|
|
1697 - 1788 |
الحقبة العثمانية
الثانية |
|
|
1711-1291
موجز،
مراحل
انتشار الموارنة |
كان انتشار الموارنة، انطلاقاً من وادي العاصي وفي أرجاء جبل لبنان وأنحاء
أخرى من المشرق، وقبرص. استمر عدة قرون، ولقد انتقل الموارنة من الجبال
الشمالية جنوباً باتجاه
الشوف وباقي المناطق على أربع مراحل:
-
المرحلة الأولى عندما سمح لهم المماليك وآل عساف بسكنى كسروان عام 1291.
-
المرحلة الثانية كانت بعد العام 1306، بعد طرد المماليك الشيعة من مناطق عدة
بوصفهم مسلمين انشقاقين،
كما ذكر سابقا. ناهيك الاضطهادات بحق الموارنة في زمانه
-
المرحلة الثالثة كانت في ظل الأمراء الدروز ابتداء من القرن الرابع عشر، وفي
القرن السابع عشر ازدهرت صناعة الحرير في جبل لبنان ولكن اليد العاملة
الدرزية لم تستطع تلبية الطلب الأوروبي المتزايد على الحرير اللبناني ولذلك
استقبل الدروز الفلاحين الموارنة وشجعوهم على الهجرة إلى المناطق الدرزية مع
أفراد عائلاتهم.
-
المرحلة
الرابعة للهجرة المارونية إلى وسط جبل لبنان حتى جزين، بدات خلال فترة النزاع
الدرزي الداخلي ومعركة عين دارة عام 1711 إذ بعد تلك المعركة تراجع عدد
السكان الدروز وخسروا قسماً كبيراً من يدهم العاملة والمقاتلة.
|
|
منذ اواسط القرن 17
من اهم المرتكزات ، الحريات والملكية |
أدت الحملات المملوكية الى
فراغ سكاني في كسروان وبعض المتن، وبدأت عملية النزوح
التدريجي الذي تزايد منذ اواسط القرن 17 الى كسروان
والشوف بغية تلبية حاجات متبادلة افرزت نظام التعايش
الدرزي الماروني، من دون ان يلغي ذلك الخاص بكل جماعة
التي حافظت على خصائصها. واخذ هذا التباين بعده الثاني
المهم في ركائز نظام التعايش من خلال الديموغرافيا
التي ارتبطت بنظام الالتزام العثماني، الذي ادى بطريقة
ما الى صراع قيسي يمني حدد التوجه السياسي الذي كان
مشتركاً بين فئتي المجتمع.
شكَّل التسليم بالحريات
الأساسية وفي طليعتها الحرية الدينية المرتكز الثاني
للخاص وفي الوقت عينه للمشترك. وشكل حق الملكية
المرتكز الثالث للخاص والمشترك لان الجبل تميز بوضع
خاص على هذا الصعيد عن الولايات العثمانية. وقد بدأ حق
التصرف بالأرض منذ فخر الدين الثاني الذي اعطى
الموارنة حق التصرف ببعض الاراضي، والاهم انه بعد فخر
الدين تحوّل نظام الالتزام الى ملكان اي التصرف بالارض
مدى الحياة وامكانية التوريث. وأهم ما يميز الجبل ان
عقود البيع لم تسجل في المحكمة الشرعية في صيدا او
طرابلس على غرار ما كان يتم في مناطق الساحل. وتبدت
الميزة الرابعة بعلاقة الجبل بالعثمانيين التي لم تتعدَ
الحالة الأمنية ودفع الضرائب، وتُرك أمر الشأن الداخلي
للأمير والاعيان خصوصاً على صعيد ملكية الاراضي.
اهتز هذا النظام، عند التدخل الأجنبي الذي بدأ من عهد الجزار.
|
عام
1701
ملك فرنسا يجدد حمايته للموارنة |
وفي العام 1701على أثر رسالة بعث بها البطريرك الماروني اسطفان
الدويهي، مع رسول خاص، إلى الملك لويس الرابع عشر، يشكو فيها العنف
والاعتداءت التي حصلت خلال سنة 1700 في جبل لبنان، ضد الطائفة المارونية
وضده شخصياً وضد بعد الأحبار.
أرسل الملك لويس الرابع عشر بتاريخ
10 آب 1701، جواباً إلى البطريرك، وكتاباً إلى سفيره لدى السلطان العثماني في
القسطنطينية، يطلب فيه من السفير أن يستحصل من السلطان
على وعدا بموجبه
اعادة الحالة في البلد الماروني إلى ما كانت عليه سابقاً، وأن تكون
علاقة هذا البلد، الذي لا يزال تحت حماية الملك، مع باشا (ولي) دمشق،
ومنع باشا طرابلس من المداخلة مستقبلاً في بلاد الموارنة وفي موارد دير
قنوبين. |
|
|
الأمراء الشهابيّون
بين اعوام: |
1788-1697 |
|
|
مقدمة، الميثاق الشهابي |
وسيكسب الميثاق الشهابي،
الذي أبرمه الأمير بشير الثاني والاعيان الدروز، لبنان
وضعاً متميزاً. ان من حيث تنظيم الحكم في الجبل اي ان
يكون الأمير من العائلة الشهابية، أو من حيث قواعد
السلوك السياسي ارتكزت على المناصب بما في ذلك الأمير،
الأمر الذي نقل مجتمع الجبل من التعايش إلى الإجتماع
السياسي. وهو امر له مدلوله الكبير على مستوى الخاص في
لبنان عامة والجبل خاصة لأن سلطة الأمير الشهابي شملت
عموماً معظم لبنان الحالي. |
|
|
نهاية القرن السابع عشر،
من 1697
تذكر ثلاثة احداث اساسية |
في
نهاية القرن السابع عشر،
نستخلص
ثلاثة احداث اساسية :
-
سياسي
،
لم يجد الاقطاعيون المتعددي المذاهب
اي صعوبة في تقبل آل شهاب السنة أمراء
على لبنان بعد المعنيّين الدروز.
بعد وفاة أحمد بن معن عام 1697 ونتيجة تصاهر العائلتين، مع
الامير ملحم شهاب،
استلم الامارة بشير شهاب الأول كوصي حتى وفاته عام
1707
كان ال شهاب
يعيشون أصلا في منطقة
حوران في
جنوب غرب سوريا واستقروا في وادي
ال تيم في جنوب
لبنان.
ثم
حيدر شهاب حتى 1732،
وتلاه ملحم شهاب حتى 1754، الذي أعاد توسيع الإمارة
مؤقتاً بضم جبل عامل والبقاع عام 1748 وبيروت عام 1749. وأبرزهم كان
بشير الثاني، الذي كان
في نواح كثيرة مثل الكثير من
سلفه، فخر الدين الثاني،
يريد لبنان قوي
ومستقل. .
-
ديني،
الإصلاح الرهباني مع البطريرك
الدويهي ، وتأسيس الرهبانيات
المارونية الثلاث على
مراحل.
هذه الرهبانيات، سوف تساهم
كثيراً في
التوزيع
السكاني
المسيحي وفي توزيع
الملكيات
العقارية.
-
ذات طابع
ديني
ونتائج سياسية
وهو تنصًر
الشهابيين
السنة ابتدأ من
سنة 1710 ، اذ ولد الامير
بشير الثاني مارونياً
،
كذلك تنصر ال ابي
اللمع
الدروز ابتدأ
من سنة
1709 ،
من
اللذين تنصروا
ايضاً آل حرفوش الشيعة وآل
الهاشم في
العاقورة.
|
بعد 1711 ...
واقع الحال على الارض |
في العام 1711 قام الأمير حيدر الشهابي، بتوزيع مراتب المشايخ أو
الاقطاعيين في الجبل بعد معركة عين دارة كالتالي: من الدروز آل جنبلاط
في مشيخة مقاطعة الشوف وآل تلحوق في الغرب الأعلى بعد سلخها عن مشيخة آل
ارسلان، وآل أبي اللمع في المتن وآل أرسلان في الغرب الأسفل جوار بيروت، وآل
عبد الملك في الجرد ومن السنة آل شهاب في وادي التيم ومن الشيعة آل حرفوش في
بعلبك ومن الموارنة آل الخازن في كسروان.
ولكن الدروز انقسموا مجدداً إلى حزبين، جنبلاطي بزعامة آل جنبلاط جمع معظمهم
المشيخات ويزبكي نسبة إلى يزبك العماد، وضم آل العماد وآل عبد الملك وآل
تلحوق.
ورغم استمرار المشيخات الدرزية، فإن الموارنة أصبحوا في القرن الثامن عشر
الفئة الأكثر عدداً في جبل لبنان من الشمال إلى الشوف وفيما بعد إلى جزين،
وحتى الشوف أصبحوا أغلبية وباتت دير القمر، عاصمة الأمراء الشهابيين، بلدة
مارونية تفوق بعقلين، عاصمة آل معن في السكان والثروة، ولم يكن الموارنة
أصحاب أملاك وثروة وسلطة سياسية في بدء إقامتهم في الكانتونات الجنوبية، ولكن
بعد تحصيلهم المعارف وممارستهم التجارة وتبوءهم المراكز المهمة في الإمارة
فتحت لهم الأبواب ليصبحوا أسياد الجبل.
ولم يشعر الدروز بتاتاً بأي تهديد من الموارنة لا بل كان الدرزي يعتبر
الماروني أخاً
له، حيث أشاد رحالة فرنسي زار لبنان في عهد الأمير يوسف
الشهابي بانفتاح الدروز على الوافدين المسيحيين الذي لم يقابل دائماً بالمثل
من الموارنة، وتسامحهم الديني الذي كان على تباين مع تعصب المسلمين والنصارى
|
|
|
عام 1730 |
1730،
تم بناء الدير
في
بكركي من الشيخ خطار الخازن. كان
القليل من
الكنيسة مع
كرم المشيخة جنبا إلى
جنب |
|
|
عام
1736
المجمع الماروني اللبناني في
اللويزه |
لا
بد من ذكر
المجمع اللبناني في
اللويزه سنة 1736
،
حيث تم تنظيم
هيكلية الكنيسة المارونية
وإنشاء الأبرشيات
المحددة
جغرافيا واقامة المطارتة
في
ابرشيتهم ,
" فلا
يعود
الأسقف نائبا
للبطريرك ولكن راع
لبرشية
ورئيسها الفعلي , لكن هذا القرار لم
يطبق الا
إبتدء من
1819
" كما شدد
المجمع على
تعميم
المدارس والتعليم في كل القرى والمدن
والأديار الكبيرة ,
وجعل التعليم إلزامياَ
وشبه
مجانياَ
" إلى
جانب أمورٍ
تنظيميةٍ كثيرةٍ تختص
بالرهبنات مثل الفصل
بين الرهبان
والراهبات في
الأديار ومنح
الرهبنات بعض الإستقلالية
في
إدارة شؤونهم ..."
صار هذا
المجمع
دستورا جديدا للطائفة
واساسا لتنظيمها ,
وقد سارت بموجبه
لقرنين
تقريبا.
كان
للمونسنبور العلاّمة
يوسف
سمعان السمعاني
الحصروني
(1768+) ، الدور الأساسي في
التحضير والمشاركة
بالمجمع بصفته
موفدا
بابويا.
وللذكر، هو لقاء
المطران
السمعاني
مع والدته
في حصرون عند قدومه إلى
لبنان وتكلمه
معها
بالسريانية.
ملاحظة:
البطركية المارونية، وهي التي أقرّت، إبّان المجمع
اللبنانيّ الذي انعقد العام 1736، التعليم الإلزاميّ
والمجانيّ لجميع الأولاد الموارنة، حتى الفتيات منهم،
وأجبرت كلّ رعية وكلّ دير على أن ينشئ مدرسته
الخاصّة. |
|
|
عام
1750
حل رهبنة القلب الاقدس |
تولى المطران
جرمانوس صقر والأخت
هندية عجيمي مسؤولة بيت
تجمع
القلب المقدس.
الأخت
هندية عجيمي
(1720-
1798)،
تجمع
القلب
المقدس
ولدت هندية في حلب
في 16أغسطس
1720
لوالديها الموارنة
الملتزمين شكر الله عجيمي
وهيلين حوا. عمل
أفراد عائلة العجيمي تجار يجنون
ثرواتهم من
المعاهدات
التجارية الموقعة بين القوى الأوروبية
والعثمانيين خلال
1675.
كان لهندية شقيق يدعى نيكولاس
وشقيقات لم يحدد
عددهم. تعلمت
هندية على يد يسوعيين شجعوها على تنمية
جانبها الروحي ودعموها
بمشاركتهم معها قصص لفتيات اخترن
الحياة الدينية بمسارها
العلماني. تبنت
هندية بدورها العديد من
الولاءات
الكاثوليكية
الرومانية و
سر التوبة السمعي
المتكرر، واستمر دعم اليسوعيين لها
حتى عام 1748.
انتقلت هندية من
حلب إلى
بركة خان في
لبنان، حيث أسست نظامها الديني الخاص"عن
قلب يسوع الأقدس" في 25 مارس 1750،
وأنجحه تفاني
وإخلاص
المارون الغرب تجاهها. ادعت هندية أنها ترى رؤى عن
المسيح لصنع
المعجزات ويتحد
مع
الثالوث بطريقةٍ
فريدة من نوعها،
وادعت أيضاً أنها
تتحدث مع المسيح في
النقابات الصوفية، وسرعان ما
أصبحت تعتبر
قديسةً حيةَ
تلاقي احترام الناس وتبجيلهم.
دعمت الغالبية العظمى من رجال الدين الماروني
هندية مثل
البطريرك سمعان
عواد، والبطاركة بعده طوبيا الخازن
ويوسف
اسطفان ، بينما على العكس من ذلك
اليسوعيون وبعض
الموارنة،
أصبحوا أكثر ارتياباً بشأن عقيدة
وشخصية هندية.
عام 1752
أمر البابا بنديكت
الرابع عشر بالتفتيش الأول
الذي تقوم به
الفرنسيسكان
ديسيديريو دا كاسباشانا،و كان
يعادي في
البداية هندية، أصبح هو نفسه من
مؤيديها. دعمت
الحالة التي
مرت بها هندية العودة تحت البطريركية يوسف
اسطفان لأن البطريرك كان
مولعا جداً بالتفاني الذي تستقبله
هندية حتى أنه جعل "قلب
يسوع
الأقدس" يوماً مقدساً يلتزم
به الموارنة. ونفذت
عمليات
تفتيش جديدة للخروج من خلال فاليريانو دي
براتو
حارس الأراضي
المقدسةفي عام 1773،
وأخيراً اتخذ بيترو
كرافيري من موريتا في
1775
موقفا ضد مذاهب
هندية. تلقت قضية هندية معارضةً
من قبل
معارضي
يوسف اسطفان
من
شيوخ
آل
الخازن والأساقفة ميخائيل فاضل
الخازن
وميخائيل
فاضل.وأخيراً
في عام 1779
أصدر البابا
بيوس السادس
مرسوماً ينص على أن هندية مخادعة
والعقيدة
التي روجت لها
باطلة، وعلاوة على ذلك، سحب منها وسام القلب
المقدس و علق البطريرك
يوسف اسطفان
من جميع وظائف
وعين ميخائيل الخازن نائباً
له. أعيد
البطريرك
يوسف اسطفان
إلى السلطةفي عام
1784،
في حين عاشت هندية
بقية حياتها كراهبة محصورة في
مختلف
الأديرة
محظورةأعمالها، وتوفيت في 13 فبراير
1798
في دير سيدة
الحقلة | |
|
|
عام 1756
اعتنق أبناء الأمير ملحم المسيحية المارونية |
في هذا الوقت، وبعد تنحي المير ملحم شهاب عن سدة الإمارة ليتقاعد في بيروت
ويدرس الفقه الإسلامي تولا الامارة شقيقه الامير منصور.
وللتنويه فقط، بقي الأمراء الشهابيون على مذهب المسلمين السنة، حتى العام 1756
وفي هذا الزمن، كان ولدي الأمير ملحم شهاب قد اعتنقوا المسيحية
على المذهب الماروني، بسماح منه . كما كان قد تنصرى في نفس الفترة آل أبي
اللمع أمراء المتن. |
عام 1758 |
لكن الامير ملحم شهاب بعد عودته، سمى عام 1758 ابن أحد أشقائه ويدعى الامير
قاسم ليكون أميرا، فتجاهل الامير منصور هذه التسمية وابقى الإمارة لنفسه |
عام 1761 |
عندما توفي الامير ملحم في العام 1761 طالب شقيقه الآخر
الامير أحمد شهاب بالإمارة، مدعوماً
من آل عماد وتلحوق وعبد الملك من الدروز وآل حبيش والدحداح من الموارنة، وهم
زعماء ما عرف حينها بالحزب اليزبكي.
فلم ينجح. |
عام 1767 |
نزح الامير قاسم إلى غزير حيث أصبح مارونياً عام 1767 |
بعد العام
1770
زمن
السيطرة
السياسيّة
للموارنة |
اما
الأمير منصور
شهاب ، المدعومً من الحزب الجنبلاطي بقيادة آل جنبلاط وآل
الخازن، استمر في الحكم حتى 1770،
اما ما حصل بعد ذلك كان مفصلاً
تاريخياً في الجبل، إذ تولى الإمارة لأول مرة هو
الامير يوسف شهاب ابن
الامير ملحم الذي
اعتنق المسيحية.
وهكذا تحققت سيادة الموارنة على الجبل حيث أصبحوا الأكثر عدداً وعلماً
والأكبر ثروة فبدأ عهد الأمراء الموارنة.
كان أساس ثروة الموارنة ازدهار الصناعة وخاصة الحرير، وقدوم المستثمرين
بأموالهم من الداخل السوري وقويت التجارة مع أوروبا نتيجة الروابط التي بناها
الموارنة وخاصة مع إيطاليا وفرنسا وانضمامهم باكراً إلى الكثلكة عبر توحدهم
مع روما، كما أن فرنسا عينت أحد مشايخ آل الخازن قنصلاً على بيروت عام 1655،
حيث استمر آل الخازن في هذا المنصب حتى 1758 ثم عينت موارنة آخرين منهم غندور
السعد
أحد أجداد رئيس جمهورية في القرن العشرين، وازدهر التعليم ما زاد من مهارة
الموارنة في الاقتصاد ومن درايتهم في الحكم فاعتمد عليهم الدروز والعثمانيون
في شؤون الإدارة والمال.
ولكن السلطة لم تنتقل إلى الموارنة بمجرد وصول
الامير يوسف شهاب إلى الإمارة، إذ
استمر نفوذ
الاقطاعيين الدروز حتى العام 1822، كما أن الشوف بقي نواة السلطة
في جبل لبنان، وحرص الشهابيون الموارنة على الظهور بمظهر الدروز.
ودلالة على ضعف الموارنة السياسي في جبل لبنان، خضوعهم حتى في مواطنهم
الأصلية لللاقطاعيين الشيعة ففي أواخر القرن السابع عشر، وقعت مناطق بشري
والبترون وجبيل المارونية والكورة الأرثوذكسية تحت نفوذ آل حمادة الشيعة
الذين تولوا التزام هذه المناطق باسم الوالي العثماني، فلم يكن
للاقطعيين
الموارنة شـأن يذكر في تلك الفترة إلا في كسروان بقيادة آل الخازن.
بسبب الصراع الدرزيّ
الداخليّ وانتشار
الموارنة ورسوخ
علاقاتهم
بألدروز،
نتقلت
السيطرة
السياسيّة
بالمعنى العام، إلى
الموارنة
نعم
الموارنة بامتيازات
كبيرة في هذه الحقبة من
تاريخهم، وأصبحت لهم، مكانة سياسية
فريدة من نوعها في
البلاد العثمانية.
ويومها كان الموارنة
تحت الحماية المباشرة
لفرنسا ولم يكن بطريركهم بحاجة
للحصول على
مصادقة السلطان العثماني ليثبته في
مركزه اضِف إلى
ذلك، أنّ إنشاء
المدارس في كلّ القرى المارونيّة
الجبليّة، كما أوصى
الـمَجمع اللبنانيّ، زاد
مِن طبقة المتعلّمين وجعلهم
يتبوّأون المناصب
العُليا.
وتزامن صعود
الامير يوسف شهاب عام 1770 معه حرب كبرى قبل عامين بين السلطنة والإمبراطورية
الروسية استمرت ستة أعوام، وكانت جزءاً من سلسلة حروب استمرت قروناً، وانتهت
معظم الوقت بتنازل السلطنة العثمانية لروسيا عن أراض في أوروبا الشرقية،
|
|
|
تشرين الأول/ 1773
قصف الأسطول الروسي بيروت وصيد |
ففي تشرين الأول/ أكتوبر 1773 قصف الأسطول الروسي بيروت وصيدا،
وكان حليف
روسيا المحلي هو أمير فلسطين ظاهر العمر يدعمه أمير جبل لبنان يوسف شهاب
وأمير حرب جبل عامل ناصيف النصار وشكل علي بك الكبير والي مصر رأس الحربة في
هذه الحملة المشتركة وارسل جيشاً لاحتلال دمشق. |
عام 1774
حق روسيا في حماية الرعايا الأرثوذكس |
فما إن دخل الجيش المصري بلاد الشام، حتى هاجم يوسف بيروت، وظاهر العمر،
يدعمه ناصيف النصار، صيدا، وكان نجاح هؤلاء قصير الأمد، إذ أن الروس أرادوا
حصار ثمار انتصاراتهم في الحرب، فوقعوا اتفاقية مع الحكومة العثمانية في
بداية عام 1774 وبموجب اتفاقية "كجك كينرجي" قدم الباب العالي تنازلات مؤلمة
سمحت للروس بابتلاع أراض شاسعة من السلطنة والحصول على امتيازات مهمة، منها
حق روسيا في حماية الرعايا الأرثوذكس داخل الدولة العثمانية.
وبموجب هذا الاتفاق، انسحب الجيش الروسي من بيروت في شباط /فبراير 1774 وسلم
الأدميرال الروسي يفجيني المدينة للأمير يوسف شهاب مقابل 300 ألف قطعة ذهبية،
وهو يعلم أن أمير الجبل لن يصمد طويلاً أمام عسكر السلطنة العائد وتصرف يوسف
بوحي خبرة من سبقه في الإمارة بأن الحكومة ستسمح له بالتزام بيروت مقابل
سداده الضرائب.
ولكي يرضي الباب العالي ويسترد ما دفعه للأدميرال الروسي فرض يوسف ضرائب
باهظة على بيروت والجبل، فاعتبره مواطنو بيروت متسلطاً لا محرراً، كما أن
العثمانيين لم يكونوا ليسمحوا بترك مدينة هامة كبيروت بيد أمير محلي في نهاية
القرن الثامن عشر، كما فعلوا سابقاً مع الأمير فخر الدين في بداية القرن
السابع عشر.
|
|
|
عام 1776
أحمد باشا الجزار
والي صيدا |
وقام والي صيدا الجديد، أحمد باشا الجزار وهو من البوسنة من مركزه في عكا
بمهاجمة جبل عامل والتنكيل بالأهالي وعام 1776 أخذ الجزار بيروت وطرد يوسف
شهاب منها، وفاق الجزار المغول في قسوته وبطشه فكان دخوله بيروت دموياً، حيث
قتل الكثيرين وأغار على الأحياء المسيحية والأوروبية وهدم الكنائس محولاً
بعضها إلى مساجد وأحداث عطلاً في التجارة اللبنانية مع أوروبا.
وهكذا استطاع الجزار أن يفرض سيطرته المباشرة، حتى تقلصت مساحة إمارة لبنان
وخضعت لابتزازه ومزاجه، فحكم بالحديد والنار وأرعب الجبل وساهم في تذكية
مؤامرات
|
|
|
من عام
1780
بكركي
مقرًّا
للبطريركية
المارونية |
سنة 1780،
ووفق لقرّر مَجمع ميفوق
اي مجمع الاساقفة
الماروني السنوي بتاريخه، اصبح دير سيّدة بكركي
مقرًّا شتويًّا
للبطريركية
المارونية. مع العلم ان دير سيّدة
بكركي قد
بناه البطريرك يوسف
إسطفان.
وكان 1779 قد صدر
مرسوم
رسولي بحل تجمع القلب
المقدس
(رهبنة الاخت هندية)، ووضع المنزل في
تصرف
الطائفة المارونية لأي غرض
مفيد.
وفي 1786، أعلن المجمع
الماروني
للأساقفة أن
دبر بكركي يجب
أن
يكون تابعة لقنوبين،
الكرسي البطريركي.
اختار الأمراء
الشهابيون ، منذ أواسط القرن الثامن عشر ،
مارونياً ليشغل منصب
المدبّر (مدير ومستـشار أول).
وكان أول من شغل هذا المركز هو
سعد الخوري ( 1780).
ثم تـنامت سلطة المدبّر وهيبته إلى درجة
استطاع فيها أحد
المدبرين وهو جرجس باز
التصرف دون استشارة الأمير أو الحصول على
مصادقته. وهذا ما
أثار حفيظة الأمير بشير ضد جرجس
وأخيه ، عبدالأحد.
فأمر
الأمير بشير بقتل
الأخوين عام 1870. |
|
|
|
يقول فولتاي، العالم الفرنسي الذي جاء إلى لبنان سنة
1783 ومكث
فيه بضعة أشهر وتعلم اللغة العربية،
"إن طبيعة الارض في منطقة
الموارنة ، التي توفر الدفاع في كل مكان، فاعطت كل قرية، بل
كل عائلة تقريباً، وسيلةً للمقاومة بقواها الخاصة، وبالتالي لمنع سلطة
واحدة من إزدياد نفوذها… هذا المجتمع… الذي كان يحيط به منذ نشأته أعداء
أقوياء، لم يستطع مقاومتهم إلا بفضل وحدة ابنائه… وهكذا صان الموارنة
أنفسهم إلى هذا اليوم من الظلم والإستبداد والإضطرابات التي تنتج عن
الفوضى..
والأمة (المارونية) برمتها تعيش من الزراعة… والملكية مقدسة، على قدر
ما هي في أوروبا… والسفر، في الليل أم في النهار، يتم بأمن غير معروف في
باقي أنحاء الإمبراطورية (العثمانية)… وطبقاً لعادة اساسها الحذر وأوضاع
البلاد السياسية، يمشي جميع الرجال، شيوخاً، وفلاحين، مسلحين دائماً
بالبنادق وبالمدى."
“وفي الأمور الدينية، يخضع الموارنة لروما. ومع اعترافهم بسلطة البابا
العليا، فإن الإكليروس عندهم لا يزال ينتخب رئيساً يلقب بالبطريرك، أو
بطريرك انطاكيا… ويحتفلون بذبحة القداس باللغة السريانية… ويتلى الإنجيل
وحده باللغة العربية، لكي يسمعه الشعب… ولا يحتفل في أوروبا بالطقوس
الدينية أكثر مما في كسروان… ويحافظ (الأساقفة) على التواضع الذي نشأوا
عليه…ومعظمهم يعيش في الأديرة، مثل الرهبان البسطاء، في لباسهم وقوتهم…
وهم، كالكهنة يؤخذون من صف الرهبان…"
“ونظراً لانضواء الموارنة في روما، اعطاهم البابا مقراً في مدينة روما،
حيث يستطيعون إرسال عدد من الشبان ليتلقوا تربية مجانية… والفائدة القصوى
التي نتجت عن هذه الأعمال الرسولية، هي أن فن الكتابة شاع عند الموارنة
أكثر من غيرهم. وبهذه الصفة، شغلوا جميع مناصب الكتاب والنظار… عند
الأتراك، وبخاصة عند الدروز، حلفائهم وجيرانهم”.
|
عام 1788 |
الاقطاعيون هم من
أضعفوا الأمير يوسف، خاصة بعد تكاثر مطالبة أمراء
شهابيين آخرين بسدة الحكم، وتطور الموقف إلى حرب في
لبنان عام 1788 وإلى مواجهة بين عسكر الامير يوسف شهاب
وعسكر احمد باشا الجزارالجزار في قب الياس في البقاع،
فاضطر الأمير إلى التنحي عن كرسي الإمارة وأعطى الجزار
توجيهاً لللاقطاعيين ليدعموا شهابياً آخر هو بشير
الثاني، ابن قاسم الذي تنصر وتوفي في غزير، أميراً على
الجبل. |
|
|
|
البطاركة الموارنة في هذه
الفترة |
1788-1697
البطاركة الموارنة في هده
الفترة |
|
اسطفان الدويهي
من اهدن |
1670-1704 |
|
جبرائيل
بلوزا |
1704-1705 |
|
يعقوب
عواد من حصرون |
1705-1733 |
|
يوسف درغام الخازن من
غوسطا |
1733-1742 |
|
سمعان
عواد من حصرون |
1743-1756 |
|
طوبيا الخازن من
بقعات كنعان |
1756-1766 |
|
جوزيف ستيفان من غوسطا |
1766-1793 |
|