسَ. 15مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى
وَسِمْعَانَ \لَّذِي يُدْعَى \لْغَيُورَ. 16يَهُوذَا بْنَ يَعْقُوبَ
وَيَهُوذَا \لإِسْخَرْيُوطِيَّ \لَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً.
17وَنَزَلَ
مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ
وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ \لشَّعْبِ مِنْ جَمِيعِ \لْيَهُودِيَّةِ
وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ \لَّذِينَ جَاءُوا
لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ 18وَﭐلْمُعَذَّبُونَ مِنْ
أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. 19وَكُلُّ \لْجَمْعِ طَلَبُوا
أَنْ يَلْمِسُوهُ لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي
\لْجَمِيعَ.
20وَرَفَعَ
عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «طُوبَاكُمْ أَيُّهَا
\لْمَسَاكِينُ لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ \للهِ. 21طُوبَاكُمْ أَيُّهَا
\لْجِيَاعُ \لآنَ لأَنَّكُمْ تُشْبَعُونَ. طُوبَاكُمْ أَيُّهَا \لْبَاكُونَ
\لآنَ لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ. 22طُوبَاكُمْ إِذَا أَبْغَضَكُمُ \لنَّاسُ
وَإِذَا أَفْرَزُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ وَأَخْرَجُوا \سْمَكُمْ كَشِرِّيرٍ
مِنْ أَجْلِ \بْنِ \لإِنْسَانِ. 23ﭐِفْرَحُوا فِي ذَلِكَ \لْيَوْمِ
وَتَهَلَّلُوا فَهُوَذَا أَجْرُكُمْ عَظِيمٌ فِي \لسَّمَاءِ. لأَنَّ
آبَاءَهُمْ هَكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ. 24وَلَكِنْ
وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لأَغْنِيَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ
عَزَاءَكُمْ. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لشَّبَاعَى لأَنَّكُمْ
سَتَجُوعُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لضَّاحِكُونَ \لآنَ لأَنَّكُمْ
سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ. 26وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ
\لنَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ
بِالأَنْبِيَاءِ \لْكَذَبَةِ.
27«لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا \لسَّامِعُونَ: أَحِبُّوا
أَعْدَاءَكُمْ أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ 28بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ
وَصَلُّوا لأَجْلِ \لَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ. 29مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى
خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ \لآخَرَ أَيْضاً وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ
تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً. 30وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ
أَخَذَ \لَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ. 31وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ
يَفْعَلَ \لنَّاسُ بِكُمُ \فْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هَكَذَا.
32وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ \لَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟
فَإِنَّ \لْخُطَاةَ أَيْضاً يُحِبُّونَ \لَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ.
33وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى \لَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ فَأَيُّ
فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ \لْخُطَاةَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا. 34وَإِنْ
أَقْرَضْتُمُ \لَّذِينَ تَرْجُونَ أَنْ تَسْتَرِدُّوا مِنْهُمْ فَأَيُّ
فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ \لْخُطَاةَ أَيْضاً يُقْرِضُونَ \لْخُطَاةَ لِكَيْ
يَسْتَرِدُّوا مِنْهُمُ \لْمِثْلَ. 35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ
وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ
أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي \لْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ
عَلَى غَيْرِ \لشَّاكِرِينَ وَ\لأَشْرَارِ. 36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا
أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.
37وَلاَ
تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى
عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ. 38أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً
جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ.
لأَنَّهُ بِنَفْسِ \لْكَيْلِ \لَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ».
39وَضَرَبَ
لَهُمْ مَثَلاً: «هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا
يَسْقُطُ \لاِثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟ 40لَيْسَ \لتِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ
مُعَلِّمِهِ بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلاً يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ.
41لِمَاذَا تَنْظُرُ \لْقَذَى \لَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَأَمَّا
\لْخَشَبَةُ \لَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 42أَوْ كَيْفَ
تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي دَعْنِي أُخْرِجِ \لْقَذَى
\لَّذِي فِي عَيْنِكَ وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ \لْخَشَبَةَ \لَّتِي فِي
عَيْنِكَ. يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً \لْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ
وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ \لْقَذَى \لَّذِي فِي عَيْنِ
أَخِيكَ.
43لأَنَّهُ
مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيّاً وَلاَ شَجَرَةٍ
رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً. 44لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ
مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ \لشَّوْكِ تِيناً وَلاَ
يَقْطِفُونَ مِنَ \لْعُلَّيْقِ عِنَباً. 45اَلإِنْسَانُ \لصَّالِحُ مِنْ
كَنْزِ قَلْبِهِ \لصَّالِحِ يُخْرِجُ \لصَّلاَحَ وَ\لإِنْسَانُ \لشِّرِّيرُ
مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ \لشِّرِّيرِ يُخْرِجُ \لشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ
فَضْلَةِ \لْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ.
46وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ وَأَنْتُمْ لاَ
تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ 47كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ
كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ 48يُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتاً وَحَفَرَ
وَعَمَّقَ وَوَضَعَ \لأَسَاسَ عَلَى \لصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ
صَدَمَ \لنَّهْرُ ذَلِكَ \لْبَيْتَ فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ
لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى \لصَّخْرِ. 49وَأَمَّا \لَّذِي يَسْمَعُ
وَلاَ يَعْمَلُ فَيُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتَهُ عَلَى \لأَرْضِ مِنْ
دُونِ أَسَاسٍ فَصَدَمَهُ \لنَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً وَكَانَ خَرَابُ
ذَلِكَ \لْبَيْتِ عَظِيماً».
اَلأَصْحَاحُ \لسَّابِعُ
1وَلَمَّا
أَكْمَلَ أَقْوَالَهُ كُلَّهَا فِي مَسَامِعِ \لشَّعْبِ دَخَلَ
كَفْرَنَاحُومَ. 2وَكَانَ عَبْدٌ لِقَائِدِ مِئَةٍ مَرِيضاً مُشْرِفاً
عَلَى \لْمَوْتِ وَكَانَ عَزِيزاً عِنْدَهُ. 3فَلَمَّا سَمِعَ عَنْ يَسُوعَ
أَرْسَلَ إِلَيْهِ شُيُوخَ \لْيَهُودِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَشْفِيَ
عَبْدَهُ. 4فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ طَلَبُوا إِلَيْهِ بِاجْتِهَادٍ
قَائِلِينَ: «إِنَّهُ مُسْتَحِقٌّ أَنْ يُفْعَلَ لَهُ هَذَا 5لأَنَّهُ
يُحِبُّ أُمَّتَنَا وَهُوَ بَنَى لَنَا \لْمَجْمَعَ». 6فَذَهَبَ يَسُوعُ
مَعَهُمْ. وَإِذْ كَانَ غَيْرَ بَعِيدٍ عَنِ \لْبَيْتِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ
قَائِدُ \لْمِئَةِ أَصْدِقَاءَ يَقُولُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ لاَ تَتْعَبْ.
لأَنِّي لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي. 7لِذَلِكَ لَمْ
أَحْسِبْ نَفْسِي أَهْلاً أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ. لَكِنْ قُلْ كَلِمَةً
فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. 8لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ مُرَتَّبٌ تَحْتَ
سُلْطَانٍ لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. وَأَقُولُ لِهَذَا: \ذْهَبْ فَيَذْهَبُ
وَلِآخَرَ: \ئْتِ فَيَأْتِي وَلِعَبْدِي: \فْعَلْ هَذَا فَيَفْعَلُ».
9وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ هَذَا تَعَجَّبَ مِنْهُ وَ\لْتَفَتَ إِلَى
\لْجَمْعِ \لَّذِي يَتْبَعُهُ وَقَالَ: «أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ
فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَاناً بِمِقْدَارِ هَذَا». 10وَرَجَعَ \لْمُرْسَلُونَ
إِلَى \لْبَيْتِ فَوَجَدُوا \لْعَبْدَ \لْمَرِيضَ قَدْ صَحَّ.
11وَفِي
\لْيَوْمِ \لتَّالِي ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ وَذَهَبَ
مَعَهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ. 12فَلَمَّا \قْتَرَبَ
إِلَى بَابِ \لْمَدِينَةِ إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ \بْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ
وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ \لْمَدِينَةِ. 13فَلَمَّا
رَآهَا \لرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي».
14ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ \لنَّعْشَ فَوَقَفَ \لْحَامِلُونَ. فَقَالَ:
«أَيُّهَا \لشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ». 15فَجَلَسَ \لْمَيْتُ وَ\بْتَدَأَ
يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ \لْجَمِيعَ خَوْفٌ
وَمَجَّدُوا \للهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَ\فْتَقَدَ
\للهُ شَعْبَهُ». 17وَخَرَجَ هَذَا \لْخَبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ
\لْيَهُودِيَّةِ وَفِي جَمِيعِ \لْكُورَةِ \لْمُحِيطَةِ.
18فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهَذَا كُلِّهِ. 19فَدَعَا يُوحَنَّا
\ثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: «أَنْتَ
هُوَ \لآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 20فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ
\لرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا \لْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ
قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ \لآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 21وَفِي تِلْكَ
\لسَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ
شِرِّيرَةٍ وَوَهَبَ \لْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. 22فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «ﭐذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا
وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ \لْعُمْيَ يُبْصِرُونَ وَ\لْعُرْجَ يَمْشُونَ وَ\لْبُرْصَ
يُطَهَّرُونَ وَ\لصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَ\لْمَوْتَى يَقُومُونَ وَ\لْمَسَاكِينَ
يُبَشَّرُونَ. 23وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».
24فَلَمَّا
مَضَى رَسُولاَ يُوحَنَّا \بْتَدَأَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا:
«مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى \لْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً
تُحَرِّكُهَا \لرِّيحُ؟ 25بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟
أَإِنْسَاناً لاَبِساً ثِيَاباً نَاعِمَةً؟ هُوَذَا \لَّذِينَ فِي
\للِّبَاسِ \لْفَاخِرِ وَ\لتَّنَعُّمِ هُمْ فِي قُصُورِ \لْمُلُوكِ. 26بَلْ
مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيّاً؟ نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ
وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ! 27هَذَا هُوَ \لَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا
أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي \لَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ
قُدَّامَكَ! 28لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ بَيْنَ \لْمَوْلُودِينَ
مِنَ \لنِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا \لْمَعْمَدَانِ
وَلَكِنَّ \لأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ \للهِ أَعْظَمُ مِنْهُ». 29وَجَمِيعُ
\لشَّعْبِ إِذْ سَمِعُوا وَ\لْعَشَّارُونَ بَرَّرُوا \للهَ مُعْتَمِدِينَ
بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا. 30وَأَمَّا \لْفَرِّيسِيُّونَ وَ\لنَّامُوسِيُّونَ
فَرَفَضُوا مَشُورَةَ \للهِ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ
مِنْهُ.
31ثُمَّ
قَالَ \لرَّبُّ: «فَبِمَنْ أُشَبِّهُ أُنَاسَ هَذَا \لْجِيلِ وَمَاذَا
يُشْبِهُونَ؟ 32يُشْبِهُونَ أَوْلاَداً جَالِسِينَ فِي \لسُّوقِ يُنَادُونَ
بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَيَقُولُونَ: زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا.
نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَبْكُوا. 33لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا
\لْمَعْمَدَانُ لاَ يَأْكُلُ خُبْزاً وَلاَ يَشْرَبُ خَمْراً فَتَقُولُونَ:
بِهِ شَيْطَانٌ. 34جَاءَ \بْنُ \لإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ
فَتَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ
لِلْعَشَّارِينَ وَ\لْخُطَاةِ. 35وَﭐلْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ جَمِيعِ
بَنِيهَا».
36وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ \لْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ
فَدَخَلَ بَيْتَ \لْفَرِّيسِيِّ وَ\تَّكَأَ. 37وَإِذَا \مْرَأَةٌ فِي
\لْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي
بَيْتِ \لْفَرِّيسِيِّ جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ 38وَوَقَفَتْ عِنْدَ
قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً وَ\بْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ
بِالدُّمُوعِ وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا وَتُقَبِّلُ
قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ. 39فَلَمَّا رَأَى \لْفَرِّيسِيُّ
\لَّذِي دَعَاهُ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: «لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً
لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ \لْمَرْأَةُ \لَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا
خَاطِئِةٌ». 40فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا سِمْعَانُ عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ
لَكَ». فَقَالَ: «قُلْ يَا مُعَلِّمُ». 41«كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ.
عَلَى \لْوَاحِدِ خَمْسُ مِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى \لآخَرِ خَمْسُونَ.
42وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعاً.
فَقُلْ: أَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبّاً لَهُ؟» 43فَأَجَابَ سِمْعَانُ:
«أَظُنُّ \لَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَرِ». فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ
حَكَمْتَ». 44ثُمَّ \لْتَفَتَ إِلَى \لْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ:
«أَتَنْظُرُ هَذِهِ \لْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ وَمَاءً لأَجْلِ
رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ
بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا. 45قُبْلَةً لَمْ
تُقَبِّلْنِي وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ
رِجْلَيَّ. 46بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ
دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ. 47مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ
غُفِرَتْ خَطَايَاهَا \لْكَثِيرَةُ لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَ\لَّذِي
يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً». 48ثُمَّ قَالَ لَهَا:
«مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ». 49فَابْتَدَأَ \لْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ
يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: «مَنْ هَذَا \لَّذِي يَغْفِرُ خَطَايَا
أَيْضاً؟». 50فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي
بِسَلاَمٍ».
اَلأَصْحَاحُ \لثَّامِنُ
1وَعَلَى
أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ
وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ \للهِ وَمَعَهُ \لاِثْنَا عَشَرَ. 2وَبَعْضُ
\لنِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ:
مَرْيَمُ \لَّتِي تُدْعَى \لْمَجْدَلِيَّةَ \لَّتِي خَرَجَ مِنْهَا
سَبْعَةُ شَيَاطِينَ 3وَيُوَنَّا \مْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ
وَسُوسَنَّةُ وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ.
4فَلَمَّا
\جْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مِنَ \لَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ
كُلِّ مَدِينَةٍ قَالَ بِمَثَلٍ: 5«خَرَجَ \لزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ.
وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى \لطَّرِيقِ فَانْدَاسَ
وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ \لسَّمَاءِ. 6وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى \لصَّخْرِ
فَلَمَّا نَبَتَ جَفَّ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ. 7وَسَقَطَ
آخَرُ فِي وَسَطِ \لشَّوْكِ فَنَبَتَ مَعَهُ \لشَّوْكُ وَخَنَقَهُ.
8وَسَقَطَ آخَرُ فِي \لأَرْضِ \لصَّالِحَةِ فَلَمَّا نَبَتَ صَنَعَ ثَمَراً
مِئَةَ ضِعْفٍ». قَالَ هَذَا وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ
فَلْيَسْمَعْ!».
9فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا \لْمَثَلُ؟».
10فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ
\للهِ وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَالٍ حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ
لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ. 11وَهَذَا هُوَ \لْمَثَلُ:
\لزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ \للهِ 12وَﭐلَّذِينَ عَلَى \لطَّرِيقِ هُمُ \لَّذِينَ
يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ \لْكَلِمَةَ مِنْ
قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. 13وَﭐلَّذِينَ عَلَى
\لصَّخْرِ هُمُ \لَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ \لْكَلِمَةَ
بِفَرَحٍ. وَهَؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ
وَفِي وَقْتِ \لتَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. 14وَﭐلَّذِي سَقَطَ بَيْنَ
\لشَّوْكِ هُمُ \لَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ
مِنْ هُمُومِ \لْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا وَلاَ يُنْضِجُونَ
ثَمَراً. 15وَﭐلَّذِي فِي \لأَرْضِ \لْجَيِّدَةِ هُوَ \لَّذِينَ
يَسْمَعُونَ \لْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ
وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ.
16«وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ
تَحْتَ سَرِيرٍ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ لِيَنْظُرَ \لدَّاخِلُونَ
\لنُّورَ. 17لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ
يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ. 18فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ! لأَنَّ مَنْ لَهُ
سَيُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ».
19وَجَاءَ
إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ
لِسَبَبِ \لْجَمْعِ. 20فَأَخْبَرُوهُ: «أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ
خَارِجاً يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ». 21فَأَجَابَ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي
هُمُ \لَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ \للهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».
22وَفِي
أَحَدِ \لأَيَّامِ دَخَلَ سَفِينَةً هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ فَقَالَ لَهُمْ:
«لِنَعْبُرْ إِلَى عَبْرِ \لْبُحَيْرَةِ». فَأَقْلَعُوا. 23وَفِيمَا هُمْ
سَائِرُونَ نَامَ. فَنَزَلَ نَوْءُ رِيحٍ فِي \لْبُحَيْرَةِ وَكَانُوا
يَمْتَلِئُونَ مَاءً وَصَارُوا فِي خَطَرٍ. 24فَتَقَدَّمُوا وَأَيْقَظُوهُ
قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ يَا مُعَلِّمُ إِنَّنَا نَهْلِكُ!». فَقَامَ وَ\نْتَهَرَ
\لرِّيحَ وَتَمَوُّجَ \لْمَاءِ فَانْتَهَيَا وَصَارَ هُدُوءٌ. 25ثُمَّ
قَالَ لَهُمْ: «أَيْنَ إِيمَانُكُمْ؟» فَخَافُوا وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ
فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ \لرِّيَاحَ
أَيْضاً وَ\لْمَاءَ فَتُطِيعُهُ!».
26وَسَارُوا إِلَى كُورَةِ \لْجَدَرِيِّينَ \لَّتِي هِيَ مُقَابِلَ
\لْجَلِيلِ. 27وَلَمَّا خَرَجَ إِلَى \لأَرْضِ \سْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ
\لْمَدِينَةِ كَانَ فِيهِ شَيَاطِينُ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ وَكَانَ لاَ
يَلْبَسُ ثَوْباً وَلاَ يُقِيمُ فِي بَيْتٍ بَلْ فِي \لْقُبُورِ.
28فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ صَرَخَ وَخَرَّ لَهُ وَقَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:
«مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ \بْنَ \للهِ \لْعَلِيِّ! أَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ
لاَ تُعَذِّبَنِي». 29لأَنَّهُ أَمَرَ \لرُّوحَ \لنَّجِسَ أَنْ يَخْرُجَ
مِنَ \لإِنْسَانِ. لأَنَّهُ مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ كَانَ يَخْطَفُهُ
وَقَدْ رُبِطَ بِسَلاَسِلٍ وَقُيُودٍ مَحْرُوساً وَكَانَ يَقْطَعُ
\لرُّبُطَ وَيُسَاقُ مِنَ \لشَّيْطَانِ إِلَى \لْبَرَارِي. 30فَسَأَلَهُ
يَسُوعُ: «مَا \سْمُكَ؟» فَقَالَ: «لَجِئُونُ». لأَنَّ شَيَاطِينَ
كَثِيرَةً دَخَلَتْ فِيهِ. 31وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَأْمُرَهُمْ
بِالذَّهَابِ إِلَى \لْهَاوِيَةِ. 32وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعُ خَنَازِيرَ
كَثِيرَةٍ تَرْعَى فِي \لْجَبَلِ فَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَأْذِنَ لَهُمْ
بِالدُّخُولِ فِيهَا فَأَذِنَ لَهُمْ. 33فَخَرَجَتِ \لشَّيَاطِينُ مِنَ
\لإِنْسَانِ وَدَخَلَتْ فِي \لْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ \لْقَطِيعُ مِنْ
عَلَى \لْجُرْفِ إِلَى \لْبُحَيْرَةِ وَ\خْتَنَقَ. 34فَلَمَّا رَأَى
\لرُّعَاةُ مَا كَانَ هَرَبُوا وَذَهَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي \لْمَدِينَةِ
وَفِي \لضِّيَاعِ 35فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى. وَجَاءُوا إِلَى
يَسُوعَ فَوَجَدُوا \لإِنْسَانَ \لَّذِي كَانَتِ \لشَّيَاطِينُ قَدْ
خَرَجَتْ مِنْهُ لاَبِساً وَعَاقِلاً جَالِساً عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ
فَخَافُوا. 36فَأَخْبَرَهُمْ أَيْضاً \لَّذِينَ رَأَوْا كَيْفَ خَلَصَ
\لْمَجْنُونُ. 37فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ جُمْهُورِ كُورَةِ \لْجَدَرِيِّينَ
أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُمْ لأَنَّهُ \عْتَرَاهُمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ. فَدَخَلَ
\لسَّفِينَةَ وَرَجَعَ. 38أَمَّا \لرَّجُلُ \لَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ
\لشَّيَاطِينُ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ وَلَكِنَّ يَسُوعَ
صَرَفَهُ قَائِلاً: 39«ﭐرْجِعْ إِلَى بَيْتِكَ وَحَدِّثْ بِكَمْ صَنَعَ
\للهُ بِكَ». فَمَضَى وَهُوَ يُنَادِي فِي \لْمَدِينَةِ كُلِّهَا بِكَمْ
صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ.
40وَلَمَّا
رَجَعَ يَسُوعُ قَبِلَهُ \لْجَمْعُ لأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعُهُمْ
يَنْتَظِرُونَهُ. 41وَإِذَا رَجُلٌ \سْمُهُ يَايِرُسُ قَدْ جَاءَ - وَكَانَ
رَئِيسَ \لْمَجْمَعِ - فَوَقَعَ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَطَلَبَ إِلَيْهِ
أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ 42لأَنَّهُ كَانَ لَهُ بِنْتٌ وَحِيدَةٌ لَهَا
نَحْوُ \ثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَتْ فِي حَالِ \لْمَوْتِ. فَفِيمَا
هُوَ مُنْطَلِقٌ زَحَمَتْهُ \لْجُمُوعُ. 43وَﭐمْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ
مُنْذُ \ثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَقَدْ أَنْفَقَتْ كُلَّ مَعِيشَتِهَا
لِلأَطِبَّاءِ وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تُشْفَى مِنْ أَحَدٍ 44جَاءَتْ مِنْ
وَرَائِهِ وَلَمَسَتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. فَفِي \لْحَالِ وَقَفَ نَزْفُ
دَمِهَا. 45فَقَالَ يَسُوعُ: «مَنِ \لَّذِي لَمَسَنِي!» وَإِذْ كَانَ
\لْجَمِيعُ يُنْكِرُونَ قَالَ بُطْرُسُ وَ\لَّذِينَ مَعَهُ: «يَا مُعَلِّمُ
\لْجُمُوعُ يُضَيِّقُونَ عَلَيْكَ وَيَزْحَمُونَكَ وَتَقُولُ مَنِ \لَّذِي
لَمَسَنِي!» 46فَقَالَ يَسُوعُ: «قَدْ لَمَسَنِي وَاحِدٌ لأَنِّي عَلِمْتُ
أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي». 47فَلَمَّا رَأَتِ \لْمَرْأَةُ
أَنَّهَا لَمْ تَخْتَفِ جَاءَتْ مُرْتَعِدَةً وَخَرَّتْ لَهُ
وَأَخْبَرَتْهُ قُدَّامَ جَمِيعِ \لشَّعْبِ لأَيِّ سَبَبٍ لَمَسَتْهُ
وَكَيْفَ بَرِئَتْ فِي \لْحَالِ. 48فَقَالَ لَهَا: «ثِقِي يَا \بْنَةُ.
إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ».
49وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءَ وَاحِدٌ مِنْ دَارِ رَئِيسِ
\لْمَجْمَعِ قَائِلاً لَهُ: «قَدْ مَاتَتِ \بْنَتُكَ. لاَ تُتْعِبِ
\لْمُعَلِّمَ». 50فَسَمِعَ يَسُوعُ وَأَجَابَهُ: «لاَ تَخَفْ. آمِنْ فَقَطْ
فَهِيَ تُشْفَى». 51فَلَمَّا جَاءَ إِلَى \لْبَيْتِ لَمْ يَدَعْ أَحَداً
يَدْخُلُ إِلاَّ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَأَبَا \لصَّبِيَّةِ
وَأُمَّهَا. 52وَكَانَ \لْجَمِيعُ يَبْكُونَ عَلَيْهَا وَيَلْطِمُونَ.
فَقَالَ: «لاَ تَبْكُوا. لَمْ تَمُتْ لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ». 53فَضَحِكُوا
عَلَيْهِ عَارِفِينَ أَنَّهَا مَاتَتْ. 54فَأَخْرَجَ \لْجَمِيعَ خَارِجاً
وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا وَنَادَى قَائِلاً: «يَا صَبِيَّةُ قُومِي».
55فَرَجَعَتْ رُوحُهَا وَقَامَتْ فِي \لْحَالِ. فَأَمَرَ أَنْ تُعْطَى
لِتَأْكُلَ. 56فَبُهِتَ وَالِدَاهَا. فَأَوْصَاهُمَا أَنْ لاَ يَقُولاَ
لأَحَدٍ عَمَّا كَانَ.
اَلأَصْحَاحُ \لتَّاسِعُ
1وَدَعَا
تَلاَمِيذَهُ \لاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ قُوَّةً وَسُلْطَاناً عَلَى
جَمِيعِ \لشَّيَاطِينِ وَشِفَاءِ أَمْرَاضٍ 2وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا
بِمَلَكُوتِ \للهِ وَيَشْفُوا \لْمَرْضَى. 3وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ
تَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ لاَ عَصاً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ خُبْزاً
وَلاَ فِضَّةً وَلاَ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ ثَوْبَانِ. 4وَأَيَُّ بَيْتٍ
دَخَلْتُمُوهُ فَهُنَاكَ أَقِيمُوا وَمِنْ هُنَاكَ \خْرُجُوا. 5وَكُلُّ
مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ تِلْكَ \لْمَدِينَةِ وَ\نْفُضُوا
\لْغُبَارَ أَيْضاً عَنْ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ». 6فَلَمَّا
خَرَجُوا كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ يُبَشِّرُونَ
وَيَشْفُونَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ.
7فَسَمِعَ
هِيرُودُسُ رَئِيسُ \لرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَ\رْتَابَ
لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ
\لأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ
نَبِيّاً مِنَ \لْقُدَمَاءِ قَامَ». 9فَقَالَ هِيرُودُسُ: «يُوحَنَّا أَنَا
قَطَعْتُ رَأْسَهُ. فَمَنْ هُوَ هَذَا \لَّذِي أَسْمَعُ عَنْهُ مِثْلَ
هَذَا!» وَكَانَ يَطْلُبُ أَنْ يَرَاهُ.
10وَلَمَّا
رَجَعَ \لرُّسُلُ أَخْبَرُوهُ بِجَمِيعِ مَا فَعَلُوا فَأَخَذَهُمْ وَ\نْصَرَفَ
مُنْفَرِداً إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ لِمَدِينَةٍ تُسَمَّى بَيْتَ صَيْدَا.
11فَالْجُمُوعُ إِذْ عَلِمُوا تَبِعُوهُ فَقَبِلَهُمْ وَكَلَّمَهُمْ عَنْ
مَلَكُوتِ \للهِ وَ\لْمُحْتَاجُونَ إِلَى \لشِّفَاءِ شَفَاهُمْ.
12فَابْتَدَأَ \لنَّهَارُ يَمِيلُ. فَتَقَدَّمَ \لاِثْنَا عَشَرَ وَقَالُوا
لَهُ: «ﭐصْرِفِ \لْجَمْعَ لِيَذْهَبُوا إِلَى \لْقُرَى وَ\لضِّيَاعِ
حَوَالَيْنَا فَيَبِيتُوا وَيَجِدُوا طَعَاماً لأَنَّنَا هَهُنَا فِي
مَوْضِعٍ خَلاَءٍ». 13فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ
لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا: «لَيْسَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ
أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ إِلاَّ أَنْ نَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَاماً
لِهَذَا \لشَّعْبِ كُلِّهِ». 14لأَنَّهُمْ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ
رَجُلٍ. فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «أَتْكِئُوهُمْ فِرَقاً خَمْسِينَ
خَمْسِينَ». 15فَفَعَلُوا هَكَذَا وَأَتْكَأُوا \لْجَمِيعَ. 16فَأَخَذَ
\لأَرْغِفَةَ \لْخَمْسَةَ وَ\لسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ
\لسَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى \لتَّلاَمِيذَ
لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ. 17فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعاً. ثُمَّ رُفِعَ
مَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنَ \لْكِسَرِ: \ثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً.
18وَفِيمَا
هُوَ يُصَلِّي عَلَى \نْفِرَادٍ كَانَ \لتَّلاَمِيذُ مَعَهُ. فَسَأَلَهُمْ:
«مَنْ تَقُولُ \لْجُمُوعُ إِنِّي أَنَا؟» 19فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا
\لْمَعْمَدَانُ. وَآخَرُونَ إِيلِيَّا. وَآخَرُونَ إِنَّ نَبِيّاً مِنَ
\لْقُدَمَاءِ قَامَ». 20فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ
إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «مَسِيحُ \للهِ». 21فَانْتَهَرَهُمْ
وَأَوْصَى أَنْ لاَ يَقُولُوا ذَلِكَ لأَحَدٍ 22قَائِلاً: «إِنَّهُ
يَنْبَغِي أَنَّ \بْنَ \لإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً وَيُرْفَضُ مِنَ
\لشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ وَ\لْكَتَبَةِ وَيُقْتَلُ وَفِي
\لْيَوْمِ \لثَّالِثِ يَقُومُ».
23وَقَالَ
لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ
نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي. 24فَإِنَّ مَنْ
أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ
مِنْ أَجْلِي فَهَذَا يُخَلِّصُهَا. 25لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ
\لإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ \لْعَالَمَ كُلَّهُ وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ
خَسِرَهَا؟ 26لأَنَّ مَنِ \سْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فَبِهَذَا يَسْتَحِي
\بْنُ \لإِنْسَانِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِهِ وَمَجْدِ \لآبِ وَ\لْمَلاَئِكَةِ
\لْقِدِّيسِينَ. 27حَقّاً أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ \لْقِيَامِ هَهُنَا
قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ \لْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ \للهِ».
28وَبَعْدَ
هَذَا \لْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ أَخَذَ بُطْرُسَ
وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ. 29وَفِيمَا
هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً وَلِبَاسُهُ
مُبْيَضّاً لاَمِعاً. 30وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ وَهُمَا
مُوسَى وَإِيلِيَّا 31اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ وَتَكَلَّمَا عَنْ
خُرُوجِهِ \لَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ.
32وَأَمَّا بُطْرُسُ وَ\للَّذَانِ مَعَهُ فَكَانُوا قَدْ تَثَقَّلُوا
بِالنَّوْمِ. فَلَمَّا \سْتَيْقَظُوا رَأَوْا مَجْدَهُ وَ\لرَّجُلَيْنِ
\لْوَاقِفَيْنِ مَعَهُ. 33وَفِيمَا هُمَا يُفَارِقَانِهِ قَالَ بُطْرُسُ
لِيَسُوعَ: «يَا مُعَلِّمُ جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا. فَلْنَصْنَعْ
ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةً وَلِمُوسَى وَاحِدَةً وَلِإِيلِيَّا
وَاحِدَةً». وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَقُولُ. 34وَفِيمَا هُوَ يَقُولُ
ذَلِكَ كَانَتْ سَحَابَةٌ فَظَلَّلَتْهُمْ. فَخَافُوا عِنْدَمَا دَخَلُوا
فِي \لسَّحَابَةِ. 35وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ \لسَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا
هُوَ \بْنِي \لْحَبِيبُ. لَهُ \سْمَعُوا». 36وَلَمَّا كَانَ \لصَّوْتُ
وُجِدَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَأَمَّا هُمْ فَسَكَتُوا وَلَمْ يُخْبِرُوا
أَحَداً فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ بِشَيْءٍ مِمَّا أَبْصَرُوهُ.
37وَفِي
\لْيَوْمِ \لتَّالِي إِذْ نَزَلُوا مِنَ \لْجَبَلِ \سْتَقْبَلَهُ جَمْعٌ
كَثِيرٌ. 38وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ \لْجَمْعِ صَرَخَ: «يَا مُعَلِّمُ أَطْلُبُ
إِلَيْكَ. اُنْظُرْ إِلَى \بْنِي فَإِنَّهُ وَحِيدٌ لِي. 39وَهَا رُوحٌ
يَأْخُذُهُ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً فَيَصْرَعُهُ مُزْبِداً وَبِالْجَهْدِ
يُفَارِقُهُ مُرَضِّضاً إِيَّاهُ. 40وَطَلَبْتُ مِنْ تَلاَمِيذِكَ أَنْ
يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا». 41فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا \لْجِيلُ
غَيْرُ \لْمُؤْمِنِ وَ\لْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ
وَأَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمِ \بْنَكَ إِلَى هُنَا». 42وَبَيْنَمَا هُوَ آتٍ
مَزَّقَهُ \لشَّيْطَانُ وَصَرَعَهُ فَانْتَهَرَ يَسُوعُ \لرُّوحَ \لنَّجِسَ
وَشَفَى \لصَّبِيَّ وَسَلَّمَهُ إِلَى أَبِيهِ. 43فَبُهِتَ \لْجَمِيعُ مِنْ
عَظَمَةِ \للهِ.
وَإِذْ
كَانَ \لْجَمِيعُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَ يَسُوعُ قَالَ
لِتَلاَمِيذِهِ: 44«ضَعُوا أَنْتُمْ هَذَا \لْكَلاَمَ فِي آذَانِكُمْ:
إِنَّ \بْنَ \لإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي \لنَّاسِ».
45وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا هَذَا \لْقَوْلَ وَكَانَ مُخْفىً
عَنْهُمْ لِكَيْ لاَ يَفْهَمُوهُ وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ هَذَا
\لْقَوْلِ.
46وَدَاخَلَهُمْ فِكْرٌ: مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ فِيهِمْ؟
47فَعَلِمَ يَسُوعُ فِكْرَ قَلْبِهِمْ وَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ
عِنْدَهُ 48وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبِلَ هَذَا \لْوَلَدَ بِاسْمِي
يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي يَقْبَلُ \لَّذِي أَرْسَلَنِي لأَنَّ
\لأَصْغَرَ فِيكُمْ جَمِيعاً هُوَ يَكُونُ عَظِيماً» 49فَقَالَ يُوحَنَّا:
«يَا مُعَلِّمُ رَأَيْنَا وَاحِداً يُخْرِجُ \لشَّيَاطِينَ بِاسْمِكَ
فَمَنَعْنَاهُ لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُ مَعَنَا». 50فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:
«لاَ تَمْنَعُوهُ لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا».
51وَحِينَ
تَمَّتِ \لأَيَّامُ لاِرْتِفَاعِهِ ثَبَّتَ وَجْهَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى
أُورُشَلِيمَ 52وَأَرْسَلَ أَمَامَ وَجْهِهِ رُسُلاً فَذَهَبُوا وَدَخَلُوا
قَرْيَةً لِلسَّامِرِيِّينَ حَتَّى يُعِدُّوا لَهُ. 53فَلَمْ يَقْبَلُوهُ
لأَنَّ وَجْهَهُ كَانَ مُتَّجِهاً نَحْوَ أُورُشَلِيمَ. 54فَلَمَّا رَأَى
ذَلِكَ تِلْمِيذَاهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا قَالاَ: «يَا رَبُّ أَتُرِيدُ
أَنْ نَقُولَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ \لسَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ كَمَا
فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضاً؟» 55فَالْتَفَتَ وَ\نْتَهَرَهُمَا وَقَالَ:
«لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا! 56لأَنَّ \بْنَ
\لإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ \لنَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ».
فَمَضَوْا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.
57وَفِيمَا
هُمْ سَائِرُونَ فِي \لطَّرِيقِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ
أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي». 58فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ
أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ \لسَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا \بْنُ \لإِنْسَانِ
فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ». 59وَقَالَ لِآخَرَ:
«ﭐتْبَعْنِي». فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ \ئْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً
وَأَدْفِنَ أَبِي». 60فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «دَعِ \لْمَوْتَى يَدْفِنُونَ
مَوْتَاهُمْ وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ \للهِ».
61وَقَالَ آخَرُ أَيْضاً: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ وَلَكِنِ \ئْذِنْ لِي
أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ \لَّذِينَ فِي بَيْتِي». 62فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:
«لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى \لْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى \لْوَرَاءِ
يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ \للهِ».
اَلأَصْحَاحُ \لْعَاشِرُ
1وَبَعْدَ
ذَلِكَ عَيَّنَ \لرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ
\ثْنَيْنِ \ثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ
حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ. 2فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ
\لْحَصَادَ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ \لْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ
رَبِّ \لْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ. 3اِذْهَبُوا.
هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. 4لاَ تَحْمِلُوا
كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ
فِي \لطَّرِيقِ. 5وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلاً:
سَلاَمٌ لِهَذَا \لْبَيْتِ. 6فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ \بْنُ \لسَّلاَمِ
يَحِلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُمْ.
7وَأَقِيمُوا فِي ذَلِكَ \لْبَيْتِ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مِمَّا
عِنْدَهُمْ لأَنَّ \لْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ. لاَ تَنْتَقِلُوا
مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. 8وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا
وَقَبِلُوكُمْ فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُمْ 9وَﭐشْفُوا \لْمَرْضَى \لَّذِينَ
فِيهَا وَقُولُوا لَهُمْ: قَدِ \قْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ \للهِ
10وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ فَاخْرُجُوا
إِلَى شَوَارِعِهَا وَقُولُوا: 11حَتَّى \لْغُبَارُ \لَّذِي لَصِقَ بِنَا
مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ لَكُمْ. وَلَكِنِ \عْلَمُوا هَذَا أَنَّهُ
قَدِ \قْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ \للهِ. 12وَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ
يَكُونُ لِسَدُومَ فِي ذَلِكَ \لْيَوْمِ حَالَةٌ أَكْثَرُ \حْتِمَالاً
مِمَّا لِتِلْكَ \لْمَدِينَةِ.
13«وَيْلٌ
لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! لأَنَّهُ لَوْ
صُنِعَتْ فِي صُورَ وَصَيْدَاءَ \لْقُوَّاتُ \لْمَصْنُوعَةُ فِيكُمَا
لَتَابَتَا قَدِيماً جَالِسَتَيْنِ فِي \لْمُسُوحِ وَ\لرَّمَادِ.
14وَلَكِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ يَكُونُ لَهُمَا فِي \لدِّينِ حَالَةٌ
أَكْثَرُ \حْتِمَالاً مِمَّا لَكُمَا. 15وَأَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومُ
\لْمُرْتَفِعَةُ إِلَى \لسَّمَاءِ سَتُهْبَطِينَ إِلَى \لْهَاوِيَةِ.
16اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَ\لَّذِي يُرْذِلُكُمْ
يُرْذِلُنِي وَ\لَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ \لَّذِي أَرْسَلَنِي».
17فَرَجَعَ
\لسَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ حَتَّى \لشَّيَاطِينُ
تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ». 18فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ \لشَّيْطَانَ
سَاقِطاً مِثْلَ \لْبَرْقِ مِنَ \لسَّمَاءِ. 19هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ
سُلْطَاناً لِتَدُوسُوا \لْحَيَّاتِ وَ\لْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ
\لْعَدُّوِ وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ. 20وَلَكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهَذَا
أَنَّ \لأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ بَلِ \فْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ
أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي \لسَّمَاوَاتِ».
21وَفِي
تِلْكَ \لسَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ
أَيُّهَا \لآبُ رَبُّ \لسَّمَاءِ وَ\لأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ
عَنِ \لْحُكَمَاءِ وَ\لْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ
أَيُّهَا \لآبُ لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ \لْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ».
22وَﭐلْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ
إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ \لاِبْنُ إِلاَّ
\لآبُ وَلاَ مَنْ هُوَ \لآبُ إِلاَّ \لاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ \لاِبْنُ أَنْ
يُعْلِنَ لَهُ». 23وَﭐلْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ عَلَى \نْفِرَادٍ
وَقَالَ: «طُوبَى لِلْعُيُونِ \لَّتِي تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَهُ
24لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ وَمُلُوكاً
أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَلَمْ يَنْظُرُوا
وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا».
25وَإِذَا
نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ
لأَرِثَ \لْحَيَاةَ \لأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ
فِي \لنَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ \لرَّبَّ
إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ
قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ
لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا». 29وَأَمَّا هُوَ
فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ سَأَلَ يَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ
قَرِيبِي؟» 30فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ
أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ
وَجَرَّحُوهُ وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. 31فَعَرَضَ
أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ \لطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ.
32وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ \لْمَكَانِ جَاءَ
وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. 33وَلَكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ
إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ 34فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ
وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ
وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَ\عْتَنَى بِهِ. 35وَفِي \لْغَدِ لَمَّا
مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ \لْفُنْدُقِ وَقَالَ
لَهُ: \عْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي
أُوفِيكَ. 36فَأَيُّ هَؤُلاَءِ \لثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِي
وَقَعَ بَيْنَ \للُّصُوصِ؟» 37فَقَالَ: «ﭐلَّذِي صَنَعَ مَعَهُ
\لرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَ\صْنَعْ
هَكَذَا».
38وَفِيمَا
هُمْ سَائِرُونَ دَخَلَ قَرْيَةً فَقَبِلَتْهُ \مْرَأَةٌ \سْمُهَا مَرْثَا
فِي بَيْتِهَا. 39وَكَانَتْ لِهَذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ \لَّتِي
جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ.
40وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ
فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبُّ أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ
تَرَكَتْنِي أَخْدِمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!» 41فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ
أُمُورٍ كَثِيرَةٍ 42وَلَكِنَّ \لْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ
مَرْيَمُ \لنَّصِيبَ \لصَّالِحَ \لَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».
اَلأَصْحَاحُ \لْحَادِي عَشَرَ
1وَإِذْ
كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ لَمَّا فَرَغَ قَالَ وَاحِدٌ مِنْ
تَلاَمِيذِهِ: «يَا رَبُّ عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ
يُوحَنَّا أَيْضاً تَلاَمِيذَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ
فَقُولُوا: أَبَانَا \لَّذِي فِي \لسَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ \سْمُكَ
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي \لسَّمَاءِ كَذَلِكَ
عَلَى \لأَرْضِ. 3خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ 4وَﭐغْفِرْ
لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ
يُذْنِبُ إِلَيْنَا وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ
\لشِّرِّيرِ».
5ثُمَّ
قَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ وَيَمْضِي إِلَيْهِ
نِصْفَ \للَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ: يَا صَدِيقُ أَقْرِضْنِي ثَلاَثَةَ
أَرْغِفَةٍ 6لأَنَّ صَدِيقاً لِي جَاءَنِي مِنْ سَفَرٍ وَلَيْسَ لِي مَا
أُقَدِّمُ لَهُ. 7فَيُجِيبَ ذَلِكَ مِنْ دَاخِلٍ وَيَقُولَ: لاَ
تُزْعِجْنِي! اَلْبَابُ مُغْلَقٌ \لآنَ وَأَوْلاَدِي مَعِي فِي \لْفِرَاشِ.
لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ. 8أَقُولُ لَكُمْ: وَإِنْ كَانَ
لاَ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ فَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ
لَجَاجَتِهِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ. 9وَأَنَا أَقُولُ
لَكُمُ: \سْأَلُوا تُعْطَوْا. \ُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ
لَكُمْ. 10لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ
وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. 11فَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ أَبٌ يَسْأَلُهُ
\بْنُهُ خُبْزاً أَفَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ سَمَكَةً أَفَيُعْطِيهِ
حَيَّةً بَدَلَ \لسَّمَكَةِ؟ 12أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً أَفَيُعْطِيهِ
عَقْرَباً؟ 13فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ
تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ \لآبُ
\لَّذِي مِنَ \لسَّمَاءِ يُعْطِي \لرُّوحَ \لْقُدُسَ لِلَّذِينَ
يَسْأَلُونَهُ».
14وَكَانَ
يُخْرِجُ شَيْطَاناً وَكَانَ ذَلِكَ أَخْرَسَ. فَلَمَّا أُخْرِجَ
\لشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ \لأَخْرَسُ فَتَعَجَّبَ \لْجُمُوعُ. 15وَأَمَّا
قَوْمٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا: «بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ \لشَّيَاطِينِ
يُخْرِجُ \لشَّيَاطِينَ». 16وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ
\لسَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ. 17فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ:
«كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ وَبَيْتٍ
مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ. 18فَإِنْ كَانَ \لشَّيْطَانُ أَيْضاً
يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُمْ
تَقُولُونَ: إِنِّي بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ \لشَّيَاطِينَ. 19فَإِنْ
كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ \لشَّيَاطِينَ فَأَبْنَاؤُكُمْ
بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذَلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ. 20وَلَكِنْ
إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ \للهِ أُخْرِجُ \لشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ
عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ \للهِ. 21حِينَمَا يَحْفَظُ \لْقَوِيُّ دَارَهُ
مُتَسَلِّحاً تَكُونُ أَمْوَالُهُ فِي أَمَانٍ. 22وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ
مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ
\لْكَامِلَ \لَّذِي \تَّكَلَ عَلَيْهِ وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. 23مَنْ
لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ.
24مَتَى خَرَجَ \لرُّوحُ \لنَّجِسُ مِنَ \لإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي
أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً وَإِذْ لاَ يَجِدُ
يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي \لَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ 25فَيَأْتِي
وَيَجِدُهُ مَكْنُوساً مُزَيَّناً. 26ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ
أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ فَتَصِيرُ
أَوَاخِرُ ذَلِكَ \لإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!»
27وَفِيمَا
هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا رَفَعَتِ \مْرَأَةٌ صَوْتَهَا مِنَ \لْجَمْعِ
وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ \لَّذِي حَمَلَكَ وَ\لثَّدْيَيْنِ
\للَّذَيْنِ رَضَعْتَهُمَا». 28أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى
لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ \للهِ وَيَحْفَظُونَهُ».
29وَفِيمَا
كَانَ \لْجُمُوعُ مُزْدَحِمِينَ \بْتَدَأَ يَقُولُ: «هَذَا \لْجِيلُ
شِرِّيرٌ. يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةُ يُونَانَ
\لنَّبِيِّ. 30لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى
كَذَلِكَ يَكُونُ \بْنُ \لإِنْسَانِ أَيْضاً لِهَذَا \لْجِيلِ. 31مَلِكَةُ
\لتَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي \لدِّينِ مَعَ رِجَالِ هَذَا \لْجِيلِ
وَتَدِينُهُمْ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي \لأَرْضِ لِتَسْمَعَ
حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا.
32رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي \لدِّينِ مَعَ هَذَا \لْجِيلِ
وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا
أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!
33«لَيْسَ
أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيَضَعُهُ فِي خُفْيَةٍ وَلاَ تَحْتَ
\لْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى \لْمَنَارَةِ لِكَيْ يَنْظُرَ \لدَّاخِلُونَ
\لنُّورَ. 34سِرَاجُ \لْجَسَدِ هُوَ \لْعَيْنُ فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ
بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً
فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِماً. 35اُنْظُرْ إِذاً لِئَلاَّ يَكُونَ \لنُّورُ
\لَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً. 36فَإِنْ كَانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيِّراً لَيْسَ
فِيهِ جُزْءٌ مُظْلِمٌ يَكُونُ نَيِّراً كُلُّهُ كَمَا حِينَمَا يُضِيءُ
لَكَ \لسِّرَاجُ بِلَمَعَانِهِ».
37وَفِيمَا
هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ
وَ\تَّكَأَ. 38وَأَمَّا \لْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ
أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ \لْغَدَاءِ. 39فَقَالَ لَهُ
\لرَّبُّ: «أَنْتُمُ \لآنَ أَيُّهَا \لْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ
\لْكَأْسِ وَ\لْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ \خْتِطَافاً
وَخُبْثاً. 40يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ \لَّذِي صَنَعَ \لْخَارِجَ صَنَعَ
\لدَّاخِلَ أَيْضاً؟ 41بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً فَهُوَذَا
كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيّاً لَكُمْ. 42وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
\لْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ \لنَّعْنَعَ وَ\لسَّذَابَ
وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ \لْحَقِّ وَمَحَبَّةِ \للهِ. كَانَ
يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 43وَيْلٌ
لَكُمْ أَيُّهَا \لْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ \لْمَجْلِسَ
\لأَوَّلَ فِي \لْمَجَامِعِ وَ\لتَّحِيَّاتِ فِي \لأَسْوَاقِ. 44وَيْلٌ
لَكُمْ أَيُّهَا \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ \لْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ
مِثْلُ \لْقُبُورِ \لْمُخْتَفِيَةِ وَ\لَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ
يَعْلَمُونَ!».
45فَقَالَ
لَهُ وَاحِدٌ مِنَ \لنَّامُوسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا
تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً». 46فَقَالَ: «وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ
أَيُّهَا \لنَّامُوسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحَمِّلُونَ \لنَّاسَ أَحْمَالاً
عَسِرَةَ \لْحَمْلِ وَأَنْتُمْ لاَ تَمَسُّونَ \لأَحْمَالَ بِإِحْدَى
أَصَابِعِكُمْ. 47وَيْلٌ لَكُمْ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ
\لأَنْبِيَاءِ وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ. 48إِذاً تَشْهَدُونَ وَتَرْضَوْنَ
بِأَعْمَالِ آبَائِكُمْ لأَنَّهُمْ هُمْ قَتَلُوهُمْ وَأَنْتُمْ تَبْنُونَ
قُبُورَهُمْ. 49لِذَلِكَ أَيْضاً قَالَتْ حِكْمَةُ \للهِ: إِنِّي أُرْسِلُ
إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ -
50لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هَذَا \لْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ \لأَنْبِيَاءِ \لْمُهْرَقُ
مُنْذُ إِنْشَاءِ \لْعَالَمِ 51مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا
\لَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ \لْمَذْبَحِ وَ\لْبَيْتِ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هَذَا \لْجِيلِ! 52وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا \لنَّامُوسِيُّونَ
لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ \لْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ
وَ\لدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ».
53وَفِيمَا
هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهَذَا \بْتَدَأَ \لْكَتَبَةُ وَ\لْفَرِّيسِيُّونَ
يَحْنَقُونَ جِدّاً وَيُصَادِرُونَهُ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَةٍ 54وَهُمْ
يُرَاقِبُونَهُ طَالِبِينَ أَنْ يَصْطَادُوا شَيْئاً مِنْ فَمِهِ لِكَيْ
يَشْتَكُوا عَلَيْهِ.
اَلأَصْحَاحُ \لثَّانِي عَشَرَ
1وَفِي
أَثْنَاءِ ذَلِكَ إِذِ \جْتَمَعَ رَبَوَاتُ \لشَّعْبِ حَتَّى كَانَ
بَعْضُهُمْ يَدُوسُ بَعْضاً \بْتَدَأَ يَقُولُ لِتَلاَمِيذِهِ: «أَوَّلاً
تَحَرَّزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ \لْفَرِّيسِيِّينَ \لَّذِي هُوَ
\لرِّيَاءُ 2فَلَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ
يُعْرَفَ. 3لِذَلِكَ كُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ فِي \لظُّلْمَةِ يُسْمَعُ فِي
\لنُّورِ وَمَا كَلَّمْتُمْ بِهِ \لأُذُنَ فِي \لْمَخَادِعِ يُنَادَى بِهِ
عَلَى \لسُّطُوحِ. 4وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ
تَخَافُوا مِنَ \لَّذِينَ يَقْتُلُونَ \لْجَسَدَ وَبَعْدَ ذَلِكَ لَيْسَ
لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ. 5بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ:
خَافُوا مِنَ \لَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي
جَهَنَّمَ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هَذَا خَافُوا! 6أَلَيْسَتْ
خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ
مَنْسِيّاً أَمَامَ \للهِ؟ 7بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضاً جَمِيعُهَا
مُحْصَاةٌ! فَلاَ تَخَافُوا. أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!
8وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ \عْتَرَفَ بِي قُدَّامَ \لنَّاسِ يَعْتَرِفُ
بِهِ \بْنُ \لإِنْسَانِ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ \للهِ. 9وَمَنْ أَنْكَرَنِي
قُدَّامَ \لنَّاسِ يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ \للهِ. 10وَكُلُّ مَنْ
قَالَ كَلِمَةً عَلَى \بْنِ \لإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ
جَدَّفَ عَلَى \لرُّوحِ \لْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ. 11وَمَتَى
قَدَّمُوكُمْ إِلَى \لْمَجَامِعِ وَ\لرُّؤَسَاءِ وَ\لسَّلاَطِينِ فَلاَ
تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ
12لأَنَّ \لرُّوحَ \لْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ \لسَّاعَةِ مَا
يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ».
13وَقَالَ
لَهُ وَاحِدٌ مِنَ \لْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ
يُقَاسِمَنِي \لْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ
أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ:
«ﭐنْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ \لطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ
كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ». 16وَضَرَبَ لَهُمْ
مَثَلاً قَائِلاً: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ 17فَفَكَّرَ
فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ
أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ 18وَقَالَ: أَعْمَلُ هَذَا: أَهْدِمُ
مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَّتِي
وَخَيْرَاتِي 19وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ
مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَ\شْرَبِي وَ\فْرَحِي.
20فَقَالَ لَهُ \للهُ: يَا غَبِيُّ هَذِهِ \للَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ
مِنْكَ فَهَذِهِ \لَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ 21هَكَذَا \لَّذِي
يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لِلَّهِ».
22وَقَالَ
لِتَلاَمِيذِهِ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا
لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ.
23اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ \لطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ
\للِّبَاسِ. 24تَأَمَّلُوا \لْغِرْبَانَ: أَنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ
تَحْصُدُ وَلَيْسَ لَهَا مَخْدَعٌ وَلاَ مَخْزَنٌ وَ\للهُ يُقِيتُهَا. كَمْ
أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ \لطُّيُورِ! 25وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا
\هْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً؟
26فَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ وَلاَ عَلَى \لأَصْغَرِ فَلِمَاذَا
تَهْتَمُّونَ بِالْبَوَاقِي؟ 27تَأَمَّلُوا \لزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو!
لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ
سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
28فَإِنْ كَانَ \لْعُشْبُ \لَّذِي يُوجَدُ \لْيَوْمَ فِي \لْحَقْلِ
وَيُطْرَحُ غَداً فِي \لتَّنُّورِ يُلْبِسُهُ \للهُ هَكَذَا فَكَمْ
بِالْحَرِيِّ يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي \لإِيمَانِ؟ 29فَلاَ
تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا
30فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا أُمَمُ \لْعَالَمِ. وَأَمَّا
أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ.
31بَلِ \طْلُبُوا مَلَكُوتَ \للهِ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.
32«لاَ
تَخَفْ أَيُّهَا \لْقَطِيعُ \لصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ
يُعْطِيَكُمُ \لْمَلَكُوتَ. 33بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً.
اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاساً لاَ تَفْنَى وَكَنْزاً لاَ يَنْفَدُ فِي
\لسَّمَاوَاتِ حَيْثُ لاَ يَقْرَبُ سَارِقٌ وَلاَ يُبْلِي سُوسٌ 34لأَنَّهُ
حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضاً.
35لِتَكُنْ
أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً 36وَأَنْتُمْ مِثْلُ
أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجِعُ مِنَ \لْعُرْسِ حَتَّى
إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ. 37طُوبَى لأُولَئِكَ
\لْعَبِيدِ \لَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ.
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ
وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدِمُهُمْ. 38وَإِنْ أَتَى فِي \لْهَزِيعِ \لثَّانِي
أَوْ أَتَى فِي \لْهَزِيعِ \لثَّالِثِ وَوَجَدَهُمْ هَكَذَا فَطُوبَى
لأُولَئِكَ \لْعَبِيدِ. 39وَإِنَّمَا اعْلَمُوا هَذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ
رَبُّ \لْبَيْتِ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي \لسَّارِقُ لَسَهِرَ وَلَمْ
يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. 40فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذاً مُسْتَعِدِّينَ
لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي \بْنُ \لإِنْسَانِ».
41فَقَالَ
لَهُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ أَلَنَا تَقُولُ هَذَا \لْمَثَلَ أَمْ
لِلْجَمِيعِ أَيْضاً؟» 42فَقَالَ \لرَّبُّ: «فَمَنْ هُوَ \لْوَكِيلُ
\لأَمِينُ \لْحَكِيمُ \لَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ
لِيُعْطِيَهُمُ \لْعُلُوفَةَ فِي حِينِهَا؟ 43طُوبَى لِذَلِكَ \لْعَبْدِ
\لَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هَكَذَا! 44بِالْحَقِّ
أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ. 45وَلَكِنْ
إِنْ قَالَ ذَلِكَ \لْعَبْدُ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ
فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ \لْغِلْمَانَ وَ\لْجَوَارِيَ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ
وَيَسْكَرُ. 46يَأْتِي سَيِّدُ ذَلِكَ \لْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ
يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا فَيَقْطَعُهُ وَيَجْعَلُ
نَصِيبَهُ مَعَ \لْخَائِنِينَ. 47وَأَمَّا ذَلِكَ \لْعَبْدُ \لَّذِي
يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بِحَسَبِ
إِرَادَتِهِ فَيُضْرَبُ كَثِيراً. 48وَلَكِنَّ \لَّذِي لاَ يَعْلَمُ
وَيَفْعَلُ مَا يَسْتَحِقُّ ضَرَبَاتٍ يُضْرَبُ قَلِيلاً. فَكُلُّ مَنْ
أُعْطِيَ كَثِيراً يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيراً
يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ.
49«جِئْتُ
لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى \لأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ \ضْطَرَمَتْ؟
50وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟
51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى \لأَرْضِ؟ كَلاَّ
أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ \نْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ \لآنَ خَمْسَةٌ
فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى \ثْنَيْنِ وَ\ثْنَانِ
عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ \لأَبُ عَلَى \لاِبْنِ وَ\لاِبْنُ عَلَى
\لأَبِ وَ\لأُمُّ عَلَى \لْبِنْتِ وَ\لْبِنْتُ عَلَى \لأُمِّ وَ\لْحَمَاةُ
عَلَى كَنَّتِهَا وَ\لْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».
54ثُمَّ
قَالَ أَيْضاً لِلْجُمُوعِ: «إِذَا رَأَيْتُمُ \لسَّحَابَ تَطْلُعُ مِنَ
\لْمَغَارِبِ فَلِلْوَقْتِ تَقُولُونَ: إِنَّهُ يَأْتِي مَطَرٌ. فَيَكُونُ
هَكَذَا. 55وَإِذَا رَأَيْتُمْ رِيحَ \لْجَنُوبِ تَهُبُّ تَقُولُونَ:
إِنَّهُ سَيَكُونُ حَرٌّ. فَيَكُونُ. 56يَا مُرَاؤُونَ تَعْرِفُونَ أَنْ
تُمَيِّزُوا وَجْهَ \لأَرْضِ وَ\لسَّمَاءِ وَأَمَّا هَذَا \لزَّمَانُ
فَكَيْفَ لاَ تُمَيِّزُونَهُ؟ 57وَلِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ
مِنْ قِبَلِ نُفُوسِكُمْ؟ 58حِينَمَا تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلَى
\لْحَاكِمِ \بْذُلِ \لْجَهْدَ وَأَنْتَ فِي \لطَّرِيقِ لِتَتَخَلَّصَ
مِنْهُ لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلَى \لْقَاضِي وَيُسَلِّمَكَ \لْقَاضِي إِلَى
\لْحَاكِمِ فَيُلْقِيَكَ \لْحَاكِمُ فِي \لسِّجْنِ. 59أَقُولُ لَكَ: لاَ
تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ \لْفَلْسَ \لأَخِيرَ».
اَلأَصْحَاحُ
\لثَّالِثُ عَشَرَ
1وَكَانَ
حَاضِراً فِي ذَلِكَ \لْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ \لْجَلِيلِيِّينَ
\لَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ. 2فَقَالَ يَسُوعُ
لَهُمْ: «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلاَءِ \لْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً
أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ \لْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هَذَا؟
3كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ. بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ
تَهْلِكُونَ. 4أَوْ أُولَئِكَ \لثَّمَانِيَةَ عَشَرَ \لَّذِينَ سَقَطَ
عَلَيْهِمُ \لْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ أَتَظُنُّونَ أَنَّ
هَؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ \لنَّاسِ
\لسَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ 5كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلْ إِنْ لَمْ
تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ».
6وَقَالَ
هَذَا \لْمَثَلَ: «كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي
كَرْمِهِ فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ يَجِدْ. 7فَقَالَ
لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هَذِهِ
\لتِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا. لِمَاذَا تُبَطِّلُ \لأَرْضَ
أَيْضاً؟ 8فَأَجَابَ: يَا سَيِّدُ \تْرُكْهَا هَذِهِ \لسَّنَةَ أَيْضاً
حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. 9فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَراً
وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا».
10وَكَانَ
يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ \لْمَجَامِعِ فِي \لسَّبْتِ 11وَإِذَا \مْرَأَةٌ
كَانَ بِهَا رُوحُ ضُعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَتْ
مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ \لْبَتَّةَ. 12فَلَمَّا
رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا \مْرَأَةُ إِنَّكِ
مَحْلُولَةٌ مِنْ ضُعْفِكِ». 13وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ فَفِي \لْحَالِ
\سْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ \للهَ. 14فَرَئِيسُ \لْمَجْمَعِ وَهُوَ مُغْتَاظٌ
لأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي \لسَّبْتِ قَالَ لِلْجَمْعِ: «هِيَ سِتَّةُ
أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا \لْعَمَلُ فَفِي هَذِهِ \ئْتُوا وَ\سْتَشْفُوا
وَلَيْسَ فِي يَوْمِ \لسَّبْتِ» 15فَأَجَابَهُ \لرَّبُّ: «يَا مُرَائِي
أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي \لسَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ
حِمَارَهُ مِنَ \لْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟ 16وَهَذِهِ وَهِيَ
\بْنَةُ إِبْرَهِيمَ قَدْ رَبَطَهَا \لشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ
سَنَةً أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا \لرِّبَاطِ فِي
يَوْمِ \لسَّبْتِ؟» 17وَإِذْ قَالَ هَذَا أُخْجِلَ جَمِيعُ \لَّذِينَ
كَانُوا يُعَانِدُونَهُ وَفَرِحَ كُلُّ \لْجَمْعِ بِجَمِيعِ \لأَعْمَالِ
\لْمَجِيدَةِ \لْكَائِنَةِ مِنْهُ.
18فَقَالَ:
«مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ \للهِ وَبِمَاذَا أُشَبِّهُهُ؟ 19يُشْبِهُ
حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانِهِ
فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً وَتَآوَتْ طُيُورُ \لسَّمَاءِ فِي
أَغْصَانِهَا».
20وَقَالَ
أَيْضاً: «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ \للهِ؟ 21يُشْبِهُ خَمِيرَةً
أَخَذَتْهَا \مْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ
حَتَّى \خْتَمَرَ \لْجَمِيعُ».
22وَﭐجْتَازَ
فِي مُدُنٍ وَقُرًى يُعَلِّمُ وَيُسَافِرُ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ 23فَقَالَ
لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ أَقَلِيلٌ هُمُ \لَّذِينَ يَخْلُصُونَ؟»
فَقَالَ لَهُمُ: 24«ﭐجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ \لْبَابِ \لضَّيِّقِ
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا
وَلاَ يَقْدِرُونَ 25مِنْ بَعْدِ مَا يَكُونُ رَبُّ \لْبَيْتِ قَدْ قَامَ
وَأَغْلَقَ \لْبَابَ وَ\بْتَدَأْتُمْ تَقِفُونَ خَارِجاً وَتَقْرَعُونَ
\لْبَابَ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ \فْتَحْ لَنَا يُجِيبُكُمْ: لاَ
أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ! 26حِينَئِذٍ تَبْتَدِئُونَ تَقُولُونَ:
أَكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعِنَا.
27فَيَقُولُ: أَقُولُ لَكُمْ لاَ أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ!
تَبَاعَدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي \لظُّلْمِ. 28هُنَاكَ يَكُونُ
\لْبُكَاءُ وَصَرِيرُ \لأَسْنَانِ مَتَى رَأَيْتُمْ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَمِيعَ \لأَنْبِيَاءِ فِي مَلَكُوتِ \للهِ
وَأَنْتُمْ مَطْرُوحُونَ خَارِجاً. 29وَيَأْتُونَ مِنَ \لْمَشَارِقِ وَمِنَ
\لْمَغَارِبِ وَمِنَ \لشِّمَالِ وَ\لْجَنُوبِ وَيَتَّكِئُونَ فِي مَلَكُوتِ
\للهِ. 30وَهُوَذَا آخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ وَأَوَّلُونَ
يَكُونُونَ آخِرِينَ».
31فِي
ذَلِكَ \لْيَوْمِ تَقَدَّمَ بَعْضُ \لْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ لَهُ:
«ﭐخْرُجْ وَ\ذْهَبْ مِنْ هَهُنَا لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ
يَقْتُلَكَ». 32فَقَالَ لَهُمُ: «ﭐمْضُوا وَقُولُوا لِهَذَا \لثَّعْلَبِ:
هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ وَأَشْفِي \لْيَوْمَ وَغَداً وَفِي
\لْيَوْمِ \لثَّالِثِ أُكَمَّلُ. 33بَلْ يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ \لْيَوْمَ
وَغَداً وَمَا يَلِيهِ لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ
خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ. 34يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا
قَاتِلَةَ \لأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ \لْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ
مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ \لدَّجَاجَةُ
فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 35هُوَذَا بَيْتُكُمْ
يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! وَ\لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ
تَرَوْنَنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيهِ: مُبَارَكٌ \لآتِي
بِاسْمِ الرَّبِّ».
اَلأَصْحَاحُ
\لرَّابِعُ عَشَرَ
1وَإِذْ
جَاءَ إِلَى بَيْتِ أَحَدِ رُؤَسَاءِ \لْفَرِّيسِيِّينَ فِي \لسَّبْتِ
لِيَأْكُلَ خُبْزاً كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ. 2وَإِذَا إِنْسَانٌ مُسْتَسْقٍ
كَانَ قُدَّامَهُ. 3فَسَأَلَ يَسُوعُ \لنَّامُوسِيِّينَ وَ\لْفَرِّيسِيِّينَ:
«هَلْ يَحِلُّ \لإِبْرَاءُ فِي \لسَّبْتِ؟» 4فَسَكَتُوا. فَأَمْسَكَهُ
وَأَبْرَأَهُ وَأَطْلَقَهُ. 5ثُمَّ سَأَلَ: «مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ
حِمَارُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلاَ يَنْشِلُهُ حَالاً فِي يَوْمِ
\لسَّبْتِ؟» 6فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذَلِكَ.
7وَقَالَ
لِلْمَدْعُوِّينَ مَثَلاً وَهُوَ يُلاَحِظُ كَيْفَ \خْتَارُوا
\لْمُتَّكَآتِ \لأُولَى: 8«مَتَى دُعِيتَ مِنْ أَحَدٍ إِلَى عُرْسٍ فَلاَ
تَتَّكِئْ فِي \لْمُتَّكَإِ \لأَوَّلِ لَعَلَّ أَكْرَمَ مِنْكَ يَكُونُ
قَدْ دُعِيَ مِنْهُ. 9فَيَأْتِيَ \لَّذِي دَعَاكَ وَإِيَّاهُ وَيَقُولَ
لَكَ: أَعْطِ مَكَاناً لِهَذَا. فَحِينَئِذٍ تَبْتَدِئُ بِخَجَلٍ تَأْخُذُ
\لْمَوْضِعَ \لأَخِيرَ. 10بَلْ مَتَى دُعِيتَ فَاذْهَبْ وَ\تَّكِئْ فِي
\لْمَوْضِعِ \لأَخِيرِ حَتَّى إِذَا جَاءَ \لَّذِي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ:
يَا صَدِيقُ \رْتَفِعْ إِلَى فَوْقُ. حِينَئِذٍ يَكُونُ لَكَ مَجْدٌ
أَمَامَ \لْمُتَّكِئِينَ مَعَكَ. 11لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ
يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ».
12وَقَالَ
أَيْضاً لِلَّذِي دَعَاهُ: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً فَلاَ
تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ وَلاَ إِخْوَتَكَ وَلاَ أَقْرِبَاءَكَ وَلاَ
\لْجِيرَانَ \لأَغْنِيَاءَ لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضاً فَتَكُونَ لَكَ
مُكَافَاةٌ. 13بَلْ إِذَا صَنَعْتَ ضِيَافَةً فَادْعُ \لْمَسَاكِينَ:
\لْجُدْعَ \لْعُرْجَ \لْعُمْيَ 14فَيَكُونَ لَكَ \لطُّوبَى إِذْ لَيْسَ
لَهُمْ حَتَّى يُكَافُوكَ لأَنَّكَ تُكَافَى فِي قِيَامَةِ \لأَبْرَارِ».
15فَلَمَّا
سَمِعَ ذَلِكَ وَاحِدٌ مِنَ \لْمُتَّكِئِينَ قَالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ
يَأْكُلُ خُبْزاً فِي مَلَكُوتِ \للهِ». 16فَقَالَ لَهُ: «إِنْسَانٌ صَنَعَ
عَشَاءً عَظِيماً وَدَعَا كَثِيرِينَ 17وَأَرْسَلَ عَبْدَهُ فِي سَاعَةِ
\لْعَشَاءِ لِيَقُولَ لِلْمَدْعُوِّينَ: تَعَالَوْا لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ
قَدْ أُعِدَّ. 18فَابْتَدَأَ \لْجَمِيعُ بِرَأْيٍ وَاحِدٍ يَسْتَعْفُونَ.
قَالَ لَهُ \لأَوَّلُ: إِنِّي \شْتَرَيْتُ حَقْلاً وَأَنَا مُضْطَرٌّ أَنْ
أَخْرُجَ وَأَنْظُرَهُ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. 19وَقَالَ آخَرُ:
إِنِّي \شْتَرَيْتُ خَمْسَةَ أَزْوَاجِ بَقَرٍ وَأَنَا مَاضٍ
لأَمْتَحِنَهَا. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. 20وَقَالَ آخَرُ: إِنِّي
تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ فَلِذَلِكَ لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَجِيءَ. 21فَأَتَى
ذَلِكَ \لْعَبْدُ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ بِذَلِكَ. حِينَئِذٍ غَضِبَ رَبُّ
\لْبَيْتِ وَقَالَ لِعَبْدِهِ: \خْرُجْ عَاجِلاً إِلَى شَوَارِعِ
\لْمَدِينَةِ وَأَزِقَّتِهَا وَأَدْخِلْ إِلَى هُنَا \لْمَسَاكِينَ وَ\لْجُدْعَ
وَ\لْعُرْجَ وَ\لْعُمْيَ. 22فَقَالَ \لْعَبْدُ: يَا سَيِّدُ قَدْ صَارَ
كَمَا أَمَرْتَ وَيُوجَدُ أَيْضاً مَكَانٌ. 23فَقَالَ \لسَّيِّدُ
لِلْعَبْدِ: \خْرُجْ إِلَى \لطُّرُقِ وَ\لسِّيَاجَاتِ وَأَلْزِمْهُمْ
بِالدُّخُولِ حَتَّى يَمْتَلِئَ بَيْتِي 24لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ
لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْ أُولَئِكَ \لرِّجَالِ \لْمَدْعُوِّينَ يَذُوقُ
عَشَائِي».
25وَكَانَ
جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ
كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَ\مْرَأَتَهُ
وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ
يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. 27وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ
وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. 28وَمَنْ
مِنْكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجاً لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً
وَيَحْسِبُ \لنَّفَقَةَ هَلْ عِنْدَهُ مَا يَلْزَمُ لِكَمَالِهِ؟
29لِئَلاَّ يَضَعَ \لأَسَاسَ وَلاَ يَقْدِرَ أَنْ يُكَمِّلَ فَيَبْتَدِئَ
جَمِيعُ \لنَّاظِرِينَ يَهْزَأُونَ بِهِ 30قَائِلِينَ: هَذَا \لإِنْسَانُ \بْتَدَأَ
يَبْنِي وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُكَمِّلَ. 31وَأَيُّ مَلِكٍ إِنْ ذَهَبَ
لِمُقَاتَلَةِ مَلِكٍ آخَرَ فِي حَرْبٍ لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً
وَيَتَشَاوَرُ: هَلْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُلاَقِيَ بِعَشَرَةِ آلاَفٍ \لَّذِي
يَأْتِي عَلَيْهِ بِعِشْرِينَ أَلْفاً؟ 32وَإِلاَّ فَمَا دَامَ ذَلِكَ
بَعِيداً يُرْسِلُ سَفَارَةً وَيَسْأَلُ مَا هُوَ لِلصُّلْحِ. 33فَكَذَلِكَ
كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ لاَ يَقْدِرُ
أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.
34اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلَكِنْ إِذَا فَسَدَ \لْمِلْحُ فَبِمَاذَا
يُصْلَحُ؟ 35لاَ يَصْلُحُ لأَرْضٍ وَلاَ لِمَزْبَلَةٍ فَيَطْرَحُونَهُ
خَارِجاً. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!».
اَلأَصْحَاحُ
\لْخَامِسُ عَشَرَ
1وَكَانَ
جَمِيعُ \لْعَشَّارِينَ وَ\لْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ.
2فَتَذَمَّرَ \لْفَرِّيسِيُّونَ وَ\لْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هَذَا يَقْبَلُ
خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ». 3فَكَلَّمَهُمْ بِهَذَا \لْمَثَلِ: 4«أَيُّ
إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وَأَضَاعَ وَاحِداً مِنْهَا أَلاَ
يَتْرُكُ \لتِّسْعَةَ وَ\لتِّسْعِينَ فِي \لْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبَ لأَجْلِ
\لضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ 5وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ
فَرِحاً 6وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو \لأَصْدِقَاءَ وَ\لْجِيرَانَ
قَائِلاً لَهُمُ: \فْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي \لضَّالَّ.
7أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي \لسَّمَاءِ بِخَاطِئٍ
وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ
يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ».
8«أَوْ
أَيَّةُ \مْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَماً
وَاحِداً أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجاً وَتَكْنِسُ \لْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ
بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ 9وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو \لصَّدِيقَاتِ
وَ\لْجَارَاتِ قَائِلَةً: \فْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ \لدِّرْهَمَ
\لَّذِي أَضَعْتُهُ. 10هَكَذَا أَقُولُ لَكُمْ يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ
مَلاَئِكَةِ \للهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ».
11وَقَالَ:
«إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ \بْنَانِ. 12فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا
أَبِي أَعْطِنِي \لْقِسْمَ \لَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ \لْمَالِ. فَقَسَمَ
لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. 13وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ
\لاِبْنُ \لأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ
وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ
شَيْءٍ حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ \لْكُورَةِ فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ.
15فَمَضَى وَ\لْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ \لْكُورَةِ
فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16وَكَانَ يَشْتَهِي
أَنْ يَمْلَأَ بَطْنَهُ مِنَ \لْخُرْنُوبِ \لَّذِي كَانَتِ \لْخَنَازِيرُ
تَأْكُلُهُ فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. 17فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ:
كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ \لْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ
جُوعاً! 18أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي
أَخْطَأْتُ إِلَى \لسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ 19وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ
أَنْ أُدْعَى لَكَ \بْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. 20فَقَامَ
وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ
فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21فَقَالَ لَهُ
\لاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى \لسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ
مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ \بْناً. 22فَقَالَ \لأَبُ
لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا \لْحُلَّةَ \لأُولَى وَأَلْبِسُوهُ وَ\جْعَلُوا
خَاتَماً فِي يَدِهِ وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ 23وَقَدِّمُوا \لْعِجْلَ
\لْمُسَمَّنَ وَ\ذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ 24لأَنَّ \بْنِي هَذَا
كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا
يَفْرَحُونَ. 25وَكَانَ \بْنُهُ \لأَكْبَرُ فِي \لْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ
وَقَرُبَ مِنَ \لْبَيْتِ سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً 26فَدَعَا
وَاحِداً مِنَ \لْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟
27فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ \لْعِجْلَ \لْمُسَمَّنَ
لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. 28فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ.
فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. 29فَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا
أَخْدِمُكَ سِنِينَ هَذَا عَدَدُهَا وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ
وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30وَلَكِنْ
لَمَّا جَاءَ \بْنُكَ هَذَا \لَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ \لزَّوَانِي
ذَبَحْتَ لَهُ \لْعِجْلَ \لْمُسَمَّنَ. 31فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ
مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. 32وَلَكِنْ كَانَ
يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً
فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ».
اَلأَصْحَاحُ
\لسَّادِسُ عَشَرَ
1وَقَالَ
أَيْضاً لِتَلاَمِيذِهِ: «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ فَوُشِيَ
بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ. 2فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ:
مَا هَذَا \لَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ
لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ. 3فَقَالَ \لْوَكِيلُ فِي
نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي \لْوَكَالَةَ.
لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ. 4قَدْ
عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ \لْوَكَالَةِ
يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ. 5فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي
سَيِّدِهِ وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟ 6فَقَالَ: مِئَةُ
بَثِّ زَيْتٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَ\جْلِسْ عَاجِلاً وَ\كْتُبْ
خَمْسِينَ. 7ثُمَّ قَالَ لِآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مِئَةُ
كُرِّ قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَ\كْتُبْ ثَمَانِينَ. 8فَمَدَحَ
\لسَّيِّدُ وَكِيلَ \لظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ لأَنَّ أَبْنَاءَ
هَذَا \لدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ \لنُّورِ فِي جِيلِهِمْ. 9وَأَنَا
أَقُولُ لَكُمُ: \صْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ \لظُّلْمِ حَتَّى
إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي \لْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ.
10اَلأَمِينُ فِي \لْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي \لْكَثِيرِ وَ\لظَّالِمُ
فِي \لْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي \لْكَثِيرِ. 11فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا
أُمَنَاءَ فِي مَالِ \لظُّلْمِ فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى \لْحَقِّ؟
12وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ فَمَنْ
يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟ 13لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ
سَيِّدَيْنِ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ \لْوَاحِدَ وَيُحِبَّ \لآخَرَ
أَوْ يُلاَزِمَ \لْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ \لآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ
تَخْدِمُوا \للهَ وَ\لْمَالَ».
14وَكَانَ
\لْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً يَسْمَعُونَ هَذَا كُلَّهُ وَهُمْ مُحِبُّونَ
لِلْمَالِ فَاسْتَهْزَأُوا بِهِ. 15فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمُ \لَّذِينَ
تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ \لنَّاسِ! وَلَكِنَّ \للهَ يَعْرِفُ
قُلُوبَكُمْ. إِنَّ \لْمُسْتَعْلِيَ عِنْدَ \لنَّاسِ هُوَ رِجْسٌ قُدَّامَ
\للهِ.
16«كَانَ
\لنَّامُوسُ وَ\لأَنْبِيَاءُ إِلَى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذَلِكَ \لْوَقْتِ
يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ \للهِ وَكُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ
إِلَيْهِ. 17وَلَكِنَّ زَوَالَ \لسَّمَاءِ وَ\لأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ
تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ \لنَّامُوسِ. 18كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ \مْرَأَتَهُ
وَيَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى يَزْنِي وَكُلُّ مَنْ يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ
مِنْ رَجُلٍ يَزْنِي.
19«كَانَ
إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ \لأَُرْجُوانَ وَ\لْبَزَّ وَهُوَ
يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. 20وَكَانَ مِسْكِينٌ \سْمُهُ
لِعَازَرُ \لَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ
21وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ \لْفُتَاتِ \لسَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ
\لْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ \لْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ.
22فَمَاتَ \لْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ \لْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ
إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ \لْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ 23فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ
فِي \لْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي \لْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ
وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ 24فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ \رْحَمْنِي
وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ
لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا \للهِيبِ. 25فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:
يَا \بْنِي \ذْكُرْ أَنَّكَ \سْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ
وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ \لْبَلاَيَا. وَ\لآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ
تَتَعَذَّبُ. 26وَفَوْقَ هَذَا كُلِّهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ
عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ حَتَّى إِنَّ \لَّذِينَ يُرِيدُونَ \لْعُبُورَ
مِنْ هَهُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ وَلاَ \لَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ
يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. 27فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذاً يَا أَبَتِ أَنْ
تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي 28لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ حَتَّى
يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِ
\لْعَذَابِ هَذَا. 29قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَ\لأَنْبِيَاءُ.
لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. 30فَقَالَ: لاَ يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ. بَلْ إِذَا
مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ \لأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. 31فَقَالَ لَهُ:
إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَ\لأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ
قَامَ وَاحِدٌ مِنَ \لأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ».
اَلأَصْحَاحُ
\لسَّابِعُ عَشَرَ
1وَقَالَ
لِتَلاَمِيذِهِ: «لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ \لْعَثَرَاتُ وَلَكِنْ
وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ! 2خَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ
عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي \لْبَحْرِ مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ
هَؤُلاَءِ \لصِّغَارِ. 3اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ
إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. 4وَإِنْ
أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي \لْيَوْمِ وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ
مَرَّاتٍ فِي \لْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ فَاغْفِرْ لَهُ». 5فَقَالَ
\لرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْ إِيمَانَنَا». 6فَقَالَ \لرَّبُّ: «لَوْ كَانَ
لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذِهِ
\لْجُمَّيْزَةِ \نْقَلِعِي وَ\نْغَرِسِي فِي \لْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ.
7«وَمَنْ
مِنْكُمْ لَهُ عَبْدٌ يَحْرُثُ أَوْ يَرْعَى يَقُولُ لَهُ إِذَا دَخَلَ
مِنَ \لْحَقْلِ: تَقَدَّمْ سَرِيعاً وَ\تَّكِئْ. 8بَلْ أَلاَ يَقُولُ لَهُ:
أَعْدِدْ مَا أَتَعَشَّى بِهِ وَتَمَنْطَقْ وَ\خْدِمْنِي حَتَّى آكُلَ
وَأَشْرَبَ وَبَعْدَ ذَلِكَ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ أَنْتَ. 9فَهَلْ لِذَلِكَ
\لْعَبْدِ فَضْلٌ لأَنَّهُ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ؟ لاَ أَظُنُّ.
10كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ
فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ. لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا
مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا».
11وَفِي
ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ \جْتَازَ فِي وَسَطِ \لسَّامِرَةِ وَ\لْجَلِيلِ.
12وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ \سْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ
بُرْصٍ فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ 13وَصَرَخُوا: «يَا يَسُوعُ يَا مُعَلِّمُ
\رْحَمْنَا». 14فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: «ﭐذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ
لِلْكَهَنَةِ». وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا. 15فَوَاحِدٌ
مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ رَجَعَ يُمَجِّدُ \للهَ بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ 16وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِراً لَهُ.
وَكَانَ سَامِرِيّاً. 17فَقَالَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ \لْعَشَرَةُ قَدْ
طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ \لتِّسْعَةُ؟ 18أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ
لِيُعْطِيَ مَجْداً لِلَّهِ غَيْرُ هَذَا \لْغَرِيبِ \لْجِنْسِ؟» 19ثُمَّ
قَالَ لَهُ: «قُمْ وَ\مْضِ. إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ».
20وَلَمَّا
سَأَلَهُ \لْفَرِّيسِيُّونَ: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ \للهِ؟»
أَجَابَهُمْ: «لاَ يَأْتِي مَلَكُوتُ \للهِ بِمُرَاقَبَةٍ 21وَلاَ
يَقُولُونَ: هُوَذَا هَهُنَا أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ لأَنْ هَا مَلَكُوتُ
\للهِ دَاخِلَكُمْ».
22وَقَالَ
لِلتَّلاَمِيذِ: «سَتَأْتِي أَيَّامٌ فِيهَا تَشْتَهُونَ أَنْ تَرَوْا
يَوْماً وَاحِداً مِنْ أَيَّامِ \بْنِ \لإِنْسَانِ وَلاَ تَرَوْنَ.
23وَيَقُولُونَ لَكُمْ:هُوَذَا هَهُنَا أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ. لاَ
تَذْهَبُوا وَلاَ تَتْبَعُوا 24لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ \لْبَرْقَ \لَّذِي
يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ \لسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ
\لسَّمَاءِ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً \بْنُ \لإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ.
25وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلاً أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنْ
هَذَا \لْجِيلِ. 26وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ
أَيْضاً فِي أَيَّامِ \بْنِ \لإِنْسَانِ. 27كَانُوا يَأْكُلُونَ
وَيَشْرَبُونَ وَيُزوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ إِلَى \لْيَوْمِ \لَّذِي
فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ \لْفُلْكَ وَجَاءَ \لطُّوفَانُ وَأَهْلَكَ \لْجَمِيعَ.
28كَذَلِكَ أَيْضاً كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ كَانُوا يَأْكُلُونَ
وَيَشْرَبُونَ وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ.
29وَلَكِنَّ \لْيَوْمَ \لَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ أَمْطَرَ
نَاراً وَكِبْرِيتاً مِنَ \لسَّمَاءِ فَأَهْلَكَ \لْجَمِيعَ. 30هَكَذَا
يَكُونُ فِي \لْيَوْمِ \لَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ \بْنُ \لإِنْسَانِ. 31فِي
ذَلِكَ \لْيَوْمِ مَنْ كَانَ عَلَى \لسَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي \لْبَيْتِ
فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا وَ\لَّذِي فِي \لْحَقْلِ كَذَلِكَ لاَ
يَرْجِعْ إِلَى \لْوَرَاءِ. 32اُذْكُرُوا \مْرَأَةَ لُوطٍ! 33مَنْ طَلَبَ
أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ أَهْلَكَهَا يُحْيِيهَا.
34أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ فِي تِلْكَ \للَّيْلَةِ يَكُونُ \ثْنَانِ عَلَى
فِرَاشٍ وَاحِدٍ فَيُؤْخَذُ \لْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ \لآخَرُ. 35تَكُونُ \ثْنَتَانِ
تَطْحَنَانِ مَعاً فَتُؤْخَذُ \لْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ \لأُخْرَى.
36يَكُونُ \ثْنَانِ فِي \لْحَقْلِ فَيُؤْخَذُ \لْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ
\لآخَرُ». 37فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ يَا رَبُّ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «حَيْثُ
تَكُونُ \لْجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ \لنُّسُورُ».
اَلأَصْحَاحُ
\لثَّامِنُ عَشَرَ
1وَقَالَ
لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ
وَلاَ يُمَلَّ: 2«كَانَ فِي مَدِينَةٍ قَاضٍ لاَ يَخَافُ \للهَ وَلاَ
يَهَابُ إِنْسَاناً. 3وَكَانَ فِي تِلْكَ \لْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ.
وَكَانَتْ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَةً: أَنْصِفْنِي مِنْ خَصْمِي. 4وَكَانَ
لاَ يَشَاءُ إِلَى زَمَانٍ. وَلَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ:
وَإِنْ كُنْتُ لاَ أَخَافُ \للهَ وَلاَ أَهَابُ إِنْسَاناً 5فَإِنِّي
لأَجْلِ أَنَّ هَذِهِ \لأَرْمَلَةَ تُزْعِجُنِي أُنْصِفُهَا لِئَلاَّ
تَأْتِيَ دَائِماً فَتَقْمَعَنِي». 6وَقَالَ \لرَّبُّ: «ﭐسْمَعُوا مَا
يَقُولُ قَاضِي \لظُّلْمِ. 7أَفَلاَ يُنْصِفُ \للهُ مُخْتَارِيهِ
\لصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟
8أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعاً! وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ
\بْنُ \لإِنْسَانِ أَلَعَلَّهُ يَجِدُ \لإِيمَانَ عَلَى \لأَرْضِ؟».
9وَقَالَ
لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ وَيَحْتَقِرُونَ
\لآخَرِينَ هَذَا \لْمَثَلَ: 10«إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى \لْهَيْكَلِ
لِيُصَلِّيَا وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَ\لآخَرُ عَشَّارٌ. 11أَمَّا \لْفَرِّيسِيُّ
فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هَكَذَا: اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ
أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي \لنَّاسِ \لْخَاطِفِينَ \لظَّالِمِينَ
\لزُّنَاةِ وَلاَ مِثْلَ هَذَا \لْعَشَّارِ. 12أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي
\لأُسْبُوعِ وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. 13وَأَمَّا \لْعَشَّارُ
فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ
\لسَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: \للهُمَّ \رْحَمْنِي
أَنَا \لْخَاطِئَ. 14أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هَذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ
مُبَرَّراً دُونَ ذَاكَ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ
وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ».
15فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ \لأَطْفَالَ أَيْضاً لِيَلْمِسَهُمْ فَلَمَّا
رَآهُمُ \لتَّلاَمِيذُ \نْتَهَرُوهُمْ. 16أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَاهُمْ
وَقَالَ: «دَعُوا \لأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ
لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ \للهِ. 17اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ \للهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ».
18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا \لْمُعَلِّمُ \لصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ
لأَرِثَ \لْحَيَاةَ \لأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا
تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ \للهُ.
20أَنْتَ تَعْرِفُ \لْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ.
لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 21فَقَالَ: «هَذِهِ
كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 22فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ
ذَلِكَ قَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ. بِعْ كُلَّ مَا لَكَ
وَوَزِّعْ عَلَى \لْفُقَرَاءِ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي \لسَّمَاءِ
وَتَعَالَ \تْبَعْنِي». 23فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ حَزِنَ لأَنَّهُ كَانَ
غَنِيّاً جِدّاً. 24فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ قَالَ: «مَا
أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي \لأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ \للهِ! 25لأَنَّ
دُخُولَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ
إِلَى مَلَكُوتِ \للهِ!». 26فَقَالَ \لَّذِينَ سَمِعُوا: «فَمَنْ
يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 27فَقَالَ: «غَيْرُ \لْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ
\لنَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ \للهِ».
28فَقَالَ
بُطْرُسُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ».
29فَقَالَ لَهُمُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ
بَيْتاً أَوْ وَ\لِدَيْنِ أَوْ إِخْوَةً أَوِ \مْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً
مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ \للهِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ فِي هَذَا \لزَّمَانِ
أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَفِي \لدَّهْرِ \لآتِي \لْحَيَاةَ \لأَبَدِيَّةَ».
31وَأَخَذَ
\لاِثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى
أُورُشَلِيمَ وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ
\بْنِ \لإِنْسَانِ 32لأَنَّهُ يُسَلَّمُ إِلَى \لأُمَمِ وَيُسْتَهْزَأُ
بِهِ وَيُشْتَمُ وَيُتْفَلُ عَلَيْهِ 33وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ
وَفِي \لْيَوْمِ \لثَّالِثِ يَقُومُ». 34وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا
مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَكَانَ هَذَا \لأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ وَلَمْ
يَعْلَمُوا مَا قِيلَ.
35وَلَمَّا
\قْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا كَانَ أَعْمَى جَالِساً علَى \لطَّرِيقِ
يَسْتَعْطِي. 36فَلَمَّا سَمِعَ \لْجَمْعَ مُجْتَازاً سَأَلَ: «مَا عَسَى
أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» 37فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ يَسُوعَ \لنَّاصِرِيَّ
مُجْتَازٌ. 38فَصَرَخَ: «يَا يَسُوعُ \بْنَ دَاوُدَ \رْحَمْنِي!».
39فَانْتَهَرَهُ \لْمُتَقَدِّمُونَ لِيَسْكُتَ أَمَّا هُوَ فَصَرَخَ
أَكْثَرَ كَثِيراً: «يَا \بْنَ دَاوُدَ \رْحَمْنِي». 40فَوَقَفَ يَسُوعُ
وَأَمَرَ أَنْ يُقَدَّمَ إِلَيْهِ. وَلَمَّا \قْتَرَبَ سَأَلَهُ: 41«مَاذَا
تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَنْ أُبْصِرَ».
42فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». 43وَفِي
\لْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ \للهَ. وَجَمِيعُ \لشَّعْبِ
إِذْ رَأَوْا سَبَّحُوا \للهَ.
اَلأَصْحَاحُ
\لتَّاسِعُ عَشَرَ
1ثُمَّ
دَخَلَ وَ\جْتَازَ فِي أَرِيحَا. 2وَإِذَا رَجُلٌ \سْمُهُ زَكَّا وَهُوَ
رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيّاً 3وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ
مَنْ هُوَ وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ \لْجَمْعِ لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ
\لْقَامَةِ. 4فَرَكَضَ مُتَقَدِّماً وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ
يَرَاهُ لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ. 5فَلَمَّا
جَاءَ يَسُوعُ إِلَى \لْمَكَانِ نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ وَقَالَ لَهُ:
«يَا زَكَّا أَسْرِعْ وَ\نْزِلْ لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ
\لْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». 6فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحاً.
7فَلَمَّا رَأَى \لْجَمِيعُ ذَلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ
دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئٍ». 8فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ
لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ
وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ».
9فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐلْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا \لْبَيْتِ إِذْ
هُوَ أَيْضاً \بْنُ إِبْرَاهِيمَ 10لأَنَّ \بْنَ \لإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ
لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».
11وَإِذْ
كَانُوا يَسْمَعُونَ هَذَا عَادَ فَقَالَ مَثَلاً لأَنَّهُ كَانَ قَرِيباً
مِنْ أُورُشَلِيمَ وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ \للهِ عَتِيدٌ
أَنْ يَظْهَرَ فِي \لْحَالِ.
12فَقَالَ:
«إِنْسَانٌ شَرِيفُ \لْجِنْسِ ذَهَبَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ لِيَأْخُذَ
لِنَفْسِهِ مُلْكاً وَيَرْجِعَ. 13فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ
وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ وَقَالَ لَهُمْ: تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ.
14وَأَمَّا أَهْلُ مَدِينَتِهِ فَكَانُوا يُبْغِضُونَهُ فَأَرْسَلُوا
وَرَاءَهُ سَفَارَةً قَائِلِينَ: لاَ نُرِيدُ أَنَّ هَذَا يَمْلِكُ
عَلَيْنَا. 15وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَمَا أَخَذَ \لْمُلْكَ أَمَرَ أَنْ
يُدْعَى إِلَيْهِ أُولَئِكَ \لْعَبِيدُ \لَّذِينَ أَعْطَاهُمُ \لْفِضَّةَ
لِيَعْرِفَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ وَاحِدٍ. 16فَجَاءَ \لأَوَّلُ قَائِلاً:
يَا سَيِّدُ مَنَاكَ رَبِحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ. 17فَقَالَ لَهُ: نِعِمَّا
أَيُّهَا \لْعَبْدُ \لصَّالِحُ لأَنَّكَ كُنْتَ أَمِيناً فِي \لْقَلِيلِ
فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عَشْرِ مُدُنٍ. 18ثُمَّ جَاءَ \لثَّانِي
قَائِلاً: يَا سَيِّدُ مَنَاكَ عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ. 19فَقَالَ
لِهَذَا أَيْضاً: وَكُنْ أَنْتَ عَلَى خَمْسِ مُدُنٍ. 20ثُمَّ جَاءَ آخَرُ
قَائِلاً: يَا سَيِّدُ هُوَذَا مَنَاكَ \لَّذِي كَانَ عِنْدِي مَوْضُوعاً
فِي مِنْدِيلٍ 21لأَنِّي كُنْتُ أَخَافُ مِنْكَ إِذْ أَنْتَ إِنْسَانٌ
صَارِمٌ تَأْخُذُ مَا لَمْ تَضَعْ وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ. 22فَقَالَ
لَهُ: مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا \لْعَبْدُ \لشِّرِّيرُ. عَرَفْتَ
أَنِّي إِنْسَانٌ صَارِمٌ آخُذُ مَا لَمْ أَضَعْ وَأَحْصُدُ مَا لَمْ
أَزْرَعْ 23فَلِمَاذَا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي عَلَى مَائِدَةِ
\لصَّيَارِفَةِ فَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ أَسْتَوْفِيهَا مَعَ رِباً؟ 24ثُمَّ
قَالَ لِلْحَاضِرِينَ: خُذُوا مِنْهُ \لْمَنَا وَأَعْطُوهُ لِلَّذِي
عِنْدَهُ \لْعَشَرَةُ \لأَمْنَاءُ. 25فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ عِنْدَهُ
عَشَرَةُ أَمْنَاءٍ. 26لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ
يُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. 27أَمَّا
أَعْدَائِي أُولَئِكَ \لَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ
فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَ\ذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».
28وَلَمَّا
قَالَ هَذَا تَقَدَّمَ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ. 29وَإِذْ قَرُبَ مِنْ
بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عِنْدَ \لْجَبَلِ \لَّذِي يُدْعَى جَبَلَ
\لزَّيْتُونِ أَرْسَلَ \ثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 30قَائِلاً: «اِذْهَبَا
إِلَى \لْقَرْيَةِ \لَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ
جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ \لنَّاسِ قَطُّ.
فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. 31وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا
تَحُلاَّنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ: إِنَّ \لرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ».
32فَمَضَى \لْمُرْسَلاَنِ وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. 33وَفِيمَا هُمَا
يَحُلاَّنِ \لْجَحْشَ قَالَ لَهُمَا أَصْحَابُهُ: «لِمَاذَا تَحُلاَّنِ
\لْجَحْشَ؟» 34فَقَالاَ: «ﭐلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ». 35وَأَتَيَا بِهِ
إِلَى يَسُوعَ وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَى \لْجَحْشِ وَأَرْكَبَا
يَسُوعَ. 36وَفِيمَا هُوَ سَائِرٌ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي \لطَّرِيقِ.
37وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ \لزَّيْتُونِ \بْتَدَأَ كُلُّ
جُمْهُورِ \لتَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ \للهَ بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ لأَجْلِ جَمِيعِ \لْقُوَّاتِ \لَّتِي نَظَرُوا 38قَائِلِينَ:
«مُبَارَكٌ \لْمَلِكُ \لآتِي بِاسْمِ \لرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي \لسَّمَاءِ
وَمَجْدٌ فِي \لأَعَالِي!». 39وَأَمَّا بَعْضُ \لْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ
\لْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ \نْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ».
40فَأَجَابَ: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ
فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!».
41وَفِيمَا
هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى \لْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا 42قَائِلاً:
«إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضاً حَتَّى فِي يَوْمِكِ هَذَا مَا هُوَ
لِسَلاَمِكِ. وَلَكِنِ \لآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. 43فَإِنَّهُ
سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ وَيُحْدِقُونَ
بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ 44وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ
فِيكِ وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ لأَنَّكِ لَمْ
تَعْرِفِي زَمَانَ \فْتِقَادِكِ».
45وَلَمَّا
دَخَلَ \لْهَيْكَلَ \بْتَدَأَ يُخْرِجُ \لَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ
وَيَشْتَرُونَ فِيهِ 46قَائِلاً لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ أَنَّ بَيْتِي بَيْتُ
\لصَّلاَةِ. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».
47وَكَانَ
يُعَلِّمُ كُلَّ يَوْمٍ فِي \لْهَيْكَلِ وَكَانَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لْكَتَبَةُ
مَعَ وُجُوهِ \لشَّعْبِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُهْلِكُوهُ 48وَلَمْ يَجِدُوا
مَا يَفْعَلُونَ لأَنَّ \لشَّعْبَ كُلَّهُ كَانَ مُتَعَلِّقاً بِهِ
يَسْمَعُ مِنْهُ.
اَلأَصْحَاحُ
\لْعِشْرُونَ
1وَفِي
أَحَدِ تِلْكَ \لأَيَّامِ إِذْ كَانَ يُعَلِّمُ \لشَّعْبَ فِي \لْهَيْكَلِ
وَيُبَشِّرُ وَقَفَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لْكَتَبَةُ مَعَ \لشُّيُوخِ
2وَقَالُوا لَهُ: «قُلْ لَنَا بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا أَوْ مَنْ
هُوَ \لَّذِي أَعْطَاكَ هَذَا \لسُّلْطَانَ؟» 3فَأَجَابَ: «وَأَنَا أَيْضاً
أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً فَقُولُوا لِي: 4مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا
مِنَ \لسَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ \لنَّاسِ؟» 5فَتَآمَرُوا فِيمَا
بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا مِنَ \لسَّمَاءِ يَقُولُ: فَلِمَاذَا
لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ 6وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ \لنَّاسِ فَجَمِيعُ الشَّعْبِ
يَرْجُمُونَنَا لأَنَّهُمْ وَاثِقُونَ بِأَنَّ يُوحَنَّا نَبِيٌّ».
7فَأَجَابُوا أَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ. 8فَقَالَ لَهُمْ
يَسُوعُ: «وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا».
9وَﭐبْتَدَأَ
يَقُولُ لِلشَّعْبِ هَذَا \لْمَثَلَ: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْماً
وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَاناً طَوِيلاً. 10وَفِي
\لْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى \لْكَرَّامِينَ عَبْداً لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ
ثَمَرِ \لْكَرْمِ فَجَلَدَهُ \لْكَرَّامُونَ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً.
11فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْداً آخَرَ. فَجَلَدُوا ذَلِكَ أَيْضاً
وَأَهَانُوهُ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً. 12ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثاً.
فَجَرَّحُوا هَذَا أَيْضاً وَأَخْرَجُوهُ. 13فَقَالَ صَاحِبُ \لْكَرْمِ:
مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ \بْنِي \لْحَبِيبَ. لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ
يَهَابُونَ! 14فَلَمَّا رَآهُ \لْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ
قَائِلِينَ: هَذَا هُوَ \لْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ
لَنَا \لْمِيرَاثُ. 15فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ \لْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ.
فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ \لْكَرْمِ؟ 16يَأْتِي وَيُهْلِكُ
هَؤُلاَءِ \لْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي \لْكَرْمَ لِآخَرِينَ». فَلَمَّا
سَمِعُوا قَالُوا: «حَاشَا!» 17فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «إِذاً مَا
هُوَ هَذَا \لْمَكْتُوبُ: \لْحَجَرُ \لَّذِي رَفَضَهُ \لْبَنَّاؤُونَ هُوَ
قَدْ صَارَ رَأْسَ \لزَّاوِيَةِ. 18كُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى ذَلِكَ
\لْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ؟»
19فَطَلَبَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لْكَتَبَةُ أَنْ يُلْقُوا \لأَيَادِيَ
عَلَيْهِ فِي تِلْكَ \لسَّاعَةِ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا \لشَّعْبَ
لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ هَذَا \لْمَثَلَ عَلَيْهِمْ.
20فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ
لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ \لْوَالِي
وَسُلْطَانِهِ. 21فَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ
بِالاِسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ وَلاَ تَقْبَلُ \لْوُجُوهَ بَلْ
بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ \للهِ. 22أَيَجُوزُ لَنَا أَنْ نُعْطِيَ
جِزْيَةً لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 23فَشَعَرَ بِمَكْرِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ:
«لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ 24أَرُونِي دِينَاراً. لِمَنِ \لصُّورَةُ وَ\لْكِتَابَةُ؟»
فَأَجَابُوا: «لِقَيْصَرَ». 25فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا
لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». 26فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ
يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ قُدَّامَ \لشَّعْبِ وَتَعَجَّبُوا مِنْ جَوَابِهِ
وَسَكَتُوا.
27وَحَضَرَ
قَوْمٌ مِنَ \لصَّدُّوقِيِّينَ \لَّذِينَ يُقَاوِمُونَ أَمْرَ \لْقِيَامَةِ
وَسَأَلُوهُ: 28«يَا مُعَلِّمُ كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ لأَحَدٍ
أَخٌ وَلَهُ \مْرَأَةٌ وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ يَأْخُذُ أَخُوهُ \لْمَرْأَةَ
وَيُقِيمُ نَسْلاً لأَخِيهِ. 29فَكَانَ سَبْعَةُ إِخْوَةٍ. وَأَخَذَ
\لأَوَّلُ \مْرَأَةً وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ 30فَأَخَذَ \لثَّانِي \لْمَرْأَةَ
وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ 31ثُمَّ أَخَذَهَا \لثَّالِثُ وَهَكَذَا
\لسَّبْعَةُ. وَلَمْ يَتْرُكُوا وَلَداً وَمَاتُوا. 32وَآخِرَ \لْكُلِّ
مَاتَتِ \لْمَرْأَةُ أَيْضاً. 33فَفِي \لْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنْهُمْ
تَكُونُ زَوْجَةً؟ لأَنَّهَا كَانَتْ زَوْجَةً لِلسَّبْعَةِ!» 34فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هَذَا \لدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ
35وَلَكِنَّ \لَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ
\لدَّهْرِ وَ\لْقِيَامَةِ مِنَ \لأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ
يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ
مِثْلُ \لْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ \للهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ
\لْقِيَامَةِ. 37وَأَمَّا أَنَّ \لْمَوْتَى يَقُومُونَ فَقَدْ دَلَّ
عَلَيْهِ مُوسَى أَيْضاً فِي أَمْرِ \لْعُلَّيْقَةِ كَمَا يَقُولُ:
اَلرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ.
38وَلَيْسَ هُوَ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ لأَنَّ \لْجَمِيعَ
عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ». 39فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ \لْكَتَبَةِ: «يَا مُعَلِّمُ
حَسَناً قُلْتَ!». 40وَلَمْ يَتَجَاسَرُوا أَيْضاً أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ
شَيْءٍ.
41وَقَالَ
لَهُمْ: «كَيْفَ يَقُولُونَ إِنَّ \لْمَسِيحَ \بْنُ دَاوُدَ 42وَدَاوُدُ
نَفْسُهُ يَقُولُ فِي كِتَابِ \لْمَزَامِيرِ: قَالَ \لرَّبُّ لِرَبِّي:
\جْلِسْ عَنْ يَمِينِي 43حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً
لِقَدَمَيْكَ. 44فَإِذاً دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً. فَكَيْفَ يَكُونُ \بْنَهُ؟».
45وَفِيمَا
كَانَ جَمِيعُ \لشَّعْبِ يَسْمَعُونَ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: 46«ﭐحْذَرُوا
مِنَ \لْكَتَبَةِ \لَّذِينَ يَرْغَبُونَ \لْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ
وَيُحِبُّونَ \لتَّحِيَّاتِ فِي \لأَسْوَاقِ وَ\لْمَجَالِسَ \لأُولَى فِي
\لْمَجَامِعِ وَ\لْمُتَّكَآتِ \لأُولَى فِي \لْوَلاَئِمِ. 47اَلَّذِينَ
يَأْكُلُونَ بُيُوتَ \لأَرَامِلِ وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ \لصَّلَوَاتِ.
هَؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ!».
اَلأَصْحَاحُ
\لْحَادِي وَ\لْعِشْرُونَ
1وَتَطَلَّعَ فَرَأَى \لأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي
\لْخِزَانَةِ 2وَرَأَى أَيْضاً أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ
فَلْسَيْنِ. 3فَقَالَ: «بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هَذِهِ
\لأَرْمَلَةَ \لْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ \لْجَمِيعِ 4لأَنَّ
هَؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ \للهِ وَأَمَّا
هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ \لْمَعِيشَةِ \لَّتِي لَهَا».
5وَإِذْ
كَانَ قَوْمٌ يَقُولُونَ عَنِ \لْهَيْكَلِ إِنَّهُ مُزَيَّنٌ بِحِجَارَةٍ
حَسَنَةٍ وَتُحَفٍ قَالَ: 6«هَذِهِ \لَّتِي تَرَوْنَهَا سَتَأْتِي أَيَّامٌ
لاَ يُتْرَكُ فِيهَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ». 7فَسَأَلُوهُ:
«يَا مُعَلِّمُ مَتَى يَكُونُ هَذَا ومَا هِيَ \لْعَلاَمَةُ عِنْدَمَا
يَصِيرُ هَذَا؟» 8فَقَالَ: «ﭐنْظُرُوا! لاَ تَضِلُّوا. فَإِنَّ كَثِيرِينَ
سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ وَ\لزَّمَانُ قَدْ
قَرُبَ. فَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَهُمْ. 9فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ
وَقَلاَقِلٍ فَلاَ تَجْزَعُوا لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هَذَا
أَوَّلاً وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ \لْمُنْتَهَى سَرِيعاً». 10ثُمَّ قَالَ
لَهُمْ: «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ
11وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ.
وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ \لسَّمَاءِ. 12وَقَبْلَ
هَذَا كُلِّهِ يُلْقُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ
وَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَامِعٍ وَسُجُونٍ وَتُسَاقُونَ أَمَامَ
مُلُوكٍ وَوُلاَةٍ لأَجْلِ \سْمِي. 13فَيَؤُولُ ذَلِكَ لَكُمْ شَهَادَةً.
14فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ
تَحْتَجُّوا 15لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ
جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. 16وَسَوْفَ
تُسَلَّمُونَ مِنَ \لْوَالِدِينَ وَ\لإِخْوَةِ وَ\لأَقْرِبَاءِ وَ\لأَصْدِقَاءِ
وَيَقْتُلُونَ مِنْكُمْ. 17وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ \لْجَمِيعِ مِنْ
أَجْلِ \سْمِي. 18وَلَكِنَّ شَعْرَةً مِنْ رُؤُوسِكُمْ لاَ تَهْلِكُ.
19بِصَبْرِكُمُ \قْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ. 20وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ
مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ فَحِينَئِذٍ \عْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ \قْتَرَبَ
خَرَابُهَا. 21حِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ \لَّذِينَ فِي \لْيَهُودِيَّةِ إِلَى
\لْجِبَالِ وَ\لَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيَفِرُّوا خَارِجاً وَ\لَّذِينَ
فِي \لْكُوَرِ فَلاَ يَدْخُلُوهَا 22لأَنَّ هَذِهِ أَيَّامُ \نْتِقَامٍ
لِيَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ. 23وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَ\لْمُرْضِعَاتِ
فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ لأَنَّهُ يَكُونُ ضِيقٌ عَظِيمٌ عَلَى \لأَرْضِ
وَسُخْطٌ عَلَى هَذَا \لشَّعْبِ. 24وَيَقَعُونَ بِالسَّيْفِ وَيُسْبَوْنَ
إِلَى جَمِيعِ \لأُمَمِ وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ \لأُمَمِ
حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ \لأُمَمِ.
25«وَتَكُونُ عَلاَمَاتٌ فِي \لشَّمْسِ وَ\لْقَمَرِ وَ\لنُّجُومِ وَعَلَى
\لأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بِحَيْرَةٍ. اَلْبَحْرُ وَ\لأَمْوَاجُ تَضِجُّ
26وَﭐلنَّاسُ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ خَوْفٍ وَ\نْتِظَارِ مَا يَأْتِي
عَلَى \لْمَسْكُونَةِ لأَنَّ قُوَّاتِ \لسَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.
27وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ \بْنَ \لإِنْسَانِ آتِياً فِي سَحَابَةٍ
بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 28وَمَتَى \بْتَدَأَتْ هَذِهِ تَكُونُ
فَانْتَصِبُوا وَ\رْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».
29وَقَالَ
لَهُمْ مَثَلاً: «اُنْظُرُوا إِلَى شَجَرَةِ \لتِّينِ وَكُلِّ \لأَشْجَارِ.
30مَتَى أَفْرَخَتْ تَنْظُرُونَ وَتَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَنَّ
\لصَّيْفَ قَدْ قَرُبَ. 31هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً مَتَى رَأَيْتُمْ
هَذِهِ \لأَشْيَاءَ صَائِرَةً فَاعْلَمُوا أَنَّ مَلَكُوتَ \للهِ قَرِيبٌ.
32اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يَمْضِي هَذَا \لْجِيلُ حَتَّى
يَكُونَ \لْكُلُّ. 33اَلسَّمَاءُ وَ\لأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي
لاَ يَزُولُ.
34فَاحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ
وَسُكْرٍ وَهُمُومِ \لْحَيَاةِ فَيُصَادِفَكُمْ ذَلِكَ \لْيَوْمُ بَغْتَةً.
35لأَنَّهُ كَالْفَخِّ يَأْتِي عَلَى جَمِيعِ \لْجَالِسِينَ عَلَى وَجْهِ
كُلِّ \لأَرْضِ. 36اِسْهَرُوا إِذاً وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ لِكَيْ
تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هَذَا \لْمُزْمِعِ أَنْ
يَكُونَ وَتَقِفُوا قُدَّامَ \بْنِ \لإِنْسَانِ».
37وَكَانَ
فِي \لنَّهَارِ يُعَلِّمُ فِي \لْهَيْكَلِ وَفِي \للَّيْلِ يَخْرُجُ
وَيَبِيتُ فِي \لْجَبَلِ \لَّذِي يُدْعَى جَبَلَ \لزَّيْتُونِ. 38وَكَانَ
كُلُّ \لشَّعْبِ يُبَكِّرُونَ إِلَيْهِ فِي \لْهَيْكَلِ لِيَسْمَعُوهُ.
اَلأَصْحَاحُ
\لثَّانِي وَ\لْعِشْرُونَ
1وَقَرُبَ
عِيدُ \لْفَطِيرِ \لَّذِي يُقَالُ لَهُ \لْفِصْحُ. 2وَكَانَ رُؤَسَاءُ
\لْكَهَنَةِ وَ\لْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ لأَنَّهُمْ
خَافُوا \لشَّعْبَ.
3فَدَخَلَ
\لشَّيْطَانُ فِي يَهُوذَا \لَّذِي يُدْعَى \لإِسْخَرْيُوطِيَّ وَهُوَ مِنْ
جُمْلَةِ \لاِثْنَيْ عَشَرَ. 4فَمَضَى وَتَكَلَّمَ مَعَ رُؤَسَاءِ
\لْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ \لْجُنْدِ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ.
5فَفَرِحُوا وَعَاهَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. 6فَوَاعَدَهُمْ. وَكَانَ
يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ خِلْواً مِنْ جَمْعٍ.
7وَجَاءَ
يَوْمُ \لْفَطِيرِ \لَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ \لْفِصْحُ.
8فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «ﭐذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا
\لْفِصْحَ لِنَأْكُلَ». 9فَقَالاَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ؟».
10فَقَالَ لَهُمَا: «إِذَا دَخَلْتُمَا \لْمَدِينَةَ يَسْتَقْبِلُكُمَا
إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ إِلَى \لْبَيْتِ حَيْثُ
يَدْخُلُ 11وَقُولاَ لِرَبِّ \لْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ \لْمُعَلِّمُ: أَيْنَ
\لْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ \لْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 12فَذَاكَ
يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا».
13فَانْطَلَقَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا فَأَعَدَّا \لْفِصْحَ.
14وَلَمَّا
كَانَتِ \لسَّاعَةُ \تَّكَأَ وَ\لاِثْنَا عَشَرَ رَسُولاً مَعَهُ 15وَقَالَ
لَهُمْ: «شَهْوَةً \شْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هَذَا \لْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ
أَنْ أَتَأَلَّمَ 16لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ
بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ \للهِ». 17ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْساً
وَشَكَرَ وَقَالَ: «خُذُوا هَذِهِ وَ\قْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ 18لأَنِّي
أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ \لْكَرْمَةِ حَتَّى
يَأْتِيَ مَلَكُوتُ \للهِ». 19وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ
وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ جَسَدِي \لَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ.
اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». 20وَكَذَلِكَ \لْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ
\لْعَشَاءِ قَائِلاً: «هَذِهِ \لْكَأْسُ هِيَ \لْعَهْدُ \لْجَدِيدُ بِدَمِي
\لَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. 21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ \لَّذِي يُسَلِّمُنِي
هِيَ مَعِي عَلَى \لْمَائِدَةِ. 22وَﭐبْنُ \لإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ
مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ \لإِنْسَانِ \لَّذِي يُسَلِّمُهُ».
23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ
هُوَ \لْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟».
24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ
يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ \لأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَ\لْمُتَسَلِّطُونَ
عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا
بَلِ \لْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَ\لْمُتَقَدِّمُ
كَالْخَادِمِ. 27لأَنْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ؟ أَلَّذِي يَتَّكِئُ أَمِ
\لَّذِي يَخْدِمُ؟ أَلَيْسَ \لَّذِي يَتَّكِئُ؟ وَلَكِنِّي أَنَا
بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدِمُ. 28أَنْتُمُ \لَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي
تَجَارِبِي 29وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً
30لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي وَتَجْلِسُوا
عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ \لاِثْنَيْ عَشَرَ».
31وَقَالَ
\لرَّبُّ: «سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا \لشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ
يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! 32وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ
لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ».
33فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ
حَتَّى إِلَى \لسِّجْنِ وَإِلَى \لْمَوْتِ». 34فَقَالَ: «أَقُولُ لَكَ يَا
بُطْرُسُ لاَ يَصِيحُ \لدِّيكُ \لْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي».
35ثُمَّ
قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ
أَحْذِيَةٍ هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ
لَهُمْ: «لَكِنِ \لآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ
كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً.
37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً
هَذَا \لْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ
جِهَتِي لَهُ \نْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَا رَبُّ هُوَذَا هُنَا
سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!».
39وَخَرَجَ
وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ \لزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضاً
تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى \لْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا
لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41وَﭐنْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ
رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا
أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ \لْكَأْسَ. وَلَكِنْ
لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ
\لسَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي
بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى
\لأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ \لصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ
فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً مِنَ \لْحُزْنِ. 46فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا
أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ».
47وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ وَ\لَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا -
أَحَدُ \لاِثْنَيْ عَشَرَ - يَتَقَدَّمُهُمْ فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ
لِيُقَبِّلَهُ. 48فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا أَبِقُبْلَةٍ
تُسَلِّمُ \بْنَ \لإِنْسَانِ؟» 49فَلَمَّا رَأَى \لَّذِينَ حَوْلَهُ مَا
يَكُونُ قَالُوا: «يَا رَبُّ أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟» 50وَضَرَبَ وَاحِدٌ
مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ \لْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ \لْيُمْنَى.
51فَقَالَ يَسُوعُ: «دَعُوا إِلَى هَذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ
وَأَبْرَأَهَا.
52ثُمَّ
قَالَ يَسُوعُ لِرُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ جُنْدِ \لْهَيْكَلِ وَ\لشُّيُوخِ
\لْمُقْبِلِينَ عَلَيْهِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ
وَعِصِيٍّ! 53إِذْ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ فِي \لْهَيْكَلِ لَمْ
تَمُدُّوا عَلَيَّ \لأَيَادِيَ. وَلَكِنَّ هَذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ
\لظُّلْمَةِ».
54فَأَخَذُوهُ وَسَاقُوهُ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ \لْكَهَنَةِ.
وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ. 55وَلَمَّا أَضْرَمُوا نَاراً
فِي وَسَطِ \لدَّارِ وَجَلَسُوا مَعاً جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ.
56فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ جَالِساً عِنْدَ \لنَّارِ فَتَفَرَّسَتْ فيهِ
وَقَالَتْ: «وَهَذَا كَانَ مَعَهُ». 57فَأَنْكَرَهُ قَائِلاً: «لَسْتُ
أَعْرِفُهُ يَا \مْرَأَةُ!» 58وَبَعْدَ قَلِيلٍ رَآهُ آخَرُ وَقَالَ:
«وَأَنْتَ مِنْهُمْ!» فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ لَسْتُ أَنَا!»
59وَلَمَّا مَضَى نَحْوُ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَكَّدَ آخَرُ قَائِلاً:
«بِالْحَقِّ إِنَّ هَذَا أَيْضاً كَانَ مَعَهُ لأَنَّهُ جَلِيلِيٌّ
أَيْضاً». 60فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ لَسْتُ أَعْرِفُ مَا
تَقُولُ». وَفِي \لْحَالِ بَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ صَاحَ \لدِّيكُ.
61فَالْتَفَتَ \لرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ
كَلاَمَ \لرَّبِّ كَيْفَ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ
\لدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 62فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى
خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً.
63وَﭐلرِّجَالُ \لَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا
يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ 64وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا
يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ: «تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ \لَّذِي
ضَرَبَكَ؟» 65وَأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةً كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ
مُجَدِّفِينَ.
66وَلَمَّا
كَانَ \لنَّهَارُ \جْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ \لشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ
وَ\لْكَتَبَةُ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67قَائِلِينَ: «إِنْ
كُنْتَ أَنْتَ \لْمسِيحَ فَقُلْ لَنَا». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ قُلْتُ
لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ
تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ \لآنَ يَكُونُ \بْنُ \لإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ
يَمِينِ قُوَّةِ \للهِ». 70فَقَالَ \لْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ \بْنُ \للهِ؟»
فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ». 71فَقَالُوا:
«مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ
فَمِهِ».
اَلأَصْحَاحُ
\لثَّالِثُ وَ\لْعِشْرُونَ
1فَقَامَ
كُلُّ جُمْهُورِهِمْ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بِيلاَطُسَ 2وَﭐبْتَدَأُوا
يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ
\لأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً: إِنَّهُ
هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ». 3فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «أَنْتَ مَلِكُ
\لْيَهُودِ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنْتَ تَقُولُ». 4فَقَالَ بِيلاَطُسُ
لِرُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ وَ\لْجُمُوعِ: «إِنِّي لاَ أَجِدُ عِلَّةً فِي
هَذَا \لإِنْسَانِ». 5فَكَانُوا يُشَدِّدُونَ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ
يُهَيِّجُ \لشَّعْبَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كُلِّ \لْيَهُودِيَّةِ
مُبْتَدِئاً مِنَ \لْجَلِيلِ إِلَى هُنَا». 6فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ
ذِكْرَ \لْجَلِيلِ سَأَلَ: «هَلِ \لرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ؟» 7وَحِينَ عَلِمَ
أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ إِذْ
كَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ.
8وَأَمَّا
هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدّاً لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ
مِنْ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَنْ يَرَاهُ لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً
وَتَرَجَّى أَنْ يَرَاهُ يَصْنَعُ آيَةً. 9وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ
فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. 10وَوَقَفَ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لْكَتَبَةُ
يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَادٍ 11فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ
عَسْكَرِهِ وَ\سْتَهْزَأَ بِهِ وَأَلْبَسَهُ لِبَاساً لاَمِعاً وَرَدَّهُ
إِلَى بِيلاَطُسَ. 12فَصَارَ بِيلاَطُسُ وَهِيرُودُسُ صَدِيقَيْنِ مَعَ
بَعْضِهِمَا فِي ذَلِكَ \لْيَوْمِ لأَنَّهُمَا كَانَا مِنْ قَبْلُ فِي
عَدَاوَةٍ بَيْنَهُمَا.
13فَدَعَا
بِيلاَطُسُ رُؤَسَاءَ \لْكَهَنَةِ وَ\لْعُظَمَاءَ وَ\لشَّعْبَ 14وَقَالَ
لَهُمْ: «قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هَذَا \لإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ
\لشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي
هَذَا \لإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. 15وَلاَ
هِيرُودُسُ أَيْضاً لأَنِّي أَرْسَلْتُكُمْ إِلَيْهِ. وَهَا لاَ شَيْءَ
يَسْتَحِقُّ \لْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ. 16فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ
وَأُطْلِقُهُ». 17وَكَانَ مُضْطَرّاً أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ كُلَّ عِيدٍ
وَاحِداً 18فَصَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ قَائِلِينَ: «خُذْ هَذَا وَأَطْلِقْ
لَنَا بَارَابَاسَ!» 19وَذَاكَ كَانَ قَدْ طُرِحَ فِي \لسِّجْنِ لأَجْلِ
فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي \لْمَدِينَةِ وَقَتْلٍ. 20فَنَادَاهُمْ أَيْضاً
بِيلاَطُسُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُطْلِقَ يَسُوعَ 21فَصَرَخُوا:
«ﭐصْلِبْهُ! \صْلِبْهُ!» 22فَقَالَ لَهُمْ ثَالِثَةً: «فَأَيَّ شَرٍّ
عَمِلَ هَذَا؟ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً لِلْمَوْتِ فَأَنَا
أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ». 23فَكَانُوا يَلِجُّونَ بِأَصْوَاتٍ عَظِيمَةٍ
طَالِبِينَ أَنْ يُصْلَبَ. فَقَوِيَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَأَصْوَاتُ رُؤَسَاءِ
\لْكَهَنَةِ. 24فَحَكَمَ بِيلاَطُسُ أَنْ تَكُونَ طِلْبَتُهُمْ.
25فَأَطْلَقَ لَهُمُ \لَّذِي طُرِحَ فِي \لسِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ
وَقَتْلٍ \لَّذِي طَلَبُوهُ وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ.
26وَلَمَّا
مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ رَجُلاً قَيْرَوَانِيّاً كَانَ آتِياً
مِنَ \لْحَقْلِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ \لصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ
يَسُوعَ. 27وَتَبِعَهُ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ \لشَّعْبِ وَ\لنِّسَاءِ
\للَّوَاتِي كُنَّ يَلْطِمْنَ أَيْضاً وَيَنُحْنَ عَلَيْهِ. 28فَالْتَفَتَ
إِلَيْهِنَّ يَسُوعُ وَقَالَ: «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ لاَ تَبْكِينَ
عَلَيَّ بَلِ \بْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ
29لأَنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى
لِلْعَوَاقِرِ وَ\لْبُطُونِ \لَّتِي لَمْ تَلِدْ وَ\لثُّدِيِّ \لَّتِي لَمْ
تُرْضِعْ. 30حِينَئِذٍ يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: \سْقُطِي
عَلَيْنَا وَلِلآكَامِ: غَطِّينَا. 31لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ
\لرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هَذَا فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟». 32وَجَاءُوا
أَيْضاً بِاثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مُذْنِبَيْنِ لِيُقْتَلاَ مَعَهُ.
33وَلَمَّا
مَضَوْا بِهِ إِلَى \لْمَوْضِعِ \لَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ
هُنَاكَ مَعَ \لْمُذْنِبَيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَ\لآخَرَ عَنْ
يَسَارِهِ. 34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ \غْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ
لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ \قْتَسَمُوا ثِيَابَهُ \قْتَرَعُوا
عَلَيْهَا.
35وَكَانَ
\لشَّعْبُ وَ\قِفِينَ يَنْظُرُونَ وَ\لرُّؤَسَاءُ أَيْضاً مَعَهُمْ
يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «خَلَّصَ آخَرِينَ فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ
إِنْ كَانَ هُوَ \لْمَسِيحَ مُخْتَارَ \للهِ». 36وَﭐلْجُنْدُ أَيْضاً \سْتَهْزَأُوا
بِهِ وَهُمْ يَأْتُونَ وَيُقَدِّمُونَ لَهُ خَلاًّ 37قَائِلِينَ: «إِنْ
كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ \لْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ». 38وَكَانَ عُنْوَانٌ
مَكْتُوبٌ فَوْقَهُ بِأَحْرُفٍ يُونَانِيَّةٍ وَرُومَانِيَّةٍ
وَعِبْرَانِيَّةٍ: «هَذَا هُوَ مَلِكُ \لْيَهُودِ». 39وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ
\لْمُذْنِبَيْنِ \لْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: «إِنْ
كُنْتَ أَنْتَ \لْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!»
40فَانْتَهَرَهُ \لآخَرُ قَائِلاً: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ \للهَ إِذْ
أَنْتَ تَحْتَ هَذَا \لْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ 41أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ
لأَنَّنَا نَنَالُ \سْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ
يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ». 42ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ:
«ﭐذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». 43فَقَالَ لَهُ
يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ \لْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي
\لْفِرْدَوْسِ».
44وَكَانَ
نَحْوُ \لسَّاعَةِ \لسَّادِسَةِ فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى \لأَرْضِ
كُلِّهَا إِلَى \لسَّاعَةِ \لتَّاسِعَةِ. 45وَأَظْلَمَتِ \لشَّمْسُ وَ\نْشَقَّ
حِجَابُ \لْهَيْكَلِ مِنْ وَسَطِهِ. 46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:
«يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا
أَسْلَمَ \لرُّوحَ. 47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ \لْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ
\للهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا \لإِنْسَانُ بَارّاً!»
48وَكُلُّ \لْجُمُوعِ \لَّذِينَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِهَذَا \لْمَنْظَرِ
لَمَّا أَبْصَرُوا مَا كَانَ رَجَعُوا وَهُمْ يَقْرَعُونَ صُدُورَهُمْ.
49وَكَانَ جَمِيعُ مَعَارِفِهِ وَنِسَاءٌ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَهُ مِنَ
\لْجَلِيلِ وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ يَنْظُرُونَ ذَلِكَ.
50وَإِذَا
رَجُلٌ \سْمُهُ يُوسُفُ وَكَانَ مُشِيراً وَرَجُلاً صَالِحاً بَارّاً -
51هَذَا لَمْ يَكُنْ مُوافِقاً لِرَأْيِهِمْ وَعَمَلِهِمْ وَهُوَ مِنَ \لرَّامَةِ
مَدِينَةٍ لِلْيَهُودِ. وَكَانَ هُوَ أَيْضاً يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ \للهِ.
52هَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ
53وَأَنْزَلَهُ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ مَنْحُوتٍ
حَيْثُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ وُضِعَ قَطُّ. 54وَكَانَ يَوْمُ \لاِسْتِعْدَادِ
وَ\لسَّبْتُ يَلُوحُ. 55وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ
مِنَ \لْجَلِيلِ وَنَظَرْنَ \لْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ.
56فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطاً وَأَطْيَاباً. وَفِي \لسَّبْتِ
\سْتَرَحْنَ حَسَبَ \لْوَصِيَّةِ.
اَلأَصْحَاحُ
\لرَّابِعُ وَ\لْعِشْرُونَ
1ثُمَّ فِي
أَوَّلِ \لأُسْبُوعِ أَوَّلَ \لْفَجْرِ أَتَيْنَ إِلَى \لْقَبْرِ
حَامِلاَتٍ \لْحَنُوطَ \لَّذِي أَعْدَدْنَهُ وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ.
2فَوَجَدْنَ \لْحَجَرَ مُدَحْرَجاً عَنِ \لْقَبْرِ 3فَدَخَلْنَ وَلَمْ
يَجِدْنَ جَسَدَ \لرَّبِّ يَسُوعَ. 4وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي
ذَلِكَ إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ. 5وَإِذْ
كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى \لأَرْضِ قَالاَ
لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ \لْحَيَّ بَيْنَ \لأَمْوَاتِ؟ 6لَيْسَ هُوَ
هَهُنَا لَكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ
فِي \لْجَلِيلِ 7قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ \بْنُ
\لإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ وَيُصْلَبَ وَفِي \لْيَوْمِ
\لثَّالِثِ يَقُومُ». 8فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ 9وَرَجَعْنَ مِنَ \لْقَبْرِ
وَأَخْبَرْنَ \لأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ \لْبَاقِينَ بِهَذَا كُلِّهِ.
10وَكَانَتْ مَرْيَمُ \لْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ
يَعْقُوبَ وَ\لْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ \للَّوَاتِي قُلْنَ هَذَا لِلرُّسُلِ.
11فَتَرَاءَى كَلاَمُهُنَّ لَهُمْ كَالْهَذَيَانِ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ.
12فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى \لْقَبْرِ فَانْحَنَى وَنَظَرَ
\لأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا فَمَضَى مُتَعَجِّباً فِي نَفْسِهِ
مِمَّا كَانَ.
13وَإِذَا
\ثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ \لْيَوْمِ إِلَى
قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً \سْمُهَا «عِمْوَاسُ».
14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ
\لْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ \قْتَرَبَ
إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ
أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا
هَذَا \لْكَلاَمُ \لَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ
عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا \لَّذِي \سْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ:
«هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ
\لأُمُورَ \لَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ \لأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ
لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «ﭐلْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ \لنَّاصِرِيِّ
\لَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي \لْفِعْلِ وَ\لْقَوْلِ
أَمَامَ \للهِ وَجَمِيعِ \لشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ
\لْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ \لْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. 21وَنَحْنُ
كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ \لْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ.
وَلَكِنْ مَعَ هَذَا كُلِّهِ \لْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ
حَدَثَ ذَلِكَ. 22بَلْ بَعْضُ \لنِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ
بَاكِراً عِنْدَ \لْقَبْرِ 23وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ
قَائِلاَتٍ: إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ
حَيٌّ. 24وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ \لَّذِينَ مَعَنَا إِلَى \لْقَبْرِ
فَوَجَدُوا هَكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضاً \لنِّسَاءُ وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ
يَرَوْهُ». 25فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا \لْغَبِيَّانِ وَ\لْبَطِيئَا
\لْقُلُوبِ فِي \لإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ \لأَنْبِيَاءُ
26أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ \لْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ
إِلَى مَجْدِهِ؟» 27ثُمَّ \بْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ
\لأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا \لأُمُورَ \لْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي
جَمِيعِ \لْكُتُبِ.
28ثُمَّ \قْتَرَبُوا
إِلَى \لْقَرْيَةِ \لَّتِي كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ إِلَيْهَا وَهُوَ
تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ. 29فَأَلْزَمَاهُ
قَائِلَيْنِ: «ﭐمْكُثْ مَعَنَا لأَنَّهُ نَحْوُ \لْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ
\لنَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. 30فَلَمَّا \تَّكَأَ
مَعَهُمَا أَخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا
31فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ \خْتَفَى عَنْهُمَا
32فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً
فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي \لطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا
\لْكُتُبَ؟» 33فَقَامَا فِي تِلْكَ \لسَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى
أُورُشَلِيمَ وَوَجَدَا \لأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ هُمْ وَ\لَّذِينَ
مَعَهُمْ 34وَهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّ \لرَّبَّ قَامَ بِالْحَقِيقَةِ
وَظَهَرَ لِسِمْعَانَ!» 35وَأَمَّا هُمَا فَكَانَا يُخْبِرَانِ بِمَا
حَدَثَ فِي \لطَّرِيقِ وَكَيْفَ عَرَفَاهُ عِنْدَ كَسْرِ \لْخُبْزِ.
36وَفِيمَا
هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ
وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا وَظَنُّوا
أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحاً. 38فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ
مُضْطَرِبِينَ وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟
39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَ\نْظُرُوا
فَإِنَّ \لرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي».
40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا
هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ \لْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ:
«أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ
مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ
قُدَّامَهُمْ.
44وَقَالَ
لَهُمْ: «هَذَا هُوَ \لْكَلاَمُ \لَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ
مَعَكُمْ أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ
عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَ\لأَنْبِيَاءِ وَ\لْمَزَامِيرِ». 45حِينَئِذٍ
فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا \لْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا
هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ \لْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ
وَيَقُومُ مِنَ \لأَمْوَاتِ فِي \لْيَوْمِ \لثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ
بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ \لْخَطَايَا لِجَمِيعِ \لأُمَمِ
مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ. 49وَهَا
أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ
أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ \لأَعَالِي».
50وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجاً إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ
وَبَارَكَهُمْ. 51وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ \نْفَرَدَ عَنْهُمْ
وَأُصْعِدَ إِلَى \لسَّمَاءِ. 52فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى
أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ 53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي \لْهَيْكَلِ
يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ \للهَ. آمِينَ. |