مَملوءةً
مِنَ الفَضَلاتِ رَفَعتُم؟ قالوا: «سبعَ سِلالٍ!«
21فقالَ لهُم: «أما فَهِمْتُم بَعدُ؟«
شفاء أعمى في بـيت صيدا
22ووَصَلوا إلى بَيتَ صَيدا، فجاؤُوا إليهِ بِأعمى
وتَوسَّلوا إلَيهِ أنْ يَلمِسَهُ. 23فأخَذَ بِـيَدِ
الأعمى وَقادَهُ إلى خارِجِ القَريةِ، وهُناكَ
تَفَلَ في عَينَيهِ، ووَضَعَ يَدَيهِ علَيهِ
وسألَهُ: «أتُبصر شيئًا؟«
24فتَطلَّعَ وقالَ: «أُبصِرُ النـاسَ وأراهُم
يَمشُونَ كأنَّهُم أشجارٌ«.
25فوَضَعَ
يَسوعُ يدَيهِ مرَّةً أُخرى على عَينَي الرَّجُلِ،
فأبصَرَ جيِّدًا وعادَ صَحيحًا يرى كُلَ شيءٍ
واضِحًا. 26فأرسَلهُ إلى بـيتِهِ وقالَ لَه: «لا
تَدخُلِ القَريةَ«.
بطرس يشهد بحقيقة يسوع
27وسارَ يَسوعُ وتلاميذُهُ إلى قُرى قَيصريَّةِ
فيلبُّسَ، وفي الطَّريقِ سألَ تلاميذَهُ: «مَنْ أنا
في رأيِ النـاسِ؟«
28فأَجابوهُ: «يوحنَّا المَعمَدانُ، وبَعضُهُم
يَقولُ: إيليَّا، وبَعضُهُم: أحدُ الأنبـياءِ«.
29فسألَهُم: «ومَنْ أنا في رأيِكُم أنتُم؟«
فأجابَ بُطرُسُ: «أنتَ المَسيحُ!«
30فأمرَهُم أنْ لا يُخبِروا أحدًا.
يسوع ينبـئ أول مرة بموته وقيامته
31وبدأَ يُعلِّمُهُم أنَّ اَبنَ الإنسانِ يَجبُ أنْ
يتألَّمَ كثيرًا، وأنْ يَرفُضَهُ الشُّيوخُ
ورُؤَساءُ الكَهنَةِ ومُعَلِّمو الشَّريعَةِ، وأنْ
يَموتَ قَتْلاً، وأنْ يَقومَ بَعدَ ثلاثَةِ أيّامِ.
32وكانَ يَقولُ هذا الكلامَ علانيَةً. فاَنفَردَ بِه
بُطرُسُ وأخَذَ يُعاتِبُهُ. 33فاَلتَفتَ ورأى
تلاميذَهُ، فوَبَّخَ بُطرُسَ بِقولِهِ: «اَبتَعِدْ
عَنِّي يا شَيطانُ، لأنَّ أفكارَكَ هذِهِ أفكارُ
البَشرِ، لا أفكارُ الله«.
34ودَعا الجُموعَ وتلاميذَهُ وقالَ لهُم: «مَنْ
أرادَ أنْ يَتبَعَني، فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ
صليبَهُ ويَتبَعْني. 35لأنَّ الذي يُريدُ أنْ
يُخلِّصَ حَياتَهُ يَخسَرُها، ولكن الذي يَخسَرُ
حَياتَهُ في سَبـيلي وسَبـيلِ البِشارَةِ
يُخَلِّصُها. 36فماذا يَنفَعُ الإنسانَ لو رَبِـحَ
العالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفسَهُ؟ 37وبماذا يَفدي
الإنسانُ نَفسَهُ؟ 38لأنَّ مَنْ يَستَحي بـي
وبِكَلامي في هذا الجِيلِ الخائِنِ الشِّرِّيرِ،
يَستَحي بِه اَبنُ الإنسانِ متى جاءَ في مَجدِ
أبـيهِ معَ الملائِكَةِ الأطهارِ«.