أقيم يوم السبت، الخامس والعشرين من أيلول الجاري، قداساً احتفالياً
كبيراً، أعلن من خلاله كيارا بادانو (1971-1990)، ابنة حركة الفوكولاري "عمل مريم"
ذات التسعة عشر عاماً، طوباوية، وذلك في مزار سيدة الحب الإلهي، الذي يبعد عشرين
كيلومتر من العاصمة الإيطالية روما. هذا الحفل العرس الروحي
الكبير الذي ترأسه ممثلاً عن قداسة البابا بندكتس
السادس عشر سيادة المطران أنجيلو أماتو، رئيس المجلس
البابوي لدعاوى القديسين
كما
شارك ايضا الكاردينال إنيو انتونيللي، رئيس المجلس الحبري للعائلة،اضافة الى ما يقارب المائة كاهن، وقد كان عدد
الحضور إلى ما يزيد عن 25000 مشارك، وفقاً لتقديرات رسمية، معظمهم من الشباب
من 57 دولة، وماريا فوتشه، الرئيسة الحالية لحركة الفوكولاري. كما
كان من ضمن المشاركين في الاحتفال كل من روجيرو
بادانو وماري تريزا، والدا الطوباوية الجديدة كياراز.
قصة
محبة
كونوا
سعداء لأنني سعيدة" تلك كانت الكلمات الأخيرة التي قالتها كيارا لوتشه بدانو
لوالدتها قبل أن تولد في السماء؛ قبل أن تذهب للقاء يسوع المسيح. ها إن الكنيسة
الجامعة ستحتفل يوم 25 سبتمبر، من هذا العام، بنعمة الحصول على طوباوية جديدة، شابة
مغرمة بالله وبالسيد المسيح. حملت صليبها بكل فخر
واعتزاز.
عندما قرأ قداسة
البابا المكرم يوحنا بولس الثانى عن كيارا لوتشى، قال " انها نموزج للقداسة بالنسبة
لشباب اليوم ولكل الكنيسة، لأنها نموزج يمكن الأقتداء به." - هي مثال كل شاب
وشابة يعمل وتعمل من أجل يسوع. هي إحدى بنات عائلة حركة الفوكولاري من
إيطاليا.
-
فتاةٌ مُغرَمةٌ بالّله اكتشفت مخطَّطَ اللّه عليها في آخر سنتيْن من عمرها
وقَبِلتْهُ بفرح. كانت مثالاً لكلّ مَن حولها. حياتها حافلةٌ ببراعم نِعْمَةٍ صغيرة
وكثيرة.
بعد 19 سنة من
الانتظار، وُلِدتْ كيارا في 12 اكتوبر من سنة 1970 في مدينة ساسُّولي، الواقعة في
منطقة سافونا(Savona) في أبرشيَّة أكْوِي (Aqui). ترعْرَعَتْ فى جوٍّ عائليٍّ دافىء
وأُنشِئت تنشِئةً مسيحيَّة صَلبْة وعاشت حياتها بِصِدْق. كيارا لوتشي شابة كغيرِها
من الشابات، سعيدة، تضُجُّ بالحياة، تحبُّ الموسيقى، وتملُكُ صوتًا عذبًا، تحبُّ
السباحة وكرة المضرب والتنـزّه فوق الجبال. تتميَّز بشخصيّة ذكيّة ومُنفتِحَة
.
عندما بلغت من
العمر ٤ سنوات يوم قرَّرتْ أن تقدِّمَ ألعابها الجديدة للأولاد الذين لا يملكون
ألعابًا، رافِضَة أن تعطيَهُم ألعابًا غير صالحة أو قديمة. في الصفِّ الأوَّل
الإبتدائي، إهتمَّتْ كثيرًا بزميلتِها اليَتيمة، ودَعَتها في يوم عيد الميلاد إلى
الغذاء، وطلبت من والدتِها تزيين مائدة الطعام بطريقة مميَّزة لأنّ يسوع سيكون
حاضرًا معهم. كتبَتْ في إحدى اللّيالي: "صديقتي مُصابة بمرضٍ مُعْدٍ، والكلّ خائفٌ
من زيارتها. إتَّفقتُ مع أهلي، وقرَّرتُ إعطائها الواجبات المدرسيّة كي لا تشعر
بالوحدة. أعتقد أنّ المحبّة تتجاوز التفكير بالمرض ". لقد كانت تُصْغي بانتباه
لأمْثِلة الإنجيل وتتحَضَّر بطريقة مميَّزة لِتستقبِلَ يسوع فى الإفخارستيّا. كانت
تمارس نشاطات رعويّة عِدّة، وتحبّ الجميع، مُقرِّرة عَيْش الإنجيل الذي أبْهَرَها
بطريقة جذريَّةِ. وكانت تزور بيت العجزة
باستمرار.
تعرفَّتْ على حركة
الفوكولاري حين كانت في التاسعة من عمرها، والتزمَتْ مع شبيبة الفوكولاري، وأصبح
مثال الوحدة والمحبّة مثالها. إعجبت وانبهرت بهذه الحياة، مع أهلها، ومع شباب
وشابات اختاروا مثلها عيش هذه الحياة.
في السابعة عشرة من
عمرها أحسَّتْ بألمٍ في كتفِها أثناء مباراةٍ لكُرَة المضرب. أجرى الأطبّاء
الفحوصات المِخْبَريَّة اللاّزمة وشخَّصوا الداء: إنّه مرضٌ خطير. في فبراير
1998،عَرَفتْ أنَّ أمَلَها بالشفاء ضئيل. واجَهَت العلاجات المُؤلمة بشجاعةٍ كبيرة.
مع كلِّ علاجٍ جديد، مع كلِّ ألمٍ جديد، كانت تقدِّمُ الألم بطريقة مُدهِشة
وتُصلِّي: لك يا يسوع. إذا أردتَ انتَ هذا، أريدُه أنا أيضًا! لم تعُدْ قادِرَة على
اسْتِعمالٍ قدَمَيْها، مما تطلّبَ تدخُّلاً طبيًّا مؤلمًا آخر ، بَقِيَ من دون
نتيجة. سَندُها الوحيد كانت وحْدَتها مع يسوع المصلوب والمتروك. وكانت تقول: إذا
سألتموني هل أريد المَشيَ؟ أُجيبُكمُ: لا، لأنَّني بما أنا عليه سأكون أكثر قُرْبًا
من يسوع.
مثابِرَةٌ هي
بتقدمَةِ ألمِها! كانت تقول:" يهُمُّني أن أعملَ إرادة اللّه عليّ في اللحظة
الحاضرة. لم يَعُدْ فيّ شيءٌ سليم ولكنِّي ما زلتُ أمْلكُ قلبًا يَنبُضُ
بالمحبّة". مع تفاقُم المرض، كان من الضروريّ أن تتناوَلَ جُرعاتٍ أكبر من
الدواء المُسكِّن ولكنَّها رفضت: " يَجعلُني المُسكِّن أغيبُ عن الوَعي، وأنا أريد
فقط تقدِمَة الألم ليسوع ". في إحدى الليالي القاسية، وبطريقة عفويَّة،
مُتقطِّعَة صارت تردِّد: " تعال يا يسوع المسيح. ووصل الكاهن بطريقة مفاجئة عند
الساعة 11، لإعطائها يسوع الافخارستيّا.وكانت فرحتُها لا توصف ". انتقلت إلى
السماء في 7 أكتوبر 1990 بعد أن حضَّرَتْ طريقة وداعِها وفكَّرَت في كلِّ شيء، من
أناشيد الجَنَازة إلى الزهور والثياب التي طغَى عليها اللون الأبيض، لأنّها أرادت
أن تكون كالعروس. أَوْصَت أمّها قائلة: " أمّي، ردّدي وأنت تُحَضِّريني: إنّ كيارا
لوتشي سوف ترى يسوع. وبعدها قالت: كونوا سعداء لأنّني سعيدة
".
في11
يونيو
1999 مع افتتاح دعوة تطويبها قال مطران أبرشيّة أكْوِي: " يبدو لي أنَّ
شهادةَ حياتِها رسالةٌ مُوَجَّهَةٌ إلى الشباب بشكلٍ خاصّ
".
أُعْلِنَتْ كيارا لوتشي
في يوليو 2008 مُكَرَّمَة.
وفي
19 يناير
2009
أُثْبِتََتْ المعجزة التي بفضْلِها
اعلنت كيارا لوتشي
طوباويّة في 25 سبتمبر سنة 2010
|