Pure Software code

Humanities Institute

 
www.puresoftwarecode.com

SOFTWARE Institute
Teach YourSelf
100 Software Programming Training Courses
For Free Download


CHRISTIANITY Institute
HUMANITIES Institute
more the 400 Subjects, All for Free Download.
Lebanon  

تاريخ الموارنة، تاريخ تسلسلي، من عام 350م الى 2018

 
 
مارونيات
 تاريخ الموارنة  مقدمة  

1- جزء اول

2- جزء ثاني

3- جزء ثالث

4- جزء رابع

5- جزء خامس

6- جزء سادس

Home
  Home, Humanities Institute, History of the Maronites, Part 3.1

this Page: www.puresoftwarecode.com/maro31.htm

    <<<  حمل كتاب: تاريخ الموارنة، جزء ثالث

Download the Maronite History, Part 3 -  (1 zip file, 1.75 MB)    download

المارونية تاريخ
فصل:   2  3  4  5  6  تاريخ الموارنة، جزء ثالث، 
3.1-  فصل اول: الموارنة والاحتلال العثماني،  ( 1516 - 1697) www.puresoftwarecode.com/maro31.htm
3.2-  فصل ثاني: الموارنة والاحتلال العثماني، (1697 - 1788) www.puresoftwarecode.com/maro32.htm
3.3-  فصل ثالث: الموارنة والاحتلال العثماني، (1788 - 1860)  - تحرر ومجازر www.puresoftwarecode.com/maro33.htm
3.4-  فصل رابع; الموارنة والمتصرفية، (1861 - 1919) www.puresoftwarecode.com/maro34.htm
5 .3 -  فصل خامس; الموارنة والاغتراب، (1861 - 1919) www.puresoftwarecode.com/maro35.htm
6 .3 -   فصل سادس; الموارنة وصناعة ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ العربية ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ www.puresoftwarecode.com/maro36.htm

 
تاريخ الموارنة، جزء ثالث، فصل اول: الموارنة والاحتلال العثماني،  ( 1516 - 1697)
 
 1516 - 1697   الحقبة العثمانية الاولى
عام 1516 يوم 24 أغسطس 1516، وقع الاشتباك العثماني المملوكي، شمال حلب في منطقة تسمى مرج دابق. كان الانتصار للعثمانيين، نتيجة تفوق العثمانييون قوة  .
كانت اولويات العثمانيين،  التركيز على المسائل الأكثر إلحاحا في بلاد فارس ومصر. سيطر العثمانيين على لبنان  مع السلطان سليم الأول الملقب بالسلطان القاسي. فخلال سنتين فتح سوريا ولبنان وفلسطين.
الرابعاما اداريا اضحت بلاد الشام ثلاث ولايات، دمشق وحلب وطرابلس، وبات الموارنة في جبة بشري والبترون وجبيل والمنيطرة تابعين لولاة طرابلس،
لاحقا أدرك العثمانيون أن لبنان يمكن أن يكون مصدرا للإزعاج لهم، فقرروا عدم السماح لشعبه الوقوف صفا واحدا.
اما لبنان بجباله - جبل لبنان، ترك العثمانيون الحكم فيه على حاله، ان في الهيكلية الإقطاعية والنظام الاجتماعي. حتى كانت الجزية المفروضة خفيفة للغاية،
 يقال: أنّ الموارنة بعد الفتح العثماني ليسوا كالموارنة قبله، تميّزت المرحلة العثمانية بكونها أكثر نموًا وأكثر انفتاحًا بالنسبة للموارنة.
انتهج العثمانيون يومها التسامح الديني، وعدم التعرض للأقليات الدينية حينها. وشرعوا بالنزوح إلى كسروان والمتن والجرد والغرب والشوف، وكانت هذه المناطق تابعة لولاية دمشق.
اما خليفته السلطان سليمان «العظيم»، فثبت حق الموارنة في إدارة شؤونهم وكان بطريركهم الوحيد الذي أعفى من واجب طلب التثبيت في وظيفته من قبل السلطان.

فهكذا تولى المعنيّون محلّ التنّوخيّين في حكم إمارة لبنان الأوسط،،
وحكم بنو عسّاف التركمان كسروان وجبيل،
وحكم بنو حرفوش البقاع وبعلبك،
وحكم الشهابيّون وادي التيم.
واحتفظ الموارنة بمقدِّمين مِن بينهم، يجبون الضرائب للسلطنة.
 مبادى مارونية، بشهادة

بعد إحتلال الأتراك العثمانيين لبلدان المشرق (1516)، “كان الجبل اللبناني يفتح صدره لكل من يثور على ظلم الباشوات الأترك… وكان الأمراء المحليون… يحافظون على نوع من الإستقلال الذاتي تجاه السلطة المركزية”.

“عند الفتح العثماني، سمح للموارنة في لبنان الشمالي بألا يخضعوا مباشرة لباشا مدينة طرابلس، فاحتفظوا بمقدمين من بني قومهم. وكانت المهمة الأولى لهؤلاء جباية الضرائب. كما كانوا يؤدون حساباً أمام مسؤول مالي مسلم، بعينه الباب العالي”.

من جهة المعيشة، “كانت الأرض وحدها مرض رزق وملجأ… الماروني يحب أرضه،… هي شيء مقدس، لا تباع إلا عند الحاجة القصوى…

ومن إشتغل لمصلحة رجل آخر، يفلح أرضه ويزرعها، كان شريكاً له لا أجيراً… إن لفظة أجير غير مرغوب فيها عند الموارنة”.

 

اعوام 1517-1516-1453  سقوط القسطنطينية سنة 1453 فتح أبواب المنطقة أمام الغزو العثماني.
فبعد أن أكمل السلطان سليم فتحه تجاه الفرس ، قام بالالتفاف غدراً على المماليك والانتصار عليهم في مرج دابق قرب حلب سنة 1516 ، مما سمح بالسيطرة على المنطقة المشرقية وصولاً إلى مصر سنة 1517 .
وأصبح المسيحيون ذوو الطقس البيزنطي يتبعون بطريركاً يتم تعيينه من قبل السلطان العثماني في اسطنبول ، إمعاناً في السيطرة على الشعوب المسيحية تحت الاحتلال.

  لقد رسم المؤرخ محمد علي مكّي ملامح المرحلة الانتقالية من المماليك الى العثمانيين كالتالي :"عرف لبنان والمنطقة كذلك تغيّرات عديدة , كان لها أهمية كبرى في رسم الخط التاريخي لحكم العثمانيين في لبنان ، واهم هذه التغيرات:  
  • التوقف عن اعتماد اللغة العربية لغة رسمية للدولة , واعتماد اللغة التركية محلها ...
  • ضعف الرقابة الرسمية العثمانية بسبب ابتعاد العاصمة (الآستانة) عن البلاد العربية ,مما رسّخ الإقطاع وحوّله  من إقطاع تعييني تديره الدولة , كما كان في العهد المملوكي , الى إقطاع وراثي جامد استغلالي.
  • تدهور أوضاع المقدمين الموارنة في الشمال بسبب طغيانهم , وبروز الدور الفعّال لرجال الدين الموارنة في خدمة المجتمع الماروني , نظراً للصلة الوثيقة مع عامة الشعب .
  • زوال الإمارة التنّوخية بعد حكم مستمر من أوائل العهد العباسي الى نهاية العهد المملوكي ,أي ما يقارب ثمانية قرون ,وقيام الإمارة المعنية  وانفتاح الظروف المؤآتية  أمام الحزبية القيسية بزعامة المعنيين ثم الشهابيين .
  • الاستيطان الكثيف لمنطقة كسروان ,بعد أن بدأت الهجرة إليه من مختلف المناطق والطوائف .
  • الانفتاح العثماني على الغرب وخاصة على فرنسا, وتأثير ذلك على انفتاح المسيحيين على السياسة العامة في لبنان , وبدء التفاعل الايجابي بين الطوائف اللبنانية الذي تمثل في الحكم المعني , بعكس العهد المملوكي الذي كان يتمثل في ضعف التفاعل ما بين الطوائف  لذلك كان تاريخ لبنان هو تاريخ طوائفه المختلفة " 
   
1560-1550-1535-1527-1521

   كذلك ...،

  • أثناء تفاوض السلطان سليم مع البطريرك شمعون الحدثي الماروني، أقنعه البطريرك بأن لبنان منذ القدم يتمتع باستقلالٍ داخلي والبطريرك لا يتلقى الفرمان كسائر البطاركة، فأعفى السلطان البطريرك الماروني من قبول الفرمان الذي كان قد فرضه على بطاركة الشرق " . كما ان نظام الملل العثماني سمح بالمحاكم الخاصة :"كانت صلاحيات البطريرك والساقفة معاونيه تتناول الأحوال الشخصبة في مختلف قضاياها ... كما كانت تتناول الحق المدني والتجاري والقضايا الجزائية , لأن سلطة البطريرك الماروني كانت سلطة روحية وزمنية ." 

  •  " إن النظام السياسي العثماني قد حافظ على تقسيم النيابات الست المعمول بها ايام المماليك وهي دمشق , حلب , حماة , طرابلس , صفد والكرك", كما كان يعّين الأمراء والحكام سنوياً لقاء مبالغ من الجزية والضرائب لتجديد هذا التعيين...
     

  • "وقد كان عهد السلطان سليمان عهد الامتيازات مع الدول الغربية اذ وقع معاهدة امتيازات مع اهل البندقية  سنة 1521

  • قام البطريرك الماروني موسى العكاري (توفي 1567) ، وغضبا من هؤلاء الحكام واستياءًا من الضرائب الثقيلة التي فُرضت على الموارنة ، بالاستغاثة بالإمبراطور شارل الخامس ، في رسالة مؤرخة بتاريخ 25 آذار 1527 ، لإنقاذ لبنان من العثمانيين. كما وعد البطريرك الإمبراطور بأنه سيضع تحت تصرفه خمسين ألفاً من الرجال المقاتلين المدربين.
     

  • كذلك  سنة 1535 الملك الفرنسي فرنسوا الأول عقد معاهدات  ذات طابعٍ اقتصادي وتجاري وديني، فأصبح لفرنسا دورٌ في حماية الكاثوليك داخل السلطنة العثمانية.

  • وفي عام 1550 أصدر السلطان سليمان القانوني (1520ـ1566) ، استجابة لمساعي البطريرك ، فرماناً إلى حاكم طرابلس لحماية حقوق البطريرك الماروني وجماعته. كان هذا المرسوم في الحقيقة اعترافاً باستقلال الجماعة المارونية بشؤونها  الداخلية 
    وفي عهد هذا البطريرك أيضاً ، بدأ الموارنة بالانتقال من طرابلس إلى كسروان المتن ، والغرب والشوف في الجزء الجنوبي من جبال لبنان. ولما كانوا مزارعين أكفاء فقد استخدمهم الإقطاعيون الدروز في زراعة أراضيهم. ولما كانت المصلحة المشتركة تجمع بين الموارنة والدروز فقد قرروا حماية مصالحهم ومحاربة فساد الحكام العثمانيين
     

  • وعام 1560 كان هناك معاهدة اخرى مع الفرنسيين، حصلت بموجبها فرنسا على امتيازات تجارية وثقافية كثيرة في المشرق، اعتبرت الأولى من نوعها التي منحتها السلطنة لدولة أوروبية، وسمحت لفرنسا اعتبار نفسها حامية للموارنة،
    مما فتح المجال للإرساليات المختلفة في المشرق

اعوام 1596-1584-1580   كذلك ...،
  • الانكليز بالحصول على الامتيازات سنة 1580 

  • تأسست مدرسة مارونية في روما عام 1584
     

  •   "من بقايا الاستقلال الماروني خلال الفترة العثمانية ان مقدم الجبة كان دائما مارونياً تنتقل اليه المقدمية بالوراثة حسب النظام الماروني القديم . ولكن عوضاّ عن ان يقر البطريرك المقدم الجديد اصبح هذا الامر متعلقاً بمعتمد الدولة الاسلامية في غزير او الشام او طرابلس او غيرها.

  •   "كما ان المقدم كان شدياقاً اي موظفاً كنسيا يأتمر بالبطريرك فألاب جيروم دنديني معتمد البابا لدى الموارنة حوالي سنة 1596 يقول ان الشدايقة يقومون بوظيفة الحكام العلمانيين ويتولون شؤون الشعب ويفصلون في خلافاته وينوبون عنه لدى الاتراك في كل ما يتعلق بالضرائب واي قضية تطرأ".
     

  • يقول الراهب الإيطالي دنديي، الذي أوفده قداسة البابا سنة 1596 ليستقصي إيمان الموارنة: “إن الكهنة بعضهم متزوجون، وبعضهم، والرهبان، لا يتخذون زوجات… وإن الكهنة والرهبان. يعملون جميعهم في خدمة الشعب…
    “إن معاملتهم وعقودهم لا تحتاج لتسجيلها ومصادقة الحكام عليها. فلا يدخل احدهم سوء ظن بقربيه. فهم رجال ثقة سليمو النية صادقو الطويلة تشف ظواهرهم من بواطنهم”

  •   "مع القرن السادس عشر، نرى نهضةً عند المسيحيين والموارنة على كل الأصعدة، روحياً، اجتماعياً، اقتصادياً وسياسياً، طبقاً لهدفين كانا نصب أعين الشعب الماروني:

    • الهدف الأول هو الحكم الذاتي داخل جبل لبنان،

    • الهدف الثاني هو التعاون الحر والمتبادل مع الجوار والحلفاء في داخل البلاد وخارجها"

   
ملاحظة في الوقائع، تعامل الموارنة مع جميع السلالات التي حكمت لبنان، وأخلصوا لها كلّ الإخلاص. فكانوا الفلاّح النجيب، والحرفي الحاذق، والتاجر الماهر، والجندي الشجاع، والدبلوماسي اللبق، والمستشار الفطن الأمين. وتكرَّرت تجربتهم مع العسَّافيين السنيين (1306-1591)، ومع المعنيين الدروز (1516-1697)، ومع الشهابيين السنيين (1697-1841). وثابروا على جهادهم حتى تحوّلت الإمارة إلى دولة اعترفت فيها فرنسا وعصبة الأمم سنة 1920، وأصبحت الدولة جمهوريّة سنة 1926، واستقلّت سنة 1943. جعلوا من الدولة وطناً يتّسع لجميع الطوائف، وأنشأوا له مؤسّسات تضمن حقوق جميع مكوّناته أفراداً وجماعات
   
  1- الإمارة العسافية  1306 - 1590  
  تولى آل عساف كسروان بين 1306 و 1590
عائلة عسّاف هم من عشيرة بني عساف أحد فروع قبيلة بگد التركمانية، حكم آل عساف لبنان في الفترة المملوكية وساعدوا الأتراك العثمانيين على المماليك البرجية (الجراكسة) في معركة مرج دابق وكان مركزهم طرابلس، بعد أن دب الضعف في زعماء آل عساف
فلبنان حينها من أنطلياس وحتى المنيطرة حكمه آل عساف، السنّة، الذين تحالفوا مع آل حبيش الموارنة لتوطيد دعائم الإمارة العسافية،
  • بلاد البترون وجبيل مع جبة بشري خاضعة لمقدم بشري الماروني التابع لولاية طرابلس

  • كسروان خالية من السكان المسيحيين وذلك منذ اجتياح المماليك سنة 1305 . وكان حكام كسروان من آل عساف يستمدون الولاية من نائب الشام:" هؤلاء العسافّيون الّذين تولوا كسروان من 1306 الى سنة 1590 وصاروا بعد الفتح العثماني، يعينون على بلاد جبيل مقدمين مسلمين في بادئ الامر ثم اقاموا بني حمادة الشيعة ولاة على جبيل

خلال معركة العثمانيين مع المماليك " انحاز بنو عساف الى العثمانيين وفازوا معاَ فكافأهم العثمانيون بأن ثبتوهم في حكم كسروان واضافوا الى ولايتهم بلاد جبيل ، وسمحوا لهم بتعمير كسروان بالموارنة وسهلوا لهم ذلك بتخفيف الضريبة عن كسروان ، عندئذ انتقل العسافيون من الذوق الى غزير وجعلوها قاعدة حكمهم ".

  وقد ظهرت العلاقة الطيبة بين العسافيين و الموارنة، من خلال  استقدام آل حبيش الموارنة من يانوح الى غزير في كسروان حوالي 1520 ووكلوا اليهم إدارة أمورهم

عام 1516 في سنة 1516 حكم الأمير "عساف التركماني " كسروان وجبيل والبترون وعكار ، وامتد حكمه بعدئذٍ الى بيروت وحمص وحماه ، فجعل عاصمته " عزير " واستعان بالمشايخ ابناء " حبيش " فقرّبهم اليه واتخذ منهم مستشارين او معاونين له في الحكم ، ومن مستشاريه الشيخ ابو منصور ( يوسف ) وأخوه الشيخ ابو يونس ( سليمان ) لما اتصفا به من حصانة في الرأي ورباطة في الجأش وحسن التدبير . فوثق الأمير بمعاونيه من آل " حبيش " وأطلق يدهم في الحكم . وقد ذكر الخور اسقف " بولس قرألي " ، بأنهم، اي ال حبيش، عاونوا موارنة من شمال لبنان، المنكل بهم من المماليك، للسكن في كسروان. فنزحت كثرة من الموارنة على الأثر الى كسروان والفتوح .
عام 1518 في سنة 1518 ، لما تولّى الحكم الأمير " قيتبيه " ابن الأمير " عساف التركماني " قضى على الشيخين يوسف واخيه سليمان حبيش بالنفي الى مصر ، لأنهم تعاونا مع اخويه الأميرين حسن وحسين اللذين قتلهما غدراً في بيروت .
عام 1523 في سنة 1523 توفي الأمير " قيتبيه " العسافي ، فتولى الحكم مكانه الأمير منصور وهو ابن اخي الأمير حسن .
امتاز اكثر عن اسلافه ، ان غالبية مستشاريه ومعاونيه كانوا من عائلة ال حبيش،
زعامة آل حبيش كانت من نوع جديد في الحياة السياسيّة المارونية، فهي لم تكن دينية كهنوتية كزعامة البطاركة وليست محلية ضيقة كالمقدمين،
إذ تمكن آل حبيش كوكلاء الإمارة العسافية من الاطلاع على شؤون البلاد الداخلية والخارجية على حد سواء، وكانت علاقتهم مع البطاركة الموارنة جيدة ولم يناصبوهم المنافسة أو العداء.
آل حبيش مستشاري امراء ال عساف
اتخذ امراء ال عساف مستشاريهم من ال حبيش الموارنة
وكان الشيخ حبيش ، من موارنة يانوح ، في جبّة المنيطرة ، وقد انتقل في اوائل العهد العثماني الى كسروان واستقر في غزير ، قاعدة آل عساف ، ودخل ابناؤه واحفاده في خدمة الأمراء فاستعان بهم الأمير منصور ، الذي ولّي الامارة عام 1523 ، في القضاء على مناوئيه من الشيعة وغيرهم ، وهكذا عظم شأن آل حبيش حتى اصبحوا الأسرة الاولى ، بعد الأمراء في المنطقة . واصبحت لآل عساف عن طريق آل حبيش ، صلة بالموارنة في بلاد طرابلس ، فأخذ ملتزمو الحكم في طرابلس يلزمون المناطق المارونية للأمير منصور ، موكلين اليه تدبيرها وجباية اموالها ، ونجح منصور ، بمساعدة آل حبيش ، في ضبط المناطق الموكولة اليه . وامتد حكمه مع الزمن حتى شمل جميع بلاد طرابلس عدا المدينة ، كما شمل مدينة بيروت ، وكان الموارنة في جميع هذه الانحاء يرون في الأمير العسافي صديقاً وحامياً لهم . وصارت لآل حبيش زعامة يعترف بها جميع ابناء الطائفة .
وكانت زعامة آل حبيش من نوع جديد لم يألفه الموارنة من قبل . اذ لم تكن دينية كهنوتية كزعامة البطاركة ، كما انها لم تكن محلية ضيقة كزعامة المقدمين ، ولم يكن هناك اي تنافس بين البطاركة والمقدمين ، بل بالعكس ، اذ كان آل حبيش شديدي الغيرة على مصلحة الكنيسة المارونية ، يحمونها من جور حكام طرابلس ويدعمون بطاركتها ضد مقدمي بشري الذين استمروا يناوؤنهم من وقت الى آخر . وكان المقدمون منذ عهد المماليك ، في بشري وغيرها من القرى والمناطق ، اشبه ما يكونون برؤساء عصابات ، يفرضون هيبتهم على الشعب بالقوة ويبذلون معظم جهدهم للمحافظة على مصالحهم الخاصة ولاسترضاء ممثلي الدولة في طرابلس حتى لو كان ذلك على حساب كنيستهم وطائفتهم . اما آل حبيش ، فارتكزت مكانتهم بين الموارنة على قربهم من آل عساف وقدرتهم على خدمة مصالح الكنيسة والطائفة عن طريق الأمراء .

وتمكن آل حبيش ، كوكلاء للإمارة العسافية ، من الاطلاع على شؤون البلاد الداخلية والخارجية الى حد لم يتمكن منه غيرهم ، فاصبحوا ذوي خبرة واسعة ، واصبحت لهم علاقات قوية مع النافذين في مختلف المناطق التابعة لآل عساف ، وكذلك مع زعماء المناطق المجاورة ، ولربما اتسعت اتصالاتهم الى ابعد من ذلك ، ووضع آل حبيش خبرتهم وامكاناتهم في خدمة كنيستهم وابناء طائفتهم دون حساب اذ كانوا ، بسبب قربهم من الأمراء ، في غنى عن ذلك .
وعطف الأمراء العسافيون على الموارنة واعتنوا بهم اعتناءً لم يصدر عن حاكم من قبل . ولم يكن حكم آل عساف من النوع ذاته الذي عهده الموارنة عند حكام طرابلس ذلك ان نواب طرابلس المماليك ، ومن بعدهم الولاة وملتزمو السنجقية في العهد العثماني ، كانوا يمثلون حكماً اسلامياً قائماً على الشرع يضع مصلحة الاسلام والمسلمين مبدئياً ، فوق كل مصلحة . اما آل عساف ، فكانوا مسلمين سنيين من ناحية الدين ، الا ان حكمهم كان قائماً على عرف اقطاعي وتقاليد محلية وبعيدة كل البعد عن الشرع . وكانت مصالحهم كأمراء مصالح اقليمية لا تمت الى العصبية الدينية بصلة . وهذا ما افسح في المجال لدخول الموارنة كعنصر فعّال في الأمارة العسافية . والتقت مصالح الطائفة المارونية ومصالح آل عساف مادياً ومعنوياً فنشأت بين الفريقين وحدة حال لم يأنس لها المسلمون وممثلو الدولة العثمانية في طرابلس ودمشق .
عام 1528 وفي سنة 1528 ، حنق محمد آغا شعيب والي طرابلس على الأمير منصور عساف ، لأنه ناصر الأمراء اولاد سيفا الأكراد الذين قتلوا اهل عرقا اقاربه ، فأوفد الأمير منصور اليه الشيخ يوسف والشيخ سليمان الحبيشيين على رأس خمسماية مقاتل ، فكمن الجند عند حارة الحصارنة ولما دخل الشيخان جامع طينال ( بطرابلس ) لإجراء المحاسبة ، وثبا على محمد آغا فقتلاه هو وابنه ، بحضور القاضي . ولما استفتي القاضي في امرهما ، برّأ ساحتهما من دم القتيلين .
عام 1534 وسنة 1534 ، طفق عبد المنعم يسعى لدى الأمير منصور العساف في اهلاك ولدي " حبيش " فلما بلغهما ذلك اعلما الأمير " منصور " بالمؤامرة المدبرة لقتله بين عبد المنعم والأمراء الحرافشة . فأمرهما الأمير بقتله ، فداهماه في داره ليلاً بجوار سراي الأمير وقتلاه ، وقتلا معه احد عشر رجلاً من بني عمّه . فطاب خاطر الأمير وجعل الشيخ ابا منصور " يوسف " واخاه الشيخ " ابا " يونس " سليمان حبيش مدبرين له .
1535-1568 معاهدة Capitulations، بين فرنسيس الأول ملك فرنسا والسلطان سليمان العثماني
هذه المعاهدة بشروطها كرست ملك فرنسا حامي للأجانب وللمسيحيين المتواجدين في الشرق وخصوصا الموارنة.
من الواقع والاكيد  بوصف الموارنة مسيحيين، ان بطاركتهم، راس كنيستهم، كانوا على اتصال دائم مع روما وتوسكانيا وأسبانيا وفرنسا دينيا وحماية لمصالح شعبهم في هذا المحيط الاسلامي.
لكن بالرغم من ذلك، لم يحالف الموارنة كل الحظ دائماً من الاستفادة كليا من المعاهدة خلال الحكم العثماني.
استمر الوضع متناغمًا في الجبل لبنان.
لكن العثمانين خافوا يومها من تلاقي مصالح أهل الجبل ضد الدولة العثمانية، فخططوا  لكسر نفوذ آل عساف
   
عام 1569 الحادثة الأخطر مارونيا عقائديا، قام  الأب اليسوعيّ يوحنّا أليانو، بعمليّة إحراق كتبٍ ومخطوطاتٍ مارونيّةٍ ، بحجّة مخالفتها، بحسب رأيه، الكنيسة الرومانيّة عقائديًّا وفكريًّا، ففقدَت كنيستنا المارونية تراثًا حضاريًّا لا يُعوَّض!

زار لبنان الأب جان فرنسيسكو موركاشي، القاصد الرّسوليّ، للتأكّد مِن إيمان الموارنة وبطريركهم ميخائيل الرزّي، قبْل منحه درع التثبيت، فقال: "... وجدتُ في هذا الشعب بساطة ً ومحبّةً واستعداد نفسٍ عظيمًا لطاعة الكنيسة الرومانيّة..."
عام 1579 جد العثمانيين في البحث عن منافسين لآل عساف في بلاد طرابلس للحدّ من سطوتهم . ووقع اختيارهم على يوسف سيفا ، كبير زعمار عكار ، فأخذوا يقوّونه ويرفعون من شأنه . وما حلّ عام 1579 حتى اعيد تنظيم بلاد طرابلس كولاية منفصلة عن دمشق ، فأطلق على يوسف سيفا لقب الباشوية وعيّن بكلريكياً ، اي والياً عليها . وانكسرت على الأثر شوكة آل عساف في المناطق الشمالية من جبل لبنان
عام 1580 الا انهم بقوا اسياد الموقف في كسروان حيث خلف الأمير محمد والده منصور عام 1580 .
عام 1584 قي عهد ال عساف والإمارتين المعنيّة والشهابيّة، اتّصل الموارنة بالخارج، بُغية كَسْر طوق الجهل، فنشأت المدرسة المارونيّة في روما عام 1584، لتخريج إكليريكيّين يُعلِّمون لاحقًا شعبهم.

ويشكّل تأسيس المدرسة المارونيّة في روما سنة 1584 أفضل مثال على الشركة في المحبّة. لقد تجاوبت هذه المدرسة مع اهتمامات روما المباشرة في نشر الإصلاح التريدنتيني في الشرق، وأدخلت الموارنة في عصر النهضة منذ انطلاقتها. وأدّت دوراً ثقافيّاً مميّزاً بين الشرق والغرب، حاكى ما قام به السريان عموماً والموارنة خصوصاً إبّان حركة النقل الأولى، وهيّأ للنهضة العربيّة الثانية التي انطلقت في منتصف القرن التاسع عشر.
مما يدل من حكمة العدالة لا تكتمل إلاّ بترافقها مع ترقّي الإنسان. والترقّي، مفهوم مسيحيّ، يرتكز على النموّ الاقتصاديّ والإنماء الاجتماعيّ ليتخطّاهما إلى ما هو أرفع وأسمى للإنسان، إذ يقوده نحو كمال الله.
فالكنيسة المارونيّة، عبر تاريخها، كانت رائدة في مجال إنماء مجتمعها وترقّيه.
عام 1590 - 1591

 

ولم يعتل الأمير محمد عساف عرش ابيه حتى شعر به يتقلقل تحت قدميه . ففي السنة 1590 ذاتها توصل يوسف باشا سيفا الى ايقاع الأمير محمد عساف في كمين بين البترون والمسيلحة وغدر به بينما كان هذا الأخير ذاهباً لمحاربته ، فانقرضت به دولة بني عساف اذ لم يكن له ولد يخلفه.فسقط حلفائم من آل حبيش والمقدمو الموارنة الموالون لهم، تلقائيًا،
فتسلّط والي طرابلس على حاكمية ال عساف، فارضا الضرائب الباهظة والتفرقة الدينية.
عندها نزح بعض الموارنة وانتشاروا في جزين والبقاع والشوف، حيث كان  يحكم الأمير فخر الدين المعني الثاني، منذ عام 1584
   
  2- ال سيفا  
منذ عام 1590 آل سيفا عشيرة كردية، اختارهم العثمانيين كمنافسين لال عسافب ونجحوا.
وهكذا، بعد أن ازداد حقد ال سيفا  وأطماعهم ببني عساف، فقاموا باغتيال الأمير منصور العسافلي وشنوا هجوماً بشكل مفاجئ على بني عساف الأمر الذي اضطرهم على الفرار إلى جهات مختلفة ومنها إلى بيروت ووادي التيم وبلاد بعلبك وقرى اخرى في لبنان منذ عام 1590
عام 1593  وفي السنة 1593 تزوج سيفا باشا ارملة ضحيته ووضع يده على جميع املاك آل عساف واموالهم ، وقيل انه وجد في خزانتهم مائة كرة من القروش ، وقتل من كواخيهم الشيخ سليمان والشيخ منصور والشيخ مهنا اولاد حبيش ، ولجأ الشيخ يونس والشيخ حبيش اولاد الضحايا الى الأمير محمد بن جمال الدين التنوخي في المناطق الدرزية . فجعل الباشا سيفا بني حماده بدلاً من الحبيشيين ، وانتقلوا جميعاً مع الست من غزير الى طرابلس .
   
  3- الإمارة المعنية 1584 -1697  الامير فخر الدين المعني الثاني، 1585-1635
   
مقدمة، وضع لبنان الخاص وفي العهد المعني سيكتسب لبنان وضعاً خاصاً بامتياز من حيث ازالة العوائق التي فرضتها السلطة الإسلامية على التجنيد. بحيث تمكن فخر الدين من جمع معظم اللبنانيين في بوتقة واحدة مرسياً بذور وطن له معالمه الخاصة، بدليل أن الحرب العثمانية الثانية على لبنان جرت على الأرض اللبنانية وليس خارجها على رغم وسع الرقعة الجغرافية التي كان يحكمها الأمير اللبناني، وكان سقوطه على الأرض اللبنانية.
   
 1585-1635
الامير فخر الدين المعني الثاني
فخر الدين المعني الثاني، وبعد وفاة والده قرقماز، وفي سن الثانية عشرة نقل من قبل والدته الى كسروان ونشا عند عائلة ال الخازن المارونية.
ولاجقا عندما عهد الى فخر الدين حكم إقطاعية الشوف،
ازهر حلم مرحلة طفولة فخرالدين تحقيق استقلال لبنان عن العثمانيين.
استثمر فخر الدين كل السبل لتحقيق قيام دولة لبنان المستقل، ان عن طريق الزواج، والرشوة، والتآمر والمعاهدات والحرب.
فعلى الصعيد الداخلي،  كان لفخر الدين ثلاثة أهداف لمشروعه الاستقلالي: الأمن والازدهار والوحدة. 
لهذا بنى فخر الدين جيش من 40،000 جندي، مدربين تدريبا جيدا، وبنى محطات حمية جيدة واستورد المدفعية من أوروبا. 
حتى بلغ اعتماده على الموارنة بين مستشاريه وفي الجيش جليا.
في عهد الإمارة المعنية، كان الموارنة هم صلة الاتصال بالخارج الغرب
منذ عام 1584 منذ عام 1584، أحبّ الموارنة هذه الإمارة ، وشاركوا في إعلاء شأنها، وارتقوا في مؤسساتها أعلى المراتب، لاسيّما المدبريّة التي تسلمها آل الخازن،
وتلاقت مصالحهم مع مصالح سائر ساكني الجبل من دروز وسنة، وعملوا معًا على تنظيم تراتبية حزبية وطبقية هامة
حكم الأمير فخر الدين المعني الثاني قسم من جبل لبنان،
انتهج فخر الدين المعني الثاني سياسة تسامحيّة،
 واعتمد على آل الخازن من الموارنة كمساعدين له في صغائر أمور الدولة وكبائرها
 كثيرة هي التغيرات التي حصلت خلال عهد الإمارة المعنية،  وثقة البطاركة بحكم  الامير المعني.
   
بين عام 1591 و 1605
بعد انتصار العثمانيّين على المماليك، تخلّف الموارنة عن استقبال العثمانيين،
فاستعان الموارنة  بملوك أوروپا للتحرّر مِن النير العثمانيّ، لكنّ مسعاهم باء بالفشل،
فتكيّف البطريرك موسى العكّاري مع الواقع. حافَظَت الكنيسة المارونيّة على استقلالها، واستثنى بطاركتها وأساقفتها أنفسهم مِن واجب طلب الفرمان السلطانيّ، مُثبِّتين سُلطة البطريرك داخل طائفته.
وبموجب رسالةٍ بَعَثها إلى البطريرك المارونيّ، انتزع الملك لويس الرابع عشر من العثمانيين، حق فرنسا حماية الموارنة، والمسيحيين أتباع الكرسيّ الرسوليّ في الشرق.
 استطاع الامير فخرالدين  ضم
الى حكمه: المتن عام 1591، ثم بيروت عام 1598، ثم كسروان عام 1605،  ثم على صور وجزءاً كبيراً من فلسطين.
مع العلم، ان فخر الدين احتل كسروان بمؤازرة الموارنة، قاضيًا بذلك على نفوذ آل سيفا حكام طرابلس.
فتوطّدت علاقة الامير بالموارنة وتجند العديد من الموارنة في جيشه حيث اصبحوامصدراً كبيراً من مصادر قوة هذا الجيش. وتحولت كسروان إلى مقاطعة يديرها آل الخازن.
 فالحلف مع الموارنة وانتشارهم السكاني في الشوف، ادى الى مشاركة الكنيسة المارونية في رسم السياسة الخارجية للإمارة ، عبر اتصالاتها مع الإمارات الإيطالية .
للتاريخ ، مع المماليك ابيدوا وهجروا الموارنة من كسروان وحلت مكانهم قبائل شيعية،
اما مع فخر الدين وحلفه مع الموارنة كان من نتيجته:
  • استعاد الموارنة كسروان بعد التهجيرزمن المماليك، بشراء الأراض من الشيعة. ويقال ان الانتـقل كان باعداد كبيرة من الموارنة من الشمال والشوف، وبالرغم من الاحتكاكات والمنافسة مع الشيعة استمرت عودة الموارنة إلى كسروان التي أصبحت ، خلا بضع القرى ، تحت سيطرتهم التامة في القرن الثامن عشر.
  • كما انتقل العديد من الموارنة جنوباً إلى الشوف ووادي البقاع حيث استقروا كمزارعين أكفاء. وسرعان ما انخرط الموارنة في صناعة الحرير التي أدخلها المعني إلى لبنان. وكانت مصدر للازدهار الاقتصادي العام والمناطقي.
نتيجة للازدهار، قامت قرى مسيحية كبيرة في وسط الجماعة الدرزية مثل دير القمر وزحلة ...
ازدهر الجبل اللبنانيّ، عرين الموارنة، مِن الناحية الاقتصاديّة والثقافيّة والسياسيّة، وأمسى ملجأً للمضطَهَدِين وواحةً للحرّيّة والسلام.
فتولى المعنيّون محلّ التنّوخيّين في حكم إمارة لبنان الأوسط،،
وحكم بنو عسّاف التركمان كسروان وجبيل،
وحكم بنو حرفوش البقاع وبعلبك،
وحكم الشهابيّون وادي التيم.
أمّا الموارنة، فكانوا تابعين لدائرة طرابلس، فاحتفظوا بمقدِّمين مِن بينهم، يجبون الضرائب للسلطنة.
 قبل نهاية القرن السادس عشر قبل نهاية القرن السادس عشر كان الاباء اليسوعيين قد حلّوا مكان الاخوة الفرنسيسكان في جبل لبنان ليشكلوا صلة الوصل الرئيسية بين الموارنة وروما
 عام 1605،  رسالة كما أن الهيكلية العسكرية اعتمدت أيضاً على الموارنة كما يذكر الخوري بولس  قارالي في رسالة الى امير توسكانه فرديناند الأول سنة 1605  " ان الامير فخر الدين اذا جهًز حملة على الاراضي المقدسة امكنه ان يعتمد على عشرين الفاً من نصارى الجبل - اي الموارنة "
   
عام 1608، صداقة
البطريرك الماروني والامير فخر الدين
جَمَعَت البطريرك الماروني يوحنّا مخلوف، المُنتخَب سنة 1608، بفخر الدين المعني الثاني صداقةٌ متينةٌ، فأقام في مجدل المعوش الشوفيّة تحت حمايته.  حيث كان
البطريرك يوحنا مخولف قد انتقل  من كرسيه في قاديشا إلى الشوف هربًا من الوالي العثماني يوسف باشا في طرابلس.

بولاء الموارنة لفخر الدين، تفعّلت زعامة الامير فخرالدين السياسيّة، نتيجة لمصالح الفريقين المشتركةٍ أهمّها: الاستقلال والسيادة، والانفتاح على أوروپا والنموّ الاقتصاديّ.
وحّد فخر الدين، تحت سلطانه المطلق، كلّ المناطق اللبنانيّة، مُحرِّرًا إمارته مِن كلِّ ولايةٍ، فمهّد لنشأة الكيان اللبنانيّ.

إن الاتصال مع الغرب سرّع النهضة الفكرية من حيث إدخال التقويم الغريغوري  بطلب من اليطريرك يوسف الرزي حوالي  سنة 1608
 انتقل البطريرك العلاّمة إسطفان الدويهي (1670 - 1704)، المؤرّخ واللاهوتيّ والمفكِّر والمصلح الكنسيّ الليتورجيّ، مِن دير قنّوبين إلى مجدل المعوش، عند الأمير المعنيّ، وبقي هناك ثلاث سنواتٍ هربًا مِن مضايقات الحماديّين.
عام 1610 وإدخال أول مطبعةٍ إلى الشرق سنة 1610 في دير مار أنطونيوس قزحيا.
يقول  الدويهي: "في دولة فخر الدين ارتفع رأس النصارى، عمّروا الكنائس وركبوا الخيل بسروج ولفّوا شاشات وكرور، لبسوا طوامين وزنانير مستقـطة، وحملوا القاص والبندق المجوهرة. وقدموا المرسلين من بلاد الفرنج وأخذوا السكنة في جبل لبنان. لكون غالب عسكره كانوا نصارى، وكواخيه وخدامه موارنة".
عام 1611 بناءا على تكفل البطريركية مشروع فخر الدين الاستقلالي. سافر أسقف ماروني في مهمة سرية إلى البابا ودوق توسكانا - فرديناند للاستحصال غلى الدعم والاعتراف بمشروع فخر الدين الاستقلالي عن الحكومة العثمانية. يقال ان السقف\المطران عميرة زار أوروبا  مرتين ، وقام بالعديد من الاتصالات مع الأوروبيين بوساطة الطلاب الموارنة في المدرسة المارونية في روما. كما شجع الأوروبيين والمبشرين الدينيين على القدوم إلى لبنان
 
عام 1613 للحد من حلم فخر الدين الاستقلالي، جند العثمانيون حملة على فخر الدين من 50،000 جندي،فما كان من فخر الدين من حكمته الا ان  هرب على متن سفينة فرنسية.
وهناك لقيا فخر الدين ترحيبا حارا من محكمة ميديسيس. والتقى الحليف كوزمو الثاني من توسكانا. ومن هناك كتب فخر الدين لقومه:
"وبعد أن وضعنا أمام أعيننا هدفا نعمل هلى تحقيقه وهو الاستقلال الكامل لبلادنا وسيادتها كاملة. لهذا عقدنا العزم ان لابثنينا على الاقل،  لا وعد بالمكافأة أو تهديد بالعقاب ".
عام 1615 انتقلت زعامة ولاية كسروان مِن أمراء بني سيفا التركمان، المدعومين مِن الدولة العثمانيّة، إلى آل الخازن الموارنة بمباركة المعنيّين.
عام 1618

عاد فخر الدين إلى لبنان واستقبل بكثير من الابتهاج والترحاب.
لكنه، اي فخر الدين، وجد ان مقره في دير القمر قد تعرض للاعتداء على يد منافسه يوسف سيفا. فأقسم فخر الدين على الانتقام. فوجه حملة من رجاله فهدموا قصور ال سيفا في عكار وطرابلس، ونقلت حجارة القصور لإعادة بناء دير آلقمر. 
وفي معركة عنجر، انتصر جيش فخر الدين على جيش والي دمشق على باشا
حتى غدا لبنان وسوريا وفلسطين، الآن، تحت حكم فخر الدين الثاني. فاعلن  فخر الدين المعني الثاني نفسه "أمير جبل لبنان وصيدا والجليل".
ففرح الاستقلال بلبنان لم يثني فخر الدين على المضي قدما في برنامجه الاقتصادي الذي كان فيه فوائد كبيرة على شعبه.

عام 1621  سيطر فخر الدين على جبيل والبترون وبشري  وأوكل إدارتها لآل الخازن،
اما ال الخازن، فبدورهم تعاملوا مع إقطاع محلي أصغر من الموارنة ما ساهم في تعقيد البنية السياسية في الجبل.
سعيا للاستقلال ، سعى فخر الدين عبر البطركية المارونية للاتصال بالغرب
من عام 1625   إبتداءً من سنة 1625 ، توافد المرسلون الغربيون إلى بلاد الشرق وخاصةً إلى مدينة حلب ، حيث سيكون لهذه الإرساليات ولجهود القنصلية الفرنسية الأثر الفعّال في اتحاد الكنائس الشرقية مع روما خلال  القرن الثامن عشر،
وثم من حلب  نقلت مراكزها الى جبل لبنان حيث تتأمة الحماية والحرية
نشأت طائفة الروم الكاثوليك 1683
نشأت طائفة الأرمن الكاثوليك 1721
المقر البطريركي للطائفة الارمنية الكاثوليكية هو في بزمار منذ 1749
المقر البطريركي للطائفة السريانية الكاثوليكية هو في سيدة الشرفة في درعون منذ 1784
مقر الطائفة الملكية البيزنطية الكاثوليكية هو في عين تراز موجود ليومنا

 اما دور المقدمين فظل فاعلاً في الجبل، لكن حصل تنافس بين آل الخازن وآل حماده من الموحدين الدروز.
عام 1633 كان لميول فخر الدين للمسيحية وتعامله مع اوروبا، السبب المباشر لغضب السلطان العثماني،
فشن العثمانيين هجوما بريا وبحريا ضد فخر الدين، قوامه 80،0000 جندي توافدوا من سوريا ومصر وأسطول من 22 سفينة حربية حاصر شواطى لبنان.
اما قوة فخر الدين فكان قوامها 25000 جندي من المارونة والدروز.
 بعد الانتصارات الأولية لفخر الدين،  تم بحيلة تم القبض على فخر الدين المعني الثاني وإرسال إلى القسطنطينية. 
عام 1635  في 13 اذار\ابريل  1635، أعدم العثمانيون فخر الدين المعني الثاني جنبا الى جنب مع ثلاثة من أبنائه
عام 1658 عام 1658، خلف الأمير أحمد، وهو آخر الأمراء المعنيين، والده فخر الدين.
ويقال ان الموارنة كان مرحب بهم من الامير، بالرغم من ان عددهم قد تعاظم جدا في إقليم الدروز في الجنوب.
وأصبحت دير القمر بسبب الموارنة مركزاً تجارياً مزدهراً للحرير الذي كان يتم تصديره إلى بيروت وصيدا و...
وأصبح تسامح الأمير أحمد مع الموارنة وحمايته لهم مثلاً يحتذى بحيث وجد البـطريرك المـاروني اسـطفان الدويهي ملجأً عند الأمير أحمد في دير القمر هرباً من ظلم آل حمادة الشيعة في جبّة بشري في شمال لبنان .
وحتى اكثر، كان ملوك فرنسا قد بدأوا باختيار قناصلهم من بين الوجهاء الموارنة.
 عام 1660   الرحّالة الفرنسي  لوران دارفيو الذي زار دير قنوبين سنة 1660 دوّن عن البطريرك جرجس السبعلي:" قادنا  البطريرك الى  الكنيسة حيث احتفلنا بالزياح وطلبة السيدة باللغة السريانية , وعلى ذات النغم الذي نرتله نحن في كنائسنا باللغة اللاتينية ...حليتهم الوحيدة هي الفضيلة , لذلك فإن عصيهم من خشب واساقفتهم من ذهب
“إن بطريرك الموارنة كان يعيش في كهف بعيد عن الأنظار، صعب المنال… وجميع الأحبار الموارنة يعيشون حياة هي في منتهى التشقف والبساطة. يلبسون ثياب الفقر ولا دخل لهم إلى ما ينتجون من الأرض بعمل أيديهم. لا نجد عندهم ترف الأحبار الأروبيين، حللهم البيعية نظيفة برغم فقرها. الفاضلة حلتهم، لا الأقمشة الفاخرة المزركشة بالذهب والفضة. عصيهم من خشب، ولكنهم اساقفة من ذهب. لذلك يحترمهم المسيحيون جميعاً إحتراماً لا حد له. يطيعونهم طاعة عمياء في ما يأمرونهم به، يقبلون يد الأساقفة والأسقف والكاهن ”.
سنة 1660 فصلت صيدا عن ولاية الشام واصبحت ولاية قائمة بذاتها ,الى جانب دمشق وحلب وطرابلس , فاصبح شمالي لبنان تلبعا لولاية طرابلس وجنوبه لولاية صيدا ", (على خط الفصل الذي يعرف بالمعاملتين
1649 - 1664   على أثر قدوم بعثة مارونية إلى فرنسا ومقابلتها الملك لويس الرابع عشر، أرسل هذا العاهل إلى سفيره لدى السلطان العثماني، نظراً للصداقة التقليدية التي كانت تربط بين زعماء الدولتين العظيمتين، يعلمه بأنه أخذ تحت حمايته المسيحيين الموارنة في جبل لبنان.
الرابعبعد هذا صدر براءة عن الملك لويس الرابع عشر الى البطريرك يوحنا الصفراوي سنة 1649  التي  يجدد فيها الحماية الفرنسية للأمة المارونية

   ثم  تعيين أبو نوفل الخازن أول قنصل ماروني لفرنسا في بيروت سنة 1664 أعلنا حقبة جديدة من العلاقة بين الموارنة و فرنسا.
عام 1697 سقطت  الإمارة المعنية. انتقل حكم الإمارة مِن المعنيّين الدروز إلى الشهابيّين السنّة نتيجة تصاهر العائلتين
   
   4- المدرسة المارونية في روما  
 1579-1580

 لا بد من ذكر البعثتين البابويّتين الى جبل لبنان للتقصي عن احوال الموارنة ورفع تقرير الى البابوية حول الليتورجيا المارونية وتوافقها مع الليتورجيا الكاثوليكية الرومانية . البعثة الاولى كانت برئاسة الاب جان باتيستا  اليانو الذي حضر المجمع الماروني الاول سنة 1580  في قنّوبين . لكن رفض البطريرك لتقرير البعثة الاولى  جعل روما ترسل بعثة ثانية برئاسة الاب جيروم  دانديني الذي كتب  في ما بعد كتابا عن مهمته لدى الكنيسة المارونية ...

  لا شك أن لزيارة الموفد البابوي اليانو سنة  1579 ، الأثر الكبير من حيث عقد أول مجمع ماروني ،
ومن حيث إنشاء المعهد الماروني في روما سنة  1584 من قبل  البابا غريغوريوس الثالث عشر ، الذي اشتهر بتصحيحه للتقويم المسيحي ،
وسنة 1576 انشئت  مدرسة القديس أتناسيوس لليونان سنة 1576،
 كما أنشئت المدرسة الأرمنية في روما.

  هذا المعهد الماروني سيخرّج الإكليريكيين والمطارنة والبطاركة على مدى قرنين من الزمن ، مما شكّل نهضةً في جسم الكنيسة والمجتمع ، عدا عن مساهمة الخريحين  الذين انتشروا في دول أوروبا بالنهضة الاوروبية حيث ضرب بهم المثل بالقول "عالم كماروني".

   نجد في تقارير الموفدين اليانو ثم دانديني ، ذكر "للشعب الماروني وللأمة المارونية، ذلك لانتشارهم في مناطق محددة ، حيث يمارسون طقوساً وصلواتٍ مميزةً ، مع عاداتٍ وتقاليد مميزةٍ ، في علومهم وفي بنيتهم العسكرية و السياسية داخل البلاد أو خارجها ، مما شكّل بنيةً مجتمعيةً متماسكة". كما يذكر دانديني أخلاقهم ومناقبيتهم وتمسّكهم بالكرسي الرسولي 

 في 5 يوليو 1584

 افتتح البابا غريغوري المدرسة المارونية في روما، مدرسة خطها االكرسي الرسولي لتكون شعلة  تطور ونمو الكنيسة المارونية بالله يسوع المسيح. حيث اعلن البابا: 

"نأمل من طلاب هذه الكلية خلال الأيام المقبلة، ان تكون المعرفة الكاملة بتعاليم الكنيسة الرومانية، مصدر غنى للطلاب الموارنة ينقلونها بعد تخرجهم الى اهلهم في وطن الارز لبنان لخدمة مجتمعهم، وتجديد الإيمان في بلادهم بالله. وبحكم السلطة الرسولية لدينا، نحن قد إنشاءنا المدرسة المارونية، حيث طلابها من المجتمع الماروني قد تعلموا حسن السيرة والسلوك، والتفاني، والمذهب الحقيقي، وجميع الفضائل التي يجب أن يكون عليها كل مسيحي ".

للذكرى ...،  

  • المدرسة المارونية في روما تاسست في عهد المعنيبن في لبنان.
  • مع وصول الدفعة الأولى من الطلاب الى روما، أصبحت أحلام البابا حقيقة واقعة، وبدأت الطائفة المارونية الخروج من الظلال. وأكثر، حيث  ستغدوا الطائفة المارونية وسيلة وصل بأوروبا والعالم خارجها، اي ان تلعب دور الوسيط بين الشرق والغرب، والى علاقات لاتينية لبنانية جيدة جدا.
  • من  خريجي مدرسة روما:
    •  "جبرائيل سيونية"،الذي فضل البقاء في أوروبا،  والذي درس السريانية والعربية في روما،
      والذي علم في قسم اللغات سامية في كلية دو فرانس في باريس، والذي عمل مترجما للملك لويس الثالث عشر،
      الى عمله  في باريس على جمع الكتاب المقدس المتعدد اللغات، الشامل على السريانية والعربية، وبالاشتراكة مع إبراهيم  الحقلي واخرين مثل مرهج بن نمرون الذي كان   أستاذا ومترجما.
    • "جوزيف السمعاني، مدير مكتبة الفاتيكان الذي تخطى ابداعه معرفته للغات:  السريانية، العربية، العبرية والتركية والفارسية، والاثيوبيه، والتي تجسدت في كتابه الضخم في مكتبة أورينتالس
      وعمله كمؤرخ لملك نابولي وإيطاليا، وأنتجه أربعة مجلدات كانت جائزتها فوزه بجنسية ذلك البلد.
      في 1736 انتداب البابا السمعاني كمندوبا له إلى المجمع الكنسي الذي عقد في دير سيدة اللويزة وقراراته اعلان الاتحاد بين الكنيسة المارونية وروما.
    • الاكثر شهرة  البطريرك الدويهي صاحب كتاب "التاريخ المبكر الرئيسي للكنيسة JIS والمجتمع"،  وكتاب التاريخ الماروني.
       وعلاوة على انه زار كل الأبرشية لاختيار كهنة قديسين والمتعلمين. 
      وقيال انه درس الكتب الليتورجية، وصحح الأخطاء التي شابتها نتيجة تحريفات من قبل النساخ،
      ناهيك عن كتب بعضها لا يزال غير منشور ". (البطريرك يعقوب عواد)
  • امام واقع تطور المعرفة في الكنيسة المارونية، وجد البطاركة أنفسهم  في وضع يمكنهم  تشجيع العلم عند شعوبها. كما قال المجمع اللبناني الشهير:
    "بسم يسوع المسيح ، من أساقفة الأبرشيات، في المدن والقرى والأديرة، مدعوين للعمل معا لتشجيع العلم الذي سوف بثمر كثيرا. فيا رؤساء الشعب يجب أن تجدوا المعلمين أينما كانوا، واحصاء أسماء جميع الأطفال القادرين على التعلم، ناهيك بتنبيه الآباء على إحضار أطفالهم إلى المدرسة حتى رغما عنهم. 
    اما ما خص  الأيتام  والفقراء، السماح للكنيسة أو الدير إطعامهم، وفي حال عدم القدرة فليسمح لمتبرعين بالمساهمة بنصف تكلفة تعليم غير القادرين. (المجمع اللبناني، 529)
 1626 - 1635

ومع وصول الرهبنيات الغربية الى لبنان:  الكبوشيين  سنة 1626،والكرمليين عام 1635 واليسوعيين سنة 1656، ذهبت الكنيسة المارونية 
بثبات إلى الأمام:
فهذه الرهبانيات الغربية جاءت  وقدمت خدمة كبيرة للبنانيين. فبفتحها المدارس، ذات المستوى الأكاديمي نفسه في بلدان أوروبا، شكل غنى لشباب بلادنا، فتح المدارس الواحدة تلو الآخر، حتى غدى بجوار كل كنيسة مارونية فامت مدرسة. 
فمثلا، ان ازدهار مدارس عين ورقة، ومار عبدا، وحوقاء قد اكسبت نفسها سمعة جيدة من جهة وللبنانيين من جهة اخرى.
فباكتساب الموارنة التعليم الجيد، غدوا في طليعة التقدم الفكري العربي،
فكان للموارنة دور رائد في النهضة الثقافية في منطقة الشرق الأوسط.  

فخر ماروني أنّ البطاركة والإكليروس، بالرّغم مِن طاعتهم لروما، حرصوا على الاحتفاظ بخصائص الكنيسة المارونيّة وتراثها الأنطاكيّ الشرقيّ وطقوسها، متصَدِّين لتيّار "الليْـتـنَة" Latinisation الـمُتنامي تدريجيًّا بسبب تزايد نشاط المرسَلين الكاثوليك اللاتين في لبنان.
عام 1643 زار لبنان الأب توما فيتالي،  فوجد أبناء مارون "أشدّ كاثوليك العالَم تعلّقـًا بالكرسيّ الرّسوليّ...".
عام 1694 تأسست أول الرهبانية المارونية، على يد ثلاثة شباب حلبين، هم جبرائيل حوا، عبد الله القيرلي، ويوسف بن البتين،
وبمباركة واشراف من البطريرك الدويهي، وتحت رعاية القديس اتطونيوس الكبير، والد النساك. نمت الرهبنة وازهرت.
وعلى وعد من اعضاء الرهبنة بعيش المسيح ، فقرا وعفة وطاعة
   
   5- تدوين التاريخ الماروني العقائدي  
مطلع القرن السادس عشر،
جبرائيل بن القلاعي
في تلك الحقبة المتأزمة من تاريخهم، بدأ الموارنة بتدوين تاريخهم وتثبيت تقاليدهم في كتابات غلب عليها الطابع الدفاعي العقائدي، وقد تجلّى هذا الطابع في التشديد على التبرؤ من مذهب "الطبيعة الواحدة" وتأكيد "الأرثوذكسية الدائمة"، أي الإيمان القويم الذي لم يعرف البتة أي نوع من أنواع الشقاق والهرطقة.

 في مطلع القرن السادس عشر، روى جبرائيل بن القلاعي قصة مارون الذي نبذ مذهب المشيئة الواحدة في حضرة بابا روما، فنصبه الأخير بطريركاً على كرسي أنطاكيا، وعاد بعدها إلى جبل لبنان حيث أسس شعباً كاثوليكياً عُرف باسم "شعب مارون"، ويمكن القول إن هذه الرواية شكلت نواة لرواية لاحقة، هي قصة يوحنا مارون، أول بطريرك ماروني جلس على كرسي أنطاكيا بين 685 و707.

جبرائيل ابن القلاعي اللّحفدي (+1516)، أوّل كاتبٍ مارونيّ كبيرٍ وأوّل مَن قرأ الكتب اللاتينيّة، لَبِس إسكيم مار فرنسيس، وأنهى حياته أسقفـًا مارونيـًّا على قبرص.
إبرهيم الحاقلاني،
المتوفى سنة 1664
بعد جبرائيل بن القلاعي، جاء إبرهيم الحاقلاني الذي عمل على ترجمة النصوص السريانية والعربية في روما حيث توفى في العام 1664. لم يكتب الحاقلاني تاريخاً، لكنه حقق نصوصاً ونشر أخرى نسبها إلى البطريرك يوحنا مارون، وذلك بدافع إظهار صحة الإيمان الماروني القويم وبراءته من كل شبهة.
 
العلامة البطريرك اسطفان الدويهي 1670 - 1704 أكمل البطريرك أسطفان الدويهي هذا المشوار، وروى تاريخ الموارنة من منظار محدد حرص فيه على إظهار أرثوذكسية الكنيسة المارونية وكاثوليكيتها الدائمة منذ نشوئها، فربط بينها وبين مارون آخر يختلف عن مارون الذي ذكره المسعودي، وهو مارون الناسك الذي رحل عن هذه الدنيا في العام 410، أي قبل زمن الانشقاقات، وقد تحدث عنه تيودوريتوس القورشي في "تاريخ أصفياء الله"، وروى مآثره في أسطر قليلة.
رفض الدويهي رواية سعيد بن البطريك، وروى سيرة يوحنا مارون، الراهب الذي أتى من صقلية، وحارب مذهب المشيئة الواحدة، وكان أول بطاركة الموارنة على الكرسي الانطاكي. اعتمد سمعان عواد ويوسف السمعاني هذه الرواية في القرن الثامن عشر، كما اعتمدها من بعدهما المؤرخون الموارنة في القرن التاسع عشر، ودخلت بذلك الذاكرة الجماعية المارونية. منذ القرن التاسع عشر، عمد عدد كبير من أهل الاختصاص إلى مراجعة هذه الروايات وتفنيد مواضع ضعفها، وذهب البعض منهم إلى الشك في وجود يوحنا مارون، واتهموا إبرهيم الحاقلاني بالتزوير، غير أن التاريخ الذي وضعه آباء الكنيسة المارونية بين القرنين السادس عشر والثامن عشر بقي ثابتاً في الذاكرة الجماعية، ولم يتزعزع قط.
   
الرهبانية اللبنانية المارونية  من 1693 الى 1995
 
ابتدأت معهم الحياة الرهبانيّة المنظّمة،  في 1/10/1693  ومن حلب، عندما "سافر الشمّاس جبرايل حوّا نحو جبل لبنان يريد الرهبنة" . وتبعه رفاقه، عبدالله قراعلي، ويوسف البتن، بعد ثلاثة أشهر، ثم جبرايل فرحات، بعد سنة.
البطريرك الماروني إسطفان الدويهي يرعى تصميمهم. ومن دير مارت مورا في إهدن كانت انطلاقتهم الاولية.
 في 10/11/1695 ومن كنيسة دير قنوبين البطريركي، لبسوا من يد البطريرك الماروني إسطفان الدويهي الإسكيم الرهباني. ومنذ ذلك التاريخ أصبح حوّا رئيسًا عامًّا على الرهبانيّة الناشئة.
ومنذ سنتهم الرهبانيّة التنظيميّة الأولىو في 1/4/1696، دير مار أليشاع في بشرّي أوّل ما انضمّ إليهم .  ومعهّ انضوى سبعة رجال ارادوا الترهّب. فألبسوهم الإسكيم الرهباني مع ملابس خاصّة . وكان بين السبعة:
علاّمة عصره جبرايل فرحات، والياس من حلب، ويعقوب زوين من غزير، وعبدالله البشرّاني، وموسى البلوزاوي، ويوحنا الباني، ويعقوب الحلبي.
فألّف الجميع جماعة واحدة مشتركة في كلّ شيء. ورسم احدهم، عبدالله قراعلي، لهم قانونً من 22 بابًا، ثم اختصره إلى 15 بابًا. بحيث  يكون على الرهبانيّة الناشئة رئيس عام وأربعة مدبّرين، تكون مدّة ولايتهم 3 سنين قابلة للتجديد
ففي  10/11/1698كان أوّل مجمع عام ، في دير ما أليشاع، وتمّ فيه تجديد انتخاب الأب جبرايل حوّا رئيسًا عامًّا، وقراعلي والبتن وفرحات مدبّرين. وابتدأت المسيرة بدفع جديد.
النكسة في البداية،  اراد الرئيس الأوّل لأب جبرايل حوّا أن يستقلّ بالرئاسة وجعلها حقًا له مؤبدًا، والغاء وظيفة المدبّرين، وتغيّر نهج الحياة الرهبانيّة في الكنيسة المارونيّة على ان يقلّد اليسوعيين، ويتحوّل من حياة الزهد وأعمال الأرض والحياة الديرية الخفية إلى حياة رسولية تبشيريّة جوّالة.
في 14/3/1699، عُقد مجمع عام وحسم الموقف الصعب ثلاثة: روح الربّ ، والراعي الحكيم البطريرك اسطفان دويهي، وقراعلي صاحب الرؤيا.
وقرّر المجتمعون عزل الرئيس حوا وانتخاب قراعلي. واتّخذ جملة قرارات، منها أن لا يصير تغيير في غاية الرهبانيّة، ويصار مباشرة الرسالة عند الإمكان فقط، وأن لا تكون الرئاسة مؤبّدة، وأن يكون الحكم شورى بين الرئيس العام والمدبّرين...
بالرغم من العواصف احيانا، استمرتّ هذه الرهبنة نموا وتوسّعا على جميع الصعد، في لبناني والعالم بهذا الشكل:
  1. 3 قدسين: الاب شربل مخلوف والاب نعمتالله الحرديني والاخت رفقا الريس
  2. 1 طوباوي: الاخ اسطفان نعمة
  3. 78 ديرًا ومركزًا - 63 في لبنان و15 خارجه،
  4. 280 راهبًا كاهنًا، و11 أخًا عاملاً،
  5. 46 أخًا في الدروس اللاهوتية في الكسليك،
  6. 18 مبتدئًا في دير كفيفان،
  7. 112 طالبًا في دير ميفوق وغوسطا.
   
  البطاركة الموارنة في هده الفترة
1697-1516
البطاركة الموارنة في هده الفترة
  سمعان من الحدث 1492-1524
  موسى العكاريمن الباردة 1524-1567
  مايكل الرزي من بكوفا 1567-1581
  سركيس الرزي من بكوفا 1581-1596
  يوسف الرزي من بكوفا 1596-1608
  جون مخلوف من إهدن 1608-1633
  جورج عميرة من إهدن 1633-1644
  جوزيف حبيب من العاقورة 1644-1648
  جون البواب من صفرا 1648-1656
  جريس رزقالله من بسبعل 1656- 1670
  اسطفان الدويهي من اهدن 1670-1704
 
فصل:   2  3  4  5  6   تاريخ الموارنة، جزء ثالث  - 
 www.puresoftwarecode.com  :    HUMANITIES Institute  ART Institute & Others
 SOFTWARE Institute  CHRISTIANITY Institute    
"Free, 100 Software Programming Training Courses"       History of the MARONITES in Arabic  Basilica Architecture, in the Shape of a Cross
 VISUAL STUDIO 2010 in English  Holy BIBLE in 22 Languages and Studies ...  Le HANDICAP c'est quoi ?   (in French)  Old Traditional Lebanese houses
 VISUAL STUDIO .NET, Windows & ASP in En  220 Holy Christian ICONS  Drugs and Treatment in English, french, Arabic  5 DRAWING Courses & 3 Galleries
 VISUAL STUDIO 6.0 in English  Catholic Syrian MARONITE Church  Classification of Wastes from the Source in Arabic  Meteora, Christianity Monasteries - En, Ar, Fr
 Microsoft ACCESS in English  HOLY MASS of  Maronite Church - Audio in Arabic  Christianity in the Arabian Peninsula in Arabic  Monasteries of Mount Athos & Pilgrimage
 PHP & MySQL in English  VIRGIN MARY, Mother of JESUS CHRIST GOD  Summary of the Lebanese history in Arabic  Carved Rock Churches, Lalibela - Ethiopia
 SOFTWARE GAMES in English  SAINTS of the Church  LEBANON EVENTS 1840 & 1860, in Arabic  
 WEB DESIGN in English  Saint SHARBEL - Sharbelogy in 10 languages, Books  Great FAMINE in LEBANON 1916,  in Arabic  my PRODUCTS, and Statistiques ...
 JAVA SCRIPT in English  Catholic RADIO in Arabic, Sawt el Rab  Great FAMINE and Germny Role 1916,  in Arabic  
 FLASH - ANIMATION in English  Читать - БИБЛИЯ и Шарбэль cвятой, in Russe  Armenian Genocide 1915  in Arabic  4 Different STUDIES
 PLAY, 5 GAMES    Sayfo or Assyrian Genocide 1915 in Arabic  SOLAR Energy & Gas Studies
     Christianity in Turkey in Arabic  WELCOME to LEBANON
 SAADEH BEJJANE Architecture  Andree Zouein Foundation    YAHCHOUCH, my Lebanese Village
 CARLOS SLIM HELU Site, new design
 REPORT, Cyber Attack Attacks the Current Site
 Prononce English and French and Arabic Letters  ZOUEIN, my Family - History & Trees
       Chucri Simon Zouein, Computer engineer
     
echkzouein@gmail.com
© pure software code - Since 2003