فصل
1
ورشليم المقفرة
1
كَيْفَ أَصْبَحَتِ
الْمَدِينَةُ الآهِلَةُ بِالسُّكَّانِ مَهْجُورَةً وَحِيدَةً؟ صَارَتْ
كَأَرْمَلَةٍ! هَذِهِ الَّتِي كَانَتْ عَظِيمَةً بَيْنَ الأُمَمِ.
السَّيِّدَةُ بَيْنَ الْمُدُنِ صَارَتْ تَحْتَ الْجِزْيَةِ! 2تَبْكِي
بِمَرَارَةٍ فِي اللَّيْلِ، وَدُمُوعُهَا تَنْهَمِرُ عَلَى خَدَّيْهَا. لاَ
مُعَزِّيَ لَهَا بَيْنَ مُحِبِّيهَا. غَدَرَ بِهَا جَمِيِعُ خُلاَّنِهَا
وَأَصْبَحُوا لَهَا أَعْدَاءً. 3سُبِيَتْ يَهُوذَا إِلَى الْمَنْفَى بَعْدَ
كُلِّ مَا عَانَتْهُ مِنْ عَنَتٍ وَعُبُودِيَّةٍ، فَأَقَامَتْ بَيْنَ
الأُمَمِ شَقِيَّةً، وَأَدْرَكَهَا مُطَارِدُوهَا فِي خِضَمِّ ضِيقَاتِهَا.
4تَنُوحُ الطُّرُقُ الْمُفْضِيَةُ إِلَى صِهْيَوْنَ، لأَنَّهَا أَقْفَرَتْ
مِنَ الْقَادِمِينَ إِلَى الأَعْيَا دِ! تَهَدَّمَتْ بَوَّابَاتُهَا
جَمِيعاً. كَهَنَتُهَا يَتَنَهَّدُونَ؛ عَذَارَاهَا مُتَحَسِّرَاتٌ وَهِيَ
تُقَاسِي مُرَّ الْعَذَابِ. 5أَصْبَحَ أَعْدَاؤُهَا سَادَةً، وَنَجَحَ
مُضَايِقُوهَا، لأَنَّ الرَّبَّ أَشْقَاهَا بِسَبَبِ خَطَايَاهَا
الْمُتَكَاثِرَةِ. قَدْ ذَهَبَ أَوْلاَدُهَا إِلَى السَّبْيِ أَمَامَ
الْعَدُوِّ. 6تَعَرَّتْ بِنْتُ صِهْيَوْنَ مِنْ كُلِّ بَهَائِهَا، وَغَدَا
أَشْرَافُهَا كَأَيَائِلَ شَارِدَةٍ مِنْ غَيْرِ مَرْعَى. فَرُّوا
بِقُوَّةٍ خَائِرَةٍ أَمَامَ الْمُطَارِدِ. 7تَذَكَّرَتْ أُورُشَلِيمُ فِي
أَيَّامِ شَقَائِهَا وَمِحْنَتِهَا جَمِيعَ مَا كَانَتْ تَتَمَتَّعُ بِهِ
مِنْ مُشْتَهَيَاتٍ فِي حِقَبِهَا الْغَابِرَةِ. عِنْدَمَا وَقَعَ
شَعْبُهَا فِي قَبْضَةِ الْعَدُوِّ لَمْ يَكُنْ لَهَا مُسْعِفٌ، رَآهَا
الْعَدُوُّ صَرِيعَةً وَسَخِرَ لِهَلاَكِهَا.
خطيئة أورشليم
8ارْتَكَبَتْ أُورُشَلِيمُ
خَطِيئَةً نَكْرَاءَ فَأَصْبَحَتْ رَجِسَةً. جَمِيعُ مُكَرِّمِيهَا
يَحْتَقِرُونَهَا لأَنَّهُمْ شَهِدُوا عُرْيَهَا، أَمَّا هِيَ
فَتَنَهَّدَتْ وَتَرَاجَعَتِ الْقَهْقَرِىّ. 9قَدْ عَلِقَ رِجْسُهَا
بِذُيُولِهَا. لَمْ تَذْكُرْ آخِرَتَهَا لِهَذَا كَانَ سُقُوطُهَا
رَهِيباً، وَلاَ مُعَزِّيَ لَهَا. انْظُرْ يَارَبُّ إِلَى شَقَائِي لأَنَّ
الْعَدُوَّ قَدِ انْتَصَرَ. 10امْتَدَّتْ يَدُ الْعَدُوِّ إِلَى كُلِّ
ذَخَائِرِهَا، وَأَبْصَرَتِ الأُمَمَ يَنْتَهِكُونَ حُرْمَةَ مَقَادِسِهَا.
هَؤُلاَءِ الَّذِينَ حَظَّرْتَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا فِي
جَمَاعَتِكَ. 11شَعْبُهَا كُلُّهُ يَتَنَهَّدُ وَهُوَ يَبْحَثُ عَنِ
الْقُوتِ. قَدْ قَايَضُوا ذَخَائِرَهُمْ بِالطَّعَامِ ِلإِنْعَاشِ
النَّفْسِ الْخَائِرَةِ. (وَقَالَتْ:) «انْظُرْ يَارَبُّ وَتَأَمَّلْ
كَيْفَ أَصْبَحْتُ مُحْتَقَرَةً».
12أَلاَ يَعْنِيكُمْ هَذَا
يَاجَمِيعَ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟ تَأَمَّلُوا وَانْظُرُوا، هَلْ مِنْ
أَلَمٍ كَأَلَمِي الَّذِي ابْتَلاَنِي بِهِ الرَّبُّ فِي يَوْمِ احْتِدَامِ
غَضَبِهِ؟ 13مِنَ الْعَلاَءِ صَبَّ نَاراً فِي عِظَامِي فَسَرَتْ فِيهَا.
نَصَبَ شَرَكاً لِقَدَمَيَّ فَرَدَّنِي إِلَى الْوَرَاءِ. جَعَلَنِي
أَطْلاَلاً أَئِنُّ طُولَ النَّهَارِ. 14شَدَّ مَعَاصِيَّ إِلَى نِيرٍ،
وَبِيَدِهِ حَبَكَهَا، فَنَاءَ بِهَا عُنُقِي. أَوْهَنَ الرَّبُّ قُوَايَ
وَأَسْلَمَنِي إِلَى يَدٍ لاَ طَاقَةَ لِي عَلَى مُقَاوَمَتِهَا.
وحشة أورشليم
15بَدَّدَ الرَّبُّ جَمِيعَ
جَبَابِرَتِي فِي وَسَطِي، وَأَلَّبَ عَلَيَّ حَشْداً مِنْ أَعْدَائِي
لِيَسْحَقُوا شُبَّانِي. دَاسَ الرَّبُّ الْعَذْرَاءَ بِنْتَ صِهْيَوْنَ
كَمَا يُدَاسُ الْعِنَبُ فِي الْمِعْصَرَةِ. 16عَلَى هَذِهِ كُلِّهَا
أَبْكِي. عَيْنَايَ، عَيْنَايَ تَفِيضَانِ بِالدُّمُوعِ، إِذِ ابْتَعَدَ
عَنِّي كُلُّ مُعَزٍّ يُنْعِشُ نَفْسِي. هَلَكَ أَبْنَائِي لأَنَّ
الْعَدُوَّ قَدْ ظَفِرَ.
17تَمُدُّ صِهْيَوْنُ
يَدَيْهَا تَلْتَمِسُ مُعَزِّياً، وَلَكِنْ عَلَى غَيْرِ طَائِلٍ. قَدْ
أَمَرَ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ مُضَايِقُو يَعْقُوبَ هُمْ جِيرَانُهُ
الَّذِينَ حَوْلَهُ. قَدْ أَصْبَحَتْ أُورُشَلِيمُ رِجْساً بَيْنَهُمْ.
18الرَّبُّ حَقّاً عَادِلٌ، وَأَنَا قَدْ تَمَرَّدْتُ عَلَى أَمْرِهِ.
فَاسْتَمِعُوا يَاجَمِيعَ الشُّعُوبِ وَاشْهَدُوا وَجَعِي. قَدْ ذَهَبَ
عَذَارَايَ وَشُبَّانِي إِلَى السَّبْيِ. 19دَعَوْتُ مُحِبِّيَّ
فَخَدَعُونِي. فَنِيَ كَهَنَتِي وَشُيُوخِي فِي الْمَدِينَةِ وَهُمْ
يَنْشُدُونَ قُوتاً لإِحْيَا ءِ نُفُوسِهِمْ. 20انْظُرْ يَارَبُّ فَإِنِّي
فِي ضِيقَةٍ. أَحْشَائِي جَائِشَةٌ وَقَلْبِي مُتَلاَطِمٌ فِي دَاخِلِي،
لأَنِّي أَكْثَرْتُ التَّمَرُّدَ. هَا السَّيْفُ يُثْكِلُ فِي الْخَارِجِ
وَفِي الْبَيْتِ يَسُودُ الْمَوْتُ.
شماتة الأعداء
21قَدْ سَمِعُوا تَنَهُّدِي
فَلَمْ يَكُنْ مِنْ مُعَزٍّ لِي. جَمِيعُ أَعْدَائِي عَرَفُوا بِبَلِيَّتِي
فَشَمِتُوا بِمَا فَعَلْتَ بِي. أَسْرِعْ بِيَوْمِ الْعِقَابِ الَّذِي
تَوَعَّدْتَ بِهِ فَيَصِيرُوا مِثْلِي. 22لِيَأْتِ كُلُّ شَرِّهِمْ
أَمَامَكَ فَتُعَاقِبَهُمْ كَمَا عَاقَبْتَنِي عَلَى كُلِّ ذُنُوبِي،
لأَنَّ تَنَهُّدَاتِي كَثِيرَةٌ وَقَلْبِي مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ.
فصل
2
قضاء الرب
كَيْفَ خَيَّمَ الرَّبُّ فِي
غَضَبِهِ بِالظَّلاَمِ عَلَى ابْنَةِ صِهْيَوْنَ، وَطَرَحَ مِنَ السَّمَاءِ
إِلَى الأَرْضِ جَلاَلَ إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَوْطِيءَ
قَدَمَيْهِ فِي يَوْمِ سُخْطِهِ؟ 2قَدْ هَدَمَ الرَّبُّ مِنْ غَيْرِ
رَحْمَةٍ جَمِيعَ مَسَاكِنِ يَعْقُوبَ. قَوَّضَ بِغَضَبِهِ مَعَاقِلَ
ابْنَةِ يَهُوذَا، وَأَلْحَقَ الْعَارَ بِالْمَمْلَكَةِ وَحُكَّامِهَا،
إِذْ سَوَّاهَا بِالأَرْضِ. 3بَتَرَ فِي احْتِدَامِ غَضَبِهِ كُلَّ قُوَّةِ
إِسْرَائِيلَ. رَدَّ يَمِينَهُ إِلَى الْوَرَاءِ أَمَامَ الأَعْدَاءِ،
وَاشْتَعَلَ مِثْلَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ فِي إِسْرَائِيلَ، تَلْتَهِمُ كُلَّ
مَا حَوْلَهَا. 4وَتَّرَ قَوْسَهُ كَعَدُوٍّ. نَصَبَ يَمِينَهُ كَمُبْغِضٍ.
ذَبَحَ كَعَدُوٍّ كُلَّ عَزِيزٍ فِي عُيُونِنَا. وَسَكَبَ سُخْطَهُ كَنَارٍ
عَلَى خَيْمَةِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ. 5وَأَصْبَحَ الرَّبُّ كَعَدُوٍّ،
فَقَوَّضَ إِسْرَائِيلَ، وَهَدَمَ جَمِيعَ قُصُورِهَا، وَدَمَّرَ
حُصُونَهَا، وَأَكْثَرَ النَّوْحَ وَالْعَويِلَ فِي ابْنَةِ صِهْيَوْنَ.
6نَقَضَ مَظَلَّتَهُ كَمَا يُنْقَضُ كُوخٌ مِنَ الأَغْصَانِ فِي حَدِيقَةٍ،
وَرَدَمَ مَقَرَّ مُجْتَمَعِهِ. جَعَلَ الرَّبُّ صِهْيَوْنَ تَنْسَى
مَوَاسِمَ أَعْيَادِهَا وَسُبُوتَهَا. وَنَبَذَ بِاحْتِدَامِ سُخْطِهِ
الْمَلِكَ وَالْكَاهِنَ. 7كَرِهَ الرَّبُّ مَذْبَحَهُ، وَتَبَرَّأَ مِنْ
مَقْدِسِهِ، وَسَلَّمَ أَسْوَارَ قُصُورِهَا إِلَى يَدِ الأَعْدَاءِ
الَّذِينَ عَلاَ هُتَافُهُمْ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كَمَا كَانَ يَعْلُو
هُتَافُنَا فِي الأَعْيَادِ. 8عَزَمَ الرَّبُّ أَنْ يُقَوِّضَ سُورَ
ابْنَةِ صِهْيَوْنَ. مَدَّ خَيْطَ الْقِيَاسِ وَلَمْ يَرُدَّ يَدَهُ عَنْ
سَحْقِهَا، فَاسْتَبْكَى الْمِتْرَسَةَ وَالسُّورَ فَسَقَطَا مَعاً.
9غَاصَتْ فِي الأَرْضِ بَوَّابَاتُهَا، دَمَّرَ وَحَطَّمَ مَزَالِيجَهَا.
نَفَى مَلِكَهَا وَرُؤَسَاءَهَا بَيْنَ الأُمَمِ. زَالَتِ الشَّرِيعَةُ،
وَلَمْ يَعُدْ أَنْبِيَاؤُهَا يَحْصُلُونَ عَلَى رُؤْيَا مِنْ عِنْدِ
الرَّبِّ. 10يَجْلِسُ شُيُوخُ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ عَلَى الأَرْضِ
صَامِتِينَ. عَفَّرُوا بِالرَّمَادِ رُؤُوسَهُمْ، وَارْتَدَوْا الْمُسُوحَ،
وَطَأْطَأَتْ عَذَارَى أُورُشَلِيمَ رُؤُوسَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ.
11كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنَ الْبُكَاءِ، جَاشَتْ أَحْشَائِي وَأُرِيقَتْ
كَبِدِي عَلَى الأَرْضِ حُزْناً لِدَمَارِ ابْنَةِ شَعْبِي، لأَنَّ
الأَطْفَالَ وَالرُّضَّعَ غُشِيَ عَلَيْهِمْ فِي شَوَارِعِ الْمَدِينَةِ.
12يَقُولُونَ لأُمَّهَاتِهِمْ بَاكِينَ: «أَيْنَ الْخُبْزُ وَالْخَمْرُ؟»
ثُمَّ يُغْشَى عَلَيْهِمْ كَالْجَرْحَى فِي شَوَارِعِ الْمَدِينَةِ، حِينَ
تُهْرَقُ حَيَاتُهُمْ فِي أَحْضَانِ أُمَّهَاتِهِمْ. 13بِمَاذَا أُنْذِرُكِ
وَبِأَيِّ شَيْءٍ أُشَبِّهُكِ يَاابْنَةَ أُورُشَلِيمَ؟ بِمَاذَا
أُقَارِنُكِ فَأُعَزِّيَكِ أَيَّتُهَا الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ؟
إِنَّ خَرَابَكِ عَظِيمٌ كَالْبَحْرِ، فَمَنْ ذَا يُبْرِئُكِ؟
14رَأَى لَكِ أَنْبِيَاؤُكِ
رُؤًى بَاطِلَةً خَادِعَةً. لَمْ يَفْضَحُوا إِثْمَكِ لِيَرُدُّوا
سَبْيَكِ. إِنَّمَا رَأَوْا لَكِ وَحْياً كَاذِباً مُضِلاً. 15كُلُّ
عَابِرِي السَّبِيلِ صَفَّقُوا عَلَيْكِ بِالأَيَادِي فَرَحاً. صَفَرُوا
وَهَزُّوا رُؤُوسَهُمْ عَلَى ابْنَةِ أُورُشَلِيمَ وَتَسَاءَلُوْا:
أَهَذِهِ هِيَ الْمَدِينَةُ الَّتِي تُدْعَى كَامِلَةَ الْجَمَالِ
وَبَهْجَةَ الأَرْضِ بِأَسْرِهَا؟ 16قَدْ فَغَرَ جَمِيعُ أَعْدَائِكِ
أَشْدَاقَهُمْ. يُصَفِّرُونَ وَيُحَرِّقُونَ الأَسْنَانَ. يَهْتِفُونَ:
قَدِ ابْتَلَعْنَاهَا. هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي طَالَ انْتِظَارُنَا
لَهُ. قَدْ عِشْنَا وَشَهِدْنَاهُ!
إتمام قضاء الرب
17نَفَّذَ الرَّبُّ
قَضَاءَهُ، وَحَقَّقَ وَعِيدَهُ الَّذِي حَكَمَ بِهِ مُنْذُ الْحِقَبِ
السَّالِفَةِ. هَدَمَ وَلَمْ يَرْأَفْ، فَأَشْمَتَ بِكِ الْخَصْمَ،
وَعَظَّمَ قُوَّةَ عَدُوِّكِ. 18اسْتَغَاثَتْ قُلُوبُهُمْ بِالرَّبِّ.
لِتَجْرِ الدُّمُوعُ، يَاأَسْوَارَ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ، كَالنَّهْرِ
لَيْلاً وَنَهَاراً. لاَ تَسْتَكِينِي وَلاَ تَكُفَّ عَيْنَاكِ عَنِ
الْبُكَاءِ. 19قُومِي وَانْتَحِبِي فِي الرُّبْعِ الأَوَّلِ مِنَ
اللَّيْلِ. اسْكُبِي كَالْمَاءِ قَلْبَكِ فِي مَحْضَرِ الرَّبِّ. ارْفَعِي
إِلَيْهِ يَدَيْكِ مِنْ أَجْلِ نُفُوسِ أَطْفَالِكِ الْمَغْشِيِّ
عَلَيْهِمْ مِنَ الْجُوعِ عِنْدَ نَاصِيَةِ كُلِّ شَارِعٍ.
20انْظُرْ يَارَبُّ
وَتَأَمَّلْ! بِمَنْ صَنَعْتَ هَذَا؟ أَعَلَى النِّسَاءِ أَنْ يَأْكُلْنَ
ثَمَرَةَ بُطُونِهِنَّ، وَأَطْفَالَ حَضَانَتِهِنَّ؟ أَيَتَحَتَّمُ عَلَى
الْكَاهِنِ وَالنَّبِيِّ أَنْ يُقْتَلاَ فِي مَقْدِسِ الرَّبِّ؟ 21قَدِ
انْطَرَحَ الصَّبِيُّ وَالشُّيُوخُ فِي غُبَارِ الطُّرُقَاتِ. سَقَطَ
عَذَارَايَ وَشُبَّانِي بِالسَّيْفِ. قَدْ قَتَلْتَهُمْ فِي يَوْمِ
غَضَبِكَ، وَنَحَرْتَهُمْ مِنْ غَيْرِ رَحْمَةٍ. 22أَنْتَ دَعَوْتَ، كَمَا
فِي يَوْمِ عِيدٍ، مُرَوِّعِيَّ الْمُحِيطِينَ بِي. فَلَمْ يُفْلِتْ وَلَمْ
يَنْجُ أَحَدٌ فِي يَوْمِ سُخْطِكَ يَارَبُّ. قَدْ أَفْنَى عَدُوِّي
الَّذِينَ حَضَنْتُهُمْ وَرَبَّيْتُهُمْ.
فصل
3
إرميا يندب بلاياه
أَنَا هُوَ الرَّجُلُ
الَّذِي شَهِدَ الْبَلِيَّةَ الَّتِي أَنْزَلَهَا قَضِيبُ سُخْطِهِ.
2قَادَنِي وَسَيَّرَنِي فِي الظُّلْمَةِ مِنْ غَيْرِ نُورٍ. 3حَقّاً
إِنَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ عَلَيَّ مَرَّةً تِلْوَ الْمَرَّةِ طُولَ
النَّهَارِ. 4أَبْلَى لَحْمِي وَجِلْدِي. هَشَّمَ عِظَامِي. 5حَاصَرَنِي
وَأَحَاطَنِي بِالْعَلْقَمِ وَالْمَشَقَّةِ. 6أَسْكَنَنِي فِي الظُّلْمَةِ
كَمَوْتَى الْحِقَبِ الْغَابِرَةِ. 7سَيَّجَ حَوْلِي حَتَّى لاَ أُفْلِتَ.
أَثْقَلَ عَلَيَّ قُيُودِي. 8حَتَّى حِينَ أَصْرُخُ وَأَسْتَغِيثُ يَصُدُّ
صَلاَتِي. 9قَدْ أَغْلَقَ عَلَيَّ طُرُقِي بِحِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ،
وَجَعَلَ مَسَالِكِي مُلْتَوِيَةً. 10هُوَ لِي كَدُبٍّ مُتَرَبِّصٍ،
وَكَأَسَدٍ مُتَرَصِّدٍ فِي مَكْمَنِهِ. 11أَضَلَّ طُرُقِي وَمَزَّقَنِي
إِرْباً. دَمَّرَنِي. 12وَتَّرَ قَوْسَهُ وَنَصَبَنِي هَدَفاً لِسَهْمِهِ.
13اخْتَرَقَ كُلْيَتَيَّ بِنِبَالِ جَعْبَتِهِ. 14صِرْتُ مَثَارَ هُزْءٍ
لِشَعْبِي وَأَهْجِيَةً لَهُمُ الْيَوْمَ كُلَّهُ. 15أَشْبَعَنِي
مَرَارَةً، وَأَرْوَانِي أَفْسَنْتِيناً. 16هَشَّمَ أَسْنَانِي بِالْحَصَى،
وَطَمَرَنِي بِالرَّمَادِ. 17فَتَنَاءَتْ نَفْسِي عَنِ السَّلاَمِ،
وَنَسِيتُ طَعْمَ الْخَيْرَاتِ. 18فَقُلْتُ: «تَلاَشَتْ قُوَّتِي، وَكُلُّ
مَا كُنْتُ أَرْجُوهُ مِنَ الرَّبِّ».
الرجاء في رحمة الرب
19اُذْكُرْ بَلِيَّتِي
وَتَيَهَانِي وَالأَفْسَنْتِينَ وَالْمَرَارَةَ. 20مَا بَرِحَتْ نَفْسِي
تَذْكُرُهَا وَهِيَ مُنْحَنِيَةٌ فِي دَاخِلِي.
21وَلَكِنْ هَذَا مَا
أُنَاجِي بِهِ نَفْسِي، لِذَلِكَ يَغْمُرُنِي الرَّجَاءُ: 22مِنْ
إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ
تَزُولُ. 23تَتَجَدَّدُ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. فَائِقَةٌ أَمَانَتُكَ.
24تَقُولُ نَفْسِي: «الرَّبُّ هُوَ نَصِيبِي فَلِذَلِكَ أَرْجُوهُ».
25الرَّبُّ صَالِحٌ لِمَنْ يَرْجُونَهُ وَلِلنَّفْسِ الَّتِي تَلْتَمِسُهُ.
26خَيْرٌ لِلْمَرْءِ أَنْ يَنْتَظِرَ بِصَمْتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ. 27خَيْرٌ
لِلْمَرْءِ أَنْ يَحْمِلَ النِّيرَ فِي حَدَاثَتِهِ. 28لِيَعْتَكِفْ
وَحِيداً فِي صَمْتٍ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَضَعَ النِّيرَ عَلَيْهِ.
29لِيُوَارِ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ تَذَلُّلاً، عَسَى أَنْ يَكُونَ
هُنَاكَ رَجَاءٌ. 30لِيَبْذُلْ خَدَّهُ لِلاَطِمِ، وَيَشْبَعْ تَعْيِيراً.
31لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يَنْبِذُ إِلَى الأَبَدِ. 32فَإِنَّهُ وَلَوْ
أَحْزَنَ يَرْأَفُ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ الْفَائِقَةِ. 33لأَنَّهُ لاَ
يَتَعَمَّدُ أَنْ يَبْتَلِيَ أَبْنَاءَ الْبَشَرِ بِالْبُؤْسِ وَالأَسَى،
34وَلاَ أَنْ يَسْحَقَ أَسْرَى الأَرْضِ تَحْتَ الأَقْدَامِ، 35وَلاَ أَنْ
يَجُورَ أَحَدٌ عَلَى حُقُوقِ الإِنْسَانِ، أَمَامَ عَيْنَيِ الرَّبِّ
الْعَلِيِّ 36أَوْ أَنْ لاَ يُنْصَفَ الإِنْسَانُ فِي دَعْوَاهُ. أَلاَ
يَرَى الرَّبُّ هَذِهِ الأُمُورَ؟ 37مَنْ ذَا الَّذِي يَقْضِي بِأَمْرٍ
فَيَتَحَقَّقَ إِنْ لَمْ يَكُنِ الرَّبُّ قَدْ أَمَرَ بِهِ؟ 38أَلَيْسَ
مِنْ فَمِ الْعَلِيِّ يَصْدُرُ الضُّرُّ وَالْخَيْرُ؟
39فَلِمَاذَا يَشْتَكِي
الإِنْسَانُ الْحَيُّ حِينَ يُعَاقَبُ عَلَى خَطَايَاهُ؟
الحض على الرجوع إلى الرب
40لِنَفْحَصْ طُرُقَنَا
وَنَخْتَبِرْهَا وَنَرْجِعْ إِلَى الرَّبِّ. 41لِنَرْفَعْ قُلُوبَنَا
وَأَيْدِيَنَا إِلَى اللهِ فِي السَّمَاوَاتِ. 42قَدْ تَعَدَّيْنَا
وَتَمَرَّدْنَا، وَأَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ. 43لَفَّعْتَ نَفْسَكَ بِالْغَضَبِ
وَتَعَقَّبْتَنَا. قَتَلْتَ مِنْ غَيْرِ رَحْمَةٍ. 44تَلَفَّعْتَ
بِالسَّحَابِ حَتَّى لاَ تَبْلُغَ إِلَيْكَ صَلاَةٌ. 45قَدْ جَعَلْتَنَا
أَوْسَاخاً وَأَقْذَاراً بَيْنَ الشُّعُوبِ. 46فَغَرَ عَلَيْنَا جَمِيعُ
أَعْدَائِنَا أَشْدَاقَهُمْ، 47وَحَلَّ بِنَا الرُّعْبُ وَالْهَلاَكُ
وَالدَّمَارُ وَالسَّحْقُ. 48تَفِيضُ عَيْنَايَ بِأَنْهَارِ مِيَاهٍ عَلَى
دَمَارِ ابْنَةِ شَعْبِي. 49لَنْ تَكُفَّ عَيْنَايَ عَنِ الْبُكَاءِ
أَبداً، 50حَتَّى يُشْرِفَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ وَيُبْصِرَ.
51تَتْلَفُ عَيْنَايَ عَلَى مَصِيرِ كُلِّ بَنَاتِ مَدِينَتِي. 52قَدِ
اصْطَادَنِي، كَعُصْفُورٍ، أَعْدَائِي الَّذِينَ لَمْ أُسِيءْ إِلَيْهِمْ،
53طَرَحُونِي حَيّاً
فِي الْجُبِّ وَرَجَمُونِي بِالْحِجَارَةِ. 54طَغَتِ الْمِيَاهُ فَوْقَ
رَأْسِي، فَقُلْتُ: «قَدْ هَلَكْتُ».
طلب الانتقام
55اسْتَغَثْتُ بِاسْمِكَ
يَارَبُّ مِنْ أَعْمَاقِ الْجُبِّ، 56فَسَمِعْتَ صَوْتِي. لاَ تَصُمَّ
أُذُنَيْكَ عَنْ صُرَاخِ اسْتِغَاثَتِي. 57اقْتَرَبْتَ حِينَ دَعَوْتُكَ
إِذْ قُلْتَ: «لاَ تَخَفْ». 58قَدْ دَافَعْتَ عَنْ دَعْوَايَ يَارَبُّ،
وَافْتَدَيْتَ حَيَاتِي. 59أَنْتَ شَهِدْتَ مَا أَسَاءُوا بِهِ إِلَيَّ
يَارَبُّ، فَاقْضِ فِي دَعْوَايَ. 60قَدْ رَأَيْتَ انْتِقَامَهُمْ كُلَّهُ
وَسَائِرَ مُؤَامَرَاتِهِمْ عَلَيَّ. 61سَمِعْتَ تَعْيِيرَهُمْ يَارَبُّ،
وَجَمِيعَ مُؤَامَرَاتِهِمْ عَلَيَّ. 62وَسَمِعْتَ كَلاَمَ أَعْدَائِي
وَتَدْبِيرَاتِهِمْ ضِدِّي الْيَوْمَ كُلَّهُ. 63رَاقِبْ جُلُوسَهُمْ
وَقِيَامَهُمْ، فَقَدْ أَصْبَحْتُ أُهْجِيَةً لَهُمْ.
64جَازِهِمْ يَارَبُّ
بِمُقْتَضَى مَا جَنَتْهُ أَيْدِيهِمْ. 65اجْعَلْ عَلَى قُلُوبِهِمْ
غَشَاوَةً، وَلْتَكُنْ لَعْنَتُكَ عَلَيْهِمْ. 66تَعَقَّبْهُمْ بِسُخْطٍ
وَأَهْلِكْهُمْ مِنْ تَحْتِ سَمَاوَاتِكَ يَارَبُّ.
فصل
4
المجاعة في أورشليم
كَيْفَ اكْمَدَّ الذَّهَبُ
وَاكْدَرَّ لَوْنُ النُّضَارِ الخَالِصِ؟ كَيْفَ تَبَعْثَرَتْ حِجَارَةُ
الْقُدْسِ فِي نَاصِيَةِ كُلِّ شَارِعٍ؟ 2كَيْفَ حُسِبَ أَبْنَاءُ
صِهْيَوْنَ الْكِرَامُ الْمَوْزُونُونَ بِالذَّهَبِ النَّقِيِّ، كَآنِيَةٍ
خَزَفِيَّةٍ مِنْ عَمَلِ يَدِ الْفَخَّارِيِّ؟ 3حَتَّى بَنَاتُ آوَى
تَكْشِفُ عَنْ ثَدْيهَا وَتُرْضِعُ أَجْرَاءَهَا، أَمَّا ابْنَةُ شَعْبِي
فَقَاسِيَةٌ كَالنَّعَامِ فِي الصَّحْرَاءِ. 4قَدِ الْتَصَقَ لِسَانُ
الرَّضِيعِ بِحَنَكِهِ عَطَشاً، وَالْتَمَسَ الأَطْفَالُ خُبْزاً وَلَيْسَ
مَنْ يُعْطِيهِ لَهُمْ. 5هَلَكَ فِي الشَّوَارِعِ الَّذِينَ كَانُوا
يَأْكُلُونَ الطَّيِّبَاتِ، وَاحْتَضَنَ الْمَزَابِلَ المُتَرَبُّونَ عَلَى
لِبّسِ الْحُرِّيَةِ. 6لأَنَّ عِقَابَ إِثْمِ ابْنَةِ شَعْبِي أَعْظَمُ
مِنْ عِقَابِ خَطِيئَةِ سَدُومَ الَّتِي انْقَلَبَتْ فِي لَحْظَةٍ، مِنْ
غَيْرِ أَنْ تَمْتَدَّ إِلَيْهَا يَدُ إِنْسَانٍ. 7كَانَ نُبَلاَؤُهَا
أَنْقَى مِنَ الثَّلْجِ وَأَنْصَعَ مِنَ اللَّبَنِ. أَجْسَادُهُمْ أَكْثَرُ
حُمْرَةً مِنَ الْمُرْجَانِ، وَقَامَاتُاهُمْ كَالْيَاقُوتِ العأَزْرَقِ،
8فَأَصْبَحَتْ صُورَتُهُمْ أَكْثَرَ سَوَاداً مِنَ الْفَحْمِ، فَلَمْ
يُعْرَفُوا فِاي الشَّوَارِعِ. لَصِقَتْ جُلُودُهُمْ بِعِظَامِهِمْ،
وَصَارَتْ جَافَّةً كَالْحَطَبِ. 9كَانَ مَصِيرُ ضَحَايَا السَّيْفِ
أَفْضَلَ مِنْ مَصِيرِ ضَحَايَا الْجُوعِ، الَّذِينَ اضْمَحَلُّوا مِنْ
طَعْنَةِ عُقْمِ الْحَقْلِ. 10طَهَتْ أَيْدِي الأُمَّهَاتِ الْحَانِيَاتِ
أَوْلاَدَهُنَّ لِيَكُونُوا طَعَاماً لَهُنَّ فِي أَثْنَاءِ دَمَارِ
ابْنَةِ شَعْبِي. 11نَفَثَ الرَّبُّ كَامِلَ سُخْطِهِ وَصَبَّ حُمُوَّ
غَضَبِهِ، وَأَضْرَمَ نَاراً فِي صِهْيَوْنَ فَالْتَهَمَتْ أُسُسَهَا.
12لَمْ يُصَدِّقْ مُلُوكُ الأَرْضِ وَسُكَّانُ الْمَعْمُورَةِ أَنَّ
الْعَدُوَّ وَالْخَصْمَ يَقْتَحِمَانِ بَوَّابَاتِ أُورُشَلِيمَ.
13عِقَاباً لَهَا عَلَى خَطَايَا أَنْبِيَائِهَا وَآثَامِ كَهَنَتِهَا،
الَّذِينَ سَفَكُوا فِي وَسَطِهَا دَمَ الصِّدِّيقِينَ. 14تَاهُوا كَعُمْيٍ
فِي الشَّوَارِعِ، مُلَطَّخِينَ بِالدَّمِ حَتَّى لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ
أَنْ يَلْمُسَ ثِيَابَهُمْ. 15هَتَفُوا بِهِمْ: «ابْتَعِدُوا: تَنَحَّوْا
لاَ تَلْمُسُوا شَيْئاً». فَهَرَبُوا وَتَشَرَّدُوا! غَيْرَ أَنَّ أَهْلَ
الأُمَمِ قَالُوا: لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْكُنُوا مَعَنَا! 16قَدْ
بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ نَفْسُهُ، وَلَمْ يَعُدْ يَعْبَأُ بِهِمْ، لَمْ
يُكْرِمُوا الْكَهَنَةَ وَلَمْ يَتَرََّأفُوا بِالشُّيُوخِ.
أيام الأمة الأخيرة
17كَلَّتْ عُيُونُنَا مِنْ
تَرَقُّبِ نُصْرَةٍ بَاطِلَةٍ. فِي أَبْرَاجِنَا انْتَظَرْنَا مَعُونَةَ
أُمَّةٍ لاَ تُخَلِّصُ. 18تَصَيَّدَ الرِّجَالُ خَطَوَاتِنَا حَتَّى لاَ
نَخْطُوَ فِي شَوَارِعِنَا. آذَنَتْ نِهَايَتُنَا، وَتَمَّتْ أَيَّامُنَا
وَأَزِفَتْ خَاتِمَتُنَا. 19كَانَ مُطَارِدُونَا أَسْرَعَ مِنْ نُسُورِ
السَّمَاءِ، تَعَقَّبُونَا عَلَى الْجِبَالِ، وَتَرَبَّصُوا بِنَا فِي
الصَّحْرَاءِ. 20وَقَعَ فِي حُفَرِهِمْ مَصْدَرُ حَيَاتِنَا، الْمَلِكُ
الَّذِي اخْتَارَهُ الرَّبُّ، الَّذِي قُلْنَا: فِي ظِلِّهِ نَعِيشُ بَيْنَ
الأُمَمِ.
21ابْتَهِجِي وَافْرَحِي
يَاابْنَةَ أَدُومَ، يَاسَاكِنَةَ عَوْصٍ. إِنَّمَا هَذِهِ الْكَأْسُ
سَتَجُوزُ عَلَيْكِ أَيْضاً فَتَسْكَرِينَ وَتَتَعَرَّيْنَ.
22قَدْ تَمَّ إِثْمُكِ
يَاابْنَةَ صِهْيَوْنَ، وَلَنْ يُطِيلَ (اللهُ ) مِنْ حِقْبَةِ سَبْيِكِ.
أَمَّا أَنْتِ يَاابْنَةَ أَدُومَ فَإِنَّهُ يُعَاقِبُكِ وَيَفْضَحُ
خَطَايَاكِ.
فصل
5
الإقرار بمعاناة الذل
اذْكُرْ يَارَبُّ مَا
أَصَابَنَا. انْظُرْ وَعَايِنْ عَارَنَا. 2قَدْ تَحَوَّلَ مِيرَاثُنَا
إِلَى الْغُرَبَاءِ وَبُيُوتُنَا إِلَى الأَجَانِبِ. 3أَصْبَحْنَا
أَيْتَاماً لاَ أَبَ لَنَا، وَأُمَّهَاتُنَا كَالأَرَامِلِ. 4بِالْفِضَّةِ
شَرِبْنَا مَاءَنَا. وَبِثَمَنٍ ابْتَعْنَا حَطَبَنَا. 5دَاسَ
مُضْطَهِدُونَا أَعْنَاقَنَا، أَعْيَيْنَا وَلَمْ نَجِدْ رَاحَةً.
6خَضَعْنَا بَاسِطِينَ أَيْدِينَا إِلَى أَشُّورَ وَمِصْرَ لِنَشْبَعَ
خُبْزاً. 7قَدْ أَخْطَأَ آبَاؤُنَا، وَتَوَارَوْا عَنِ الْوُجُودِ،
وَنَحْنُ نَتَحَمَّلُ عِقَابَ آثَامِهِمْ. 8تَسَلَّطَ عَلَيْنَا عَبِيدٌ،
وَلَيْسَ مَنْ يُنْقِذُنَا مِنْ أَيْدِيهِمْ. 9بِأَنْفُسِنَا نَأْتِي
بِخُبْزِنَا مُجَازِفِينَ بِحَيَاتِنَا مِنْ جَرَّاءِ السَّيْفِ الْكَامِنِ
لَنَا فِي الصَّحْرَاءِ. 10جِلْدُنَا مُلْتَهِبٌ كَتَنُّورٍ مِنْ نِيرَانِ
الْجُوعِ الْمُحْرِقَةِ. 11اغْتَصَبُوا النِّسَاءَ فِي صِهْيَوْنَ
وَالْعَذَارَى فِي مُدُنِ يَهُوذَا. 12عُلِّقَ النُّبَلاَءُ بِأَيْدِيهِمْ
وَلَمْ يُوَقِّرُوا الشُّيُوخَ. 13سَخَّرُوا الشُّبَّانَ لِلطَّحْنِ،
وَهَوَى الصِّبْيَانُ تَحْتَ الْحَطَبِ. 14هَجَرَ الشُّيُوخُ بَوَّابَةَ
الْمَدِينَةِ، وَكَفَّ الشُّبَّانُ عَنْ غِنَائِهِمْ. 15انْقَطَعَ فَرَحُ
قَلْبِنَا وَتَحَوَّلَ رَقْصُنَا إِلَى نَوْحٍ. 16تَهَاوَى إِكْلِيلُ
رَأْسِنَا، فَوَيْلٌ لَنَا لأَنَّنَا قَدْ أَخْطَأْنَا. 17لِهَذَا غُشِيَ
عَلَى قُلُوبِنَا، وَأَظْلَمَتْ عُيُونُنَا. 18لأَنَّ جَبَلَ صِهْيَوْنَ
أَضْحَى أَطْلاَلاً تَرْتَعُ فِيهِ الثَّعَالِبُ.
صلاة لطلب الرحمة
19أَمَّا أَنْتَ يَارَبُّ،
فَتَمْلِكُ إِلَى الأَبَدِ، وَعَرْشُكَ ثَابِتٌ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ.
20لِمَاذَا تَنْسَانَا إِلَى الأَبَدِ وَتَتْرُكُنَا طُولَ الأَيَّامِ؟
21رُدَّنَا يَارَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْجِعَ. جِدِّدْ أَيَّامَنَا كَمَا فِي
الْعُهُودِ السَّالِفَةِ. 22إِلاَ إِنْ كُنْتَ قَدْ رَفَضْتَنَا كُلَّ
الرَّفْضِ وَغَضِبْتَ عَلَيْنَا أَشَدَّ الْغَضَبِ.
|