فصل 51
لْمَزْمُورُ الْحَادِي
وَالْخَمْسُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا جَاءَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ نَاثَانُ بَعْدَ
دُخُولِهِ إِلَى بَثْشَبَعَ.
1ارْحَمْنِي يَااللهُ حَسَبَ
رَحْمَتِكَ، وَامْحُ مَعَاصِيَّ حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ. 2اغْسِلْنِي
كُلِّيّاً مِنْ إِثْمِي، وَطَهِّرْنِي مِنْ خَطِيئَتِي. 3فَإِ نَّنِي
أُقِرُّ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيئَتِي مَاثِلَةٌ أَمَامِي دَائِماً.
4إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ.
لِكَي تَتَبَرَّرَ إِذَا حَكَمْتَ وَتَزْكُوَ إِذَا قَضَيْتَ. 5هَا إِنِّي
بِالإِثْمِ قَدْ وُلِدْتُ وَفِي الْخَطِيئَةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي.
6هَا أَنْتَ تَرْغَبُ أَنْ
تَرَى الْحَقَّ فِي دَخِيلَةِ الإِنْسَانِ، فَتُعَرِّفُنِي الْحِكْمَةَ فِي
قَرَارَةِ نَفْسِي. 7طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَتَنَقَّى. اغْسِلْنِي
فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ. 8أَسْمِعْنِي صَوْتَ السُّرُورِ
وَالْفَرَحِ، فَتَبْتَهِجَ عِظَامِي الَّتِي سَحَقْتَهَا. 9احْجُبْ
وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ وَامْحُ كُلَّ آثَامِي.
10قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ
فِيَّ يَااللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي. 11لاَ
تَطْرُدْنِي مِنْ حَضْرَتِكَ، وَلاَ تَنْزِعْ مِنِّي رُوحَكَ القُدُّوسَ.
12رُدَّ لِي بَهْجَتِي بِخَلاَصِكَ، وَبِرُوحٍ رَضِيَّةٍ آزِرْنِي
13عِنْدَئِذٍ أُعَلِّمُ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ، فَيَتُوبُ إِلَيْكَ
الْخَاطِئُونَ.
14أَنْقِذْنِي مِنْ سَفْكِ
الدِّمَاءِ يَااللهُ ، إِلَهَ خَلاَصِي، فَيُرَنِّمَ لِسَانِي بِبِرِّكَ.
15يَارَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُذِيعَ فَمِي تَسْبِيحَكَ. 16فَإِنَّكَ
لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ، وَإِلاَّ كُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ
تَرْضَى. 17إِنَّ الذَّبَائِحَ الَّتِي يَطْلُبُهَا اللهُ هِيَ رُوحٌ
مُنْكَسِرَةٌ. فَلاَ تَحْتَقِرَنَّ الْقَلْبَ الْمُنْكَسِرَ
وَالْمُنْسَحِقَ يَااللهُ .
18أَحْسِنْ إِلَى صِهْيَوْنَ
بِمُقْتَضَى مَسَرَّتِكَ. وَابْنِ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ. 19عِنْدَئِذٍ
تَرْضَى بِذَبَائِحِ الْبِرِّ، مُحْرَقَةٍ وَتَقْدِمَةٍ تَامَّةٍ.
حِينَئِذٍ يُقَرِّبُونَ عَلَى مَذْبَحِكَ عُجُولاً.
فصل 52
الْمَزْمُورُ الثَّانِي
وَالْخَمْسُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ .
مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا أَخْبَرَ دُوَاغُ شَاوُلَ
بِذَهَابِ دَاوُدَ إِلَى بَيْتِ أَخِيمَالِكَ.
1لِمَاذَا تَتَفَاخَرُ
بِالشَّرِّ أَيُّهَا الْجَبَّارُ؟ إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ تَدُومُ الْيَوْمَ
كُلَّهُ 2لِسَانُكَ يَخْتَرِعُ الْمَسَاوِيءَ، وَيُمَارِسُ الْغِشَّ
وَيَجْرَحُ كَالْمُوسَى الْمَسْنُونَةِ. 3أَحْبَبْتَ الشَّرَّ أَكْثَرَ
مِنَ الْخَيْرِ، وَالْكَذِبَ أَكْثَرَ مِنَ الصِّدْقِ. 4أَحْبَبْتَ كُلَّ
كَلاَمٍ مُهْلِكٍ أَيُّهَا اللِّسَانُ الْمُنَافِقُ. 5حَقّاً سَيُدَمِّرُكَ
اللهُ إِلَى الأَبَدِ، وَيَخْتَطِفُكَ وَيَقْتَلِعُكَ مِنْ خَيْمَتِكَ،
وَيَسْتَأْصِلُكَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ. 6فَيَرَى الأَبْرَارُ ذَلِكَ
وَيَخَافُونَ؛ يَضْحَكُونَ عَلَيْكَ قَائِلِينَ: 7هَذَا هُوَ الرَّجُلُ
الَّذِي لَمْ يَتَّخِذِ اللهَ حِصْناً لَهُ، بَلِ اتَّكَلَ عَلَى وَفْرَةِ
غِنَاهُ وَاعْتَزَّ بِغِوَايَتِهِ.
8أَمَّا أَنَا فَمِثْلُ
زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَ فِي بَيْتِ اللهِ وَثِقْتُ بِرَحْمَةِ اللهِ إِلَى
الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. 9أَحْمَدُكَ إِلَى الأَبَدِ عَلَى مَا فَعَلْتَ،
وَأَنْتَظِرُ اسْمَكَ الصَّالِحَ فِي مَحْضَرِ أَتْقِيَائِكَ.
فصل 53
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ
وَالْخَمْسُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الْعُودِ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِدَاوُدَ.
1حَدَّثَ الْجَاهِلُ
نَفْسَهُ قَائِلاً: «لاَ يُوْجَدُ إِلَهٌ». فَسَدَ الْبَشَرُ وَارْتَكَبُوا
الْمَكْرُوهَاتِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَاحِدٌ يَعْمَلُ الصَّلاَحَ.
2أَشْرَفَ اللهُ مِنَ السَّمَاوَاتِ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ، لِيَنْظُرَ
هَلْ يُوْجَدُ بَيْنَهُمْ حَكِيمٌ يَطْلُبُ اللهَ . 3فَإِذَا الْجَمِيعُ
قَدِ ارْتَدُّوا وَفَسَدُوا. لَيْسَ بَيْنَهُمْ مَنْ يَعْمَلُ الصَّلاَحَ،
لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.
4أَلَيْسَ لَدَى فَاعِلِي
الإِثْمِ مَعْرِفَةٌ؟ إِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ شَعْبِي كَمَنْ يَأْكُلُونَ
خُبْزاً وَيُعَادُونَ الرَّبَّ. 5هُنَاكَ يَدْهَمُهُمُ الرُّعْبُ حَيْثُ
لاَ مُوْجِبَ لِلرُّعْبِ، لأَنَّهُ يُبَدِّدُ عِظَامَ أَعْدَاءِ شَعْبِهِ
وَيُلْحِقُ بِهِمِ الْخِزْيَ لأَنَّ اللهَ رَفَضَهُمْ. 6لَيْتَ مِنْ
صِهْيَوْنَ خَلاَصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَمَا يَرُدُّ اللهُ سَبْيَ شَعْبِهِ
يَفْرَحُ يَعْقُوبُ وَيَبْتَهِجُ إِسْرَائِيلُ.
فصل 54
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ
وَالْخَمْسُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الآلاَتِ الْوَتَرِيَّةِ. مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِدَاوُدَ
عِنْدَمَا قَالَ أَهْلُ زِيفَ لِشَاوُلَ إِنَّ دَاوُدَ مُخْتَبِيءٌ
عِنْدَهُمْ
1يَااللهُ بِاسْمِكَ
خَلِّصْنِي، وَبِقُوَّتِكَ أَنْصِفْنِي. 2يَااللهُ اسْمَعْ صَلاَتِي
وَاصْغَ إِلَى كَلاَمِي. 3لأَنَّ غُرَبَاءَ قَامُوا عَلَيَّ، وَعُتَاةً
يَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي، وَلَمْ يَجْعَلُوا اللهَ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ
4هُوَذَا اللهُ مُعِينِي وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ عَاضِدِي. 5يَرُدُّ
الشَّرَّ عَلَى أَعْدَائِي، وَبِحَقِّ (عَدْلِكَ) اسْتَأْصِلْهُمْ.
6طَوْعاً
أَذْبَحُ لَكَ، وَأَحْمَدُ
اسْمَكَ يَارَبُّ لأَنَّهُ طَيِّبٌ. 7فَإِنَّهُ نَجَّانِي مِنْ كُلِّ ضيِقٍ
وَرَأَيْتُ بِعْيَنَّي (مَا حَلَّ) بِأَعْدَائِي.
فصل 55
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ
وَالْخَمْسُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الآلاَتِ الْوَتَرِيَّةِ . مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ لِدَاوُدَ
1اصْغَ يَااللهُ إِلَى
صَلاَتِي، وَلاَ تَتَغَافَلْ عَنْ تَضَرُّعِي. 2اسْتَمِعْ لِي وَاسْتَجِبْ،
لأَنِّي حَائِرٌ وَمُضْطَرِبٌ فِي كُرْبَتِي، 3مِنْ تَهْدِيدَاتِ
الأَعْدَاءِ وَجَوْرِ الشِّرِّيرِ، لأَنَّهُمْ يَجْلِبُونَ عَلَيَّ
الْمَتَاعِبَ، وَبِغَضَبٍ يَضْطَهِدُونَنِي. 4قَلْبِي يَتَوَجَّعُ فِي
دَاخِلِي، وَأَهْوَالُ الْمَوْتِ أَحَاطَتْ بِي. 5اعْتَرَانِي الْخَوْفُ
وَالارْتِعَادُ، وَطَغَى عَلَيَّ الرُّعْبُ. 6فَقُلْتُ: «لَيْتَ لِي
جَنَاحاً كَالْحَمَامَةِ فَأَطِيرَ وَأَسْتَرِيحَ. 7كُنْتُ أَشْرُدُ
هَارِباً وَأبِيتُ فِي الْبَرِّيَّةِ. 8كُنْتُ أُسْرِعُ لِلنَّجَاةِ مِنَ
الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَمِنَ نَوْءِ الْبَحْرِ».
9بَلْبِلْ أَلْسِنَةَ
(أَعْدَائِي) يَارَبُّ وَأَبْكِمْهُمْ، فَإِنِّي أَرَى فِي الْمَدِينَةِ
عُنْفاً وَعُدْوَاناً، 10يُحْدِقَانِ بِأَسْوَارِهَا نَهَاراً وَلَيْلاً،
وَفِي وَسَطِهَا الإِثْمُ وَالأَذَى. 11 الْمَفَاسِدُ فِي وَسَطِهَا،
وَالظُّلْمُ وَالْغِشُّ لاَ يُفَارقَانِ سَاحَاتِهَا. 12لَوْ كَانَ
عَدُوِّي هُوَ الَّذَي يُعَيِّرُنِي لَكُنْتُ أَحْتَمِلُ. وَلَوْ كَانَ
مَنْ يُبْغِضُنِي هُوَ الَّذِي يَتَجَبَّرُ عَلَيَّ لَكُنْتُ أَخْتَبِيءُ
مِنْهُ. 13وَلَكِنَّكَ عَدِيلِي، وَإِلْفِي وَصَدِيقِي الْحَمِيمُ،
14الَّذِي كَانَتْ لَنَا عِشْرَ ةٌ مَعَهُ، وَكُنَّا نَتَرَافَقُ فِي
الْحُضُورِ إِلَى بَيْتِ اللهِ مَعَ جُمْهُورِ الْعَابِدِينَ.
15لِيُفَاجِيءِ الْمَوْتُ أَعْدَائِي فَيَنْزِلُوا إِلَى الْهَاوِيَةِ
أَحْيَاءً، لأَنَّ الشَّرَّ جَاثِمٌ فِي وَسَطِ مَسَاكِنِهِمْ.
16أَمَّا أَنَا فَبِالرَّبِّ
أَسْتَغِيثُ وَالرَّبُّ يُخَلِّصُنِي. 17مَسَاءً وَصَبَاحاً وَظُهْراً
أَشْكُو لَهُ صَارِخاً وَنَائِحاً، فَيَسْمَعُ صَوْتِي. 18يُخَلِّصُ
نَفْسِي بِسَلاَمٍ مِنَ الْمَعَارِكِ النَّاشِبَةِ حَوْلِي إِذْ إِنَّ
الْمُتَأَلِّبِينَ عَلَيَّ كَثِيرُونَ. 19حَقّاً إنَّ اللهَ الْجَالِسَ
عَلَى الْعَرْشِ مُنْذُ الأَزَلِ يَسْمَعُ لِي فَيُذِلُّ أَعْدَائِي،
الَّذِينَ لاَ يَتَغَيَّرُونَ وَلاَ يَخَافُونَ اللهَ . 20(رَفِيقِي
الْقَدِيمُ) هَاجَمَ أَصْحَابَهُ الْمُسَالِمِينَ وَنَقَضَ عَهْدَهُ
مَعَهُمْ. 21كَانَ كَلاَمُهُ أَنْعَمَ مِنَ الزُّبْدَةِ، وَفِي قَلْبِهِ
يُضْمِرُ الْقِتَالَ. كَلِمَاتُهُ أَلْيَنُ مِنَ الزَّيْتِ، وَلَكِنَّهَا
سُيُوفٌ مَسْلُولَةٌ.
22أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ
هَمَّكَ وَهُوَ يَعْتَنِي بِكَ: إِنَّهُ لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ
يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ. 23وَأَنْتَ يَااللهُ تَطْرَحُ الأَشْرَارَ
إِلَى هُوَّةِ الْهَلاَكِ وَتُقَصِّرُ أَعْمَارَ سَافِكِي الدِّمَاءِ
وَالْغَشَّاشِينَ. أَمَّا أَنَا فَأَتَّكِلُ عَلَيْكَ.
فصل 56
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ
وَالْخَمْسُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الْحَمَامَةِ الْبَكْمَاءِ فِي الأَمْاكِنِ الْبَعِيدَةِ. قَصِيدَةٌ
ذَهَبِيَّةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا قَبَضَ عَلَيْهِ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فِي
جَتَّ
1ارْحَمْنِي يَارَبُّ
فَإِنَّ الإِنْسَانَ يَجِدُّ فِي مُطَارَدَتِي لاَِفْتِرَاسِي.
يُحَارِبُنِي الْيَوْمَ كُلَّهُ وَيُضَايِقُنِي. 2يَتَرَبَّصُ بِي
أَعْدَائِي طَوَالَ الْيَوْمِ لاَِبْتِلاَعِي، وَمَا أَكْثَرَ الَّذِينَ
يُحَارِبُونَنِي بِكِبْرِيَاءِ الْمُتَجَبِّرِينَ. 3فِي يَوْمِ خَوْفِي
أَتَّكِلُ عَلَيْكَ. 4تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ الَّذِي أَحْمَدُهُ عَلَى
كَلاَمِهِ، فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ بِي
الْبَشَرُ؟ 5يُحَرِّفُ أَعْدَائِي طَوَالَ الْيَوْمِ كَلاَمِي. كُلُّ
أَفْكَارِهِمْ تَتَآمَرُ بِالشَّرِّ عَلَيَّ. 6يَتَجَمَّعُونَ عَلَيَّ
وَيَكْمُنُونَ لِي. يَتَرَصَّدُونَ خُطُوَاتِي وَيَبْتَغُونَ نَفْسِي.
7عَاقِبْهُمْ يَارَبُّ بِمُقْتَضَى إِثْمِهِمْ. أَخْضِعْ بِسَخَطٍ
الشُّعُوبَ يَااللهُ . 8أَنْتَ رَاقَبْتَ تَشَرُّدِي. فَاحْفَظْ دُمُوعِي
فِي خَزَانَتِكَ. أَمَا هِيَ فِي كِتَابِكَ؟
9عِنْدَمَا أَدْعُوكَ
يَتَقَهْقَرُ أَعْدَائِي إِلَى الْوَرَاءِ. وَهَذَا مَا تَيَقَّنْتُ
مِنْهُ: أَنَّ اللهَ مَعِي. 10أَحْمَدُ اللهَ عَلَى كَلاَمِهِ. أَحْمَدُ
الرَّبَّ عَلَى كَلاَمِهِ. 11عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ.
مَاذَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ بِي الإِنْسَانُ؟ 12يَارَبُّ إِنِّي
أُوْفِي مَا عَلَيَّ مِنْ نُذُورٍ، وَأُقَرِّبُ لَكَ ذَبَائِحَ الشُّكْرِ.
13لأَنَّكَ أَنْقَذْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ، وَحَفِظْتَ رِجْلَيَّ مِنَ
الزَّلَقِ، لِكَيْ أَسْلُكَ
أَمَامَ اللهِ فِي نُورِ
الْحَيَاةِ.
فصل 57
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ
وَالْخَمْسُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى لاَ تُهْلِكْ. قَصِيدَةٌ ذَهَبِيَّةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا هَرَبَ
مِنْ شَاوُلَ إِلَى دَاخِلِ الْمَغَارَةِ.
1ارْحَمْنِي يَااللهُ
ارْحَمْنِي، لأَنَّ بِكَ لاَذَتْ نَفْسِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي
إِلَى أَنْ تَعْبُرَ الْمَصَائِبُ. 2أَصْرُخُ إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ،
الَّذِي يُتَمِّمُ لِي مَقَاصِدَهُ، 3فَيُرْسِلُ مِنَ السَّمَاوَاتِ
وَيُخَلِّصُنِي، وَيَمْلَأُ بِالْخِزْيِ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَرِسَنِي.
يُرْسِلُ اللهُ رَحْمَتَهُ وَحَقَّهُ. 4حِينَ أَرْقُدُ بَيْنَ نَافِثِي
السُّمُومِ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ أَجِدُ نَفْسِي بَيْنَ الأُسُودِ
الْمُفْتَرِسَةِ؛ أَنْيَابُهُمْ كَالرِّمَاحِ وَالسِّهَامِ،
وَأَلْسِنَتُهُمْ كَالسُّيُوفِ الْمُرْهَفَةِ. 5لِتَتَعَالَ يَااللهُ عَلَى
السَّمَاوَاتِ وَلْيَرْتَفِعْ مَجْدُكَ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا. 6نَصَبُوا
شَبَكَةً لِخَطَوَاتِي، فَانْحَنَتْ نَفْسِي. حَفَرُوا أَمَامِي حُفْرَةً
فَسَقَطُوا هُمْ فِيهَا.
7ثَابِتٌ قَلْبِي يَااللهُ ،
ثَابِتٌ قَلْبِي. أَشْدُو وَأُرَنِّمُ. 8اسْتَيْقِظِي يَانَفْسِي.
اسْتَيْقِظِي يَارَبَابُ وَيَاعُوْدُ. سَأُوْقِظُ الفَجْرَ عَلَى شَدْوِي.
9يَارَبُّ أَحْمَدُكَ بَيْنَ الشُّعُوبِ وَأَشْدُو لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ.
10لأَنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ إِلَى السَّمَاوَاتِ، وَحَقُّكَ إِلَى
الْغَمَامِ. 11ارْتَفِعْ يَااللهُ عَلَى السَّمَاوَاتِ، وَلْيَرْتَفِعْ
مَجْدُكَ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا.
فصل 58
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ
وَالْخَمْسُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى لاَ تُهْلِكْ. مُذَهَّبَةٌ لِدَاوُدَ
1أَحَقّاً تَنْطِقُونَ
بِالْحَقِّ أَيُّهَا الْحُكَّامُ، وَتَقْضُونَ بِالاسْتِقَامَةِ يَابَنِي
الْبَشَرِ؟ 2لاَ! إِنَّمَا تُضْمِرُونَ الْبَاطِلَ فِي الْقَلْبِ
وَتَرْتَكِبُ أَيْدِيكُمُ الظُّلْمَ فِي الأَرْضِ. 3زَاغَ الأَشْرَارُ
وَهُمْ مَا بَرِحُوا فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَضَلُّوا نَاطِقِينَ
بِالْكَذِبِ مُنْذُ أَنْ وُلِدُوا. 4فِيهِمْ سُمٌّ كَسُمِّ الْحَيَّاتِ،
يَسُدُّونَ آذَانَهُمْ كَالأَفَاعِي الصَّمَّاءِ، 5الَّتِي لاَ تَسْمَعُ
لِصَوْتِ الْحُوَاةِ، وَلاَ لِصَوْتِ السَّاحِرِ الْمَاهِرِ. 6هَشِّمْ
أَسْنَانَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ يَااللهُ . حَطِّمْ أَنْيَابَ
الأَشْبَالِ. 7لِيَتَلاَشَوْا كَالْمَاءِ الْمُرَاقِ، وَلْتَتَكَسَّرْ
رُؤُوسُ سِهَامِهِمْ عِنْدَمَا يُصَوِّبُونَهَا. 8لِيَتَلاَشَوْا مِثْلَ
الْقَوَاقِعِ فِي أَثْنَاءِ زَحْفِهَا، وَكَالْجَنِينِ الْمُجْهَضِ لاَ
يُعَايِنُونَ الشَّمْسَ. 9وَقَبْلَ أَنْ تُحِسَّ قُدُورُكُمْ بِنَارِ
الأَشْوَاكِ تَحْتَهَا، يَكْتَسِحُ اللهُ كَبِيرَهُمْ وَصَغِيرَهُمْ
بِعَاصِفَةِ غَضَبِهِ، 10يَفْرَحُ الأَبْرَارُ حِينَ يَرَوْنَ عِقَابَ
الأَشْرَارِ، وَيَغْسِلُونَ أَقْدَامَهُمْ بِدَمِهِمْ. 11فَيَقُولُ
النَّاسُ: «حَقّاً إِنَّ للِصِّدِّيقِ مُكَافَأَةً، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ
إِلَهاً يَقْضِي».
فصل 59
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ
وَالْخَمْسُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى لاَ تُهْلِكْ. قَصِيدَةٌ لِدَاوُدَ لَمَّا بَعَثَ شَاوُلُ رُسُلاً
يُرَاقِبُونَ بَيْتَهُ لِيَقْتُلُوهُ
1إِلَهِي أَنْقِذْنِي مِنْ
أَعْدَائِي، وَاحْمِنِي مِنْ مُقَاوِمِيَّ. 2نَجِّنِي مِنْ فَاعِلِي
الإِثْمِ، وَخَلِّصْنِي مِنْ سَافِكِي الدِّمَاءِ. 3قَدْ نَصَبُوا كَمِيناً
لِنَفْسِي. اجْتَمَعَ عَلَىَّ أَقْوِيَاءُ، لاَ بِسَبَبِ مَعْصِيَتِي وَلاَ
مِنْ جَرَّاءِ خَطِيئَتِي يَارَبُّ. 4يُسْرِعُونَ مُتَأَهِّبِينَ
لِلإِيقَاعِ بِي، مِنْ غَيْرِ أَنْ أَقْتَرِفَ إِثْماً. فَانْهَضْ
لإِغَاثَتِي وَانْظُرْ إِلَى مَا يَجْرِي. 5وَأَنْتَ يَارَبُّ يَاإِلَهَ
الْجُنُودِ وَإِلَهَ إِسْرَائِيلَ، اسْتَيْقِظْ وَحَاسِبِ الأُمَمَ
حِسَاباً عَسِيراً وَلاَ تَتَرََّأفْ بِالْغَادِرِ الأَثِيمِ 6يَرْجِعُونَ
عِنْدَ الْمَسَاءِ يَهِرُّونَ مِثْلَ الْكِلاَبِ، يَطُوفُونَ فِي
الْمَدِينَةِ. 7تَفِيضُ أَفْوَاهُهُمْ سُوءاً. (أَلْسِنَتُهُمْ) كَسُيُوفٍ
حَادَّةٍ بَيْنَ شِفَاهِهِمْ، قَائِلِينَ: «مَنْ يَسْمَعُنَا؟» 8لَكِنَّكَ
أَنْتَ يَارَبُّ تَضْحَكُ مِنْهُمْ. تَسْتَهْزِيءُ بِجَمِيعِ الأُمَمِ.
9يَاقُوَّتِي إِيَّاكَ أَتَرَجَّى، لأَنَّ اللهَ هُوَ حِصْنِي الْمَنِيعُ.
10إِلَهِي بِرَحْمَتِهِ
يُوَافِينِي. وَيُرِينِي هَزِيمَةَ أَعْدَائِي. 11لاَ تَقْتُلْهُمْ
يَارَبُّ، إِنَّمَا اجْعَلْهُمْ عِبْرَةً لِئَلاَّ يَنْسَى شَعْبِي، بَلْ
بَدِّدْهُمْ بِقُدْرَتِكَ وَاطْرَحْهُمْ أَرْضاً أَيُّهَا الرَّبُّ
حَامِينَا، 12جَزَاءَ خَطِيئَةِ أَفْوَاهِهِمْ وَكَلاَمِ شِفَاهِهِمْ.
لِيَسْقُطُوا فِي فَخِّ كِبْرِيَائِهِمْ لِقَاءَ مَا يَنْطِقُونَ بِهِ مِنَ
اللَّعْنَاتِ وَالْكَذِبِ. 13أَفْنِهِمْ فِي غَضَبِكَ وَاسْتَأْصِلْهُمْ
فَتُدْرِكَ أَقَاصِي الأَرْضِ أَنَّ اللهَ يَسُودُ عَلَى بَنِي يَعْقُوبَ.
14يَرْجِعُونَ عِنْدَ الْمَسَاءِ يَهِرُّونَ مِثْلَ الْكِلاَبِ
وَيَطُوفُونَ فِي الْمَدِينَةِ. 15يَهِيمُونَ مُتَشَرِّدِينَ طَلَباً
لِلطَّعَامِ. وَإِنْ لَمْ يَشْبَعُوا يُدَمْدِمُونَ.
16أَمَّا أَنَا
فَأَتَرَنَّمُ بِقُوَّتِكَ. أَتَهَلَّلُ فِي الصَّبَاحِ لِرَحْمَتِكَ
لأَنَّكَ كُنْتَ لِي حِصْناً مَنِيعاً وَمَلْجَأً فِي يَوْمِ ضِيقِي.
17لَكَ أُسَبِّحُ يَاقُوَّتِي لأَنَّ اللهَ مَلْجَإِي. إِلَهُ رَحْمَتِي.
فصل 60
الْمَزْمُورُ السِّتُّونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى السُّوسَنِّ. شَهَادَةٌ مُذَهَّبَةٌ لِدَاوُدَ لِلتَّعْلِيمِ لَمَّا
حَارَبَ سُورِيِّي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ وَسُورِيِّي صُوبَةَ، فَرَجَعَ
يُوآبُ وَصَرَعَ مِنَ الأَدُومِيِّينَ فِي وَادِي الْمِلْحِ اثْنَيْ عَشَرَ
أَلْفاً.
1يَااللهُ قَدْ رَذَلْتَنَا،
وَبَدَّدْتَنَا وَسَخِطْتَ عَلَيْنَا، فَرُدَّنَا إِلَيْكَ. 2زَلْزَلْتَ
الأَرْضَ وَصَدَّعْتَهَا، فَاجْبُرْ كَسْرَهَا لأَنَّهَا تَهْتَزُّ.
3جَعَلْتَ شَعْبَكَ يُعَانِي الْمَشَقَّاتِ. وَتَرَنَّحْنَا تَحْتَ وَقْعِ
ضَرَبَاتِكَ كَالسُّكَارَى. 4أَعْطَيْتَ خَائِفِيكَ رَايَةً تُرْفَعُ
لأَجْلِ الْحَقِّ. 5لِكَيْ يَنْجُوَ أَحِبَّاؤُكَ. خَلِّصْ بِيَمِينِكَ
وَاسْتَجِبْ لِي.
6قَدْ تَكَلَّمَ اللهُ فِي
قَدَاسَتِهِ، لِذَلِكَ أَبْتَهِجُ وَأَقْسِمُ أَرْضَ شَكِيمَ وَأَقِيسُ
وَادِي سُكُّوتَ، 7لِي جِلْعَادُ، وَلِي مَنَسَّى. أَفْرَايِمُ خُوذَةُ
رَأْسِي، وَيَهُوذَا صَوْلَجَانِي. 8مُوآبُ مِرْحَضَتِي، وَعَلَى أَدُومَ
أُلْقِي حِذَائِي، وَعَلَى فَلَسْطِينَ أَهْتِفُ مُنْتَصِراً.
9مَنْ يَقُودُنِي
لِمُحَارَبَةِ الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ؟ مَنْ يَهْدِينِي إِلَى
أَدُومَ؟ 10أَلَيْسَ أَنْتَ يَااللهُ الَّذِي أَقْصَيْتَنَا وَلَمْ تَعُدْ
تَخْرُجُ مَعَ جُيُوشِنَا؟ 11هَبْ لَنَا عَوْناً فِي الضِّيقِ، فَعَبَثٌ
هُوَ خَلاَصُ الإِنْسَانِ. 12(لَكِنْ) بِعَوْنِ اللهِ نُحَارِبُ بِبَأْسٍ،
وَهُوَ الَّذِي يَدُوسُ أَعْدَاءَنَا.
فصل 61
الْمَزْمُورُ الْحَادِي
وَالسِّتُّونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى الآلاَتِ الْوَتَرِيَّةِ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1اسْتَمِعْ يَااللهُ إِلَى
صُرَاخِي وَاصْغَ إِلَى صَلاَتِي. 2مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ أَدْعُوكَ إِذَا
غُشِيَ عَلَى قَلْبِي، فَتَهْدِينِي إِلَى صَخْرَةٍ عَالِيَةٍ يَتَعَذَّرُ
ارْتِقَاؤُهَا. 3لأَنَّكَ كُنْتَ لِي مَلْجَأً وَبُرْجاً مَنِيعاً
يَحْمِينِي مِنَ الْعَدُوِّ. 4لِذَا أَسْكُنُ فِي خَيْمَتِكَ إِلَى
الأَبَدِ، وَأَعْتَصِمُ بِسِتْرِ جَنَاحَيْكَ، 5لأَنَّكَ أَنْتَ يَااللهُ
قَدِ اسْتَمَعْتَ إِلَى نُذُورِي. أَعْطَيْتَنِي مِيرَاثاً كَمِيرَاثِ
الَّذِينَ يَتَّقُونَ اسْمَكَ. 6تُضِيفُ أَيَّاماً إِلَى عُمْرِ الْمَلِكِ،
فَتَكُونُ سِنُو حَيَاتِهِ كَأَجْيَالٍ عَدِيدَةٍ. 7يَبْقَى عَلَى عَرْشِهِ
أَمَامَ اللهِ إِلَى الأَبَدِ. وَاجْعَلِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ
يَحْفَظَانِهِ. 8وَهَكَذَا أُرَنِّمُ لاَِسْمِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَأُوْفِي
نُذُورِي دَائِماً.
فصل 62
الْمَزْمُورُ الثَّانِي
والسِّتُّونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى يَدُوثُونَ. مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1انْتَظَرَتْ نَفْسِي اللهَ
وَحْدَهُ. مِنْ لَدُنِهِ يَأْتِي خَلاَصِي. 2هُوَ وَحْدَهُ صَخْرَتِي
وَخَلاَصِي وَحِصْنِي الْمَنِيعُ، لِذَلِكَ لاَ أَتَزَعْزَعُ أَبَداً.
3إِلَى مَتَى تُوَالُونَ
الْهُجُومَ عَلَى الإِنْسَانِ، وَتَسْعَوْنَ جَمِيعُكُمْ إِلَى هَدْمِهِ،
كَأَنَّهُ حَائِطٌ مُتَدَاعٍ أَوْ سِيَاجٌ مُخَلْخَلٌ؟ 4إِنَّمَا
يَتَآمَرُونَ كَيْ يُطِيحُوا بِهِ عَنْ مَكَانَتِهِ الرَّفِيعَةِ،
مُبْتَهِجِينَ بِالْكَذِبِ: يُبَارِكُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَلْعَنُونَ
بِقُلُوبِهِمْ.
5انْتَظَرَتْ نَفِسي اللهَ
وَحْدَهُ؛ مِنْ لَدُنِهِ يَأْتِي خَلاَصِي. 6هُوَ وَحْدَهُ صَخْرَتِي
وَخَلاَصِي وَحِصْنِي الْمَنِيعُ، لِذَلِكَ لاَ أَتَزَعْزَعُ أَبَداً. 7فِي
اللهِ خَلاَصِي وَمَجْدِي. وَاللهُ هُوَ صَخْرَةُ قُوَّتِي وَمَلْجَإِي.
8ثِقُوا بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ أَيُّهَا الشَّعْبُ.
اسْكُبُوا أَمَامَهُ
قُلُوبَكُمْ، اللهُ مَلْجَأُنَا.
9لَيْسَ الْبَشَرُ جَمِيعاً،
عُظَمَاءُ وَأَدْنِيَاءُ، سِوَى بَاطِلٍ وَوَهْمٍ. إنْ وَضَعْتَهُمْ فِي
كَفَّةِ مِيزَانٍ لاَ يَزِنُونَ شَيْئاً. إِنَّهُمْ أَخَفُّ مِنْ نَسَمَةٍ.
10لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الظُّلْمِ وَلاَ تَتَفَاخَرُوا بِالسَّرِقَةِ. إنْ
كَثُرَ الْغِنَى فَلاَ تَعْتَمِدُوا عَلَيْهِ، 11مَرَّةً تَكَلَّمَ
الرَّبُّ وَمَرَّتَيْنِ سَمِعْتُ هَذَا: أَنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ، 12لَكَ
الرَّحْمَةُ يَارَبُّ فَأَنْتَ تُجَازِي كُلَّ إِنْسَانٍ بِمُقْتَضَى
عَمَلِهِ.
فصل 63
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ
وَالسِّتُّونَ
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
عِنْدَمَا كَانَ فِي بَرِّيَّةِ يَهُوذَا
1يَااللهُ أَنْتَ إِلَهِي
وَإِيَّاكَ أَطْلُبُ بَاكِراً. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي وَيَشْتَاقُ
إِلَيْكَ جِسْمِي فِي أَرْضٍ قَاحِلَةٍ يَابِسَةٍ لاَ مَاءَ فِيهَا.
2حَتَّى أُعَايِنَ قُدْرَتَكَ وَمَجْدَكَ، مِثْلَمَا رَأَيْتُكَ فِي
مَوْضِعِكَ الْمُقَدَّسِ. 3لأَنَّ رَحْمَتَكَ خَيْرٌ مِنَ الْحَيَاةِ،
لِذَلِكَ تُسَبِّحُكَ شَفَتَايَ. 4أَحْمَدُكَ عَلَى بَرَكَاتِكَ مَدَى
حَيَاتِي، وَبِاسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ مُبْتَهِلاً. 5تَشْبَعُ نَفْسِي
كَأَنَّهَا أَكَلَتْ مِنَ الشَّحْمِ وَالدَّسَمِ، وَيُسَبِّحُكَ فَمِي
بِشَفَتَيْنِ مُبْتَهِجَتَيْنِ 6أَذْكُرُكَ عَلَى فِرَاشِي وَأَتَأَمَّلُ
فِيكَ فِي أَثْنَاءِ اللَّيْلِ. 7لأَنَّكَ كُنْتَ عَوْناً لِي، فَإِنِّي
فِي ظِلِّ جَنَاحَيْكَ أُرَنِّمُ مُبْتَهِجاً.
8تَتَعَلَّقُ نَفْسِي بِكَ.
يَمِينُكَ تَدْعَمُنِي 9أَمَّا طَالِبُو نَفْسِي لِيُهْلِكُوهَا
فَسَيَدْخُلُونَ أَسْفَلَ أَعْمَاقِ الأَرْضِ. 10يُسَلَّمُونَ إِلَى حَدِّ
السَّيْفِ وَيَضْحَوْنَ مَأْكَلاً لِبَنَاتِ آوَى. 11أَمَّا الْمَلِكُ
فَيَفْرَحُ بِاللهِ وَيَفْتَخِرُ بِهِ كُلُّ مَنْ يُقْسِمُ (صَادِقاً)
لأَنَّ أَفْوَاهَ النَّاطِقِينَ بِالْكَذِبِ تُسَدُّ.
فصل 64
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ
وَالسِّتُّونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
1يَااللهُ اسْمَعْ صَوْتِي
حِينَ أَشْكُو إِلَيْكَ أَمْرِي، وَاحْفَظْ حَيَاتِي مِنْ رَهْبَةِ
عَدُوِّي. 2اسْتُرْنِي مِنْ مُؤَامَرَةِ الأَشْرَارِ، وَمِنْ هِيَاجِ
جُمْهُورِ فَاعِلِي الإِثْمِ، 3الَّذِينَ سَنُّوا أَلْسِنَتَهُمْ
كَالسَّيْفِ، وَصَوَّبُوا سِهَامَ كَلاَمِهِمِ الْمُرِّ، 4لِيَرْمُوا
الْبَرِيءَ مِنْ مَكَامِنِهِمْ. يَرْمُونَهُ فَجْأَةً وَمِنْ غَيْرِ
رَادِعٍ. 5يُشَدِّدُونَ عَزَائِمَهُمْ فِي أَمْرٍ شِرِّيرٍ، وَيَكِيدُونَ
لِنَصْبِ الْفِخَاخِ خُفْيَةً، قَائِلِينَ: «مَنْ يَرَانَا؟» 6يُدَبِّرُونَ
الْمَكَائِدَ ثُمَّ يَقُولُونَ: «نَحْنُ عَلَى أُهْبَةِ الاسْتِعْدَادِ
فَقَدْ أَحْكَمْنَا الْخُطَّةَ». فَمَا أَعْمَقَ مَا يُضْمِرُهُ قَلْبُ
الإِنْسَانِ مِنْ أَفْكَارٍ!
7لَكِنَّ اللهَ يُطْلِقُ
عَلَيْهِمْ سَهْماً فَيُصَابُونَ فَجْأَةً بِجِرَاحٍ. 8كَلِمَاتُ
أَلْسِنَتِهِمْ تَرْتَدُّ عَلَيْهِمْ، وَكُلُّ مَنْ يَرَاهُمْ يَهُزُّ
رَأْسَهُ احْتِقَاراً، 9فَيَخَافُ جَمِيعُ الْبَشَرِ وَيُذِيعُونَ مَا
فَعَلَهُ اللهُ ، مُعْتَبِرِينَ بِصَنَائِعِهِ. 10يَفْرَحُ الْبَارُّ
بِالرَّبِّ وَيَحْتَمِي بِهِ، وَيَبْتَهِجُ جَمِيعُ أَصْحَابِ الْقُلُوبِ
الْمُسْتَقِيمَةِ.
فصل 65
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ
وَالسِّتُّونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ تَسْبِيحَةٌ. نَشِيدٌ
1لَكَ يَنْبَغِي
التَّسْبِيحُ فِي صِهْيَوْنَ يَااللهُ ، وَلَكَ يُوْفَى النَّذْرُ.
2يَاسَامِعَ الصَّلاَةِ إِلَيْكَ يُقْبِلُ كُلُّ إِنْسَانٍ. 3قَدْ غَلَبَتِ
الآثَامُ عَلَيَّ. أَنْتَ وَحْدَكَ تُكَفِّرُ عَنْهَا. 4طُوبَى لِمَنْ
تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ. فَنَشْبَعُ مِنْ
خَيْرَاتِ بَيْتِكَ، خَيْرَاتِ هَيْكَلِكَ الْمُقَدَّسِ. 5بِمُرَوِّعَاتٍ
تَسْتَجِيبُ لَنَا أَيُّهَا الإِلَهُ مُخَلِّصُنَا، يَامَنْ عَلَيْهِ
تَتَوَكَّلُ جَمِيعُ أَقَاصِي الأَرْضِ وَأَطْرَافِ الْبَحْرِ
الْبَعِيدَةِ. 6الْمُرَسِّخُ الْجِبَالَ بِقُوَّتِهِ، وَالْمُتَنَطِّقُ
بِالْقُدْرَةِ. 7الْمُهَدِّيءُ اضْطِرَابَ الْبِحَارِ، عَجِيجَ
الأَمْوَاجِ، وَضَجِيجَ الأُمَمِ. 8يَخَافُ السَّاكِنُونَ فِي الأَمَاكِنِ
الْبَعِيدَةِ مِنْ آيَاتِكَ الْعَجِيبَةِ. فَإِنَّكَ تَجْعَلُ مَطَالِعَ
الصُّبْحِ وَمَغَارِبَ الْمَسَاءِ تَتَرَنَّمُ. 9تَعَهَّدْتَ الأَرْضَ
وَجَعَلْتَهَا تَفِيضُ غَيْثاً، فَأَخْصَبْتَهَا. مَجْرَى نَهْرِ اللهِ
دَافِقٌ بِالْمَاءِ فَتَفِيضُ الأَرْضُ بِالْمَحَاصِيلِ. 10تُرْوِي
أَتْلاَمَهَا (خُطُوطَ الْمِحْرَاثِ) وَتُسَوِّي رَوَابِيَهَا،
فَتُلَيِّنُهَا وَتُبَارِكُ غَلَّتَهَا. 11كَلَّلْتَ السَّنَةَ بِجُودِكَ،
وَآثَارُ صَنَائِعِكَ تَفِيضُ خِصْباً. 12تَمُوجُ مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ
بِالْخَيْرِ، وَتَكْتَسِي التِّلاَلُ بِالْبَهْجَةِ. 13تَتَغَطَّى
الْمُرُوجُ بِالْقُطْعَانِ، وَتَتَوَشَّحُ الْوِدْيَانُ بِالْحِنْطَةِ،
فَيَهْتِفُ لَكَ الْكُلُّ فَرَحاً وَتَسْبِيحاً.
فصل 66
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ
وَالسِّتُّونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ.
تَسْبِيحَةٌ. مَزْمُورٌ
1اهْتِفِي لِلهِ يَاكُلَّ
الأَرْضِ. 2تَرَنَّمُوا بِعَظَمَةِ اسْمِهِ وَاجْعَلُوا تَسْبِيحَهُ
مَجِيداً. 3قُولُوا لِلهِ: «مَا أَرْوَعَ أَعْمَالَكَ». يَتَمَلَّقُكَ
أَعْدَاؤُكَ لأَنَّ قُوَّتَكَ عَظِيمَةٌ. 4كُلُّ الأَرْضِ تَسْجُدُ لَكَ
وَتُسَبِّحُكَ. الْجَمِيعُ
يَلْهَجُونَ بِاسْمِكَ.
5تَعَالَوْا انْظُرُوا
أَعْمَالَ اللهِ وَأَفْعَالَهُ الْمُرْهِبَةَ مَعَ بَنِي آدَمَ. 6حَوَّلَ
الْبَحْرَ أَرْضاً يَابِسَةً، فَاجْتَازُوا فِي النَّهْرِ بِأَقْدَامِهِمْ.
هُنَاكَ فَرِحْنَا بِهِ. 7يَحْكُمُ إِلَى الأَبَدِ بِقُوَّتِهِ،
وَعَيْنَاهُ تُرَاقِبَانِ الأُمَمَ، فَلاَ يَتَشَامَخُ الْمُتَمَرِّدُونَ.
8أَيُّهَا الشُّعُوبُ
بَارِكُوا إِلَهَنَا. ارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالتَّسْبِيحِ. 9هُوَ
الَّذِي اسْتَحْيَانَا، وَلَمْ يَدَعْ أَرْجُلَنَا تَزِلُّ. 10فَإِنَّكَ
قَدِ اخْتَبَرْتَنَا يَااللهُ ، فَنَقَّيْتَنَا كَمَا تُنَقَّى الْفِضَّةُ.
11أَوْقَعْتَنَا فِي الشَّبَكَةِ وَأَلْقَيْتَ حِمْلاً ثَقِيلاً عَلَى
ظُهُورِنَا. 12سَلَّطْتَ أُنَاساً عَلَيْنَا. اجْتَزْنَا فِي النَّارِ
وَالْمَاءِ، وَلَكِنَّكَ أَخْرَجْتَنَا إِلَى أَرَاضٍ خَصِيبَةٍ.
13أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ
بِمُحْرَقَاتٍ وَأُوْفِيكَ نُذُورِي 14الَّتِي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ
فِي وَقْتِ ضِيقِي، وَتَكَلَّمَ بِهَا فَمِي فِي بَلِيَّتِي. 15أُقَرِّبُ
لَكَ مُحْرَقَاتٍ سَمِينَةً مِنْ كِبَاشٍ مَعَ بَخُورٍ. أُقَدِّمُ بَقَراً
مَعَ تُيُوسٍ.
16تَعَالَوْا اسْمَعُوا
يَاجَمِيعَ خَائِفِي اللهِ، فَأُحَدِّثَكُمْ بِمَا فَعَلَ لِنَفْسِي.
17صَرَخْتُ إِلَيْهِ بِفَمِي وَعَظَّمْتُهُ بِلِسَانِي. 18إِنْ تَعَهَّدْتُ
إِثْماً فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ. 19وَلَكِنَّ اللهَ قَدِ
اسْتَجَابَ لِي. أَصْغَى إِلَى صَوْتِ صَلاَتِي. 20تَبَارَكَ اللهُ الَّذِي
لَمْ يُقْصِ عَنْهُ صَلاَتِي، وَلاَ حَجَبَ عَنِّي رَحْمَتَهُ.
فصل 67
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ
وَالسِّتُّونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى اسلآلاَتِ الْوَتَرِيَّةِ.
1لِيَتَرََّأفِ اللهُ
عَلَيْنَا وَلْيُبَارِكْنَا، وَلْيُضِيءْ بِوَجْهِهِ عَلَيْنَا 2لِكَيْ
يُعْرَفَ فِي الأَرْضِ طَرِيقُكَ، وَبَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ خَلاَصُكَ.
3تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَااللهُ ، تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهَا.
4تَفْرَحُ وَتَبْتَهِجُ الأُمَمُ لأَنَّكَ تَدِينُ الشُّعُوبَ
بِالاسْتِقَامَةِ، وَتَهْدِي أُمَمَ الأَرْضِ. 5تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ
يَااللهُ ، تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهَا. 6أَعْطَتِ الأَرْضُ غَلَّتَهَا
الْوَفِيرَةَ. 7يُبَارِكُنَا اللهُ إِلَهُنَا، فَتَخَافُهُ كُلُّ أَقَاصِي
الأَرْضِ.
فصل 68
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ
وَالسِّتُّونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
لِدَاوُدَ. مَزْمُورٌ. تَسْبِيحَةٌ
1يَقُومُ اللهُ
فَيَتَبَدَّدُ أَعْدَاؤُهُ وَيَفِرُّ مُبْغِضُوهُ مِنْ أَمَامِهِ. 2كَمَا
يَتَلاَشَى الدُّخَانُ تُلاَشِيهِمْ، وَكَمَا يَذُوبُ الشَّمْعُ قُرْبَ
النَّارِ يَهْلِكُ الأَشْرَارُ فِي حَضْرَةِ اللهِ. 3أَمَّا الأَبْرَارُ
فَإِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ وَيَبْتَهِجُونَ أَمَامَ اللهِ وَيَغْتَبِطُونَ
سُرُوراً.
4رَنِّمُوا لِلهِ، اشْدُوا
لاسْمِهِ. مَهِّدُوا طَرِيقاً لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ ظَافِراً. إِنَّ
اسْمَهُ «الْكَائِنُ». وَتَهَلَّلُوا فِي مَحْضَرِهِ. 5اللهُ الْمُقِيمُ
فِي مَسْكَنِهِ الْمُقَدَّسِ هُوَ أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ.
6يُسْكِنُ اللهُ الْمُتَوَحِّدِينَ بَيْتاً، وَيُطْلِقُ الْمُقَيَّدِينَ
إِلَى النَّجَاحِ، أَمَّا الْمُتَمَرِّدُونَ فَيَسْكُنُونَ أَرْضاً
مُحْرِقَةً.
7يَااللهُ ، عِنْدَمَا
خَرَجْتَ أَمَامَ شَعْبِكَ، وَقُدْتَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ، 8رَجَفَتِ
الأَرْضُ، وَهَطَلَتِ السَّمَاءُ مَطَراً، وارْتَعَدَ جَبَلُ سِينَاءَ مِنْ
حَضْرَةِ اللهِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. 9مَطَراً غَزِيراً سَكَبْتَ يَااللهُ
عَلَى شَعْبِكَ مِيرَاثِكَ، وَعِنْدَ إِعْيَائِهِ أَنْتَ شَدَّدْتَهُ.
10هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ حَلَّ قَطِيعُكَ، وَأَنْتَ بِجُودِكَ
وَفَّرْتَ خَيْراً لِلْمَسَاكِينِ، يَااللهُ . 11يُصْدِرُ السَّيِّدُ
أَمْرَهُ فَيَنْهَزِمُ الْعَدُوُّ فَيَحْمِلُ جَمْعٌ غَفِيرٌ مِنَ
النِّسَاءِ بُشْرَى النَّصْرِ. 12يَهْرُبُ مُلُوكُ الْجُيُوشِ، نَعَمْ
يَهْرُبُونَ. أَمَّا النِّسَاءُ المُلاَزِمَاتُ الْبُيُوتَ فَيَقْتَسِمْنَ
الْغَنَائِمَ. 13مَعَ أَنَّكُمْ رَقَدْتُمْ بَيْنَ الْحَظَائِرِ (كَرُعَاةٍ
مُحْتَقَرِينَ فِي مِصْرَ) تَكُونُونَ كَحَمَامَةٍ أَجْنِحَتُهَا
مُغَشَّاةٌ بِالْفِضَّةِ، وَرِيشُهَا بِالذَّهَبِ الأَصْفَرِ. 14عِنْدَمَا
بَدَّدَ الْقَدِيرُ مُلُوكاً فِي الْبَرِّيَّةِ، ابْيَضَّتِ الأَرْضُ (مِنْ
عِظَامِ الْقَتْلَى) كَالثَّلْجِ فِي جَبَلِ صَلْمُونَ.
15جَبَلُ بَاشَانَ هُوَ
جَبَلُ اللهِ؛
جَبَلٌ كَثِيرُ الْقِمَمِ.
16أَيَّتُهَا الْجِبَالُ الْكَثِيرَةُ الْقِمَمِ لِمَاذَا تَتَفَرَّسْنَ
بِحَسَدٍ فِي الْجَبَلِ الَّذِي اشْتَهَاهُ اللهُ لِسُكْنَاهُ؟ إِنَّ اللهَ
سَيَسْكُنُ فِيهِ إِلَى الأَبَدِ. 17مَرْكَبَاتُ الرَّبِّ كَثِيرَةٌ لاَ
تُحْصَى والرَّبُّ فِي وَسَطِهَا، فَصَارَ جَبَلُ صِهْيَوْنَ مُمَاثِلاً
لِجَبَلِ سِينَاءَ فِي القَدَاسَةِ. 18يَصْعَدُ إِلَى الْعُلَى وَيَأْخُذُ
مَعَهُ سَبَايَا كَثِيرِينَ؛ يُوَزِّعُ الْغَنَائِمَ عَلَى النَّاسِ
وَحَتَّى عَلَى الَّذِينَ تَمَرَّدُوا قَبْلاً عَلَى مَقَرِّ سُكْنَاكَ،
أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ.
19تَبَارَكَ الرَّبُّ
الَّذِي يَحْمِلُ أَثْقَالَنَا يَوْماً فَيَوْماً. إِنَّهُ إِلَهُ
خَلاَصِنَا. 20إِلَهُنَا هُوَ إلَهُ الْخَلاَصِ، وَعِنْدَ الرَّبِّ
السَّيِّدِ مَنَافِذُ مِنَ الْمَوْتِ. 21حَقّاً سَيَضْرِبُ الرَّبُّ
رُؤُوسَ أَعْدَائِهِ، وَكَذَلِكَ الْهَامَةَ الْمَكْسُوَّةَ شَعْراً لِمَنْ
يُمْعِنُ فِي طَرِيقِ الْمَعَاصِي. 22يَقُولُ السَّيِّدُ: «سَأُرْجِعُ
أَعْدَاءَكُمْ مِنْ بَاشَانَ، سَأُرْجِعُهُمْ مِنْ أَعْمَاقِ الْبَحْرِ،
23فَتَغْمِسُونَ أَرْجُلَكُمْ فِي دَمِهِمْ، وَتَأْخُذُ أَلْسِنَةُ
الْكِلاَبِ نَصِيبَهَا مِنَ الأَعْدَاءِ». 24لَقَدْ عَايَنَ الشَّعْبُ
مَوْكِبَكَ يَااللهُ ، مَوْكِبَ إِلَهِي وَمَلِكِي الْمُتَّجِهَ إِلَى
الْمَقْدِسِ. 25سَارَ الْمُغَنُّونَ فِي الطَّلِيعَةِ، وَضَارِبُو
الأَوْتَارِ خَلْفَهُمْ، وَفِي الْوَسَطِ صَبَايَا يَضْرِبْنَ عَلَى
الدُّفُوفِ. 26بَارِكُوا اللهَ السَّيِّدَ فِي الْمَحَافِلِ يَانَسْلَ
إِسْرَائِيلَ. 27هُنَاكَ فِي طَلِيعَتِهِمْ بِنْيَامِينُ الصَّغِيرُ
وَعَلَى أَثَرِهِ رُؤَسَاءُ يَهُوذَا فِي جَمَاعَتِهِمْ، ثُمَّ رُؤَسَاءُ
زَبُولُونَ وَرُؤَسَاءُ نَفْتَالِي. 28قَدْ أَعَزَّكَ اللهُ ، فَأَظْهِرْ
يَااللهُ قُوَّتَكَ بِمَا صَنَعْتَ لَنَا مِنْ مُعْجِزَاتٍ. 29يُقَدِّمُ
الْمُلُوكُ لَكَ الْهَدَايَا فِي أُورُشَلِيمَ لأَنَّ هَيْكَلَكَ فِيهَا
30انْتَهِرْ مِصْرَ، الْوَحْشَ الكَامِنَ بَيْنَ الْقَصَبِ. انْتَهِرِ
الأُمَمَ الْقَوِيَّةَ الَّتِي تُشْبِهُ قَطِيعَ الثِّيرَانِ؛ حَتَّى
يَخْضَعُوا وَيَدْفَعُوا لَكَ جِزْيَةَ فِضَّةٍ. بَدِّدِ الشُّعُوبَ
الْمُوْلَعَةَ بِالحَرْبِ. 31يَفِدُ إِلَيْكَ شُرَفَاءُ مِنْ مِصْرَ
(لِيُقَدِّمُوا الْوَلاَءَ) وَتَبْسُطُ الْحَبَشَةُ يَدَيْهَا مُسْرِعَةً
إِعْرَاباً عَنْ خُضُوعِهَا لِلهِ.
32يَامَمَالِكَ الأَرْضِ
غَنُّوا لِلهِ. رَنِّمُوا لِلسَّيِّدِ، 33لِلرَّاكِبِ عَلَى السَّمَاوَاتِ،
السَّمَاوَاتِ القَدِيمَةِ، مُنْتَصِراً. هَا هُوَ يُدَوِّي بِصَوْتِهِ
عَالِياً، صَوْتِ الْقُدْرَةِ. 34أَعْطُوا مَجْداً لِلهِ فَهُوَ بَسَطَ
جَلاَلَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَقُوَّتَهُ فِي الْغَمَامِ. 35أَنْتَ
مُرْهِبٌ يَااللهُ مِنْ مَقَادِسِكَ. إِلَهُ إِسْرَائِيلَ نَفْسُهُ هُوَ
الَّذِي يَمُدُّ شَعْبَهُ قُوَّةً وَشِدَّةً. تَبَارَكَ اللهُ
.
فصل 69
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ
وَالسِّتُّونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى السُّوسَنِّ. لِدَاوُدَ
1خَلِّصْنِي يَااللهُ ،
فَإِنَّ الْمِيَاهَ قَدْ غَمَرَتْ نَفْسِي. 2غَرِقْتُ فِي حَمْأَةٍ وَلاَ
مَكَانَ فِيهَا أَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ. خُضْتُ أَعْمَاقَ الْمِيَاهِ.
وَطَمَا عَلَيَّ السَّيْلُ. 3تَعِبْتُ مِنْ صُرَاخِي. جَفَّ حَلْقِي.
كَلَّتْ عَيْنَايَ وَأَنَا أَنْتَظِرُ إِلَهِي. 4مُبْغِضِيَّ مِنْ غَيْرِ
عِلَّةٍ أَكْثَرُ عَدَداً مِنْ شَعْرِ رَأْسِي، وَطَالِبُو هَلاَكِي
طُغَاةٌ جَائِرُونَ. حِينَئِذٍ رَدَدْتُ مَالَمْ أَغْتَصِبْهُ.
5يَااللهُ أَنْتَ تَعْرِفُ
حَمَاقَتِي، وَمَعَاصِيَّ لَمْ تَخْفَ عَنْكَ. 6أَيُّهَا السَّيِّدُ رَبَّ
الْجُنُودِ، لاَ تَدَعْنِي أَكُونُ عِلَّةَ خِزْيِ مُلْتَمِسِيكَ، وَلاَ
مَثَارَ خَجَلِ طَالِبِيكَ يَاإِلَهَ إِسْرَائِيلَ. 7لأَنَّنِي تَحَمَّلْتُ
الْعَارَ مِنْ أَجْلِكَ، وَغَطَّى الْخَجَلُ وَجْهِي. 8صِرْتُ غَرِيباً فِي
عُيُونِ إِخْوَتِي، وَأَجْنَبِيّاً فِي نَظَرِ بَنِي أُمِّي. 9لأَنَّ
الْغَيْرَةَ عَلَى بَيْتِكَ الْتَهَمَتْنِي وَتَعْيِيرَاتُ الَّذِينَ
يُعَيِّرُونَكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ. 10صُمْتُ وَبَكَيْتُ فَعَيَّرُونِي.
11اتَّشَحْتُ بِالمُسُوحِ فَصِرْتُ عِنْدَهُمْ مَثَلاً. 12صِرْتُ حَدِيثَ
الْجَالِسِينَ فِي بَابِ الْمَدِينَةِ، وَأُغْنِيَةً لِلسُّكَارَى.
13أَمَّا أَنَا فَإِلَيْكَ
صَلاَتِي يَارَبُّ؛ لأَنَّ هَذَا أَوَانُ الرِّضَى، فَاسْتَجِبْ لِي
يَااللهُ بِرَحْمَتِكَ الْغَزِيرَةِ وَبِحَقِّ خَلاَصِكَ. 14أَنْقِذْنِي
مِنَ الوَحْلِ فَلاَ أَغْرَقَ. نَجِّنِي مِنْ مُبْغِضِيَّ وَانْتَشِلْنِي
مِنْ أَعْمَاقِ الْمِيَا هِ. 15لاَ يَطْمُ عَلَيَّ سَيْلُ الْمِيَاهِ،
وَلاَ يَبْتَلِعَنِّي الْعُمْقُ، وَلاَ تُطْبِقِ الْهُوَّةُ عَلَيَّ
فَمَهَا. 16اسْتَجِبْ أَيُّهَا الرَّبُّ لأَنَّ رَحْمَتَكَ صَالِحَةٌ،
وَبِحَسَبِ مَرَاحِمِكَ الْوَفِيرَةِ الْتَفِتْ إِلَيَّ. 17لاَ تَحْجُبْ
وَجْهَكَ عَنْ عَبْدِكَ، لأَنَّنِي فِي ضِيقٍ، فَأَسْرِعْ وَاسْتَجِبْ لِي.
18اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي، وَفُكَّهَا. افْدِنِي (نِكَايَةً) بِأَعْدَائِي
19أَنْتَ عَرَفْتَ (مَا حَلَّ بِي مِنْ) عَارٍ وَخِزْيٍ وَهَوَانٍ. أَنْتَ
تَعْرِفُ كُلَّ مُضَايِقِيَّ. 20كَسَرَ الْعَارُ قَلْبِي فَمَرِضْتُ.
الْتَمَسْتُ عَطْفاً فَلَمْ أَجِدْ، وَمُعَزِّينَ فَلَمْ أَعْثُرْ عَلَى
أَحَدٍ. 21وَضَعُوا عَلْقَماً فِي طَعَامِي، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي
خَلاً.
22لِتَصِرْ لَهُمْ
مَائِدَتُهُمْ فَخّاً وَعَقَبَةً وَعِقَاباً. 23لِتُظْلِمْ عُيُونُهُمْ
كَيْ لاَ يُبْصِرُوا وَلْتَكُنْ ظُهُورُهُمْ مُنْحَنِيَةً دَائِماً.
24صُبَّ سَخَطَكَ عَلَيْهِمْ، وَلْيُدْرِكْهُمْ غَضَبُكَ الْمُحْتَدِمُ.
25لِيَصِرْ مَسْكِنُهُمْ خَرَاباً، وَلاَ يَبْقَ فِي خِيَامِهِمْ سَاكِنٌ.
26لأَنَّهُمْ يَضْطَهِدُونَ مَنْ عَاقَبْتَهُ، وَيَشْمَتُونَ فِي وَجَعِ
الَّذِينَ جَرَحْتَهُمْ. 27زِدْ إِثْماً عَلَى إِثْمِهِمْ وَلاَ تُبْرِيءْ
سَاحَتَهُمْ. 28لِتُحْذَفْ (أَسْمَاؤُهُمْ) مِنْ سِجِلِّ الْحَيَاةِ وَلاَ
تُكْتَبْ مَعَ الأَبْرَارِ.
29أَمَّا أَنَا
فَمُتَضَايِقٌ وَمُتَوَجِّعٌ. فَلْيُرَفِّعْنِي خَلاَصُكَ يَااللهُ .
30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِنَشِيدٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ. 31فَيَطِيبُ
ذَلِكَ لَدَى الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَةٍ: ثَوْرٍ أَوْ عِجْلٍ.
32يَرَى الْوُدَعَاءُ ذَلِكَ فَيَفْرَحُونَ. وَتَحْيَا نُفُوسُكُمْ
يَاطَالِبِي اللهِ. 33لأَنَّ الرَّبَّ يَسْتَجِيبُ لِلْمُحْتَاجِينَ وَلاَ
يَحْتَقِرُ شَعْبَهُ الأَسِيرَ. 34تُسَبِّحُهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
وَالْبِحَارُ وَكُلُّ مَا يَتَحَرَّكَ فِيهَا. 35لأَنَّ اللهَ يُخَلِّصُ
صِهْيَوْنَ وَيَبْنِي مُدُنَ يَهُوذَا، فَيَسْكُنُ الشَّعْبُ فِيهَا
وَيَمْتَلِكُهَا. 36تَرِثُهَا ذُرِّيَّةُ عَبِيدِهِ، وَمُحِبُّو اسْمِهِ
يَسْكُنوُنَ فِيهَا.
فصل 70
الْمَزْمُورُ السَّبْعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ. لِلتَّذْكِيرِ
1هَلُمَّ أَنْقِذْنِي
يَارَبُّ، وَأَسْرِعْ إِلَى مَعُونَتِي. 2لِيَخْزَ وَيَخْجَلِ السَّاعُونَ
إِلَى قَتْلِي. لِيَرْتَدَّ وَيَخْجَلِ الْمُغْتَبِطُونَ بِأَذِيَّتِي.
3لِيَرْجِعِ السَّاخِرُونَ مِنِّي مُجَلَّلِينَ بِالْعَارِ. 4لِيَفْرَحْ
وَيَبْتَهِجْ بِكَ جَمِيعُ طَالِبِيكَ. وَلْيَقُلْ دَائِماً مُحِبُّو
خَلاَصِكَ: لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ. 5إِنَّمَا أَنَا مُتَضَايِقٌ
وَمُحْتَاجٌ، فَأَسْرِعِ اللهُمَّ إِلَيَّ. أَنْتَ عَوْنِي وَمُنْقِذِي.
يَارَبُّ لاَ تَتَبَاطَأْ.
فصل 71
الْمَزْمُورُ الْحَادِي
وَالسَّبْعُونَ
1يَارَبُّ بِكَ احْتَمَيْتُ
فَلاَ تَدَعْنِي أَخْزَى إِلَى الأَبَدِ. 2أَنْقِذْنِي وَفْقاً لِعَدْلِكَ
وَنَجِّنِي. أَرْهِفْ إِلَيَّ أُذُنَكَ وَخَلِّصْنِي. 3كُنْ لِي صَخْرَةَ
مَلْجَأٍ أَلُوذُ بِهَا دَائِماً. أَنْتَ أَمَرْتَ بِخَلاَصِي لأَنَّكَ
صَخْرَتِي وَمَعْقِلِي. 4يَاإِلَهِي أَنْقِذْنِي مِنْ يَدِ الشِّرِّيرِ،
مِنْ قَبْضَةِ الأَثِيمِ وَالظَّالِمِ. 5فَإِنَّكَ أَنْتَ رَجَائِي
أَيُّهَا السَّيِّدُ، وَمَوْضِعُ ثِقَتِي مُنْذُ صِبَايَ. 6عَلَيْكَ
اعْتَمَدْتُ مُنْذُ وِلاَدَتِي، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّي أَخْرَجْتَنِي،
فَإِيَّاكَ أُسَبِّحُ فِي كُلِّ حِينٍ. 7صِرْتُ مَثَارَ اسْتِهْجَانٍ
عِنْدَ كَثِيرِينَ، لَكِنَّكَ أَنْتَ مَلْجَإِي الْقَوِيُّ. 8لِيَمْتَلِىءْ
فَمِي مِنْ تَسْبِيحِكَ وَمِنْ تَمْجِيدِكَ طُولَ النَّهَارِ.
9لاَ تَنْبِذْنِي فِي
شَيْخُوخَتِي، وَلاَ تَخْذُلْنِي عِنْدَ اضْمِحْلاَلِ قُوَّتِي. 10لأَنَّ
أَعْدَائِي يَتَكَلَّمُونَ عَلَيَّ وَالْمُتَرَبِّصِينَ بِي يَتَآمَرُونَ
مَعاً. 11قَائِلِينَ: «قَدْ تَرَكَهُ اللهُ ، فَطَارِدُوهُ وَاقْبِضُوا
عَلَيْهِ لأَنَّهُ لاَ مُنْقِذَ لَهُ». 12لاَ تَبْتَعِدْ عَنِّي يَااللهُ .
أَسْرِعْ إِلَى مَعُونَتِي يَاإِلَهِي. 13لِيَخْزَ وَيَبِدْ خُصُومُ
نَفْسِي. لِيَكْتَسِ الْعَارَ وَالْهَوَانَ الْمُلْتَمِسُونَ أَذِيَّتِي.
14أَمَّا أَنَا فَإِيَّاكَ أَرْجُو دَائِماً، وَأُكْثِرُ مِنْ تَسْبِيحِكَ.
15أُخْبِرُ بِبِرِّكَ وَخَلاَصِكَ طُولَ النَّهَارِ، وَإِنْ كَانَا
يَفُوقَانِ إِدْرَاكِي. 16أَجِيءُ (مُؤَيَّداً) بِقُوَّةِ السَّيِّدِ
الرَّبِّ، لأَذْكُرَ بِرَّكَ وَحْدَكَ.
17قَدْ عَلَّمْتَنِي
يَااللهُ مُنْذُ صِبَايَ، فَلَمْ أَكُفَّ لَحْظَةً عَنْ إِعْلاَنِ
عَجَائِبِكَ. 18لاَ تَتْرُكْنِي فِي الشَّيْخُوخَةِ وَالشَّيْبِ يَااللهُ ،
حَتَّى أُخْبِرَ هَذَا الْجِيلَ بِأَعْمَالِ قُدْرَتِكَ، وَبِقُوَّتِكَ
(الْجِيلَ) الآتِي. 19بِرُّكَ مُتَعَالٍ يَااللهُ ، وَأَعْمَالُكَ الَّتِي
صَنَعْتَ عَظِيمَةٌ، فَمَنْ مِثْلُكَ يَااللهُ ! 20أَنْتَ الَّذِي
اجْتَزْتَ بِنَا ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً وَقَاسِيَةً، وَلَكِنَّكَ تَعُودُ
فَتُحْيِينَا، وَتُصْعِدُنَا مِنْ جَدِيدٍ مِنْ أَعْمَاقِ الأَرْضِ.
21تَزِيدُنِي شَرَفاً وَتُطَوِّقُنِي بِتَعْزِيَتِكَ. 22سَأَحْمَدُكَ
وَأُشِيدُ بِحَقِّكَ عَلَى الرَّبَابِ يَاإِلَهِي. أَشْدُو لَكَ عَلَى
الْعُودِ يَاقُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ. 23تَبْتَهِجُ شَفَتَايَ عِنْدَمَا
أُرَنِّمُ لَكَ، وَكَذَلِكَ نَفْسِي الَّتِي فَدَيْتَهَا. 24وَيَلْهَجُ
لِسَانِي بِبِرِّكَ الْيَوْمَ كُلَّهُ، لأَنَّ السَّاعِينَ إِلَى
أَذِيَّتِي يَحِلُّ حَتْماً بِهِمِ الْخِزْيُ وَالْعَارُ.
فصل 72
الْمَزْمُورُ الثَّانِي
وَالسَّبْعُونَ
لِسُلَيْمَانَ
1اللهُمَّ أَعْطِ
أَحْكَامَكَ الْعَادِلَةَ لِلْمَلِكِ ولابْنِهِ بِرَّكَ، 2فَيَقْضِيَ
لِشَعْبِكَ بِالْعَدْلِ وَمَسَاكِينِكَ بِالإِنْصَافِ. 3لِتَحْمِلِ
الْجِبَالُ لِلشَّعْبِ سَلاَماً، وَالتِّلاَلُ بِرّاً. 4لِيَحْكُمِ
الْمَلِكُ بِالْحَقِّ لِلْمَسَاكِينِ، وَيُنْقِذْ بَنِي الْبَائِسِينَ،
وَيُحَطِّمِ الظَّالِمَ. 5لِيَرْهَبُوكَ مَادَامَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ،
مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. 6لِيَكُنِ الْمَلِكُ كَالْمَطَرِ الْمُنْهَمِرِ
عَلَى الْمَرَاعِي الْمَجْزُوزَةِ، كَالْغُيُوثِ الَّتِي تَسْقِي الأَرْضَ.
7لِيَزْدَهِرْ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ، وَيَتَوَافَرِ السَّلاَمُ
مَادَامَ الْقَمَرُ يُضِيءُ. 8وَلْتَمْتَدَّ مَمْلَكَتُهُ مِنَ الْبَحْرِ
إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ.
9أَمَامَهُ يَرْكَعُ أَهْلُ
الْبَادِيَةِ، وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. 10مُلُوكُ تَرْشِيشَ
وَالْجُزُرِ يَحْمِلُونَ إِلَيْهِ الْهَدَايَا. مُلُوكُ شَبَا وَسَبٍَإ
يُقَدِّمُونَ عَطَايَا. 11يَنْحَنِي أَمَامَهُ جَمِيعُ الْمُلُوكِ.
وَتَتَعَبَّدُ لَهُ كُلُّ الأُمَمِ. 12لأَنَّهُ يُنْقِذُ الْمِسْكِينَ
الْمُسْتَغِيثَ الْبَائِسَ الَّذِي لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يَعْطِفُ عَلَى
الْفَقِيرِ وَالْمُحْتَاجِ وَيُخَلِّصُ نُفُوسَ الْمَسَاكِينِ. 14إِذْ
يَفْتَدِي نُفُوسَهُمْ مِنَ الظُّلْمِ وَالْعُنْفِ، وَيَحْفَظُ حَيَاتَهُمْ
لأَنَّهَا ثَمِينَةٌ فِي عَيْنَيْهِ. 15لِيَحْيَ الْمَلِكُ! لِيُعْطَ لَهُ
ذَهَبُ شَبَا. وَلْيُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِ دَائِماً وَيَطْلُبُوا لَهُ
بَرَكَةَ اللهِ كُلَّ النَّهَارِ.
16لِتَتَكَاثَرِ الْغِلاَلُ
فِي الأَرْضِ وَعَلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ، وَتَتَمَاوَجْ مِثْلَ أَرْزِ
لُبْنَانَ، وَيُزْهِرْ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كَعُشْبِ الأَرْضِ. 17يَخْلُدُ
اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ، وَيَدُومُ اسْمُهُ كَدَيْمُومَةِ الشَّمْسِ،
وَيَتَبَارَكُ النَّاسُ بِهِ، وَتُطَوِّبُهُ كُلُّ الأُمَمِ. 18تَبَارَكَ
الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، فَهُوَ وَحْدَهُ صَانِعُ الْعَجَائِبِ.
19تَبَارَكَ اسْمُهُ الْمَجِيدُ إِلَى الأَبَدِ، وَلْتَمْتَلِيءِ الأَرْضُ
كُلُّهَا مِنْ مَجْدِهِ. آمِين ثُمَّ آمِين.
هُنَا تَنْتَهِي صَلَوَاتُ
دَاوُدَ بْنِ يَسَّى.
فصل 73
الْمَزْمُورُ الثَّالِثُ
وَالسَّبْعُونَ
مَزْمُورٌ لآسَافَ
1حَقّاً إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ
بِإِسْرَائِيلَ، بِذَوِي الْقُلُوبِ النَّقِيَّةِ. 2أَمَّا أَنَا فَقَدْ
أَوْشَكَتْ قَدَمَايَ أَنْ تَزِلاَّ، وَخَطَوَاتِي أَنْ تَنْزَلِقَ،
3لأَنِّي حَسَدْتُ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ شَاهَدْتُ نَجَاحَ الأَشْرَارِ.
4فَإِنَّ أَوْجَاعَ الْمَوْتِ لاَ تُصِيبُهُمْ وَأَجْسَامَهُمْ سَمِينَةٌ.
5لاَ يُقَاسُونَ مِنْ أَتْعَابِ الْبَشَرِ، وَلاَ يُعَانُونَ مِنَ
الْمَصَائِبِ كَالنَّاسِ. 6لِذَلِكَ لَبِسُوا الْكِبْرِيَاءَ كَقِلاَدَةٍ،
وَارْتَدَوْا الظُّلْمَ كَثَوْبٍ. 7عُيُونُهُمْ جَاحِظَةٌ مِنْ كَثْرَةِ
شَحْمِ طَمَعِهِمْ. وَشَرُّهُمْ تَجَاوَزَ مَا يَتَصَوَّرُهُ الْقَلْبُ.
8يَسْتَهْزِئُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالظُّلْمِ خُبْثاً، وَبِكِبْرِيَاءَ
يَنْطِقُونَ. 9جَدَّفُوا عَلَى السَّمَاءِ بِأَفْوَاهِهِمْ، وَلَوَّثُوا
الأَرْضَ بِخُبْثِ أَلْسِنَتِهِمْ. 10حَتَّى شَعْبُ اللهِ يَرْجِعُونَ
إِلَيْهِمْ، وَيُصَدِّقُونَ مَا يَقُولُونَهُ لَهُمْ. 11أَمَّا هُمْ
فَيَقُولُونَ: كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ، وَهَلْ يَدْرِي الْعَلِيُّ بِمَا
يَحْدُثُ؟ 12هَا هُمُ الأَشْرَارُ الْمُفْلِحُونَ فِي الْعَالَمِ
يَزْدَادُونَ ثَرْوَةً.
13بَاطِلاً قَدْ طَهَّرْتُ
قَلْبِي وَغَسَلْتُ يَدَيَّ بِالنَّقَاوَةِ. 14لَقَدْ جَعَلْتَنِي يَارَبُّ
مُصَاباً طُولَ النَّهَارِ، وَأَوْقَعْتَ علَيَّ عِقَابَكَ كُلَّ صَبَاحٍ.
15لَوْ أَنَّنِي نَطَقْتُ بِمِثْلِ هَذَا، لَكُنْتُ قَدْ خُنْتُ جِيلَ
أَوْلاَدِكَ. 16وَعِنْدَمَا نَوَيْتُ أَنْ أَفْهَمَ هَذَا، تَعَذَّرَ
الأَمْرُ عَلَيَّ، 17إِلَى أَنْ دَخَلْتُ أَقْدَاسَ اللهِ، وَتَأَمَّلْتُ
مَآلَ الأَشْرَارِ 18حَقّاً إِنَّكَ أَوْقَفْتَهُمْ فِي أَمَاكِنَ
زَلِقَةٍ، وَأَوْقَعْتَهُمْ فِي التَّهْلُكَاتِ. 19كَيْفَ صَارُوا لِلْخَرَ
ابِ فَجْأَةً؟ انْقَرَضُوا وَأَفْنَتْهُمُ الدَّوَاهِي. 20كَحُلْمٍ
يَتَلاَشَى عِنْدَ الْيَقَظَةِ هَكَذَا تَخْتَفِي صُورَتُهُمْ عِنْدَمَا
تَنْهَضُ يَارَبُّ لِمُعَاقَبَتِهِمْ.
21عِنْدَمَا تَمَرْمَرَ
قَلْبِي وَوَخَزَنِي ضَمِيرِي، 22أَدْرَكْتُ أَنَّنِي كُنْتُ غَبِيّاً لاَ
أَعْرِفُ شَيْئاً، إِذْ كُنْتُ كَبَهِيمَةٍ أَمَامَكَ. 23غَيْرَ أَنِّي
مَعَكَ دَائِماً، وَأَنْتَ قَدْ أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى.
24تَهْدِينِي بِمَشُورَتِكَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ تَأْخُذُنِي إِلَى الْمَجْدِ.
25مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ غَيْرُكَ؟ وَلَسْتُ أَبْغِي فِي الأَرْضِ
أَحَداً مَعَكَ. 26إِنَّ جَسَدِي وَقَلْبِي يَفْنَيَانِ، أَمَّا اللهُ
فَهُوَ صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي إِلَى الدَّهْرِ. 27هُوَذَا
الْمُبْتَعِدُونَ عَنْكَ يَهْلِكُونَ وَأَنْتَ تُدَمِّرُ كُلَّ مَنْ
يَخُونُكَ. 28أَمَّا أَنَا فَخَيْرٌ لِي أَنْ أَقْتَرِبَ إِلَى اللهِ،
لأَنِّي عَلَى السَّيِّدِ تَوَكَّلْتُ، لأُحَدِّثَ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ.
فصل 74
الْمَزْمُورُ الرَّابِعُ
وَالسَّبْعُونَ
مَزْمُورٌ تَعْلِيمِيٌّ
لآسَافَ
1يَااللهُ لِمَاذَا
نَبَذْتَنَا إِلَى الأَبَدِ؟ لِمَاذَا ثَارَ غَضَبُكَ الشَّدِيدُ عَلَى
غَنَمِ مَرْعَاكَ؟ 2اذْكُرْ جَمَاعَتَكَ الَّتِي اقْتَنَيْتَهَا مُنْذُ
الْقِدَمِ، وَالَّتِي افْتَدَيْتَهَا لِتَجْعَلَهَا سِبْطَ مِيرَاثِكَ.
اذْكُرْ جَبَلَ صِهْيَوْنَ الَّذِي أَقَمْتَ فِيهِ. 3سِرْ يَارَبُّ
مُسْرِعاً وَسَطَ هَذِهِ الْخَرَائِبِ الدَّائِمَةِ، فَإِنَّ الْعَدُوَّ
قَدْ دَمَّرَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَيْتِكَ الْمُقَدَّسِ. 4إِنَّ خُصُومَكَ
يُزَمْجِرُونَ فِي وَسَطِ مَحْفَلِكَ، وَيَنْصِبُونَ أَصْنَامَهُمْ
شَارَاتٍ لِلنَّصْرِ. 5يَظْهَرُ الْعَدُوُّ كَأَنَّهُ يَهْوِي بِالْفُؤُوسِ
عَلَى الأَشْجَارِ الْكَثِيفَةِ. 6هَدَمُوا مَنْقُوشَاتِهِ كُلَّهَا
بِالْمَطَارِقِ وَالْمَعَاوِلِ. 7أَضْرَمُوا النَّارَ فِي مَقْدِسِكَ،
وَدَنَّسُوهُ إِذْ قَوَّضُوا مَقَرَّ اسْمِكَ إِلَى الأَرْضِ. 8قَالُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ: لِنُبِدْهُمْ جَمِيعاً. وَأَحْرَقُوا كُلَّ مَحَافِلِ اللهِ
فِي الْبِلاَدِ. 9لَمْ نَعُدْ نَشْهَدُ رُمُوزَ عِبَادَتِنَا، وَلَمْ
يَبْقَ نَبِيٌّ بَعْدُ، وَلَيْسَ بَيْنَنَا مَنْ يَعْرِفُ مَتَى تَكُونُ
خَاتِمَةُ الأَمْرِ.
10يَااللهُ : إِلَى مَتَى
يُعَيِّرُنَا الْخَصْمُ؟ أَيَظَلُّ الْعَدُوُّ يَسْتَهِينُ بِاسْمِكَ إِلَى
الأَبَدِ؟ 11لِمَاذَا تَرْفُضُ أَنْ تَمُدَّ يَدَ الْعَوْنِ؟ لِمَاذَا
تُبْقِي يَمِينَكَ خَلْفَكَ؟ أَخْرِجْهَا وَأَفْنِهِمْ. 12إِنَّمَا اللهُ
مَلِكِي مُنْذُ الْقَدِيمِ، صَانِعُ الْخَلاَصِ فِي وَسَطِ الأَرْضِ.
13أَنْتَ فَلَقْتَ الْبَحْرَ بِقُوَّتِكَ وَحَطَّمْتَ رُؤُوسَ
التَّنَانِينِ. 14أَنْتَ مَزَّقْتَ رُؤُوسَ فِرْعَوْنَ وَجَيْشِهِ،
وَجَعَلْتَهُ قُوتاً لِلْحَيَوَانَاتِ الْمُتَوَحِّشَةِ 15فَجَّرْتَ
نَبْعاً وَجَدْوَلاً، وَجَفَّفْتَ أَنْهَاراً دَائِمَةَ الْجَرَيَانِ.
16لَكَ النَّهَارُ وَاللَّيْلُ أَيْضاً. أَنْتَ كَوَّنْتَ الْكَوَاكِبَ
الْمُنِيرَةَ وَالشَّمْسَ. 17نَصَبْتَ حُدُودَ الأَرْضِ، وَخَلَقْتَ
الصَّيْفَ وَالشِّتَاءَ.
18إِنَّمَا اذْكُرْ أَنَّ
عَدُوّاً قَدْ عَيَّرَ الرَّبَّ، وَشَعْباً جَاهِلاً قَدِ اسْتَهَانَ
بِاسْمِكَ. 19لاَ تُسَلِّمْ لِلْوَحْشِ نَفْسَ شَعْبِكَ الضَّعِيفِ، وَلاَ
تَنْسَ إِلَى الأَبَدِ حَيَاةَ جُمْهُورِكَ الْمُضْطَهَدِ. 20اذْكُرِ
الْعَهْدَ الَّذِي قَطَعْتَهُ لَنَا، فَإِنَّ الظُّلْمَ كَامِنٌ فِي كُلِّ
رُكْنٍ مُظْلِمٍ مِنَ الأَرْضِ. 21لاَ تَدَعِ الْمُنْسَحِقَ يَرْجِعُ
بِالْخِزْيِ، بَلْ لِيُسَبِّحِ اسْمَكَ الْفَقِيرُ وَالْبَائِسُ.
22قُمْ يَااللهُ وَدَافِعْ
عَنْ دَعْوَاكَ. اذْكُرْ كَيْفَ يُعَيِّرُكَ الْجَاهِلُ طُولَ النَّهَارِ.
23لاَ تَنْسَ أَصْوَاتَ خُصُومِكَ، فَإِنَّ ضَجِيجَ الثَّائِرِينَ عَلَيْكَ
يَتَصَاعَدُ دَائِماً.
فصل 75
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ
وَالسَّبْعُونَ
لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ
عَلَى لاَ تُهْلِكْ. مَزْمُورٌ لآسَافَ تَسْبِيحَةٌ
1نَحْمَدُكَ يَااللهُ
نَحْمَدُكَ، لأَنَّ اسْمَكَ قَرِيبٌ مِنْ شَعْبِكَ الَّذِي يُخْبِرُ بِمَا
صَنَعْتَ مِنْ عَجَائِبَ. 2يَقُولُ اللهُ : «أَنَا أَخْتَارُ مِيعَادِي
وَبِالإِنْصَافِ أَنَا أَقْضِي. 3عِنْدَمَا تَهْتَزُّ الأَرْضُ وَمَا
فِيهَا مِنْ أَحْيَاءٍ، أَنَا مَنْ يُوَطِّدُ أَرْكَانَهَا. 4أَقُولُ
لِلْمُتَغَطْرِسِينَ: لاَ تَتَفَاخَرُوا فِيمَا بَعْدُ، 5وَللأَشْرَارِ:
لاَ تَتَشَامَخُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَلاَ تَتَكَلَّمُوا بِأَعْنَاقٍ
مُتَصَلِّفَةٍ 6فَإِنَّ الرِّفْعَةَ لاَ تَأْتِي مِنَ الْمَشْرِقِ وَلاَ
مِنَ الْمَغْرِبِ. وَلاَ مِنَ الشِّمَالِ وَلاَ مِنَ الْجَنُوبِ. 7فَاللهُ
هُوَ الدَّيَّانُ، يَرْفَعُ وَاحِداً وَيَخْفِضُ آخَرَ. 8فِي يَدِ الرَّبِّ
كَأْسُ خَمْرٍ مُزْبِدَةٍ مَمْزُوجَةٍ. يَصُبُّهَا فَيَشْرَبُهَا كُلُّ
الأَشْرَارِ حَتَّى ثُمَالَتِهَا. 9أَمَّا أَنَا فَلَنْ أَكُفَّ عَنِ
الْحَدِيثِ عَنْ إِلَهِ يَعْقُوبَ. أُرَنِّمُ لَهُ دَائِماً. 10يُحَطِّمُ
قُوَّةَ الشِّرِّيرِ، أَمَّا قُوَّةُ الْبَارِّ فَتَعْظُمُ.
|