
اَلأَصْحَاحُ
الأَوَّلُ
1
يَعْقُوبُ، عَبْدُ
اللَّهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ،
يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى
الاِثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً
الَّذِينَ فِي
الشَّتَاتِ. 2اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ
فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، 3عَالِمِينَ أَنَّ
امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ
يُنْشِئُ صَبْراً. 4وَأَمَّا
الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ،
لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.
5وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ
اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي
الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ،
فَسَيُعْطَى لَهُ. 6وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ
الْبَتَّةَ،
لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ
الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ
الرِّيحُ
وَتَدْفَعُهُ. 7فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ
الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً
مِنْ عِنْدِ
الرَّبِّ. 8رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي
جَمِيعِ طُرُقِهِ. 9وَلْيَفْتَخِرِ
الأَخُ الْمُتَّضِعُ بِارْتِفَاعِهِ،
10وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ
الْعُشْبِ
يَزُولُ. 11لأَنَّ
الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ
الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هَكَذَا
يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضاً فِي طُرُقِهِ. 12طُوبَى لِلرَّجُلِ
الَّذِي
يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ
الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ
الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. 13لاَ
يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ
اللَّهِ، لأَنَّ
اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.
14وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا
انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ
شَهْوَتِهِ. 15ثُمَّ
الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً،
وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً. 16لاَ تَضِلُّوا يَا
إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. 17كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ
تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي
الأَنْوَارِ،
الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. 18شَاءَ
فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ
الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ
خَلاَئِقِهِ. 19إِذاً يَا إِخْوَتِي
الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ
إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي
الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي
التَّكَلُّمِ،
مُبْطِئاً فِي
الْغَضَبِ، 20لأَنَّ غَضَبَ
الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ
اللَّهِ. 21لِذَلِكَ
اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ.
فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ
الْكَلِمَةَ
الْمَغْرُوسَةَ
الْقَادِرَةَ أَنْ
تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. 22وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ
سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. 23لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ
سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً
نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، 24فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ
وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. 25وَلَكِنْ مَنِ
اطَّلَعَ عَلَى
النَّامُوسِ
الْكَامِلِ - نَامُوسِ
الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ
لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ
مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ. 26إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ
دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ،
فَدِيَانَةُ هَذَا بَاطِلَةٌ. 27اَلدِّيَانَةُ
الطَّاهِرَةُ
النَّقِيَّةُ
عِنْدَ اللَّهِ
الآبِ هِيَ هَذِهِ:
افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ
فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ
الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ
الْعَالَمِ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي
1يَا
إِخْوَتِي، لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ
الْمَسِيحِ، رَبِّ
الْمَجْدِ، فِي
الْمُحَابَاةِ. 2فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِكُمْ
رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ فِي لِبَاسٍ بَهِيٍّ، وَدَخَلَ أَيْضاً فَقِيرٌ
بِلِبَاسٍ وَسِخٍ، 3فَنَظَرْتُمْ إِلَى
اللاَّبِسِ اللِّبَاسَ
الْبَهِيَّ
وَقُلْتُمْ لَهُ: «اجْلِسْ أَنْتَ هُنَا حَسَناً». وَقُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ:
«قِفْ أَنْتَ هُنَاكَ» أَوِ: «اجْلِسْ هُنَا تَحْتَ مَوْطِئِ قَدَمَيَّ»
4فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ
أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟ 5اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي
الأَحِبَّاءَ، أَمَا
اخْتَارَ اللَّهُ فُقَرَاءَ هَذَا
الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي
الإِيمَانِ،
وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ
الَّذِي وَعَدَ بِهِ
الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟
6وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ
الْفَقِيرَ. أَلَيْسَ
الأَغْنِيَاءُ
يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إِلَى
الْمَحَاكِمِ؟
7أَمَا هُمْ يُجَدِّفُونَ عَلَى
الاِسْمِ الْحَسَنِ
الَّذِي دُعِيَ بِهِ
عَلَيْكُمْ؟ 8فَإِنْ كُنْتُمْ تُكَمِّلُونَ
النَّامُوسَ
الْمُلُوكِيَّ
حَسَبَ الْكِتَابِ «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَحَسَناً تَفْعَلُونَ.
9وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ تَفْعَلُونَ خَطِيَّةً، مُوَبَّخِينَ
مِنَ النَّامُوسِ كَمُتَعَدِّينَ. 10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ
النَّامُوسِ،
وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي
الْكُلِّ.
11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ».
فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً
النَّامُوسَ. 12هَكَذَا تَكَلَّمُوا وَهَكَذَا
افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ
تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ
الْحُرِّيَّةِ. 13لأَنَّ
الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ
رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى
الْحُكْمِ. 14مَا
الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ
لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ
الإِيمَانُ
أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ 15إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ
وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ
الْيَوْمِيِّ، 16فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ:
«امْضِيَا بِسَلاَمٍ،
اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا
حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا
الْمَنْفَعَةُ؟ 17هَكَذَا
الإِيمَانُ أَيْضاً،
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18لَكِنْ يَقُولُ
قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي
إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي.
19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ
اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ.
وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ
أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا
الإِنْسَانُ
الْبَاطِلُ أَنَّ
الإِيمَانَ بِدُونِ
أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا
بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ
ابْنَهُ عَلَى
الْمَذْبَحِ؟
22فَتَرَى أَنَّ
الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ
أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ
الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ
إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ
اللَّهِ.
24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ
الإِنْسَانُ، لاَ
بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ
الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا
تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ
الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي
طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ
الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ،
هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ
1لاَ
تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا
نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ! 2لأَنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ
نَعْثُرُ جَمِيعُنَا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي
الْكَلاَمِ
فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ
الْجَسَدِ أَيْضاً.
3هُوَذَا الْخَيْلُ، نَضَعُ
اللُّجُمَ فِي أَفْوَاهِهَا لِكَيْ
تُطَاوِعَنَا، فَنُدِيرَ جِسْمَهَا كُلَّهُ. 4هُوَذَا
السُّفُنُ أَيْضاً،
وَهِيَ عَظِيمَةٌ بِهَذَا
الْمِقْدَارِ، وَتَسُوقُهَا رِيَاحٌ عَاصِفَةٌ،
تُدِيرُهَا دَفَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدّاً إِلَى حَيْثُمَا شَاءَ قَصْدُ
الْمُدِيرِ. 5هَكَذَا
اللِّسَانُ أَيْضاً، هُوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ
وَيَفْتَخِرُ مُتَعَظِّماً. هُوَذَا نَارٌ قَلِيلَةٌ، أَيَّ وُقُودٍ
تُحْرِقُ؟ 6فَاللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ
الإِثْمِ. هَكَذَا جُعِلَ فِي
أَعْضَائِنَا
اللِّسَانُ،
الَّذِي يُدَنِّسُ
الْجِسْمَ كُلَّهُ، وَيُضْرِمُ
دَائِرَةَ الْكَوْنِ، وَيُضْرَمُ مِنْ جَهَنَّمَ. 7لأَنَّ كُلَّ طَبْعٍ
لِلْوُحُوشِ وَالطُّيُورِ وَالّزَحَّافَاتِ وَالْبَحْرِيَّاتِ يُذَلَّلُ،
وَقَدْ تَذَلَّلَ لِلطَّبْعِ
الْبَشَرِيِّ. 8وَأَمَّا
اللِّسَانُ فَلاَ
يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ
النَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لاَ
يُضْبَطُ، مَمْلُّوٌ سُمّاً مُمِيتاً. 9بِهِ نُبَارِكُ
اللَّهَ الآبَ،
وَبِهِ نَلْعَنُ
النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ
اللَّهِ. 10مِنَ
الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ
يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هَذِهِ
الْأُمُورُ هَكَذَا!
11أَلَعَلَّ يَنْبُوعاً يُنْبِعُ مِنْ نَفْسِ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ
الْعَذْبَ
وَالْمُرَّ؟ 12هَلْ تَقْدِرُ يَا إِخْوَتِي تِينَةٌ أَنْ تَصْنَعَ
زَيْتُوناً، أَوْ كَرْمَةٌ تِيناً؟ وَلاَ كَذَلِكَ يَنْبُوعٌ يَصْنَعُ
مَاءً مَالِحاً وَعَذْباً! 13مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ
فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ
الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ
الْحِكْمَةِ.
14وَلَكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَّزُبٌ فِي
قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى
الْحَقِّ. 15لَيْسَتْ
هَذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ
نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. 16لأَنَّهُ حَيْثُ
الْغَيْرَةُ
وَالتَّحَّزُبُ هُنَاكَ
التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ. 17وَأَمَّا
الْحِكْمَةُ
الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ
مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً
وَأَثْمَاراً صَالِحَةً، عَدِيمَةُ
الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ. 18وَثَمَرُ
الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي
السَّلاَمِ مِنَ
الَّذِينَ يَفْعَلُونَ
السَّلاَمَ.
اَلأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ
1رِبَةِ
فِي أَعْضَائِكُمْ؟ 2تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ
وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا. تُخَاصِمُونَ
وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ.
3تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيّاً
لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ. 4أَيُّهَا
الّزُنَاةُ وَالّزَوَانِي،
أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ
الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ؟ فَمَنْ
أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبّاً لِلْعَالَمِ فَقَدْ صَارَ عَدُّواً لِلَّهِ.
5أَمْ تَظُنُّونَ أَنَّ
الْكِتَابَ يَقُولُ بَاطِلاً:
الرُّوحُ الَّذِي
حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى
الْحَسَدِ؟ 6وَلَكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً
أَعْظَمَ. لِذَلِكَ يَقُولُ: «يُقَاوِمُ
اللَّهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ،
وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». 7فَاخْضَعُوا
لِلَّهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. 8اِقْتَرِبُوا إِلَى
اللَّهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا
الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي
الرَّأْيَيْنِ.
9اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضِحْكُكُمْ إِلَى نَوْحٍ
وَفَرَحُكُمْ إِلَى غَمٍّ. 10اِتَّضِعُوا قُدَّامَ
الرَّبِّ
فَيَرْفَعَكُمْ. 11لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُّهَا
الإِخْوَةُ.
الَّذِي يَذُمُّ أَخَاهُ وَيَدِينُ أَخَاهُ يَذُمُّ
النَّامُوسَ وَيَدِينُ
النَّامُوسَ. وَإِنْ كُنْتَ تَدِينُ
النَّامُوسَ فَلَسْتَ عَامِلاً
بِالنَّامُوسِ، بَلْ دَيَّاناً لَهُ. 12وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ
النَّامُوسِ،
الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ
غَيْرَكَ؟ 13هَلُمَّ
الآنَ أَيُّهَا
الْقَائِلُونَ: «نَذْهَبُ
الْيَوْمَ
أَوْ غَداً إِلَى هَذِهِ
الْمَدِينَةِ أَوْ تِلْكَ، وَهُنَاكَ نَصْرِفُ
سَنَةً وَاحِدَةً وَنَتَّجِرُ وَنَرْبَحُ». 14أَنْتُمُ
الَّذِينَ لاَ
تَعْرِفُونَ أَمْرَ
الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا
بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. 15عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا:
«إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هَذَا أَوْ ذَاكَ». 16وَأَمَّا
الآنَ فَإِنَّكُمْ تَفْتَخِرُونَ فِي تَعَظُّمِكُمْ. كُلُّ
افْتِخَارٍ
مِثْلُ هَذَا رَدِيءٌ. 17فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَناً وَلاَ
يَعْمَلُ، فَذَلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ.
1هَلُمَّ
الآنَ أَيُّهَا
الأَغْنِيَاءُ،
ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ
الْقَادِمَةِ. 2غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا
الْعُثُّ.
3ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً
عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي
الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ. 4هُوَذَا أُجْرَةُ
الْفَعَلَةِ
الَّذِينَ حَصَدُوا
حُقُولَكُمُ
الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ
الْحَصَّادِينَ
قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ
الْجُنُودِ. 5قَدْ تَرَفَّهْتُمْ عَلَى
الأَرْضِ وَتَنَعَّمْتُمْ وَرَبَّيْتُمْ قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي يَوْمِ
الذَّبْحِ. 6حَكَمْتُمْ عَلَى
الْبَارِّ. قَتَلْتُمُوهُ. لاَ
يُقَاوِمُكُمْ! 7فَتَأَنَّوْا أَيُّهَا
الإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ
الرَّبِّ.
هُوَذَا الْفَلاَّحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ
الأَرْضِ الثَّمِينَ مُتَأَنِّياً
عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ
الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ.
8فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ
الرَّبِّ
قَدِ اقْتَرَبَ. 9لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَيُّهَا
الإِخْوَةُ
لِئَلاَّ تُدَانُوا. هُوَذَا
الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ
الْبَابِ.
10خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالاً لاِحْتِمَالِ
الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ:
الأَنْبِيَاءَ
الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ
الرَّبِّ. 11هَا نَحْنُ
نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ
عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ
الرَّبَّ كَثِيرُ
الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ.
12وَلَكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي لاَ تَحْلِفُوا لاَ
بِالسَّمَاءِ وَلاَ بِالأَرْضِ وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ
نَعَمْكُمْ نَعَمْ وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ.
13أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟
فَلْيُرَتِّلْ. 14أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ
الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ
الرَّبِّ، 15وَصَلاَةُ
الإِيمَانِ تَشْفِي
الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ
يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ.
16اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالّزَلاَّتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ
لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا. طِلْبَةُ
الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً
فِي فِعْلِهَا. 17كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَاناً تَحْتَ
الآلاَمِ مِثْلَنَا،
وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى
الأَرْضِ
ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. 18ثُمَّ صَلَّى أَيْضاً فَأَعْطَتِ
السَّمَاءُ مَطَراً وَأَخْرَجَتِ
الأَرْضُ ثَمَرَهَا. 19أَيُّهَا
الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ
الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ،
20فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئاً عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ
يُخَلِّصُ نَفْساً مِنَ
الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ
الْخَطَايَا.
|