الرحمة الإلهية - يا يسوع اني اثق بك
      قلب يسوع الأقدس   الرحمة الإلهية      

 

 

 

 
 

الرحمة الإلهية - يا يسوع اني اثق بك

 

 القديسة فوستين رسولة الرحمة الإلهية
 

 ولدت الأخت فوستين في بولونيا سنة ١٩۰٥ ولم تتلقى سوى تعليما بسيطا بسبب فقر أهلها. انضمت إلى أخوية راهبات "سيدة رحمة بولونيا" سنة ١٩٢٥ لتقوم بالتعبد وممارسة الوظائف المتواضعة, حيث اتصفت بالهدوء والإتزان والتقوى. سنواتها الثلاث عشرة التي عاشتها في الخفاء كانت خصيبة جدا بالنعم وتميزت بظهورات المسيح لها وأعلان الرسالة الكبيرة لرحمته اللامتناهية. مقابل دورها كأمينة سر ورسولة الرحمة الإلهية, أضحت الأخت فوستين مثال القداسة الشخصية بشهادة معاصريها. سنوات إقامتها الأخيرة على الأرض كانت مؤلمة بشكل خاص بسبب إصابتها بالسل. فبالرغم من مرضها وضعفها الشديدين, لم يكن محياها أقل إشراقا وابتساما وفرحا. توفيت الأخت فوستين سنة ١٩٣٨, وأعلن البابا يوحنا بولس الثاني قداستها في ٣۰ نيسان سنة ٢۰۰۰ يوم عيد "الرحمة الإلهية".


 

رسالة الرحمة الإلهية

في تشرين الأول سنة ١٩٣٧, أوصى السيد المسيح إلى الأخت فوستين بعبادة "ساعة مماتة": "كل مرة تسمعين الساعة تدق الثالثة, استغرقي كليا في رحمتي لتمجديها. أطلبي قوتها للعالم أجمع, ولا سيما للخطأة المساكين, لأن في تلك الساعة تفيض الرحمة على كل النفوس... حاولي في تلك الساعة إقامة درب الصليب, وإذا لم تتمكني من ذلك توقفي في الكنيسة ولو لبرهة لتعبدي لقلبي المليء رحمة في القربان الأقدس... ستحصلين على كل ما تطلبينه لك وللآخرين, لأن في تلك الساعة فاضت النعمة على العالم كله وانتصرت الرحمة على العدالة... إحرصي أن تسجلي بأمانة كل ما أمليه عليك عن رحمتي لما فيه من فائدة لعدد كبير من النفوس... عندما يستنجد أكبر خاطئ برحمتي, يجرد غضبي من سلاحه وأبرره برحمتي اللامتناهية والتي لا يمكن إدراكها... اعطي الناس إناء فيذهبون ويغرفون به من ينابيع رحمتي. هذا الإناء هو اللوحة التي تحمل هذه الكتابة: "يا يسوع إني أثق بك". كل من يكرم هذه اللوحة لا يموت. أدافع عنه بذاتي كمجدي الخاص.


وعد السيد المسيح الأخت الراهبة بعدد من المواعيد، منها:

1 - وعد السيد المسيح الراهبة فوستين بأن أي شخص يصلي مسبحة الرحمة السابق ذكرها و لو مرة واحدة. سوف ينال نعم عظيمة في حياته. ولا سيما عند ساعة الموت حيث قال لها السيد المسيح : “ان صلى شخص المسبحة أثناء نزاع شخص آخر، فإنه لن يواجهني كقاضي صارم أو شديد، بل كمخلص رحيم”. و تابع السيد المسيح قوله “يسرني جداً إعطاء كل شيء للنفس التي تصلي المسبحة، والخاطئين القساة سوف أملأ نفوسهم بالسلام، وعند ساعة موتهم بالفرح”.

2 - وعد السيد المسيح بأن كل شيء يصلي صلاة ” أيها الدم و الماء اللذان جريا من قلب يسوع كينبوع رحمة من أجلنا إنني أثق بكما “سوف ينال ما هو بحاجة له. و إذا صلى شخص من أجل شخص آخر بثقة وانسحاق قلب على خطاياه، سوف ينال التوبة لأجل الشخص الذي يصلي لأجله، حتى و لو كانت خطاياه تؤدي إلى الجحيم سوف تغفر إذا تليت بثقة و جدية. وهكذا نرى السيد المسيح يقدم لنا دائما. ويضع بين أيدينا الوسائل والطرق التي تسهل علينا الوصول إلى الأبدية. حيث الفرح والسعادة السماوية. وما علينا سوى ان نرجع إليه عبر توبة صادقة. وهو على استعداد للمغفرة. لنضع إذن ثقتنا في يسوع، لأن يسوع محبة.

تفسير اللوحة: كتبت الأخت فوستين في مذكرتها: "في ذلك المساء, وقد كنت وحيدة في غرفتي, رأيت يسوع المسيح مرتديا ثوبا أبيض. كان يرفع يدا ليبارك بينما يلقي باليد الأخرى على قلبه. وإذ بشعاعين ينبعثان من لباسه المفتوح قليلا على صدره. شعاع أبيض وآخر أحمر. تأملت الرب بصمت فامتلأت نفسي بالخوف والفرح العظيم في آن واحد. عندئذ قال لي يسوع: "ارسميني كما ترينني واكتبي على اللوحة: " يا يسوع أنا أثق بك". أريد أن تكرم صورتي هذه في كنيسة الدير أولا ومن ثم في العالم أجمع". وقد شرح الرب نفسه, معاني هذه الصورة قائلا: "إن الشعاعين يرمزان إلى الدم والماء اللذين اندفقا من أعماق نعمتي عندما طعن قلبي بالحربة على الصليب. يرمز الشعاع الأبيض إلى المياه التي تطهر الأنفس, بينما يرمز الشعاع الأحمر إلى الدم الذي يعطي الحياة للنفوس ويحميها من عدل أبي". ثم أملى المسيح على الأخت فوستين هذه الصلاة القصيرة: "أيها الدم والماء اللذين اندفقا لأجلنا من قلب يسوع ينبوعا للرحمة, أنا أثق بكما".


شهادات في الرحمة الالهية، من يوميات الاخت فوستين


قال لي الربّ اليوم أثناء محادثة طويلة:" كم أتمنّى خلاص النفوس, يا أمينة سري العزيزة, إكتبي أنني أريد أن أسكب حياتي الإلهية في النفوس البشرية لأقدسها إذا شائت فقط أن تقبل نعمتي, و أن أكبر الخطأة سيبلغون إلى قداسة سامية, إذا وثقوا فقط برحمتي. تطفح أعماق كياني الداخليّة بالرحمة التي تحلّ على كلّ من خلقتُ. إن سروري هو أن أعمل في النفس البشريّة و املأها رحمةً و أبررها. إن ملكي على الأرض هو حياتي في النفس البشريّة. أكتبي, يا أمينة سرّي, أنني أنا المرشد الروحي للنفوس, و أرشدها بشكل غير مباشر من خلال الكاهن و أقود كلّ و احدة منها في طريق القداسة التي أعرفها أنا وحدي"

قال لي يسوع اليوم:" أريد أن تتعمقي في حبّي الذي يشتعل داخل قلبي من اجل النفوس. و إنك ستفهمين ذلك عندما تتأملين بآلامي. إتكلي على رحمتي في سبيل الخطأة ,أربد خلاصهم, عندما تردّدين هذه الصلاة بقلب تائب و بإمان من أجل خاطئ,أعطيه نعمة الأرتداد , هذه هي الصلاة: "أيها الدم و الماء الذين جَرَيا من قلب يسوع كينبوع رحمة من أجلنا أنني أثق بكما

يا إبنتي, شجّعي النفوس على تلاوة السبحة التي أعطيتك إياها. يطيب لي أن أهبها كلّ شيئ تطلبه في تلاوة السبحة. لمّا يتلوها الخطأة المتحجّرون, سأملأ قلوبهم سلاماً و ترافق السعادة ساعة موتهم".

" دوّني ذلك للنفوس اليائسة: عندما ترى نفس ما فظاعة خطاياها و تتأكّد منها, و عندما تنكشف أمام عينها كلّ لّجة التعاسة التي غرقت فيها, فلا تيأس, بل فلترمي ذاتها على ذراعي رحمتي كطفلة بين ذراعي أمّه الحنون. إن لتلك النفوس حقَّ الأفضليّة على قلبي الرؤوف و لها سهولة الوصول الى رحمتي. قولي لها إن ما من نفس توسّلت الى رحمتي و خاب أملها أو إعتراها الوجل. إنني أسرّ خاصّة بالنفس التي و ضعت ثقتها في رحمتي". " أكتبي: إنه عندما تُتلى هذه السبحة في حضرة إنسان أشرف على الموت سأقف بين أبي و بين الشخص المنازع, لا كقاضي عادل, بل كمخلّص رحوم.

لمّا ذهيتُ الى ساعة السجود سمعتُ هذه الكلمات:" يا أبنتي الحبيبة,دّوني هذه الكلمات: إن لهيب الرحمة يتضرّم فيّ, أريد أن أغدقها على نفوس البشر. آه! كم تسّبب لي تلك النفوس بألم عندما ترفضها. إصنعي, يا ابنتي, كلّ ما باستطاعتك لنشر عبادة رحمتي. و أنا أعوّض عما ينقصك. قولي للبشريّة المتألمة أن تتكَوكَب حول قلبي الرحوم و أنا أملأها سلاماً. قولي (لكل الشعوب),يا ابنتي, إنني الحبُّ و الرحمة بالذات. عندما تقترب مني نفس بثقة, أفيض عليها من غزارة نعمي حتى لا تستطيع و حدها أن تستوعبها فتنشرها حينئذٍ الى غيرها من النفوس". إنني أحمي النفوس التي تنشر تكريم رحمتي, طوال حياتها, كما تحمي الأم العطوف طفلها. و لن أكون لها قاضياً في ساعة الموت بل مخلّصاً رحوماً. في تلك الساعة الأخيرة, لا تجد النفس شيئاً تحمي به ذاتها سوى رحمتي. طوبى للنفس التي تستغرق طوال حياتها في ينبوع الرحمة,لأن العدالة لن تقبض عليها.

" أكتبي ما يلي: يكمن كلّ كائن في أحشاء رحمتي أكثَر ممّا يقطن الطفل في حشا أمه. كم تؤلمني الجروحات التي يُحدثها عدم الثقة برحمتي و أكثرها آلاماً هي التي تسبّبها خطايا الشك"

قال لي الربّ اليوم أثناء محادثة طويلة: " كم أتمنّى خلاص النفوس, يا أمينة سرّي العزيزة, إكتبي أنني أريد أن أسكب حياتي الإلهية في النفوس البشريّة لأقدسّها إذا شاءتْ فقط أن تقبل نعمتي, و أنّ أكبر الخطأة سيبلغون إلى قداسة سامية, إذا وثقوا فقط برحمتي. تطفح أعماق كياني الداخليّة بالرحمة التي تحلّ على كلّ من خلقتُ. إن سروري هو أن أعمل في النفس البشريّة و املأها رحمةً و أبرّرها. إن ملكي على الأرض هو حياتي في النفس البشريّة. أكتبي, يا أمينة سّري, أّنني أنا المرشد الروحي للنفوس, و أرشدها بشكل غير مباشر من خلال الكاهن و أقود كلّ و احدة منها في طريق القداسة التي أعرفها أنا و حدي

ظهور الرب يسوع للاخت فوستينا  

وُلدت الاخت فوستينا ? الثالثة بين عشرة أطفال- في 25 آب / أغسطس عام 1905 في قرية بولونية صغيرة تدعى غلوكويس. والدها هما ستانسلاس و ماريان كوفالسكا. كانوا فقراء لكن سعداء. حتى وهي فتاة صغيرة كانت مشاعرها الحقيقية والصادقة للرب واضحة جداً مثل وضوح عنايتها بالفقراء. بدأت دراستها وهي في الثالثة من عمرها فقط وعندما كانت في سن السابعة عرفت مصيرها. كانت تُفضّل أن تقضي كل وقت فراغها أمام القربان المقدس بدلا من قضائه مع أصدقائها. كانت تذهب إلى الاعتراف بانتظام شديد كل أسبوع. شعر والداها بالإنزعاج من حديثها عن الرؤى والأنوار الساطعة. اعتبرا ذلك أكاذيباً وأوهاماً وحاولا إيقاف صلواتها الليلية التي عذبت نفسها بها. كانا عاجزين عن رؤية الضوء الغريب الذي يسطع في غرفتها وبيقيها مستيقظة كانت العائلة بحاجة ماسة لعمل هيلينا، وفي عام 1921 عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، بدأت العمل كخادمة لمساعدة والديها مادياً.

 وعندما كانت في الثامنة عشرة أرادت أن تصبح راهبة، لكنّ والديها لم يملكا سوى القليل جدا من المال، فكان عليها أن تعمل جاهدة للحصول على المال من أجل دفع الدوطة. دخلت هيلينا دير جمعية سيدة الرحمة للراهبات المجدليات. وقد أوجدت تريزا بوتاكا هذه الرهبنة عام 1862 في بولندا، حيث علّمت واهتمت بالأشخاص الذين لولا ذلك كان سينتهي بهم المطاف للعيش في المجارير . في عام 1928 أبرزت هيلينا نذورها الأولية وبعد خمس سنوات أبرزت نذورها المؤبدة وأصبحت تُعرف باسم الأخت ماريا فوستينا، والذي يعني المفضَلة.ا


عملت في عدة أديرة كمساعدة في المطبخ، بستانية، وناطورة المدخل. لم تكن تختلف خارجياً عن أيّ من أخواتها الراهبات، سوى كون حياتها الروحية والرهبانية عميقة وقد أثرت في العديد من الأشخاص. في عيد الحبل بلا دنس ظهرت السيدة العذراء لفوستينا وأخبرتها بأنها تريد أن تكون أمّاً لها بطريقة مختلفة جداً و تريها طريق الكمال في كل شيء. كانت عظيمة في تواضعها، كما قالت لها القديسة مريم:" التواضع، التواضع، التواضع". كثيراً ما تمتعت بصحبة الملائكة وظهر لها الطفل يسوع أيضاً. وقد عاشت آلام المسيح كما لو أنها كانت موجودة حينها، ونالت معرفة أسرارٍ عظيمة عن الثالوث الأقدس. صلّت كثيرا من أجل النفوس المعذبة في المطهر، وكثيرأً ما سمح الله لهذه النفوس بأن تطلب مساعدة فوستينا وعونها لتخفيف آلامهم وعذابهم. وكانت مهتمة أيضا أكثر بالمشرفين على الموت، وقد كتبت:"اليوم، رأيتُ يسوع يحارب الموت وهمس لي: يا ابنتي، ساعديني لأربح نفوس كل الخطأة. فهمتُ كيف لي أن أخلّص معظمهم، واستعديتُ لأقاسي حتى أشدَ الآلام. ازدادت معاناتي وشعرت بالجروح في يديّ، قدميّ، وجنبي. شعرتُ بكره عدو النفس لي، لكنّه لم يكن قادراً على إلحاق أي أذى بي. كثيراً ما كتبت عن كونها على اتصال مع الأشخاص المشرفين على الموت، غالباً من مسافة بعيدة. مِن خلال الصلاة كانت قادرة أن تحصل على توبتهم وارتدادهم إلى الرب القدوس، وهو الحب، ويعطيهم الإيمان.ا


رأت الأخت فوستينا يسوع لأول مرة في بلوك، بولندا في 22 شباط / فبراير عام 1931، وتخبرنا عن ذلك ما يلي: "عندما كنتُ في غرفتي في المساء، رأيتُ يسوع مرتديا رداء أبيض. كانت يده اليمنى مرفوعة تبارك ويده اليسرى تلامس رداءه من مستوى قلبه. من ردائه الذي كان مفتوحاً قليلاً يسطع شعاعان جميلان من قلبه، أحدهما أحمر والآخر أبيض. كنتُ أحدّق بصمت بسيّدي يسوع، ونفسي يعتريها الخوف والفرح معاً، بعد وقت قصير جداً، قال لي مخلصنا:"أرسمي لوحة لي، تماماً كما ترينني الآن، وتحت هذه اللوحة يجب أن تضعي الكلمات التالية: - يا يسوع أنا أثق بك- أرغب في أن تُكرّم هذه الصورة في كنيستك أولاً ومن ثَمّ في العالم أجمع." كانت مهمتها أن تجعل حبّ يسوع الرحيم معروفاً في العالم. على كلّ الكهنة أن يُعلّموا كم هي عظيمة ورائعة رحمة يسوع. يطلب يسوع أيضاً ارتداد كل الخطأة حتى يتمكنوا من القدوم إليه دون خوف. بدأتْ رسالتها في عام 1933 ولهذه الرسالة الآن أهمية كبيرة. يُحتفَل بعيد الرحمة الإلهية في الأحد الذي يلي أحد الفصح في كل الكنائس
في 27 أيار / مايو عام 1933 غادرت الأخت فوستينا لتذهب إلى فيلنوس. وعندما وصلت إلى هناك، قابلت الأب سوبوكو الذي سيصبح كاهن الإعتراف لها. بعد مناقشة و تشاور طويلين حول رسم لوحة المسيح- الرحمة الإلهية ? وافق الأب سوبوكو، لكنّه أراد ان يعرف معنى الشعاعين والأبيض و الأحمر المنبثقين قلب يسوع. سألت الأخت فوستينا يسوع وشرح لها: " هما الماء والدم. الأبيض هو الماء الذي يطهّر نفوس الخطأة، والأحمر هو الدم الذي هو حياة النفوس. لقد فاضا مني عندما طُعنت على الصليب. هذان الشعاعان يحميان النفوس من غضب أبي ? هذا يعني العقاب العادل عن كل خطايانا نحن البشر وكل أعمالنا الشريرة- ". في الأحد الذي يلي عيد الفصح ( ضمن ثمانيّة الفصح) عام 1935، عُرضت الأيقونة بشكل علني لأول مرة في كنيسة القديسة العذراء في أوسترا براما، وعلى الفور ظهرت الرحمة الإلهية جليّة من خلال بركات وحالات توبة عديدة.

يوم الجمعة 8 كانون الأول / ديسمبر 1937 شعرت الأخت فوستينا بشكل قوي بقرب الرب منها خلال القداس الإلهي، و بعد المناولة، نظرت إليه وهي ممتلئة إيماناً وثقة وطلبت منه:" يا يسوع أتوسل إليك بحق رحمتك العظيمة، أرجوك أن تنجي نفوس كل الذين سيموتون اليوم من نيران الجحيم، حتى وإن كانوا أعظم الخطأة. اليوم هو الجمعة، هو يوم عذابك المرير على الصليب، لأنّ رحمتك بدون حدود، حتى الملائكة سيندهشون مما سيرونه". ضمّها السيد السيح بعطف إلى قلبه الإلهي وقال:"يا ابنتي التي أحبها كثيراً أنتِ تفهمين جيداً عمق رحمتي. اعلمي أنّ ما تطلبينه هو علامة عظيمة على رحمتي، لكنني سأفعل كما تطلبين". طلب منها الأب المُعرّف أن تحتفظ بمذكرات روحية، وقد كتبتها في ستة أجزاء.ا

في شباط / فبراير عام 1938، قبل وفاتها بعدة أشهر، رأت الأخت فوستينا في رؤيا، القديسة مريم العذراء. ظهرت العذراء لفوستينا في نور عظيم، مرتدية ثوباً أبيض وحزاماً ذهبياً. ارتدت على رأسها وشاحاً وفوقه تاج ذهبي، حملت في يديها الطفل يسوع. نظرت القديسة العذراء إلى فوستينا وقالت.... أنا أمّ الكهنوت.ا


قامت الأخت فوستينا بالكثير من أعمال الرحمة تجاه الآخرين حتى وفاتها. منذ عام 1933، عانت الأخت فوستينا من السلّ الذي تعذّبت بسببه بصمت ولم تَعلم رئيستها عنه شيئاً. في كانون الأول / ديسمبر 1936 ذهبت إلى مصحة مدة أربعة أشهر وعادت إليها ثانية عام 1938 لخمسة أشهر أخرى. خلال مكوثها هناك، صلّت بحرارة وبشدة من أجل المنازعين، حتى عندما كانت حالتها لا تُطاق، وكانت نتيجة ذلك حالات توبة عديدة. قامت بذلك من خلال تلاوة " مسبحة الرحمة الإلهية" على نياتهم، وهي الصلاة التي اعطيت لها في 14 كانون الأول / ديسمبر عام 1935. توفيت الأخت فوستينا بعطر القداسة يوم الخامس من تشرين الأول /أكتوبر 1938 في الدير الأم في لاغيفنيكي قرب كراكوفيا وكانت في الثالثة والثلاثين من عمرها. استمرت عملية جمع المعلومات عنها بين عامي 1965 وَ 1967 وكانت كلها عن حياتها، أفراحها، وأعمالها وقد أنهاها الكاردينال فويتيلا. خلال هذه الفترة، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 1966، نُقلت رفاتها إلى كنيسة راهبات الرحمة الإلهية في لاغيفنيكي قرب كراكوفيا. فُتحت دعوى تطويبها في كانون الثاني / يناير عام 1968و في الأحد الذي يلي عيد الفصح، 18 نيسان / أبريل 1993، يوم الرحمة الإلهية لقلب يسوع الأقدس، أعلِنت فوستينا طوباوية في روما. وأصبحت قديسة في 30 نيسان / أبريل عام 2000. وقد أعلن البابا يوحنا بولس الثاني الأحد الذي يلي عيد الفصح أحد أو عيد الرحمة الإلهية.

كانت الأحداث التالية أشدّ إثارة للدهشة، فقد انتشرت العبادة للرحمة الإلهية بسرعة كبيرة خلال الحرب التي مزّقت بولندا، حيث أصبحت بطاقات الصلاة التي تُظهر صورة يسوع مع شعاعي النور المُنبثقين من صدره معروفة جدا. وقد زارت جموع غفيرة من الناس الدير في لاغيفنيكي حيث يوجد قبر فوستينا في الكنيسة الملاصقة للدير. أخبرت الراهبات الحجاج عن حب فوستينا واهتمامها الكبيرين ببولندا ، وأخبروهم أيضاً عن نبوءات فوستينا بأنّ حرباً ستحدث. أقيمت القداديس في كل مكان ، وتمّ الاحتفال بعيد الرحمة الإلهية في الأحد الذي يلي عيد الفصح. أعطى الأساقفة الإذن بطباعة بطاقات الصلاة ونشر الصورة. بحلول عام 1951 كان هناك 130 مركزاً مكرّساً للرحمة الإلهية في بولندا، وقد أخذ الجنود واللاجئون هذه العبادة إلى كلّ أنحاء العالم.ا

إعلان طوباويتها:ا
 تمّ في 18 نيسان / أبريل 1993 من قِبل البابا يوحنا بولس الثاني ، وكانت معجزة تطويبها شفاء مورين ديغان التي عانت من مرض ميلروي، وهي نوع وراثي من الوذمة اللمفية، والذي كلفها خسارة ساقها.ا
 
إعلان قداستها:ا
 تمّ في 30 نيسان / أبريل 2000 من قِبل البابا يوحنا بولس الثاني، وكانت معجزة إعلان قداستها شفاء الأب رونالد ب. بايتِل من مرض في القلب كان يعاني منه.


الرحمة في الكتاب المقدس

حينئذٍ إن قال لكم أحد: هوذا المسيح هُنا أو هناك! فلا تُصدِّقوا
فسوفَ يقومُ مُسحاءُ كذبةٌ وأنبياءُ كذبة، ويأتون بآياتٍ عظيمةٍ وخوارق، ليُضلّوا المختارين أنفسهم، لو قدِروا. ها إنِّي قد أنبأتُكم

فإن قالوا لكم: ها هوَ في البريّة! فلا تخرجوا، أو: ها هوَ في داخل البيت! فلا تصدِّقوا.
فكما البَرْقُ يومِض مِنَ المشارِقْ، ويسْطَعُ حتى المَغارِبْ، هكذا يكونُ مجيءُ ابن الإنسان.
حيثُ تكونُ الجُثَّة هناكَ تجتَمِعُ النُّسور

وحالاً بعْدَ ضيقِ تِلك الأيام، الشَّمسُ تُظلِمُ، والقمرُ لا يُعطي ضوءَهُ، والنُّجومُ تتساقَطُ من السَّماء، وقواتُ السَّماواتِ تتزَعزع.
وحينئذٍ تظهَرُ في السماءِ علامَةُ ابن الإنسان، فَتَنْتَحِبُ قبائلُ الأرضِ كلِّها، وترى ابن الإنسانِ آتياً على سُحُبِ السَّماءِ بِقُدْرَةٍ ومَجْدٍ عظيم.
ويُرسِلُ ملائِكَتُهُ يَنفخونَ في بوقٍ عظيم، فيَجمَعونَ مُختاريهِ من الرِّياحِ الأربع، مِنْ أقاصي السَّماواتِ إلى أقاصيها



صلاة مسبحة الرحمة

 شكل 1

نصلي مرة واحدة: أبانا - السلام - قانون الإيمان. ثم نصلي كالتالي باستعمال حبات السبحة الوردية:

 - على الحبات الكبيرة: "أيها الآب الأزلي, إني أقدم لك جسد ودم ونفس ولاهوت ابنك الحبيب سيدنا يسوع المسيح تكفيرا عن خطايانا وخطايا العالم".

 - على الحبات الصغيرة: "بحق آلامه المقدسة, ارحمنا وارحم العالم أجمع".
 - عند ختام المسبحة يقال ثلاثا: "قدوس الله, قدوس القوي, قدوس الذي لا يموت ارحمنا".


 شكل 2

يا يسوع إني أثق بك
“ابنتي الحبيبة … أعلني للعالم أجمع عن حُبي و رحمة قلبي. إن شعلةَ رحمتي تُحرقُني، وأريد أن أسكبها على النفوس” من أقوال السيد المسيح للأخت فوستين. وعلّم سيدنا يسوع المسيح الراهبة صلاة مسبحة الرحمة الإلهية من أجل مغفرة الخطايا، وهي على مثال صلاة المسبحة الوردية.
"هذه الصلاة التي علّمتُكِ إياها البارحة عليها أن تهدّئ من غضبي؛ وعليكِ تردادها.

(كلمات الرب يسوع المسيح للقديسة فوستينا)
اولاً: الأبانا ثم السلام وقانون الإيمان.
على الحبّات الكبيرة:
أيها الآب الأزلي، أقدّم لك جسد ابنِكَ الحبيب ربّنا يسوع المسيح، ودمِهِ ونفسِهِ ولاهوتِه. تعويضاً عن خطايانا وخطايا العالم أجمع.

على الحبّات الصغيرة:
بحق آلامه المقدسة, ارحمنا وارحم العالم اجمع.

وفي النهاية:
أيها الآب القدوس، ألإله القوي، الإله الذي لا يموت. إرحمنا وارحم العالم اجمع..
صلاة اختياريّة:
أيّها الآب الأزليّ ، يا من رحمته غير محدودة و كنوز شفقته لا تنضب ،انظر إلينا نظرة عطف ، وضاعف فينا أعمال رحمتك حتى لا نيأس ولا نضعف في اللحظات الصعبة ، بل اجعلنا نخضع بثقة متزايدة لإرادتك المقدسة ، الحب و الرحمة بذاتهما.


عيد الرحمة الإلهية

قال يسوع للأخت فوستين: "أرغب في أن يعين أول أحد بعد عيد الفصح عيدا لرحمتي... أريد أن يعلن الكهنة رحمتي العظيمة. وأود أن يقترب مني الخطأة دون أي خوف أو وجل. حتى لو كانت الروح جيفة نتنة وليس لها علاج في عيون البشر, فنظرة الله إليها شديدة الإختلاف. إن نيران رحمتي عظيمة, وعلي أن أفيض بها على الأنفس... لا تنقطعي عن التبشير يا ابنتي. عزي قلبي الذي يحترق شفقة على الخطأة. قولي للكهنة أن الخطأة الأكثر قساوة سيخلصون إذا بشروا برحمتي التي لا تنضب... إن قلبي هو الرحمة عينها. من محيط الرحمة هذا, تندفق نعم خلاصية ومقدسة على العالم كله. لم تبق نفس أتت إلي إلا ولاقت عزاء". 


مراحل درب الصليب

 المرحلة 1  : بيلاطس يحكم على يسوع بالموت
 المرحلة 2  : يسوع يحمل صليبه
 المرحلة 3  : يسوع يرزح تحت الصليب للمرة الاولى
 المرحلة 4  : يسوع يلتقي امه الوجيعة
 المرحلة 5  : سمعان القيروني سخر على حمل الصليب مع يسوع
 المرحلة 6  : القديسة فرونيك تمسح وجه يسوع بمنديل
 المرحلة 7  : يسوع يقع للمرة الثانية
 المرحلة 8  : يسوع يشجع بنات اورشليم (للتوبة عن الخطايا، لكي لا تكون خطايانا سببا في الامك يا يسوع)
 المرحلة 9  : يسوع يرزح تحت الصليب للمرة الثالثة
 المرحلة 10: الجند عروا يسوع من ثيابه وناولوه خمرا ممزوجة مرا
 المرحلة 11: يسوع سمر على الصليب
 المرحلة 12: يسوع يموت على الصليب
 المرحلة 13: يسوع انزل عن الصليب ووضع في حضن امه مريم
 المرحلة 14: يسوع وضع في القبر


 
يا قلب يسوع الأقدس إني أثق بك

يا يسوع أنت ذو القلب الشفيق,الكلي الجودة والصلاح . أنت تراني وتحبني أنت رحوم وغفور إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته,ها إني أضع كل رجائي فيك وواثق بأنك لن تهملني. وأن أنعامك تفوق دائما آمالي, فحقق لي يا يسوع جميع وعودك وامنحني النعم اللازمة لحالتي والق السلام في عائلتي وعزّني في شدائدي وكن ملجأي مدة حياتي وساعة موتي وإن كنت خاطئا سأجد في قلبك ينبوع المراحم ,أو كنت فاترافي إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة أو كنت حارا فإني سأرتقي درجات الكمال.انعم عليّ يايسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية وأنشر عبادة قلبك الأقدس...أمين

 
صلاة

حجاب قبر المخلص الالهي وصلاة الى الصليب المقدس:
أيها الاله العظيم الذي تعذب على خشبة الصليب من اجل خطاياي كن معي .
يا صليب يسوع المسيح المقدس ارحمني .
يا صليب يسوع المسيح المقدس ابعد عني كل سلاح ماض .
يا صليب يسوع المسيح المقدس نجني من كل أذى .
يا صليب يسوع المسيح المقدس اوصلني الى طريق الخلاص .
يا صليب يسوع المسيح المقدس نجني من كل خطيئه مميته .
يا صليب يسوع المسيح المقدس نجني من كل خطر جسدي او روحي .
يا صليب يسوع المسيح المقدس كن تعزيني وقوني على حمل الشدائد لاجل محبتك .
يا صليب يسوع المسيح المقدس نجني من نار جهنم وأورثني الاخرة الصالحة .
يا صليب يسوع المسيح المقدس زدني ايمانا وثبتني بمحبته تعالى الى الابد
لصليبك يا سيدنا نسجد لقيامتك المقدس يارب نمجد وبحق ميلادك العجيب ودمك الثمين وموتك على الصليب لاجل خطاياي احفظني يا يسوع لانك قادر ان تقودني الى طريق الجلاص واجعلني ان اكون من مختاريك . آمين
إني اتقدم اليك يا يسوع لأنك انت رجائي الوحيد فاقبلني تائباً و راجعاً اليك منكسر و متواضع , كما قبلت بطرس حينما جحدك وكما قبلت الزانية حينما دمعت على قدميك هكذا اقبلني واغفر لي .
نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة اللَه الآب وشركة الروح القدس لتكون مع جميعكم .

 
 
 

www.puresoftwarecode.com