اَلأَصْحَاحُ
الأَوَّلُ
1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ
ابْنِ إِبْراهِيمَ. 2إِبْراهِيمُ وَلَدَ
إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا
وَإِخْوَتَهُ. 3وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ.
وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. 4وَأَرَامُ
وَلَدَ عَمِّينَادَابَ. وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ. وَنَحْشُونُ
وَلَدَ سَلْمُونَ. 5وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ
وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. 6وَيَسَّى
وَلَدَ دَاوُدَ
الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ
الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ
الَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ
وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ.
وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا.
9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ
وَلَدَ حَزَقِيَّا. 10وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ
آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. 11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا
وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا
وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ.
13وَزَرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُودَ. وَأَبِيهُودُ وَلَدَ أَلِيَاقِيمَ.
وَأَلِيَاقِيمُ وَلَدَ عَازُورَ. 14وَعَازُورُ وَلَدَ صَادُوقَ. وَصَادُوقُ
وَلَدَ أَخِيمَ. وَأَخِيمُ وَلَدَ أَلِيُودَ. 15وَأَلِيُودُ وَلَدَ
أَلِيعَازَرَ. وَأَلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّانَ. وَمَتَّانُ وَلَدَ
يَعْقُوبَ. 16وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ
الَّتِي وُلِدَ
مِنْهَا يَسُوعُ
الَّذِي يُدْعَى
الْمَسِيحَ. 17فَجَمِيعُ
الأَجْيَالِ مِنْ
إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى
سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى
الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.
18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ
مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ
يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا
هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ
الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ
الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ
لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ
ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ
تَأْخُذَ مَرْيَمَ
امْرَأَتَكَ لأَنَّ
الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ
مِنَ الرُّوحِ
الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ
ابْناً وَتَدْعُو
اسْمَهُ يَسُوعَ
لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ
لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ
الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا
الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ
ابْناً وَيَدْعُونَ
اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ»
(ﭐلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).
24فَلَمَّا
اسْتَيْقَظَ
يُوسُفُ مِنَ
النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ
الرَّبِّ وَأَخَذَ
امْرَأَتَهُ.
25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ
ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا
اسْمَهُ
يَسُوعَ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي
1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ
فِي بَيْتِ لَحْمِ
الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ
الْمَلِكِ
إِذَا مَجُوسٌ مِنَ
الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ
2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ
الْمَوْلُودُ مَلِكُ
الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا
رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي
الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».
3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ
الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ
مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ
الشَّعْبِ
وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ
الْمَسِيحُ؟» 5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ
لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ:
6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ
الصُّغْرَى بَيْنَ
رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي
إِسْرَائِيلَ».
7حِينَئِذٍ دَعَا
هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ
النَّجْمِ
الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ:
«ﭐذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ
الصَّبِيِّ وَمَتَى
وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ
لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ
الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا
النَّجْمُ
الَّذِي رَأَوْهُ فِي
الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ
فَوْقُ حَيْثُ كَانَ
الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا
النَّجْمَ فَرِحُوا
فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى
الْبَيْتِ وَرَأَوُا
الصَّبِيَّ
مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا
كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً.
12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى
هِيرُودُسَ انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.
13وَبَعْدَمَا
انْصَرَفُوا
إِذَا مَلاَكُ
الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ
وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى
أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ
الصَّبِيَّ
لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ
الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ
إِلَى مِصْرَ 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ
مَا قِيلَ مِنَ
الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ
ابْنِي».
16حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى
هِيرُودُسُ أَنَّ
الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً فَأَرْسَلَ
وَقَتَلَ جَمِيعَ
الصِّبْيَانِ
الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ
تُخُومِهَا مِنِ
ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ بِحَسَبِ
الزَّمَانِ الَّذِي
تَحَقَّقَهُ مِنَ
الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا
النَّبِيِّ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي
الرَّامَةِ نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ
كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ
تَتَعَزَّى لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».
19فَلَمَّا مَاتَ
هِيرُودُسُ إِذَا مَلاَكُ
الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي
مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ
الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى
أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ
الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ
نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ
الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ
إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ
يَمْلِكُ عَلَى
الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ خَافَ
أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ
انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي
الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ
يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:
«إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ
1وَفِي تِلْكَ
الأَيَّامِ
جَاءَ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ
الْيَهُودِيَّةِ
2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ
اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ
السَّماوَاتِ.
3فَإِنَّ هَذَا هُوَ
الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ
النَّبِيِّ:
صَوْتُ صَارِخٍ فِي
الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ
الرَّبِّ. اصْنَعُوا
سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». 4وَيُوحَنَّا هَذَا كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ
الإِبِلِ وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَكَانَ طَعَامُهُ
جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيّاً. 5حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ
وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ
الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ
6وَﭐعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي
الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ.
7فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ
مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى
مَعْمُودِيَّتِهِ قَالَ لَهُمْ: «يَا أَوْلاَدَ
الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ
أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ
الْغَضَبِ الآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ
بِالتَّوْبَةِ. 9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ:
لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ
اللَّهَ قَادِرٌ
أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ
الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ.
10وَﭐلآنَ قَدْ وُضِعَتِ
الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ
الشَّجَرِ فَكُلُّ
شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي
النَّارِ.
11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ
الَّذِي يَأْتِي
بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي
الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ
حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ وَنَارٍ. 12ﭐلَّذِي
رَفْشُهُ فِي يَدِهِ وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى
الْمَخْزَنِ وَأَمَّا
التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ».
13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ
مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى
الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ.
14وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ
مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» 15فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: «ﭐسْمَحِ
الآنَ
لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ
سَمَحَ لَهُ. 16فَلَمَّا
اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ
الْمَاءِ وَإِذَا
السَّمَاوَاتُ قَدِ
انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ
اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ
السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ
ابْنِي الْحَبِيبُ
الَّذِي بِهِ
سُرِرْتُ».
اَلأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ
1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ
إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ
الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ
مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً.
3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ
الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ
ابْنَ
اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ
الْحِجَارَةُ خُبْزاً». 4فَأَجَابَ:
«مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا
الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ
كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ
اللَّهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى
الْمَدِينَةِ
الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ
الْهَيْكَلِ
6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ
ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى
أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى
أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ
لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ
الرَّبَّ إِلَهَكَ».
8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ
جَمِيعَ مَمَالِكِ
الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ
هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ
يَسُوعُ: «ﭐذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ
تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ
وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.
12وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ
أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ
انْصَرَفَ إِلَى
الْجَلِيلِ. 13وَتَرَكَ
النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرِنَاحُومَ
الَّتِي عِنْدَ
الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ 14لِكَيْ يَتِمَّ مَا
قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ
النَّبِيِّ: 15«أَرْضُ زَبُولُونَ وَأَرْضُ
نَفْتَالِيمَ طَرِيقُ
الْبَحْرِ عَبْرُ
الأُرْدُنِّ جَلِيلُ
الأُمَمِ-
16ﭐلشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً وَالْجَالِسُونَ
فِي كُورَةِ
الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». 17مِنْ
ذَلِكَ الزَّمَانِ
ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا
لأَنَّهُ قَدِ
اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ».
18وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ
مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ
الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ
الَّذِي
يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي
الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 19فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ
وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ
النَّاسِ». 20فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا
الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. 21ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ
آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي
السَّفِينَةِ
مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا فَدَعَاهُمَا.
22فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا
السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.
23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ
كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ
الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي
الشَّعْبِ.
24فَذَاعَ خَبَرُهُ فِي جَمِيعِ سُورِيَّةَ. فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ
السُّقَمَاءِ
الْمُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وَأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ وَالْمَجَانِينَ
وَالْمَصْرُوعِينَ وَالْمَفْلُوجِينَ فَشَفَاهُمْ. 25فَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ
كَثِيرَةٌ مِنَ
الْجَلِيلِ وَالْعَشْرِ
الْمُدُنِ وَأُورُشَلِيمَ وَالْيَهُودِيَّةِ
وَمِنْ عَبْرِ
الأُرْدُنِّ.
اَلأَصْحَاحُ
الْخَامِسُ
1وَلَمَّا رَأَى
الْجُمُوعَ
صَعِدَ إِلَى
الْجَبَلِ فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ.
2فَعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: 3«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ
لَهُمْ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ. 4طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ
يَتَعَزَّوْنَ. 5طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ
الأَرْضَ.
6طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى
الْبِرِّ لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ.
7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 8طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ
الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ
اللَّهَ. 9طُوبَى لِصَانِعِي
السَّلاَمِ
لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ
اللَّهِ يُدْعَوْنَ. 10طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ
أَجْلِ الْبِرِّ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ. 11طُوبَى لَكُمْ
إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ
شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. 12ﭐِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا لأَنَّ
أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي
السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا
الأَنْبِيَاءَ
الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.
13«أَنْتُمْ مِلْحُ
الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ
الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ
يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ
النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ
الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى
مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً
وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ
الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى
الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ
لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي
الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا
قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ
الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا
أَبَاكُمُ الَّذِي فِي
السَّمَاوَاتِ.
17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي
جِئْتُ لأَنْقُضَ
النَّامُوسَ أَوِ
الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ
بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ
السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ
مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ
الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ
الْوَصَايَا
الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي
مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى
عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ. 20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى
الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ
لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ
السَّماوَاتِ.
21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ
قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ
الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ
عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ
الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ
لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ
الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا
أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. 23فَإِنْ قَدَّمْتَ
قُرْبَانَكَ إِلَى
الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ
شَيْئاً عَلَيْكَ 24فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ
الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ
أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ
قُرْبَانَكَ. 25كُنْ مُرَاضِياً لِخَصْمِكَ سَرِيعاً مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي
الطَّرِيقِ لِئَلَّا يُسَلِّمَكَ
الْخَصْمُ إِلَى
الْقَاضِي وَيُسَلِّمَكَ
الْقَاضِي إِلَى
الشُّرَطِيِّ فَتُلْقَى فِي
السِّجْنِ. 26اَلْحَقَّ
أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ
الْفَلْسَ
الأَخِيرَ!
27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ
قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى
امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى
بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ
الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ
فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ
أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.
30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ
الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا
عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ
يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.
31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ
فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ
مَنْ طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ
الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي
وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.
33«أَيْضاً سَمِعْتُمْ
أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ
أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا
الْبَتَّةَ
لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ
اللَّهِ 35وَلاَ بِالأَرْضِ
لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ
الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ
أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ
لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ
فَهُوَ مِنَ
الشِّرِّيرِ.
38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ
قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ
لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا
الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ
الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ
الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ
يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ
الرِّدَاءَ أَيْضاً.
41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ
اثْنَيْنِ. 42مَنْ
سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ
تَرُدَّهُ.
43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ
قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا
فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ.
أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ
الَّذِينَ يُسِيئُونَ
إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى
الأَشْرَارِ
وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى
الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ
إِنْ أَحْبَبْتُمُ
الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟
أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ
عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ
الْعَشَّارُونَ
أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟ 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ
أَبَاكُمُ الَّذِي فِي
السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.
اَلأَصْحَاحُ
السَّادِسُ
1«ﭐحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ
تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ
النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ وَإِلَّا
فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
2فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ كَمَا
يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي
الْمَجَامِعِ وَفِي
الأَزِقَّةِ لِكَيْ
يُمَجَّدُوا مِنَ
النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ
اسْتَوْفَوْا
أَجْرَهُمْ! 3وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ
شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ 4لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي
الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ
الَّذِي يَرَى فِي
الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ
عَلاَنِيَةً.
5«وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ
تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ
فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا
الشَّوَارِعِ لِكَيْ يَظْهَرُوا
لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ
اسْتَوْفَوْا
أَجْرَهُمْ! 6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى
مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ
الَّذِي فِي
الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ
الَّذِي يَرَى فِي
الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ
عَلاَنِيَةً. 7وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا
الْكَلاَمَ بَاطِلاً
كَالأُمَمِ فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ
يُسْتَجَابُ لَهُمْ. 8فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ
يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.
9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ
هَكَذَا: أَبَانَا
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ
اسْمُكَ.
10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي
السَّمَاءِ
كَذَلِكَ عَلَى
الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا
الْيَوْمَ.
12وَﭐغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً
لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ
نَجِّنَا مِنَ
الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ
الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ
إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ
زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ
السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ
لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ
أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.
16«وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ
تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ
وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ
اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. 17وَأَمَّا أَنْتَ
فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ 18لِكَيْ لاَ
تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأَبِيكَ
الَّذِي فِي الْخَفَاءِ.
فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي
الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.
19«لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ
كُنُوزاً عَلَى
الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ
السُّوسُ وَالصَّدَأُ وَحَيْثُ
يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. 20بَلِ
اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً
فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ
يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ 21لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ
هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً. 22سِرَاجُ
الْجَسَدِ هُوَ
الْعَيْنُ
فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً
23وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ
مُظْلِماً فَإِنْ كَانَ
النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ
يَكُونُ!
24«لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ
أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ
الْوَاحِدَ
وَيُحِبَّ الآخَرَ أَوْ يُلاَزِمَ
الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ
الآخَرَ. لاَ
تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا
اللَّهَ وَالْمَالَ.
25لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ:
لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ
وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ
الْحَيَاةُ أَفْضَلَ
مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ
اللِّبَاسِ؟ 26اُنْظُرُوا إِلَى
طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ
إِلَى مَخَازِنَ وَأَبُوكُمُ
السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ
أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ 27وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا
اهْتَمَّ
يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً؟ 28وَلِمَاذَا
تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ
الْحَقْلِ كَيْفَ
تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. 29وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ
وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
30فَإِنْ كَانَ عُشْبُ
الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ
الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ
غَداً فِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ
اللَّهُ هَكَذَا أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ
جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي
الإِيمَانِ؟ 31فَلاَ
تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا
نَلْبَسُ؟ 32فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا
الأُمَمُ. لأَنَّ
أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ
كُلِّهَا. 33لَكِنِ
اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ
اللَّهِ وَبِرَّهُ
وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. 34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ
الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي
اْيَوْمَ شَرُّهُ.
اَلأَصْحَاحُ
السَّابِعُ
1«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ
تُدَانُوا 2لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ
الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ
تُدَانُونَ وَبِالْكَيْلِ
الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ.
3وَلِمَاذَا تَنْظُرُ
الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَأَمَّا
الْخَشَبَةُ
الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ 4أَمْ كَيْفَ
تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ
الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ وَهَا
الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ. 5يَا مُرَائِي أَخْرِجْ أَوَّلاً
الْخَشَبَةَ
مِنْ عَيْنِكَ وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ
الْقَذَى مِنْ
عَيْنِ أَخِيكَ! 6لاَ تُعْطُوا
الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا
دُرَرَكُمْ قُدَّامَ
الْخَنَازِيرِ لِئَلَّا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا
وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.
7«ﭐِسْأَلُوا تُعْطَوْا.
اُطْلُبُوا تَجِدُوا.
اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. 8لأَنَّ كُلَّ مَنْ
يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ.
9أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ
ابْنُهُ خُبْزاً يُعْطِيهِ
حَجَراً؟ 10وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ 11فَإِنْ كُنْتُمْ
وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا
جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ
خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ. 12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ
يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ
افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ
لأَنَّ هَذَا هُوَ
النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.
13«ﭐُدْخُلُوا مِنَ
الْبَابِ الضَّيِّقِ لأَنَّهُ وَاسِعٌ
الْبَابُ وَرَحْبٌ
الطَّرِيقُ
الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى
الْهَلاَكِ وَكَثِيرُونَ هُمُ
الَّذِينَ
يَدْخُلُونَ مِنْهُ! 14مَا أَضْيَقَ
الْبَابَ وَأَكْرَبَ
الطَّرِيقَ
الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى
الْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ
الَّذِينَ
يَجِدُونَهُ!
15«ﭐِحْتَرِزُوا مِنَ
الأَنْبِيَاءِ
الْكَذَبَةِ
الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ
الْحُمْلاَنِ
وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ
تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ
الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ
الْحَسَكِ تِيناً؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً
جَيِّدَةً وَأَمَّا
الشَّجَرَةُ
الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً
رَدِيَّةً 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً
رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً.
19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي
النَّارِ. 20فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.
21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ
يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ. بَلِ
الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ
سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ
بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ
صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي
لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ!
اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي
الإِثْمِ!
24«فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ
أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى
بَيْتَهُ عَلَى
الصَّخْرِ. 25فَنَزَلَ
الْمَطَرُ وَجَاءَتِ
الأَنْهَارُ
وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ
الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ
لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى
الصَّخْرِ. 26وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ
أَقْوَالِي هَذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ جَاهِلٍ بَنَى
بَيْتَهُ عَلَى
الرَّمْلِ. 27فَنَزَلَ
الْمَطَرُ وَجَاءَتِ
الأَنْهَارُ
وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ وَصَدَمَتْ ذَلِكَ
الْبَيْتَ فَسَقَطَ وَكَانَ
سُقُوطُهُ عَظِيماً!». 28فَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ
الأَقْوَالَ
بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ 29لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ
كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّامِنُ
1وَلَمَّا نَزَلَ مِنَ
الْجَبَلِ تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ. 2وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ
وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ
تُطَهِّرَنِي». 3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ
فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ. 4فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:
«ﭐنْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ
لِلْكَاهِنِ وَقَدَّمِ الْقُرْبَانَ
الَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً
لَهُمْ».
5وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ
كَفْرَنَاحُومَ جَاءَ إِلَيْهِ قَائِدُ مِئَةٍ يَطْلُبُ إِلَيْهِ
6وَيَقُولُ: «يَا سَيِّدُ غُلاَمِي مَطْرُوحٌ فِي
الْبَيْتِ مَفْلُوجاً
مُتَعَذِّباً جِدَّاً». 7فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ».
8فَأَجَابَ قَائِدُ
الْمِئَةِ: «يَا سَيِّدُ لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ
تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي لَكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي.
9لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ
يَدِي. أَقُولُ لِهَذَا:
اذْهَبْ فَيَذْهَبُ وَلِآخَرَ:
اِيتِ فَيَأْتِي
وَلِعَبْدِيَ:
افْعَلْ هَذَا فَيَفْعَلُ». 10فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ
تَعَجَّبَ وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَمْ
أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَاناً بِمِقْدَارِ هَذَا. 11وَأَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ
الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ
وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ 12وَأَمَّا بَنُو
الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى
الظُّلْمَةِ
الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ
الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ
الأَسْنَانِ». 13ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِقَائِدِ
الْمِئَةِ: «ﭐذْهَبْ
وَكَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ». فَبَرَأَ غُلاَمُهُ فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ.
14وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ
إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ رَأَى حَمَاتَهُ مَطْرُوحَةً وَمَحْمُومَةً
15فَلَمَسَ يَدَهَا فَتَرَكَتْهَا
الْحُمَّى فَقَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ.
16وَلَمَّا صَارَ
الْمَسَاءُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ
فَأَخْرَجَ الأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ وَجَمِيعَ
الْمَرْضَى شَفَاهُمْ
17لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ
النَّبِيِّ: «هُوَ أَخَذَ
أَسْقَامَنَا وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا».
18وَلَمَّا
رَأَى يَسُوعُ جُمُوعاً كَثِيرَةً حَوْلَهُ أَمَرَ بِالذَّهَابِ إِلَى
الْعَبْرِ. 19فَتَقَدَّمَ كَاتِبٌ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ أَتْبَعُكَ
أَيْنَمَا تَمْضِي». 20فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ
وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ
الإِنْسَانِ فَلَيْسَ
لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ». 21وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلاَمِيذِهِ:
«يَا سَيِّدُ
ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي».
22فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐتْبَعْنِي وَدَعِ
الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ
مَوْتَاهُمْ».
23وَلَمَّا دَخَلَ
السَّفِينَةَ تَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 24وَإِذَا
اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَدْ
حَدَثَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ
الأَمْوَاجُ
السَّفِينَةَ وَكَانَ
هُوَ نَائِماً. 25فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ: «يَا
سَيِّدُ نَجِّنَا فَإِنَّنَا نَهْلِكُ!» 26فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ
خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي
الإِيمَانِ؟» ثُمَّ قَامَ وَانْتَهَرَ
الرِّيَاحَ
وَالْبَحْرَ فَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 27فَتَعَجَّبَ
النَّاسُ قَائِلِينَ:
«أَيُّ إِنْسَانٍ هَذَا! فَإِنَّ
الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ جَمِيعاً
تُطِيعُهُ».
28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى
الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ
الْجِرْجَسِيِّينَ
اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ
خَارِجَانِ مِنَ
الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ
يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ
الطَّرِيقِ. 29وَإِذَا هُمَا قَدْ
صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ
ابْنَ اللَّهِ؟
أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ
الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟» 30وَكَانَ
بَعِيداً مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى.
31فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا
فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ
الْخَنَازِيرِ». 32فَقَالَ
لَهُمُ: «ﭐمْضُوا». فَخَرَجُوا وَمَضَوْا إِلَى قَطِيعِ
الْخَنَازِيرِ
وَإِذَا قَطِيعُ
الْخَنَازِيرِ كُلُّهُ قَدِ
انْدَفَعَ مِنْ عَلَى
الْجُرْفِ إِلَى
الْبَحْرِ وَمَاتَ فِي
الْمِيَاهِ. 33أَمَّا
الرُّعَاةُ
فَهَرَبُوا وَمَضَوْا إِلَى
الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ
وَعَنْ أَمْرِ
الْمَجْنُونَيْنِ. 34فَإِذَا كُلُّ
الْمَدِينَةِ قَدْ
خَرَجَتْ لِمُلاَقَاةِ يَسُوعَ. وَلَمَّا أَبْصَرُوهُ طَلَبُوا أَنْ
يَنْصَرِفَ عَنْ تُخُومِهِمْ.
اَلأَصْحَاحُ
التَّاسِعُ
1فَدَخَلَ
السَّفِينَةَ وَاجْتَازَ
وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ. 2وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ
مَطْرُوحاً عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ
لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 3وَإِذَا
قَوْمٌ مِنَ
الْكَتَبَةِ قَدْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هَذَا
يُجَدِّفُ!» 4فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ فَقَالَ: «لِمَاذَا
تُفَكِّرُونَ بِالشَّرِّ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 5أَيُّمَا أَيْسَرُ أَنْ
يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟
6وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ
الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى
الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ
الْخَطَايَا» - حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ:
«قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!» 7فَقَامَ وَمَضَى
إِلَى بَيْتِهِ. 8فَلَمَّا رَأَى
الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا
اللَّهَ الَّذِي أَعْطَى
النَّاسَ سُلْطَاناً مِثْلَ هَذَا.
9وَفِيمَا يَسُوعُ
مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ رَأَى إِنْسَاناً جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ
الْجِبَايَةِ
اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «ﭐتْبَعْنِي». فَقَامَ
وَتَبِعَهُ. 10وَبَيْنَمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي
الْبَيْتِ إِذَا عَشَّارُونَ
وَخُطَاةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاءُوا وَاتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ
وَتَلاَمِيذِهِ. 11فَلَمَّا نَظَرَ
الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا
لِتَلاَمِيذِهِ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ
الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟»
12فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ
الأَصِحَّاءُ
إِلَى طَبِيبٍ بَلِ
الْمَرْضَى. 13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ:
إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ
أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى
التَّوْبَةِ».
14حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ
تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
كَثِيراً وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15فَقَالَ لَهُمْ
يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو
الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ
الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ
الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. 16لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ
رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ لأَنَّ
الْمِلْءَ
يَأْخُذُ مِنَ
الثَّوْبِ فَيَصِيرُ
الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 17وَلاَ
يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلَّا تَنْشَقَّ
الزِّقَاقُ فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ
خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعاً».
18وَفِيمَا هُوَ
يُكَلِّمُهُمْ بِهَذَا إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:
«إِنَّ ابْنَتِي
الآنَ مَاتَتْ لَكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا
فَتَحْيَا». 19فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ. 20وَإِذَا
امْرَأَةٌ نَازِفَةُ دَمٍ مُنْذُ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً قَدْ جَاءَتْ
مِنْ وَرَائِهِ وَمَسَّتْ هُدْبَ ثَوْبِهِ 21لأَنَّهَا قَالَتْ فِي
نَفْسِهَا: «إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ». 22فَالْتَفَتَ
يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا فَقَالَ: «ثِقِي يَا
ابْنَةُ. إِيمَانُكِ قَدْ
شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ
الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ
السَّاعَةِ. 23وَلَمَّا
جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ
الرَّئِيسِ وَنَظَرَ
الْمُزَمِّرِينَ وَالْجَمْعَ
يَضِجُّونَ 24قَالَ لَهُمْ: «تَنَحَّوْا فَإِنَّ
الصَّبِيَّةَ لَمْ تَمُتْ
لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ». فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. 25فَلَمَّا أُخْرِجَ
الْجَمْعُ دَخَلَ وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا فَقَامَتِ
الصَّبِيَّةُ. 26فَخَرَجَ
ذَلِكَ الْخَبَرُ إِلَى تِلْكَ
الأَرْضِ كُلِّهَا.
27وَفِيمَا يَسُوعُ
مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ وَيَقُولاَنِ:
«ﭐرْحَمْنَا يَا
ابْنَ دَاوُدَ». 28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى
الْبَيْتِ
تَقَدَّمَ إِلَيْهِ
الأَعْمَيَانِ فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أَتُؤْمِنَانِ
أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هَذَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ».
29حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: «بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا
لِيَكُنْ لَكُمَا». 30فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. فَانْتَهَرَهُمَا
يَسُوعُ قَائِلاً: «ﭐنْظُرَا لاَ يَعْلَمْ أَحَدٌ!» 31وَلَكِنَّهُمَا
خَرَجَا وَأَشَاعَاهُ فِي تِلْكَ
الأَرْضِ كُلِّهَا.
32وَفِيمَا هُمَا
خَارِجَانِ إِذَا إِنْسَانٌ أَخْرَسُ مَجْنُونٌ قَدَّمُوهُ إِلَيْهِ.
33فَلَمَّا أُخْرِجَ
الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ
الأَخْرَسُ فَتَعَجَّبَ
الْجُمُوعُ قَائِلِينَ: «لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هَذَا فِي
إِسْرَائِيلَ!» 34أَمَّا
الْفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «بِرَئِيسِ
الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ
الشَّيَاطِينَ».
35وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ
الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا وَيَكْرِزُ
بِبِشَارَةِ
الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي
الشَّعْبِ. 36وَلَمَّا رَأَى
الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا
مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. 37حِينَئِذٍ
قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «ﭐلْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ
الْفَعَلَةَ
قَلِيلُونَ. 38فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ
الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً
إِلَى حَصَادِهِ».
اَلأَصْحَاحُ
الْعَاشِرُ
1ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ
الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ
حَتَّى يُخْرِجُوهَا وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. 2وَأَمَّا
أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ:
اَلأَََوَّلُ
سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ.
يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ
وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا وَمَتَّى
الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى
وَلَبَّاوُسُ
الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ
الْقَانَوِيُّ
وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ
الَّذِي أَسْلَمَهُ.
5هَؤُلاَءِ
الاِثْنَا
عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ
أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا.
6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ
الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ
اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ
قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ. 8ﭐِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا
بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ
مَجَّاناً أَعْطُوا. 9لاَ تَقْتَنُوا ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاساً
فِي مَنَاطِقِكُمْ 10وَلاَ مِزْوَداً لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ
أَحْذِيَةً وَلاَ عَصاً لأَنَّ
الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ.
11«وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ
أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِقٌّ
وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا. 12وَحِينَ تَدْخُلُونَ
الْبَيْتَ
سَلِّمُوا عَلَيْهِ 13فَإِنْ كَانَ
الْبَيْتُ مُسْتَحِقّاً فَلْيَأْتِ
سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقّاً فَلْيَرْجِعْ
سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ. 14وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ
كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجاً مِنْ ذَلِكَ
الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ
الْمَدِينَةِ وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ
الدِّينِ حَالَةٌ
أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ
الْمَدِينَةِ.
16«هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ
كَغَنَمٍ فِي وَسَطِ ذِئَابٍ فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ
وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. 17وَلَكِنِ
احْذَرُوا مِنَ
النَّاسِ لأَنَّهُمْ
سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ.
18وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ
وَلِلأُمَمِ. 19فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا
تَتَكَلَّمُونَ لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ مَا
تَتَكَلَّمُونَ بِهِ 20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ
الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ
رُوحُ أَبِيكُمُ
الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. 21وَسَيُسْلِمُ
الأَخُ
أَخَاهُ إِلَى
الْمَوْتِ وَالأَبُ وَلَدَهُ وَيَقُومُ
الأَوْلاَدُ عَلَى
وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ 22وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ
الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ
اسْمِي. وَلَكِنِ
الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى
الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ. 23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ
الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى
الأُخْرَى. فَإِنِّي
الْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ
ابْنُ
الإِنْسَانِ.
24«لَيْسَ
التِّلْمِيذُ
أَفْضَلَ مِنَ
الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ.
25يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ وَالْعَبْدَ
كَسَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدْ لَقَّبُوا رَبَّ
الْبَيْتِ بَعْلَزَبُولَ
فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَهْلَ بَيْتِهِ! 26فَلاَ تَخَافُوهُمْ. لأَنْ لَيْسَ
مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. 27اَلَّذِي
أَقُولُهُ لَكُمْ فِي
الظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي
النُّورِ وَالَّذِي
تَسْمَعُونَهُ فِي
الأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى
السُّطُوحِ 28وَلاَ
تَخَافُوا مِنَ
الَّذِينَ يَقْتُلُونَ
الْجَسَدَ وَلَكِنَّ
النَّفْسَ لاَ
يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ
الَّذِي
يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ
النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.
29أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ
يَسْقُطُ عَلَى
الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. 30وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى
شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. 31فَلاَ تَخَافُوا. أَنْتُمْ
أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ. 32فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي
قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِهِ قُدَّامَ أَبِي
الَّذِي
فِي السَّمَاوَاتِ 33وَلَكِنْ مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ
النَّاسِ
أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ أَبِي
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
34«لاَ
تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى
الأَرْضِ. مَا جِئْتُ
لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ
الإِنْسَانَ
ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.
36وَأَعْدَاءُ
الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 37مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ
أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ
ابْناً أَوِ ابْنَةً
أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي 38وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ
وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. 39مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا
وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. 40مَنْ يَقْبَلُكُمْ
يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ
الَّذِي أَرْسَلَنِي. 41مَنْ
يَقْبَلُ نَبِيّاً بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ وَمَنْ
يَقْبَلُ بَارّاً بِاسْمِ بَارٍّ فَأَجْرَ بَارٍّ يَأْخُذُ 42وَمَنْ سَقَى
أَحَدَ هَؤُلاَءِ
الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ
تِلْمِيذٍ فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ».
اَلأَصْحَاحُ
الْحَادِي عَشَرَ
1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ
أَمْرَهُ لِتَلاَمِيذِهِ
الاِثْنَيْ عَشَرَ
انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ
لِيُعَلِّمَ وَيَكْرِزَ فِي مُدُنِهِمْ.
2أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا
سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ
الْمَسِيحِ أَرْسَلَ
اثْنَيْنِ مِنْ
تَلاَمِيذِهِ 3وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ
الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟»
4فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «ﭐذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا
تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: 5اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ
وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ
وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».
7وَبَيْنَمَا ذَهَبَ
هَذَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا
خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا
الرِّيحُ؟ 8لَكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَاناً لاَبِساً
ثِيَاباً نَاعِمَةً؟ هُوَذَا
الَّذِينَ يَلْبَسُونَ
الثِّيَابَ
النَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ
الْمُلُوكِ. 9لَكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ
لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيّاً؟ نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ.
10فَإِنَّ هَذَا هُوَ
الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ
وَجْهِكَ مَلاَكِي
الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 11اَلْحَقَّ
أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ
الْمَوْلُودِينَ مِنَ
النِّسَاءِ
أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ
الأَصْغَرَ فِي
مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانِ إِلَى
الآنَ مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ
يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ
الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى
يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ
إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. 15مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ
فَلْيَسْمَعْ.
16«وَبِمَنْ أُشَبِّهُ
هَذَا الْجِيلَ؟ يُشْبِهُ أَوْلاَداً جَالِسِينَ فِي
الأَسْوَاقِ
يُنَادُونَ إِلَى أَصْحَابِهِمْ 17وَيَقُولُونَ: زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ
تَرْقُصُوا! نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَلْطِمُوا! 18لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا
لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: فِيهِ شَيْطَانٌ. 19جَاءَ
ابْنُ
الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ
وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ
تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا».
20حِينَئِذٍ
ابْتَدَأَ
يُوَبِّخُ الْمُدُنَ
الَّتِي صُنِعَتْ فِيهَا أَكْثَرُ قُوَّاتِهِ
لأَنَّهَا لَمْ تَتُبْ: 21«وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا
بَيْتَ صَيْدَا! لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي صُورَ وَصَيْدَاءَ
الْقُوَّاتُ
الْمَصْنُوعَةُ فِيكُمَا لَتَابَتَا قَدِيماً فِي
الْمُسُوحِ وَالرَّمَادِ.
22وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا
حَالَةٌ أَكْثَرُ
احْتِمَالاً يَوْمَ
الدِّينِ مِمَّا لَكُمَا. 23وَأَنْتِ
يَا كَفْرَنَاحُومَ
الْمُرْتَفِعَةَ إِلَى
السَّمَاءِ سَتُهْبَطِينَ إِلَى
الْهَاوِيَةِ. لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي سَدُومَ
الْقُوَّاتُ
الْمَصْنُوعَةُ فِيكِ لَبَقِيَتْ إِلَى الْيَوْمِ. 24وَلَكِنْ أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّ أَرْضَ سَدُومَ تَكُونُ لَهَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً
يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكِ».
25فِي ذَلِكَ
الْوَقْتِ
قَالَ يَسُوعُ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا
الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ
الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ
وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. 26نَعَمْ أَيُّهَا
الآبُ لأَنْ هَكَذَا
صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ. 27كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ
أَبِي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ
الاِبْنَ إِلاَّ
الآبُ وَلاَ أَحَدٌ
يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ
الاِبْنُ وَمَنْ أَرَادَ
الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ
لَهُ. 28تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ
الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي
الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. 29اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ
وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ
الْقَلْبِ فَتَجِدُوا
رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. 30لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي عَشَرَ
1فِي ذَلِكَ
الْوَقْتِ
ذَهَبَ يَسُوعُ فِي
السَّبْتِ بَيْنَ
الزُّرُوعِ فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ وَابْتَدَأُوا
يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ. 2فَالْفَرِّيسِيُّونَ لَمَّا
نَظَرُوا قَالُوا لَهُ: «هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ
فِعْلُهُ فِي
السَّبْتِ!» 3فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ
دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ 4كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ
اللَّهِ وَأَكَلَ خُبْزَ
التَّقْدِمَةِ
الَّذِي لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ لَهُ
وَلاَ لِلَّذِينَ مَعَهُ بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟ 5أَوَ مَا قَرَأْتُمْ
فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ
الْكَهَنَةَ فِي
السَّبْتِ فِي
الْهَيْكَلِ
يُدَنِّسُونَ
السَّبْتَ وَهُمْ أَبْرِيَاءُ؟ 6وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّ هَهُنَا أَعْظَمَ مِنَ
الْهَيْكَلِ! 7فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ:
إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى
الأَبْرِيَاءِ! 8فَإِنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ
السَّبْتِ أَيْضاً».
9ثُمَّ
انْصَرَفَ مِنْ
هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 10وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ
فَسَأَلُوهُ: «هَلْ يَحِلُّ
الإِبْرَاءُ فِي
السُّبُوتِ؟» لِكَيْ
يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. 11فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ
لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ فَإِنْ سَقَطَ هَذَا فِي
السَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ
أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟ 12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ
الْخَرُوفِ! إِذاً يَحِلُّ فِعْلُ
الْخَيْرِ فِي
السُّبُوتِ!» 13ثُمَّ
قَالَ لِلإِنْسَانِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً
كَالأُخْرَى.
14فَلَمَّا خَرَجَ
الْفَرِّيسِيُّونَ
تَشَاوَرُوا عَلَيْهِ لِكَيْ يُهْلِكُوهُ 15فَعَلِمَ يَسُوعُ وَانْصَرَفَ
مِنْ هُنَاكَ. وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ جَمِيعاً.
16وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يُظْهِرُوهُ 17لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ
بِإِشَعْيَاءَ
النَّبِيِّ: 18«هُوَذَا فَتَايَ
الَّذِي اخْتَرْتُهُ
حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ
الأُمَمَ بِالْحَقِّ. 19لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ
فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. 20قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ
وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ
الْحَقَّ إِلَى
النُّصْرَةِ. 21وَعَلَى
اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ
الأُمَمِ».
22حِينَئِذٍ أُحْضِرَ
إِلَيْهِ مَجْنُونٌ أَعْمَى وَأَخْرَسُ فَشَفَاهُ حَتَّى إِنَّ
الأَعْمَى
الأَخْرَسَ تَكَلَّمَ وَأَبْصَرَ. 23فَبُهِتَ كُلُّ
الْجُمُوعِ وَقَالُوا:
«أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ
ابْنُ دَاوُدَ؟» 24أَمَّا
الْفَرِّيسِيُّونَ
فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «هَذَا لاَ يُخْرِجُ
الشَّيَاطِينَ إِلاَّ
بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ
الشَّيَاطِينِ». 25فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ
وَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ
وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ.
26فَإِنْ كَانَ
الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ
الشَّيْطَانَ فَقَدِ
انْقَسَمَ عَلَى
ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ 27وَإِنْ كُنْتُ أَنَا
بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ
الشَّيَاطِينَ فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ
يُخْرِجُونَ؟ لِذَلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ! 28وَلَكِنْ إِنْ
كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ
اللَّهِ أُخْرِجُ
الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ
عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ
اللَّهِ! 29أَمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ
يَدْخُلَ بَيْتَ
الْقَوِيِّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ إِنْ لَمْ يَرْبِطِ
الْقَوِيَّ أَوَّلاً وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟ 30مَنْ لَيْسَ مَعِي
فَهُوَ عَلَيَّ وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ. 31لِذَلِكَ
أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا
التَّجْدِيفُ عَلَى
الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32وَمَنْ قَالَ
كَلِمَةً عَلَى
ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى
الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا
الْعَالَمِ وَلاَ
فِي الآتِي. 33اِجْعَلُوا
الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وَثَمَرَهَا جَيِّداً أَوِ
اجْعَلُوا الشَّجَرَةَ رَدِيَّةً وَثَمَرَهَا رَدِيّاً لأَنْ مِنَ
الثَّمَرِ تُعْرَفُ
الشَّجَرَةُ. 34يَا أَوْلاَدَ
الأَفَاعِي! كَيْفَ
تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟
فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ
الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ
الْفَمُ. 35اَلإِنْسَانُ
الصَّالِحُ مِنَ
الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي
الْقَلْبِ يُخْرِجُ
الصَّالِحَاتِ وَالإِنْسَانُ
الشِّرِّيرُ مِنَ
الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ
يُخْرِجُ الشُّرُورَ. 36وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ
بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا
النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَاباً
يَوْمَ الدِّينِ. 37لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ
تُدَانُ».
38حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ
مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى
مِنْكَ آيَةً». 39فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ
آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ
النَّبِيِّ.
40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ
الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ
ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ
الأَرْضِ
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ. 41رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ
فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا
الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا
بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!
42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي
الدِّينِ مَعَ هَذَا
الْجِيلِ
وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي
الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ
سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا! 43إِذَا خَرَجَ
الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ
الإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ
فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً وَلاَ يَجِدُ. 44ثُمَّ يَقُولُ: أَرْجِعُ
إِلَى بَيْتِي
الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ فَارِغاً
مَكْنُوساً مُزَيَّناً. 45ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبْعَةَ
أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ فَتَصِيرُ
أَوَاخِرُ ذَلِكَ
الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ. هَكَذَا يَكُونُ
أَيْضاً لِهَذَا
الْجِيلِ الشَّرِّيرِ».
46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ
الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ
أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ
وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ
هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ
تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ
مَشِيئَةَ أَبِي
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي
وَأُمِّي».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ عَشَرَ
1فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ
خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ
الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ
الْبَحْرِ 2فَاجْتَمَعَ
إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ
السَّفِينَةَ وَجَلَسَ.
وَالْجَمْعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى
الشَّاطِئِ. 3فَكَلَّمَهُمْ كَثِيراً
بِأَمْثَالٍ قَائِلاً: «هُوَذَا
الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ
4وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى
الطَّرِيقِ فَجَاءَتِ
الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. 5وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى
الأَمَاكِنِ
الْمُحْجِرَةِ
حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ
يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6وَلَكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ
الشَّمْسُ احْتَرَقَ
وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى
الشَّوْكِ
فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى
الأَرْضِ
الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَراً بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ
ثَلاَثِينَ. 9مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ»
10فَتَقَدَّمَ
التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟»
11فَأَجَابَ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ
مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. 12فَإِنَّ
مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي
عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ. 13مِنْ أَجْلِ هَذَا أُكَلِّمُهُمْ
بِأَمْثَالٍ لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ
يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. 14فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نُبُوَّةُ
إِشَعْيَاءَ: تَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُونَ وَمُبْصِرِينَ
تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ. 15لأَنَّ قَلْبَ هَذَا
الشَّعْبِ قَدْ
غَلُظَ وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ
لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا
بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. 16وَلَكِنْ طُوبَى
لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ.
17فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَاراً
كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا
وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.
18«فَاسْمَعُوا أَنْتُمْ
مَثَلَ الزَّارِعِ: 19كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ
الْمَلَكُوتِ وَلاَ
يَفْهَمُ فَيَأْتِي
الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ.
هَذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى
الطَّرِيقِ. 20وَﭐلْمَزْرُوعُ عَلَى
الأَمَاكِنِ
الْمُحْجِرَةِ هُوَ
الَّذِي يَسْمَعُ
الْكَلِمَةَ وَحَالاً
يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ 21وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ بَلْ هُوَ
إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ
اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ
الْكَلِمَةِ فَحَالاً يَعْثُرُ. 22وَﭐلْمَزْرُوعُ بَيْنَ
الشَّوْكِ هُوَ
الَّذِي يَسْمَعُ
الْكَلِمَةَ وَهَمُّ هَذَا
الْعَالَمِ وَغُرُورُ
الْغِنَى
يَخْنُقَانِ
الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. 23وَأَمَّا
الْمَزْرُوعُ
عَلَى لأَرْضِ
الْجَيِّدَةِ فَهُوَ
الَّذِي يَسْمَعُ
الْكَلِمَةَ
وَيَفْهَمُ. وَهُوَ
الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً
وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ».
24قَالَ لَهُمْ مَثَلاً
آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً زَرَعَ زَرْعاً
جَيِّداً فِي حَقْلِهِ. 25وَفِيمَا
النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُّوُهُ
وَزَرَعَ زَوَاناً فِي وَسَطِ
الْحِنْطَةِ وَمَضَى. 26فَلَمَّا طَلَعَ
النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَراً حِينَئِذٍ ظَهَرَ
الزَّوَانُ أَيْضاً.
27فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ
الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ أَلَيْسَ
زَرْعاً جَيِّداً زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟.
28فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هَذَا فَقَالَ لَهُ
الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ 29فَقَالَ: لاَ!
لِئَلَّا تَقْلَعُوا
الْحِنْطَةَ مَعَ
الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ
تَجْمَعُونَهُ. 30دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعاً إِلَى
الْحَصَادِ وَفِي وَقْتِ
الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ:
اجْمَعُوا
أوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَماً لِيُحْرَقَ وَأَمَّا
الْحِنْطَةَ
فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَنِي».
31قَالَ لَهُمْ مَثَلاً
آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا
إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ 32وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ
الْبُزُورِ.
وَلَكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ
الْبُقُولِ وَتَصِيرُ شَجَرَةً
حَتَّى إِنَّ طُيُورَ
السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا».
33قَالَ لَهُمْ مَثَلاً
آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا
امْرَأَةٌ
وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ حَتَّى
اخْتَمَرَ
الْجَمِيعُ». 34هَذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ
الْجُمُوعَ بِأَمْثَالٍ
وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ 35لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ
بِالنَّبِيِّ: «سَأَفْتَحُ بِأَمْثَالٍ فَمِي وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ
مُنْذُ تَأْسِيسِ
الْعَالَمِ».
36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ
الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى
الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ
قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ
الْحَقْلِ». 37فَأَجَابَ:
«اَلزَّارِعُ
الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ
ابْنُ الإِنْسَانِ. 38وَﭐلْحَقْلُ
هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ
الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو
الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ
هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. 39وَﭐلْعَدُّوُ
الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ.
وَالْحَصَادُ هُوَ
انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ
الْمَلاَئِكَةُ. 40فَكَمَا يُجْمَعُ
الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ
هَكَذَا يَكُونُ فِي
انْقِضَاءِ هَذَا
الْعَالَمِ: 41يُرْسِلُ
ابْنُ
الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ
الْمَعَاثِرِ
وَفَاعِلِي الإِثْمِ 42وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ
النَّارِ. هُنَاكَ
يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ
الأَسْنَانِ. 43حِينَئِذٍ يُضِيءُ
الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ
لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ».
44«أَيْضاً يُشْبِهُ
مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ كَنْزاً مُخْفىً فِي حَقْلٍ وَجَدَهُ إِنْسَانٌ
فَأَخْفَاهُ. وَمِنْ فَرَحِهِ مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَى
ذَلِكَ الْحَقْلَ. 45أَيْضاً يُشْبِهُ مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً
تَاجِراً يَطْلُبُ لَآلِئَ حَسَنَةً 46فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً
وَاحِدَةً كَثِيرَةَ
الثَّمَنِ مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَاهَا.
47أَيْضاً يُشْبِهُ مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ شَبَكَةً مَطْرُوحَةً فِي
الْبَحْرِ وَجَامِعَةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. 48فَلَمَّا
امْتَلَأَتْ
أَصْعَدُوهَا عَلَى
الشَّاطِئِ وَجَلَسُوا وَجَمَعُوا
الْجِيَادَ إِلَى
أَوْعِيَةٍ وَأَمَّا
الأَرْدِيَاءُ فَطَرَحُوهَا خَارِجاً. 49هَكَذَا
يَكُونُ فِي
انْقِضَاءِ الْعَالَمِ: يَخْرُجُ
الْمَلاَئِكَةُ وَيُفْرِزُونَ
الأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ
الأَبْرَارِ 50وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ
النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ
الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ
الأَسْنَانِ». 51قَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ: «أَفَهِمْتُمْ هَذَا كُلَّهُ؟» فَقَالُوا: «نَعَمْ يَا
سَيِّدُ». 52فَقَالَ لَهُمْ: «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كُلُّ كَاتِبٍ
مُتَعَلِّمٍ فِي مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ
يُخْرِجُ مِنْ كَنْزِهِ جُدُداً وَعُتَقَاءَ». 53وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ
هَذِهِ الأَمْثَالَ
انْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ.
54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى
وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا:
«مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ
الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هَذَا
ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ
يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ
جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ كُلُّهَا؟»
57فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ
نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 58وَلَمْ
يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ.
اَلأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ عَشَرَ
1فِي ذَلِكَ
الْوَقْتِ
سَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ
الرُّبْعِ خَبَرَ يَسُوعَ 2فَقَالَ
لِغِلْمَانِهِ: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ
الأَمْوَاتِ وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ
الْقُوَّاتُ».
3فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ
قَدْ أَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ وَطَرَحَهُ فِي سِجْنٍ مِنْ أَجْلِ
هِيرُودِيَّا
امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ 4لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ
يَقُولُ لَهُ: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ». 5وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ
يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ
الشَّعْبِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ
نَبِيٍّ. 6ثُمَّ لَمَّا صَارَ مَوْلِدُ هِيرُودُسَ رَقَصَتِ
ابْنَةُ
هِيرُودِيَّا فِي
الْوَسَطِ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ. 7مِنْ ثَمَّ وَعَدَ
بِقَسَمٍ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبَتْ يُعْطِيهَا. 8فَهِيَ إِذْ كَانَتْ قَدْ
تَلَقَّنَتْ مِنْ أُمِّهَا قَالَتْ: «أَعْطِنِي هَهُنَا عَلَى طَبَقٍ
رَأْسَ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانِ». 9فَاغْتَمَّ
الْمَلِكُ. وَلَكِنْ مِنْ
أَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى.
10فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي
السِّجْنِ. 11فَأُحْضِرَ
رَأْسُهُ عَلَى طَبَقٍ وَدُفِعَ إِلَى
الصَّبِيَّةِ فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى
أُمِّهَا. 12فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَرَفَعُوا
الْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ.
ثُمَّ أَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ.
13فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ
انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِداً.
فَسَمِعَ الْجُمُوعُ وَتَبِعُوهُ مُشَاةً مِنَ
الْمُدُنِ.
14فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ
أَبْصَرَ جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ.
15وَلَمَّا صَارَ
الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:
«ﭐلْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى.
اِصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ
يَمْضُوا إِلَى
الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَاماً». 16فَقَالَ لَهُمْ
يَسُوعُ: «لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ
لِيَأْكُلُوا». 17فَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَنَا هَهُنَا إِلاَّ
خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ». 18فَقَالَ: «ائْتُونِي بِهَا إِلَى
هُنَا». 19فَأَمَرَ
الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى
الْعُشْبِ ثُمَّ
أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ
نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى
الأَرْغِفَةَ
لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. 20فَأَكَلَ
الْجَمِيعُ
وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ
الْكِسَرِ: اثْنَتَيْ عَشْرَةَ
قُفَّةً مَمْلُوءةً. 21وَﭐلآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ
مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ.
22وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ
يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا
السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى
الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ
الْجُمُوعَ. 23وَبَعْدَمَا صَرَفَ
الْجُمُوعَ
صَعِدَ إِلَى
الْجَبَلِ مُنْفَرِداً لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ
الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ. 24وَأَمَّا
السَّفِينَةُ فَكَانَتْ
قَدْ صَارَتْ فِي وَسَطِ
الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ
الأَمْوَاجِ. لأَنَّ
الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. 25وَفِي
الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ
اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى
الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا
أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى
الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا
قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ
الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا».
28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي
أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ
بُطْرُسُ مِنَ
السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى
الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى
يَسُوعَ. 30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى
الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ
ابْتَدَأَ
يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي
الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ
يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ
الإِيمَانِ لِمَاذَا
شَكَكْتَ؟» 32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ
الرِّيحُ. 33وَﭐلَّذِينَ
فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ
أَنْتَ ابْنُ
اللَّهِ!».
34فَلَمَّا عَبَرُوا
جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ 35فَعَرَفَهُ رِجَالُ ذَلِكَ
الْمَكَانِ. فَأَرْسَلُوا إِلَى جَمِيعِ تِلْكَ
الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ
وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ
الْمَرْضَى 36وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ
يَلْمِسُوا هُدْبَ ثَوْبِهِ فَقَطْ. فَجَمِيعُ
الَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا
الشِّفَاءَ.
اَلأَصْحَاحُ
الْخَامِسُ عَشَرَ
1حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى
يَسُوعَ كَتَبَةٌ وَفَرِّيسِيُّونَ
الَّذِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ
قَائِلِينَ: 2«لِمَاذَا يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ
الشُّيُوخِ
فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزاً؟»
3فَأَجَابَ: «وَأَنْتُمْ أَيْضاً لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ
اللَّهِ
بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ؟ 4فَإِنَّ
اللَّهَ أَوْصَى قَائِلاً: أَكْرِمْ
أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَمَنْ يَشْتِمْ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً.
5وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ:
قُرْبَانٌ هُوَ
الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ
أَوْ أُمَّهُ. 6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ
اللَّهِ بِسَبَبِ
تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ
قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا
الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي
بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً
يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا
النَّاسِ».
10ثُمَّ دَعَا
الْجَمْعَ
وَقَالَ لَهُمُ: «ﭐسْمَعُوا وَافْهَمُوا. 11لَيْسَ مَا يَدْخُلُ
الْفَمَ
يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ
الْفَمِ هَذَا يُنَجِّسُ
الإِنْسَانَ». 12حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَقَالُوا لَهُ:
«أَتَعْلَمُ أَنَّ
الْفَرِّيسِيِّينَ لَمَّا سَمِعُوا
الْقَوْلَ نَفَرُوا؟»
13فَأَجَابَ: «كُلُّ غَرْسٍ لَمْ يَغْرِسْهُ أَبِي
السَّمَاوِيُّ يُقْلَعُ.
14اُتْرُكُوهُمْ. هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانٍ. وَإِنْ كَانَ أَعْمَى
يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ». 15فَقَالَ بُطْرُسُ
لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا
الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ
أَيْضاً حَتَّى
الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ 17أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ
كُلَّ مَا يَدْخُلُ
الْفَمَ يَمْضِي إِلَى
الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى
الْمَخْرَجِ 18وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ
الْقَلْبِ
يَصْدُرُ وَذَاكَ يُنَجِّسُ
الإِنْسَانَ 19لأَنْ مِنَ
الْقَلْبِ تَخْرُجُ
أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ زِنىً فِسْقٌ سِرْقَةٌ شَهَادَةُ زُورٍ
تَجْدِيفٌ. 20هَذِهِ هِيَ
الَّتِي تُنَجِّسُ
الإِنْسَانَ. وَأَمَّا
الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ
الإِنْسَانَ».
21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ
مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا
امْرَأَةٌ
كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ
التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ:
«ﭐرْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا
ابْنَ دَاوُدَ.
اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ
جِدّاً». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ
وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «ﭐصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ
وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ
إِسْرَائِيلَ
الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا
سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ
الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ
أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ
الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ
أَرْبَابِهَا». 28حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا
امْرَأَةُ عَظِيمٌ
إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ
ابْنَتُهَا مِنْ
تِلْكَ السَّاعَةِ.
29ثُمَّ
انْتَقَلَ يَسُوعُ
مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ
الْجَلِيلِ وَصَعِدَ إِلَى
الْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. 30فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ
مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ
وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ 31حَتَّى تَعَجَّبَ
الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا
الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ
وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلَهَ
إِسْرَائِيلَ.
32وَأَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا
تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى
الْجَمْعِ لأَنَّ
الآنَ
لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا
يَأْكُلُونَ. وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلَّا
يُخَوِّرُوا فِي
الطَّرِيقِ». 33فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مِنْ أَيْنَ
لَنَا فِي الْبَرِّيَّةِ خُبْزٌ بِهَذَا
الْمِقْدَارِ حَتَّى يُشْبِعَ
جَمْعاً هَذَا عَدَدُهُ؟» 34فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ
الْخُبْزِ؟» فَقَالُوا: «سَبْعَةٌ وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ
السَّمَكِ».
35فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى
الأَرْضِ 36وَأَخَذَ
السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَالسَّمَكَ وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى
تَلاَمِيذَهُ وَالتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا
الْجَمْعَ. 37فَأَكَلَ
الْجَمِيعُ
وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ
الْكِسَرِ سَبْعَةَ سِلاَلٍ
مَمْلُوءَةٍ 38وَﭐلآكِلُونَ كَانُوا أَرْبَعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ مَا عَدَا
النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ. 39ثُمَّ صَرَفَ
الْجُمُوعَ وَصَعِدَ إِلَى
السَّفِينَةِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ مَجْدَلَ.
اَلأَصْحَاحُ
السَّادِسُ عَشَرَ
1وَجَاءَ إِلَيْهِ
الْفَرِّيسِيُّونَ
وَالصَّدُّوقِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ فَسَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً
مِنَ السَّمَاءِ. 2فَأَجَابَ: «إِذَا كَانَ
الْمَسَاءُ قُلْتُمْ: صَحْوٌ
لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ. 3وَفِي
الصَّبَاحِ: الْيَوْمَ شِتَاءٌ
لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ بِعُبُوسَةٍ. يَا مُرَاؤُونَ! تَعْرِفُونَ
أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ
السَّمَاءِ وَأَمَّا عَلاَمَاتُ
الأَزْمِنَةِ
فَلاَ تَسْتَطِيعُونَ! 4جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً وَلاَ
تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ
النَّبِيِّ». ثُمَّ تَرَكَهُمْ
وَمَضَى.
5وَلَمَّا جَاءَ
تَلاَمِيذُهُ إِلَى
الْعَبْرِ نَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا خُبْزاً. 6وَقَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐنْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ
الْفَرِّيسِيِّينَ
وَالصَّدُّوقِيِّينَ». 7فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ:
«إِنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ خُبْزاً». 8فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:
«لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا قَلِيلِي
الإِيمَانِ
أَنَّكُمْ لَمْ تَأْخُذُوا خُبْزاً؟ 9أَحَتَّى
الآنَ لاَ تَفْهَمُونَ وَلاَ
تَذْكُرُونَ خَمْسَ خُبْزَاتِ
الْخَمْسَةِ
الآلاَفِ وَكَمْ قُفَّةً
أَخَذْتُمْ 10وَلاَ سَبْعَ خُبْزَاتِ
الأَرْبَعَةِ
الآلاَفِ وَكَمْ سَلاًّ
أَخَذْتُمْ؟ 11كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ أَنِّي لَيْسَ عَنِ
الْخُبْزِ قُلْتُ
لَكُمْ أَنْ تَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ
الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ؟»
12حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ
الْخُبْزِ بَلْ مِنْ تَعْلِيمِ
الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ.
13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ
إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ
يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا
ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ
يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ
وَاحِدٌ مِنَ
الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ
إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ
الْمَسِيحُ
ابْنُ اللَّهِ
الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا
سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ
أَبِي الَّذِي فِي
السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ
بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ
الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ
الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى
الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً
فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى
الأَرْضِ يَكُونُ
مَحْلُولاً فِي
السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ
يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ
الْمَسِيحُ.
21مِنْ ذَلِكَ
الْوَقْتِ ابْتَدَأَ
يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى
أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ
الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ.
22فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً:
«حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!» 23فَالْتَفَتَ وَقَالَ
لِبُطْرُسَ: «ﭐذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي
لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
24حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ
لِتَلاَمِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ
نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي 25فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ
يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي
يَجِدُهَا. 26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ
الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ
الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي
الإِنْسَانُ
فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ 27فَإِنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي
مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ
حَسَبَ عَمَلِهِ. 28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ
الْقِيَامِ
هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ
الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا
ابْنَ
الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ».
اَلأَصْحَاحُ
السَّابِعُ عَشَرَ
1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ
أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ
إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ
وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ.
3وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ.
4فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ
هَهُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ. لَكَ وَاحِدَةٌ
وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ وَلِإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». 5وَفِيمَا هُوَ
يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ
السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ
ابْنِي الْحَبِيبُ
الَّذِي بِهِ
سُرِرْتُ. لَهُ
اسْمَعُوا». 6وَلَمَّا سَمِعَ
التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى
وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدّاً. 7فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ:
«قُومُوا وَلاَ تَخَافُوا». 8فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا
أَحَداً إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ.
9وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ
مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً
بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ
ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ
الأَمْوَاتِ».
10وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «فَلِمَاذَا يَقُولُ
الْكَتَبَةُ إِنَّ
إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟» 11فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّ
إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. 12وَلَكِنِّي أَقُولُ
لَكُمْ إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ بَلْ عَمِلُوا بِهِ
كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذَلِكَ
ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ
يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ». 13حِينَئِذٍ فَهِمَ
التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ
لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا
الْمَعْمَدَانِ.
14وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى
الْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِياً لَهُ 15وَقَائِلاً: «يَا
سَيِّدُ ارْحَمِ
ابْنِي فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيداً
وَيَقَعُ كَثِيراً فِي
النَّارِ وَكَثِيراً فِي
الْمَاءِ. 16وَأَحْضَرْتُهُ
إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «أَيُّهَا
الْجِيلُ غَيْرُ
الْمُؤْمِنِ
الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى
أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!»
18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ
الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ
الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ
السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ
التَّلاَمِيذُ إِلَى
يَسُوعَ عَلَى
انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ
نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ.
فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ
خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا
الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا
إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ
لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا
الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ
بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».
22وَفِيمَا هُمْ
يَتَرَدَّدُونَ فِي
الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐبْنُ
الإِنْسَانِ
سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي
النَّاسِ 23فَيَقْتُلُونَهُ وَفِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». فَحَزِنُوا جِدّاً.
24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى
كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ
الَّذِينَ يَأْخُذُونَ
الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى
بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ
الدِّرْهَمَيْنِ؟»
25قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ
الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً:
«مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ
الأَرْضِ
الْجِبَايَةَ أَوِ
الْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ
الأَجَانِبِ؟»
26قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ
الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً
الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ
اذْهَبْ إِلَى
الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ
الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً
خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ
عَنِّي وَعَنْكَ».
اَلأَصْحَاحُ
الثَّامِنُ عَشَرَ
1فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ
تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ
فِي مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً
وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ
لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ
الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا
مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا
الْوَلَدِ
فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً
وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ
هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ
الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي
عُنُقِهِ حَجَرُ
الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ
الْبَحْرِ. 7وَيْلٌ
لِلْعَالَمِ مِنَ
الْعَثَرَاتِ. فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ
الْعَثَرَاتُ
وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ
الإِنْسَانِ
الَّذِي بِهِ تَأْتِي
الْعَثْرَةُ.
8فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا
عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ
الْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ
أَنْ تُلْقَى فِي
النَّارِ الأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلاَنِ.
9وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ
لَكَ أَنْ تَدْخُلَ
الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمَ
النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ.
10ﭐُنْظُرُوا لاَ
تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هَؤُلاَءِ
الصِّغَارِ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ
مَلاَئِكَتَهُمْ فِي
السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 11لأَنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ
يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ. 12مَاذَا تَظُنُّونَ؟ إِنْ كَانَ لِإِنْسَانٍ
مِئَةُ خَرُوفٍ وَضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا أَفَلاَ يَتْرُكُ
التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ
عَلَى الْجِبَالِ وَيَذْهَبُ يَطْلُبُ
الضَّالَّ؟ 13وَإِنِ
اتَّفَقَ أَنْ
يَجِدَهُ فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ
التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ
الَّتِي لَمْ تَضِلَّ. 14هَكَذَا لَيْسَتْ
مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ
أَحَدُ هَؤُلاَءِ
الصِّغَارِ
15«وَإِنْ أَخْطَأَ
إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا.
إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. 16وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ
فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ
اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ
كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. 17وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ
مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ
الْكَنِيسَةِ
فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ. 18اَلْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى
الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي
السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى
الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً
فِي السَّمَاءِ. 19وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ
اتَّفَقَ اثْنَانِ
مِنْكُمْ عَلَى
الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ
لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ 20لأَنَّهُ حَيْثُمَا
اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي
وَسَطِهِمْ».
21حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ
إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ
أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» 22قَالَ لَهُ
يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ
مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. 23لِذَلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ
إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. 24فَلَمَّا
ابْتَدَأَ
فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ
وَزْنَةٍ. 25وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ
يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ وَيُوفَى
الدَّيْنُ. 26فَخَرَّ
الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ
تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ
الْجَمِيعَ. 27فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ
الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ وَتَرَكَ لَهُ
الدَّيْنَ. 28وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ
الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِداً مِنَ
الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً
لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً:
أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ. 29فَخَرَّ
الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى
قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ
الْجَمِيعَ. 30فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى
يُوفِيَ الدَّيْنَ. 31فَلَمَّا رَأَى
الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ
حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى.
32فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا
الْعَبْدُ
الشِّرِّيرُ كُلُّ ذَلِكَ
الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ
إِلَيَّ. 33أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ
الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. 34وَغَضِبَ سَيِّدُهُ
وَسَلَّمَهُ إِلَى
الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ
عَلَيْهِ. 35فَهَكَذَا أَبِي
السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ
تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ».
اَلأَصْحَاحُ
التَّاسِعُ عَشَرَ
1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ
هَذَا الْكَلاَمَ
انْتَقَلَ مِنَ
الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ
الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ
الأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ
فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.
3وَجَاءَ إِلَيْهِ
الْفَرِّيسِيُّونَ
لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ
امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» 4فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ
الَّذِي
خَلَقَ مِنَ
الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟» 5وَقَالَ: «مِنْ
أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ
الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ
بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ
الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا
بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ
اللَّهُ لاَ
يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ
يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ
أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ.
وَلَكِنْ مِنَ
الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ
مَنْ طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ
الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى
يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». 10قَالَ لَهُ
تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ
الرَّجُلِ مَعَ
الْمَرْأَةِ
فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» 11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ
الْجَمِيعُ
يَقْبَلُونَ هَذَا
الْكَلاَمَ بَلِ
الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ
يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ
خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ
النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ
لأَجْلِ مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ. مَنِ
اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ
فَلْيَقْبَلْ».
13حِينَئِذٍ قُدِّمَ
إِلَيْهِ أَوْلاَدٌ لِكَيْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّيَ
فَانْتَهَرَهُمُ
التَّلاَمِيذُ. 14أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «دَعُوا
الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ
هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ». 15فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ.
وَمَضَى مِنْ هُنَاكَ.
16وَإِذَا وَاحِدٌ
تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا
الْمُعَلِّمُ
الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ
أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ
الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ:
«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ
وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ
الْحَيَاةَ
فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». 18قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ
الْوَصَايَا؟» فَقَالَ
يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ
بِالزُّورِ. 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ
كَنَفْسِكَ». 20قَالَ لَهُ
الشَّابُّ: «هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ
حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟» 21قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ
أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ
الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي
السَّمَاءِ وَتَعَالَ
اتْبَعْنِي».
22فَلَمَّا سَمِعَ
الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ
ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ.
23فَقَالَ يَسُوعُ
لِتَلاَمِيذِهِ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ
غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ. 24وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ
مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ
إِلَى مَلَكُوتِ
اللَّهِ». 25فَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ بُهِتُوا جِدّاً
قَائِلِينَ: «إِذاً مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 26فَنَظَرَ
إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «هَذَا عِنْدَ
النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ
وَلَكِنْ عِنْدَ
اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».
27فَأَجَابَ بُطْرُسُ
حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ.
فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ
الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي
التَّجْدِيدِ
مَتَى جَلَسَ
ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ
أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى
اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ
إِسْرَائِيلَ
الاِثْنَيْ عَشَرَ. 29وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ
إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ
امْرَأَةً أَوْ
أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ
اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ
وَيَرِثُ الْحَيَاةَ
الأَبَدِيَّةَ. 30وَلَكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ
يَكُونُونَ آخِرِينَ وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ».
اَلأَصْحَاحُ
الْعِشْرُونَ
1«فَإِنَّ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ
الصُّبْحِ
لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ 2فَاتَّفَقَ مَعَ
الْفَعَلَةِ عَلَى
دِينَارٍ فِي
الْيَوْمِ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى كَرْمِهِ. 3ثُمَّ خَرَجَ
نَحْوَ السَّاعَةِ
الثَّالِثَةِ وَرَأَى آخَرِينَ قِيَاماً فِي
السُّوقِ
بَطَّالِينَ 4فَقَالَ لَهُمُ:
اذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضاً إِلَى
الْكَرْمِ
فَأُعْطِيَكُمْ مَا يَحِقُّ لَكُمْ. فَمَضَوْا. 5وَخَرَجَ أَيْضاً نَحْوَ
السَّاعَةِ السَّادِسَةِ وَالتَّاسِعَةِ وَفَعَلَ كَذَلِكَ. 6ثُمَّ نَحْوَ
السَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ خَرَجَ وَوَجَدَ آخَرِينَ قِيَاماً
بَطَّالِينَ فَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا وَقَفْتُمْ هَهُنَا كُلَّ
النَّهَارِ
بَطَّالِينَ؟ 7قَالُوا لَهُ: لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَدٌ. قَالَ
لَهُمُ: اذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضاً إِلَى
الْكَرْمِ فَتَأْخُذُوا مَا
يَحِقُّ لَكُمْ. 8فَلَمَّا كَانَ
الْمَسَاءُ قَالَ صَاحِبُ
الْكَرْمِ
لِوَكِيلِهِ:
ادْعُ الْفَعَلَةَ وَأَعْطِهِمُِ
الأُجْرَةَ مُبْتَدِئاً مِنَ
الآخِرِينَ إِلَى
الأَوَّلِينَ. 9فَجَاءَ أَصْحَابُ
السَّاعَةِ
الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ وَأَخَذُوا دِينَاراً دِينَاراً. 10فَلَمَّا جَاءَ
الأَوَّلُونَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ أَكْثَرَ. فَأَخَذُوا هُمْ
أَيْضاً دِينَاراً دِينَاراً. 11وَفِيمَا هُمْ يَأْخُذُونَ تَذَمَّرُوا
عَلَى رَبِّ
الْبَيْتِ 12قَائِلِينَ: هَؤُلاَءِ
الآخِرُونَ عَمِلُوا
سَاعَةً وَاحِدَةً وَقَدْ سَاوَيْتَهُمْ بِنَا نَحْنُ
الَّذِينَ احْتَمَلْنَا
ثِقَلَ النَّهَارِ وَالْحَرَّ! 13فَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ: يَا صَاحِبُ
مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا
اتَّفَقْتَ مَعِي عَلَى دِينَارٍ؟ 14فَخُذِ
الَّذِي
لَكَ وَاذْهَبْ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَ هَذَا
الأَخِيرَ مِثْلَكَ.
15أَوَ مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَالِي؟ أَمْ عَيْنُكَ
شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِحٌ؟ 16هَكَذَا يَكُونُ
الآخِرُونَ
أَوَّلِينَ وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ
وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ».
17وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ
صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ
الاِثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذاً عَلَى
انْفِرَادٍ
فِي الطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: 18«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى
أُورُشَلِيمَ وَابْنُ
الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ
وَالْكَتَبَةِ فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ 19وَيُسَلِّمُونَهُ
إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ وَفِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
20حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ
إِلَيْهِ أُمُّ
ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ
ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ
مِنْهُ شَيْئاً. 21فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ:
«قُلْ أَنْ يَجْلِسَ
ابْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ
عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». 22فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتُمَا
تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا
الْكَأْسَ
الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ
الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». 23فَقَالَ
لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا وَبِالصِّبْغَةِ
الَّتِي
أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا
الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي
وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ
لَهُمْ مِنْ أَبِي». 24فَلَمَّا سَمِعَ
الْعَشَرَةُ
اغْتَاظُوا مِنْ أَجْلِ
الأَخَوَيْنِ. 25فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ
رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ
عَلَيْهِمْ. 26فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ
يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً 27وَمَنْ أَرَادَ
أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً 28كَمَا أَنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ
نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».
29وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ
مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ 30وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ
عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا
قَائِلَيْنِ: «ﭐرْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا
ابْنَ دَاوُدَ».
31فَانْتَهَرَهُمَا
الْجَمْعُ لِيَسْكُتَا فَكَانَا يَصْرَخَانِ أَكْثَرَ
قَائِلَيْنِ: «ﭐرْحَمْنَا يَا سَيِّدُ يَا
ابْنَ دَاوُدَ». 32فَوَقَفَ
يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ
بِكُمَا؟» 33قَالاَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا!»
34فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ
أَعْيُنُهُمَا فَتَبِعَاهُ.
اَلأَصْحَاحُ
الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
1وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ
أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ
الزَّيْتُونِ
حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ 2قَائِلاً لَهُمَا: «ﭐِذْهَبَا
إِلَى الْقَرْيَةِ
الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً
مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا.
3وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ:
الرَّبُّ مُحْتَاجٌ
إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». 4فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ
يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: 5«قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا
مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ
ابْنِ
أَتَانٍ». 6فَذَهَبَ
التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ
7وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا
فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. 8وَﭐلْجَمْعُ
الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي
الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَاناً مِنَ
الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا
فِي الطَّرِيقِ. 9وَﭐلْجُمُوعُ
الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا
كَانُوا يَصْرَخُونَ: «أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ
الآتِي
بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي
الأَعَالِي!». 10وَلَمَّا دَخَلَ
أُورُشَلِيمَ
ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟»
11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ
النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ
الْجَلِيلِ».
12وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى
هَيْكَلِ اللَّهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ
الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ
وَيَشْتَرُونَ فِي
الْهَيْكَلِ وَقَلَبَ مَوَائِدَ
الصَّيَارِفَةِ
وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ
الْحَمَامِ 13وَقَالَ لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: بَيْتِي
بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!»
14وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي
الْهَيْكَلِ فَشَفَاهُمْ.
15فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ
الْعَجَائِبَ
الَّتِي صَنَعَ وَالأَوْلاَدَ يَصْرَخُونَ فِي
الْهَيْكَلِ وَيَقُولُونَ:
«أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ» غَضِبُوا 16وَقَالُوا لَهُ: «أَتَسْمَعُ مَا
يَقُولُ هَؤُلاَءِ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ
قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ
الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحاً؟».
17ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَخَرَجَ خَارِجَ
الْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا
وَبَاتَ هُنَاكَ.
18وَفِي
الصُّبْحِ إِذْ
كَانَ رَاجِعاً إِلَى
الْمَدِينَةِ جَاعَ 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى
الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً
فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى
الأَبَدِ».
فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي
الْحَالِ. 20فَلَمَّا رَأَى
التَّلاَمِيذُ
ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَبِسَتِ
التِّينَةُ فِي
الْحَالِ؟» 21فَأَجَابَ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ
لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ
التِّينَةِ
فَقَطْ بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضاً لِهَذَا
الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ
فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ. 22وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي
الصَّلاَةِ
مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ».
23وَلَمَّا جَاءَ إِلَى
الْهَيْكَلِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ
الشَّعْبِ
وَهُوَ يُعَلِّمُ قَائِلِينَ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا وَمَنْ
أَعْطَاكَ هَذَا
السُّلْطَانَ؟» 24فَأَجَابَ يَسُوعُ: «وَأَنَا أَيْضاً
أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً فَإِنْ قُلْتُمْ لِي عَنْهَا أَقُولُ
لَكُمْ أَنَا أَيْضاً بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا: 25مَعْمُودِيَّةُ
يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ
السَّمَاءِ أَمْ مِنَ
النَّاسِ؟»
فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا مِنَ
السَّمَاءِ
يَقُولُ لَنَا: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ 26وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ
النَّاسِ نَخَافُ مِنَ
الشَّعْبِ لأَنَّ يُوحَنَّا عِنْدَ
الْجَمِيعِ
مِثْلُ نَبِيٍّ». 27فَأَجَابُوا يَسُوعَ: «لاَ نَعْلَمُ». فَقَالَ لَهُمْ
هُوَ أَيْضاً: «وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ
هَذَا».
28«مَاذَا تَظُنُّونَ؟
كَانَ لِإِنْسَانٍ
ابْنَانِ فَجَاءَ إِلَى
الأَوَّلِ وَقَالَ: يَا
ابْنِي
اذْهَبِ الْيَوْمَ
اعْمَلْ فِي كَرْمِي. 29فَأَجَابَ: مَا أُرِيدُ.
وَلَكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيراً وَمَضَى. 30وَجَاءَ إِلَى
الثَّانِي وَقَالَ
كَذَلِكَ. فَأَجَابَ: هَا أَنَا يَا سَيِّدُ. وَلَمْ يَمْضِ. 31فَأَيُّ
الاِثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ
الأَبِ؟» قَالُوا لَهُ: «ﭐلأَوَّلُ». قَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ
الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ
يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ
اللَّهِ 32لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي
طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ وَأَمَّا
الْعَشَّارُونَ وَالزَّوَانِي
فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيراً
لِتُؤْمِنُوا بِهِ».
33«ﭐِسْمَعُوا مَثَلاً
آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ
وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً وَبَنَى بُرْجاً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ
وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ
الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى
الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ
الْكَرَّامُونَ
عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً.
36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ
الأَوَّلِينَ
فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. 37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ
ابْنَهُ
قَائِلاً: يَهَابُونَ
ابْنِي! 38وَأَمَّا
الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا
الاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ
الْوَارِثُ. هَلُمُّوا
نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ
الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ
الْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ
بِأُولَئِكَ
الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ
الأَرْدِيَاءُ
يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ
الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ
آخَرِينَ يُعْطُونَهُ
الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ
يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي
الْكُتُبِ: الْحَجَرُ
الَّذِي
رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ
الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ
الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ
لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ
اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ
تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا
الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ
وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».
45وَلَمَّا سَمِعَ
رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ
تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ
خَافُوا مِنَ
الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ
1وَجَعَلَ يَسُوعُ
يُكَلِّمُهُمْ أَيْضاً بِأَمْثَالٍ قَائِلاً: 2«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ
السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً صَنَعَ عُرْساً لاِبْنِهِ 3وَأَرْسَلَ
عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا
الْمَدْعُوِّينَ إِلَى
الْعُرْسِ فَلَمْ يُرِيدُوا
أَنْ يَأْتُوا. 4فَأَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ قَائِلاً: قُولُوا
لِلْمَدْعُوِّينَ: هُوَذَا غَدَائِي أَعْدَدْتُهُ. ثِيرَانِي
وَمُسَمَّنَاتِي قَدْ ذُبِحَتْ وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى
الْعُرْسِ! 5وَلَكِنَّهُمْ تَهَاوَنُوا وَمَضَوْا وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ
وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ 6وَﭐلْبَاقُونَ أَمْسَكُوا عَبِيدَهُ
وَشَتَمُوهُمْ وَقَتَلُوهُمْ. 7فَلَمَّا سَمِعَ
الْمَلِكُ غَضِبَ
وَأَرْسَلَ جُنُودَهُ وَأَهْلَكَ أُولَئِكَ
الْقَاتِلِينَ وَأَحْرَقَ
مَدِينَتَهُمْ. 8ثُمَّ قَالَ لِعَبِيدِهِ: أَمَّا
الْعُرْسُ فَمُسْتَعَدٌّ
وَأَمَّا الْمَدْعُوُّونَ فَلَمْ يَكُونُوا مُسْتَحِقِّينَ. 9فَاذْهَبُوا
إِلَى مَفَارِقِ
الطُّرُقِ وَكُلُّ مَنْ وَجَدْتُمُوهُ فَادْعُوهُ إِلَى
الْعُرْسِ. 10فَخَرَجَ أُولَئِكَ
الْعَبِيدُ إِلَى
الطُّرُقِ وَجَمَعُوا
كُلَّ الَّذِينَ وَجَدُوهُمْ أَشْرَاراً وَصَالِحِينَ. فَامْتَلَأَ
الْعُرْسُ مِنَ
الْمُتَّكِئِينَ. 11فَلَمَّا دَخَلَ
الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ
الْمُتَّكِئِينَ رَأَى هُنَاكَ إِنْسَاناً لَمْ يَكُنْ لاَبِساً لِبَاسَ
الْعُرْسِ. 12فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا
وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ
الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ. 13حِينَئِذٍ قَالَ
الْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ:
ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ
فِي الظُّلْمَةِ
الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ
الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ
الأَسْنَانِ. 14لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ».
15حِينَئِذٍ ذَهَبَ
الْفَرِّيسِيُّونَ
وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ
تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ
الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ
نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ
اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ
تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ
النَّاسِ. 17فَقُلْ
لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ
لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي
يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ
الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ
دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ
الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟»
21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا
لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ». 22فَلَمَّا سَمِعُوا
تَعَجَّبُوا وَتَرَكُوهُ وَمَضَوْا.
23فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ
جَاءَ إِلَيْهِ صَدُّوقِيُّونَ
الَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ
فَسَأَلُوهُ: 24«يَا مُعَلِّمُ قَالَ مُوسَى: إِنْ مَاتَ أَحَدٌ وَلَيْسَ
لَهُ أَوْلاَدٌ يَتَزَوَّجْ أَخُوهُ بِامْرَأَتِهِ وَيُقِمْ نَسْلاً
لأَخِيهِ. 25فَكَانَ عِنْدَنَا سَبْعَةُ إِخْوَةٍ وَتَزَوَّجَ
الأَوَّلُ
وَمَاتَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسْلٌ تَرَكَ
امْرَأَتَهُ لأَخِيهِ.
26وَكَذَلِكَ
الثَّانِي وَالثَّالِثُ إِلَى
السَّبْعَةِ. 27وَآخِرَ
الْكُلِّ مَاتَتِ
الْمَرْأَةُ أَيْضاً. 28فَفِي
الْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنَ
السَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِلْجَمِيعِ!»
29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ
الْكُتُبَ وَلاَ
قُوَّةَ اللَّهِ. 30لأَنَّهُمْ فِي
الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ
يَتَزَوَّجُونَ بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ
اللَّهِ فِي السَّمَاءِ.
31وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ
الأَمْوَاتِ أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا
قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ
اللَّهِ: 32أَنَا إِلَهُ إِبْراهِيمَ وَإِلَهُ
إِسْحاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. لَيْسَ
اللَّهُ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ
أَحْيَاءٍ». 33فَلَمَّا سَمِعَ
الْجُمُوعُ بُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ.
34أَمَّا
الْفَرِّيسِيُّونَ
فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ أَبْكَمَ
الصَّدُّوقِيِّينَ
اجْتَمَعُوا مَعاً
35وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36«يَا
مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ
الْعُظْمَى فِي
النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ
لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ
الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ
كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ
الْوَصِيَّةُ
الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَﭐلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ
كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ
الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ
النَّامُوسُ
كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».
41وَفِيمَا كَانَ
الْفَرِّيسِيُّونَ
مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي
الْمَسِيحِ؟
ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ﭐبْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ:
«فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ
الرَّبُّ
لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً
لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ
ابْنَهُ؟»
46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ
الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
1حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ
الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ 3فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ
تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ
تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. 4فَإِنَّهُمْ
يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ
الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى
أَكْتَافِ النَّاسِ وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا
بِإِصْبِعِهِمْ 5وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ
النَّاسُ فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ
ثِيَابِهِمْ 6وَيُحِبُّونَ
الْمُتَّكَأَ
الأَوَّلَ فِي
الْوَلاَئِمِ وَالْمَجَالِسَ
الأُولَى فِي
الْمَجَامِعِ 7وَﭐلتَّحِيَّاتِ فِي
الأَسْوَاقِ وَأَنْ
يَدْعُوَهُمُ
النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي! 8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ
تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ
الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ
جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى
الأَرْضِ لأَنَّ
أَبَاكُمْ وَاحِدٌ
الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا
مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ
الْمَسِيحُ. 11وَأَكْبَرُكُمْ
يَكُونُ خَادِماً لَكُمْ. 12فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ وَمَنْ
يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.
13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ
أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ
تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ
النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ
أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ
الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! 14وَيْلٌ لَكُمْ
أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ
تَأْكُلُونَ بُيُوتَ
الأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ.
لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ
الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ
تَصْنَعُونَهُ
ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً! 16وَيْلٌ
لَكُمْ أَيُّهَا
الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ
الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ
بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ
الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ! 17أَيُّهَا
الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا
أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ
الْهَيْكَلُ
الَّذِي يُقَدِّسُ
الذَّهَبَ؟
18وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ
بِالْقُرْبَانِ
الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ! 19أَيُّهَا
الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ
أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ
الْمَذْبَحُ
الَّذِي يُقَدِّسُ
الْقُرْبَانَ؟ 20فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ
وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ 21وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ
وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ 22وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ
اللَّهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ! 23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ
النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ
وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ
النَّامُوسِ:
الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.
كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.
24أَيُّهَا الْقَادَةُ
الْعُمْيَانُ
الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ
الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ
الْجَمَلَ! 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ
خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ
اخْتِطَافاً
وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا
الْفَرِّيسِيُّ
الأَعْمَى نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ
الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضاً نَقِيّاً.
27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
الْمُرَاؤُونَ
لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ
جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ
نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ
لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً
وَإِثْماً! 29وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا
الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
الْمُرَاؤُونَ
لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ
الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ
الصِّدِّيقِينَ 30وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا
شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ
الأَنْبِيَاءِ! 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى
أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ
الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا
أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا
الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ
الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ 34لِذَلِكَ هَا
أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً فَمِنْهُمْ
تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ
وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ 35لِكَيْ يَأْتِيَ
عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى
الأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ
الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا
الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ
بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. 36اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ
هَذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هَذَا
الْجِيلِ!
37«يَا أُورُشَلِيمُ يَا
أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ
الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ
الْمُرْسَلِينَ
إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ
الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا
بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ
لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ
الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ
الآتِي بِاسْمِ
الرَّبِّ!».
اَلأَصْحَاحُ
الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
1ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ
وَمَضَى مِنَ
الْهَيْكَلِ فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ
أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ. 2فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ
جَمِيعَ هَذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ هَهُنَا
حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!».
3وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ
عَلَى جَبَلِ
الزَّيْتُونِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ
التَّلاَمِيذُ عَلَى
انْفِرَادٍ
قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هَذَا وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ
مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ
الدَّهْرِ؟» 4فَأَجَابَ يَسُوعُ: «ﭐنْظُرُوا لاَ
يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ:
أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 9 8وَلَكِنَّ هَذِهِ
كُلَّهَا مُبْتَدَأُ
الأَوْجَاعِ. 9حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيقٍ
وَيَقْتُلُونَكُمْ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ
الأُمَمِ لأَجْلِ
اسْمِي. 10وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ
بَعْضاً وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. 11وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ
كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 12وَلِكَثْرَةِ
الإِثْمِ
تَبْرُدُ مَحَبَّةُ
الْكَثِيرِينَ. 13وَلَكِنِ
الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى
الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ. 14وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ
الْمَلَكُوتِ
هَذِهِ فِي كُلِّ
الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ
الأُمَمِ. ثُمَّ
يَأْتِي الْمُنْتَهَى.
15«فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ
الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ
النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي
الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ - لِيَفْهَمِ
الْقَارِئُ - 16فَحِينَئِذٍ
لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي
الْيَهُودِيَّةِ إِلَى
الْجِبَالِ 17وَﭐلَّذِي
عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئاً
18وَﭐلَّذِي فِي
الْحَقْلِ فَلاَ يَرْجِعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ
ثِيَابَهُ. 19وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ
الأَيَّامِ! 20وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ
فِي سَبْتٍ 21لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ
مِثْلُهُ مُنْذُ
ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى
الآنَ وَلَنْ يَكُونَ.
22وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ
الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلَكِنْ
لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ
الأَيَّامُ. 23حِينَئِذٍ إِنْ
قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا
الْمَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاكَ فَلاَ
تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ
كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ
أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً. 25هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ
وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي
الْبَرِّيَّةِ
فَلاَ تَخْرُجُوا! هَا هُوَ فِي
الْمَخَادِعِ فَلاَ تُصَدِّقُوا!
27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ
الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ
الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ
إِلَى الْمَغَارِبِ هَكَذَا يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ
ابْنِ الإِنْسَانِ.
28لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ
الْجُثَّةُ فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ
النُّسُورُ.
29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ
ضِيقِ تِلْكَ
الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي
ضَوْءَهُ وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ
السَّمَاءِ وَقُوَّاتُ
السَّمَاوَاتِ
تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ
ابْنِ الإِنْسَانِ فِي
السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ
الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ
ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ
السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ
كَثِيرٍ. 31فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ
الصَّوْتِ
فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ
الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ
السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا. 32فَمِنْ شَجَرَةِ
التِّينِ تَعَلَّمُوا
الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصاً وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا
تَعْلَمُونَ أَنَّ
الصَّيْفَ قَرِيبٌ. 33هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً مَتَى
رَأَيْتُمْ هَذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى
الأَبْوَابِ.
34اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هَذَا
الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ
هَذَا كُلُّهُ. 35اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي
لاَ يَزُولُ.
36وَأَمَّا ذَلِكَ
الْيَوْمُ وَتِلْكَ
السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ
مَلاَئِكَةُ
السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. 37وَكَمَا كَانَتْ
أَيَّامُ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ
ابْنِ الإِنْسَانِ.
38لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي
الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ
الطُّوفَانِ
يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ إِلَى
الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ
الْفُلْكَ 39وَلَمْ يَعْلَمُوا
حَتَّى جَاءَ
الطُّوفَانُ وَأَخَذَ
الْجَمِيعَ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً
مَجِيءُ ابْنِ
الإِنْسَانِ. 40حِينَئِذٍ يَكُونُ
اثْنَانِ فِي
الْحَقْلِ
يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ
الآخَرُ. 41ﭐِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى
الرَّحَى تُؤْخَذُ
الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ
الأُخْرَى.
42«اِسْهَرُوا إِذاً
لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ.
43وَﭐعْلَمُوا هَذَا أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ
الْبَيْتِ فِي أَيِّ
هَزِيعٍ يَأْتِي
السَّارِقُ لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ.
44لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ
لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي
ابْنُ الإِنْسَانِ.
45فَمَنْ هُوَ
الْعَبْدُ
الأَمِينُ الْحَكِيمُ
الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ
لِيُعْطِيَهُمُ
الطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟ 46طُوبَى لِذَلِكَ
الْعَبْدِ
الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هَكَذَا! 47اَلْحَقَّ
أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ. 48وَلَكِنْ
إِنْ قَالَ ذَلِكَ
الْعَبْدُ الرَّدِيُّ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ
قُدُومَهُ. 49فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ
الْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ وَيَأْكُلُ
وَيَشْرَبُ مَعَ
السُّكَارَى. 50يَأْتِي سَيِّدُ ذَلِكَ
الْعَبْدِ فِي
يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا 51فَيُقَطِّعُهُ
وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ
الْمُرَائِينَ. هُنَاكَ يَكُونُ
الْبُكَاءُ
وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ».
اَلأَصْحَاحُ
الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ
1«حِينَئِذٍ يُشْبِهُ
مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ
وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ
الْعَرِيسِ. 2وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ
وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. 3أَمَّا
الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ
وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً 4وَأَمَّا
الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ
زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. 5وَفِيمَا أَبْطَأَ
الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ. 6فَفِي نِصْفِ
اللَّيْلِ صَارَ
صُرَاخٌ: هُوَذَا
الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ! 7فَقَامَتْ
جَمِيعُ أُولَئِكَ
الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. 8فَقَالَتِ
الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ
مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. 9فَأَجَابَتِ
الْحَكِيمَاتُ: لَعَلَّهُ لاَ
يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ بَلِ
اذْهَبْنَ إِلَى
الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ
لَكُنَّ. 10وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ
الْعَرِيسُ وَالْمُسْتَعِدَّاتُ
دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى
الْعُرْسِ وَأُغْلِقَ
الْبَابُ. 11أَخِيراً جَاءَتْ
بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضاً قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ يَا سَيِّدُ
افْتَحْ لَنَا. 12فَأَجَابَ:
الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا
أَعْرِفُكُنَّ. 13فَاسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ
الْيَوْمَ
وَلاَ السَّاعَةَ
الَّتِي يَأْتِي فِيهَا
ابْنُ الإِنْسَانِ.
14«وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ
مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ 15فَأَعْطَى وَاحِداً
خَمْسَ وَزَنَاتٍ وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ وَآخَرَ وَزْنَةً - كُلَّ وَاحِدٍ
عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ. 16فَمَضَى
الَّذِي أَخَذَ
الْخَمْسَ* وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ.
17وَهَكَذَا الَّذِي أَخَذَ
الْوَزْنَتَيْنِ رَبِحَ أَيْضاً وَزْنَتَيْنِ
أُخْرَيَيْنِ. 18وَأَمَّا
الَّذِي أَخَذَ
الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي
الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ. 19وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَتَى
سَيِّدُ أُولَئِكَ
الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ. 20فَجَاءَ
الَّذِي أَخَذَ
الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا
سَيِّدُ خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ
رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا. 21فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا
الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي
الْقَلِيلِ
فَأُقِيمُكَ عَلَى
الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. 22ثُمَّ
جَاءَ الَّذِي أَخَذَ
الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ وَزْنَتَيْنِ
سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا.
23قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا
الْعَبْدُ الصَّالِحُ
الأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي
الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى
الْكَثِيرِ.
اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. 24ثُمَّ جَاءَ أَيْضاً
الَّذِي أَخَذَ
الْوَزْنَةَ
الْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ
تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ.
25فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي
الأَرْضِ. هُوَذَا
الَّذِي لَكَ. 26فَأَجَابَ سَيِّدُهُ: أَيُّهَا
الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ
عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ
لَمْ أَبْذُرْ 27فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ
الصَّيَارِفَةِ فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ
الَّذِي لِي مَعَ رِباً.
28فَخُذُوا مِنْهُ
الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ
الْعَشْرُ
وَزَنَاتٍ. 29لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ وَمَنْ لَيْسَ
لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. 30وَﭐلْعَبْدُ
الْبَطَّالُ
اطْرَحُوهُ إِلَى
الظُّلْمَةِ
الْخَارِجِيَّةِ هُنَاكَ يَكُونُ
الْبُكَاءُ
وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.
31«وَمَتَى جَاءَ
ابْنُ
الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ
الْمَلاَئِكَةِ
الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ
فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. 32وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ
جَمِيعُ الشُّعُوبِ فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ
الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ
الْجِدَاءِ 33فَيُقِيمُ
الْخِرَافَ عَنْ
يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ
الْيَسَارِ. 34ثُمَّ يَقُولُ
الْمَلِكُ
لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا
الْمَلَكُوتَ
الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ
الْعَالَمِ. 35لأَنِّي
جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيباً
فَآوَيْتُمُونِي. 36عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي.
مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. 37فَيُجِيبُهُ
الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ:
يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ أَوْ عَطْشَاناً
فَسَقَيْنَاكَ؟ 38وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ أَوْ
عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟ 39وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً
فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ 40فَيُجِيبُ
الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ
الأَصَاغِرِ
فَبِي فَعَلْتُمْ.
41«ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً
لِلَّذِينَ عَنِ
الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى
النَّارِ الأَبَدِيَّةِ
الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ
42لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي.
43كُنْتُ غَرِيباً فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَاناً فَلَمْ تَكْسُونِي.
مَرِيضاً وَمَحْبُوساً فَلَمْ تَزُورُونِي. 44حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ
أَيْضاً: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً أَوْ عَطْشَاناً أَوْ
غَرِيباً أَوْ عُرْيَاناً أَوْ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً وَلَمْ
نَخْدِمْكَ؟ 45فَيُجِيبُهُمْ:
الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ
لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هَؤُلاَءِ
الأَصَاغِرِ فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا.
46فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى
حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».
اَلأَصْحَاحُ
السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ
1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ
هَذِهِ الأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ:2«تَعْلَمُونَ أَنَّهُ
بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ
الْفِصْحُ وَابْنُ
الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ
لِيُصْلَبَ».
3حِينَئِذٍ
اجْتَمَعَ
رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ
الشَّعْبِ إِلَى دَارِ
رَئِيسِ الْكَهَنَةِ
الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا 4وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ
يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. 5وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا:
«لَيْسَ فِي الْعِيدِ لِئَلَّا يَكُونَ شَغَبٌ فِي
الشَّعْبِ».
6وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ
فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ
الأَبْرَصِ 7تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ
امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ
الثَّمَنِ فَسَكَبَتْهُ عَلَى
رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. 8فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذَلِكَ
اغْتَاظُوا
قَائِلِينَ: «لِمَاذَا هَذَا
الإِتْلاَفُ؟ 9لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ
يُبَاعَ هَذَا
الطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». 10فَعَلِمَ
يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُزْعِجُونَ
الْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا
قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً! 11لأَنَّ
الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي
كُلِّ حِينٍ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ.
12فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هَذَا
الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا
فَعَلَتْ ذَلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي. 13اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا
الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ
الْعَالَمِ يُخْبَرْ
أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا».
14حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ
مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ
الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا
الإِسْخَرْيُوطِيَّ إِلَى
رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ 15وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي
وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ
الْفِضَّةِ. 16وَمِنْ ذَلِكَ
الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً
لِيُسَلِّمَهُ.
17وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ
الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ
التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ
تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ
الْفِصْحَ؟» 18فَقَالَ: «ﭐذْهَبُوا
إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ:
الْمُعَلِّمُ يَقُولُ
إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ
الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي».
19فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا
الْفِصْحَ.
20وَلَمَّا كَانَ
الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ
الاِثْنَيْ عَشَرَ. 21وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ
قَالَ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي».
22فَحَزِنُوا جِدّاً وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ:
«هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» 23فَأَجَابَ: «ﭐلَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي
فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي. 24إِنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا
هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ
الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ
يُسَلَّمُ ابْنُ
الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ
الرَّجُلِ لَوْ لَمْ
يُولَدْ». 25فَسَأَلَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا
سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ».
26وَفِيمَا هُمْ
يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ
الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى
التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِي». 27وَأَخَذَ
الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «ﭐشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ
28لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي
الَّذِي لِلْعَهْدِ
الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ
مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ
الْخَطَايَا. 29وَأَقُولُ لَكُمْ:
إِنِّي مِنَ
الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ
الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى
ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ
أَبِي». 30ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ
الزَّيْتُونِ.
31حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ
يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ
اللَّيْلَةِ لأَنَّهُ
مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ
الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ
الرَّعِيَّةِ. 32وَلَكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى
الْجَلِيلِ».
33فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ
الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ
أَشُكُّ أَبَداً». 34قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ
فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ». 35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ
اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ
مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ
التَّلاَمِيذِ.
36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ
يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ
لِلتَّلاَمِيذِ: «ﭐجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ».
37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ
وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى
الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ
قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا
أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ
الْكَأْسُ وَلَكِنْ
لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ
إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا
مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41ﭐِسْهَرُوا
وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا
الرُّوحُ فَنَشِيطٌ
وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى
قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ
الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ
فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً.
44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ
الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 45ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:
«نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا. هُوَذَا
السَّاعَةُ قَدِ
اقْتَرَبَتْ وَابْنُ
الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي
الْخُطَاةِ. 46قُومُوا نَنْطَلِقْ.
هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ
اقْتَرَبَ».
47وَفِيمَا هُوَ
يَتَكَلَّمُ إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ
الاِثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ
جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ
وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. 48وَﭐلَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً
قَائِلاً: «ﭐلَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ». 49فَلِلْوَقْتِ
تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «ﭐلسَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ.
50فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ
تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا
الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ.
51وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ
الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ
سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ.
52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ
الَّذِينَ
يَأْخُذُونَ
السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! 53أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ
أَسْتَطِيعُ
الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ
مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ؟ 54فَكَيْفَ تُكَمَّلُ
الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟». 55فِي تِلْكَ
السَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ
بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ
مَعَكُمْ أُعَلِّمُ فِي
الْهَيْكَلِ وَلَمْ تُمْسِكُونِي. 56وَأَمَّا هَذَا
كُلُّهُ فَقَدْ كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ
الأَنْبِيَاءِ». حِينَئِذٍ
تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.
57وَﭐلَّذِينَ أَمْسَكُوا
يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ حَيْثُ
اجْتَمَعَ
الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. 58وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ
إِلَى دَارِ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ فَدَخَلَ إِلَى دَاخِلٍ وَجَلَسَ بَيْنَ
الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ
النِّهَايَةَ. 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ
وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ
يَقْتُلُوهُ 60فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ
كَثِيرُونَ لَمْ يَجِدُوا. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ
61وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ
اللَّهِ
وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62فَقَامَ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ
وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ
عَلَيْكَ؟» 63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ
الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ
أَنْتَ الْمَسِيحُ
ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ!
وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ
الآنَ تُبْصِرُونَ
ابْنَ الإِنْسَانِ
جَالِساً عَنْ يَمِينِ
الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ
السَّمَاءِ».
65فَمَزَّقَ رَئِيسُ
الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً: «قَدْ
جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ
تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ
الْمَوْتِ». 67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ
لَطَمُوهُ 68قَائِلِينَ: «تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا
الْمَسِيحُ مَنْ
ضَرَبَكَ؟».
69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ
جَالِساً خَارِجاً فِي
الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً:
«وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ
الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ
الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ
خَرَجَ إِلَى
الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ:
«وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ
النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً
بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ
الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ
الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ
لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ:
«إِنِّي لاَ أَعْرِفُ
الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ
الدِّيكُ.
75فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ
الَّذِي قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ
قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ
الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ
إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً.
اَلأَصْحَاحُ
السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
1وَلَمَّا كَانَ
الصَّبَاحُ
تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ
الشَّعْبِ عَلَى
يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ
إِلَى بِيلاَطُسَ
الْبُنْطِيِّ
الْوَالِي.
3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى
يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ
الثَّلاَثِينَ مِنَ
الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ
4قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً». فَقَالُوا:
«مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5فَطَرَحَ
الْفِضَّةَ فِي
الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ
رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ
الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ
نُلْقِيَهَا فِي
الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». 7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا
بِهَا حَقْلَ
الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهَذَا سُمِّيَ
ذَلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ
الدَّمِ» إِلَى هَذَا
الْيَوْمِ. 9حِينَئِذٍ
تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا
النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا
الثَّلاَثِينَ مِنَ
الْفِضَّةِ ثَمَنَ
الْمُثَمَّنِ
الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ
الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي
الرَّبُّ».
11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ
الْوَالِي. فَسَأَلَهُ
الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ
الْيَهُودِ؟» فَقَالَ
لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ». 12وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ.
13فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟»
14فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ
عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى تَعَجَّبَ
الْوَالِي جِدّاً.
15وَكَانَ
الْوَالِي
مُعْتَاداً فِي
الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيراً وَاحِداً مَنْ
أَرَادُوهُ. 16وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى
بَارَابَاسَ. 17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ:
«مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ
الَّذِي
يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً.
19وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ
الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ
امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ
الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ
الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ». 20وَلَكِنَّ رُؤَسَاءَ
الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ حَرَّضُوا
الْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا
بَارَابَاسَ وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ. 21فَسَأَلَ
الْوَالِي: «مَنْ مِنَ
الاِثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟» فَقَالُوا: «بَارَابَاسَ».
22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ
الَّذِي يُدْعَى
الْمَسِيحَ؟» قَالَ لَهُ
الْجَمِيعُ: «لِيُصْلَبْ!» 23فَقَالَ
الْوَالِي:
«وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟» فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخاً قَائِلِينَ:
«لِيُصْلَبْ!» 24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً
بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ
قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا
الْبَارِّ.
أَبْصِرُوا أَنْتُمْ». 25فَأَجَابَ جَمِيعُ
الشَّعْبِ: «دَمُهُ عَلَيْنَا
وَعَلَى أَوْلاَدِنَا». 26حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ وَأَمَّا
يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ.
27فَأَخَذَ عَسْكَرُ
الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ
الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ
الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً
29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ
وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ
وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «ﭐلسَّلاَمُ يَا مَلِكَ
الْيَهُودِ!»
30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا
الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ.
31وَبَعْدَ مَا
اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ
الرِّدَاءَ
وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.
32وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ
وَجَدُوا إِنْسَاناً قَيْرَوَانِيّاً
اسْمُهُ سِمْعَانُ فَسَخَّرُوهُ
لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ. 33وَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ
جُلْجُثَةُ وَهُوَ
الْمُسَمَّى «مَوْضِعَ
الْجُمْجُمَةِ» 34أَعْطَوْهُ
خَلاًّ مَمْزُوجاً بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. وَلَمَّا ذَاقَ لَمْ يُرِدْ
أَنْ يَشْرَبَ. 35وَلَمَّا صَلَبُوهُ
اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ
عَلَيْهَا لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: «ﭐقْتَسَمُوا ثِيَابِي
بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً». 36ثُمَّ جَلَسُوا
يَحْرُسُونَهُ هُنَاكَ. 37وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ
مَكْتُوبَةً: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ
الْيَهُودِ». 38حِينَئِذٍ صُلِبَ
مَعَهُ لِصَّانِ وَاحِدٌ عَنِ
الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ
الْيَسَارِ.
39وَكَانَ
الْمُجْتَازُونَ
يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ 40قَائِلِينَ: «يَا
نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ خَلِّصْ نَفْسَكَ!
إِنْ كُنْتَ
ابْنَ اللَّهِ فَانْزِلْ عَنِ
الصَّلِيبِ!». 41وَكَذَلِكَ
رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ
الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ
قَالُوا: 42«خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ
يُخَلِّصَهَا». إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ
الآنَ
عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ! 43قَدِ
اتَّكَلَ عَلَى
اللَّهِ
فَلْيُنْقِذْهُ
الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا
ابْنُ
اللَّهِ!». 44وَبِذَلِكَ أَيْضاً كَانَ
اللِّصَّانِ
اللَّذَانِ صُلِبَا
مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ.
45وَمِنَ
السَّاعَةِ
السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ
الأَرْضِ إِلَى
السَّاعَةِ
التَّاسِعَةِ. 46وَنَحْوَ
السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي
إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) 47فَقَوْمٌ مِنَ
الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ
لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا». 48وَلِلْوَقْتِ
رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلَأَهَا خَلاًّ
وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. 49وَأَمَّا
الْبَاقُونَ فَقَالُوا:
«ﭐتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ». 50فَصَرَخَ
يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ
الرُّوحَ.
51وَإِذَا حِجَابُ
الْهَيْكَلِ قَدِ
انْشَقَّ إِلَى
اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ
تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ 52وَﭐلْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ
كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ
الْقِدِّيسِينَ
الرَّاقِدِينَ 53وَخَرَجُوا مِنَ
الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا
الْمَدِينَةَ
الْمُقَدَّسَةَ
وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. 54وَأَمَّا قَائِدُ
الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوُا
الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ خَافُوا
جِدّاً وَقَالُوا: «حَقّاً كَانَ هَذَا
ابْنَ اللَّهِ». 55وَكَانَتْ
هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ وَهُنَّ كُنَّ قَدْ
تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ
الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ 56وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ
الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَأُمُّ
ابْنَيْ
زَبْدِي.
57وَلَمَّا كَانَ
الْمَسَاءُ جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ
الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ -
وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. 58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى
بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ
يُعْطَى الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ
الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ
نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ
الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ
فِي الصَّخْرَةِ ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَراً كَبِيراً عَلَى بَابِ
الْقَبْرِ
وَمَضَى. 61وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ
الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ
الأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ
الْقَبْرِ.
62وَفِي
الْغَدِ الَّذِي
بَعْدَ الاِسْتِعْدَادِ
اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ
إِلَى بِيلاَطُسَ 63قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ
ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
أَقُومُ. 64فَمُرْ بِضَبْطِ
الْقَبْرِ إِلَى
الْيَوْمِ الثَّالِثِ لِئَلَّا
يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ
إِنَّهُ قَامَ مِنَ
الأَمْوَاتِ فَتَكُونَ
الضَّلاَلَةُ
الأَخِيرَةُ
أَشَرَّ مِنَ
الأُولَى!» 65فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «عِنْدَكُمْ
حُرَّاسٌ. اِذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ». 66فَمَضَوْا
وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا
الْحَجَرَ.
اَلأَصْحَاحُ
الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ
1وَبَعْدَ
السَّبْتِ عِنْدَ
فَجْرِ أَوَّلِ
الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ
الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ
الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. 2وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ
لأَنَّ مَلاَكَ
الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ
الْحَجَرَ عَنِ
الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. 3وَكَانَ مَنْظَرُهُ
كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. 4فَمِنْ خَوْفِهِ
ارْتَعَدَ
الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. 5فَقَالَ
الْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ:
«لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ
الْمَصْلُوبَ. 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا
انْظُرَا الْمَوْضِعَ
الَّذِي كَانَ
الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ.
7وَﭐذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ
الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى
الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ.
هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا». 8فَخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ
الْقَبْرِ
بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ.
9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ
لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا
بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. 10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا.
اِذْهَبَا قُولاَ لِإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى
الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ
يَرَوْنَنِي».
11وَفِيمَا هُمَا
ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ
الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى
الْمَدِينَةِ
وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ
الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ. 12فَاجْتَمَعُوا
مَعَ الشُّيُوخِ وَتَشَاوَرُوا وَأَعْطَوُا
الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً
13قَائِلِينَ: «قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ
وَنَحْنُ نِيَامٌ. 14وَإِذَا سُمِعَ ذَلِكَ عِنْدَ
الْوَالِي فَنَحْنُ
نَسْتَعْطِفُهُ وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ». 15فَأَخَذُوا
الْفِضَّةَ
وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ فَشَاعَ هَذَا
الْقَوْلُ عِنْدَ
الْيَهُودِ
إِلَى هَذَا
الْيَوْمِ.
16وَأَمَّا
الأَحَدَ عَشَرَ
تِلْمِيذاً فَانْطَلَقُوا إِلَى
الْجَلِيلِ إِلَى
الْجَبَلِ حَيْثُ
أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. 17وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ وَلَكِنَّ
بَعْضَهُمْ شَكُّوا. 18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً:
«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي
السَّمَاءِ وَعَلَى
الأَرْضِ
19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ
الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ
الآبِ
وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ
الْقُدُسِ. 20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا
جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ
الأَيَّامِ
إِلَى انْقِضَاءِ
الدَّهْرِ». آمِينَ.
|