
اَلأَصْحَاحُ \لأَوَّلُ
1اَلْكَلاَمُ
\لأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا \بْتَدَأَ
يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ 2إِلَى \لْيَوْمِ \لَّذِي \رْتَفَعَ
فِيهِ بَعْدَ مَا أَوْصَى بِالرُّوحِ \لْقُدُسِ \لرُّسُلَ \لَّذِينَ \خْتَارَهُمْ.
3اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ
بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً
وَيَتَكَلَّمُ عَنِ \لْأُمُورِ \لْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ \للهِ.
4وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ
أُورُشَلِيمَ بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ \لآبِ \لَّذِي سَمِعْتُمُوهُ
مِنِّي 5لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ وَأَمَّا أَنْتُمْ
فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ \لْقُدُسِ لَيْسَ بَعْدَ هَذِهِ \لأَيَّامِ
بِكَثِيرٍ». 6أَمَّا هُمُ \لْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ: «يَا رَبُّ هَلْ
فِي هَذَا \لْوَقْتِ تَرُدُّ \لْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» 7فَقَالَ
لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا \لأَزْمِنَةَ وَ\لأَوْقَاتَ
\لَّتِي جَعَلَهَا \لآبُ فِي سُلْطَانِهِ 8لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ
قُوَّةً مَتَى حَلَّ \لرُّوحُ \لْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي
شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ \لْيَهُودِيَّةِ وَ\لسَّامِرَةِ
وَإِلَى أَقْصَى \لأَرْضِ». 9وَلَمَّا قَالَ هَذَا \رْتَفَعَ وَهُمْ
يَنْظُرُونَ وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. 10وَفِيمَا كَانُوا
يَشْخَصُونَ إِلَى \لسَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ
وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ 11وَقَالاَ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لْجَلِيلِيُّونَ
مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى \لسَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ
هَذَا \لَّذِي \رْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى \لسَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا
كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقاً إِلَى \لسَّمَاءِ». 12حِينَئِذٍ رَجَعُوا
إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنَ \لْجَبَلِ \لَّذِي يُدْعَى جَبَلَ \لزَّيْتُونِ
\لَّذِي هُوَ بِالْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ عَلَى سَفَرِ سَبْتٍ.
13وَلَمَّا دَخَلُوا صَعِدُوا إِلَى \لْعِلِّيَّةِ \لَّتِي كَانُوا
يُقِيمُونَ فِيهَا: بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ
وَفِيلُبُّسُ وَتُومَا وَبَرْثُولَمَاوُسُ وَمَتَّى وَيَعْقُوبُ بْنُ
حَلْفَى وَسِمْعَانُ \لْغَيُورُ وَيَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ. 14هَؤُلاَءِ
كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى \لصَّلاَةِ وَ\لطِّلْبَةِ
مَعَ \لنِّسَاءِ وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ وَمَعَ إِخْوَتِهِ.
15وَفِي
تِلْكَ \لأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسَطِ \لتَّلاَمِيذِ وَكَانَ
عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعاً نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ. فَقَالَ: 16«أَيُّهَا
\لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هَذَا \لْمَكْتُوبُ
\لَّذِي سَبَقَ \لرُّوحُ \لْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ عَنْ يَهُوذَا
\لَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ 17إِذْ كَانَ
مَعْدُوداً بَيْنَنَا وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ فِي هَذِهِ \لْخِدْمَةِ.
18فَإِنَّ هَذَا \قْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ \لظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ
عَلَى وَجْهِهِ \نْشَقَّ مِنَ \لْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ
كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ
أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ \لْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ
دَمَا» (أَيْ: حَقْلَ دَمٍ). 20لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ
\لْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ
وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ. 21فَيَنْبَغِي أَنَّ \لرِّجَالَ \لَّذِينَ
\جْتَمَعُوا مَعَنَا كُلَّ \لزَّمَانِ \لَّذِي فِيهِ دَخَلَ إِلَيْنَا
\لرَّبُّ يَسُوعُ وَخَرَجَ 22مُنْذُ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا إِلَى
\لْيَوْمِ \لَّذِي \رْتَفَعَ فِيهِ عَنَّا يَصِيرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ
شَاهِداً مَعَنَا بِقِيَامَتِهِ». 23فَأَقَامُوا \ثْنَيْنِ: يُوسُفَ
\لَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا \لْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ وَمَتِّيَاسَ.
24وَصَلَّوْا قَائِلِينَ: «أَيُّهَا \لرَّبُّ \لْعَارِفُ قُلُوبَ
\لْجَمِيعِ عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هَذَيْنِ \لاِثْنَيْنِ أَيّاً \خْتَرْتَهُ
25لِيَأْخُذَ قُرْعَةَ هَذِهِ \لْخِدْمَةِ وَ\لرِّسَالَةِ \لَّتِي
تَعَدَّاهَا يَهُوذَا لِيَذْهَبَ إِلَى مَكَانِهِ». 26ثُمَّ أَلْقَوْا
قُرْعَتَهُمْ فَوَقَعَتِ \لْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ فَحُسِبَ مَعَ
\لأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً.
اَلأَصْحَاحُ \لثَّانِي
1وَلَمَّا
حَضَرَ يَوْمُ \لْخَمْسِينَ كَانَ \لْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ
2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ \لسَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ
عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ \لْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ 3وَظَهَرَتْ
لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَ\سْتَقَرَّتْ
عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ \لْجَمِيعُ مِنَ \لرُّوحِ
\لْقُدُسِ وَ\بْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا
أَعْطَاهُمُ \لرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. 5وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ
أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ \لسَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي
أُورُشَلِيمَ. 6فَلَمَّا صَارَ هَذَا \لصَّوْتُ \جْتَمَعَ \لْجُمْهُورُ
وَتَحَيَّرُوا لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ
بِلُغَتِهِ. 7فَبُهِتَ \لْجَمِيعُ وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ: «أَتُرَى لَيْسَ جَمِيعُ هَؤُلاَءِ \لْمُتَكَلِّمِينَ
جَلِيلِيِّينَ؟ 8فَكَيْفَ نَسْمَعُ نَحْنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَتَهُ
\لَّتِي وُلِدَ فِيهَا: 9فَرْتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ وَ\لسَّاكِنُونَ
مَا بَيْنَ \لنَّهْرَيْنِ وَ\لْيَهُودِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ
وَأَسِيَّا 10وَفَرِيجِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ وَمِصْرَ وَنَوَاحِيَ
لِيبِيَّةَ \لَّتِي نَحْوَ \لْقَيْرَوَانِ وَ\لرُّومَانِيُّونَ
\لْمُسْتَوْطِنُونَ يَهُودٌ وَدُخَلاَءُ 11كِرِيتِيُّونَ وَعَرَبٌ
نَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا بِعَظَائِمِ \للهِ؟».
12فَتَحَيَّرَ \لْجَمِيعُ وَ\رْتَابُوا قَائلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:
«مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟». 13وَكَانَ آخَرُونَ يَسْتَهْزِئُونَ
قَائِلِينَ: «إِنَّهُمْ قَدِ \مْتَلأُوا سُلاَفَةً». 14فَوَقَفَ بُطْرُسُ
مَعَ \لأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا
\لرِّجَالُ \لْيَهُودُ وَ\لسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ
لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي 15لأَنَّ
هَؤُلاَءِ لَيْسُوا سُكَارَى كَمَا أَنْتُمْ تَظُنُّونَ لأَنَّهَا
\لسَّاعَةُ \لثَّالِثَةُ مِنَ \لنَّهَارِ. 16بَلْ هَذَا مَا قِيلَ
بِيُوئِيلَ \لنَّبِيِّ. 17يَقُولُ \للهُ: وَيَكُونُ فِي \لأَيَّامِ
\لأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ
بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ
أَحْلاَماً. 18وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي
فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ. 19وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي
\لسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَآيَاتٍ عَلَى \لأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ: دَماً
وَنَاراً وَبُخَارَ دُخَانٍ. 20تَتَحَوَّلُ \لشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَ\لْقَمَرُ
إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ \لرَّبِّ \لْعَظِيمُ \لشَّهِيرُ.
21وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ \لرَّبِّ يَخْلُصُ». 22«أَيُّهَا
\لرِّجَالُ \لإِسْرَائِيلِيُّونَ \سْمَعُوا هَذِهِ \لأَقْوَالَ: يَسُوعُ
\لنَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ \للهِ بِقُوَّاتٍ
وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا \للهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا
أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. 23هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً
بِمَشُورَةِ \للهِ \لْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ \لسَّابِقِ وَبِأَيْدِي
أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. 24اَلَّذِي أَقَامَهُ \للهُ
نَاقِضاً أَوْجَاعَ \لْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ
مِنْهُ. 25لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى \لرَّبَّ أَمَامِي
فِي كُلِّ حِينٍ أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ.
26لِذَلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضاً
سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. 27لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي
\لْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً. 28عَرَّفْتَنِي
سُبُلَ \لْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُوراً مَعَ وَجْهِكَ. 29أَيُّهَا
\لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَاراً عَنْ رَئِيسِ
\لآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى
هَذَا \لْيَوْمِ. 30فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً وَعَلِمَ أَنَّ \للهَ حَلَفَ
لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ \لْمَسِيحَ حَسَبَ
\لْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ 31سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ
قِيَامَةِ \لْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي \لْهَاوِيَةِ
وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً. 32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ \للهُ
وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ. 33وَإِذِ \رْتَفَعَ بِيَمِينِ \للهِ
وَأَخَذَ مَوْعِدَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ مِنَ \لآبِ سَكَبَ هَذَا \لَّذِي
أَنْتُمُ \لآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ. 34لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ
يَصْعَدْ إِلَى \لسَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ \لرَّبُّ
لِرَبِّي \جْلِسْ عَنْ يَمِينِي 35حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً
لِقَدَمَيْكَ. 36فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ
\للهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا \لَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً
وَمَسِيحاً». 37فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ وَسَأَلُوا
بُطْرُسَ وَسَائِرَ \لرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا \لرِّجَالُ
\لإِخْوَةُ؟» 38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ
وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى \سْمِ يَسُوعَ \لْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ \لْخَطَايَا
فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ. 39لأَنَّ \لْمَوْعِدَ هُوَ
لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ \لَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ كُلِّ مَنْ
يَدْعُوهُ \لرَّبُّ إِلَهُنَا». 40وَبِأَقْوَالٍ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ
يَشْهَدُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمْ قَائِلاً: «اخْلُصُوا مِنْ هَذَا \لْجِيلِ
\لْمُلْتَوِي». 41فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَ\عْتَمَدُوا وَ\نْضَمَّ
فِي ذَلِكَ \لْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ. 42وَكَانُوا
يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ \لرُّسُلِ وَ\لشَّرِكَةِ وَكَسْرِ \لْخُبْزِ
وَ\لصَّلَوَاتِ. 43وَصَارَ خَوْفٌ فِي كُلِّ نَفْسٍ. وَكَانَتْ عَجَائِبُ
وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجْرَى عَلَى أَيْدِي \لرُّسُلِ. 44وَجَمِيعُ \لَّذِينَ
آمَنُوا كَانُوا مَعاً وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً.
45وَالأَمْلاَكُ وَ\لْمُقْتَنَيَاتُ كَانُوا يَبِيعُونَهَا
وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ \لْجَمِيعِ كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ \حْتِيَاجٌ.
46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي \لْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.
وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ \لْخُبْزَ فِي \لْبُيُوتِ كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ
\لطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ 47مُسَبِّحِينَ \للهَ وَلَهُمْ
نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ \لشَّعْبِ. وَكَانَ \لرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ
إِلَى \لْكَنِيسَةِ \لَّذِينَ يَخْلُصُونَ.
اَلأَصْحَاحُ \لثَّالِثُ
1وَصَعِدَ
بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى \لْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ \لصَّلاَةِ
\لتَّاسِعَةِ. 2وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ
كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ \لْهَيْكَلِ \لَّذِي
يُقَالُ لَهُ «الْجَمِيلُ» لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ \لَّذِينَ يَدْخُلُونَ
\لْهَيْكَلَ. 3فَهَذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ
أَنْ يَدْخُلاَ \لْهَيْكَلَ سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً. 4فَتَفَرَّسَ
فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَيْنَا!»
5فَلاَحَظَهُمَا مُنْتَظِراً أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئاً. 6فَقَالَ
بُطْرُسُ: «لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ وَلَكِنِ \لَّذِي لِي
فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ \لْمَسِيحِ \لنَّاصِرِيِّ قُمْ وَ\مْشِ».
7وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ \لْيُمْنَى وَأَقَامَهُ فَفِي \لْحَالِ تَشَدَّدَتْ
رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ 8فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي وَدَخَلَ
مَعَهُمَا إِلَى \لْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ \للهَ
9وَأَبْصَرَهُ جَمِيعُ \لشَّعْبِ وَهُوَ يَمْشِي وَيُسَبِّحُ \للهَ.
10وَعَرَفُوهُ أَنَّهُ هُوَ \لَّذِي كَانَ يَجْلِسُ لأَجْلِ \لصَّدَقَةِ
عَلَى بَابِ \لْهَيْكَلِ \لْجَمِيلِ فَامْتَلأُوا دَهْشَةً وَحَيْرَةً
مِمَّا حَدَثَ لَهُ. 11وَبَيْنَمَا كَانَ \لرَّجُلُ \لأَعْرَجُ \لَّذِي
شُفِيَ مُتَمَسِّكاً بِبُطْرُسَ وَيُوحَنَّا تَرَاكَضَ إِلَيْهِمْ جَمِيعُ
\لشَّعْبِ إِلَى \لرِّوَاقِ \لَّذِي يُقَالُ لَهُ «رِوَاقُ سُلَيْمَانَ»
وَهُمْ مُنْدَهِشُونَ. 12فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ ذَلِكَ قَالَ
لِلْشَّعْبَ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لإِسْرَائِيلِيُّونَ مَا بَالُكُمْ
تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هَذَا وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا كَأَنَّنَا
بِقُوَّتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هَذَا يَمْشِي؟ 13إِنَّ
إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَهَ آبَائِنَا مَجَّدَ
فَتَاهُ يَسُوعَ \لَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ
أَمَامَ وَجْهِ بِيلاَطُسَ وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِطْلاَقِهِ. 14وَلَكِنْ
أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ \لْقُدُّوسَ \لْبَارَّ وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ
لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ. 15وَرَئِيسُ \لْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ \لَّذِي
أَقَامَهُ \للهُ مِنَ \لأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ.
16وَبِالإِيمَانِ بِاسْمِهِ شَدَّدَ \سْمُهُ هَذَا \لَّذِي تَنْظُرُونَهُ
وَتَعْرِفُونَهُ وَ\لإِيمَانُ \لَّذِي بِوَاسِطَتِهِ أَعْطَاهُ هَذِهِ
\لصِّحَّةَ أَمَامَ جَمِيعِكُمْ. 17«وَالآنَ أَيُّهَا \لإِخْوَةُ أَنَا
أَعْلَمُ أَنَّكُمْ بِجَهَالَةٍ عَمِلْتُمْ كَمَا رُؤَسَاؤُكُمْ أَيْضاً.
18وَأَمَّا \للهُ فَمَا سَبَقَ وَأَنْبَأَ بِهِ بِأَفْوَاهِ جَمِيعِ
أَنْبِيَائِهِ أَنْ يَتَأَلَّمَ \لْمَسِيحُ قَدْ تَمَّمَهُ هَكَذَا.
19فَتُوبُوا وَ\رْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ
\لْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ \لرَّبِّ. 20وَيُرْسِلَ يَسُوعَ \لْمَسِيحَ
\لْمُبَشَّرَ بِهِ لَكُمْ قَبْلُ. 21الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ \لسَّمَاءَ
تَقْبَلُهُ إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ \لَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا
\للهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ \لْقِدِّيسِينَ مُنْذُ \لدَّهْرِ.
22فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ
لَكُمُ \لرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ
مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ. 23وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ لاَ تَسْمَعُ
لِذَلِكَ \لنَّبِيِّ تُبَادُ مِنَ \لشَّعْبِ. 24وَجَمِيعُ \لأَنْبِيَاءِ
أَيْضاً مِنْ صَمُوئِيلَ فَمَا بَعْدَهُ جَمِيعُ \لَّذِينَ تَكَلَّمُوا
سَبَقُوا وَأَنْبَأُوا بِهَذِهِ \لأَيَّامِ. 25أَنْتُمْ أَبْنَاءُ
\لأَنْبِيَاءِ وَ\لْعَهْدِ \لَّذِي عَاهَدَ بِهِ \للهُ آبَاءَنَا قَائِلاً
لِإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ \لأَرْضِ.
26إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ \للهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ
يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ».
1وَبَيْنَمَا
هُمَا يُخَاطِبَانِ \لشَّعْبَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا \لْكَهَنَةُ وَقَائِدُ
جُنْدِ \لْهَيْكَلِ وَ\لصَّدُّوقِيُّونَ 2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ
تَعْلِيمِهِمَا \لشَّعْبَ وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ
\لأَمْوَاتِ. 3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا \لأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي
حَبْسٍ إِلَى \لْغَدِ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ \لْمَسَاءُ. 4وَكَثِيرُونَ
مِنَ \لَّذِينَ سَمِعُوا \لْكَلِمَةَ آمَنُوا وَصَارَ عَدَدُ \لرِّجَالِ
نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفٍ. 5وَحَدَثَ فِي \لْغَدِ أَنَّ رُؤَسَاءَهُمْ
وَشُيُوخَهُمْ وَكَتَبَتَهُمُ \جْتَمَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 6مَعَ
حَنَّانَ رَئِيسِ \لْكَهَنَةِ وَقَيَافَا وَيُوحَنَّا وَ\لإِسْكَنْدَرِ
وَجَمِيعِ \لَّذِينَ كَانُوا مِنْ عَشِيرَةِ رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ.
7وَلَمَّا أَقَامُوهُمَا فِي \لْوَسَطِ جَعَلُوا يَسْأَلُونَهُمَا:
«بِأَيَّةِ قُوَّةٍ وَبِأَيِّ \سْمٍ صَنَعْتُمَا أَنْتُمَا هَذَا؟»
8حِينَئِذٍ \مْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ وَقَالَ لَهُمْ:
«يَا رُؤَسَاءَ \لشَّعْبِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ 9إِنْ كُنَّا نُفْحَصُ
\لْيَوْمَ عَنْ إِحْسَانٍ إِلَى إِنْسَانٍ سَقِيمٍ بِمَاذَا شُفِيَ هَذَا
10فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ
أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ \لْمَسِيحِ \لنَّاصِرِيِّ \لَّذِي صَلَبْتُمُوهُ
أَنْتُمُ \لَّذِي أَقَامَهُ \للهُ مِنَ \لأَمْوَاتِ بِذَاكَ وَقَفَ هَذَا
أَمَامَكُمْ صَحِيحاً. 11هَذَا هُوَ \لْحَجَرُ \لَّذِي \حْتَقَرْتُمُوهُ
أَيُّهَا \لْبَنَّاؤُونَ \لَّذِي صَارَ رَأْسَ \لزَّاوِيَةِ. 12وَلَيْسَ
بِأَحَدٍ غَيْرِهِ \لْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ \سْمٌ آخَرُ تَحْتَ \لسَّمَاءِ
قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ \لنَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ». 13فَلَمَّا
رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا
إِنْسَانَانِ عَدِيمَا \لْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا.
فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ. 14وَلَكِنْ إِذْ نَظَرُوا
\لإِنْسَانَ \لَّذِي شُفِيَ وَاقِفاً مَعَهُمَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شَيْءٌ
يُنَاقِضُونَ بِهِ. 15فَأَمَرُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا إِلَى خَارِجِ
\لْمَجْمَعِ وَتَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ 16قَائِلِينَ: «مَاذَا نَفْعَلُ
بِهَذَيْنِ \لرَّجُلَيْنِ؟ لأَنَّهُ ظَاهِرٌ لِجَمِيعِ سُكَّانِ
أُورُشَلِيمَ أَنَّ آيَةً مَعْلُومَةً قَدْ جَرَتْ بِأَيْدِيهِمَا وَلاَ
نَقْدِرُ أَنْ نُنْكِرَ. 17وَلَكِنْ لِئَلاَّ تَشِيعَ أَكْثَرَ فِي
\لشَّعْبِ لِنُهَدِّدْهُمَا تَهْدِيداً أَنْ لاَ يُكَلِّمَا أَحَداً مِنَ
\لنَّاسِ فِيمَا بَعْدُ بِهَذَا \لاِسْمِ». 18فَدَعُوهُمَا وَأَوْصُوهُمَا
أَنْ لاَ يَنْطِقَا \لْبَتَّةَ وَلاَ يُعَلِّمَا بِاسْمِ يَسُوعَ.
19فَأَجَابَهُمْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا: «إِنْ كَانَ حَقّاً أَمَامَ \للهِ
أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ \للهِ فَاحْكُمُوا. 20لأَنَّنَا نَحْنُ
لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا».
21وَبَعْدَمَا هَدَّدُوهُمَا أَيْضاً أَطْلَقُوهُمَا إِذْ لَمْ يَجِدُوا \لْبَتَّةَ
كَيْفَ يُعَاقِبُونَهُمَا بِسَبَبِ \لشَّعْبِ لأَنَّ \لْجَمِيعَ كَانُوا
يُمَجِّدُونَ \للهَ عَلَى مَا جَرَى 22لأَنَّ \لإِنْسَانَ \لَّذِي صَارَتْ
فِيهِ آيَةُ \لشِّفَاءِ هَذِهِ كَانَ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ
سَنَةً. 23وَلَمَّا أُطْلِقَا أَتَيَا إِلَى رُفَقَائِهِمَا
وَأَخْبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَ\لشُّيُوخُ.
24فَلَمَّا سَمِعُوا رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتاً إِلَى \للهِ
وَقَالُوا: «أَيُّهَا \لسَّيِّدُ أَنْتَ هُوَ \لإِلَهُ \لصَّانِعُ
\لسَّمَاءَ وَ\لأَرْضَ وَ\لْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا 25الْقَائِلُ بِفَمِ
دَاوُدَ فَتَاكَ: لِمَاذَا \رْتَجَّتِ \لْأُمَمُ وَتَفَكَّرَ \لشُّعُوبُ
بِالْبَاطِلِ؟ 26قَامَتْ مُلُوكُ \لأَرْضِ وَ\جْتَمَعَ \لرُّؤَسَاءُ مَعاً
عَلَى \لرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ. 27لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ \جْتَمَعَ
عَلَى فَتَاكَ \لْقُدُّوسِ يَسُوعَ \لَّذِي مَسَحْتَهُ هِيرُودُسُ
وَبِيلاَطُسُ \لْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ
28لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ
يَكُونَ. 29وَالآنَ يَا رَبُّ \نْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ وَ\مْنَحْ
عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ 30بِمَدِّ
يَدِكَ لِلشِّفَاءِ وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ
\لْقُدُّوسِ يَسُوعَ». 31وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ \لْمَكَانُ \لَّذِي
كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ وَ\مْتَلأَ \لْجَمِيعُ مِنَ \لرُّوحِ
\لْقُدُسِ وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ \للهِ بِمُجَاهَرَةٍ.
32وَكَانَ لِجُمْهُورِ \لَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَ\حِدَةٌ
وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ بَلْ
كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً. 33وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ
\لرُّسُلُ يُؤَدُّونَ \لشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ \لرَّبِّ يَسُوعَ
وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ 34إِذْ لَمْ يَكُنْ
فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجاً لأَنَّ كُلَّ \لَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ
حُقُولٍ أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ
\لْمَبِيعَاتِ 35وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ \لرُّسُلِ فَكَانَ
يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ \حْتِيَاجٌ. 36وَيُوسُفُ
\لَّذِي دُعِيَ مِنَ \لرُّسُلِ بَرْنَابَا \لَّذِي يُتَرْجَمُ \بْنَ
\لْوَعْظِ وَهُوَ لاَوِيٌّ قُبْرُسِيُّ \لْجِنْسِ 37إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ
بَاعَهُ وَأَتَى بِالدَّرَاهِمِ وَوَضَعَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ \لرُّسُلِ.
1وَرَجُلٌ
\سْمُهُ حَنَانِيَّا وَ\مْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ بَاعَ مُلْكاً 2وَاخْتَلَسَ
مِنَ \لثَّمَنِ وَ\مْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذَلِكَ وَأَتَى بِجُزْءٍ
وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ \لرُّسُلِ. 3فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا
حَنَانِيَّا لِمَاذَا مَلأَ \لشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى
\لرُّوحِ \لْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ \لْحَقْلِ؟ 4أَلَيْسَ وَهُوَ
بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟
فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هَذَا \لأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ
عَلَى \لنَّاسِ بَلْ عَلَى \للهِ». 5فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هَذَا
\لْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ \لَّذِينَ
سَمِعُوا بِذَلِكَ. 6فَنَهَضَ \لأَحْدَاثُ وَلَفُّوهُ وَحَمَلُوهُ خَارِجاً
وَدَفَنُوهُ. 7ثُمَّ حَدَثَ بَعْدَ مُدَّةِ نَحْوِ ثَلاَثِ سَاعَاتٍ أَنَّ
\مْرَأَتَهُ دَخَلَتْ وَلَيْسَ لَهَا خَبَرُ مَا جَرَى. 8فَسَأَلَهَا
بُطْرُسُ: «قُولِي لِي أَبِهَذَا \لْمِقْدَارِ بِعْتُمَا \لْحَقْلَ؟»
فَقَالَتْ: «نَعَمْ بِهَذَا \لْمِقْدَارِ». 9فَقَالَ لَهَا بُطْرُسُ: «مَا
بَالُكُمَا \تَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ \لرَّبِّ؟ هُوَذَا
أَرْجُلُ \لَّذِينَ دَفَنُوا رَجُلَكِ عَلَى \لْبَابِ وَسَيَحْمِلُونَكِ
خَارِجاً». 10فَوَقَعَتْ فِي \لْحَالِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَمَاتَتْ.
فَدَخَلَ \لشَّبَابُ وَوَجَدُوهَا مَيْتَةً فَحَمَلُوهَا خَارِجاً
وَدَفَنُوهَا بِجَانِبِ رَجُلِهَا. 11فَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ
\لْكَنِيسَةِ وَعَلَى جَمِيعِ \لَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ. 12وَجَرَتْ
عَلَى أَيْدِي \لرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي \لشَّعْبِ.
وَكَانَ \لْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ.
13وَأَمَّا \لآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ
يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ \لشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ. 14وَكَانَ
مُؤْمِنُونَ يَنْضَمُّونَ لِلرَّبِّ أَكْثَرَ جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَالٍ
وَنِسَاءٍ 15حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ \لْمَرْضَى خَارِجاً فِي
\لشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ حَتَّى إِذَا جَاءَ
بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ. 16وَاجْتَمَعَ
جُمْهُورُ \لْمُدُنِ \لْمُحِيطَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَامِلِينَ مَرْضَى
وَمُعَذَّبِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ وَكَانُوا يُبْرَأُونَ
جَمِيعُهُمْ. 17فَقَامَ رَئِيسُ \لْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ \لَّذِينَ مَعَهُ \لَّذِينَ
هُمْ شِيعَةُ \لصَّدُّوقِيِّينَ وَ\مْتَلأُوا غَيْرَةً 18فَأَلْقَوْا
أَيْدِيَهُمْ عَلَى \لرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ \لْعَامَّةِ.
19وَلَكِنَّ مَلاَكَ \لرَّبِّ فِي \للَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ \لسِّجْنِ
وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20«اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا \لشَّعْبَ فِي
\لْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ \لْحَيَاةِ». 21فَلَمَّا سَمِعُوا
دَخَلُوا \لْهَيْكَلَ نَحْوَ \لصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ
جَاءَ رَئِيسُ \لْكَهَنَةِ وَ\لَّذِينَ مَعَهُ وَدَعَوُا \لْمَجْمَعَ
وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرْسَلُوا إِلَى \لْحَبْسِ
لِيُؤْتَى بِهِمْ. 22وَلَكِنَّ \لْخُدَّامَ لَمَّا جَاءُوا لَمْ
يَجِدُوهُمْ فِي \لسِّجْنِ فَرَجَعُوا وَأَخْبَرُوا 23قَائِلِينَ:
«إِنَّنَا وَجَدْنَا \لْحَبْسَ مُغْلَقاً بِكُلِّ حِرْصٍ وَ\لْحُرَّاسَ
وَاقِفِينَ خَارِجاً أَمَامَ \لأَبْوَابِ وَلَكِنْ لَمَّا فَتَحْنَا لَمْ
نَجِدْ فِي \لدَّاخِلِ أَحَداً». 24فَلَمَّا سَمِعَ \لْكَاهِنُ وَقَائِدُ
جُنْدِ \لْهَيْكَلِ وَرُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ هَذِهِ \لأَقْوَالَ \رْتَابُوا
مِنْ جِهَتِهِمْ: مَا عَسَى أَنْ يَصِيرَ هَذَا؟ 25ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ
وَأَخْبَرَهُمْ قَائِلاً: «هُوَذَا \لرِّجَالُ \لَّذِينَ وَضَعْتُمُوهُمْ
فِي \لسِّجْنِ هُمْ فِي \لْهَيْكَلِ وَاقِفِينَ يُعَلِّمُونَ \لشَّعْبَ».
26حِينَئِذٍ مَضَى قَائِدُ \لْجُنْدِ مَعَ \لْخُدَّامِ فَأَحْضَرَهُمْ لاَ
بِعُنْفٍ لأَنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ \لشَّعْبَ لِئَلاَّ يُرْجَمُوا.
27فَلَمَّا أَحْضَرُوهُمْ أَوْقَفُوهُمْ فِي \لْمَجْمَعِ. فَسَأَلَهُمْ
رَئِيسُ \لْكَهَنَةِ: 28«أَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَصِيَّةً أَنْ لاَ
تُعَلِّمُوا بِهَذَا \لاِسْمِ؟ وَهَا أَنْتُمْ قَدْ مَلَأْتُمْ
أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ وَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا دَمَ
هَذَا \لإِنْسَانِ». 29فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَ\لرُّسُلُ: «يَنْبَغِي أَنْ
يُطَاعَ \للهُ أَكْثَرَ مِنَ \لنَّاسِ. 30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ
\لَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ.
31هَذَا رَفَّعَهُ \للهُ بِيَمِينِهِ رَئِيساً وَمُخَلِّصاً لِيُعْطِيَ
إِسْرَائِيلَ \لتَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ \لْخَطَايَا. 32وَنَحْنُ شُهُودٌ
لَهُ بِهَذِهِ \لْأُمُورِ وَ\لرُّوحُ \لْقُدُسُ أَيْضاً \لَّذِي أَعْطَاهُ
\للهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ». 33فَلَمَّا سَمِعُوا حَنِقُوا وَجَعَلُوا
يَتَشَاوَرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُمْ. 34فَقَامَ فِي \لْمَجْمَعِ رَجُلٌ
فَرِّيسِيٌّ \سْمُهُ غَمَالاَئِيلُ مُعَلِّمٌ لِلنَّامُوسِ مُكَرَّمٌ
عِنْدَ جَمِيعِ \لشَّعْبِ وَأَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ \لرُّسُلُ قَلِيلاً.
35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: « أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لإِسْرَائِيلِيُّونَ \حْتَرِزُوا
لأَنْفُسِكُمْ مِنْ جِهَةِ هَؤُلاَءِ \لنَّاسِ فِي مَا أَنْتُمْ
مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْعَلُوا. 36لأَنَّهُ قَبْلَ هَذِهِ \لأَيَّامِ قَامَ
ثُودَاسُ قَائِلاً عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ شَيْءٌ \لَّذِي \لْتَصَقَ بِهِ
عَدَدٌ مِنَ \لرِّجَالِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةٍ \لَّذِي قُتِلَ وَجَمِيعُ \لَّذِينَ
\نْقَادُوا إِلَيْهِ تَبَدَّدُوا وَصَارُوا لاَ شَيْءَ. 37بَعْدَ هَذَا
قَامَ يَهُوذَا \لْجَلِيلِيُّ فِي أَيَّامِ \لاِكْتِتَابِ وَأَزَاغَ
وَرَاءَهُ شَعْباً غَفِيراً. فَذَاكَ أَيْضاً هَلَكَ وَجَمِيعُ \لَّذِينَ \نْقَادُوا
إِلَيْهِ تَشَتَّتُوا. 38وَالآنَ أَقُولُ لَكُمْ: تَنَحَّوْا عَنْ
هَؤُلاَءِ \لنَّاسِ وَ\تْرُكُوهُمْ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ هَذَا \لرَّأْيُ
أَوْ هَذَا \لْعَمَلُ مِنَ \لنَّاسِ فَسَوْفَ يَنْتَقِضُ 39وَإِنْ كَانَ
مِنَ \للهِ فَلاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْقُضُوهُ لِئَلاَّ تُوجَدُوا
مُحَارِبِينَ لِلَّهِ أَيْضاً». 40فَانْقَادُوا إِلَيْهِ. وَدَعُوا
\لرُّسُلَ وَجَلَدُوهُمْ وَأَوْصُوهُمْ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ
يَسُوعَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ. 41وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ
أَمَامِ \لْمَجْمَعِ لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا
مِنْ أَجْلِ \سْمِهِ. 42وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي
\لْهَيْكَلِ وَفِي \لْبُيُوتِ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ بِيَسُوعَ
\لْمَسِيحِ.
1وَفِي
تِلْكَ \لأَيَّامِ إِذْ تَكَاثَرَ \لتَّلاَمِيذُ حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ
\لْيُونَانِيِّينَ عَلَى \لْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ
يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي \لْخِدْمَةِ \لْيَوْمِيَّةِ. 2فَدَعَا \لاِثْنَا
عَشَرَ جُمْهُورَ \لتَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: «لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ
نَحْنُ كَلِمَةَ \للهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. 3فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا
\لإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَالٍ مِنْكُمْ مَشْهُوداً لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ
مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هَذِهِ
\لْحَاجَةِ. 4وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى \لصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ
\لْكَلِمَةِ». 5فَحَسُنَ هَذَا \لْقَوْلُ أَمَامَ كُلِّ \لْجُمْهُورِ
فَاخْتَارُوا \سْتِفَانُوسَ رَجُلاً مَمْلُوّاً مِنَ \لإِيمَانِ وَ\لرُّوحِ
\لْقُدُسِ وَفِيلُبُّسَ وَبُرُوخُورُسَ وَنِيكَانُورَ وَتِيمُونَ
وَبَرْمِينَاسَ وَنِيقُولاَوُسَ دَخِيلاً أَنْطَاكِيّاً. 6اَلَّذِينَ
أَقَامُوهُمْ أَمَامَ \لرُّسُلِ فَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمِ
\لأَيَادِيَ. 7وَكَانَتْ كَلِمَةُ \للهِ تَنْمُو وَعَدَدُ \لتَّلاَمِيذِ
يَتَكَاثَرُ جِدّاً فِي أُورُشَلِيمَ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ \لْكَهَنَةِ
يُطِيعُونَ \لإِيمَانَ. 8وَأَمَّا \سْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوّاً
إِيمَاناً وَقُوَّةً كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي
\لشَّعْبِ. 9فَنَهَضَ قَوْمٌ مِنَ \لْمَجْمَعِ \لَّذِي يُقَالُ لَهُ
مَجْمَعُ \للِّيبَرْتِينِيِّينَ وَ\لْقَيْرَوَانِيِّينَ وَ\لإِسْكَنْدَرِيِّينَ
وَمِنَ \لَّذِينَ مِنْ كِيلِيكِيَّا وَأَسِيَّا يُحَاوِرُونَ \سْتِفَانُوسَ.
10وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُقَاوِمُوا \لْحِكْمَةَ وَ\لرُّوحَ \لَّذِي
كَانَ يَتَكَلَّمُ بِهِ. 11حِينَئِذٍ دَسُّوا لِرِجَالٍ يَقُولُونَ:
«إِنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ تَجْدِيفٍ عَلَى مُوسَى
وَعَلَى \للهِ». 12وَهَيَّجُوا \لشَّعْبَ وَ\لشُّيُوخَ وَ\لْكَتَبَةَ
فَقَامُوا وَخَطَفُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى \لْمَجْمَعِ 13وَأَقَامُوا
شُهُوداً كَذَبَةً يَقُولُونَ: «هَذَا \لرَّجُلُ لاَ يَفْتُرُ عَنْ أَنْ
يَتَكَلَّمَ تَجْدِيفاً ضِدَّ هَذَا \لْمَوْضِعِ \لْمُقَدَّسِ وَ\لنَّامُوسِ
14لأَنَّنَا سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ \لنَّاصِرِيَّ هَذَا
سَيَنْقُضُ هَذَا \لْمَوْضِعَ وَيُغَيِّرُ \لْعَوَائِدَ \لَّتِي سَلَّمَنَا
إِيَّاهَا مُوسَى». 15فَشَخَصَ إِلَيْهِ جَمِيعُ \لْجَالِسِينَ فِي
\لْمَجْمَعِ وَرَأَوْا وَجْهَهُ كَأَنَّهُ وَجْهُ مَلاَكٍ.
1فَسَأَلَ
رَئِيسُ \لْكَهَنَةِ: «أَتُرَى هَذِهِ \لْأُمُورُ هَكَذَا هِيَ؟»
2فَأَجَابَ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ وَ\لآبَاءُ \سْمَعُوا. ظَهَرَ
إِلَهُ \لْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ
\لنَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ 3وَقَالَ لَهُ: \خْرُجْ مِنْ
أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَهَلُمَّ إِلَى \لأَرْضِ \لَّتِي أُرِيكَ
4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ \لْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي
حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ إِلَى هَذِهِ
\لأَرْضِ \لَّتِي أَنْتُمُ \لآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا. 5وَلَمْ يُعْطِهِ
فِيهَا مِيرَاثاً وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ وَلَكِنْ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا
مُلْكاً لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدُ
وَلَدٌ. 6وَتَكَلَّمَ \للهُ هَكَذَا: أَنْ يَكُونَ نَسْلُهُ مُتَغَرِّباً
فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ فَيَسْتَعْبِدُوهُ وَيُسِيئُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَ
مِئَةِ سَنَةٍ 7وَالْأُمَّةُ \لَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا سَأَدِينُهَا
أَنَا يَقُولُ \للهُ. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ وَيَعْبُدُونَنِي فِي
هَذَا \لْمَكَانِ. 8وَأَعْطَاهُ عَهْدَ \لْخِتَانِ وَهَكَذَا وَلَدَ
إِسْحَاقَ وَخَتَنَهُ فِي \لْيَوْمِ \لثَّامِنِ. وَإِسْحَاقُ وَلَدَ
يَعْقُوبَ وَيَعْقُوبُ وَلَدَ رُؤَسَاءَ \لآبَاءِ \لاِثْنَيْ عَشَرَ.
9وَرُؤَسَاءُ \لآبَاءِ حَسَدُوا يُوسُفَ وَبَاعُوهُ إِلَى مِصْرَ وَكَانَ
\للهُ مَعَهُ 10وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ وَأَعْطَاهُ نِعْمَةً
وَحِكْمَةً أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ فَأَقَامَهُ مُدَبِّراً عَلَى
مِصْرَ وَعَلَى كُلِّ بَيْتِهِ. 11ثُمَّ أَتَى جُوعٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ
مِصْرَ وَكَنْعَانَ وَضِيقٌ عَظِيمٌ فَكَانَ آبَاؤُنَا لاَ يَجِدُونَ
قُوتاً. 12وَلَمَّا سَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّ فِي مِصْرَ قَمْحاً أَرْسَلَ
آبَاءَنَا أَوَّلَ مَرَّةٍ. 13وَفِي \لْمَرَّةِ \لثَّانِيَةِ \سْتَعْرَفَ
يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ وَ\سْتَعْلَنَتْ عَشِيرَةُ يُوسُفَ لِفِرْعَوْنَ.
14فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَ\سْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ
عَشِيرَتِهِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْساً. 15فَنَزَلَ يَعْقُوبُ إِلَى
مِصْرَ وَمَاتَ هُوَ وَآبَاؤُنَا 16وَنُقِلُوا إِلَى شَكِيمَ وَوُضِعُوا
فِي \لْقَبْرِ \لَّذِي \شْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ بِثَمَنٍ فِضَّةٍ مِنْ
بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ. 17وَكَمَا كَانَ يَقْرُبُ وَقْتُ \لْمَوْعِدِ
\لَّذِي أَقْسَمَ \للهُ عَلَيْهِ لِإِبْرَاهِيمَ كَانَ \لشَّعْبُ يَنْمُو
وَيَكْثُرُ فِي مِصْرَ 18إِلَى أَنْ قَامَ مَلِكٌ آخَرُ لَمْ يَكُنْ
يَعْرِفُ يُوسُفَ. 19فَاحْتَالَ هَذَا عَلَى جِنْسِنَا وَأَسَاءَ إِلَى
آبَائِنَا حَتَّى جَعَلُوا أَطْفَالَهُمْ مَنْبُوذِينَ لِكَيْ لاَ
يَعِيشُوا. 20«وَفِي
ذَلِكَ \لْوَقْتِ وُلِدَ مُوسَى وَكَانَ جَمِيلاً جِدّاً فَرُبِّيَ هَذَا
ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي بَيْتِ أَبِيهِ. 21وَلَمَّا نُبِذَ \تَّخَذَتْهُ \بْنَةُ
فِرْعَوْنَ وَرَبَّتْهُ لِنَفْسِهَا \بْناً. 22فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ
حِكْمَةِ \لْمِصْرِيِّينَ وَكَانَ مُقْتَدِراً فِي \لأَقْوَالِ وَ\لأَعْمَالِ.
23وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً خَطَرَ عَلَى بَالِهِ
أَنْ يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 24وَإِذْ رَأَى وَاحِداً
مَظْلُوماً حَامَى عَنْهُ وَأَنْصَفَ \لْمَغْلُوبَ إِذْ قَتَلَ
\لْمِصْرِيَّ. 25فَظَنَّ أَنَّ إِخْوَتَهُ يَفْهَمُونَ أَنَّ \للهَ عَلَى
يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا. 26وَفِي
\لْيَوْمِ \لثَّانِي ظَهَرَ لَهُمْ وَهُمْ يَتَخَاصَمُونَ فَسَاقَهُمْ
إِلَى \لسَّلاَمَةِ قَائِلاً: أَيُّهَا \لرِّجَالُ أَنْتُمْ إِخْوَةٌ.
لِمَاذَا تَظْلِمُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ 27فَالَّذِي كَانَ يَظْلِمُ
قَرِيبَهُ دَفَعَهُ قَائِلاً: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً
عَلَيْنَا؟ 28أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ أَمْسَ
\لْمِصْرِيَّ؟ 29فَهَرَبَ مُوسَى بِسَبَبِ هَذِهِ \لْكَلِمَةِ وَصَارَ
غَرِيباً فِي أَرْضِ مَدْيَانَ حَيْثُ وَلَدَ \بْنَيْنِ.
30«وَلَمَّا
كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ \لرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ
جَبَلِ سِينَاءَ فِي لَهِيبِ نَارِ عُلَّيْقَةٍ. 31فَلَمَّا رَأَى مُوسَى
ذَلِكَ تَعَجَّبَ مِنَ \لْمَنْظَرِ. وَفِيمَا هُوَ يَتَقَدَّمُ
لِيَتَطَلَّعَ صَارَ إِلَيْهِ صَوْتُ \لرَّبِّ: 32أَنَا إِلَهُ آبَائِكَ
إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. فَارْتَعَدَ
مُوسَى وَلَمْ يَجْسُرْ أَنْ يَتَطَلَّعَ. 33فَقَالَ لَهُ \لرَّبُّ:
\خْلَعْ نَعْلَ رِجْلَيْكَ لأَنَّ \لْمَوْضِعَ \لَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ
عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ. 34إِنِّي رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي \لَّذِينَ
فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ وَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ. فَهَلُمَّ
\لآنَ أُرْسِلُكَ إِلَى مِصْرَ.
35«هَذَا
مُوسَى \لَّذِي أَنْكَرُوهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً
وَقَاضِياً؟ هَذَا أَرْسَلَهُ \للهُ رَئِيساً وَفَادِياً بِيَدِ \لْمَلاَكِ
\لَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي \لْعُلَّيْقَةِ. 36هَذَا أَخْرَجَهُمْ صَانِعاً
عَجَائِبَ وَآيَاتٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي \لْبَحْرِ \لأَحْمَرِ وَفِي
\لْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
37«هَذَا
هُوَ مُوسَى \لَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: نَبِيّاً مِثْلِي
سَيُقِيمُ لَكُمُ \لرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ
تَسْمَعُونَ. 38هَذَا هُوَ \لَّذِي كَانَ فِي \لْكَنِيسَةِ فِي
\لْبَرِّيَّةِ مَعَ \لْمَلاَكِ \لَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُ فِي جَبَلِ
سِينَاءَ وَمَعَ آبَائِنَا. \لَّذِي قَبِلَ أَقْوَالاً حَيَّةً
لِيُعْطِيَنَا إِيَّاهَا. 39الَّذِي لَمْ يَشَأْ آبَاؤُنَا أَنْ يَكُونُوا
طَائِعِينَ لَهُ بَلْ دَفَعُوهُ وَرَجَعُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مِصْرَ
40قَائِلِينَ لِهَارُونَ: \عْمَلْ لَنَا آلِهَةً تَتَقَدَّمُ أَمَامَنَا
لأَنَّ هَذَا مُوسَى \لَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ
مَاذَا أَصَابَهُ. 41فَعَمِلُوا عِجْلاً فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ
وَأَصْعَدُوا ذَبِيحَةً لِلصَّنَمِ وَفَرِحُوا بِأَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ.
42فَرَجَعَ \للهُ وَأَسْلَمَهُمْ لِيَعْبُدُوا جُنْدَ \لسَّمَاءِ كَمَا
هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ \لأَنْبِيَاءِ: هَلْ قَرَّبْتُمْ لِي ذَبَائِحَ
وَقَرَابِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي \لْبَرِّيَّةِ يَا بَيْتَ
إِسْرَائِيلَ؟ 43بَلْ حَمَلْتُمْ خَيْمَةَ مُولُوكَ وَنَجْمَ إِلَهِكُمْ
رَمْفَانَ \لتَّمَاثِيلَ \لَّتِي صَنَعْتُمُوهَا لِتَسْجُدُوا لَهَا.
فَأَنْقُلُكُمْ إِلَى مَا وَرَاءَ بَابِلَ.
44«وَأَمَّا
خَيْمَةُ \لشَّهَادَةِ فَكَانَتْ مَعَ آبَائِنَا فِي \لْبَرِّيَّةِ كَمَا
أَمَرَ \لَّذِي كَلَّمَ مُوسَى أَنْ يَعْمَلَهَا عَلَى \لْمِثَالِ \لَّذِي
كَانَ قَدْ رَآهُ 45الَّتِي أَدْخَلَهَا أَيْضاً آبَاؤُنَا إِذْ
تَخَلَّفُوا عَلَيْهَا مَعَ يَشُوعَ فِي مُلْكِ \لْأُمَمِ \لَّذِينَ
طَرَدَهُمُ \للهُ مِنْ وَجْهِ آبَائِنَا إِلَى أَيَّامِ دَاوُدَ 46الَّذِي
وَجَدَ نِعْمَةً أَمَامَ \للهِ وَ\لْتَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكَناً لِإِلَهِ
يَعْقُوبَ. 47وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى لَهُ بَيْتاً. 48لَكِنَّ
\لْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي كَمَا
يَقُولُ \لنَّبِيُّ: 49السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي وَ\لأَرْضُ مَوْطِئٌ
لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي يَقُولُ \لرَّبُّ وَأَيٌّ هُوَ
مَكَانُ رَاحَتِي؟ 50أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هَذِهِ \لأَشْيَاءَ
كُلَّهَا؟ 51«يَا
قُسَاةَ \لرِّقَابِ وَغَيْرَ \لْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَ\لآذَانِ
أَنْتُمْ دَائِماً تُقَاوِمُونَ \لرُّوحَ \لْقُدُسَ. كَمَا كَانَ
آبَاؤُكُمْ كَذَلِكَ أَنْتُمْ. 52أَيُّ \لأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ
آبَاؤُكُمْ وَقَدْ قَتَلُوا \لَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ
\لْبَارِّ \لَّذِي أَنْتُمُ \لآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ
53الَّذِينَ أَخَذْتُمُ \لنَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ
تَحْفَظُوهُ؟».
54فَلَمَّا
سَمِعُوا هَذَا حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ
عَلَيْهِ. 55وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى \لسَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ
مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ فَرَأَى مَجْدَ \للهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ
يَمِينِ \للهِ. 56فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ \لسَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً
وَ\بْنَ \لإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ \للهِ». 57فَصَاحُوا بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ
58وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ \لْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. وَ\لشُّهُودُ خَلَعُوا
ثِيَابَهُمْ عِنْدَ رِجْلَيْ شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ. 59فَكَانُوا
يَرْجُمُونَ \سْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: «أَيُّهَا \لرَّبُّ
يَسُوعُ \قْبَلْ رُوحِي». 60ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ
بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ \لْخَطِيَّةَ».
وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ.
(ص 8: 1) وَكَانَ شَاوُلُ
رَاضِياً بِقَتْلِهِ.
وَحَدَثَ
فِي ذَلِكَ \لْيَوْمِ \ضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى \لْكَنِيسَةِ \لَّتِي فِي
أُورُشَلِيمَ فَتَشَتَّتَ \لْجَمِيعُ فِي كُوَرِ \لْيَهُودِيَّةِ وَ\لسَّامِرَةِ
مَا عَدَا \لرُّسُلَ. 2وَحَمَلَ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ \سْتِفَانُوسَ
وَعَمِلُوا عَلَيْهِ مَنَاحَةً عَظِيمَةً. 3وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ
يَسْطُو عَلَى \لْكَنِيسَةِ وَهُوَ يَدْخُلُ \لْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً
وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى \لسِّجْنِ.
4فَالَّذِينَ
تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ. 5فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ
إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ \لسَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ.
6وَكَانَ \لْجُمُوعُ يُصْغُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى مَا يَقُولُهُ
فِيلُبُّسُ عِنْدَ \سْتِمَاعِهِمْ وَنَظَرِهِمُ \لآيَاتِ \لَّتِي صَنَعَهَا
7لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ \لَّذِينَ بِهِمْ أَرْوَاحٌ نَجِسَةٌ كَانَتْ
تَخْرُجُ صَارِخَةً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَكَثِيرُونَ مِنَ \لْمَفْلُوجِينَ وَ\لْعُرْجِ
شُفُوا. 8فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ \لْمَدِينَةِ.
9وَكَانَ
قَبْلاً فِي \لْمَدِينَةِ رَجُلٌ \سْمُهُ سِيمُونُ يَسْتَعْمِلُ \لسِّحْرَ
وَيُدْهِشُ شَعْبَ \لسَّامِرَةِ قَائِلاً: «إِنَّهُ شَيْءٌ عَظِيمٌ!».
10وَكَانَ \لْجَمِيعُ يَتْبَعُونَهُ مِنَ \لصَّغِيرِ إِلَى \لْكَبِيرِ
قَائِلِينَ: «هَذَا هُوَ قُوَّةُ \للهِ \لْعَظِيمَةُ». 11وَكَانُوا
يَتْبَعُونَهُ لِكَوْنِهِمْ قَدِ \نْدَهَشُوا زَمَاناً طَوِيلاً
بِسِحْرِهِ. 12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ
بِالْأُمُورِ \لْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ \للهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ
\لْمَسِيحِ \عْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً. 13وَسِيمُونُ أَيْضاً نَفْسُهُ
آمَنَ. وَلَمَّا \عْتَمَدَ كَانَ يُلاَزِمُ فِيلُبُّسَ وَإِذْ رَأَى آيَاتٍ
وَقُوَّاتٍ عَظِيمَةً تُجْرَى \نْدَهَشَ.
14وَلَمَّا
سَمِعَ \لرُّسُلُ \لَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ \لسَّامِرَةَ قَدْ
قَبِلَتْ كَلِمَةَ \للهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا
15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا
\لرُّوحَ \لْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ
مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ \لرَّبِّ
يَسُوعَ. 17حِينَئِذٍ وَضَعَا \لأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا \لرُّوحَ
\لْقُدُسَ. 18وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ أَنَّهُ بِوَضْعِ أَيْدِي \لرُّسُلِ
يُعْطَى \لرُّوحُ \لْقُدُسُ قَدَّمَ لَهُمَا دَرَاهِمَ 19قَائِلاً:
«أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضاً هَذَا \لسُّلْطَانَ حَتَّى أَيُّ مَنْ
وَضَعْتُ عَلَيْهِ يَدَيَّ يَقْبَلُ \لرُّوحَ \لْقُدُسَ». 20فَقَالَ لَهُ
بُطْرُسُ: «لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ لأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ
تَقْتَنِيَ مَوْهِبَةَ \للهِ بِدَرَاهِمَ. 21لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ
قُرْعَةٌ فِي هَذَا \لأَمْرِ لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيماً أَمَامَ
\للهِ. 22فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هَذَا وَ\طْلُبْ إِلَى \للهِ عَسَى أَنْ
يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ 23لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ \لْمُرِّ
وَرِبَاطِ \لظُّلْمِ». 24فَأَجَابَ سِيمُونُ: «اطْلُبَا أَنْتُمَا إِلَى
\لرَّبِّ مِنْ أَجْلِي لِكَيْ لاَ يَأْتِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِمَّا
ذَكَرْتُمَا». 25ثُمَّ إِنَّهُمَا بَعْدَ مَا شَهِدَا وَتَكَلَّمَا
بِكَلِمَةِ \لرَّبِّ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَبَشَّرَا قُرىً
كَثِيرَةً لِلسَّامِرِيِّينَ.
26ثُمَّ
إِنَّ مَلاَكَ \لرَّبِّ قَالَ لِفِيلُبُّسَ: «قُمْ وَ\ذْهَبْ نَحْوَ
\لْجَنُوبِ عَلَى \لطَّرِيقِ \لْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى
غَزَّةَ» \لَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ. 27فَقَامَ وَذَهَبَ. وَإِذَا رَجُلٌ
حَبَشِيٌّ خَصِيٌّ وَزِيرٌ لِكَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ \لْحَبَشَةِ كَانَ عَلَى
جَمِيعِ خَزَائِنِهَا - فَهَذَا كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ
لِيَسْجُدَ. 28وَكَانَ رَاجِعاً وَجَالِساً عَلَى مَرْكَبَتِهِ وَهُوَ
يَقْرَأُ \لنَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ. 29فَقَالَ \لرُّوحُ لِفِيلُبُّسَ:
«تَقَدَّمْ وَرَافِقْ هَذِهِ \لْمَرْكَبَةَ». 30فَبَادَرَ إِلَيْهِ
فِيلُبُّسُ وَسَمِعَهُ يَقْرَأُ \لنَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ فَسَأَلَهُ:
«أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟» 31فَأَجَابَ: «كَيْفَ
يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟». وَطَلَبَ إِلَى فِيلُبُّسَ
أَنْ يَصْعَدَ وَيَجْلِسَ مَعَهُ. 32وَأَمَّا فَصْلُ \لْكِتَابِ \لَّذِي
كَانَ يَقْرَأُهُ فَكَانَ هَذَا: «مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى \لذَّبْحِ
وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ \لَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ
فَاهُ. 33فِي تَوَاضُعِهِ \نْتَزَعَ قَضَاؤُهُ وَجِيلُهُ مَنْ يُخْبِرُ
بِهِ لأَنَّ حَيَاتَهُ تُنْتَزَعُ مِنَ \لأَرْضِ؟» 34فَسَأَلَ \لْخَصِيُّ
فِيلُبُّسَ: «أَطْلُبُ إِلَيْكَ: عَنْ مَنْ يَقُولُ \لنَّبِيُّ هَذَا؟ عَنْ
نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ؟» 35فَابْتَدَأَ فِيلُبُّسُ مِنْ هَذَا
\لْكِتَابِ يُبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ.
36وَفِيمَا
هُمَا سَائِرَانِ فِي \لطَّرِيقِ أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ فَقَالَ
\لْخَصِيُّ: «هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟» 37فَقَالَ
فِيلُبُّسُ: «إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ».
فَأَجَابَ: «أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ \لْمَسِيحَ هُوَ \بْنُ \للهِ».
38فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ \لْمَرْكَبَةُ فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى \لْمَاءِ
فِيلُبُّسُ وَ\لْخَصِيُّ فَعَمَّدَهُ. 39وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ \لْمَاءِ
خَطَفَ رُوحُ \لرَّبِّ فِيلُبُّسَ فَلَمْ يُبْصِرْهُ \لْخَصِيُّ أَيْضاً
وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحاً. 40وَأَمَّا فِيلُبُّسُ فَوُجِدَ فِي
أَشْدُودَ. وَبَيْنَمَا هُوَ مُجْتَازٌ كَانَ يُبَشِّرُ جَمِيعَ \لْمُدُنِ
حَتَّى جَاءَ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ.
اَلأَصْحَاحُ \لتَّاسِعُ
1أَمَّا
شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّداً وَقَتْلاً عَلَى
تَلاَمِيذِ \لرَّبِّ فَتَقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ \لْكَهَنَةِ 2وَطَلَبَ
مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ إِلَى \لْجَمَاعَاتِ حَتَّى إِذَا وَجَدَ
أُنَاساً مِنَ \لطَّرِيقِ رِجَالاً أَوْ نِسَاءً يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ
إِلَى أُورُشَلِيمَ. 3وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ \قْتَرَبَ إِلَى
دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ \لسَّمَاءِ 4فَسَقَطَ
عَلَى \لأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: «شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا
تَضْطَهِدُنِي؟» 5فَسَأَلَهُ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ
\لرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ \لَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ
أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». 6فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ:
«يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»فَقَالَ لَهُ \لرَّبُّ: «قُم وَ\دْخُلِ
\لْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ». 7وَأَمَّا
\لرِّجَالُ \لْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ يَسْمَعُونَ
\لصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَداً. 8فَنَهَضَ شَاوُلُ عَنِ \لأَرْضِ
وَكَانَ وَهُوَ مَفْتُوحُ \لْعَيْنَيْنِ لاَ يُبْصِرُ أَحَداً.
فَاقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ. 9وَكَانَ ثَلاَثَةَ
أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ.
10وَكَانَ
فِي دِمَشْقَ تِلْمِيذٌ \سْمُهُ حَنَانِيَّا فَقَالَ لَهُ \لرَّبُّ فِي
رُؤْيَا: «يَا حَنَانِيَّا». فَقَالَ: «هَأَنَذَا يَا رَبُّ». 11فَقَالَ
لَهُ \لرَّبُّ: «قُمْ وَ\ذْهَبْ إِلَى \لزُّقَاقِ \لَّذِي يُقَالُ لَهُ
\لْمُسْتَقِيمُ وَ\طْلُبْ فِي بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلاً طَرْسُوسِيّاً
\سْمُهُ شَاوُلُ - لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّي. 12وَقَدْ رَأَى فِي رُؤْيَا
رَجُلاً \سْمُهُ حَنَانِيَّا دَاخِلاً وَوَاضِعاً يَدَهُ عَلَيْهِ لِكَيْ
يُبْصِرَ». 13فَأَجَابَ حَنَانِيَّا: «يَا رَبُّ قَدْ سَمِعْتُ مِنْ
كَثِيرِينَ عَنْ هَذَا \لرَّجُلِ كَمْ مِنَ \لشُّرُورِ فَعَلَ
بِقِدِّيسِيكَ فِي أُورُشَلِيمَ. 14وَهَهُنَا لَهُ سُلْطَانٌ مِنْ
رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ أَنْ يُوثِقَ جَمِيعَ \لَّذِينَ يَدْعُونَ
بِاسْمِكَ». 15فَقَالَ لَهُ \لرَّبُّ: «اذْهَبْ لأَنَّ هَذَا لِي إِنَاءٌ
مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ \سْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي
إِسْرَائِيلَ. 16لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ
أَجْلِ \سْمِي». 17فَمَضَى حَنَانِيَّا وَدَخَلَ \لْبَيْتَ وَوَضَعَ
عَلَيْهِ يَدَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا \لأَخُ شَاوُلُ قَدْ أَرْسَلَنِي
\لرَّبُّ يَسُوعُ \لَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي \لطَّرِيقِ \لَّذِي جِئْتَ فِيهِ
لِكَيْ تُبْصِرَ وَتَمْتَلِئَ مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ». 18فَلِلْوَقْتِ
وَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَيْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ فَأَبْصَرَ فِي \لْحَالِ
وَقَامَ وَ\عْتَمَدَ. 19وَتَنَاوَلَ طَعَاماً فَتَقَوَّى. وَكَانَ شَاوُلُ
مَعَ \لتَّلاَمِيذِ \لَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَيَّاماً. 20وَلِلْوَقْتِ
جَعَلَ يَكْرِزُ فِي \لْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ «أَنْ هَذَا هُوَ \بْنُ
\للهِ». 21فَبُهِتَ جَمِيعُ \لَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا:
«أَلَيْسَ هَذَا هُوَ \لَّذِي أَهْلَكَ فِي أُورُشَلِيمَ \لَّذِينَ
يَدْعُونَ بِهَذَا \لاِسْمِ وَقَدْ جَاءَ إِلَى هُنَا: لِيَسُوقَهُمْ
مُوثَقِينَ إِلَى رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ؟». 22وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ
يَزْدَادُ قُوَّةً وَيُحَيِّرُ \لْيَهُودَ \لسَّاكِنِينَ فِي دِمَشْقَ
مُحَقِّقاً «أَنَّ هَذَا هُوَ \لْمَسِيحُ».
23وَلَمَّا
تَمَّتْ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ تَشَاوَرَ \لْيَهُودُ لِيَقْتُلُوهُ 24فَعَلِمَ
شَاوُلُ بِمَكِيدَتِهِمْ. وَكَانُوا يُرَاقِبُونَ \لأَبْوَابَ أَيْضاً
نَهَاراً وَلَيْلاً لِيَقْتُلُوهُ. 25فَأَخَذَهُ \لتَّلاَمِيذُ لَيْلاً
وَأَنْزَلُوهُ مِنَ \لسُّورِ مُدَلِّينَ إِيَّاهُ فِي سَلٍّ.
26وَلَمَّا
جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ
وَكَانَ \لْجَمِيعُ يَخَافُونَهُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ أَنَّهُ تِلْمِيذٌ.
27فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى \لرُّسُلِ وَحَدَّثَهُمْ
كَيْفَ أَبْصَرَ \لرَّبَّ فِي \لطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ وَكَيْفَ
جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. 28فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ
وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ \لرَّبِّ يَسُوعَ.
29وَكَانَ يُخَاطِبُ وَيُبَاحِثُ \لْيُونَانِيِّينَ فَحَاوَلُوا أَنْ
يَقْتُلُوهُ. 30فَلَمَّا عَلِمَ \لإِخْوَةُ أَحْدَرُوهُ إِلَى
قَيْصَرِيَّةَ وَأَرْسَلُوهُ إِلَى طَرْسُوسَ.
31وَأَمَّا
\لْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ \لْيَهُودِيَّةِ وَ\لْجَلِيلِ وَ\لسَّامِرَةِ
فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ \لرَّبِّ
وَبِتَعْزِيَةِ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ.
32وَحَدَثَ
أَنَّ بُطْرُسَ وَهُوَ يَجْتَازُ بِالْجَمِيعِ نَزَلَ أَيْضاً إِلَى
\لْقِدِّيسِينَ \لسَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ 33فَوَجَدَ هُنَاكَ إِنْسَاناً
\سْمُهُ إِينِيَاسُ مُضْطَجِعاً عَلَى سَرِيرٍ مُنْذُ ثَمَانِي سِنِينَ
وَكَانَ مَفْلُوجاً. 34فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَا إِينِيَاسُ يَشْفِيكَ
يَسُوعُ \لْمَسِيحُ. قُمْ وَ\فْرُشْ لِنَفْسِكَ». فَقَامَ لِلْوَقْتِ.
35وَرَآهُ جَمِيعُ \لسَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ وَسَارُونَ \لَّذِينَ
رَجَعُوا إِلَى \لرَّبِّ.
36وَكَانَ
فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ \سْمُهَا طَابِيثَا \لَّذِي تَرْجَمَتُهُ
غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً
وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37وَحَدَثَ فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ
أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ.
38وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ \لتَّلاَمِيذُ
أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ
لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. 39فَقَامَ بُطْرُسُ
وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى \لْعِلِّيَّةِ
فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ \لأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً
وَثِيَاباً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ.
40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ \لْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ
وَصَلَّى ثُمَّ \لْتَفَتَ إِلَى \لْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا
قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ
41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى \لْقِدِّيسِينَ وَ\لأَرَامِلَ
وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً. 42فَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً فِي يَافَا كُلِّهَا
فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِالرَّبِّ. 43وَمَكَثَ أَيَّاماً كَثِيرَةً فِي يَافَا
عِنْدَ سِمْعَانَ رَجُلٍ دَبَّاغٍ.
1وَكَانَ
فِي قَيْصَرِيَّةَ رَجُلٌ \سْمُهُ كَرْنِيلِيُوسُ قَائِدُ مِئَةٍ مِنَ
\لْكَتِيبَةِ \لَّتِي تُدْعَى \لإِيطَالِيَّةَ. 2وَهُوَ تَقِيٌّ وَخَائِفُ
\للهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ
وَيُصَلِّي إِلَى \للهِ فِي كُلِّ حِينٍ. 3فَرَأَى ظَاهِراً فِي رُؤْيَا
نَحْوَ \لسَّاعَةِ \لتَّاسِعَةِ مِنَ \لنَّهَارِ مَلاَكاً مِنَ \للهِ
دَاخِلاً إِلَيْهِ وَقَائِلاً لَهُ: «يَا كَرْنِيلِيُوسُ». 4فَلَمَّا
شَخَصَ إِلَيْهِ وَدَخَلَهُ \لْخَوْفُ قَالَ: «مَاذَا يَا سَيِّدُ؟»
فَقَالَ لَهُ: «صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَاراً أَمَامَ
\للهِ. 5وَالآنَ أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالاً وَ\سْتَدْعِ سِمْعَانَ
\لْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ. 6إِنَّهُ نَازِلٌ عِنْدَ سِمْعَانَ رَجُلٍ دَبَّاغٍ
بَيْتُهُ عِنْدَ \لْبَحْرِ. هُوَ يَقُولُ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ
تَفْعَلَ». 7فَلَمَّا \نْطَلَقَ \لْمَلاَكُ \لَّذِي كَانَ يُكَلِّمُ
كَرْنِيلِيُوسَ نَادَى \ثْنَيْنِ مِنْ خُدَّامِهِ وَعَسْكَرِيّاً تَقِيّاً
مِنَ \لَّذِينَ كَانُوا يُلاَزِمُونَهُ 8وَأَخْبَرَهُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ
وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى يَافَا.
9ثُمَّ
فِي \لْغَدِ فِيمَا هُمْ يُسَافِرُونَ وَيَقْتَرِبُونَ إِلَى \لْمَدِينَةِ
صَعِدَ بُطْرُسُ عَلَى \لسَّطْحِ لِيُصَلِّيَ نَحْوَ \لسَّاعَةِ
\لسَّادِسَةِ. 10فَجَاعَ كَثِيراً وَ\شْتَهَى أَنْ يَأْكُلَ. وَبَيْنَمَا
هُمْ يُهَيِّئُونَ لَهُ وَقَعَتْ عَلَيْهِ غَيْبَةٌ 11فَرَأَى \لسَّمَاءَ
مَفْتُوحَةً وَإِنَاءً نَازِلاً عَلَيْهِ مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ
مَرْبُوطَةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ وَمُدَلاَّةٍ عَلَى \لأَرْضِ.
12وَكَانَ فِيهَا كُلُّ دَوَابِّ \لأَرْضِ وَ\لْوُحُوشِ وَ\لزَّحَّافَاتِ
وَطُيُورِ \لسَّمَاءِ. 13وَصَارَ إِلَيْهِ صَوْتٌ: «قُمْ يَا بُطْرُسُ
\ذْبَحْ وَكُلْ». 14فَقَالَ بُطْرُسُ: «كَلاَّ يَا رَبُّ لأَنِّي لَمْ
آكُلْ قَطُّ شَيْئاً دَنِساً أَوْ نَجِساً». 15فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضاً
صَوْتٌ ثَانِيَةً: «مَا طَهَّرَهُ \للهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!»
16وَكَانَ هَذَا عَلَى ثَلاَثِ مَرَّاتٍ ثُمَّ \رْتَفَعَ \لإِنَاءُ أَيْضاً
إِلَى \لسَّمَاءِ.
17وَإِذْ
كَانَ بُطْرُسُ يَرْتَابُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا عَسَى أَنْ تَكُونَ
\لرُّؤْيَا \لَّتِي رَآهَا؟ إِذَا \لرِّجَالُ \لَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ
كَرْنِيلِيُوسُ كَانُوا قَدْ سَأَلُوا عَنْ بَيْتِ سِمْعَانَ وَوَقَفُوا
عَلَى \لْبَابِ 18وَنَادَوْا يَسْتَخْبِرُونَ: هَلْ سِمْعَانُ \لْمُلَقَّبُ
بُطْرُسَ نَازِلٌ هُنَاكَ؟ 19وَبَيْنَمَا بُطْرُسُ مُتَفَكِّرٌ فِي
\لرُّؤْيَا قَالَ لَهُ \لرُّوحُ: «هُوَذَا ثَلاَثَةُ رِجَالٍ
يَطْلُبُونَكَ. 20لَكِنْ قُمْ وَ\نْزِلْ وَ\ذْهَبْ مَعَهُمْ غَيْرَ
مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ لأَنِّي أَنَا قَدْ أَرْسَلْتُهُمْ». 21فَنَزَلَ
بُطْرُسُ إِلَى \لرِّجَالِ \لَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ إِلَيْهِ كَرْنِيلِيُوسُ
وَقَالَ: «هَا أَنَا \لَّذِي تَطْلُبُونَهُ. مَا هُوَ \لسَّبَبُ \لَّذِي
حَضَرْتُمْ لأَجْلِهِ؟» 22فَقَالُوا: «إِنَّ كَرْنِيلِيُوسَ قَائِدَ مِئَةٍ
رَجُلاً بَارّاً وَخَائِفَ \للهِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةِ
\لْيَهُودِ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِمَلاَكٍ مُقَدَّسٍ أَنْ يَسْتَدْعِيَكَ
إِلَى بَيْتِهِ وَيَسْمَعَ مِنْكَ كَلاَماً». 23فَدَعَاهُمْ إِلَى دَاخِلٍ
وَأَضَافَهُمْ. ثُمَّ فِي \لْغَدِ خَرَجَ بُطْرُسُ مَعَهُمْ وَأُنَاسٌ مِنَ
\لإِخْوَةِ \لَّذِينَ مِنْ يَافَا رَافَقُوهُ.
24وَفِي
\لْغَدِ دَخَلُوا قَيْصَرِيَّةَ. وَأَمَّا كَرْنِيلِيُوسُ فَكَانَ
يَنْتَظِرُهُمْ وَقَدْ دَعَا أَنْسِبَاءَهُ وَأَصْدِقَاءَهُ \لأَقْرَبِينَ.
25وَلَمَّا دَخَلَ بُطْرُسُ \سْتَقْبَلَهُ كَرْنِيلِيُوسُ وَسَجَدَ
وَاقِعاً عَلَى قَدَمَيْهِ. 26فَأَقَامَهُ بُطْرُسُ قَائِلاً: «قُمْ أَنَا
أَيْضاً إِنْسَانٌ». 27ثُمَّ دَخَلَ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ مَعَهُ وَوَجَدَ
كَثِيرِينَ مُجْتَمِعِينَ. 28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ
هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ
أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي \للهُ
أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ.
29فَلِذَلِكَ جِئْتُ مِنْ دُونِ مُنَاقَضَةٍ إِذِ \سْتَدْعَيْتُمُونِي.
فَأَسْتَخْبِرُكُمْ: لأَيِّ سَبَبٍ \سْتَدْعَيْتُمُونِي؟». 30فَقَالَ
كَرْنِيلِيُوسُ: «مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ إِلَى هَذِهِ \لسَّاعَةِ
كُنْتُ صَائِماً. وَفِي \لسَّاعَةِ \لتَّاسِعَةِ كُنْتُ أُصَلِّي فِي
بَيْتِي وَإِذَا رَجُلٌ قَدْ وَقَفَ أَمَامِي بِلِبَاسٍ لاَمِعٍ 31وَقَالَ:
يَا كَرْنِيلِيُوسُ سُمِعَتْ صَلاَتُكَ وَذُكِرَتْ صَدَقَاتُكَ أَمَامَ
\للهِ. 32فَأَرْسِلْ إِلَى يَافَا وَ\سْتَدْعِ سِمْعَانَ \لْمُلَقَّبَ
بُطْرُسَ. إِنَّهُ نَازِلٌ فِي بَيْتِ سِمْعَانَ رَجُلٍ دَبَّاغٍ عِنْدَ
\لْبَحْرِ. فَهُوَ مَتَى جَاءَ يُكَلِّمُكَ. 33فَأَرْسَلْتُ إِلَيْكَ
حَالاً. وَأَنْتَ فَعَلْتَ حَسَناً إِذْ جِئْتَ. وَ\لآنَ نَحْنُ جَمِيعاً
حَاضِرُونَ أَمَامَ \للهِ لِنَسْمَعَ جَمِيعَ مَا أَمَرَكَ بِهِ \للهُ».
34فَقَالَ
بُطْرُسُ: «بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ \للهَ لاَ يَقْبَلُ \لْوُجُوهَ.
35بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ \لَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ \لْبِرَّ
مَقْبُولٌ عِنْدَهُ. 36الْكَلِمَةُ \لَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى بَنِي
إِسْرَائِيلَ يُبَشِّرُ بِالسَّلاَمِ بِيَسُوعَ \لْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ
رَبُّ \لْكُلِّ. 37أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ \لأَمْرَ \لَّذِي صَارَ فِي كُلِّ
\لْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئاً مِنَ \لْجَلِيلِ بَعْدَ \لْمَعْمُودِيَّةِ
\لَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا. 38يَسُوعُ \لَّذِي مِنَ \لنَّاصِرَةِ
كَيْفَ مَسَحَهُ \للهُ بِالرُّوحِ \لْقُدُسِ وَ\لْقُوَّةِ \لَّذِي جَالَ
يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ \لْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ
لأَنَّ \للهَ كَانَ مَعَهُ. 39وَنَحْنُ شُهُودٌ بِكُلِّ مَا فَعَلَ فِي
كُورَةِ \لْيَهُودِيَّةِ وَفِي أُورُشَلِيمَ. \لَّذِي أَيْضاً قَتَلُوهُ
مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. 40هَذَا أَقَامَهُ \للهُ فِي
\لْيَوْمِ \لثَّالِثِ وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِراً 41لَيْسَ لِجَمِيعِ
\لشَّعْبِ بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ \للهُ فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ \لَّذِينَ
أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ \لأَمْوَاتِ.
42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هَذَا هُوَ
\لْمُعَيَّنُ مِنَ \للهِ دَيَّاناً لِلأَحْيَاءِ وَ\لأَمْوَاتِ. 43لَهُ
يَشْهَدُ جَمِيعُ \لأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ
بِاسْمِهِ غُفْرَانَ \لْخَطَايَا».
44فَبَيْنَمَا
بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ \لْأُمُورِ حَلَّ \لرُّوحُ \لْقُدُسُ عَلَى
جَمِيعِ \لَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ \لْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ
\لْمُؤْمِنُونَ \لَّذِينَ مِنْ أَهْلِ \لْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ
بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ قَدِ \نْسَكَبَتْ عَلَى
\لْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ
بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ \للهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى
يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ \لْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ
هَؤُلاَءِ \لَّذِينَ قَبِلُوا \لرُّوحَ \لْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟»
48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ \لرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ
يَمْكُثَ أَيَّاماً.
1فَسَمِعَ
\لرُّسُلُ وَ\لإِخْوَةُ \لَّذِينَ كَانُوا فِي \لْيَهُودِيَّةِ أَنَّ
\لْأُمَمَ أَيْضاً قَبِلُوا كَلِمَةَ \للهِ. 2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ
إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ \لَّذِينَ مِنْ أَهْلِ \لْخِتَانِ
3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ
مَعَهُمْ». 4فَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَشْرَحُ لَهُمْ بِالتَّتَابُعِ
قَائِلاً: 5«أَنَا كُنْتُ فِي مَدِينَةِ يَافَا أُصَلِّي فَرَأَيْتُ فِي
غَيْبَةٍ رُؤْيَا: إِنَاءً نَازِلاً مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مُدَلاَّةٍ
بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ مِنَ \لسَّمَاءِ فَأَتَى إِلَيَّ. 6فَتَفَرَّسْتُ
فِيهِ مُتَأَمِّلاً فَرَأَيْتُ دَوَابَّ \لأَرْضِ وَ\لْوُحُوشَ وَ\لزَّحَّافَاتِ
وَطُيُورَ \لسَّمَاءِ. 7وَسَمِعْتُ صَوْتاً قَائِلاً لِي: قُمْ يَا
بُطْرُسُ \ذْبَحْ وَكُلْ. 8فَقُلْتُ: كَلاَّ يَا رَبُّ لأَنَّهُ لَمْ
يَدْخُلْ فَمِي قَطُّ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. 9فَأَجَابَنِي صَوْتٌ ثَانِيَةً
مِنَ \لسَّمَاءِ: مَا طَهَّرَهُ \للهُ لاَ تُنَجِّسْهُ أَنْتَ. 10وَكَانَ
هَذَا عَلَى ثَلاَثِ مَرَّاتٍ ثُمَّ \نْتُشِلَ \لْجَمِيعُ إِلَى \لسَّمَاءِ
أَيْضاً. 11وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَالٍ قَدْ وَقَفُوا لِلْوَقْتِ عِنْدَ
\لْبَيْتِ \لَّذِي كُنْتُ فِيهِ مُرْسَلِينَ إِلَيَّ مِنْ قَيْصَرِيَّةَ.
12فَقَالَ لِي \لرُّوحُ أَنْ أَذْهَبَ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي
شَيْءٍ. وَذَهَبَ مَعِي أَيْضاً هَؤُلاَءِ \لإِخْوَةُ \لسِّتَّةُ.
فَدَخَلْنَا بَيْتَ \لرَّجُلِ 13فَأَخْبَرَنَا كَيْفَ رَأَى \لْمَلاَكَ فِي
بَيْتِهِ قَائِماً وَقَائِلاً لَهُ: أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالاً وَ\سْتَدْعِ
سِمْعَانَ \لْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ 14وَهُوَ يُكَلِّمُكَ كَلاَماً بِهِ
تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ. 15فَلَمَّا \بْتَدَأْتُ أَتَكَلَّمُ
حَلَّ \لرُّوحُ \لْقُدُسُ عَلَيْهِمْ كَمَا عَلَيْنَا أَيْضاً فِي \لْبَدَاءَةِ.
16فَتَذَكَّرْتُ كَلاَمَ \لرَّبِّ كَيْفَ قَالَ: إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ
بِمَاءٍ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتُعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ \لْقُدُسِ.
17فَإِنْ كَانَ \للهُ قَدْ أَعْطَاهُمُ \لْمَوْهِبَةَ كَمَا لَنَا أَيْضاً
بِالسَّوِيَّةِ مُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ \لْمَسِيحِ فَمَنْ أَنَا؟
أَقَادِرٌ أَنْ أَمْنَعَ \للهَ؟». 18فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ سَكَتُوا
وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ \للهَ قَائِلِينَ: «إِذاً أَعْطَى \للهُ \لْأُمَمَ
أَيْضاً \لتَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!».
19أَمَّا
\لَّذِينَ تَشَتَّتُوا مِنْ جَرَّاءِ \لضِّيقِ \لَّذِي حَصَلَ بِسَبَبِ
إِسْتِفَانُوسَ فَاجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُسَ
وَأَنْطَاكِيَةَ وَهُمْ لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَداً بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ
\لْيَهُودَ فَقَطْ. 20وَلَكِنْ كَانَ مِنْهُمْ قَوْمٌ وَهُمْ رِجَالٌ
قُبْرُسِيُّونَ وَقَيْرَوَانِيُّونَ \لَّذِينَ لَمَّا دَخَلُوا
أَنْطَاكِيَةَ كَانُوا يُخَاطِبُونَ \لْيُونَانِيِّينَ مُبَشِّرِينَ
بِالرَّبِّ يَسُوعَ. 21وَكَانَتْ يَدُ \لرَّبِّ مَعَهُمْ فَآمَنَ عَدَدٌ
كَثِيرٌ وَرَجَعُوا إِلَى \لرَّبِّ.
22فَسُمِعَ
\لْخَبَرُ عَنْهُمْ فِي آذَانِ \لْكَنِيسَةِ \لَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ
فَأَرْسَلُوا بَرْنَابَا لِكَيْ يَجْتَازَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. 23الَّذِي
لَمَّا أَتَى وَرَأَى نِعْمَةَ \للهِ فَرِحَ وَوَعَظَ \لْجَمِيعَ أَنْ
يَثْبُتُوا فِي \لرَّبِّ بِعَزْمِ \لْقَلْبِ 24لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً
صَالِحاً وَمُمْتَلِئاً مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ وَ\لإِيمَانِ. فَانْضَمَّ
إِلَى \لرَّبِّ جَمْعٌ غَفِيرٌ.
25ثُمَّ
خَرَجَ بَرْنَابَا إِلَى طَرْسُوسَ لِيَطْلُبَ شَاوُلَ. وَلَمَّا وَجَدَهُ
جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. 26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا \جْتَمَعَا فِي
\لْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ
\لتَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.
27وَفِي
تِلْكَ \لأَيَّامِ \نْحَدَرَ أَنْبِيَاءُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى
أَنْطَاكِيَةَ. 28وَقَامَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ \سْمُهُ أَغَابُوسُ وَأَشَارَ
بِالرُّوحِ أَنَّ جُوعاً عَظِيماً كَانَ عَتِيداً أَنْ يَصِيرَ عَلَى
جَمِيعِ \لْمَسْكُونَةِ - \لَّذِي صَارَ أَيْضاً فِي أَيَّامِ كُلُودِيُوسَ
قَيْصَرَ. 29فَحَتَمَ \لتَّلاَمِيذُ حَسْبَمَا تَيَسَّرَ لِكُلٍّ مِنْهُمْ
أَنْ يُرْسِلَ كُلُّ وَاحِدٍ شَيْئاً خِدْمَةً إِلَى \لإِخْوَةِ
\لسَّاكِنِينَ فِي \لْيَهُودِيَّةِ. 30فَفَعَلُوا ذَلِكَ مُرْسِلِينَ إِلَى
\لْمَشَايِخِ بِيَدِ بَرْنَابَا وَشَاوُلَ.
1وَفِي
ذَلِكَ \لْوَقْتِ مَدَّ هِيرُودُسُ \لْمَلِكُ يَدَيْهِ لِيُسِيئَ إِلَى
أُنَاسٍ مِنَ \لْكَنِيسَةِ 2فَقَتَلَ يَعْقُوبَ أَخَا يُوحَنَّا
بِالسَّيْفِ. 3وَإِذْ رَأَى أَنَّ ذَلِكَ يُرْضِي \لْيَهُودَ عَادَ
فَقَبَضَ عَلَى بُطْرُسَ أَيْضاً. وَكَانَتْ أَيَّامُ \لْفَطِيرِ.
4وَلَمَّا أَمْسَكَهُ وَضَعَهُ فِي \لسِّجْنِ مُسَلِّماً إِيَّاهُ إِلَى
أَرْبَعَةِ أَرَابِعَ مِنَ \لْعَسْكَرِ لِيَحْرُسُوهُ نَاوِياً أَنْ
يُقَدِّمَهُ بَعْدَ \لْفِصْحِ إِلَى \لشَّعْبِ. 5فَكَانَ بُطْرُسُ
مَحْرُوساً فِي \لسِّجْنِ وَأَمَّا \لْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا
صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى \للهِ مِنْ أَجْلِهِ.
6وَلَمَّا
كَانَ هِيرُودُسُ مُزْمِعاً أَنْ يُقَدِّمَهُ كَانَ بُطْرُسُ فِي تِلْكَ
\للَّيْلَةِ نَائِماً بَيْنَ عَسْكَرِيَّيْنِ مَرْبُوطاً بِسِلْسِلَتَيْنِ
وَكَانَ قُدَّامَ \لْبَابِ حُرَّاسٌ يَحْرُسُونَ \لسِّجْنَ. 7وَإِذَا
مَلاَكُ \لرَّبِّ أَقْبَلَ وَنُورٌ أَضَاءَ فِي \لْبَيْتِ فَضَرَبَ جَنْبَ
بُطْرُسَ وَأَيْقَظَهُ قَائِلاً: «قُمْ عَاجِلاً». فَسَقَطَتِ
\لسِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ. 8وَقَالَ لَهُ \لْمَلاَكُ: «تَمَنْطَقْ وَ\لْبَسْ
نَعْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا. فَقَالَ لَهُ: «الْبَسْ رِدَاءَكَ وَ\تْبَعْنِي».
9فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ - وَكَانَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ \لَّذِي جَرَى
بِوَاسِطَةِ \لْمَلاَكِ هُوَ حَقِيقِيٌّ بَلْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَنْظُرُ
رُؤْيَا. 10فَجَازَا \لْمَحْرَسَ \لأَوَّلَ وَ\لثَّانِيَ وَأَتَيَا إِلَى
بَابِ \لْحَدِيدِ \لَّذِي يُؤَدِّي إِلَى \لْمَدِينَةِ فَانْفَتَحَ لَهُمَا
مِنْ ذَاتِهِ فَخَرَجَا وَتَقَدَّمَا زُقَاقاً وَاحِداً وَلِلْوَقْتِ
فَارَقَهُ \لْمَلاَكُ.
11فَقَالَ
بُطْرُسُ وَهُوَ قَدْ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ: «الآنَ عَلِمْتُ يَقِيناً
أَنَّ \لرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ
وَمِنْ كُلِّ \نْتِظَارِ شَعْبِ \لْيَهُودِ». 12ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ
مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا \لْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ
حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ. 13فَلَمَّا
قَرَعَ بُطْرُسُ بَابَ \لدِّهْلِيزِ جَاءَتْ جَارِيَةٌ \سْمُهَا رَوْدَا
لِتَسْمَعَ. 14فَلَمَّا عَرَفَتْ صَوْتَ بُطْرُسَ لَمْ تَفْتَحِ \لْبَابَ
مِنَ \لْفَرَحِ بَلْ رَكَضَتْ إِلَى دَاخِلٍ وَأَخْبَرَتْ أَنَّ بُطْرُسَ
وَاقِفٌ قُدَّامَ \لْبَابِ. 15فَقَالُوا لَهَا: «أَنْتِ تَهْذِينَ!».
وَأَمَّا هِيَ فَكَانَتْ تُؤَكِّدُ أَنَّ هَكَذَا هُوَ. فَقَالُوا:
«إِنَّهُ مَلاَكُهُ!». 16وَأَمَّا بُطْرُسُ فَلَبِثَ يَقْرَعُ. فَلَمَّا
فَتَحُوا وَرَأَوْهُ \نْدَهَشُوا. 17فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ
لِيَسْكُتُوا وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَخْرَجَهُ \لرَّبُّ مِنَ \لسِّجْنِ.
وَقَالَ: «أَخْبِرُوا يَعْقُوبَ وَ\لإِخْوَةَ بِهَذَا». ثُمَّ خَرَجَ
وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ.
18فَلَمَّا
صَارَ \لنَّهَارُ حَصَلَ \ضْطِرَابٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ بَيْنَ \لْعَسْكَرِ:
تُرَى مَاذَا جَرَى لِبُطْرُسَ؟ 19وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا طَلَبَهُ
وَلَمْ يَجِدْهُ فَحَصَ \لْحُرَّاسَ وَأَمَرَ أَنْ يَنْقَادُوا إِلَى
\لْقَتْلِ. ثُمَّ نَزَلَ مِنَ \لْيَهُودِيَّةِ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ
وَأَقَامَ هُنَاكَ.
20وَكَانَ
هِيرُودُسُ سَاخِطاً عَلَى \لصُّورِيِّينَ وَ\لصَّيْدَاوِيِّينَ فَحَضَرُوا
إِلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ\سْتَعْطَفُوا بَلاَسْتُسَ \لنَّاظِرَ عَلَى
مَضْجَعِ \لْمَلِكِ ثُمَّ صَارُوا يَلْتَمِسُونَ \لْمُصَالَحَةَ لأَنَّ
كُورَتَهُمْ تَقْتَاتُ مِنْ كُورَةِ \لْمَلِكِ. 21فَفِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ
لَبِسَ هِيرُودُسُ \لْحُلَّةَ \لْمُلُوكِيَّةَ وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ
\لْمُلْكِ وَجَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ. 22فَصَرَخَ \لشَّعْبُ: «هَذَا صَوْتُ
إِلَهٍ لاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ!» 23فَفِي \لْحَالِ ضَرَبَهُ مَلاَكُ \لرَّبِّ
لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ \لْمَجْدَ لِلَّهِ فَصَارَ يَأْكُلُهُ \لدُّودُ
وَمَاتَ. 24وَأَمَّا
كَلِمَةُ \للهِ فَكَانَتْ تَنْمُو وَتَزِيدُ. 25وَرَجَعَ بَرْنَابَا
وَشَاوُلُ مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَا كَمَّلاَ \لْخِدْمَةَ وَأَخَذَا
مَعَهُمَا يُوحَنَّا \لْمُلَقَّبَ مَرْقُسَ.
1وَكَانَ
فِي أَنْطَاكِيَةَ فِي \لْكَنِيسَةِ هُنَاكَ أَنْبِيَاءُ وَمُعَلِّمُونَ:
بَرْنَابَا وَسِمْعَانُ \لَّذِي يُدْعَى نِيجَرَ وَلُوكِيُوسُ
\لْقَيْرَوَانِيُّ وَمَنَايِنُ \لَّذِي تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ رَئِيسِ
\لرُّبْعِ وَشَاوُلُ. 2وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ \لرَّبَّ وَيَصُومُونَ
قَالَ \لرُّوحُ \لْقُدُسُ: «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ
لِلْعَمَلِ \لَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ». 3فَصَامُوا حِينَئِذٍ
وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا \لأَيَادِيَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا.
4فَهَذَانِ
إِذْ أُرْسِلاَ مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ \نْحَدَرَا إِلَى سَلُوكِيَةَ
وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا فِي \لْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. 5وَلَمَّا صَارَا
فِي سَلاَمِيسَ نَادَيَا بِكَلِمَةِ \للهِ فِي مَجَامِعِ \لْيَهُودِ.
وَكَانَ مَعَهُمَا يُوحَنَّا خَادِماً. 6وَلَمَّا \جْتَازَا \لْجَزِيرَةَ
إِلَى بَافُوسَ وَجَدَا رَجُلاً سَاحِراً نَبِيّاً كَذَّاباً يَهُودِيّاً
\سْمُهُ بَارْيَشُوعُ 7كَانَ مَعَ \لْوَالِي سَرْجِيُوسَ بُولُسَ وَهُوَ
رَجُلٌ فَهِيمٌ. فَهَذَا دَعَا بَرْنَابَا وَشَاوُلَ وَ\لْتَمَسَ أَنْ
يَسْمَعَ كَلِمَةَ \للهِ. 8فَقَاوَمَهُمَا عَلِيمٌ \لسَّاحِرُ لأَنْ
هَكَذَا يُتَرْجَمُ \سْمُهُ طَالِباً أَنْ يُفْسِدَ \لْوَالِيَ عَنِ
\لإِيمَانِ. 9وَأَمَّا
شَاوُلُ \لَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضاً فَامْتَلأَ مِنَ \لرُّوحِ \لْقُدُسِ
وَشَخَصَ إِلَيْهِ 10وَقَالَ: «أَيُّهَا \لْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ
خُبْثٍ! يَا \بْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ! أَلاَ تَزَالُ
تُفْسِدُ سُبُلَ \للهِ \لْمُسْتَقِيمَةَ؟ 11فَالآنَ هُوَذَا يَدُ \لرَّبِّ
عَلَيْكَ فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ \لشَّمْسَ إِلَى حِينٍ». فَفِي
\لْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِساً
مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ. 12فَالْوَالِي حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى مَا جَرَى
آمَنَ مُنْدَهِشاً مِنْ تَعْلِيمِ \لرَّبِّ. 13ثُمَّ أَقْلَعَ بُولُسُ
وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَافُوسَ وَأَتَوْا إِلَى بَرْجَةَ بَمْفِيلِيَّةَ.
وَأَمَّا يُوحَنَّا فَفَارَقَهُمْ وَرَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 14وَأَمَّا
هُمْ فَجَازُوا مِنْ بَرْجَةَ وَأَتَوْا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ بِيسِيدِيَّةَ
وَدَخَلُوا \لْمَجْمَعَ يَوْمَ \لسَّبْتِ وَجَلَسُوا. 15وَبَعْدَ قِرَاءَةِ
\لنَّامُوسِ وَ\لأَنْبِيَاءِ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رُؤَسَاءُ \لْمَجْمَعِ
قَائِلِينَ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ إِنْ كَانَتْ عِنْدَكُمْ
كَلِمَةُ وَعْظٍ لِلشَّعْبِ فَقُولُوا». 16فَقَامَ بُولُسُ وَأَشَارَ
بِيَدِهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لإِسْرَائِيلِيُّونَ وَ\لَّذِينَ
يَتَّقُونَ \للهَ \سْمَعُوا. 17إِلَهُ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ هَذَا \خْتَارَ
آبَاءَنَا وَرَفَعَ \لشَّعْبَ فِي \لْغُرْبَةِ فِي أَرْضِ مِصْرَ
وَبِذِرَاعٍ مُرْتَفِعَةٍ أَخْرَجَهُمْ مِنْهَا. 18وَنَحْوَ مُدَّةِ
أَرْبَعِينَ سَنَةً \حْتَمَلَ عَوَائِدَهُمْ فِي \لْبَرِّيَّةِ. 19ثُمَّ
أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ
بِالْقُرْعَةِ. 20وَبَعْدَ ذَلِكَ فِي نَحْوِ أَرْبَعِمِئَةٍ وَخَمْسِينَ
سَنَةً أَعْطَاهُمْ قُضَاةً حَتَّى صَمُوئِيلَ \لنَّبِيِّ. 21وَمِنْ ثَمَّ
طَلَبُوا مَلِكاً فَأَعْطَاهُمُ \للهُ شَاوُلَ بْنَ قَيْسٍ رَجُلاً مِنْ
سِبْطِ بِنْيَامِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 22ثُمَّ عَزَلَهُ وَأَقَامَ
لَهُمْ دَاوُدَ مَلِكاً \لَّذِي شَهِدَ لَهُ أَيْضاً إِذْ قَالَ: وَجَدْتُ
دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي \لَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ
مَشِيئَتِي. 23مِنْ نَسْلِ هَذَا حَسَبَ \لْوَعْدِ أَقَامَ \للهُ
لِإِسْرَائِيلَ مُخَلِّصاً يَسُوعَ. 24إِذْ سَبَقَ يُوحَنَّا فَكَرَزَ
قَبْلَ مَجِيئِهِ بِمَعْمُودِيَّةِ \لتَّوْبَةِ لِجَمِيعِ شَعْبِ
إِسْرَائِيلَ. 25وَلَمَّا صَارَ يُوحَنَّا يُكَمِّلُ سَعْيَهُ جَعَلَ
يَقُولُ: «مَنْ تَظُنُّونَ أَنِّي أَنَا؟ لَسْتُ أَنَا إِيَّاهُ لَكِنْ
هُوَذَا يَأْتِي بَعْدِي \لَّذِي لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ أَحُلَّ حِذَاءَ
قَدَمَيْهِ. 26«أَيُّهَا
\لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ بَنِي جِنْسِ إِبْرَاهِيمَ وَ\لَّذِينَ بَيْنَكُمْ
يَتَّقُونَ \للهَ إِلَيْكُمْ أُرْسِلَتْ كَلِمَةُ هَذَا \لْخَلاَصِ.
27لأَنَّ \لسَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا
هَذَا. وَأَقْوَالُ \لأَنْبِيَاءِ \لَّتِي تُقْرَأُ كُلَّ سَبْتٍ
تَمَّمُوهَا إِذْ حَكَمُوا عَلَيْهِ. 28وَمَعْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا
عِلَّةً وَاحِدَةً لِلْمَوْتِ طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يُقْتَلَ.
29وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ أَنْزَلُوهُ عَنِ
\لْخَشَبَةِ وَوَضَعُوهُ فِي قَبْرٍ. 30وَلَكِنَّ \للهَ أَقَامَهُ مِنَ
\لأَمْوَاتِ. 31وَظَهَرَ أَيَّاماً كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ
مِنَ \لْجَلِيلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ \لَّذِينَ هُمْ شُهُودُهُ عِنْدَ
\لشَّعْبِ. 32وَنَحْنُ نُبَشِّرُكُمْ بِالْمَوْعِدِ \لَّذِي صَارَ
لِآبَائِنَا 33إِنَّ \للهَ قَدْ أَكْمَلَ هَذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ
إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضاً فِي \لْمَزْمُورِ
\لثَّانِي: أَنْتَ \بْنِي أَنَا \لْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. 34إِنَّهُ أَقَامَهُ
مِنَ \لأَمْوَاتِ غَيْرَ عَتِيدٍ أَنْ يَعُودَ أَيْضاً إِلَى فَسَادٍ
فَهَكَذَا قَالَ: إِنِّي سَأُعْطِيكُمْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ \لصَّادِقَةَ.
35وَلِذَلِكَ قَالَ أَيْضاً فِي مَزْمُورٍ آخَرَ:لَنْ تَدَعَ قُدُّوسَكَ
يَرَى فَسَاداً. 36لأَنَّ دَاوُدَ بَعْدَ مَا خَدَمَ جِيلَهُ بِمَشُورَةِ
\للهِ رَقَدَ وَ\نْضَمَّ إِلَى آبَائِهِ وَرَأَى فَسَاداً. 37وَأَمَّا
\لَّذِي أَقَامَهُ \للهُ فَلَمْ يَرَ فَسَاداً. 38فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً
عِنْدَكُمْ أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ أَنَّهُ بِهَذَا يُنَادَى
لَكُمْ بِغُفْرَانِ \لْخَطَايَا 39وَبِهَذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ
يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ
بِنَامُوسِ مُوسَى. 40فَانْظُرُوا لِئَلاَّ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ مَا قِيلَ
فِي \لأَنْبِيَاءِ: 41اُنْظُرُوا أَيُّهَا \لْمُتَهَاوِنُونَ وَتَعَجَّبُوا
وَ\هْلِكُوا لأَنَّنِي عَمَلاً أَعْمَلُ فِي أَيَّامِكُمْ عَمَلاً لاَ
تُصَدِّقُونَ إِنْ أَخْبَرَكُمْ أَحَدٌ بِهِ».
42وَبَعْدَمَا
خَرَجَ \لْيَهُودُ مِنَ \لْمَجْمَعِ جَعَلَ \لْأُمَمُ يَطْلُبُونَ
إِلَيْهِمَا أَنْ يُكَلِّمَاهُمْ بِهَذَا \لْكَلاَمِ فِي \لسَّبْتِ
\لْقَادِمِ. 43وَلَمَّا \نْفَضَّتِ \لْجَمَاعَةُ تَبِعَ كَثِيرُونَ مِنَ
\لْيَهُودِ وَ\لدُّخَلاَءِ \لْمُتَعَبِّدِينَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا
\للَّذَيْنِ كَانَا يُكَلِّمَانِهِمْ وَيُقْنِعَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا
فِي نِعْمَةِ \للهِ. 44وَفِي \لسَّبْتِ \لتَّالِي \جْتَمَعَتْ كُلُّ
\لْمَدِينَةِ تَقْرِيباً لِتَسْمَعَ كَلِمَةَ \للهِ. 45فَلَمَّا رَأَى
\لْيَهُودُ \لْجُمُوعَ \مْتَلأُوا غَيْرَةً وَجَعَلُوا يُقَاوِمُونَ مَا
قَالَهُ بُولُسُ مُنَاقِضِينَ وَمُجَدِّفِينَ. 46فَجَاهَرَ بُولُسُ
وَبَرْنَابَا وَقَالاَ: «كَانَ يَجِبُ أَنْ تُكَلَّمُوا أَنْتُمْ أَوَّلاً
بِكَلِمَةِ \للهِ وَلَكِنْ إِذْ دَفَعْتُمُوهَا عَنْكُمْ وَحَكَمْتُمْ
أَنَّكُمْ غَيْرُ مُسْتَحِقِّينَ لِلْحَيَاةِ \لأَبَدِيَّةِ هُوَذَا
نَتَوَجَّهُ إِلَى \لْأُمَمِ. 47لأَنْ هَكَذَا أَوْصَانَا \لرَّبُّ: قَدْ
أَقَمْتُكَ نُوراً لِلْأُمَمِ لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاَصاً إِلَى أَقْصَى
\لأَرْضِ». 48فَلَمَّا سَمِعَ \لْأُمَمُ ذَلِكَ كَانُوا يَفْرَحُونَ
وَيُمَجِّدُونَ كَلِمَةَ \لرَّبِّ وَآمَنَ جَمِيعُ \لَّذِينَ كَانُوا
مُعَيَّنِينَ لِلْحَيَاةِ \لأَبَدِيَّةِ 49وَانْتَشَرَتْ كَلِمَةُ \لرَّبِّ
فِي كُلِّ \لْكُورَةِ. 50وَلَكِنَّ \لْيَهُودَ حَرَّكُوا \لنِّسَاءَ
\لْمُتَعَبِّدَاتِ \لشَّرِيفَاتِ وَوُجُوهَ \لْمَدِينَةِ وَأَثَارُوا \ضْطِهَاداً
عَلَى بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَأَخْرَجُوهُمَا مِنْ تُخُومِهِمْ. 51أَمَّا
هُمَا فَنَفَضَا غُبَارَ أَرْجُلِهِمَا عَلَيْهِمْ وَأَتَيَا إِلَى
إِيقُونِيَةَ. 52وَأَمَّا \لتَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ
\لْفَرَحِ وَ\لرُّوحِ \لْقُدُسِ.
1وَحَدَثَ
فِي إِيقُونِيَةَ أَنَّهُمَا دَخَلاَ مَعاً إِلَى مَجْمَعِ \لْيَهُودِ
وَتَكَلَّمَا حَتَّى آمَنَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ \لْيَهُودِ وَ\لْيُونَانِيِّينَ.
2وَلَكِنَّ \لْيَهُودَ غَيْرَ \لْمُؤْمِنِينَ غَرُّوا وَأَفْسَدُوا نُفُوسَ
\لْأُمَمِ عَلَى \لإِخْوَةِ. 3فَأَقَامَا زَمَاناً طَوِيلاً يُجَاهِرَانِ
بِالرَّبِّ \لَّذِي كَانَ يَشْهَدُ لِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ وَيُعْطِي أَنْ
تُجْرَى آيَاتٌ وَعَجَائِبُ عَلَى أَيْدِيهِمَا. 4فَانْشَقَّ جُمْهُورُ
\لْمَدِينَةِ فَكَانَ بَعْضُهُمْ مَعَ \لْيَهُودِ وَبَعْضُهُمْ مَعَ
\لرَّسُولَيْنِ. 5فَلَمَّا حَصَلَ مِنَ \لْأُمَمِ وَ\لْيَهُودِ مَعَ
رُؤَسَائِهِمْ هُجُومٌ لِيَبْغُوا عَلَيْهِمَا وَيَرْجُمُوهُمَا 6شَعَرَا
بِهِ فَهَرَبَا إِلَى مَدِينَتَيْ لِيكَأُونِيَّةَ: لِسْتِرَةَ وَدَرْبَةَ
وَإِلَى \لْكُورَةِ \لْمُحِيطَةِ. 7وَكَانَا هُنَاكَ يُبَشِّرَانِ.
8وَكَانَ
يَجْلِسُ فِي لِسْتِرَةَ رَجُلٌ عَاجِزُ \لرِّجْلَيْنِ مُقْعَدٌ مِنْ
بَطْنِ أُمِّهِ وَلَمْ يَمْشِ قَطُّ. 9هَذَا كَانَ يَسْمَعُ بُولُسَ
يَتَكَلَّمُ فَشَخَصَ إِلَيْهِ وَإِذْ رَأَى أَنَّ لَهُ إِيمَاناً
لِيُشْفَى 10قَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «قُمْ عَلَى رِجْلَيْكَ مُنْتَصِباً».
فَوَثَبَ وَصَارَ يَمْشِي. 11فَالْجُمُوعُ لَمَّا رَأَوْا مَا فَعَلَ
بُولُسُ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ بِلُغَةِ لِيكَأُونِيَّةَ قَائِلِينَ: «إِنَّ
\لآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا». 12فَكَانُوا
يَدْعُونَ بَرْنَابَا «زَفْسَ» وَبُولُسَ «هَرْمَسَ» إِذْ كَانَ هُوَ
\لْمُتَقَدِّمَ فِي \لْكَلاَمِ. 13فَأَتَى كَاهِنُ زَفْسَ \لَّذِي كَانَ
قُدَّامَ \لْمَدِينَةِ بِثِيرَانٍ وَأَكَالِيلَ عِنْدَ \لأَبْوَابِ مَعَ
\لْجُمُوعِ وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَ. 14فَلَمَّا سَمِعَ
\لرَّسُولاَنِ بَرْنَابَا وَبُولُسُ مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا وَ\نْدَفَعَا
إِلَى \لْجَمْعِ صَارِخَيْنِ: 15«أَيُّهَا \لرِّجَالُ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ
هَذَا؟ نَحْنُ أَيْضاً بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ نُبَشِّرُكُمْ أَنْ
تَرْجِعُوا مِنْ هَذِهِ \لأَبَاطِيلِ إِلَى \لإِلَهِ \لْحَيِّ \لَّذِي
خَلَقَ \لسَّمَاءَ وَ\لأَرْضَ وَ\لْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا 16الَّذِي
فِي \لأَجْيَالِ \لْمَاضِيَةِ تَرَكَ جَمِيعَ \لْأُمَمِ يَسْلُكُونَ فِي
طُرُقِهِمْ - 17مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ -
وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْراً يُعْطِينَا مِنَ \لسَّمَاءِ أَمْطَاراً
وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَاماً وَسُرُوراً».
18وَبِقَوْلِهِمَا هَذَا كَفَّا \لْجُمُوعَ بِالْجَهْدِ عَنْ أَنْ
يَذْبَحُوا لَهُمَا. 19ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ
وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا \لْجُمُوعَ فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ
خَارِجَ \لْمَدِينَةِ ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. 20وَلَكِنْ إِذْ
أَحَاطَ بِهِ \لتَّلاَمِيذُ قَامَ وَدَخَلَ \لْمَدِينَةَ وَفِي \لْغَدِ
خَرَجَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَةَ. 21فَبَشَّرَا فِي تِلْكَ
\لْمَدِينَةِ وَتَلْمَذَا كَثِيرِينَ ثُمَّ رَجَعَا إِلَى لِسْتِرَةَ
وَإِيقُونِيَةَ وَأَنْطَاكِيَةَ 22يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ \لتَّلاَمِيذِ
وَيَعِظَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِي \لإِيمَانِ وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ
كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ \للهِ. 23وَانْتَخَبَا لَهُمْ
قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَ\سْتَوْدَعَاهُمْ
لِلرَّبِّ \لَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ. 24وَلَمَّا \جْتَازَا فِي
بِيسِيدِيَّةَ أَتَيَا إِلَى بَمْفِيلِيَّةَ 25وَتَكَلَّمَا بِالْكَلِمَةِ
فِي بَرْجَةَ ثُمَّ نَزَلاَ إِلَى أَتَّالِيَةَ 26وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا
فِي \لْبَحْرِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ حَيْثُ كَانَا قَدْ أُسْلِمَا إِلَى
نِعْمَةِ \للهِ لِلْعَمَلِ \لَّذِي أَكْمَلاَهُ. 27وَلَمَّا حَضَرَا
وَجَمَعَا \لْكَنِيسَةَ أَخْبَرَا بِكُلِّ مَا صَنَعَ \للهُ مَعَهُمَا
وَأَنَّهُ فَتَحَ لِلْأُمَمِ بَابَ \لإِيمَانِ. 28وَأَقَامَا هُنَاكَ
زَمَاناً لَيْسَ بِقَلِيلٍ مَعَ \لتَّلاَمِيذِ.
اَلأَصْحَاحُ \لْخَامِسُ
عَشَرَ
1وَانْحَدَرَ
قَوْمٌ مِنَ \لْيَهُودِيَّةِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ \لإِخْوَةَ أَنَّهُ
«إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا حَسَبَ عَادَةِ مُوسَى لاَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ
تَخْلُصُوا». 2فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ
وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ
بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى \لرُّسُلِ وَ\لْمَشَايِخِ
إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ \لْمَسْأَلَةِ. 3فَهَؤُلاَءِ بَعْدَ
مَا شَيَّعَتْهُمُ \لْكَنِيسَةُ \جْتَازُوا فِي فِينِيقِيَةَ وَ\لسَّامِرَةِ
يُخْبِرُونَهُمْ بِرُجُوعِ \لْأُمَمِ وَكَانُوا يُسَبِّبُونَ سُرُوراً
عَظِيماً لِجَمِيعِ \لإِخْوَةِ. 4وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ
قَبِلَتْهُمُ \لْكَنِيسَةُ وَ\لرُّسُلُ وَ\لْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ
بِكُلِّ مَا صَنَعَ \للهُ مَعَهُمْ. 5وَلَكِنْ قَامَ أُنَاسٌ مِنَ \لَّذِينَ
كَانُوا قَدْ آمَنُوا مِنْ مَذْهَبِ \لْفَرِّيسِيِّينَ وَقَالُوا: «إِنَّهُ
يَنْبَغِي أَنْ يُخْتَنُوا وَيُوصَوْا بِأَنْ يَحْفَظُوا نَامُوسَ مُوسَى».
6فَاجْتَمَعَ
\لرُّسُلُ وَ\لْمَشَايِخُ لِيَنْظُرُوا فِي هَذَا \لأَمْرِ. 7فَبَعْدَ مَا
حَصَلَتْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ قَامَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا
\لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنْذُ أَيَّامٍ
قَدِيمَةٍ \خْتَارَ \للهُ بَيْنَنَا أَنَّهُ بِفَمِي يَسْمَعُ \لْأُمَمُ
كَلِمَةَ \لإِنْجِيلِ وَيُؤْمِنُونَ. 8وَاللَّهُ \لْعَارِفُ \لْقُلُوبَ
شَهِدَ لَهُمْ مُعْطِياً لَهُمُ \لرُّوحَ \لْقُدُسَ كَمَا لَنَا أَيْضاً.
9وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِشَيْءٍ إِذْ طَهَّرَ
بِالإِيمَانِ قُلُوبَهُمْ. 10فَالآنَ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ \للهَ بِوَضْعِ
نِيرٍ عَلَى عُنُقِ \لتَّلاَمِيذِ لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نَحْنُ
أَنْ نَحْمِلَهُ؟ 11لَكِنْ بِنِعْمَةِ \لرَّبِّ يَسُوعَ \لْمَسِيحِ
نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولَئِكَ أَيْضاً». 12فَسَكَتَ \لْجُمْهُورُ
كُلُّهُ. وَكَانُوا يَسْمَعُونَ بَرْنَابَا وَبُولُسَ يُحَدِّثَانِ
بِجَمِيعِ مَا صَنَعَ \للهُ مِنَ \لآيَاتِ وَ\لْعَجَائِبِ فِي \لْأُمَمِ
بِوَاسِطَتِهِمْ.
13وَبَعْدَمَا
سَكَتَا قَالَ يَعْقُوبُ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ \سْمَعُونِي.
14سِمْعَانُ قَدْ أَخْبَرَ كَيْفَ \فْتَقَدَ \للهُ أَوَّلاً \لْأُمَمَ
لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْباً عَلَى \سْمِهِ. 15وَهَذَا تُوافِقُهُ
أَقْوَالُ \لأَنْبِيَاءِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: 16سَأَرْجِعُ بَعْدَ هَذَا
وَأَبْنِي أَيْضاً خَيْمَةَ دَاوُدَ \لسَّاقِطَةَ وَأَبْنِي أَيْضاً
رَدْمَهَا وَأُقِيمُهَا ثَانِيَةً 17لِكَيْ يَطْلُبَ \لْبَاقُونَ مِنَ
\لنَّاسِ \لرَّبَّ وَجَمِيعُ \لْأُمَمِ \لَّذِينَ دُعِيَ \سْمِي عَلَيْهِمْ
يَقُولُ \لرَّبُّ \لصَّانِعُ هَذَا كُلَّهُ. 18مَعْلُومَةٌ عِنْدَ \لرَّبِّ
مُنْذُ \لأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ. 19لِذَلِكَ أَنَا أَرَى أَنْ لاَ
يُثَقَّلَ عَلَى \لرَّاجِعِينَ إِلَى \للهِ مِنَ \لْأُمَمِ 20بَلْ يُرْسَلْ
إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ نَجَاسَاتِ \لأَصْنَامِ وَ\لزِّنَا وَ\لْمَخْنُوقِ
وَ\لدَّمِ. 21لأَنَّ مُوسَى مُنْذُ أَجْيَالٍ قَدِيمَةٍ لَهُ فِي كُلِّ
مَدِينَةٍ مَنْ يَكْرِزُ بِهِ إِذْ يُقْرَأُ فِي \لْمَجَامِعِ كُلَّ
سَبْتٍ». 22حِينَئِذٍ
رَأَى \لرُّسُلُ وَ\لْمَشَايِخُ مَعَ كُلِّ \لْكَنِيسَةِ أَنْ يَخْتَارُوا
رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ فَيُرْسِلُوهُمَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ
وَبَرْنَابَا: يَهُوذَا \لْمُلَقَّبَ بَرْسَابَا وَسِيلاَ رَجُلَيْنِ
مُتَقَدِّمَيْنِ فِي \لإِخْوَةِ. 23وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ هَكَذَا:
«اَلرُّسُلُ وَ\لْمَشَايِخُ وَ\لإِخْوَةُ يُهْدُونَ سَلاَماً إِلَى
\لإِخْوَةِ \لَّذِينَ مِنَ \لْأُمَمِ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ
وَكِيلِيكِيَّةَ: 24إِذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاساً خَارِجِينَ مِنْ
عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَالٍ مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ
وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا \لنَّامُوسَ - \لَّذِينَ
نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ. 25رَأَيْنَا وَقَدْ صِرْنَا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ
أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ وَنُرْسِلَهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ حَبِيبَيْنَا
بَرْنَابَا وَبُولُسَ 26رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ
\سْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ \لْمَسِيحِ - 27فَقَدْ أَرْسَلْنَا يَهُوذَا
وَسِيلاَ وَهُمَا يُخْبِرَانِكُمْ بِنَفْسِ \لْأُمُورِ شِفَاهاً.
28لأَنَّهُ قَدْ رَأَى \لرُّوحُ \لْقُدُسُ وَنَحْنُ أَنْ لاَ نَضَعَ
عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ غَيْرَ هَذِهِ \لأَشْيَاءِ \لْوَاجِبَةِ:
29أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَعَنِ \لدَّمِ وَ\لْمَخْنُوقِ
وَ\لزِّنَا \لَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا
تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ».
30فَهَؤُلاَءِ
لَمَّا أُطْلِقُوا جَاءُوا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ وَجَمَعُوا \لْجُمْهُورَ
وَدَفَعُوا \لرِّسَالَةَ. 31فَلَمَّا قَرَأُوهَا فَرِحُوا لِسَبَبِ
\لتَّعْزِيَةِ. 32وَيَهُوذَا وَسِيلاَ إِذْ كَانَا هُمَا أَيْضاً
نَبِيَّيْنِ وَعَظَا \لإِخْوَةَ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ وَشَدَّدَاهُمْ. 33ثُمَّ
بَعْدَ مَا صَرَفَا زَمَاناً أُطْلِقَا بِسَلاَمٍ مِنَ \لإِخْوَةِ إِلَى
\لرُّسُلِ. 34وَلَكِنَّ سِيلاَ رَأَى أَنْ يَلْبَثَ هُنَاكَ. 35أَمَّا
بُولُسُ وَبَرْنَابَا فَأَقَامَا فِي أَنْطَاكِيَةَ يُعَلِّمَانِ
وَيُبَشِّرَانِ مَعَ آخَرِينَ كَثِيرِينَ أَيْضاً بِكَلِمَةِ \لرَّبِّ.
36ثُمَّ
بَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: «لِنَرْجِعْ وَنَفْتَقِدْ
إِخْوَتَنَا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ نَادَيْنَا فِيهَا بِكَلِمَةِ \لرَّبِّ
كَيْفَ هُمْ». 37فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضاً
يُوحَنَّا \لَّذِي يُدْعَى مَرْقُسَ 38وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ
يَسْتَحْسِنُ أَنَّ \لَّذِي فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ
يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا. 39فَحَصَلَ
بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا \لآخَرَ. وَبَرْنَابَا
أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي \لْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. 40وَأَمَّا
بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلاَ وَخَرَجَ مُسْتَوْدَعاً مِنَ \لإِخْوَةِ إِلَى
نِعْمَةِ \للهِ. 41فَاجْتَازَ فِي سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ يُشَدِّدُ
\لْكَنَائِسَ.
\َلأَصْحَاحُ \لسَّادِسُ
عَشَرَ
1ثُمَّ
وَصَلَ إِلَى دَرْبَةَ وَلِسْتِرَةَ وَإِذَا تِلْمِيذٌ كَانَ هُنَاكَ
\سْمُهُ تِيمُوثَاوُسُ \بْنُ \مْرَأَةٍ يَهُودِيَّةٍ مُؤْمِنَةٍ وَلَكِنَّ
أَبَاهُ يُونَانِيٌّ 2وَكَانَ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ \لإِخْوَةِ \لَّذِينَ
فِي لِسْتِرَةَ وَإِيقُونِيَةَ. 3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا
مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ \لْيَهُودِ \لَّذِينَ فِي تِلْكَ
\لأَمَاكِنِ لأَنَّ \لْجَمِيعَ كَانُوا يَعْرِفُونَ أَبَاهُ أَنَّهُ
يُونَانِيٌّ. 4وَإِذْ كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي \لْمُدُنِ كَانُوا
يُسَلِّمُونَهُمُ \لْقَضَايَا \لَّتِي حَكَمَ بِهَا \لرُّسُلُ وَ\لْمَشَايِخُ
\لَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ لِيَحْفَظُوهَا. 5فَكَانَتِ \لْكَنَائِسُ
تَتَشَدَّدُ فِي \لإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي \لْعَدَدِ كُلَّ يَوْمٍ.
6وَبَعْدَ مَا \جْتَازُوا فِي فِرِيجِيَّةَ وَكُورَةِ غَلاَطِيَّةَ
مَنَعَهُمُ \لرُّوحُ \لْقُدُسُ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالْكَلِمَةِ فِي
أَسِيَّا. 7فَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مِيسِيَّا حَاوَلُوا أَنْ يَذْهَبُوا
إِلَى بِثِينِيَّةَ فَلَمْ يَدَعْهُمُ \لرُّوحُ. 8فَمَرُّوا عَلَى
مِيسِيَّا وَ\نْحَدَرُوا إِلَى تَرُوَاسَ. 9وَظَهَرَتْ لِبُولُسَ رُؤْيَا
فِي \للَّيْلِ: رَجُلٌ مَكِدُونِيٌّ قَائِمٌ يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ:
«اعْبُرْ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ وَأَعِنَّا!». 10فَلَمَّا رَأَى \لرُّؤْيَا
لِلْوَقْتِ طَلَبْنَا أَنْ نَخْرُجَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ مُتَحَقِّقِينَ
أَنَّ \لرَّبَّ قَدْ دَعَانَا لِنُبَشِّرَهُمْ.
11فَأَقْلَعْنَا
مِنْ تَرُوَاسَ وَتَوَجَّهْنَا بِالاِسْتِقَامَةِ إِلَى سَامُوثْرَاكِي
وَفِي \لْغَدِ إِلَى نِيَابُولِيسَ. 12وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى فِيلِبِّي
\لَّتِي هِيَ أَوَّلُ مَدِينَةٍ مِنْ مُقَاطَعَةِ مَكِدُونِيَّةَ وَهِيَ
كُولُونِيَّةُ. فَأَقَمْنَا فِي هَذِهِ \لْمَدِينَةِ أَيَّاماً. 13وَفِي
يَوْمِ \لسَّبْتِ خَرَجْنَا إِلَى خَارِجِ \لْمَدِينَةِ عِنْدَ نَهْرٍ
حَيْثُ جَرَتِ \لْعَادَةُ أَنْ تَكُونَ صَلاَةٌ فَجَلَسْنَا وَكُنَّا
نُكَلِّمُ \لنِّسَاءَ \للَّوَاتِي \جْتَمَعْنَ. 14فَكَانَتْ تَسْمَعُ \مْرَأَةٌ
\سْمُهَا لِيدِيَّةُ بَيَّاعَةُ أُرْجُوانٍ مِنْ مَدِينَةِ ثَيَاتِيرَا
مُتَعَبِّدَةٌ لِلَّهِ فَفَتَحَ \لرَّبُّ قَلْبَهَا لِتُصْغِيَ إِلَى مَا
كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ. 15فَلَمَّا \عْتَمَدَتْ هِيَ وَأَهْلُ بَيْتِهَا
طَلَبَتْ قَائِلَةً: «إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ
بِالرَّبِّ فَادْخُلُوا بَيْتِي وَ\مْكُثُوا». فَأَلْزَمَتْنَا.
16وَحَدَثَ
بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى \لصَّلاَةِ أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ
عِرَافَةٍ \سْتَقْبَلَتْنَا. وَكَانَتْ تُكْسِبُ مَوَالِيَهَا مَكْسَباً
كَثِيراً بِعِرَافَتِهَا. 17هَذِهِ \تَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا
وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: «هَؤُلاَءِ \لنَّاسُ هُمْ عَبِيدُ \للهِ \لْعَلِيِّ
\لَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ \لْخَلاَصِ». 18وَكَانَتْ تَفْعَلُ
هَذَا أَيَّاماً كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ وَ\لْتَفَتَ إِلَى \لرُّوحِ
وَقَالَ: «أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ \لْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ
مِنْهَا». فَخَرَجَ فِي تِلْكَ \لسَّاعَةِ.
19فَلَمَّا
رَأَى مَوَالِيهَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ رَجَاءُ مَكْسَبِهِمْ أَمْسَكُوا
بُولُسَ وَسِيلاَ وَجَرُّوهُمَا إِلَى \لسُّوقِ إِلَى \لْحُكَّامِ.
20وَإِذْ أَتَوْا بِهِمَا إِلَى \لْوُلاَةِ قَالُوا: «هَذَانِ \لرَّجُلاَنِ
يُبَلْبِلاَنِ مَدِينَتَنَا وَهُمَا يَهُودِيَّانِ 21وَيُنَادِيَانِ
بِعَوَائِدَ لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْبَلَهَا وَلاَ نَعْمَلَ بِهَا إِذْ
نَحْنُ رُومَانِيُّونَ». 22فَقَامَ \لْجَمْعُ مَعاً عَلَيْهِمَا وَمَزَّقَ
\لْوُلاَةُ ثِيَابَهُمَا وَأَمَرُوا أَنْ يُضْرَبَا بِالْعِصِيِّ.
23فَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً وَأَلْقُوهُمَا فِي
\لسِّجْنِ وَأَوْصُوا حَافِظَ \لسِّجْنِ أَنْ يَحْرُسَهُمَا بِضَبْطٍ.
24وَهُوَ إِذْ أَخَذَ وَصِيَّةً مِثْلَ هَذِهِ أَلْقَاهُمَا فِي \لسِّجْنِ
\لدَّاخِلِيِّ وَضَبَطَ أَرْجُلَهُمَا فِي \لْمِقْطَرَةِ.
25وَنَحْوَ
نِصْفِ \للَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ
\للهَ وَ\لْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا. 26فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ
عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ \لسِّجْنِ فَانْفَتَحَتْ فِي
\لْحَالِ \لأَبْوَابُ كُلُّهَا وَ\نْفَكَّتْ قُيُودُ \لْجَمِيعِ.
27وَلَمَّا \سْتَيْقَظَ حَافِظُ \لسِّجْنِ وَرَأَى أَبْوَابَ \لسِّجْنِ
مَفْتُوحَةً \سْتَلَّ سَيْفَهُ وَكَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ
ظَانّاً أَنَّ \لْمَسْجُونِينَ قَدْ هَرَبُوا. 28فَنَادَى بُولُسُ بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ قَائِلاً: «لاَ تَفْعَلْ بِنَفْسِكَ شَيْئاً رَدِيّاً لأَنَّ
جَمِيعَنَا هَهُنَا». 29فَطَلَبَ ضَوْءاً وَ\نْدَفَعَ إِلَى دَاخِلٍ
وَخَرَّ لِبُولُسَ وَسِيلاَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ 30ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا
وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ
أَخْلُصَ؟» 31فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ \لْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ
أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ». 32وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ
بِكَلِمَةِ \لرَّبِّ. 33فَأَخَذَهُمَا فِي تِلْكَ \لسَّاعَةِ مِنَ
\للَّيْلِ وَغَسَّلَهُمَا مِنَ \لْجِرَاحَاتِ وَ\عْتَمَدَ فِي \لْحَالِ
هُوَ وَ\لَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ. 34وَلَمَّا أَصْعَدَهُمَا إِلَى
بَيْتِهِ قَدَّمَ لَهُمَا مَائِدَةً وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ
إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللَّهِ.
35وَلَمَّا
صَارَ \لنَّهَارُ أَرْسَلَ \لْوُلاَةُ \لْجَلاَّدِينَ قَائِلِينَ:
«أَطْلِقْ ذَيْنِكَ \لرَّجُلَيْنِ». 36فَأَخْبَرَ حَافِظُ \لسِّجْنِ
بُولُسَ أَنَّ \لْوُلاَةَ قَدْ أَرْسَلُوا أَنْ تُطْلَقَا فَاخْرُجَا \لآنَ
وَ\ذْهَبَا بِسَلاَمٍ. 37فَقَالَ لَهُمْ بُولُسُ: «ضَرَبُونَا جَهْراً
غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا وَنَحْنُ رَجُلاَنِ رُومَانِيَّانِ
وَأَلْقَوْنَا فِي \لسِّجْنِ - أَفَالآنَ يَطْرُدُونَنَا سِرّاً؟ كَلاَّ!
بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا». 38فَأَخْبَرَ
\لْجَلاَّدُونَ \لْوُلاَةَ بِهَذَا \لْكَلاَمِ فَاخْتَشَوْا لَمَّا
سَمِعُوا أَنَّهُمَا رُومَانِيَّانِ. 39فَجَاءُوا وَتَضَرَّعُوا
إِلَيْهِمَا وَأَخْرَجُوهُمَا وَسَأَلُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا مِنَ
\لْمَدِينَةِ. 40فَخَرَجَا مِنَ \لسِّجْنِ وَدَخَلاَ عِنْدَ لِيدِيَّةَ
فَأَبْصَرَا \لإِخْوَةَ وَعَزَّيَاهُمْ ثُمَّ خَرَجَا.
اَلأَصْحَاحُ \لسَّابِعُ
عَشَرَ
1فَاجْتَازَا
فِي أَمْفِيبُولِيسَ وَأَبُولُونِيَّةَ وَأَتَيَا إِلَى تَسَالُونِيكِي
حَيْثُ كَانَ مَجْمَعُ \لْيَهُودِ. 2فَدَخَلَ بُولُسُ إِلَيْهِمْ حَسَبَ
عَادَتِهِ وَكَانَ يُحَاجُّهُمْ ثَلاَثَةَ سُبُوتٍ مِنَ \لْكُتُبِ
3مُوَضِّحاً وَمُبَيِّناً أَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ \لْمَسِيحَ
يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ \لأَمْوَاتِ وَأَنَّ هَذَا هُوَ \لْمَسِيحُ
يَسُوعُ \لَّذِي أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ. 4فَاقْتَنَعَ قَوْمٌ مِنْهُمْ
وَ\نْحَازُوا إِلَى بُولُسَ وَسِيلاَ وَمِنَ \لْيُونَانِيِّينَ
\لْمُتَعَبِّدِينَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ وَمِنَ \لنِّسَاءِ \لْمُتَقَدِّمَاتِ
عَدَدٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ. 5فَغَارَ \لْيَهُودُ غَيْرُ \لْمُؤْمِنِينَ وَ\تَّخَذُوا
رِجَالاً أَشْرَاراً مِنْ أَهْلِ \لسُّوقِ وَتَجَمَّعُوا وَسَجَّسُوا
\لْمَدِينَةَ وَقَامُوا عَلَى بَيْتِ يَاسُونَ طَالِبِينَ أَنْ
يُحْضِرُوهُمَا إِلَى \لشَّعْبِ. 6وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوهُمَا جَرُّوا
يَاسُونَ وَأُنَاساً مِنَ \لإِخْوَةِ إِلَى حُكَّامِ \لْمَدِينَةِ
صَارِخِينَ: «إِنَّ هَؤُلاَءِ \لَّذِينَ فَتَنُوا \لْمَسْكُونَةَ حَضَرُوا
إِلَى هَهُنَا أَيْضاً. 7وَقَدْ قَبِلَهُمْ يَاسُونُ. وَهَؤُلاَءِ
كُلُّهُمْ يَعْمَلُونَ ضِدَّ أَحْكَامِ قَيْصَرَ قَائِلِينَ إِنَّهُ
يُوجَدُ مَلِكٌ آخَرُ: يَسُوعُ!» 8فَأَزْعَجُوا \لْجَمْعَ وَحُكَّامَ
\لْمَدِينَةِ إِذْ سَمِعُوا هَذَا. 9فَأَخَذُوا كَفَالَةً مِنْ يَاسُونَ
وَمِنَ \لْبَاقِينَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ.
10وَأَمَّا
\لإِخْوَةُ فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلُوا بُولُسَ وَسِيلاَ لَيْلاً إِلَى
بِيرِيَّةَ. وَهُمَا لَمَّا وَصَلاَ مَضَيَا إِلَى مَجْمَعِ \لْيَهُودِ.
11وَكَانَ هَؤُلاَءِ أَشْرَفَ مِنَ \لَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي
فَقَبِلُوا \لْكَلِمَةَ بِكُلِّ نَشَاطٍ فَاحِصِينَ \لْكُتُبَ كُلَّ
يَوْمٍ: هَلْ هَذِهِ \لْأُمُورُ هَكَذَا؟ 12فَآمَنَ مِنْهُمْ كَثِيرُونَ
وَمِنَ \لنِّسَاءِ \لْيُونَانِيَّاتِ \لشَّرِيفَاتِ وَمِنَ \لرِّجَالِ
عَدَدٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ.
13فَلَمَّا
عَلِمَ \لْيَهُودُ \لَّذِينَ مِنْ تَسَالُونِيكِي أَنَّهُ فِي بِيرِيَّةَ
أَيْضاً نَادَى بُولُسُ بِكَلِمَةِ \للهِ جَاءُوا يُهَيِّجُونَ \لْجُمُوعَ
هُنَاكَ أَيْضاً. 14فَحِينَئِذٍ أَرْسَلَ \لإِخْوَةُ بُولُسَ لِلْوَقْتِ
لِيَذْهَبَ كَمَا إِلَى \لْبَحْرِ وَأَمَّا سِيلاَ وَتِيمُوثَاوُسُ
فَبَقِيَا هُنَاكَ. 15وَالَّذِينَ صَاحَبُوا بُولُسَ جَاءُوا بِهِ إِلَى
أَثِينَا. وَلَمَّا أَخَذُوا وَصِيَّةً إِلَى سِيلاَ وَتِيمُوثَاوُسَ أَنْ
يَأْتِيَا إِلَيْهِ بِأَسْرَعِ مَا يُمْكِنُ مَضَوْا.
16وَبَيْنَمَا
بُولُسُ يَنْتَظِرُهُمَا فِي أَثِينَا \حْتَدَّتْ رُوحُهُ فِيهِ إِذْ رَأَى
\لْمَدِينَةَ مَمْلُوءَةً أَصْنَاماً. 17فَكَانَ يُكَلِّمُ فِي \لْمَجْمَعِ
\لْيَهُودَ \لْمُتَعَبِّدِينَ وَ\لَّذِينَ يُصَادِفُونَهُ فِي \لسُّوقِ
كُلَّ يَوْمٍ. 18فَقَابَلَهُ قَوْمٌ مِنَ \لْفَلاَسِفَةِ \لأَبِيكُورِيِّينَ
وَ\لرِّوَاقِيِّينَ وَقَالَ بَعْضٌ: «تُرَى مَاذَا يُرِيدُ هَذَا
\لْمِهْذَارُ أَنْ يَقُولَ؟» وَبَعْضٌ: «إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً
بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ» - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَ\لْقِيَامَةِ.
19فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: «هَلْ
يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا \لتَّعْلِيمُ \لْجَدِيدُ \لَّذِي
تَتَكَلَّمُ بِهِ. 20لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ
غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ».
21أَمَّا \لأَثِينِيُّونَ أَجْمَعُونَ وَ\لْغُرَبَاءُ \لْمُسْتَوْطِنُونَ
فَلاَ يَتَفَرَّغُونَ لِشَيْءٍ آخَرَ إِلاَّ لأَنْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ
يَسْمَعُوا شَيْئاً حَديثاً.
22فَوَقَفَ
بُولُسُ فِي وَسَطِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ وَقَالَ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ
\لأَثِينِيُّونَ أَرَاكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَأَنَّكُمْ مُتَدَيِّنُونَ
كَثِيراً 23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى
مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ:
«لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ
هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ. 24الإِلَهُ \لَّذِي خَلَقَ \لْعَالَمَ
وَكُلَّ مَا فِيهِ هَذَا إِذْ هُوَ رَبُّ \لسَّمَاءِ وَ\لأَرْضِ لاَ
يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي 25وَلاَ يُخْدَمُ
بِأَيَادِي \لنَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ إِذْ هُوَ يُعْطِي
\لْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْساً وَكُلَّ شَيْءٍ. 26وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ
وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ \لنَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ
\لأَرْضِ وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ \لْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ
27لِكَيْ يَطْلُبُوا \للهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ
أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيداً. 28لأَنَّنَا بِهِ
نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ
أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ. 29فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ
\للهِ لاَ يَنْبَغِي أَنْ نَظُنَّ أَنَّ \للاَّهُوتَ شَبِيهٌ بِذَهَبٍ أَوْ
فِضَّةٍ أَوْ حَجَرٍ نَقْشِ صِنَاعَةِ وَ\خْتِرَاعِ إِنْسَانٍ. 30فَاللَّهُ
\لآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ \لنَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا
مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ \لْجَهْلِ. 31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ
فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ \لْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ
عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ
\لأَمْوَاتِ».
32وَلَمَّا
سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ \لأَمْوَاتِ كَانَ \لْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ
وَ\لْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هَذَا أَيْضاً!».
33وَهَكَذَا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ وَسَطِهِمْ. 34وَلَكِنَّ أُنَاساً \لْتَصَقُوا
بِهِ وَآمَنُوا مِنْهُمْ دِيُونِيسِيُوسُ \لأَرِيُوبَاغِيُّ وَ\مْرَأَةٌ
\سْمُهَا دَامَرِسُ وَآخَرُونَ مَعَهُمَا.
اَلأَصْحَاحُ \لثَّامِنُ
عَشَرَ
1وَبَعْدَ
هَذَا مَضَى بُولُسُ مِنْ أَثِينَا وَجَاءَ إِلَى كُورِنْثُوسَ 2فَوَجَدَ
يَهُودِيّاً \سْمُهُ أَكِيلاَ بُنْطِيَّ \لْجِنْسِ كَانَ قَدْ جَاءَ
حَدِيثاً مِنْ إِيطَالِيَا وَبِرِيسْكِلاَّ \مْرَأَتَهُ - لأَنَّ
كُلُودِيُوسَ كَانَ قَدْ أَمَرَ أَنْ يَمْضِيَ جَمِيعُ \لْيَهُودِ مِنْ
رُومِيَةَ. فَجَاءَ إِلَيْهِمَا. 3وَلِكَوْنِهِ مِنْ صِنَاعَتِهِمَا
أَقَامَ عِنْدَهُمَا وَكَانَ يَعْمَلُ لأَنَّهُمَا كَانَا فِي
صِنَاعَتِهِمَا خِيَامِيَّيْنِ. 4وَكَانَ يُحَاجُّ فِي \لْمَجْمَعِ كُلَّ
سَبْتٍ وَيُقْنِعُ يَهُوداً وَيُونَانِيِّينَ. 5وَلَمَّا \نْحَدَرَ سِيلاَ
وَتِيمُوثَاوُسُ مِنْ مَكِدُونِيَّةَ كَانَ بُولُسُ مُنْحَصِراً بِالرُّوحِ
وَهُوَ يَشْهَدُ لِلْيَهُودِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. 6وَإِذْ كَانُوا
يُقَاوِمُونَ وَيُجَدِّفُونَ نَفَضَ ثِيَابَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «دَمُكُمْ
عَلَى رُؤُوسِكُمْ. أَنَا بَرِيءٌ. مِنَ \لآنَ أَذْهَبُ إِلَى \لْأُمَمِ».
7فَانْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ رَجُلٍ \سْمُهُ يُوسْتُسُ
كَانَ مُتَعَبِّداً لِلَّهِ وَكَانَ بَيْتُهُ مُلاَصِقاً لِلْمَجْمَعِ.
8وَكِرِيسْبُسُ رَئِيسُ \لْمَجْمَعِ آمَنَ بِالرَّبِّ مَعَ جَمِيعِ
بَيْتِهِ وَكَثِيرُونَ مِنَ \لْكُورِنْثِيِّينَ إِذْ سَمِعُوا آمَنُوا وَ\عْتَمَدُوا.
9فَقَالَ
\لرَّبُّ لِبُولُسَ بِرُؤْيَا فِي \للَّيْلِ: «لاَ تَخَفْ بَلْ تَكَلَّمْ
وَلاَ تَسْكُتْ 10لأَنِّي أَنَا مَعَكَ وَلاَ يَقَعُ بِكَ أَحَدٌ
لِيُؤْذِيَكَ لأَنَّ لِي شَعْباً كَثِيراً فِي هَذِهِ \لْمَدِينَةِ».
11فَأَقَامَ سَنَةً وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ يُعَلِّمُ بَيْنَهُمْ بِكَلِمَةِ
\للهِ. 12وَلَمَّا
كَانَ غَالِيُونُ يَتَوَلَّى أَخَائِيَةَ قَامَ \لْيَهُودُ بِنَفْسٍ
وَاحِدَةٍ عَلَى بُولُسَ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى كُرْسِيِّ \لْوِلاَيَةِ
13قَائِلِينَ: «إِنَّ هَذَا يَسْتَمِيلُ \لنَّاسَ أَنْ يَعْبُدُوا \للهَ
بِخِلاَفِ \لنَّامُوسِ». 14وَإِذْ كَانَ بُولُسُ مُزْمِعاً أَنْ
يَتَكَلَّمَ قَالَ غَالِيُونُ لِلْيَهُودِ: «لَوْ كَانَ ظُلْماً أَوْ
خُبْثاً رَدِيّاً أَيُّهَا \لْيَهُودُ لَكُنْتُ بِالْحَقِّ قَدِ \حْتَمَلْتُكُمْ.
15وَلَكِنْ إِذَا كَانَ مَسْأَلَةً عَنْ كَلِمَةٍ وَأَسْمَاءٍ
وَنَامُوسِكُمْ فَتُبْصِرُونَ أَنْتُمْ. لأَنِّي لَسْتُ أَشَاءُ أَنْ
أَكُونَ قَاضِياً لِهَذِهِ \لْأُمُورِ». 16فَطَرَدَهُمْ مِنَ \لْكُرْسِيِّ.
17فَأَخَذَ جَمِيعُ \لْيُونَانِيِّينَ سُوسْتَانِيسَ رَئِيسَ \لْمَجْمَعِ
وَضَرَبُوهُ قُدَّامَ \لْكُرْسِيِّ وَلَمْ يَهُمَّ غَالِيُونَ شَيْءٌ مِنْ
ذَلِكَ. 18وَأَمَّا بُولُسُ فَلَبِثَ أَيْضاً أَيَّاماً كَثِيرَةً ثُمَّ
وَدَّعَ \لإِخْوَةَ وَسَافَرَ فِي \لْبَحْرِ إِلَى سُورِيَّةَ وَمَعَهُ
بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ بَعْدَمَا حَلَقَ رَأْسَهُ فِي كَنْخَرِيَا -
لأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ. 19فَأَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ
وَتَرَكَهُمَا هُنَاكَ. وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ \لْمَجْمَعَ وَحَاجَّ
\لْيَهُودَ. 20وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ
زَمَاناً أَطْوَلَ لَمْ يُجِبْ. 21بَلْ وَدَّعَهُمْ قَائِلاً: «يَنْبَغِي
عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ أَعْمَلَ \لْعِيدَ \لْقَادِمَ فِي أُورُشَلِيمَ.
وَلَكِنْ سَأَرْجِعُ إِلَيْكُمْ أَيْضاً إِنْ شَاءَ \للهُ». فَأَقْلَعَ
مِنْ أَفَسُسَ. 22وَلَمَّا نَزَلَ فِي قَيْصَرِيَّةَ صَعِدَ وَسَلَّمَ
عَلَى \لْكَنِيسَةِ ثُمَّ \نْحَدَرَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. 23وَبَعْدَمَا
صَرَفَ زَمَاناً خَرَجَ وَ\جْتَازَ بِالتَّتَابُعِ فِي كُورَةِ
غَلاَطِيَّةَ وَفِرِيجِيَّةَ يُشَدِّدُ جَمِيعَ \لتَّلاَمِيذِ.
24ثُمَّ
أَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ يَهُودِيٌّ \سْمُهُ أَبُلُّوسُ إِسْكَنْدَرِيُّ
\لْجِنْسِ رَجُلٌ فَصِيحٌ مُقْتَدِرٌ فِي \لْكُتُبِ. 25كَانَ هَذَا
خَبِيراً فِي طَرِيقِ \لرَّبِّ. وَكَانَ وَهُوَ حَارٌّ بِالرُّوحِ
يَتَكَلَّمُ وَيُعَلِّمُ بِتَدْقِيقٍ مَا يَخْتَصُّ بِالرَّبِّ. عَارِفاً
مَعْمُودِيَّةَ يُوحَنَّا فَقَطْ. 26وَابْتَدَأَ هَذَا يُجَاهِرُ فِي
\لْمَجْمَعِ. فَلَمَّا سَمِعَهُ أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِلاَّ أَخَذَاهُ
إِلَيْهِمَا وَشَرَحَا لَهُ طَرِيقَ \لرَّبِّ بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ.
27وَإِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَجْتَازَ إِلَى أَخَائِيَةَ كَتَبَ
\لإِخْوَةُ إِلَى \لتَّلاَمِيذِ يَحُضُّونَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوهُ. فَلَمَّا
جَاءَ سَاعَدَ كَثِيراً بِالنِّعْمَةِ \لَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا
28لأَنَّهُ كَانَ بِاشْتِدَادٍ يُفْحِمُ \لْيَهُودَ جَهْراً مُبَيِّناً
بِالْكُتُبِ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ \لْمَسِيحُ.
\َلأَصْحَاحُ \لتَّاسِعُ
عَشَرَ
1فَحَدَثَ
فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا \جْتَازَ
فِي \لنَّوَاحِي \لْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ
تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ \لرُّوحَ \لْقُدُسَ لَمَّا
آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ \لرُّوحُ
\لْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا \عْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا:
«بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ
بِمَعْمُودِيَّةِ \لتَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا
بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا
سَمِعُوا \عْتَمَدُوا بِاسْمِ \لرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ
يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ \لرُّوحُ \لْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا
يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ. 7وَكَانَ جَمِيعُ \لرِّجَالِ
نَحْوَ \ثْنَيْ عَشَرَ.
8ثُمَّ
دَخَلَ \لْمَجْمَعَ وَكَانَ يُجَاهِرُ مُدَّةَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ
مُحَاجّاً وَمُقْنِعاً فِي مَا يَخْتَصُّ بِمَلَكُوتِ \للهِ. 9وَلَمَّا
كَانَ قَوْمٌ يَتَقَسُّونَ وَلاَ يَقْنَعُونَ شَاتِمِينَ \لطَّرِيقَ
أَمَامَ \لْجُمْهُورِ \عْتَزَلَ عَنْهُمْ وَأَفْرَزَ \لتَّلاَمِيذَ
مُحَاجّاً كُلَّ يَوْمٍ فِي مَدْرَسَةِ إِنْسَانٍ \سْمُهُ تِيرَانُّسُ -
10وَكَانَ ذَلِكَ مُدَّةَ سَنَتَيْنِ حَتَّى سَمِعَ كَلِمَةَ \لرَّبِّ
يَسُوعَ جَمِيعُ \لسَّاكِنِينَ فِي أَسِيَّا مِنْ يَهُودٍ
وَيُونَانِيِّينَ. 11وَكَانَ \للهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ
غَيْرَ \لْمُعْتَادَةِ 12حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ
أَوْ مَآزِرَ إِلَى \لْمَرْضَى فَتَزُولُ عَنْهُمُ \لأَمْرَاضُ وَتَخْرُجُ
\لأَرْوَاحُ \لشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ.
13فَشَرَعَ
قَوْمٌ مِنَ \لْيَهُودِ \لطَّوَّافِينَ \لْمُعَزِّمِينَ أَنْ يُسَمُّوا
عَلَى \لَّذِينَ بِهِمِ \لأَرْوَاحُ \لشِّرِّيرَةُ بِاسْمِ \لرَّبِّ
يَسُوعَ قَائِلِينَ: «نُقْسِمُ عَلَيْكَ بِيَسُوعَ \لَّذِي يَكْرِزُ بِهِ
بُولُسُ!» 14وَكَانَ \لَّذِينَ فَعَلُوا هَذَا سَبْعَةَ بَنِينَ لِسَكَاوَا
رَجُلٍ يَهُودِيٍّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ. 15فَقَالَ \لرُّوحُ \لشِّرِّيرُ
لَهُمْ: «أَمَّا يَسُوعُ فَأَنَا أَعْرِفُهُ وَبُولُسُ أَنَا أَعْلَمُهُ
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَمَنْ أَنْتُمْ؟» 16فَوَثَبَ عَلَيْهِمُ \لإِنْسَانُ
\لَّذِي كَانَ فِيهِ \لرُّوحُ \لشِّرِّيرُ وَغَلَبَهُمْ وَقَوِيَ
عَلَيْهِمْ حَتَّى هَرَبُوا مِنْ ذَلِكَ \لْبَيْتِ عُرَاةً وَمُجَرَّحِينَ.
17وَصَارَ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ \لْيَهُودِ وَ\لْيُونَانِيِّينَ
\لسَّاكِنِينَ فِي أَفَسُسَ. فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِهِمْ وَكَانَ
\سْمُ \لرَّبِّ يَسُوعَ يَتَعَظَّمُ. 18وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ \لَّذِينَ
آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ 19وَكَانَ
كَثِيرُونَ مِنَ \لَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ \لسِّحْرَ يَجْمَعُونَ
\لْكُتُبَ وَيُحَرِّقُونَهَا أَمَامَ \لْجَمِيعِ. وَحَسَبُوا أَثْمَانَهَا
فَوَجَدُوهَا خَمْسِينَ أَلْفاً مِنَ \لْفِضَّةِ. 20هَكَذَا كَانَتْ
كَلِمَةُ \لرَّبِّ تَنْمُو وَتَقْوَى بِشِدَّةٍ.
21وَلَمَّا
كَمِلَتْ هَذِهِ \لْأُمُورُ وَضَعَ بُولُسُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ بَعْدَمَا
يَجْتَازُ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ يَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ
قَائِلاً: «إِنِّي بَعْدَ مَا أَصِيرُ هُنَاكَ يَنْبَغِي أَنْ أَرَى
رُومِيَةَ أَيْضاً». 22فَأَرْسَلَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ \ثْنَيْنِ مِنَ \لَّذِينَ
كَانُوا يَخْدِمُونَهُ: تِيمُوثَاوُسَ وَأَرَسْطُوسَ وَلَبِثَ هُوَ
زَمَاناً فِي أَسِيَّا. 23وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ \لْوَقْتِ شَغَبٌ لَيْسَ
بِقَلِيلٍ بِسَبَبِ هَذَا \لطَّرِيقِ 24لأَنَّ إِنْسَاناً \سْمُهُ
دِيمِتْرِيُوسُ صَائِغٌ صَانِعُ هَيَاكِلِ فِضَّةٍ لأَرْطَامِيسَ كَانَ
يُكَسِّبُ \لصُّنَّاعَ مَكْسَباً لَيْسَ بِقَلِيلٍ. 25فَجَمَعَهُمْ وَ\لْفَعَلَةَ
فِي مِثْلِ ذَلِكَ \لْعَمَلِ وَقَالَ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ أَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ أَنَّ سِعَتَنَا إِنَّمَا هِيَ مِنْ هَذِهِ \لصِّنَاعَةِ.
26وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَتَسْمَعُونَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَفَسُسَ
فَقَطْ بَلْ مِنْ جَمِيعِ أَسِيَّا تَقْرِيباً \سْتَمَالَ وَأَزَاغَ
بُولُسُ هَذَا جَمْعاً كَثِيراً قَائِلاً: إِنَّ \لَّتِي تُصْنَعُ
بِالأَيَادِي لَيْسَتْ آلِهَةً. 27فَلَيْسَ نَصِيبُنَا هَذَا وَحْدَهُ فِي
خَطَرٍ مِنْ أَنْ يَحْصُلَ فِي إِهَانَةٍ بَلْ أَيْضاً هَيْكَلُ
أَرْطَامِيسَ - \لإِلَهَةِ \لْعَظِيمَةِ - أَنْ يُحْسَبَ لاَ شَيْءَ وَأَنْ
سَوْفَ تُهْدَمُ عَظَمَتُهَا هِيَ \لَّتِي يَعْبُدُهَا جَمِيعُ أَسِيَّا وَ\لْمَسْكُونَةِ».
28فَلَمَّا سَمِعُوا \مْتَلأُوا غَضَباً وَطَفِقُوا يَصْرُخُونَ
قَائِلِينَ: «عَظِيمَةٌ هِيَ أَرْطَامِيسُ \لأَفَسُسِيِّينَ».
29فَامْتَلأَتِ \لْمَدِينَةُ كُلُّهَا \ضْطِرَاباً وَ\نْدَفَعُوا بِنَفْسٍ
وَاحِدَةٍ إِلَى \لْمَشْهَدِ خَاطِفِينَ مَعَهُمْ غَايُوسَ
وَأَرِسْتَرْخُسَ \لْمَكِدُونِيَّيْنِ رَفِيقَيْ بُولُسَ فِي \لسَّفَرِ.
30وَلَمَّا
كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ \لشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ
\لتَّلاَمِيذُ. 31وَأُنَاسٌ مِنْ وُجُوهِ أَسِيَّا - كَانُوا أَصْدِقَاءَهُ
- أَرْسَلُوا يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يُسَلِّمَ نَفْسَهُ إِلَى
\لْمَشْهَدِ. 32وَكَانَ \لْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَيْءٍ وَ\لْبَعْضُ
بِشَيْءٍ آخَرَ لأَنَّ \لْمَحْفَلَ كَانَ مُضْطَرِباً وَأَكْثَرُهُمْ لاَ
يَدْرُونَ لأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا قَدِ \جْتَمَعُوا! 33فَاجْتَذَبُوا
إِسْكَنْدَرَ مِنَ \لْجَمْعِ وَكَانَ \لْيَهُودُ يَدْفَعُونَهُ. فَأَشَارَ
إِسْكَنْدَرُ بِيَدِهِ يُرِيدُ أَنْ يَحْتَجَّ لِلشَّعْبِ. 34فَلَمَّا
عَرَفُوا أَنَّهُ يَهُودِيٌّ صَارَ صَوْتٌ وَاحِدٌ مِنَ \لْجَمِيعِ
صَارِخِينَ نَحْوَ مُدَّةِ سَاعَتَيْنِ: «عَظِيمَةٌ هِيَ أَرْطَامِيسُ \لأَفَسُسِيِّينَ!».
35ثُمَّ
سَكَّنَ \لْكَاتِبُ \لْجَمْعَ وَقَالَ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لأَفَسُسِيُّونَ
مَنْ هُوَ \لإِنْسَانُ \لَّذِي لاَ يَعْلَمُ أَنَّ مَدِينَةَ \لأَفَسُسِيِّينَ
مُتَعَبِّدَةٌ لأَرْطَامِيسَ \لإِلَهَةِ \لْعَظِيمَةِ وَ\لتِّمْثَالِ
\لَّذِي هَبَطَ مِنْ زَفْسَ؟ 36فَإِذْ كَانَتْ هَذِهِ \لأَشْيَاءُ لاَ
تُقَاوَمُ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ وَلاَ تَفْعَلُوا شَيْئاً \قْتِحَاماً.
37لأَنَّكُمْ أَتَيْتُمْ بِهَذَيْنِ \لرَّجُلَيْنِ وَهُمَا لَيْسَا
سَارِقَيْ هَيَاكِلَ وَلاَ مُجَدِّفَيْنِ عَلَى إِلَهَتِكُمْ. 38فَإِنْ
كَانَ دِيمِتْرِيُوسُ وَ\لصُّنَّاعُ \لَّذِينَ مَعَهُ لَهُمْ دَعْوَى عَلَى
أَحَدٍ فَإِنَّهُ تُقَامُ أَيَّامٌ لِلْقَضَاءِ وَيُوجَدُ وُلاَةٌ
فَلْيُرَافِعُوا بَعْضُهُمْ بَعْضاً. 39وَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَ
شَيْئاً مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ أُخَرَ فَإِنَّهُ يُقْضَى فِي مَحْفِلٍ
شَرْعِيٍّ. 40لأَنَّنَا فِي خَطَرٍ أَنْ نُحَاكَمَ مِنْ أَجْلِ فِتْنَةِ
هَذَا \لْيَوْمِ. وَلَيْسَ عِلَّةٌ يُمْكِنُنَا مِنْ أَجْلِهَا أَنْ
نُقَدِّمَ حِسَاباً عَنْ هَذَا \لتَّجَمُّعِ». 41وَلَمَّا قَالَ هَذَا
صَرَفَ \لْمَحْفَلَ.
اَلأَصْحَاحُ \لْعِشْرُونَ
1وَبَعْدَمَا
\نْتَهَى \لشَّغَبُ دَعَا بُولُسُ \لتَّلاَمِيذَ وَوَدَّعَهُمْ وَخَرَجَ
لِيَذْهَبَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ. 2وَلَمَّا كَانَ قَدِ \جْتَازَ فِي
تِلْكَ \لنَّوَاحِي وَوَعَظَهُمْ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ جَاءَ إِلَى هَلاَّسَ
3فَصَرَفَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ إِذْ حَصَلَتْ مَكِيدَةٌ مِنَ
\لْيَهُودِ عَلَيْهِ - وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى سُورِيَّةَ -
صَارَ رَأْيٌ أَنْ يَرْجِعَ عَلَى طَرِيقِ مَكِدُونِيَّةَ. 4فَرَافَقَهُ
إِلَى أَسِيَّا سُوبَاتَرُسُ \لْبِيرِيُّ وَمِنْ أَهْلِ تَسَالُونِيكِي:
أَرِسْتَرْخُسُ وَسَكُونْدُسُ وَغَايُسُ \لدَّرْبِيُّ وَتِيمُوثَاوُسُ.
وَمِنْ أَهْلِ أَسِيَّا: تِيخِيكُسُ وَتُرُوفِيمُسُ. 5هَؤُلاَءِ سَبَقُوا
وَ\نْتَظَرُونَا فِي تَرُواسَ. 6وَأَمَّا نَحْنُ فَسَافَرْنَا فِي
\لْبَحْرِ بَعْدَ أَيَّامِ \لْفَطِيرِ مِنْ فِيلِبِّي وَوَافَيْنَاهُمْ فِي
خَمْسَةِ أَيَّامٍ إِلَى تَرُواسَ حَيْثُ صَرَفْنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
7وَفِي
أَوَّلِ \لْأُسْبُوعِ إِذْ كَانَ \لتَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا
خُبْزاً خَاطَبَهُمْ بُولُسُ وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمْضِيَ فِي \لْغَدِ
وَأَطَالَ \لْكَلاَمَ إِلَى نِصْفِ \للَّيْلِ. 8وَكَانَتْ مَصَابِيحُ
كَثِيرَةٌ فِي \لْعِلِّيَّةِ \لَّتِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهَا.
9وَكَانَ شَابٌّ \سْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِساً فِي \لطَّاقَةِ
مُتَثَقِّلاً بِنَوْمٍ عَمِيقٍ. وَإِذْ كَانَ بُولُسُ يُخَاطِبُ خِطَاباً
طَوِيلاً غَلَبَ عَلَيْهِ \لنَّوْمُ فَسَقَطَ مِنَ \لطَّبَقَةِ
\لثَّالِثَةِ إِلَى أَسْفَلُ وَحُمِلَ مَيِّتاً. 10فَنَزَلَ بُولُسُ
وَوَقَعَ عَلَيْهِ وَ\عْتَنَقَهُ قَائِلاً: «لاَ تَضْطَرِبُوا لأَنَّ
نَفْسَهُ فِيهِ». 11ثُمَّ صَعِدَ وَكَسَّرَ خُبْزاً وَأَكَلَ وَتَكَلَّمَ
كَثِيراً إِلَى \لْفَجْرِ. وَهَكَذَا خَرَجَ. 12وَأَتُوا بِالْفَتَى حَيّاً
وَتَعَزُّوا تَعْزِيَةً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ.
13وَأَمَّا
نَحْنُ فَسَبَقْنَا إِلَى \لسَّفِينَةِ وَأَقْلَعْنَا إِلَى أَسُّوسَ
مُزْمِعِينَ أَنْ نَأْخُذَ بُولُسَ مِنْ هُنَاكَ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ
رَتَّبَ هَكَذَا مُزْمِعاً أَنْ يَمْشِيَ. 14فَلَمَّا وَافَانَا إِلَى
أَسُّوسَ أَخَذْنَاهُ وَأَتَيْنَا إِلَى مِيتِيلِينِي. 15ثُمَّ سَافَرْنَا
مِنْ هُنَاكَ فِي \لْبَحْرِ وَأَقْبَلْنَا فِي \لْغَدِ إِلَى مُقَابِلِ
خِيُوسَ. وَفِي \لْيَوْمِ \لآخَرِ وَصَلْنَا إِلَى سَامُوسَ وَأَقَمْنَا
فِي تُرُوجِيلِيُّونَ ثُمَّ فِي \لْيَوْمِ \لتَّالِي جِئْنَا إِلَى
مِيلِيتُسَ 16لأَنَّ بُولُسَ عَزَمَ أَنْ يَتَجَاوَزَ أَفَسُسَ فِي
\لْبَحْرِ لِئَلاَّ يَعْرِضَ لَهُ أَنْ يَصْرِفَ وَقْتاً فِي أَسِيَّا
لأَنَّهُ كَانَ يُسْرِعُ حَتَّى إِذَا أَمْكَنَهُ يَكُونُ فِي أُورُشَلِيمَ
فِي يَوْمِ \لْخَمْسِينَ.
17وَمِنْ
مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَ\سْتَدْعَى قُسُوسَ \لْكَنِيسَةِ.
18فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ
أَوَّلِ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَسِيَّا كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ \لزَّمَانِ
19أَخْدِمُ \لرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ وَبِتَجَارِبَ
أَصَابَتْنِي بِمَكَايِدِ \لْيَهُودِ. 20كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئاً
مِنَ \لْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْراً
وَفِي كُلِّ بَيْتٍ 21شَاهِداً لِلْيَهُودِ وَ\لْيُونَانِيِّينَ
بِالتَّوْبَةِ إِلَى \للهِ وَ\لإِيمَانِ \لَّذِي بِرَبِّنَا يَسُوعَ
\لْمَسِيحِ. 22وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّداً
بِالرُّوحِ لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ. 23غَيْرَ أَنَّ
\لرُّوحَ \لْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلاً: إِنَّ وُثُقاً
وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. 24وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ
وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَ\لْخِدْمَةَ
\لَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ \لرَّبِّ يَسُوعَ لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ
\للهِ. 25وَالآنَ هَا أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَ وَجْهِي
أَيْضاً أَنْتُمْ جَمِيعاً \لَّذِينَ مَرَرْتُ بَيْنَكُمْ كَارِزاً
بِمَلَكُوتِ \للهِ. 26لِذَلِكَ أُشْهِدُكُمُ \لْيَوْمَ هَذَا أَنِّي
بَرِيءٌ مِنْ دَمِ \لْجَمِيعِ 27لأَنِّي لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ
بِكُلِّ مَشُورَةِ \للهِ. 28اِحْتَرِزُوا \ِذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ
\لرَّعِيَّةِ \لَّتِي أَقَامَكُمُ \لرُّوحُ \لْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً
لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ \للهِ \لَّتِي \قْتَنَاهَا بِدَمِهِ. 29لأَنِّي
أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ
خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى \لرَّعِيَّةِ. 30وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ
سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا
\لتَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. 31لِذَلِكَ \سْهَرُوا مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي
ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً وَنَهَاراً لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ
بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ. 32وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي
لِلَّهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ \لْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ
وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثاً مَعَ جَمِيعِ \لْمُقَدَّسِينَ. 33فِضَّةَ أَوْ
ذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ. 34أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ
حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ \لَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ \لْيَدَانِ.
35فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ
تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ \لضُّعَفَاءَ مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ \لرَّبِّ
يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ \لْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ
\لأَخْذِ». 36وَلَمَّا قَالَ هَذَا جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ
جَمِيعِهِمْ وَصَلَّى. 37وَكَانَ بُكَاءٌ عَظِيمٌ مِنَ \لْجَمِيعِ
وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ يُقَبِّلُونَهُ 38مُتَوَجِّعِينَ وَلاَ
سِيَّمَا مِنَ \لْكَلِمَةِ \لَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا
وَجْهَهُ أَيْضاً. ثُمَّ شَيَّعُوهُ إِلَى \لسَّفِينَةِ.
1وَلَمَّا
\نْفَصَلْنَا عَنْهُمْ أَقْلَعْنَا وَجِئْنَا مُتَوَجِّهِينَ
بِالاِسْتِقَامَةِ إِلَى كُوسَ وَفِي \لْيَوْمِ \لتَّالِي إِلَى رُودُسَ
وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى بَاتَرَا. 2فَإِذْ وَجَدْنَا سَفِينَةً عَابِرَةً
إِلَى فِينِيقِيَةَ صَعِدْنَا إِلَيْهَا وَأَقْلَعْنَا. 3ثُمَّ \طَّلَعْنَا
عَلَى قُبْرُسَ وَتَرَكْنَاهَا يَسْرَةً وَسَافَرْنَا إِلَى سُورِيَّةَ
وَأَقْبَلْنَا إِلَى صُورَ لأَنَّ هُنَاكَ كَانَتِ \لسَّفِينَةُ تَضَعُ
وَسْقَهَا. 4وَإِذْ وَجَدْنَا \لتَّلاَمِيذَ مَكَثْنَا هُنَاكَ سَبْعَةَ
أَيَّامٍ. وَكَانُوا يَقُولُونَ لِبُولُسَ بِالرُّوحِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ
إِلَى أُورُشَلِيمَ. 5وَلَكِنْ لَمَّا \سْتَكْمَلْنَا \لأَيَّامَ خَرَجْنَا
ذَاهِبِينَ وَهُمْ جَمِيعاً يُشَيِّعُونَنَا مَعَ \لنِّسَاءِ وَ\لأَوْلاَدِ
إِلَى خَارِجِ \لْمَدِينَةِ. فَجَثَوْنَا عَلَى رُكَبِنَا عَلَى \لشَّاطِئِ
وَصَلَّيْنَا. 6وَلَمَّا وَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضاً صَعِدْنَا إِلَى
\لسَّفِينَةِ. وَأَمَّا هُمْ فَرَجَعُوا إِلَى خَاصَّتِهِمْ.
7وَلَمَّا
أَكْمَلْنَا \لسَّفَرَ فِي \لْبَحْرِ مِنْ صُورَ أَقْبَلْنَا إِلَى
بُتُولِمَايِسَ فَسَلَّمْنَا عَلَى \لإِخْوَةِ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُمْ
يَوْماً وَاحِداً. 8ثُمَّ خَرَجْنَا فِي \لْغَدِ نَحْنُ رُفَقَاءَ بُولُسَ
وَجِئْنَا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ فَدَخَلْنَا بَيْتَ فِيلُبُّسَ \لْمُبَشِّرِ
إِذْ كَانَ وَاحِداً مِنَ \لسَّبْعَةِ وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ. 9وَكَانَ
لِهَذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ. 10وَبَيْنَمَا
نَحْنُ مُقِيمُونَ أَيَّاماً كَثِيرَةً \نْحَدَرَ مِنَ \لْيَهُودِيَّةِ
نَبِيٌّ \سْمُهُ أَغَابُوسُ. 11فَجَاءَ إِلَيْنَا وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ
بُولُسَ وَرَبَطَ يَدَيْ نَفْسِهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَ: «هَذَا يَقُولُهُ
\لرُّوحُ \لْقُدُسُ: \لرَّجُلُ \لَّذِي لَهُ هَذِهِ \لْمِنْطَقَةُ هَكَذَا
سَيَرْبُطُهُ \لْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي
\لْأُمَمِ». 12فَلَمَّا سَمِعْنَا هَذَا طَلَبْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَ\لَّذِينَ
مِنَ \لْمَكَانِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 13فَأَجَابَ
بُولُسُ: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ وَتَكْسِرُونَ قَلْبِي. لأَنِّي
مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضاً فِي
أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ \سْمِ \لرَّبِّ يَسُوعَ». 14وَلَمَّا لَمْ يُقْنَعْ
سَكَتْنَا قَائِلِينَ: «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ \لرَّبِّ». 15وَبَعْدَ تِلْكَ
\لأَيَّامِ تَأَهَّبْنَا وَصَعِدْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 16وَجَاءَ
أَيْضاً مَعَنَا مِنْ قَيْصَرِيَّةَ أُنَاسٌ مِنَ \لتَّلاَمِيذِ ذَاهِبِينَ
بِنَا إِلَى مَنَاسُونَ وَهُوَ رَجُلٌ قُبْرُسِيٌّ تِلْمِيذٌ قَدِيمٌ
لِنَنْزِلَ عِنْدَهُ.
17وَلَمَّا
وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا \لإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي
\لْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ
\لْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ
شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ \للهُ بَيْنَ \لْأُمَمِ
بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ
\لرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا \لأَخُ كَمْ يُوجَدُ
رَبْوَةً مِنَ \لْيَهُودِ \لَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ
لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ
\لْيَهُودِ \لَّذِينَ بَيْنَ \لْأُمَمِ \لاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً
أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ \لْعَوَائِدِ.
22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ
\لْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ
هَذَا \لَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ
نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ
لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ \لْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا
أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ.
25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ \لَّذِينَ آمَنُوا مِنَ \لْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا
نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ
سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ
وَمِنَ \لدَّمِ وَ\لْمَخْنُوقِ وَ\لزِّنَا». 26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ
\لرِّجَالَ فِي \لْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ \لْهَيْكَلَ
مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ \لتَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ
كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ \لْقُرْبَانُ.
27وَلَمَّا
قَارَبَتِ \لأَيَّامُ \لسَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ \لْيَهُودُ \لَّذِينَ
مِنْ أَسِيَّا فِي \لْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ \لْجَمْعِ وَأَلْقَوْا
عَلَيْهِ \لأَيَادِيَ 28صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا \لرِّجَالُ
\لإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ \لرَّجُلُ \لَّذِي يُعَلِّمُ
\لْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَ\لنَّامُوسِ وَهَذَا
\لْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى \لْهَيْكَلِ
وَدَنَّسَ هَذَا \لْمَوْضِعَ \لْمُقَدَّسَ». 29لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ
رَأَوْا مَعَهُ فِي \لْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ \لأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا
يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى \لْهَيْكَلِ. 30فَهَاجَتِ
\لْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ \لشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ
وَجَرُّوهُ خَارِجَ \لْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ \لأَبْوَابُ.
31وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى
أَمِيرِ \لْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ \ضْطَرَبَتْ
32فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ.
فَلَمَّا رَأُوا \لأَمِيرَ وَ\لْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.
33حِينَئِذٍ
\قْتَرَبَ \لأَمِيرُ وَأَمْسَكَهُ وَأَمَرَ أَنْ يُقَيَّدَ
بِسِلْسِلَتَيْنِ وَطَفِقَ يَسْتَخْبِرُ: تُرَى مَنْ يَكُونُ وَمَاذَا
فَعَلَ؟ 34وَكَانَ \لْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَيْءٍ وَ\لْبَعْضُ بِشَيْءٍ
آخَرَ فِي \لْجَمْعِ. وَلَمَّا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَعْلَمَ \لْيَقِينَ
لِسَبَبِ \لشَّغَبِ أَمَرَ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى \لْمُعَسْكَرِ.
35وَلَمَّا صَارَ عَلَى \لدَّرَجِ \تَّفَقَ أَنَّ \لْعَسْكَرَ حَمَلَهُ
بِسَبَبِ عُنْفِ \لْجَمْعِ 36لأَنَّ جُمْهُورَ \لشَّعْبِ كَانُوا
يَتْبَعُونَهُ صَارِخِينَ: «خُذْهُ!».
37وَإِذْ
قَارَبَ بُولُسُ أَنْ يَدْخُلَ \لْمُعَسْكَرَ قَالَ لِلأَمِيرِ: «أَيَجُوزُ
لِي أَنْ أَقُولَ لَكَ شَيْئاً؟» فَقَالَ: «أَتَعْرِفُ \لْيُونَانِيَّةَ؟
38أَفَلَسْتَ أَنْتَ \لْمِصْرِيَّ \لَّذِي صَنَعَ قَبْلَ هَذِهِ \لأَيَّامِ
فِتْنَةً وَأَخْرَجَ إِلَى \لْبَرِّيَّةِ أَرْبَعَةَ \لآلاَفِ \لرَّجُلِ
مِنَ \لْقَتَلَةِ؟». 39فَقَالَ بُولُسُ: «أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ
طَرْسُوسِيٌّ مِنْ أَهْلِ مَدِينَةٍ غَيْرِ دَنِيَّةٍ مِنْ كِيلِيكِيَّةَ.
وَأَلْتَمِسُ مِنْكَ أَنْ تَأْذَنَ لِي أَنْ أُكَلِّمَ \لشَّعْبَ».
40فَلَمَّا أَذِنَ لَهُ وَقَفَ بُولُسُ عَلَى \لدَّرَجِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ
إِلَى \لشَّعْبِ فَصَارَ سُكُوتٌ عَظِيمٌ. فَنَادَى بِاللُّغَةِ
\لْعِبْرَانِيَّةِ قَائلاً:
1«أَيُّهَا
\لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ وَ\لآبَاءُ \سْمَعُوا \حْتِجَاجِي \لآنَ
لَدَيْكُمْ». 2فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ يُنَادِي لَهُمْ بِاللُّغَةِ
\لْعِبْرَانِيَّةِ أَعْطُوا سُكُوتاً أَحْرَى. فَقَالَ: 3«أَنَا رَجُلٌ
يَهُودِيٌّ وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ وَلَكِنْ رَبَيْتُ فِي
هَذِهِ \لْمَدِينَةِ مُؤَدَّباً عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى
تَحْقِيقِ \لنَّامُوسِ \لأَبَوِيِّ. وَكُنْتُ غَيُوراً لِلَّهِ كَمَا
أَنْتُمْ جَمِيعُكُمُ \لْيَوْمَ. 4وَاضْطَهَدْتُ هَذَا \لطَّرِيقَ حَتَّى
\لْمَوْتِ مُقَيِّداً وَمُسَلِّماً إِلَى \لسُّجُونِ رِجَالاً وَنِسَاءً
5كَمَا يَشْهَدُ لِي أَيْضاً رَئِيسُ \لْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ \لْمَشْيَخَةِ
\لَّذِينَ إِذْ أَخَذْتُ أَيْضاً مِنْهُمْ رَسَائِلَ لِلإِخْوَةِ إِلَى
دِمَشْقَ ذَهَبْتُ لِآتِيَ بِالَّذِينَ هُنَاكَ إِلَى أُورُشَلِيمَ
مُقَيَّدِينَ لِكَيْ يُعَاقَبُوا. 6فَحَدَثَ لِي وَأَنَا ذَاهِبٌ
وَمُتَقَرِّبٌ إِلَى دِمَشْقَ أَنَّهُ نَحْوَ نِصْفِ \لنَّهَارِ بَغْتَةً
أَبْرَقَ حَوْلِي مِنَ \لسَّمَاءِ نُورٌ عَظِيمٌ. 7فَسَقَطْتُ عَلَى
\لأَرْضِ وَسَمِعْتُ صَوْتاً قَائِلاً لِي: شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا
تَضْطَهِدُنِي؟ 8فَأَجَبْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ لِي: أَنَا
يَسُوعُ \لنَّاصِرِيُّ \لَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. 9وَالَّذِينَ كَانُوا
مَعِي نَظَرُوا \لنُّورَ وَ\رْتَعَبُوا وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا
صَوْتَ \لَّذِي كَلَّمَنِي. 10فَقُلْتُ: مَاذَا أَفْعَلُ يَا رَبُّ؟
فَقَالَ لِي \لرَّبُّ: قُمْ وَ\ذْهَبْ إِلَى دِمَشْقَ وَهُنَاكَ يُقَالُ
لَكَ عَنْ جَمِيعِ مَا تَرَتَّبَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ. 11وَإِذْ كُنْتُ لاَ
أُبْصِرُ مِنْ أَجْلِ بَهَاءِ ذَلِكَ \لنُّورِ \قْتَادَنِي بِيَدِي \لَّذِينَ
كَانُوا مَعِي فَجِئْتُ إِلَى دِمَشْقَ.
12«ثُمَّ
إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ \لنَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ
مِنْ جَمِيعِ \لْيَهُودِ \لسُّكَّانِ 13أَتَى إِلَيَّ وَوَقَفَ وَقَالَ
لِي: أَيُّهَا \لأَخُ شَاوُلُ أَبْصِرْ! فَفِي تِلْكَ \لسَّاعَةِ نَظَرْتُ
إِلَيْهِ 14فَقَالَ: إِلَهُ آبَائِنَا \نْتَخَبَكَ لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ
وَتُبْصِرَ \لْبَارَّ وَتَسْمَعَ صَوْتاً مِنْ فَمِهِ. 15لأَنَّكَ
سَتَكُونُ لَهُ شَاهِداً لِجَمِيعِ \لنَّاسِ بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ.
16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَ\عْتَمِدْ وَ\غْسِلْ خَطَايَاكَ
دَاعِياً بِاسْمِ \لرَّبِّ. 17وَحَدَثَ لِي بَعْدَ مَا رَجَعْتُ إِلَى
أُورُشَلِيمَ وَكُنْتُ أُصَلِّي فِي \لْهَيْكَلِ أَنِّي حَصَلْتُ فِي
غَيْبَةٍ 18فَرَأَيْتُهُ قَائِلاً لِي: أَسْرِعْ وَ\خْرُجْ عَاجِلاً مِنْ
أُورُشَلِيمَ لأَنَّهُمْ لاَ يَقْبَلُونَ شَهَادَتَكَ عَنِّي. 19فَقُلْتُ:
يَا رَبُّ هُمْ يَعْلَمُونَ أَنِّي كُنْتُ أَحْبِسُ وَأَضْرِبُ فِي كُلِّ
مَجْمَعٍ \لَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِكَ. 20وَحِينَ سُفِكَ دَمُ \سْتِفَانُوسَ
شَهِيدِكَ كُنْتُ أَنَا وَاقِفاً وَرَاضِياً بِقَتْلِهِ وَحَافِظاً ثِيَابَ
\لَّذِينَ قَتَلُوهُ. 21فَقَالَ لِي: \ذْهَبْ فَإِنِّي سَأُرْسِلُكَ إِلَى
\لْأُمَمِ بَعِيداً».
22فَسَمِعُوا
لَهُ حَتَّى هَذِهِ \لْكَلِمَةَِ ثُمَّ صَرَخُوا قَائِلِينَ: «خُذْ مِثْلَ
هَذَا مِنَ \لأَرْضِ لأَنَّهُ كَانَ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَعِيشَ». 23وَإِذْ
كَانُوا يَصِيحُونَ وَيَطْرَحُونَ ثِيَابَهُمْ وَيَرْمُونَ غُبَاراً إِلَى
\لْجَوِّ 24أَمَرَ \لأَمِيرُ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى \لْمُعَسْكَرِ
قَائِلاً أَنْ يُفْحَصَ بِضَرَبَاتٍ لِيَعْلَمَ لأَيِّ سَبَبٍ كَانُوا
يَصْرُخُونَ عَلَيْهِ هَكَذَا.
25فَلَمَّا
مَدُّوهُ لِلسِّيَاطِ قَالَ بُولُسُ لِقَائِدِ \لْمِئَةِ \لْوَاقِفِ:
«أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَاناً رُومَانِيّاً غَيْرَ
مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟» 26فَإِذْ سَمِعَ قَائِدُ \لْمِئَةِ ذَهَبَ إِلَى
\لأَمِيرِ وَأَخْبَرَهُ قَائِلاً: «انْظُرْ مَاذَا أَنْتَ مُزْمِعٌ أَنْ
تَفْعَلَ! لأَنَّ هَذَا \لرَّجُلَ رُومَانِيٌّ». 27فَجَاءَ \لأَمِيرُ
وَقَالَ لَهُ: «قُلْ لِي. أَأَنْتَ رُومَانِيٌّ؟» فَقَالَ: «نَعَمْ».
28فَأَجَابَ \لأَمِيرُ: «أَمَّا أَنَا فَبِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ \قْتَنَيْتُ
هَذِهِ \لرَّعَوِيَّةَ». فَقَالَ بُولُسُ: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ وُلِدْتُ
فِيهَا». 29وَلِلْوَقْتِ تَنَحَّى عَنْهُ \لَّذِينَ كَانُوا مُزْمِعِينَ
أَنْ يَفْحَصُوهُ. وَ\خْتَشَى \لأَمِيرُ لَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ رُومَانِيٌّ
وَلأَنَّهُ قَدْ قَيَّدَهُ.
30وَفِي
\لْغَدِ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ \لْيَقِينَ: لِمَاذَا يَشْتَكِي
\لْيَهُودُ عَلَيْهِ؟ حَلَّهُ مِنَ \لرِّبَاطِ وَأَمَرَ أَنْ يَحْضُرَ
رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَكُلُّ مَجْمَعِهِمْ. فَأَحْضَرَ بُولُسَ
وَأَقَامَهُ لَدَيْهِمْ.
1فَتَفَرَّسَ
بُولُسُ فِي \لْمَجْمَعِ وَقَالَ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ إِنِّي
بِكُلِّ ضَمِيرٍ صَالِحٍ قَدْ عِشْتُ لِلَّهِ إِلَى هَذَا \لْيَوْمِ».
2فَأَمَرَ حَنَانِيَّا رَئِيسُ \لْكَهَنَةِ \لْوَاقِفِينَ عِنْدَهُ أَنْ
يَضْرِبُوهُ عَلَى فَمِهِ. 3حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بُولُسُ: «سَيَضْرِبُكَ
\للهُ أَيُّهَا \لْحَائِطُ \لْمُبَيَّضُ! أَفَأَنْتَ جَالِسٌ تَحْكُمُ
عَلَيَّ حَسَبَ \لنَّامُوسِ وَأَنْتَ تَأْمُرُ بِضَرْبِي مُخَالِفاً
لِلنَّامُوسِ؟» 4فَقَالَ \لْوَاقِفُونَ: «أَتَشْتِمُ رَئِيسَ كَهَنَةِ
\للهِ؟» 5فَقَالَ بُولُسُ: «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَيُّهَا \لإِخْوَةُ
أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ
فِيهِ سُوءاً».
6وَلَمَّا
عَلِمَ بُولُسُ أَنَّ قِسْماً مِنْهُمْ صَدُّوقِيُّونَ وَ\لآخَرَ
فَرِّيسِيُّونَ صَرَخَ فِي \لْمَجْمَعِ: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ
أَنَا فَرِّيسِيٌّ \بْنُ فَرِّيسِيٍّ. عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ \لأَمْوَاتِ
أَنَا أُحَاكَمُ». 7وَلَمَّا قَالَ هَذَا حَدَثَتْ مُنَازَعَةٌ بَيْنَ \لْفَرِّيسِيِّينَ
وَ\لصَّدُّوقِيِّينَ وَ\نْشَقَّتِ \لْجَمَاعَةُ 8لأَنَّ \لصَّدُّوقِيِّينَ
يَقُولُونَ إِنَّهُ لَيْسَ قِيَامَةٌ وَلاَ مَلاَكٌ وَلاَ رُوحٌ وَأَمَّا \لْفَرِّيسِيُّونَ
فَيُقِرُّونَ بِكُلِّ ذَلِكَ. 9فَحَدَثَ صِيَاحٌ عَظِيمٌ وَنَهَضَ كَتَبَةُ
قِسْمِ \لْفَرِّيسِيِّينَ وَطَفِقُوا يُخَاصِمُونَ قَائِلِينَ: «لَسْنَا
نَجِدُ شَيْئاً رَدِيّاً فِي هَذَا \لإِنْسَانِ! وَإِنْ كَانَ رُوحٌ أَوْ
مَلاَكٌ قَدْ كَلَّمَهُ فَلاَ نُحَارِبَنَّ \للهَ».
10وَلَمَّا
حَدَثَتْ مُنَازَعَةٌ كَثِيرَةٌ \خْتَشَى \لأَمِيرُ أَنْ يَفْسَخُوا
بُولُسَ فَأَمَرَ \لْعَسْكَرَ أَنْ يَنْزِلُوا وَيَخْتَطِفُوهُ مِنْ
وَسَطِهِمْ وَيَأْتُوا بِهِ إِلَى \لْمُعَسْكَرِ. 11وَفِي \للَّيْلَةِ
\لتَّالِيَةِ وَقَفَ بِهِ \لرَّبُّ وَقَالَ: «ثِقْ يَا بُولُسُ لأَنَّكَ
كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ
تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضاً».
12وَلَمَّا
صَارَ \لنَّهَارُ صَنَعَ بَعْضُ \لْيَهُودِ \تِّفَاقاً وَحَرَمُوا
أَنْفُسَهُمْ قَائِلِينَ إِنَّهُمْ لاَ يَأْكُلُونَ وَلاَ يَشْرَبُونَ
حَتَّى يَقْتُلُوا بُولُسَ. 13وَكَانَ \لَّذِينَ صَنَعُوا هَذَا
\لتَّحَالُفَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ. 14فَتَقَدَّمُوا إِلَى رُؤَسَاءِ
\لْكَهَنَةِ وَ\لشُّيُوخِ وَقَالُوا: «قَدْ حَرَمْنَا أَنْفُسَنَا حِرْماً
أَنْ لاَ نَذُوقَ شَيْئاً حَتَّى نَقْتُلَ بُولُسَ. 15وَالآنَ أَعْلِمُوا
\لأَمِيرَ أَنْتُمْ مَعَ \لْمَجْمَعِ لِكَيْ يُنْزِلَهُ إِلَيْكُمْ غَداً
كَأَنَّكُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْحَصُوا بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ عَمَّا
لَهُ. وَنَحْنُ قَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ مُسْتَعِدُّونَ لِقَتْلِهِ».
16وَلَكِنَّ \بْنَ أُخْتِ بُولُسَ سَمِعَ بِالْكَمِينِ فَجَاءَ وَدَخَلَ
\لْمُعَسْكَرَ وَأَخْبَرَ بُولُسَ. 17فَاسْتَدْعَى بُولُسُ وَاحِداً مِنْ
قُوَّادِ \لْمِئَاتِ وَقَالَ: «اذْهَبْ بِهَذَا \لشَّابِّ إِلَى \لأَمِيرِ
لأَنَّ عِنْدَهُ شَيْئاً يُخْبِرُهُ بِهِ». 18فَأَخَذَهُ وَأَحْضَرَهُ
إِلَى \لأَمِيرِ وَقَالَ: «اسْتَدْعَانِي \لأَسِيرُ بُولُسُ وَطَلَبَ أَنْ
أُحْضِرَ هَذَا \لشَّابَّ إِلَيْكَ وَهُوَ عِنْدَهُ شَيْءٌ لِيَقُولَهُ
لَكَ». 19فَأَخَذَ \لأَمِيرُ بِيَدِهِ وَتَنَحَّى بِهِ مُنْفَرِداً وَ\سْتَخْبَرَهُ:
«مَا هُوَ \لَّذِي عِنْدَكَ لِتُخْبِرَنِي بِهِ؟» 20فَقَالَ: «إِنَّ
\لْيَهُودَ تَعَاهَدُوا أَنْ يَطْلُبُوا مِنْكَ أَنْ تُنْزِلَ بُولُسَ
غَداً إِلَى \لْمَجْمَعِ كَأَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَسْتَخْبِرُوا
عَنْهُ بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ. 21فَلاَ تَنْقَدْ إِلَيْهِمْ لأَنَّ أَكْثَرَ
مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَامِنُونَ لَهُ قَدْ حَرَمُوا
أَنْفُسَهُمْ أَنْ لاَ يَأْكُلُوا وَلاَ يَشْرَبُوا حَتَّى يَقْتُلُوهُ.
وَهُمُ \لآنَ مُسْتَعِدُّونَ مُنْتَظِرُونَ \لْوَعْدَ مِنْكَ».
22فَأَطْلَقَ
\لأَمِيرُ \لشَّابَّ مُوصِياً إِيَّاهُ أَنْ: «لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ إِنَّكَ
أَعْلَمْتَنِي بِهَذَا». 23ثُمَّ دَعَا \ثْنَيْنِ مِنْ قُوَّادِ \لْمِئَاتِ
وَقَالَ: «أَعِدَّا مِئَتَيْ عَسْكَرِيٍّ لِيَذْهَبُوا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ
وَسَبْعِينَ فَارِساً وَمِئَتَيْ رَامِحٍ مِنَ \لسَّاعَةِ \لثَّالِثَةِ
مِنَ \للَّيْلِ. 24وَأَنْ يُقَدِّمَا دَوَابَّ لِيُرْكِبَا بُولُسَ
وَيُوصِلاَهُ سَالِماً إِلَى فِيلِكْسَ \لْوَالِي». 25وَكَتَبَ رِسَالَةً
حَاوِيَةً هَذِهِ \لصُّورَةَ:
26«كُلُودِيُوسُ
لِيسِيَاسُ يُهْدِي سَلاَماً إِلَى \لْعَزِيزِ فِيلِكْسَ \لْوَالِي.
27هَذَا \لرَّجُلُ لَمَّا أَمْسَكَهُ \لْيَهُودُ وَكَانُوا مُزْمِعِينَ
أَنْ يَقْتُلُوهُ أَقْبَلْتُ مَعَ \لْعَسْكَرِ وَأَنْقَذْتُهُ إِذْ
أُخْبِرْتُ أَنَّهُ رُومَانِيٌّ. 28وَكُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَعْلَمَ
\لْعِلَّةَ \لَّتِي لأَجْلِهَا كَانُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ
فَأَنْزَلْتُهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 29فَوَجَدْتُهُ مَشْكُوّاً عَلَيْهِ
مِنْ جِهَةِ مَسَائِلِ نَامُوسِهِمْ. وَلَكِنَّ شَكْوَى تَسْتَحِقُّ
\لْمَوْتَ أَوِ \لْقُيُودَ لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ. 30ثُمَّ لَمَّا
أُعْلِمْتُ بِمَكِيدَةٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَصِيرَ عَلَى \لرَّجُلِ مِنَ
\لْيَهُودِ أَرْسَلْتُهُ لِلْوَقْتِ إِلَيْكَ آمِراً \لْمُشْتَكِينَ
أَيْضاً أَنْ يَقُولُوا لَدَيْكَ مَا عَلَيْهِ. كُنْ مُعَافىً».
31فَالْعَسْكَرُ
أَخَذُوا بُولُسَ كَمَا أُمِرُوا وَذَهَبُوا بِهِ لَيْلاً إِلَى
أَنْتِيبَاتْرِيسَ. 32وَفِي \لْغَدِ تَرَكُوا \لْفُرْسَانَ يَذْهَبُونَ
مَعَهُ وَرَجَعُوا إِلَى \لْمُعَسْكَرِ. 33وَأُولَئِكَ لَمَّا دَخَلُوا
قَيْصَرِيَّةَ وَدَفَعُوا \لرِّسَالَةَ إِلَى \لْوَالِي أَحْضَرُوا بُولُسَ
أَيْضاً إِلَيْهِ. 34فَلَمَّا قَرَأَ \لْوَالِي \لرِّسَالَةَ وَسَأَلَ مِنْ
أَيَّةِ وِلاَيَةٍ هُوَ وَوَجَدَ أَنَّهُ مِنْ كِيلِيكِيَّةَ 35قَالَ:
«سَأَسْمَعُكَ مَتَى حَضَرَ \لْمُشْتَكُونَ عَلَيْكَ أَيْضاً». وَأَمَرَ
أَنْ يُحْرَسَ فِي قَصْرِ هِيرُودُسَ.
1وَبَعْدَ
خَمْسَةِ أَيَّامٍ \نْحَدَرَ حَنَانِيَّا رَئِيسُ \لْكَهَنَةِ مَعَ
\لشُّيُوخِ وَخَطِيبٍ \سْمُهُ تَرْتُلُّسُ. فَعَرَضُوا لِلْوَالِي ضِدَّ
بُولُسَ. 2فَلَمَّا دُعِيَ \بْتَدَأَ تَرْتُلُّسُ فِي \لشِّكَايَةِ
قَائِلاً: 3«إِنَّنَا حَاصِلُونَ بِوَاسِطَتِكَ عَلَى سَلاَمٍ جَزِيلٍ
وَقَدْ صَارَتْ لِهَذِهِ \لْأُمَّةِ مَصَالِحُ بِتَدْبِيرِكَ. فَنَقْبَلُ
ذَلِكَ أَيُّهَا \لْعَزِيزُ فِيلِكْسُ بِكُلِّ شُكْرٍ فِي كُلِّ زَمَانٍ
وَكُلِّ مَكَانٍ. 4وَلَكِنْ لِئَلاَّ أُعَوِّقَكَ أَكْثَرَ أَلْتَمِسُ أَنْ
تَسْمَعَنَا بِالاِخْتِصَارِ بِحِلْمِكَ. 5فَإِنَّنَا إِذْ وَجَدْنَا هَذَا
\لرَّجُلَ مُفْسِداً وَمُهَيِّجَ فِتْنَةٍ بَيْنَ جَمِيعِ \لْيَهُودِ \لَّذِينَ
فِي \لْمَسْكُونَةِ وَمِقْدَامَ شِيعَةِ \لنَّاصِرِيِّينَ 6وَقَدْ شَرَعَ
أَنْ يُنَجِّسَ \لْهَيْكَلَ أَيْضاً أَمْسَكْنَاهُ وَأَرَدْنَا أَنْ
نَحْكُمَ عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِنَا. 7فَأَقْبَلَ لِيسِيَاسُ \لأَمِيرُ
بِعُنْفٍ شَدِيدٍ وَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا 8وَأَمَرَ
\لْمُشْتَكِينَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْكَ. وَمِنْهُ يُمْكِنُكَ
إِذَا فَحَصْتَ أَنْ تَعْلَمَ جَمِيعَ هَذِهِ \لْأُمُورِ \لَّتِي نَشْتَكِي
بِهَا عَلَيْهِ». 9ثُمَّ وَافَقَهُ \لْيَهُودُ أَيْضاً قَائِلِينَ: «إِنَّ
هَذِهِ \لْأُمُورَ هَكَذَا».
10فَأَجَابَ
بُولُسُ إِذْ أَوْمَأَ إِلَيْهِ \لْوَالِي أَنْ يَتَكَلَّمَ: «إِنِّي إِذْ
قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ مُنْذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ قَاضٍ لِهَذِهِ \لْأُمَّةِ
أَحْتَجُّ عَمَّا فِي أَمْرِي بِأَكْثَرِ سُرُورٍ. 11وَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ
تَعْرِفَ أَنَّهُ لَيْسَ لِي أَكْثَرُ مِنِ \ثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً مُنْذُ
صَعِدْتُ لأَسْجُدَ فِي أُورُشَلِيمَ. 12وَلَمْ يَجِدُونِي فِي \لْهَيْكَلِ
أُحَاجُّ أَحَداً أَوْ أَصْنَعُ تَجَمُّعاً مِنَ \لشَّعْبِ وَلاَ فِي
\لْمَجَامِعِ وَلاَ فِي \لْمَدِينَةِ. 13وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ
يُثْبِتُوا مَا يَشْتَكُونَ بِهِ \لآنَ عَلَيَّ. 14وَلَكِنَّنِي أُقِرُّ
لَكَ بِهَذَا: أَنَّنِي حَسَبَ \لطَّرِيقِ \لَّذِي يَقُولُونَ لَهُ
«شِيعَةٌ» هَكَذَا أَعْبُدُ إِلَهَ آبَائِي مُؤْمِناً بِكُلِّ مَا هُوَ
مَكْتُوبٌ فِي \لنَّامُوسِ وَ\لأَنْبِيَاءِ. 15وَلِي رَجَاءٌ بِاللَّهِ فِي
مَا هُمْ أَيْضاً يَنْتَظِرُونَهُ: أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ
لِلأَمْوَاتِ \لأَبْرَارِ وَ\لأَثَمَةِ. 16لِذَلِكَ أَنَا أَيْضاً
أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ
نَحْوِ \للهِ وَ\لنَّاسِ. 17وَبَعْدَ سِنِينَ كَثِيرَةٍ جِئْتُ أَصْنَعُ
صَدَقَاتٍ لِأُمَّتِي وَقَرَابِينَ. 18وَفِي ذَلِكَ وَجَدَنِي مُتَطَهِّراً
فِي \لْهَيْكَلِ - لَيْسَ مَعَ جَمْعٍ وَلاَ مَعَ شَغَبٍ - قَوْمٌ هُمْ
يَهُودٌ مِنْ أَسِيَّا 19كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْضُرُوا لَدَيْكَ
وَيَشْتَكُوا إِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ شَيْءٌ. 20أَوْ لِيَقُلْ هَؤُلاَءِ
أَنْفُسُهُمْ مَاذَا وَجَدُوا فِيَّ مِنَ \لذَّنْبِ وَأَنَا قَائِمٌ
أَمَامَ \لْمَجْمَعِ 21إِلاَّ مِنْ جِهَةِ هَذَا \لْقَوْلِ \لْوَاحِدِ
\لَّذِي صَرَخْتُ بِهِ وَاقِفاً بَيْنَهُمْ: أَنِّي مِنْ أَجْلِ قِيَامَةِ
\لأَمْوَاتِ أُحَاكَمُ مِنْكُمُ \لْيَوْمَ».
22فَلَمَّا
سَمِعَ هَذَا فِيلِكْسُ أَمْهَلَهُمْ إِذْ كَانَ يَعْلَمُ بِأَكْثَرِ
تَحْقِيقٍ أُمُورَ هَذَا \لطَّرِيقِ قَائِلاً: «مَتَى \نْحَدَرَ لِيسِيَاسُ
\لأَمِيرُ أَفْحَصُ عَنْ أُمُورِكُمْ». 23وَأَمَرَ قَائِدَ \لْمِئَةِ أَنْ
يُحْرَسَ بُولُسُ وَتَكُونَ لَهُ رُخْصَةٌ وَأَنْ لاَ يَمْنَعَ أَحَداً
مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يَخْدِمَهُ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ.
24ثُمَّ
بَعْدَ أَيَّامٍ جَاءَ فِيلِكْسُ مَعَ دُرُوسِلاَّ \مْرَأَتِهِ وَهِيَ
يَهُودِيَّةٌ. فَاسْتَحْضَرَ بُولُسَ وَسَمِعَ مِنْهُ عَنِ \لإِيمَانِ
بِالْمَسِيحِ. 25وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ \لْبِرِّ وَ\لتَّعَفُّفِ
وَ\لدَّيْنُونَةِ \لْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ \رْتَعَبَ فِيلِكْسُ
وَأَجَابَ: «أَمَّا \لآنَ فَاذْهَبْ وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ
أَسْتَدْعِيكَ». 26وَكَانَ أَيْضاً يَرْجُو أَنْ يُعْطِيَهُ بُولُسُ
دَرَاهِمَ لِيُطْلِقَهُ وَلِذَلِكَ كَانَ يَسْتَحْضِرُهُ مِرَاراً أَكْثَرَ
وَيَتَكَلَّمُ مَعَهُ. 27وَلَكِنْ لَمَّا كَمِلَتْ سَنَتَانِ قَبِلَ
فِيلِكْسُ بُورْكِيُوسَ فَسْتُوسَ خَلِيفَةً لَهُ. وَإِذْ كَانَ فِيلِكْسُ
يُرِيدُ أَنْ يُودِعَ \لْيَهُودَ مِنَّةً تَرَكَ بُولُسَ مُقَيَّداً.
1فَلَمَّا
قَدِمَ فَسْتُوسُ إِلَى \لْوِلاَيَةِ صَعِدَ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
مِنْ قَيْصَرِيَّةَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 2فَعَرَضَ لَهُ رَئِيسُ
\لْكَهَنَةِ وَوُجُوهُ \لْيَهُودِ ضِدَّ بُولُسَ وَ\لْتَمَسُوا مِنْهُ
3طَالِبِينَ عَلَيْهِ مِنَّةً أَنْ يَسْتَحْضِرَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ
وَهُمْ صَانِعُونَ كَمِيناً لِيَقْتُلُوهُ فِي \لطَّرِيقِ. 4فَأَجَابَ
فَسْتُوسُ أَنْ يُحْرَسَ بُولُسُ فِي قَيْصَرِيَّةَ وَأَنَّهُ هُوَ
مُزْمِعٌ أَنْ يَنْطَلِقَ عَاجِلاً. 5وَقَالَ: «فَلْيَنْزِلْ مَعِي \لَّذِينَ
هُمْ بَيْنَكُمْ مُقْتَدِرُونَ. وَإِنْ كَانَ فِي هَذَا \لرَّجُلِ شَيْءٌ
فَلْيَشْتَكُوا عَلَيْهِ».
6وَبَعْدَ
مَا صَرَفَ عِنْدَهُمْ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ \نْحَدَرَ إِلَى
قَيْصَرِيَّةَ. وَفِي \لْغَدِ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ \لْوِلاَيَةِ
وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِبُولُسَ. 7فَلَمَّا حَضَرَ وَقَفَ حَوْلَهُ
\لْيَهُودُ \لَّذِينَ كَانُوا قَدِ \نْحَدَرُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ
وَقَدَّمُوا عَلَى بُولُسَ دَعَاوِيَ كَثِيرَةً وَثَقِيلَةً لَمْ
يَقْدِرُوا أَنْ يُبَرْهِنُوهَا. 8إِذْ كَانَ هُوَ يَحْتَجُّ: «أَنِّي مَا
أَخْطَأْتُ بِشَيْءٍ لاَ إِلَى نَامُوسِ \لْيَهُودِ وَلاَ إِلَى
\لْهَيْكَلِ وَلاَ إِلَى قَيْصَرَ». 9وَلَكِنَّ فَسْتُوسَ إِذْ كَانَ
يُرِيدُ أَنْ يُودِعَ \لْيَهُودَ مِنَّةً قَالَ لِبُولُسَ: «أَتَشَاءُ أَنْ
تَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِتُحَاكَمَ هُنَاكَ لَدَيَّ مِنْ جِهَةِ
هَذِهِ \لْأُمُورِ؟» 10فَقَالَ بُولُسُ: «أَنَا وَاقِفٌ لَدَى كُرْسِيِّ
وِلاَيَةِ قَيْصَرَ حَيْثُ يَنْبَغِي أَنْ أُحَاكَمَ. أَنَا لَمْ أَظْلِمِ
\لْيَهُودَ بِشَيْءٍ كَمَا تَعْلَمُ أَنْتَ أَيْضاً جَيِّداً. 11لأَنِّي
إِنْ كُنْتُ آثِماً أَوْ صَنَعْتُ شَيْئاً يَسْتَحِقُّ \لْمَوْتَ فَلَسْتُ
أَسْتَعْفِي مِنَ \لْمَوْتِ. وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا
يَشْتَكِي عَلَيَّ بِهِ هَؤُلاَءِ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ
يُسَلِّمَنِي لَهُمْ. إِلَى قَيْصَرَ أَنَا رَافِعٌ دَعْوَايَ».
12حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ فَسْتُوسُ مَعَ أَرْبَابِ \لْمَشُورَةِ فَأَجَابَ:
«إِلَى قَيْصَرَ رَفَعْتَ دَعْوَاكَ. إِلَى قَيْصَرَ تَذْهَبُ».
13وَبَعْدَمَا
مَضَتْ أَيَّامٌ أَقْبَلَ أَغْرِيبَاسُ \لْمَلِكُ وَبَرْنِيكِي إِلَى
قَيْصَرِيَّةَ لِيُسَلِّمَا عَلَى فَسْتُوسَ. 14وَلَمَّا كَانَا
يَصْرِفَانِ هُنَاكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً عَرَضَ فَسْتُوسُ عَلَى \لْمَلِكِ
أَمْرَ بُولُسَ قَائِلاً: «يُوجَدُ رَجُلٌ تَرَكَهُ فِيلِكْسُ أَسِيراً
15وَعَرَضَ لِي عَنْهُ رُؤَسَاءُ \لْكَهَنَةِ وَمَشَايِخُ \لْيَهُودِ
لَمَّا كُنْتُ فِي أُورُشَلِيمَ طَالِبِينَ حُكْماً عَلَيْهِ.
16فَأَجَبْتُهُمْ أَنْ لَيْسَ لِلرُّومَانِ عَادَةٌ أَنْ يُسَلِّمُوا
أَحَداً لِلْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ \لْمَشْكُّوُ عَلَيْهِ مُواجَهَةً
مَعَ \لْمُشْتَكِينَ فَيَحْصُلُ عَلَى فُرْصَةٍ لِلاِحْتِجَاجِ عَنِ
\لشَّكْوَى. 17فَلَمَّا \جْتَمَعُوا إِلَى هُنَا جَلَسْتُ مِنْ دُونِ
إِمْهَالٍ فِي \لْغَدِ عَلَى كُرْسِيِّ \لْوِلاَيَةِ وَأَمَرْتُ أَنْ
يُؤْتَى بِالرَّجُلِ. 18فَلَمَّا وَقَفَ \لْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ
يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. 19لَكِنْ كَانَ
لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ وَعَنْ وَاحِدٍ
\سْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.
20وَإِذْ كُنْتُ مُرْتَاباً فِي \لْمَسْأَلَةِ عَنْ هَذَا قُلْتُ:
أَلَعَلَّهُ يَشَاءُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيُحَاكَمَ هُنَاكَ
مِنْ جِهَةِ هَذِهِ \لْأُمُورِ؟ 21وَلَكِنْ لَمَّا رَفَعَ بُولُسُ
دَعْوَاهُ لِكَيْ يُحْفَظَ لِفَحْصِ أُوغُسْطُسَ أَمَرْتُ بِحِفْظِهِ إِلَى
أَنْ أُرْسِلَهُ إِلَى قَيْصَرَ». 22فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِفَسْتُوسَ:
«كُنْتُ أُرِيدُ أَنَا أَيْضاً أَنْ أَسْمَعَ \لرَّجُلَ». فَقَالَ: «غَداً
تَسْمَعُهُ».
23فَفِي
\لْغَدِ لَمَّا جَاءَ أَغْرِيبَاسُ وَبَرْنِيكِي فِي \حْتِفَالٍ عَظِيمٍ
وَدَخَلاَ إِلَى دَارِ \لاِسْتِمَاعِ مَعَ \لْأُمَرَاءِ وَرِجَالِ
\لْمَدِينَةِ \لْمُقَدَّمِينَ أَمَرَ فَسْتُوسُ فَأُتِيَ بِبُولُسَ.
24فَقَالَ فَسْتُوسُ: «أَيُّهَا \لْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ وَ\لرِّجَالُ
\لْحَاضِرُونَ مَعَنَا أَجْمَعُونَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ هَذَا \لَّذِي
تَوَسَّلَ إِلَيَّ مِنْ جِهَتِهِ كُلُّ جُمْهُورِ \لْيَهُودِ فِي
أُورُشَلِيمَ وَهُنَا صَارِخِينَ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَعِيشَ
بَعْدُ. 25وَأَمَّا أَنَا فَلَمَّا وَجَدْتُ أَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً
يَسْتَحِقُّ \لْمَوْتَ وَهُوَ قَدْ رَفَعَ دَعْوَاهُ إِلَى أُوغُسْطُسَ
عَزَمْتُ أَنْ أُرْسِلَهُ. 26وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ يَقِينٌ مِنْ جِهَتِهِ
لأَكْتُبَ إِلَى \لسَّيِّدِ. لِذَلِكَ أَتَيْتُ بِهِ لَدَيْكُمْ وَلاَ
سِيَّمَا لَدَيْكَ أَيُّهَا \لْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ حَتَّى إِذَا صَارَ
\لْفَحْصُ يَكُونُ لِي شَيْءٌ لأَكْتُبَ. 27لأَنِّي أَرَى حَمَاقَةً أَنْ
أُرْسِلَ أَسِيراً وَلاَ أُشِيرَ إِلَى \لدَّعَاوِي \لَّتِي عَلَيْهِ».
1فَقَالَ
أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «مَأْذُونٌ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ لأَجْلِ
نَفْسِكَ». حِينَئِذٍ بَسَطَ بُولُسُ يَدَهُ وَجَعَلَ يَحْتَجُّ:
2«إِنِّي
أَحْسِبُ نَفْسِي سَعِيداً أَيُّهَا \لْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ إِذْ أَنَا
مُزْمِعٌ أَنْ أَحْتَجَّ \لْيَوْمَ لَدَيْكَ عَنْ كُلِّ مَا يُحَاكِمُنِي
بِهِ \لْيَهُودُ. 3لاَ سِيَّمَا وَأَنْتَ عَالِمٌ بِجَمِيعِ \لْعَوَائِدِ
وَ\لْمَسَائِلِ \لَّتِي بَيْنَ \لْيَهُودِ. لِذَلِكَ أَلْتَمِسُ مِنْكَ
أَنْ تَسْمَعَنِي بِطُولِ \لأَنَاةِ. 4فَسِيرَتِي مُنْذُ حَدَاثَتِي
\لَّتِي مِنَ \لْبُدَاءَةِ كَانَتْ بَيْنَ أُمَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ
يَعْرِفُهَا جَمِيعُ \لْيَهُودِ 5عَالِمِينَ بِي مِنَ \لأَوَّلِ - إِنْ
أَرَادُوا أَنْ يَشْهَدُوا - أَنِّي حَسَبَ مَذْهَبِ عِبَادَتِنَا
\لأَضْيَقِ عِشْتُ فَرِّيسِيّاً. 6وَالآنَ أَنَا وَاقِفٌ أُحَاكَمُ عَلَى
رَجَاءِ \لْوَعْدِ \لَّذِي صَارَ مِنَ \للهِ لِآبَائِنَا 7الَّذِي
أَسْبَاطُنَا \لاِثْنَا عَشَرَ يَرْجُونَ نَوَالَهُ عَابِدِينَ بِالْجَهْدِ
لَيْلاً وَنَهَاراً. فَمِنْ أَجْلِ هَذَا \لرَّجَاءِ أَنَا أُحَاكَمُ مِنَ
\لْيَهُودِ أَيُّهَا \لْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ. 8لِمَاذَا يُعَدُّ عِنْدَكُمْ
أَمْراً لاَ يُصَدَّقُ إِنْ أَقَامَ \للهُ أَمْوَاتاً؟ 9فَأَنَا \رْتَأَيْتُ
فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً
مُضَادَّةً لاِسْمِ يَسُوعَ \لنَّاصِرِيِّ. 10وَفَعَلْتُ ذَلِكَ أَيْضاً
فِي أُورُشَلِيمَ فَحَبَسْتُ فِي سُجُونٍ كَثِيرِينَ مِنَ \لْقِدِّيسِينَ
آخِذاً \لسُّلْطَانَ مِنْ قِبَلِ رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ. وَلَمَّا كَانُوا
يُقْتَلُونَ أَلْقَيْتُ قُرْعَةً بِذَلِكَ. 11وَفِي كُلِّ \لْمَجَامِعِ
كُنْتُ أُعَاقِبُهُمْ مِرَاراً كَثِيرَةً وَأَضْطَرُّهُمْ إِلَى
\لتَّجْدِيفِ. وَإِذْ أَفْرَطَ حَنَقِي عَلَيْهِمْ كُنْتُ أَطْرُدُهُمْ
إِلَى \لْمُدُنِ \لَّتِي فِي \لْخَارِجِ.
12«وَلَمَّا
كُنْتُ ذَاهِباً فِي ذَلِكَ إِلَى دِمَشْقَ بِسُلْطَانٍ وَوَصِيَّةٍ مِنْ
رُؤَسَاءِ \لْكَهَنَةِ 13رَأَيْتُ فِي نِصْفِ \لنَّهَارِ فِي \لطَّرِيقِ
أَيُّهَا \لْمَلِكُ نُوراً مِنَ \لسَّمَاءِ أَفْضَلَ مِنْ لَمَعَانِ
\لشَّمْسِ قَدْ أَبْرَقَ حَوْلِي وَحَوْلَ \لذَّاهِبِينَ مَعِي. 14فَلَمَّا
سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى \لأَرْضِ سَمِعْتُ صَوْتاً يُكَلِّمُنِي
بِاللُّغَةِ \لْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟
صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ 15فَقُلْتُ أَنَا: مَنْ أَنْتَ
يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ: أَنَا يَسُوعُ \لَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ.
16وَلَكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهَذَا ظَهَرْتُ لَكَ
لأَنْتَخِبَكَ خَادِماً وَشَاهِداً بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ
بِهِ 17مُنْقِذاً إِيَّاكَ مِنَ \لشَّعْبِ وَمِنَ \لْأُمَمِ \لَّذِينَ
أَنَا \لآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ 18لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ
يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ وَمِنْ سُلْطَانِ \لشَّيْطَانِ
إِلَى \للهِ حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ \لْخَطَايَا
وَنَصِيباً مَعَ \لْمُقَدَّسِينَ.
19«مِنْ
ثَمَّ أَيُّهَا \لْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ لَمْ أَكُنْ مُعَانِداً لِلرُّؤْيَا
\لسَّمَاوِيَّةِ 20بَلْ أَخْبَرْتُ أَوَّلاً \لَّذِينَ فِي دِمَشْقَ وَفِي
أُورُشَلِيمَ حَتَّى جَمِيعِ كُورَةِ \لْيَهُودِيَّةِ ثُمَّ \لْأُمَمَ أَنْ
يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا إِلَى \للهِ عَامِلِينَ أَعْمَالاً تَلِيقُ
بِالتَّوْبَةِ. 21مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَمْسَكَنِي \لْيَهُودُ فِي
\لْهَيْكَلِ وَشَرَعُوا فِي قَتْلِي. 22فَإِذْ حَصَلْتُ عَلَى مَعُونَةٍ
مِنَ \للهِ بَقِيتُ إِلَى هَذَا \لْيَوْمِ شَاهِداً لِلصَّغِيرِ وَ\لْكَبِيرِ.
وَأَنَا لاَ أَقُولُ شَيْئاً غَيْرَ مَا تَكَلَّمَ \لأَنْبِيَاءُ وَمُوسَى
أَنَّهُ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ: 23إِنْ يُؤَلَّمِ \لْمَسِيحُ يَكُنْ هُوَ
أَوَّلَ قِيَامَةِ \لأَمْوَاتِ مُزْمِعاً أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ
لِلشَّعْبِ وَلِلْأُمَمِ».
24وَبَيْنَمَا
هُوَ يَحْتَجُّ بِهَذَا قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي
يَا بُولُسُ! \لْكُتُبُ \لْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى \لْهَذَيَانِ».
25فَقَالَ: «لَسْتُ أَهْذِي أَيُّهَا \لْعَزِيزُ فَسْتُوسُ بَلْ أَنْطِقُ
بِكَلِمَاتِ \لصِّدْقِ وَ\لصَّحْوِ. 26لأَنَّهُ مِنْ جِهَةِ هَذِهِ
\لْأُمُورِ عَالِمٌ \لْمَلِكُ \لَّذِي أُكَلِّمُهُ جِهَاراً إِذْ أَنَا
لَسْتُ أُصَدِّقُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لأَنَّ هَذَا
لَمْ يُفْعَلْ فِي زَاوِيَةٍ. 27أَتُؤْمِنُ أَيُّهَا \لْمَلِكُ
أَغْرِيبَاسُ بِالأَنْبِيَاءِ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تُؤْمِنُ».
28فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «بِقَلِيلٍ تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ
مَسِيحِيّاً». 29فَقَالَ بُولُسُ: «كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى \للهِ أَنَّهُ
بِقَلِيلٍ وَبِكَثِيرٍ لَيْسَ أَنْتَ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ \لَّذِينَ
يَسْمَعُونَنِي \لْيَوْمَ يَصِيرُونَ هَكَذَا كَمَا أَنَا مَا خَلاَ هَذِهِ
\لْقُيُودَ».
30فَلَمَّا
قَالَ هَذَا قَامَ \لْمَلِكُ وَالْوَالِي وَبَرْنِيكِي وَ\لْجَالِسُونَ
مَعَهُمْ 31وَانْصَرَفُوا وَهُمْ يُكَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً
قَائِلِينَ: «إِنَّ هَذَا \لإِنْسَانَ لَيْسَ يَفْعَلُ شَيْئاً يَسْتَحِقُّ
\لْمَوْتَ أَوِ \لْقُيُودَ». 32وَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِفَسْتُوسَ: «كَانَ
يُمْكِنُ أَنْ يُطْلَقَ هَذَا \لإِنْسَانُ لَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ رَفَعَ
دَعْوَاهُ إِلَى قَيْصَرَ».
1فَلَمَّا
\سْتَقَرَّ \لرَّأْيُ أَنْ نُسَافِرَ فِي \لْبَحْرِ إِلَى إِيطَالِيَا
سَلَّمُوا بُولُسَ وَأَسْرَى آخَرِينَ إِلَى قَائِدِ مِئَةٍ مِنْ كَتِيبَةِ
أُوغُسْطُسَ \سْمُهُ يُولِيُوسُ. 2فَصَعِدْنَا إِلَى سَفِينَةٍ
أَدْرَامِيتِينِيَّةٍ وَأَقْلَعْنَا مُزْمِعِينَ أَنْ نُسَافِرَ مَارِّينَ
بِالْمَوَاضِعِ \لَّتِي فِي أَسِيَّا. وَكَانَ مَعَنَا أَرِسْتَرْخُسُ
رَجُلٌ مَكِدُونِيٌّ مِنْ تَسَالُونِيكِي. 3وَفِي \لْيَوْمِ \لآخَرِ
أَقْبَلْنَا إِلَى صَيْدَاءَ فَعَامَلَ يُولِيُوسُ بُولُسَ بِالرِّفْقِ
وَأَذِنَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أَصْدِقَائِهِ لِيَحْصُلَ عَلَى عِنَايَةٍ
مِنْهُمْ. 4ثُمَّ أَقْلَعْنَا مِنْ هُنَاكَ وَسَافَرْنَا فِي \لْبَحْرِ
مِنْ تَحْتِ قُبْرُسَ لأَنَّ \لرِّيَاحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. 5وَبَعْدَ مَا
عَبَرْنَا \لْبَحْرَ \لَّذِي بِجَانِبِ كِيلِيكِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ
نَزَلْنَا إِلَى مِيرَا لِيكِيَّةَ. 6فَإِذْ وَجَدَ قَائِدُ \لْمِئَةِ
هُنَاكَ سَفِينَةً إِسْكَنْدَرِيَّةً مُسَافِرَةً إِلَى إِيطَالِيَا
أَدْخَلَنَا فِيهَا. 7وَلَمَّا كُنَّا نُسَافِرُ رُوَيْداً أَيَّاماً
كَثِيرَةً وَبِالْجَهْدِ صِرْنَا بِقُرْبِ كِنِيدُسَ وَلَمْ تُمَكِّنَّا
\لرِّيحُ أَكْثَرَ سَافَرْنَا مِنْ تَحْتِ كِرِيتَ بِقُرْبِ سَلْمُونِي.
8وَلَمَّا تَجَاوَزْنَاهَا بِالْجَهْدِ جِئْنَا إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ
«الْمَوَانِي \لْحَسَنَةُ» \لَّتِي بِقُرْبِهَا مَدِينَةُ لَسَائِيَةَ.
9وَلَمَّا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ وَصَارَ \لسَّفَرُ فِي \لْبَحْرِ خَطِراً
إِذْ كَانَ \لصَّوْمُ أَيْضاً قَدْ مَضَى جَعَلَ بُولُسُ يُنْذِرُهُمْ
10قَائِلاً: «أَيُّهَا \لرِّجَالُ أَنَا أَرَى أَنَّ هَذَا \لسَّفَرَ
عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بِضَرَرٍ وَخَسَارَةٍ كَثِيرَةٍ لَيْسَ لِلشَّحْنِ وَ\لسَّفِينَةِ
فَقَطْ بَلْ لأَنْفُسِنَا أَيْضاً». 11وَلَكِنْ كَانَ قَائِدُ \لْمِئَةِ
يَنْقَادُ إِلَى رُبَّانِ \لسَّفِينَةِ وَإِلَى صَاحِبِهَا أَكْثَرَ مِمَّا
إِلَى قَوْلِ بُولُسَ. 12وَلأَنَّ مَوْقِعَ \لْمِينَا لَمْ يَكُنْ صَالِحاً
لِلْمَشْتَى \سْتَقَرَّ رَأْيُ أَكْثَرِهِمْ أَنْ يُقْلِعُوا مِنْ هُنَاكَ
أَيْضاً عَسَى أَنْ يُمْكِنَهُمُ \لإِقْبَالُ إِلَى فِينِكْسَ لِيَشْتُوا
فِيهَا. وَهِيَ مِينَا فِي كِرِيتَ تَنْظُرُ نَحْوَ \لْجَنُوبِ وَ\لشَّمَالِ
\لْغَرْبِيَّيْنِ. 13فَلَمَّا نَسَّمَتْ رِيحٌ جَنُوبٌ ظَنُّوا أَنَّهُمْ
قَدْ مَلَكُوا مَقْصَدَهُمْ فَرَفَعُوا \لْمِرْسَاةَ وَطَفِقُوا
يَتَجَاوَزُونَ كِرِيتَ عَلَى أَكْثَرِ قُرْبٍ. 14وَلَكِنْ بَعْدَ قَلِيلٍ
هَاجَتْ عَلَيْهَا رِيحٌ زَوْبَعِيَّةٌ يُقَالُ لَهَا «أُورُوكْلِيدُونُ».
15فَلَمَّا خُطِفَتِ \لسَّفِينَةُ وَلَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُقَابِلَ
\لرِّيحَ سَلَّمْنَا فَصِرْنَا نُحْمَلُ. 16فَجَرَيْنَا تَحْتَ جَزِيرَةٍ
يُقَالُ لَهَا «كَلَوْدِي» وَبِالْجَهْدِ قَدِرْنَا أَنْ نَمْلِكَ
\لْقَارِبَ. 17وَلَمَّا رَفَعُوهُ طَفِقُوا يَسْتَعْمِلُونَ مَعُونَاتٍ
حَازِمِينَ \لسَّفِينَةَ وَإِذْ كَانُوا خَائِفِينَ أَنْ يَقَعُوا فِي \لسِّيرْتِسِ
أَنْزَلُوا \لْقُلُوعَ وَهَكَذَا كَانُوا يُحْمَلُونَ. 18وَإِذْ كُنَّا فِي
نَوْءٍ عَنِيفٍ جَعَلُوا يُفَرِّغُونَ فِي \لْغَدِ. 19وَفِي \لْيَوْمِ
\لثَّالِثِ رَمَيْنَا بِأَيْدِينَا أَثَاثَ \لسَّفِينَةِ. 20وَإِذْ لَمْ
تَكُنِ \لشَّمْسُ وَلاَ \لنُّجُومُ تَظْهَرُ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَ\شْتَدَّ
عَلَيْنَا نَوْءٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ \نْتُزِعَ أَخِيراً كُلُّ رَجَاءٍ فِي
نَجَاتِنَا. 21فَلَمَّا حَصَلَ صَوْمٌ كَثِيرٌ حِينَئِذٍ وَقَفَ بُولُسُ
فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ: «كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا \لرِّجَالُ أَنْ
تُذْعِنُوا لِي وَلاَ تُقْلِعُوا مِنْ كِرِيتَ فَتَسْلَمُوا مِنْ هَذَا
\لضَّرَرِ وَ\لْخَسَارَةِ. 22وَالآنَ أُنْذِرُكُمْ أَنْ تُسَرُّوا لأَنَّهُ
لاَ تَكُونُ خَسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ إِلاَّ \لسَّفِينَةَ.
23لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هَذِهِ \للَّيْلَةَ مَلاَكُ \لإِلَهِ \لَّذِي أَنَا
لَهُ وَ\لَّذِي أَعْبُدُهُ 24قَائِلاً: لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ. يَنْبَغِي
لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ \للهُ جَمِيعَ
\لْمُسَافِرِينَ مَعَكَ. 25لِذَلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا \لرِّجَالُ لأَنِّي
أُومِنُ بِاللَّهِ أَنَّهُ يَكُونُ هَكَذَا كَمَا قِيلَ لِي. 26وَلَكِنْ
لاَ بُدَّ أَنْ نَقَعَ عَلَى جَزِيرَةٍ». 27فَلَمَّا كَانَتِ \للَّيْلَةُ
\لرَّابِعَةُ عَشْرَةُ وَنَحْنُ نُحْمَلُ تَائِهِينَ فِي بَحْرِ أَدْرِيَا
ظَنَّ \لنُّوتِيَّةُ نَحْوَ نِصْفِ \للَّيْلِ أَنَّهُمُ \قْتَرَبُوا إِلَى
بَرٍّ. 28فَقَاسُوا وَوَجَدُوا عِشْرِينَ قَامَةً. وَلَمَّا مَضَوْا
قَلِيلاً قَاسُوا أَيْضاً فَوَجَدُوا خَمْسَ عَشْرَةَ قَامَةً. 29وَإِذْ
كَانُوا يَخَافُونَ أَنْ يَقَعُوا عَلَى مَوَاضِعَ صَعْبَةٍ رَمَوْا مِنَ
\لْمُؤَخَّرِ أَرْبَعَ مَرَاسٍ وَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَصِيرَ
\لنَّهَارُ. 30وَلَمَّا كَانَ \لنُّوتِيَّةُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَهْرُبُوا
مِنَ \لسَّفِينَةِ وَأَنْزَلُوا \لْقَارِبَ إِلَى \لْبَحْرِ بِعِلَّةِ
أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَمُدُّوا مَرَاسِيَ مِنَ \لْمُقَدَّمِ 31قَالَ
بُولُسُ لِقَائِدِ \لْمِئَةِ وَ\لْعَسْكَرِ: «إِنْ لَمْ يَبْقَ هَؤُلاَءِ
فِي \لسَّفِينَةِ فَأَنْتُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْجُوا». 32حِينَئِذٍ
قَطَعَ \لْعَسْكَرُ حِبَالَ \لْقَارِبِ وَتَرَكُوهُ يَسْقُطُ. 33وَحَتَّى
قَارَبَ أَنْ يَصِيرَ \لنَّهَارُ كَانَ بُولُسُ يَطْلُبُ إِلَى \لْجَمِيعِ
أَنْ يَتَنَاوَلُوا طَعَاماً قَائِلاً: «هَذَا هُوَ \لْيَوْمُ \لرَّابِعُ
عَشَرَ وَأَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ لاَ تَزَالُونَ صَائِمِينَ وَلَمْ
تَأْخُذُوا شَيْئاً. 34لِذَلِكَ أَلْتَمِسُ مِنْكُمْ أَنْ تَتَنَاوَلُوا
طَعَاماً لأَنَّ هَذَا يَكُونُ مُفِيداً لِنَجَاتِكُمْ لأَنَّهُ لاَ
تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِ وَاحِدٍ مِنْكُمْ». 35وَلَمَّا قَالَ هَذَا
أَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ \للهَ أَمَامَ \لْجَمِيعِ وَكَسَّرَ وَ\بْتَدَأَ
يَأْكُلُ. 36فَصَارَ \لْجَمِيعُ مَسْرُورِينَ وَأَخَذُوا هُمْ أَيْضاً
طَعَاماً. 37وَكُنَّا فِي \لسَّفِينَةِ جَمِيعُ \لأَنْفُسِ مِئَتَيْنِ
وَسِتَّةً وَسَبْعِينَ. 38وَلَمَّا شَبِعُوا مِنَ \لطَّعَامِ طَفِقُوا
يُخَفِّفُونَ \لسَّفِينَةَ طَارِحِينَ \لْحِنْطَةَ فِي \لْبَحْرِ.
39وَلَمَّا صَارَ \لنَّهَارُ لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ \لأَرْضَ
وَلَكِنَّهُمْ أَبْصَرُوا خَلِيجاً لَهُ شَاطِئٌ فَأَجْمَعُوا أَنْ
يَدْفَعُوا إِلَيْهِ \لسَّفِينَةَ إِنْ أَمْكَنَهُمْ. 40فَلَمَّا نَزَعُوا
\لْمَرَاسِيَ تَارِكِينَ إِيَّاهَا فِي \لْبَحْرِ وَحَلُّوا رُبُطَ
\لدَّفَّةِ أَيْضاً رَفَعُوا قِلْعاً لِلرِّيحِ \لْهَابَّةِ وَأَقْبَلُوا
إِلَى \لشَّاطِئِ. 41وَإِذْ وَقَعُوا عَلَى مَوْضِعٍ بَيْنَ بَحْرَيْنِ
شَطَّطُوا \لسَّفِينَةَ فَارْتَكَزَ \لْمُقَدَّمُ وَلَبِثَ لاَ
يَتَحَرَّكُ. وَأَمَّا \لْمؤَخَّرُ فَكَانَ يَنْحَلُّ مِنْ عُنْفِ
\لأَمْوَاجِ. 42فَكَانَ رَأْيُ \لْعَسْكَرِ أَنْ يَقْتُلُوا \لأَسْرَى
لِئَلاَّ يَسْبَحَ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَيَهْرُبَ. 43وَلَكِنَّ قَائِدَ \لْمِئَةِ
إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُسَ مَنَعَهُمْ مِنْ هَذَا
\لرَّأْيِ وَأَمَرَ أَنَّ \لْقَادِرِينَ عَلَى \لسِّبَاحَةِ يَرْمُونَ
أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً فَيَخْرُجُونَ إِلَى \لْبَرِّ 44وَالْبَاقِينَ
بَعْضُهُمْ عَلَى أَلْوَاحٍ وَبَعْضُهُمْ عَلَى قِطَعٍ مِنَ \لسَّفِينَةِ.
فَهَكَذَا حَدَثَ أَنَّ \لْجَمِيعَ نَجَوْا إِلَى \لْبَرِّ.
1وَلَمَّا
نَجَوْا وَجَدُوا أَنَّ \لْجَزِيرَةَ تُدْعَى مَلِيطَةَ. 2فَقَدَّمَ
أَهْلُهَا \لْبَرَابِرَةُ لَنَا إِحْسَاناً غَيْرَ \لْمُعْتَادِ لأَنَّهُمْ
أَوْقَدُوا نَاراً وَقَبِلُوا جَمِيعَنَا مِنْ أَجْلِ \لْمَطَرِ \لَّذِي
أَصَابَنَا وَمِنْ أَجْلِ \لْبَرْدِ. 3فَجَمَعَ بُولُسُ كَثِيراً مِنَ
\لْقُضْبَانِ وَوَضَعَهَا عَلَى \لنَّارِ فَخَرَجَتْ مِنَ \لْحَرَارَةِ
أَفْعَى وَنَشِبَتْ فِي يَدِهِ. 4فَلَمَّا رَأَى \لْبَرَابِرَةُ \لْوَحْشَ
مُعَلَّقاً بِيَدِهِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ بُدَّ أَنَّ هَذَا
\لإِنْسَانَ قَاتِلٌ لَمْ يَدَعْهُ \لْعَدْلُ يَحْيَا وَلَوْ نَجَا مِنَ
\لْبَحْرِ». 5فَنَفَضَ هُوَ \لْوَحْشَ إِلَى \لنَّارِ وَلَمْ يَتَضَرَّرْ
بِشَيْءٍ رَدِيءٍ. 6وَأَمَّا هُمْ فَكَانُوا يَنْتَظِرُونَ أَنَّهُ عَتِيدٌ
أَنْ يَنْتَفِخَ أَوْ يَسْقُطَ بَغْتَةً مَيْتاً. فَإِذِ \نْتَظَرُوا
كَثِيراً وَرَأَوْا أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ شَيْءٌ مُضِرٌّ تَغَيَّرُوا
وَقَالُوا: «هُوَ إِلَهٌ!». 7وَكَانَ فِي مَا حَوْلَ ذَلِكَ \لْمَوْضِعِ
ضِيَاعٌ لِمُقَدَّمِ \لْجَزِيرَةِ \لَّذِي \سْمُهُ بُوبْلِيُوسُ. فَهَذَا
قَبِلَنَا وَأَضَافَنَا بِمُلاَطَفَةٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. 8فَحَدَثَ أَنَّ
أَبَا بُوبْلِيُوسَ كَانَ مُضْطَجِعاً مُعْتَرًى بِحُمَّى وَسَحْجٍ.
فَدَخَلَ إِلَيْهِ بُولُسُ وَصَلَّى وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ فَشَفَاهُ.
9فَلَمَّا صَارَ هَذَا كَانَ \لْبَاقُونَ \لَّذِينَ بِهِمْ أَمْرَاضٌ فِي
\لْجَزِيرَةِ يَأْتُونَ وَيُشْفَوْنَ. 10فَأَكْرَمَنَا هَؤُلاَءِ
إِكْرَامَاتٍ كَثِيرَةً. وَلَمَّا أَقْلَعْنَا زَوَّدُونَا بِمَا يُحْتَاجُ
إِلَيْهِ. 11وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ أَقْلَعْنَا فِي سَفِينَةٍ
إِسْكَنْدَرِيَّةٍ مَوْسُومَةٍ بِعَلاَمَةِ \لْجَوْزَاءِ كَانَتْ قَدْ
شَتَتْ فِي \لْجَزِيرَةِ. 12فَنَزَلْنَا إِلَى سِيرَاكُوسَ وَمَكَثْنَا
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. 13ثُمَّ مِنْ هُنَاكَ دُرْنَا وَأَقْبَلْنَا إِلَى
رِيغِيُونَ. وَبَعْدَ يَوْمٍ وَاحِدٍ حَدَثَتْ رِيحٌ جَنُوبٌ فَجِئْنَا فِي
\لْيَوْمِ \لثَّانِي إِلَى بُوطِيُولِي 14حَيْثُ وَجَدْنَا إِخْوَةً
فَطَلَبُوا إِلَيْنَا أَنْ نَمْكُثَ عِنْدَهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
وَهَكَذَا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ. 15وَمِنْ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعَ
\لإِخْوَةُ بِخَبَرِنَا خَرَجُوا لاِسْتِقْبَالِنَا إِلَى فُورُنِ
أَبِّيُوسَ وَ\لثَّلاَثَةِ \لْحَوَانِيتِ. فَلَمَّا رَآهُمْ بُولُسُ شَكَرَ
\للهَ وَتَشَجَّعَ. 16وَلَمَّا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ سَلَّمَ قَائِدُ
\لْمِئَةِ \لأَسْرَى إِلَى رَئِيسِ \لْمُعَسْكَرِ وَأَمَّا بُولُسُ
فَأُذِنَ لَهُ أَنْ يُقِيمَ وَحْدَهُ مَعَ \لْعَسْكَرِيِّ \لَّذِي كَانَ
يَحْرُسُهُ. 17وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ \سْتَدْعَى بُولُسُ \لَّذِينَ
كَانُوا وُجُوهَ \لْيَهُودِ. فَلَمَّا \جْتَمَعُوا قَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا
\لرِّجَالُ \لإِخْوَةُ مَعَ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ شَيْئاً ضِدَّ \لشَّعْبِ
أَوْ عَوَائِدِ \لآبَاءِ أُسْلِمْتُ مُقَيَّداً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى
أَيْدِي \لرُّومَانِ 18الَّذِينَ لَمَّا فَحَصُوا كَانُوا يُرِيدُونَ أَنْ
يُطْلِقُونِي لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِيَّ عِلَّةٌ وَاحِدَةٌ لِلْمَوْتِ.
19وَلَكِنْ لَمَّا قَاوَمَ \لْيَهُودُ \ضْطُرِرْتُ أَنْ أَرْفَعَ دَعْوَايَ
إِلَى قَيْصَرَ - لَيْسَ كَأَنَّ لِي شَيْئاً لأَشْتَكِيَ بِهِ عَلَى
أُمَّتِي. 20فَلِهَذَا \لسَّبَبِ طَلَبْتُكُمْ لأَرَاكُمْ وَأُكَلِّمَكُمْ
لأَنِّي مِنْ أَجْلِ رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ مُوثَقٌ بِهَذِهِ
\لسِّلْسِلَةِ». 21فَقَالُوا لَهُ: «نَحْنُ لَمْ نَقْبَلْ كِتَابَاتٍ فِيكَ
مِنَ \لْيَهُودِيَّةِ وَلاَ أَحَدٌ مِنَ \لإِخْوَةِ جَاءَ فَأَخْبَرَنَا
أَوْ تَكَلَّمَ عَنْكَ بِشَيْءٍ رَدِيٍّ. 22وَلَكِنَّنَا نَسْتَحْسِنُ أَنْ
نَسْمَعَ مِنْكَ مَاذَا تَرَى لأَنَّهُ مَعْلُومٌ عِنْدَنَا مِنْ جِهَةِ
هَذَا \لْمَذْهَبِ أَنَّهُ يُقَاوَمُ فِي كُلِّ مَكَانٍ». 23فَعَيَّنُوا
لَهُ يَوْماً فَجَاءَ إِلَيْهِ كَثِيرُونَ إِلَى \لْمَنْزِلِ فَطَفِقَ
يَشْرَحُ لَهُمْ شَاهِداً بِمَلَكُوتِ \للهِ وَمُقْنِعاً إِيَّاهُمْ مِنْ
نَامُوسِ مُوسَى وَ\لأَنْبِيَاءِ بِأَمْرِ يَسُوعَ مِنَ \لصَّبَاحِ إِلَى
\لْمَسَاءِ. 24فَاقْتَنَعَ بَعْضُهُمْ بِمَا قِيلَ وَبَعْضُهُمْ لَمْ
يُؤْمِنُوا. 25فَانْصَرَفُوا وَهُمْ غَيْرُ مُتَّفِقِينَ بَعْضُهُمْ مَعَ
بَعْضٍ لَمَّا قَالَ بُولُسُ كَلِمَةً وَاحِدَةً: «إِنَّهُ حَسَناً كَلَّمَ
\لرُّوحُ \لْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ \لنَّبِيِّ 26قَائِلاً:
\ذْهَبْ إِلَى هَذَا \لشَّعْبِ وَقُلْ: سَتَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ
تَفْهَمُونَ وَسَتَنْظُرُونَ نَظَراً وَلاَ تُبْصِرُونَ. 27لأَنَّ قَلْبَ
هَذَا \لشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ وَبِآذَانِهِمْ سَمِعُوا ثَقِيلاً
وَأَعْيُنُهُمْ أَغْمَضُوهَا. لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِأَعْيُنِهِمْ
وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا
فَأَشْفِيَهُمْ. 28فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ أَنَّ خَلاَصَ \للهِ
قَدْ أُرْسِلَ إِلَى \لْأُمَمِ وَهُمْ سَيَسْمَعُونَ». 29وَلَمَّا قَالَ
هَذَا مَضَى \لْيَهُودُ وَلَهُمْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ.
30وَأَقَامَ بُولُسُ سَنَتَينِ كَامِلَتَينِ فِي بَيْتٍ \سْتَأْجَرَهُ
لِنَفْسِهِ. وَكَانَ يَقْبَلُ جَمِيعَ \لَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ
31كَارِزاً بِمَلَكُوتِ \للهِ وَمُعَلِّماً بِأَمْرِ \لرَّبِّ يَسُوعَ
\لْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ بِلاَ مَانِعٍ. |