لقد أعاد الحرديني وهج القداسة
إلى الشرق المسيحي والطائفة المارونيّة والرهبانيّة. سبقه كثر، لكنّ نجمه
لمع، فكان أعجوبة عصره.
عاش في كنف عائلة مقدّسة، فكان
الولد الأبرز فيها. دخل الرهبانيّة ليتمّم مشروع القداسة، فالتقى بالصالح
والطالح، في عصر مضطرب سياسيّا ورهبانيّا، فوضع يده على المحراث ولم يلتفت
إلى الوراء، وشقّ طريقا كانت مدرسة قداسة، تخرّج منها الكثيرون، تحت شعار:
"الشاطر اللي بيخلّص نفسو".
عمل في إدارة الشأن العام في
الرهبانيّة، فما استهواه الجاه، بل بقي متواضعا ومثالا حيّا لإخوته
الرهبان. انشقّت الرهبانيّة في حياته، وتكلّم الكثيرون بحقّه... فوحدّها
بعد مماته. وفاح عبير فضائله، فأنعش الإيمان في كلّ شرقنا.
|