|
|
من 1919 - 1921 |
مرحلة
من الانتدلب الفرنسي
على بلاد الشام |
|
|
1918 |
مع انتهاء الحرب
العالمية الاولى اواخر العام 2018، وسقوط الامبراطورية
العثمانية، التي كان لبنان خاضعاً لسلطتها، كُلفت
فرنسا بناء على مؤتمر الصلح الذي عقد في فرساي،
"بالاشراف على لبنان وتحضيره للاستقلال"، وسميت
المرحلة بـ"الانتداب الفرنسي" في تسمية مقنعة
لـ"الاحتلال". |
1919 |
بعد زوال الحكم العثماني أعلن الأمير فيصل
المملكة العربية السورية على
بلاد الشام. وفي دمشق تم
تاسيس حكومة عربية لفترة
زمنية قصيرة في دمشق
على بلاد الشام،
اما بلاد الشام فكانت امتداد لكل من ولاية
الشام وولاية حلب والعراق وولاية بيروت وجبل
لبنان ومتصرفية القدس الشريف وعمان
لكن تحت ضغط الحلفاء عقد
الأمير فيصل اتفاقية
مع فرنسا ممثلة برئيس وزرائها جورج كليمانصو ومن
أبرز بنودها :
-
الانتداب الفرنسي على سورية مع احتفاظ
البلاد باستقلالها الداخلي، وتعاون سورية مع فرنسا في
العلاقات الخارجية والمالية.
-
الاعتراف باستقلال لبنان تحت الوصاية
الفرنسية الكاملة، وبالحدود التي
سيعينها الحلفاء من
دون بيروت.
-
تنظيم دروز حوران والجولان في فيدرالية
وفي أواخر حزيران من
العام 1919 انعقد مؤتمر
سوري العام رفض الاتفاقية بين الفيصل
وحورج كليمنصو وطالب بوحدة سورية واستقلالها
وقبول انتداب أمريكا وبريطانيا ورفض إنتداب
فرنسي
توترت العلاقة بين فيصل وغورو في أعقاب
تراجع فيصل عن اتفاقه مع الفرنسيين وانحيازه
للشعب، وبعد كليمنصو حلت
حكومة يمينية متطرفة، فتنصلت فرنسا من
الاتفاق فعلياً، وفي منتصف تشرين الثاني من
العام 1919 بدأت القوات البريطانية الانسحاب
من سورية بعد تواجد دام حوالي عام واحد. |
|
|
خارطة تظهر حدود سورية عند
إعلان في عهد الملك فيصل |
|
|
1920 |
وفي 8 آذار عام 1920، عقد مؤتمر
سوري عام بدمشق وخرج باعلان استقلال البلاد
السورية بحدودها الطبيعية استقلالاً تاماً
رفض الحلفاء الاعتراف بالدولة الوليدة وقرروا في نيسان
من عام 1920 خلال مؤتمر سان ريمو المنعقد
في إيطاليا تقسيم البلاد إلى أربع مناطق تخضع
بموجبها سورية ولبنان للانتداب
الفرنسي والأردن وفلسطين للانتداب البريطاني، وإن
كان لبنان ومعه الساحل السوري وكذلك فلسطين لم تدخل
عسكريًا تحت حكم المملكة نظرًا لكون جيوش الحلفاء فيها
منذ نهاية الحرب العالمية الأولى
وبعد رفض متبادل وقيام في سوريا مقاومة للواقع، كانت
النتيجة معركة في ميسلون ومعاقبتهم بسبب التصدي للقوات
الفرنسية، وذلك بتقسيم سوريا غلى اساس طائفي |
1920/1921 |
الانتداب الفرنسي يقسيم سوريا غلى اساس طائفي، بإنشاء ستة دويلات مستقلة وهي: -
دولة دمشق (1920 إلى 1925). وتشمل مدن حمص وحماة ووادي نهر
العاصي إلى جانب دمشق العاصمة
- دولة حلب (1920 إلى 1925).امتدت في مناطق الشمال السوري
- دولة العلويين (1920 إلى 1936).وتشمل محافظة طرطوس ...
- دولة لبنان
الكبير (1920 إلى 1926).ضم بيروت العاصمة مع
أقضيتها وتوابعها (صيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وعكار) والبقاع مع
أقضيته الأربعة (بعلبك والبقاع وراشيا وحاصبيا)،
- دولة جبل الدروز (1921 إلى 1936).وتضم منطقة السويداء
...
- لواء الاسكندرون المستقل 1921،
الانتداب الفرنسي على
سوريا ة ولبنان |
|
|
|
|
|
من 1919 إلى الجلاء 1946 |
لبنان في ظل الانتدلب الفرنسي، من
1919 إلى الجلاء 1946 |
|
|
مقدمة، مرحلة
الانتداب الفرنسي
1920- 1943 |
الانقسام
الوطني اللبناني في عهد الانتداب
كما في اي مجتمعات وللتاريخ، يحظى اي تغير او احتلال
لمناصرين او لرافضين لشكل هكذا حكم. اما في لبنان، كما
يعرف بجغرافيته المعروفة اليوم، تجلي هذا الامر هكذا:
- المكون الاسلامي في
لبنان كان يعتبر العثمانيين بوصفهم من ملته
الاسلامية ان احتلالهم لبنان هو حلال وكان
يعتبرهم من اهل البيت لهذا كان العثماني يصون
حقوق الاسلام ويعتبر اسلام لبنان عينه وسنده.
والاهم كان يحتسب المسلم اللبناني ان العثماني
هو المنقذ الالهي لهم لاسلمة شعب لبنان باملهم.
لهذا كانت الغالبية المسلمة في لبنان مع ما كان
يرتكبه العثماني من جرائم واحيانا كان شريكه.
-
فها هي مثلا الابادات الاجرامية
العثمانية بحق المسيحيين قامت في جبل لبنان اقله
بين 1860 و1916، 200 الف انسان قتيل جوعا و200
الف انسان هجروا اضطهادا من اصل 540
الف انسان. والنتيجة ان هذه البطولة افرحت
المسلم في لبنان وابكته لهزيمة صديقه العثماني.
-
صحيح ان الحلم الاسلامي
لصاحبه هو تصور شرعي حق، وان كان بالقتل او
الارغام او الديموغرافيا. في حين بنظر الاخر الى
هذا الحلم بانه سراب ولن يحصل لان مقاومة هذا
الحلم لا هوادة فيها.
- من هنا على من اراد
الاحادية كان شانه، فلن يتقوقع زمن ضعفه
وان ينتظر احدا ليقدم له الطاعة. لكن في حال كان
راغب بالتواصل مع الاخرين غليه احترام الاخربن
لكي يحترمه الاخرون، على قاعدة "ان الحق ينتهي
مع بداية حق الاخر"، وبشكل دائري وفي الاتجاهين.
- اما المكون المسيحي
وخصوصا الماروني كان
فريقين:
1- واحد رفض الاحتلال العثماني والاسلمة،
كان احيانا
كانيهادن واحيانا كان يقاوم رغم الخسائر
ا2- اما الثاني
كانت مصالحه مشتركة مع العثماني او
لرغبة سلطوية او ما شابه،
لهذا صنف حليف وميل وسيف العثماني، "على
مبدا من بعد حماري ما ينبت حشيش".
|
صحيح ان الفريقين قد
طالبا بالاستقلال: فالمسلم اراد الاستقلال لانه لم يعد
هوعدديا الغالبية.
اما الفريق االمسيحي المقاوم زمن العثمانيين اراد
الاستقلال
لاهمية الاتصال بحضارة الغرب وخوفا من
الضغط الاسلامي الذي لا يعرف السكينة حتى تحقيق مشروعه
للاسلمة.
منهنا ياتي البعض للخلطا بالتوصيف والتسميات مثل:
"الانقسام المنبثق عن تناقضات مجتمعية حول مفهوم
الكيان اللبناني الشامل للرقعة الجغرافية التي انتهى
أليها تطور لبنان السياسي على أيدي الفرنسيين بعد عام
1920. |
|
|
لبنان
المستقل او الملحق... |
كانت
فرنسا خلال الحرب
العالمية الأولى قد أنزلت قوات
في لبنان وفي
نهاية الحرب احتلت
لبنان وفقاً لمعاهدة
سايكس ـ بيكو السرية بين
فرنسا وبريطانيا العظمى
، الموقعة في عام
1916.
عندما انعقد مؤتمر السلام في باريس عام 1919 لمناقشة
مصير المقاطعات العثمانية التي حررها البريطانيون
والفرنسيون في الشرق الأوسط ، أراد العديد من
اللبنانيين ، وبشكل خاص الموارنة الاستقلال الذاتي تحت
الحكم الفرنسي. وقد لعب البطريرك حويك ، المشهور
بالبطريرك اللبناني ، دوراً كبيراً في مؤتمر السلام في
باريس لتحقيق استقلال لبنان عن سورية ، خاصة وأن
الأمير فيصل كان يطالب في مؤتمر السلام اعتبار لبنان
جزءاً من سورية. وفي عام 1920 تحقق حلم الموارنة
بالحصول على دولة مستقلة تحت الانتداب الفرنسي ، وفي
عام 1926 حصلت دولة لبنان الكبير الجديدة على حكومتها
ودستورها الخاصين بها |
|
|
ايلول 1920 |
أعلن الجنرال غورو
في الأول من سبتمبر 1920 عن قیام دولة لبنان الكبیر،
وتكون بیروت عاصمة لها،
وألحقت بدولة لبنان الكبیر أقضیة بعلبك والبقاع
وحاصبیا وراشیا وصیدا وصور ومرجعیون وطرابلس التام
وعكار .
أعلن الجنرال غورو في الأول من سبتمبر 1920 عن قیام دولة لبنان
الكبیر، وتكون بیروت عاصمة
لها،
بعد اعادة ترسيم الحدود بين البلاد التي كانت خاضعة
للحكم العثماني ومن بينها سوريا ولبنان. وألحقت
بدولة لبنان الكبیر أقضیة بعلبك والبقاع وحاصبیا
وراشیا وصیدا وصور ومرجعیون وطرابلس التام وعكار .
جاء ذلك بعد عدة وفود ترأسها البطريك الياس الحويك الى
مؤتمر الصلح، حيث عرض على المؤتمرين مطالب مسيحيي
لبنان الرافضة للانضمام لوحدة "سوريا الطبيعية"، وقيام
دولة لبنانية مستقلة بضم الاراضي التي سلخت عنه ايام
المتصرفية. ورفض مسلمو لبنان هذه الصيغة، لأن الدولة
الجديدة جعلت منهم أقلية وهم الذين كانوا جزءاً من
الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد العثماني. ولأنهم
كانوا يريدون، بعد الانسلاخ عن الدولة العثمانية،
الانضمام إلى دولة عربية برئاسة الأمير فيصل تضم سوريا
الكبرى، أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن
والعراق. لكن سرعان ما بدأت فكرة "الكيان اللبناني"
تتبلور عند مختلف الاطراف، فجاء "الميثاق الوطني"
ليؤكد عليها بطرحه معادلة "من أجل بلوغ الاستقلال، على
المسيحيين ان يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم وأن
يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري".
أعلن الجنرال غورو ولادة
دولة لبنان الكبیر من مركزه
في قصر الصنوبر في بیروت،
بحضور«البطریرك الماروني الياس
الحويك (1863-1955، ولد في بشرى ، تولى منصب
البطریركیة في لبنان منذ عام 1932» ، ومفتي الطائفة
السنیة والعدید من رجال الدین والموظفین والمناصرین ،
وقد قسمت فرنسا لبنان إلى أربع متصرفیات ومدینتین
ممتازتین :
- متصرفیة لبنان الشمالي ومركزها زغرتا
- متصرفیة جبل لبنان ومركزها بعبدا
- متصرفیة البقاع ومركزها زحلة
- متصرفیة لبنان الجنوبي ومركزها صیدا
- مدینة بیروت الممتازة
- مدینة طرابلس الممتازة
|
تضاعفت مساحة لبنان عما كانت علیه في عهد المتصرفیة
، وتغییرت التركیبة
السكانیة وزاد عدد
المسلمین عن المسیحیین .
فقد إستقبل إعلان دولة لبنان الكبیر وسط غبطة قسم من السكان المسیحیین
، لأنهم شعروا بأن كیانهم الوطني الذي طالما نادوا به
في ظل الدولة العثمانیة قد تحقق في ظل الإنتداب
الفرنسي ،
فیما رأى المسلمون في هذا القرار خیبة أمل ، وظلت
أمالهم متعلقة بتحقیق الوحدة مع سوریا |
|
|
|
|
|
عملة معدنية فئة 5
قروش، لبنان الكبير، 1924 |
علم دولة لبنان الكبير |
|
|
|
1920-1923
مفوض عسكري فرنسي |
الجنرال هنري جوزيف أوجين غورو
تولى على لبنان مفوض عسكري فرنسي، كحاكم هو، الجنرال غورو (1920 -1923،
واجهته الثورات في بلاد الشام
وخاصة في جبل عامل وحوران ، وتعرض لمحاولة
إغتیال وطلب من حكومته
مده بالقوة اللازمة فرفض طلبه ، فإستقال من منصبه |
1921 |
في عام 1921 أجرت المفوضیة الفرنسیة إحصاءا سكانیا وإ تخذته كأساس
لتوزیع مقاعد نیابة بین الطوائف |
1923-1924
مفوض عسكري فرنسي |
الجنرال ماكسيم ويگان
تولى على لبنان مفوض عسكري فرنسي، كحاكم هو، الجنرال ویغان 1923 -1924،
هدأت الأحوال في عهده بعض الشيء خاصة وأنه
وعد اللبنانیون بدراسة مطالبهم
للاستقلال.
|
1924-1925
مفوض عسكري فرنسي |
الجنرال موريس پول ساراي
تولى على لبنان مفوض عسكري فرنسي، كحاكم هو، الجنرال ساراي (1924 -1925،
ففي سنة 1924 تسلم الیساریون الحكم في فرنسا،"
هو تعبیر نشأ مع قیام الجمعیة الوطنیة
الفرنسیة إبان الثورة الفرنسیة عام 1789 ، وتوسع
إستخدام هذا الإصطلاح بقیام الأحزاب السیاسیة ،
فأصبح المؤیدون للحكومة القائمة یعرفون بالیمین ،
والمعارضون بالیسار".
فعزلوا ویغان وعین بدلا عنه «الجنرال ساراي
- 1856 -1929،
جنرال فرنسي ، تخرج من سان سیر ، كان ضابطا مرافقا
للجنرال إندریه وزیر الحربیة عام 1900 ، ثم عین
مدیرا للمشاة ، وفي حرب 1914 تولى منذ بدایة
العملیات قیادة الجیش الثالث» ، وفي عهده نشبت
الثورة في سوریا سنة 1925 في جبل الدروز ، ما أدى
إلى إنهاء عهد الحكم العسكري
|
كانون الثاني
1925-ايار 1926
مفوض مدني فرنسي |
يارون هنري دو جوفينه دو
أورسان
بدأت مرحلة جدیدة من الحكم عین لها
مفوض سامي جدید غیر عسكري وهو «هنري دي جوفیل،
رابع مندوب سامي فرنسي في سوریا ولبنان ، وهو
عضو مجلس الشیوخ الفرنسي ، كما أنه أول مندوب سامي
مدني ، ظل في منصبه لمدة ستة أشهر أي من دیسمبر 1925
إلى ايار 1926»
عين سعیا لتهدئة الأوضاع ،
وكانت سلطته مطلقة وهیمن على السلطة القضائیة
والتشریعیة ، كما إستبد في
تطبیق الأحكام وتعسف في فرض القرارات |
|
|
1926 |
اضطرت فرنسا تحت ضغط المقاومة الوطنيّة في سوريا
ولبنان أن تسمح للبنانيين بالاشتراك في وضع دستور
للبلاد،
ثم أعلنت الجمهورية
اللبنانية في 23
ايار عام
1926م، وعاصمتها بيروت،
اللغات الرسمية : العربية والفرنسية، الديانة الرسمية:
المسيحية والاسلام.
وبموجب الدستور الجديد أصبح للبنان مجلسان: مجلس
الشيوخ اللبناني، ومجلس
النواب اللبناني.
وقد دعي المجلسان لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية
الجديدة في 26
اذار عام 1926م، وفاز بالرئاسة
شارل دباس.
وللملاحظة،
حفظ دستور 1926
لإدارة الإنتداب
حق الوصاية على اللبنانيين.
حيث خص المفوض
السامي الفرنسي صلاحيات مطلقة
مثل تعديل الدستور
وحل المجالس و...
وبإعلان الجمهورية يكون الفرنسيون قد أنهوا حكمهم
المباشر للبنان. |
|
|
شجاعة في معارضة الانتداب |
كان تأثير معارضة
البطريرك للمفوض
السامي الفرنسي
والانتداب الفرنسي عارماً
بحيث خرج المصلّون
المسلمون من الجامع في
دمشق هاتفين " لا لإله
إلا الله
والبطريرك عريضة حبيب الله ". " لا
إله إلا الله وتاج
الدين
الحسيني عدو الله
" كان تاج الدين آنئذٍ
رئيس
الدولة السورية الذي لم
يعارض الانتداب الفرنسي كما
فعل البطريرك الماروني. وفي الحقيقة ، اصطدم بعض
القادة الموارنة ،
ومنهم أميل أده ، الذي كان صديقاً
مخلصاً
للفرنسيين ، مع الحكومة الفرنسية
عندما رفضت
تعيين حاكم لبناني
على لبنان. علاوة على ذلك ، لم يكن
أده على
علاقة طيبة مع المفوض
السامي الفرنسي اثناء
توليه رئاسة الوزارة
بين 1929 و 1930 وكرئيس
للجمهورية من عام
1936 وحتى
1941 |
|
|
1932 |
في عام 1932م، علق المفوض الساميّ الفرنسي الدستور
اللبناني، وحل مجلس النواب اللبنانيّ والوزارة
اللبنانيّة، وعين شارل دباس رئيسًا للدولة لأجل غير
مسمى يساعده في إدارة الجمهورية
مجلس مديرين، وظل دباس على رأس الدولة حتى عام
1933م، بعدها عين الفرنسيونحبيب
باشا أسعد رئيسًا
جديدًا للجمهورية اللبنانية لمدة سنة، ثم جدد له سنة
أخرى. |
احصاء 1932
في عام
1932 أجرى الفرنسيون تعداد لسكان لبنان الكبير عرف
بإحصاء . وهذا الأحصاء هو الوحيد الذي اعتمد والذي
على أساسه يتم التوزيع الطائفي للمناصب الرسمية
والمراكز العليا إلي حين قيام اتفاق الطائف. وكانت
النتائج كالتالي: |
الطائفة، مسيحيون |
عدد السكان(نسمة) |
النسبة (مئوية) |
الموارنة |
226,378 |
28.8 |
روم أرثوذكس |
76,522 |
9.7 |
روم كاثوليك |
46,000 |
5.9 |
آخرون (معظمهم أرمن) |
53,463 |
6.8 |
المجموع الكلي للمسيحيون |
402,363 |
51.2 |
|
الطائفة، مسلمون |
عدد السكان(نسمة) |
النسبة (مئوية) |
السنة |
175,925 |
22.4 |
الشيعة |
154,208 |
19.6 |
الدروز |
53,047 |
6.8 |
المجموع الكلي للمسلمون |
383,180 نسمة |
48.8 |
|
|
عدد
سكان لبنان الكلي: 785,542 نسمة. |
و بناء
على نتيجة هذا الإحصاء تم توزيع السلطات والمناصب
على الطوائف اللبنانية الذي أصبح عرفاً بحيث أعطيت
رئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة مجلس الوزراء
للسنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة. إلا إن اتفاق
الطائف عدل بنسب المشاركة السياسية حيث جعلها
مناصفه بين الطوائف إسلامية والمسيحية بدل من
التفوق المسيحي. |
| |
|
|
1936 |
معاهدة عام
1936م. عقدت فرنسا مع لبنان معاهدة عام 1936م، على
نمط المعاهدة التي وقعتها فرنسا مع سوريا في العام
نفسه، والتي عرفت بمعاهدة التحالف بين فرنسا وسوريا.
وجاءت معاهدة عام 1936م، بناءً على مطالبة بعض الطوائف
اللبنانيّة مساواة بلادهم بسوريا، وقد تجاوبت فرنسا مع
تلك المطالب، خاصة وأنها ظلت تقف ضد اللبنانيين الذين
طالبوها بقبول إعادة ضم لبنان إلى سوريا، أما عن أهم
ما تضمنته تلك المعاهدة فهو:
أ ـ مدة المعاهدة 25سنة.
ب ـ يحق لفرنسا إبقاء قواتها العسكريّة في أي مكان من
لبنان.
ج ـ العمل بالدستور اللبناني المطابق لدستور عام 1926م
الذي عمل به عند إعلان قيام الجمهورية اللبنانية.
قابل الشعب اللبناني معاهدة عام 1936م بالاستياء
التام، واعتبرها ضربة موجهة ضده. وخرجت المظاهرات في
بيروت وخارجها، وأحاط المتظاهرون بالمجلس النيابيّ
اللبناني مرددين شعارات معادية للمعاهدة، ومطالبين
المجلس النيابي اللبناني بعدم التوقيع عليها. لكن
القوات الفرنسية فرقت المتظاهرين ووقع النواب على
المعاهدة التي سمحت شكليًا للبنانيين بحق ممارسة العمل
بالنظام الدستوري. |
|
|
عهد
الرئيس إميل إده
(1936 ـ 1941) |
ترشح
لمنصب الرئاسة ثلاثة: حبيب السعد وإميل إده
وبشارة الخوري وفاز إده بأغلبية
ضئيلة، وتزعم الخوري
المعارضة. وعلى عهده وقع لبنان مع فرنسا معاهدة
عام 1936 والتي تعترف
فيها فرنسا باستقلال لبنان وتساعده خلال 3 سنوات
لدخول عصبة الأمم، مقابل أن
تحتفظ بحاميات عسكرية على
الأراضي اللبنانية وتشرف على السياسة الخارجية.
وفي 4 كانون الثاني
1937 صدر قرار عن المفوض السامي بالعودة
إلى العمل بالدستور. وعقب اندلاع
الحرب العالمية الثانية
1939 علق الدستور من جديد وأقيلت حكومة عبد
الله اليافي وثبت إده رئيساً
بالتعيين لا بالانتخاب
فتقلصت صلاحياته. |
|
|
1937 |
حدث تعديل جديد
على قانون الانتخاب اللبناني عام 1937م، أصبح بموجبه
ثلثا أعضاء المجلس ينتخبون على الأساس الطائفي، والثلث
الباقي يعين تعيينًا، وهو أمر رفضه اللبنانيون،
وقاطعوا الانتخابات، ولم ينضم إلى المجلس النيابي إلا
عدد قليل من النواب انشغلوا بالخصومات الداخلية
والطائفية. وفي العام نفسه أصدر المندوب السامي
الفرنسي قرارًا يقضي بأن تصبح مدة رئاسة الجمهورية ست
سنوات ولفترة واحدة، ويمكن إعادة انتخاب رئيس
الجمهورية ثانية بعد مرور ست سنوات على تركه الرئاسة
أول مرة. على الرغم من توقيع معاهدة عام 1936م التي
نصت على أن تكون كل السلطات الفعليَّة بيد اللبنانيين،
إلا أن الحكم الفعلي قد بقي بيد المفوضين الساميين،
والمستشارين الفرنسيين الذين عينتهم فرنسا في كل
الإدارات الحكومية اللبنانية. |
قيل 1939
الحياة السياسية الاجتماعية |
لم يتح حكم الانتداب لأي تجمع وطني أن يصبح حزبًا كبيرًا،
فكان هناك تكتلات تدور حول اشخاص مثل كتلة إميل إده والكتلة الدستورية
النيابيتين، أو منظمات ذات لون طائفي، مثل الكتائب والنجادة والغساسنة..
- ارتكز تفكير إميل إده السياسي إلى معاهدة التحالف والصداقة
المعقودة في العام 1936 بين فرنسا ولبنان والتي تجعل من فرنسا حامية
لاستقلال لبنان. أهم أركان الكتلة قبل 1939 هم: موسى نمور، حبيب
أبو شهلا، وأحمد الحسيني.
وكانت جريدتا «الأوريان» الصادرة بالفرنسية و«العهد الجديد» الصادرة
بالعربية، لسان حال كتلة إميل إده، التي سميت في ما بعد «الكتلة
الوطنية».
- أمّا الكتلة الدستورية، سميت كذلك بسبب دعوتها إلى المحافظة على
الحياة الدستورية في لبنان. فعلى أثر وقف الحياة الدستورية في العام
1932 اجتمع حول الشيخ بشارة الخوري عدد من النواب الذين طالبوا بإعادة
الدستور، وهم: الشيخ فريد الخازن، حسين الأحدب، ميشال زكور، وجبران
التويني. اجتماعات هؤلاء مع بشارة الخوري كانت النواة المؤسسة للكتلة
الدستورية التي ظهرت بعد انتخابات 1934. وقد انضم إلى هذه الكتلة في ما
بعد كميل نمر شمعون وسليم تقلا.
تولّت جريدة «لوجور» لصاحبها ميشال شيحاظ، باللغة الفرنسية،جريدة
«النهار» لصاحبها جبران التويني دالغة الغربية لسان حال الكتلة
الدستورية
|
حتى العام 1939، لم يكن لأي من الكتلتين ميثاق مكتوب ينص على أهدافهما.
كان هدف المنافسة بينهما كسب مقعد نيابي أو وزاري توطئة للفوز برئاسة الوزارة
أو الجمهورية اوادارية.
نَعِم لبنان بفترة من الحكم الدستوري بين العامين 1937 و1939 تحقق خلالها
تقدم سياسي ملحوظ |
|
|
بعد 1939
الحياة السياسية الاجتماعية |
لكن نشوب الحرب العالمية الثانية في أيلول 1939 وضع سلاحًا فعالًا في يد دولة
الانتداب، فأعاد المفوض السامي غبريال بيو الذي خلف داميان دو مارتيل في
المفوضية الفرنسية تعليق الدستور للمرة الثانية، و,,.
ووضعت الرقابة على الصحف ومصادرة اجهزة
الراديو |
|
|
1926-1942
مفوض فرنسي،
حاكم |
المفوض |
الاسم بالفرنسي |
من |
إلى |
أوگوست هنري پونصو |
Auguste-Henri Ponsot |
أغسطس 1926 |
يوليو 1933 |
كونت داميان دو مارتل |
Comte de Damien de Martel |
يوليو 1933 |
يناير 1939 |
گبرييل پوو |
Gabriel Puaux |
يناير 1939 |
نوفمبر 1940 |
جان شياب |
Jean Chiappe |
توفي قبل استلام مهامه |
|
هنري-فرنان دنتس |
Henri-Fernand Dentz |
ديسمبر 1940 |
فبراير 1942 |
|
|
|
1926 - 1943 |
رؤواساء
جمهورية لبنان في ظل الانتداب القفرنسي |
|
|
الاسم |
صورة |
و.لد \ توفي |
تولى المنصب |
ترك المنصب |
الحزب السياسي |
|
1 |
شارل دباس
منتخب |
|
1885–1935 |
1 سبتمبر 1926 |
2 يناير 1934 |
مستقل |
انتخب اول رئيس للجمهورية في 26 ايار 1926 بدعم فرنسي
وفي عهده عدّل الدستور للمرة الاولى في العام 1927
فألغي مجلس الشيوخ وضم اعضاؤه الى مجلس النواب، وفي
العام 1929 اعاد المجلس النيابي انتخابه رئيساً لولاية
جديدة (ولاية الرئيس كانت 3 سنوات)، وعدّل الدستور
للمرّة الثانية فجعلت مدة رئاسة الجمهورية ستّ سنوات
غير قابلة للتجديد.
ومع انتهاء ولاية دبّاس حدثت أزمة انتخاب رئيس جديد
بسبب الخلاف بين اميل ادة وبشارة الخوري واتجه بعض
النواب إلى ترشيح الشيخ محمد الجسر الى رئاسة
الجمهورية، ترافق ذلك مع تظاهرات في بيروت ومناطق
لبنانية بسبب التململ من الوضع الاقتصادي والهيمنة
الفرنسية على القرار اللبناني، علق إثرها المفوض
السامي هنري بونسو الدستور وحلّ المجلس النيابي وأقال
الوزارة في 9 أيار 1932 ومدّد ولاية دباس الذي اضطر
للاستقالة نتيجة النقمة الشعبية في 2 كانون الثاني
1934. |
- |
أنطوان بريفات أوبارد
(بالإنابة) |
|
غير معروف |
2 يناير 1934 |
30 يناير 1934 |
مستقل |
(بالإنابة) |
2 |
حبيب باشا
السعد
معين |
|
1867–1942 |
30 يناير 1934 |
20 يناير 1936 |
مستقل |
عيّن حبيب باشا السعد رئيساً للجمهورية من قبل المفوض
السامي في 30 كانون الثاني 1934 لمدة سنة وهو الرئيس
الثاني للجمهورية اللبنانية، ومُدّدت رئاسته سنة ثانية
بموجب النظام المؤقت لغاية 20 كانون الثاني 1936،
وأجرى إصلاحات مالية وإدارية وخفض عدد أعضاء المجلس
النيابي من 45 عضواً الى 25 عضواً، وفي عهده، منح
امتياز التبغ الى شركة الريجي، ما أدى إلى إثارة
معارضة شعبية واسعة. |
3 |
إميل أده
منتخب
-
(فترة 1) |
|
1886–1949 |
20 يناير 1936 |
4 أبريل 1941 |
الكتلة الوطنية |
انتخب رئيساً للجمهورية في 20 كانون الثاني 1936 في
مواجهة بشارة الخوري بعد انسحاب حبيب باشا السعد من
المعركة، وأعيدت في عهده الحياة الدستورية بشكل كامل.
أبرم معاهدة تحالف وصداقة مع فرنسا وافق عليها المجلس
النيابي اللبناني ولم يوافق عليها البرلمان الفرنسي،
وبموجبها تعترف فرنسا باستقلال لبنان وتعد بانضمامه
الى عصبة الأمم بعد فترة تحضيرية لا تزيد عن ثلاث
سنوات. وفي 21 ايلول 1937 اصدر المفوض السامي غبريال
بيو قراراً بتعليق الدستور وحل المجلس النيابي وإقالة
الحكومة والحد من سلطة رئيس الجمهورية، وأدى التضييق
الفرنسي الى تقديم اده استقالته في 4 نيسان 1941. |
- |
بيير جورج أرلابوس
(بالإنابة) |
|
غير معروف |
4 أبريل 1941 |
9 أبريل 1941 |
مستقل |
(بالإنابة) |
4 |
ألفرد نقاش
معين |
|
غير معروف |
9 أبريل 1941 |
18 مارس 1943 |
حزب الكتائب |
عين رئيساً للدولة في 9 نيسان 1941. شهد عهده خلافات
مع السلطة المنتدبة وفي 18 آذار 1943 طلب الجنرال
كاترو منه الاستقالة فرفض مدعوماً من الشعب، الا ان
كاترو اصدر قراراً قضى بعزل نقاش وحكومته في اليوم
نفسه. |
- |
أيوب ثابت
معين -
(بالإنابة) |
|
1884–1951 |
19 مارس 1943 |
21 يوليو 1943 |
مستقل |
في 18 نيسان 1943 عيّنه الجنرال كاترو رئيساً للدولة
لإجراء انتخابات ينبثق عنها مجلس نيابي يقوم بانتخاب
رئيس جديد للجمهورية، وجعل عدد النواب 54 نائباً (32
مسيحيا و22 مسلما) الامر الذي رفضه تابت، مما حدا
بالمفوض الفرنسي الجديد الجنرال هيللو الى اقالة تابت
في 21 تموز 1943 بعدما اصرّ على تنفيذ مرسومه |
5 |
بيترو طراد
معين |
|
1876–1947 |
22 يوليو 1943 |
21 سبتمبر 1943 |
مستقل |
عيّن رئيساً للجمهورية في 22 تموز 1943، وهو جاء لمهمة
خاصة هي إجراء الانتخابات النيابية وتسليم الحكم
للرئيس الذي ينتخبه المجلس الجديد، وبعد وساطة مصطفى
نحاس رئيس الحكومة المصرية صدر قرار بتحديد عدد مقاعد
المجلس النيابي بـ 55 مقعداً (30 للمسيحيين و25
للمسلمين)، وجرت في عهده الانتخابات النيابية على
دورتين وانتخب المجلس الجديد |
6 |
بشارة الخوري
منتخب -
(فترة 1) |
|
1890–1964 |
21 سبتمبر 1943 |
11 نوفمبر 1943 |
الكتلة الدستورية |
هو اول رئيس للجمهورية اللبنانية بعد نيل الاستقلال.
انتخب في 21 ايلول 1943 واستمر في سدّة الرئاسة حتى 11
تشرين الثاني 1943 حين اعتقلته سلطات الانتداب الفرنسي
مع الرئيس رياض الصلح وعدد من اعضاء حكومته في قلعة
راشيا وأفرج عنهم في 22 تشرين الثاني 1943 وانتخب
بعدها رئيساً للجمهورية. في 22 ايار 1949 عدّل الدستور
لتجديد ولايته فجدد انتخابه لست سنوات، واضطر في 18
ايلول 1952 الى الاستقالة تحت ضغط نيابي وشعبي على
خلفية اتهامه بالفساد. لم يسلم الخوري رئيساً منتخباً
انما كلّف قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب بتشكيل حكومة
انتقالية تتولى إجراء انتخابات رئاسية، كان مقرّ
رئاسته في القنطاري ومقره الصيفي في قصر بيت الدين.لجمهورية. |
3 |
إميل أده
معين-
(فترة
2) |
|
1886–1949 |
11 نوفمبر 1943 |
22 نوفمبر 1943 |
الكتلة الوطنية |
عين رئيساً للجمهورية في 11 تشرين الثاني
1943، خلال العصيان المدني |
|
|
|
|
لبنان ... |
لبنان ... |
1941-1946
مفوض عام |
|
|
|
لبنان وحكومة
فيشي:
(1940 ـ 1941) |
بعد أقل من عام (10 أيار 1940) دخلت
إيطاليا في الحرب إلى
جانب ألمانيا التي زحفت بسرعة فائقة واحتلت فرنسا،
وتشكلت حكومة فيشي
الموالية للألمان
وترأس المعارضة الجنرال ديغول
الذي انتقل إلى إنكلترا
وأعلن من هناك قيام حكومة فرنسا الحرة ومواصلة الحرب
ضد الألمان.
أما في
لبنان فقد انحاز المفوض الفرنسي
بيو إلى جانب حكومة فيشي.
وعين كاترو
ممثلاً لديغول بالقاهرة الذي راح يعد
اللبنانيين بالإستقلال في حال مساعدتهم
لحكومة فرنسا الحرة.
وفي 30
كانون الأول 1940،
عينت حكومة فيشي
الجنرال دانتز بدلاً من
الجنرال بيو، كمفوضًا ساميًا وقائدًا
أعلى للجيش الفرنسي في لبنان وسورية.
. وكان
دانتز من المتشددين على
اللبنانيين، وقد أدت سياسته
هذه إلى استقالة إميل إده أوائل نيسان 1941،
فعين دانتز القاضي
ألفرد نقاش رئيساً للدولة. فنيجة ذلك، نشات أزمة مواد الغذائية،
وارتفعت الأسعار ارتفاعًا جنونيًّا وخاف اللبنانيون من المجاعة،
وظهرت طبقة من المحتكرين. مع احتدام الأزمات المعيشية والسياسية واضطراب
الأمن في البلاد وعجز الحكومة عن معالجة الوضع. .
أقنع الجنرال كاترو
البريطانيين بضرورة مواجهة حكومة
فيشي في سوريا ولبنان (بعد ما عملت هذه
الحكومة على تقديم
المساعدات لثورة الكيلاني في العراق ضد الانكليز)
ووضع الخطة لذلك وبدأ
الزحف في أواسط حزيران 1941. وقد
استطاعت هذه القوات الانتصار على دول
المحور وحكومة فيشي بعد
معارك ضارية في بيروت ومرجعيون والدامور
وغارات لطائرات الحلفاء البريطانية على المراكز
العسكرية للفشي في بيروت كل ليلة.،
اما على الارض، هجر معظم سكان بيروت منازلهم إلى
الجبال باي وسيلة، حتى مشيًا على الأقدام. خصوصا بعد
رفض الجنرال دانتز طلب إعلان العاصمة بيروت مدينة
مفتوحة، لانقاذها من الدمار.
لكن مع ازدياد سوء الوضع لقوات
فيشي حصل وقف القتال في 8 تموز، فدخلت الجيوش الحليفة
بقيادة الجنرال كاترو بيروت بعد أسبوع من ذلك، ورحلت
قوات فيشي بقيادة الجنرال دانتز عائدة إلى فرنسا. اما
الجنرال كاترو فاتخذا لنفسه لقب «المندوب السامي
العام» بدلاً من «المفوض السامي».
فانتعشت الحياة الاقتصادية بعد . وعادت
سلطة الانتداب الفرنسي من جديد للمندوب السامي
كاترو الذي حدد يوم 26 تشرين
الثاني 1941 موعداً
للاستقلال. وفي الموعد المحدد أعاد كاترو تعيين
النقاش واعتبر لبنان
دولة ذات سيادة مستقلة. |
|
|
1930-1943
قصة الميثاق الوطني اللبنانني |
كان مسلمو دولة لبنان الكبير قد رفضوا
في أكثريتهم الدولة والكيان الوطني اللبناني عند نشوئه
لثلاثة أسباب هي:
- لأن الدولة الجديدة جعلت منهم أقلية وهم الذين
كانوا جزءً من الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد
العثماني.
- لأنهم كانو يتمنون بعد الانسلاخ عن الدولة
العثمانية الإنضمام إلى دولة عربية برئاسة الأمير
فيصل، تضم سوريا الكبرى أي سوريا الحاليه ولبنان
وفلسطين والأردن والعراق.
- لأنهم كانوا رافضين للانتداب الفرنسي على اعتبار
انه حكم دولة أوروبية أجنبية.
فلم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في
لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين بالكيان
اللبناني، وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة
الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات إشترطت فرنسا أن
تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء
توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان.
ولقد قبل ممثلو الحركة الوطنية هذا الشرط الأمر الذي
أحدث تصدعاً في صفوف السياسيين المسلمين الداعين
للوحدة مع سوريا في لبنان وراح بعضهم يتلبنن
مثل خير الدين الأحدب والبعض الآخر يبحث عن صيغة
للتوفيق بين ولائه القومي العربي وبين اعترافه
بالكيان اللبناني مثل رياض الصلح وبشارة الخوري.
ومن عام 1930 إلى عام 1943 راحت صيغة رياض الصلح /
بشارة الخوري وغيرهم من طلاب الاستقلال تتبلور، إلى ان
تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني،
وهو يقوم على المعادلة التالية
- من أجل بلوغ الاستقلال على المسيحيين ان
يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم وأن يتنازل
المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري
|
1943
المعارضة
اللبنانية
والانتخابات |
المعارضة
اللبنانية
والانتخابات اعتبرت المعارضة اللبنانية وخاصة
(الكتلة الدستورية
برئاسة بشارة الخوري) أن هذا الإستقلال مزيفا
ومجحفاً، وتوالت
الاعتراضات من رياض الصلح ومن البطرك عريضة
والذي أغضب كاترو مساندة الدول
العربية لمطلب
الإستقلايين وخاصة مصطفى النحاس باشا. وبعد معركة
العلمين، وتراجع رومل قرر
الجنرال كاتروا إجراء
انتخابات نيابية فعمد إلى إقالة النقاش ورئيس حكومته
سامي الصلح، وعين أيوب
ثابت رئيساً للدولة في 18 أذار
1943 وكانت مهمته الأساسية الاعداد
لانتخابات نيابية. وأصدر ثابت مرسوماً تشريعياً
حدد فيه المقاعد النيابية
بـ54 مقعد وأصر على إعطاء المهاجرين حق التصويت
ومعظمهم من المسيحيين
فاختل توزيع المقاعد بين الطوائف
فجرت احتجاجات عنيفة من الطوائف الإسلامية،
فأقيل أيوب ثابت واختير
خلفاً له بترو طراد (21 تموز 1943). وتوسط
رئيس الوزارة المصرية مصطفى
النحاس باشا فصدر قرار
بتحديد عدد المقاعد بـ55 (30 للمسيحيين و25
للمسلمين). |
1920-1941
استقلالات لبنان المزيفة |
- الأوّل أعلنه الجنرال غورو (1920)
- الثاني أعلنه دي جوفنيل مع إنشاء الجمهورية
(1926)،
- الثالث أعلنه دي مارتيل مع إبرام المعاهدة
اللبنانية - الفرنسية (1936).
- الرابع في 26 تشرين الثاني من العام 1941، أعلن
الجنرال كاترو موعدًا لاستقلال لبنان. لكن واقع
الحال استمر في التواريخ الاربع كما كان من دون أي
تغيير،
|
|
|
1943-
1936
مبادرات
وحياد
... |
حاول بعض
الموارنة ، كيوسف السودا ،
التحريض على قيام
جهد مشترك بين المسيحيين
والمسلمين لتحقيق
استقلال
لبنان عن فرنسا ، والذي كان مدعاة
لخيبة السلطات
الفرنسية. كانت ثمرة جهود
يوسف السودا حصول اجتماع
بين
المسيحيين والمسلمين عام 1936 والذي كانت
نتيجته اقرار
ميثاق
وطني مماثل للميثاق الذي أعلن عام 1943.
وفي
الحقيقة اصطدم ، حزب الكتائب
الماروني الذي أسسه بيير
الجميل
عام 1936 ، بالفرنسيين في العام الذي يليه
حول
قضية استقلال لبنان.
وبينما اتخذ العديد من المسيحيين
في عام 1943
موقفاً محايداً بشأن
قضية الاستقلال خوفاً
من أن يجعل الاستقلال
الغالبية العربية المسلمة تطغى
كلياً على
المسيحيين ، كان حزب
الكتائب المجموعة
الشعبية المسيحية الوحيدة
التي دعمت الكتلة
الدستورية ورئيسها
بشارة الخوري في صراعهم من
أجل الاستقلال |
|
|
1943
استقلال لبنان |
إلى أن حصل الاستقلال الفعلي في 22 تشرين الثاني 1943 |
1943
بشارة الخوري والإستقلال
|
انتخاب بشارة الخوري وعهد
الإستقلال: في 21 أيلول 1943 جرت
الانتخابات النيابية
وأسفرت عن فوز بشارة الخوري لرئاسة الجمهورية فكلف
رياض الصلح لتشكيل
الحكومة، وبدأت الأزمة مع الفرنسيين
بعدم قيام الوزارة الجديدة بزيارة
المندوب السامي. كما
قدم رئيس الوزراء برنامج عمل الوزارة الذي تضمن
تعديل الدستور، وجعل
التشريع من حق المجلس النيابي وحده،
وجعل اللغة العربية اللغة الرسمية
الوحيدة فيه. وقد أقر
المجلس هذا البرنامج رغم تحذيرات المندوب الفرنسي
فما كان منه إلا أن اعتقل
رئيس الجمهورية ورئيس
الوزراء وأودعهما في قلعة راشيا، وعين رئيساً جديداً
إلا أن بعض أعضاء
الحكومة الذين نجوا من الاعتقال (حبيب
أبو شهلا ومجيد أرسلان) اجتمعوا في
قرية بشامون وشاركهم
رئيس المجلس النيابي صبري حمادي وعدد من
النواب وعملوا على تمثيل الحكومة
الشرعية ودعوا الناس
إلى العصيان المدني، فسقط العديد من القتلى والجرحى
نتيجة الصدامات بين
الطرفين وأحتجت البلاد العربية،
فتراجعت فرنسا وأعادت الحكومة الشرعية إلى
الحكم في 22 تشرين
الثاني 1943 وعدَّ هذا اليوم العيد الوطني
للبنان.
علم لبنان
|
كتب احدهم: "بعد نضال وطني وفي 8 تشرين الثاني 1943 حررت الحكومة
اللبنانية دستور 1926 من النصوص التي تعطي صلاحيات
مطلقة للمفوض السامي، فردّت المفوضية العليا الفرنسية
باعتقال القيادات السياسية العليا في لبنان في 11 منه
وسجنتهم في قلعة راشيا التاريخية، وامتلأت ساحات لبنان
بتظاهرات صاخبة في مختلف المناطق، ومن جميع الطوائف،
ومورست ضغوط كبيرة من جانب دول عربية وعالمية كبيرة،
مما اضطر الفرنسيين إلى اطلاق المعتقلين في 22 تشرين
الثاني 1943 الذي اعتُبر عيداً رسمياً لاستقلال لبنان
الوطني" |
1944 |
وتم الإعتراف
باستقلال لبنان في 1 يناير 1944 |
1946 |
وبعد مفاوضات بين الحكومة
اللبنانية الوطنية وبين
سلطة الانتداب تقرر سحب القوات الفرنسية وإعلان
استقلال لبنان في 31 كانون
الأول 1946م. |
|
|
1920-1943
الاقتصاد اللبناني خلال الانتداب |
كانت مقومات
الاقتصاد اللبناني خلال الانتداب الفرنسي شبه بدائية
وتعتمد في شكل خاص على الزراعة وبعض الصناعات
الخفيفة.
وكانت
قوة لبنان الاقتصادية تتمثل في شكل خاص بالمساعدات
التي يرسلها المغتربون إلى ذويهم.
كما حاول الانتداب
الفرنسي
جعل لبنان
أرضاً زراعية كبرى لأوروبا، أي الاعتماد على تصدير
المنتجات الغذائية اللبنانية إلى القارة الأوروبية
بكاملها. وبالتالي، كان
القطاع الزراعي عصب الاقتصاد حينها،
كان متقدماً
إلى حدٍّ ما بفضل اهتمام الفرنسيين به. فقد تطوّر
إنتاج الفاكهة، زراعة الحبوب والزيتون وإنتاج
الحرير.
مرّ لبنان
بمراحل اقتصادية
متعددة خلال الانتداب، اصعبها:
- أزمة
الكساد الكبير عام
1929، انهيار سوق الأسهم الأميركية
"وول ستريت" في 24 تشرين الأول 1929، أو ما سُمي
بـ "الخميس الأسود"، حيث تراجعت أهم مصادر التمويل وهي
التحويلات من الخارج، وشهدت المنطقة مرحلة ركود
استمرت حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية
- فترة الحرب العالمية
الثانية التي بدأت عام
1939, حيث عرف لبنان فترات شبه مجاعة,من
احتكارات وغلاء اسعار، واختفى سلع ااساسية
كالسكر والبنزين وغيره، والخبز اسود اللون،
والحصار البحري، وهروب سكان بيروت المدمرة
بعد قصفها بالطيران الحربي البريطاني و...
|
|
|
|
النعمة
والكارثة ... |
|
الفكرة
اللبنانية |
الفكرة
اللبنانية
أفسحت هذه الكارثة المجال
أمام فرنسا للتدخل، وأدت محادثاتها مع السلطة العثمانية إلى قيام كيان
ممتاز للبنان يرأسه متصرف مسيحي كاثوليكي غير لبناني يعيّنه السلطان من
بين رعاياه. هكذا ولدت الفكرة اللبنانية وترعرعت في كنف الكنيسة
المارونية، وتحققت مع نهاية العهد العثماني. في اليوم الأول من أيلول
1920، ظهر الجنرال غورو وسط بطريرك الموارنة والمفتي الكبير في قصر
الصنوبر، وأعلن في خطاب طويل قيام "لبنان الكبير" أمام كبار أعيان
البلاد، وتزامن هذا الإعلان مع القضاء على استقلال "الدولة العربية" في
سوريا. خطب المتصرّف نجيب بيه أبو صوان يومذاك في بدء الاحتفال، وقال
مرحّباً بالجنرال الفرنسي: "في هذه الساعة المهيبة التي تدخل التاريخ
لتدوين حقبة غير قابلة للانمحاء، بيروت زهرة سوريا، عاصمة لبنان
الكبير، مستعيدة أنفاسها الحرة، تحيي فيكم راعيها وتحيي بشخصكم فرنسا
المجيدة". تمّ إعلان دولة لبنان الكبير كدولة مستقلة تحت الانتداب
الفرنسي، وتم بعدها إقرار الدستور، وتحققت بذلك الدعوة التي نادى بها
الموارنة منذ عهد المتصرفية. رفضت الحركة الوطنية السورية وأنصارها في
لبنان الاعتراف بالكيان اللبناني الناشئ، ودخلت المنطقة في صراع داخلي
استمر حتى مطلع الثلاثينات، حين اشترطت فرنسا على الحركة الوطنية
السورية الاعتراف بالكيان اللبناني قبل توقيع معاهدة تقرّ فيها
باستقلال دولتي سوريا ولبنان. ولد الميثاق اللبناني في خضم هذا الصراع،
وجاء بمثابة صيغة توفيقية تجمع بين الولاء القومي العربي والاعتراف
بالكيان اللبناني. استقلت الدولة الناشئة عن فرنسا في العام 1943،
وتسلّم الموارنة الحكم في الجمهورية التي كان لهم الدور الأساسي في
تأسيسها. تعرّض هذا الكيان منذ نشوئه لسلسلة من الهزات، أكثرها ضراوةً
هذه التي يعيشها اليوم، وفيها يعاني "شعب مارون" الذي شبّهه البابا
لاوون العاشر بـ"الوردة بين الأشواك"، ما تعانيه الوردة التي تتعرّض
لأخطار الذبول! |
|
|
|
|
|
|
وسط
بيروت منطقة ترفيه.
في الخلف مبنى الستاركو |
صورة من بيروت, في
الثلاثينات |
صور من بيروت, في
الثلاثينات |
|
|
|
راس بيروت قبل بناء مطار مدني،
والطائرات البرمائية |
مرفا
بيروت ، 1920 |
قناة
مياه من ايام الانتداب الفرنسي، نهر الكلب - كسروان |
|
|
|
القرن التاسع عشر- القرن العشرين
تعليق نقدي موجزعن الموارنة |
وبعد الحرب الأهلية
(الدرزية المارونية) في الجبل في القرن التاسع عشر، كان
الكونت سفورزا وزير خارجية إيطاليا يزور المنطقة، فأصيب بصدمة عندما دخل
مدرسة في جبل لبنان وشاهد أطفالاً سمراً يقرأون النشيد الوطني الفرنسي بصوت
عال: أجدادنا الغاليين كانوا شقر.
هذا التطور التاريخي منذ القرون الأولى يشرح غربة المثقفين النفسية في لبنان
القرن العشرين، ليس الموارنة فحسب بل بعض المثقفين المسلمين، حيث يلازمهم
شعور اللانتماء إلى ثقافة الشرق الأوسط وتاريخه، ومزيج من مشاعر التعالي
والتفوق على المجتمع العادي المحيط بهم والذي ينطق باللغة العربية ويتعلق
بتقاليده المتوارثة، هذه الغربة ساهمت إلى حد بعيد في انفصام الشخصية الوطنية
إلى اليوم، وأصبح المثقفون في جهات متعادية.
وهذا كان أحد أسباب تجدد الصراع الأهلي في القرن العشرين.
جدير بالذكر أن رئيساً فرنسيا هو فاليري جيسكار ديستان، نسي أن الموارنة هم
أصلاء غير عابرين في المشرق، حيث أعجب بفصاحة زعمائهم باللغة الفرنسية عندما
التقاهم عام 1980 وسأل إذا كانوا يتكلمون العربية،
هذا رغم أن الفصل الأكبر في إنقاذ اللغة العربية الحديثة من الاضمحلال يعود
إلى مثقفي الموارنة والمسيحيين عامة، حيث نجد أن كافة المراجع والقواميس وكتب
النحو والإعراب والقواعد العربية التي وضعت العرب مجدداً في عالم المادة
المكتوبة في بداية القرن العشرين، كانت من نتاج الموارنة خاصة والمسيحيين
المشرقيين عامة، لا سيما الرهبان وأصحاب المهن منهم "إبراهيم اليازجي وبطرس
البستاني.. إلخ".
في وقت كانت الحكومة العثمانية تواصل سياسة التتريك وتمنع التقدم العلمي، وفي
وقت كانت فيه فرنسا تفرنس شمال افريقيا بدون هوادة، وبالبطش أحيانا، كان
موارنة لبنان ينتجون مجلدات ضخمة وموسوعات في الأدب العربي والأبحاث
والتواريخ واللاهوت وما يسمى النهضة العربية، في نهاية القرن التاسع عشر، كان
في الحقيقة إنما نهض على أكتاف المسيحيين وخاصة الموارنة مثال بطرس البستاني
وأحمد فارس الشدياق، ورئيف أبي اللمع وأنطون الجميل وآخرون.
وقد امتدت هذه النهضة إلى مصر عبر المهاجرين المسيحيين، فانتشرت الصحافة
المكتوبة والأعمال الأدبية هناك كتأسيس صحف مصر الرئيسية كـ "المقطم
والأهرام" الأخوان سليم وبشارة تقلا ويعقوب صروف وفارس نمر وإعادة الاعتبار
إلى تاريخ العرب جرجي زيدان وأمين الريحاني.
ومن الموارنة من أصبح من عمالقة الأدب العربي في القرن العشرين كجبران خليل
جبران وأمين نخلة ومارون عبود، واستعمل المسيحيون تفوقهم العلمي وعلاقاتهم مع
الغرب لمساعدة القضايا العربية، كالدفاع في المحافل الدولية عن القضايا
الفلسطينية "شارل مالك وكميل شمعون وميشال شيحا" إلى درجة أن كميل شمعون الذي
كان سفيراً ووزير خارجية لبنان في الأربعينيان، قام بجهد كبير لنصره القضية
الفلسطينية فاستحق لقب "فتى العروبة الأغر" في الإعلام العربي مقارنة بالصورة
التي رسمها له الإعلام المسلم في النزاعات الأهلية عامي 1958و 1975.
|
|
|
خطوات مارونية |
|
بعد حوادث 1860 |
يشكّل الانفتاح سجيّة لدى الموارنة، فلا غروَ من أن يكون
عنصراً من عناصر تكوين هويّتهم؛ يدفع إليه التمسّك
بالحريّة، وحب الاكتشاف والمغامرة، والطموح إلى الحصول على
عيش كريم ومراقٍ في شتّى المجالات والقطاعات. انطلقت
بوادره في سياق مسيرتهم في ربوع سوريا الثانية، وفي أرجاء
لبنان من شماله إلى جنوبه. ولعلّ الانتشار في آفاق العالم
الواسع من أهمّ ثمار هذا الانفتاح. ولقد عرف هذا الانتشار
موجات متلاحقة وسلك اتجاهات مختلفة. انطلقت الموجة الأولى
بعد حوادث 1860 التي أبادت آلاف الموارنة في الجبل وهجّرت
وشتَّتت الآخرين، ونهبت ودمَّرت قراهم. وعزَّزها ضيق الموارد في
المتصرفيّة، فاتجهت نحو مصر ثمّ نحو الأميركتين. وتكثّفت
الهجرة بعد الحرب العالميّة الأولى ومأساة الحصار والمرض
والجوع والإبادة التي نتجت عنها وحملت الكثيرين إبّان عهد
الانتداب الفرنسي على أن يؤموا أميركا وأستراليا، ومنهم من قصد
بلدان أفريقيا. ولحقت موجة ثالثة بعد الحرب العالميّة
الثانية في الاتجاهات نفسها. وتبعتها موجة رابعة إبّان
الحروب التي عصفت بلبنان بين 1975 و1990، وقادت روّادها
إلى كندا وأستراليا وبلدان أوروبا. وتلت موجة خامسة اختلط فيها
اللبنانيون مللاً واتجاهات. |
قبل 1898 ويعد |
عن الموارنة، عديدون هم الذين كتبوا عن حياة النسك وملاحم البطولة
والمآسي والإضطهاد عن الموارنة، وكثيرون من المؤرخين في القرون
الغابرة الذين كتبوا ما رأته اعينهم مثل حرق المطران جبرائيل حجولا على
يد والي دمشق، اما الذين كتبواالتاريخ العظيم هم العلامة البطريرك
اسطفانوس الدويهي الذي تبوأ اكبر المراكز في روما، والمعلم رشيد الخوري
الشرتوني سنة 1898، ثم وضع سلسلة اخرى كل من الاب سمعان السمعاني حافظ
مكتبة الفاتيكان،والاب يوحنا نطين الدرعوني الذي اصبح مطرانا ، والقس
طوبيا العنيسي، الراهب الحلبي الماروني والخوراسقف يوسف داغر. |
منذ سنة 1920 |
وشجَّعت الكنيسة المارونيّة السلطات اللبنانيّة على عقد
مؤتمرات تجمع المغتربين لتوثيق العلاقات بإخوانهم
المقيمين، والاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم. وأحس المنتشرون
بضرورة تنظيم صفوفهم، وتوثيق عرى الاتحاد فيما بينهم،
فأسَّسوا النوادي والجمعيّات والمنتديات. وأنشأوا الاتحاد
الماروني العام، وتمخّض عنه مؤتمران عالميان، عُقد الأوّل
في المكسيك والثاني في نيويورك. وتجدر الإشارة إلى أنّ
المنتشرين بادلوا وطنهم بالمودّة نفسها والإخلاص نفسه
ووقفوا إلى جانبه وساندوه كلّ مرّة بدا المصير وكأنّه على
المحكّ، ولاسيّما عند قيام الكيان سنة 1920، وعند صدور الدستور،
وعند إعلان الاستقلال، ولما استعرت فيه الحروب بين 1970
و1990، والآن إزاء التهديد للوجود المسيحيّ في
الشرق. |
|
|
|
|
|
السراي الكبير |
الاستقلال،
الرئيس بشارة خوري والمفوض السامي الفرنسي |
|
|
|
جولة
أفق تاريخيّة،
451 -
1943 |
جولة
أفق تاريخيّة حول دور البطريركيّة المارونيّة في قيامة
لبنان |
|
-
يا انسان، "لازم دايما تكون حر" وتبقى حر.
-
يسعدُني أن أشاركَ في الندوة التي تنظّمُها الجامعة اللّبنانية
الألمانية LGU، فأحيّي رئيسَها الدكتور فوزي عضيمي
وعمداءَ الكلِّيات وهيئةَ الأساتذة والطلّاب. ويطيبُ لي أن
أشاركَ في المحورِ الأوّل من الموضوع العام، من بين المحاورِ
الثمانية. فأتناولُ موضوع:
"جولةُ أفقٍ تاريخية ودورُ البطريركية في قيامةِ
لبنان".
-
تَميّزَ
الموارنة منذ القرن السابع بتكوين ما سُمِّي رسميًّا
"الأمّة
المارونيّة". عناصرُها الأساسية أنّها جماعةُ
أشخاصٍ تنظّموا
في جبل لبنان بقيادةِ بطاركتهم، بدءاً
من البطريركِ
الأوّل القدِّيس يوحنا مارون؛ وحافظوا
على تراثِهم الأنطاكي وتقليدِهم السرياني وعقيدتِهم
الكاثوليكية بصفتِها المزدوجة: المريميّة مع مجمع أفسس (سنة 431)
الذي أعلنَ مريم العذراء أمًّا للإله المتجسِّد، والمسيحانيّة
التجسّدية مع مجمع خلقيدونية (سنة 451) الذي أعلن أنّ المسيحَ ذو
طبيعتَين إلهيّة وإنسانيّة؛ وعاشوا
ضمنَ حكمٍ ذاتي وسطَ أنظمةٍ تيوقراطيةٍ للبيزنطيّين
وللمسلمين؛وتوحّدوا
حولَ الأغليَين: إيمانِهم الكاثوليكي
وحرّيتِهم.
-
وكان البطريركُ
محورَ الأمّةِ المارونية وحامي وحدتها، وكان الرئيسَ
الوحيدَ للشعب والمسؤولَ السياسي والديني على
السواء، متعاونًا
كنسيًّا مع الأساقفة كنوّابٍ مقيمين معه وممثِّلين
في المناطق، ومدنيًّا مع
المقدّمين كذراعِه الزمنية. ما جعلَ منه بعد قيامِ الدولة
اللبنانية المستقلّة مرجعيّةً
وطنيّةً وملتقى القادةِ السياسيِّين، حيث يلتئمون
ويحسمون شؤونَهم الوطنية.
-
في جولةِ الأفقِ التاريخية المطلوبة كموضوعٍ لهذا
المحور الأوّل، سآخذ محطّاتٍ
أساسية مع بعض البطاركة، تبيِّن دورَ البطريركية في
مسيرةِ قيامةِ لبنان. كان الخطُّ الأساسي الذي سارَ عليه
الموارنة بقيادةِ بطاركتهم السعيَ والحفاظَ على
ثلاثة: الوحدة
في الإيمان، والاستقلالية الحرّة في جبل
لبنان، والانفتاح
على الآخر المختلف أو التعدّدية الثقافيّة
الدينية.
-
بدأ الموارنةُ ككنيسةٍ بطريركيّة مسيرَتهم بقيادةِ البطريرك
يوحنا مارون في عهدِ الأمويين (661-750).
فأبرم الموارنةُ والمردة، بمباركةِ البطريرك وخلفائه، مع
الخلفاءِ الأمويّين معاهداتٍ مكّنتهم من العيشِ مع مسلمين
العرب بتفاهمٍ وسلام، بعد أن ناضلوا محافظين على
كيانهم ثمّ بدأت العلاقاتُ الصعبة
في عهد
العبّاسيّين (750-970). ففيما اشتدّت الوطأةُ على
المسيحيّين في العراق وبلاد الشام، وهُدمت كنائسُهم المبنيّة بعد
نشأةِ الإسلام، عرف الموارنة بقيادةِ بطاركتهم كيف يحافظون على
استقلاليّتِهم النوعيّة في جبل لبنان، لكي لا يصبحوا ذمّيين مثل
غيرهم المعروفين "بأهل الكتاب". فدفعوا الجزيةَ المعروفة "بضريبة
الرأس" لقاءَ المحافظة على استقلاليتِهم وكيانِهم وإيمانهم
الكاثوليكي.
-
أنتقلُ إلى
محطّةٍ ثانيةٍ مهمّة هي عهدُ
الفرنج (1089-1291)، هو عهدُ الصليبيّين الذي بدأ
بالحملةِ الأولى، في عهدِ البابا أوربانوس الثاني (1088-1099)،
وقد تقرّرت في مجمع Clermont، وسببُها: اضطهادُ المسيحيّين
وهدمُ كنائسهم، والتعدّي على زائري الأراضي المقدَّسة. في تلك
الحقبة كان الموارنةُ يناضلون ويحاربون من أجلِ حمايةِ الإيمانِ
الكاثوليكي والحريةِ والاستقلالية. وكانوا متمرِّسين على
القتال. فارتاحوا بمجيءِ الفرنج، شركائهم في
الإيمان. فعزّزَ البطريرك
يوسف الجرجسي (1100) العلاقةَ
مع الغرب ومع روما التي تفاجأت بوجودِهم، وكانت تظنُّهم قد
انتهَوا بسبب الفتح الإسلامي والانقسامات في الكنيسة. أرسل
البطريرك، بواسطة الفرنج، وفدًا مع رسائلَ إلى البابا أربانوس،
لكنّه توفّي قبلَ وصولِ الوفد، فاستقبله خليفتُه البابا باسكال
الثاني، وسُرَّ برسائلِ البطريرك وبالوفد. ثمّ توطّدت العلاقةُ مع روما في عهد البطريرك إرميا
العمشيتي (1199-1230)، وحضر المجمعَ المسكوني
اللاتراني الرابع سنة 1215. وكانت مناسبةً لتفعيل الانفتاح
والتعاون مع الدول الأوروبية. وتمكّن الموارنةُ من الانتشارِ في
المناطقِ اللبنانية وفي جزيرة قبرس، وحصّنوا استقلاليّتَهم
وحرّيتَهم في جبلِ لبنان. وخُتمت هذه المحطّةُ من التعاون مع
الفرنج في عهدِ ملكِ
فرنسا القدِّيس لويس التاسع وقد ساعدَ البطريركَ
والموارنة بخمسةٍ
وعشرين ألف مقاتل، فكتب في 21 أيار 1250 رسالةً إلى
أميرِ الموارنة في جبل لبنان وبطريركِ وأساقفةِ الأمّة، عبّرَ
فيها عن الالتزامِ بحمايتِهم واعتبارِهم جزءًا من الأمّةِ
الفرنسية بسببِ مساعدتهم له، وتعلّقِهم الثابت بالإيمان
الكاثوليكي.
-
وننتقلُ إلى محطّةٍ ثالثة في عهدِ
المماليك (1291-1515)، الذي شكّلَ للموارنة مأساتَهم
الكبرى، فانكفأوا على ذواتهم، محافظين على وحدتِهم وصمودِهم،
حولَ بطاركتِهم، بالرغم من الاضطهادِ والقتلِ والتنكيل. فكان لهم
بطاركةٌ شهداء مثل دانيال
الحدشيتي الذي قادَ سنة 1283 رجالَه للدفاع عن
عرينِه في جبّة بشري ضدَّ جيشِ المماليك. فصمدوا أربعين يومًا
أمام إهدن. ثمّ قبضَ المماليكُ على البطريركِ بالحيلة بحجّةِ
المفاوضة فخطفوه وقتلوه.
والبطريركُ
لوقا البنهراني أسرَهُ المماليك واعتبروا امساكَه
فتحًا عظيمًا، أعظمَ من افتتاحِ حصنٍ أو قلعةٍ، بعد معركةِ
الفيدار (1291) التي أسهمَ فيها الموارنة إلى جانبِ الفرنج بوجهِ
المماليك، وقتلوه.
والبطريركُ
جبرايل حجولا (1357-1367) الذي أحرقَه بالنار والي
طرابلس المملوكي، عندما سلّم نفسه من أجل تحرير الأساقفة
والرهبان المعتقلين رهائن.
لكنَّ البطاركة الذين تعاقبوا طيلةَ عهد المماليك، على
مدى 224 سنة، فتحمّلوا بصبرٍ جورَ المماليك: التنكيلَ والاضطهادَ
والتعدّي على الكنائس وإحراقَها وتهجير السكّان الآمنين. وظلّوا
على اتّصالٍ دائم مع روما. وكان همُّهم المحافظةَ على الوحدةِ
الداخلية والاستقلالية.
ففيما كان بطاركةُ الكنائس الأخرى
يحتاجون إلى تثبيتٍ مدني من السلطان المملوكي ب"فرمان"، كان
البطاركةُ الموارنة معفيِّين منه. وفي هذا العهدِ المملوكي، عرفَ
الموارنةُ حكم "المقدّمين" الذين
كانوا حكّامَ مقاطعاتٍ في جبل لبنان، ويخضعون مباشرةً للبطريرك.
وكانوا همزةَ وصلٍ بين البطريركيةِ ونيابةِ طرابلس
المملوكية.
-
في المحطّةِ الرابعة في
عهد العثمانيّين (1516-1918)، تبدّلَ الوضعُ نوعًا
ما. السلطان سليم الأوّل الذي بدأ معه هذا العهدَ بعد انتصارِه
على المماليك في معركة مرج دابق قربَ حلب سنة 1516، تميّزَ بكثرة
حلمِه وأمر بإعادةِ إعمارِ البلاد. وفيما ظلّت معاملةُ
المسيحيِّين كأهلِ ذمّة، نَعِمَ الموارنةُ بنوعٍ من الاستقلاليةِ
بفضلِ البطاركةِ
الموارنة الذين تعاقبوا، وقد أُعفوا من طلبِ
"الفرمان" من السلطان لتثبيتِ انتخابِهم. كان يتولّى شؤونَهم
العامّة أميرٌ وطني معروفٌ "بالحاكم
الكبير"، وكانت سيادةُ الدولة العثمانية عليه
اسميّة. لم يكونوا أهل ذمّة تحت حمايةِ الدولة التركية، بل كانوا
يحمون أنفسَهم بأنفسِهم، ولم يكونوا يدفعون إلّا المالَ
الأميري.
ولكن لم يخلُ عهدُه
من المضايقات والمصاعب. لكنَّ البطريرك
موسى العكّاري (1524-1567) الذي دامت حبريّتُه 43
سنة، قام بحركةٍ متعدّدةِ الاتّجاهات: مع روما وحاكم
البندقية (Venise) في إيطاليا، والأمبراطور
الألماني شارل كان، ووالي حلب ووالي الشام، من أجل حمايةِ
الإيمان الكاثوليكي ورفعِ الظلم عن الموارنة وحفظِ
استقلاليّتِهم. وفي عهدِه كان انتشارٌ ماروني واسع في كسروان
والجنوب.
-
مع البطريركِ
سركيس الرزي، تمّ تأسيسُ
المدرسة المارونية في روما بمرسومٍ من البابا
غريغوريوس الثالث عشر في 13 كانون الأوّل 1583، ففتحت أبوابَها
في بداية سنة 1584. خرّجت هذه المدرسة الحبرية ملافنةً وعلماءَ
موارنة مشهورين علّموا في جامعات أوروبا، وشكّلوا حجرَ الزاوية
في النهضة المشرقيّة، وبنوا جسرَ تواصلٍ ثقافي بين الشَّرق
والغرب.
-
. نذكرُ
من بين هؤلاء البطريرك
يوحنا مخلوف (1609-1633) في
عهد إمارة
المعنيّين (1572-1697). تعاون معهالأمير
فخر الدين الثاني الكبير، في انفتاحِه على
الغرب، بفضلِ ما كان للبطريرك من علاقاتٍ ودّية مع ملوك الغرب،
ومع البابوات، ولدى الباب العالي. في هذا التعاون والعمل الداخلي
على ازدهار البلاد ونموِّها، كان تكوينُ
نواةِ الدولة اللبنانية، وفكرةُ "الكيان
اللبناني" القائمِ على الروابطِ الموضوعية والتعاونِ
المنسجم بين الديانات والثقافات المختلفة. بفضل هذا التعاون كانت
النهضةُ العمرانية والزراعية والتجارية والثقافية على يد مهندسين
ومرسلين استُقدموا من أوروبا.
واصلَ البطاركةُ هذا التعاونَ مع الأمراءِ المَعَنِيّين،
وثبّتوا وحدتَهم واستقلاليتَهم وحضورَهم الفاعلَ في حُكْمِ جبل
لبنان، وفقًا "للكيان" الذي التقى حوله الموارنةُ والدروز.
-
ثمّ كان العهدُ
الشهابي (1698-1842)، فنذكرُ في أُولى
سنواتِه البطريرك
الكبير المكرّم اسطفان الدويهي(1670-1704)، تلميذَ مدرسةِ
روما، المُلقّبَ "بأبي التاريخ الماروني واللبناني" و"بأعظمِ
شخصية مارونية" علمًا وعملًا. في عهده تأسّست الرهبانياتُ
المارونية: اللبنانية والمريمية والأنطونية. واصل العهدُ الشهابي
فكرةَ "الكِيان اللبناني"، وتواصل التعاونُ بين الأمراء
الشهابيين والموارنة على مستوى تحقيق هذا الكيان. ولكن عندما مرّ
العهدُ بانقساماتٍ داخلية ونزاعاتٍ وبحالة تمزّق، وكان استغلالُ
العائلات الإقطاعية وثِقْلُ الضرائب، والانقسامُ المذهبي، فعُقدت
عامّيةُ لحفد سنة 1821، وعامّيةُ انطلياس سنة 1840.
-
فانطوى عهدُ الإمارة اللبنانية سنة 1842 بنظام
القائمقاميتَين وتقسيم الجبل إلى إدارتَين: مسيحية
ودرزية. لكن هذه الصيغة استُغِلّت سياسيًّا لضرب الوحدة
الداخلية، بضغوطٍ دينيةٍ مذهبية، فكانت أحداثُ 1845 الدامية
وأحداثُ 1860 التي ذُبحَ فيها آلافُ الموارنة وغيرُهم من
المسيحيّين. وعبثًا حاول البطاركة تجنّب هذه الأحداث.
نذكر من بينهم البطريرك
يوسف التيّان (1796 - 1809) الذي سعى لدى الأمير
بشير الشهابي الكبير لتخفيف الضرائب التي كان قد رفعَها من قرش
ميري إلى ستّة قروش والشعبُ جائع، ولمصالحته مع أبناء عمّه
الأمير يوسف الشهابي من حفظ الوحدة السياسية في الجبل. ولما عجز
عن ذلك، قدّم استقالته من البطريركية، وهو بعمر 48 سنة،
وتنسّك.
والبطريرك
يوسف حبيش (1823-1845)، باعثُ النهضة الثقافية، الذي
بذل جهودًا سياسيّة وإنسانيّة من أجل حفظ الوحدة الداخلية مع
قيام القائمقاميّتَين، وتضميدِ جراح أحداث 1845. وأكمل
عملَه البطريركُ
يوسف راجي الخازن(1845-1854) الذي
جنّب القتال في الجبل بين القوّة العسكرية العثمانية والمقاتلين
الموارنة بالطرق السلمية، وحصل من الدولة العثمانية على التعويض
على المتضرّرين في أحداث 1845، ونادى بالمساواة بين المسيحيّين
وغير المسيحيّين.
-
وجاء البطريرك
بولس مسعد (1854 - 1890) الذي قادَ بحكمةٍ كنيستَه
والحالةَ الوطنية على مدى 36 سنة. يقال عنه أنّه مناضلٌ عنيد،
نقل القضية اللبنانية إلى مرتبتها الأولى. قام بدورٍ كبير في
أشدّ الأخطار التي هدّدت الوجودَ المسيحي والوحدةَ المسيحية
واستقلالَ الجبل. قام بأسفارٍ التقى فيها البابا الطوباوي بيوس
التاسع في روما، ونابوليون الثالث في باريس والسلطان الغازي عبد
العزيز في الاستانة. عالج بحكمةٍ وحنكة ثورةَ الفلّاحين المعروفة
"بثورة
طانيوس شاهين"، ساعيًا إلى السلام وتوحيد أواصر الشعب
الماروني.
وكانت فتنةُ
سنة 1860 فأسقطت الضحايا في كلٍّ من دير القمر وجزين
وحاصبيا وراشيا وسواها من المناطق، بتحريضٍ من الأتراك لفئة على
فئة. فبذل البطريركُ جهودًا مُضنية لتلطيف الأوضاع والحدّ من
البؤس والشقاء بمساعدات مالية، ولإعادة السلام في المناطق
المتوتّرة.
-
في عهده وُضعَ نظامُ
المتصرفية في لبنان سنة 1861. فكان نقلةً
نوعيةً بالاستقلالية
الذاتية المحميّة، التي ناضل في سبيلها البطريركُ
والموارنةُ والأمراءُ المَعَنيّون والشهابيّون، إلى
استقلالية مثبَّتة شرعيًّا من السلطان العثماني.
أرسى هذا النظامُ مبدأَ المساواة بين المواطنين والتمثيل الشعبي،
وأنشأَ هيئةً تمثيليّةً قائمةً على أساس تمثيل الطوائف السّت في
الجبل ومبدأِ انتخاب أعضاءِ المجلس ومشايخِ القرى. وكرّسَ
الأرجحيّة المسيحيّة في السلطة بإعادة الوحدة الجغرافية -
السياسيّة إلى الجبل، ووحدة السلطة فيه بقيادة متصرّف أجنبي واسع
الصلاحية، وإعطاء أكثرية تمثيلية للمسيحيِّين في مجلسِ
الإدارة.
اعترضَ البطريرك مسعد مُطالباً بأمرَين:
تأليفُ هيئةٍ
تشريعيّةٍ وطنيّة في نظامِ المتصرفيّة. لكنَّ
المتصرفَ احتفظَ لنفسه بالسّلطةِ التشريعيّة. والأمرُ
الثاني بمتصرفٍ
وطني مسيحي يكون حاكمًا للبلاد. لكنَّ البابَ العالي
عيّنَ مُتصرفًا داود باشا، فامتعض اللبنانيون عليه لكونه حاكمًا
أجنبيًّا. فكانت ثورة يوسف
بك كرم الإهدني.
-
. بعد
انهيار السلطةِ العثمانية، راحت القوى الحليفةُ المنتصرةُ في
الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، تعمل على إيجاد تسويات في
المنطقة. هنا برز دورُ
البطريرك الياس الحويك (1899-1931). فكان رجلَ
العنايةِ الذي احتضنَ ضحايا الحرب العالمية الأولى، وكان في أساس
قيام لبنان الكبير والمستقل، وحمايةِ بداياته بوجهِ الرافضين،
والمطالِبين بضمِّه إلى مشروع سوريا الكبرى. فدامت حبريتُه 32
سنة.
هي الذاتيةُ
اللبنانية التي بدأت تتكوّنُ منذ بداية القرن السادس
عشر، كما رأينا، راحت تتبلور حتى أصبحت فكرةَ
لبنان الكبير المستقل في حدوده التاريخية بإعادة
الأراضي التي سلختها عنه الدولةُ العثمانية. في 16 حزيران 1919
أصدر مجلس الإدارة اللّبناني قرارًا بتشكيل
وفدٍ برئاسة البطريرك الياس الحويك إلى مؤتمر الصلح في فرساي -
باريس.
قدّمَ البطريرك "مذكّرةَ
الوفد اللّبناني إلى مؤتمر السلام"، موقّعةً منه
بتاريخ 25 تشرين الاوّل 1919 (راجع النص الفرنسي في وثائق
البطريرك...، ص120-130) وفيها أربع نقاط:
1) إقرارُ استقلال لبنان عن أيّ دولة أخرى، الذي أعلنته
الإدارةُ اللّبنانيّة والشعبُ في 20 ايار 1919، لاعتباراتٍ
تاريخيّةٍ وسياسيّةٍ وثقافيّةٍ وحقوقيّة.
2) إعادةُ لبنان إلى حدوده التاريخيّة والطبيعيّة،
باستعادة الأراضي التي سلختْها عنه تركيا (لبنان الكبير)، عند
رسم حدود المتصرفيّة سنة 1861.
3) إصلاحُ الأضرار التي أنزلتْها تركيا بلبنان
وشعبه.
4) القبولُ بمبدأِ الانتداب الذي أقرّتْه اتّفاقيةُ
السلام بفرساي في 28 حزيران 1919، من دونِ أن يخلَّ بمبدأ سيادة
لبنان.
6. وتوالت رسائلُ البطريرك الحويك في كلِّ اتِّجاهٍ ما
بين 8 تشرين الثاني 1919 و30 آب 1920، حتى الاحتفال
بإعلانِ لبنانَ الكبير المستقلّ في أوّل ايلول
1920 (من صفحة 131 إلى 170). ففي قصرِ الصنوبر، وسطَ
الألوفِ من اللّبنانيّين المحتشدين، وقف الجنرال غورو المفوَّض
السامي للجمهوريّةِ الفرنسيّة، محاطاً برؤساءِ الطوائفِ
وشخصيّاتِ البلاد وأعلنَ
لبنان الكبير، من النهرِ الكبير إلى أبوابِ فلسطين
إلى قممِ لبنان الشَّرقي.
-
ثمّ كان عهدُ البطريرك انطون عريضه (1932 - 1955)
الذي دام 23 سنة، المعروفُ بعهدِ إنهاءِ الانتداب الفرنسي
والاستقلالِ الناجز. وقد أعلن العملَ على بلوغِهما في مؤتمر
بكركي الوطني في 25 كانون
الأوّل1941. بالنسبة
إلى إنهاءِ الإنتداب كتبَ إلى وزير خارجية فرنسا في
15 شباط 1935:
"أمانةً لخطِّنا التاريخي المكمِّل
لتقليدٍ يفوقُ العشرةَ قرون من الصداقة، هو الحارسُ السهران لهذا
الإرثِ الألفي، ويعتقدُ من واجبِه السهرَ على أن تظهرَ فرنسا
دائماً في الشرق بوجهِها النبيل والفروسي الذي أحبَّه آباؤنا،
ونحنُ وأسلافنا ذكّرنا به مع كلِّ أمنياتنا... والبطريرك
الماروني، بحكم هذه الأمانةِ التي لا تُنتزع، يعتبرُ نفسَه
مخوّلاً أكثر من أيِّ شخصٍ آخر ليتكلّمَ باسم الشعب، وينقلَ
معاناتَه وأمنياتِه للحكومةِ الفرنسيّة... عندما طالب اللبنانيون
"بالانتدابِ الفرنسي"، إنّما أرادوه لتحقيقِ أمنياتِهم باستقلالٍ
سياسي واقتصادي، باتّفاقٍ كامل مع فرنسا، بل لصالحِ البلدَين.
ولكن في روحِ معظمِ الفرنسيّين الذين عُنوا بتطبيقِ "الانتداب"،
قد اختلطَ، على ما بدا، بفكرةٍ مجرّد استعمار. فكانت الصداماتُ
كلَّ يومٍ وفي كلِّ القطاعات".
وبالنسبةِ
إلى الاستقلالِ الناجز، قال البطريركُ في خطابه
الافتتاحي لمؤتمرِ بكركي الوطني: "نريدُ
استقلالاً ناجزاًيطابقُ رغائبَ الشعب اللبناني مضمونًا
من الدول التي سعت لإعلانِه، ومبنيًّا
على العدل لأنّ العدلَ أساسُ
المُلك،العدلَ في
الأحكام ونفي المظالم، و
العدلَ في توزيعِ المناصب والمنافع.
نريد
استقلالاً مخدومًا بحكومةٍ تنتقي أشخاصًا
صالحين نزهاءَ بعيدين عن الرشوةِ ومستقيمين لا
يحابون.
نريد
استقلالاً مبنيًّا على الحرّية، والتآلفِ والتضامن
والغيرة في سبيلِ المصلحة الوطنية".
لقد
انتهى الانتدابُ الفرنسي وإعلانُ استقلالِه الناجز
بجلاء آخِر القوات الفرنسية من لبنان في 31 آب 1946. لكنَّ
عمليّةَ إنهاءِ الانتداب وتسليمِ السلطات كلِّها للدولة
اللبنانية كانت بدأت في أوّل كانون الثاني 1944.
-
لقد مهّد مؤتمرُ بكركي الوطني إلى وضعِ
الميثاق الوطني سنة 1943 على يدِ رئيسِ الجمهورية
الشيخ بشاره الخوري ورئيسِ الحكومة رياض بك الصلح. هذا الميثاق
يُميّز لبنان عن سائرِ البلدان العربية، ويُشكّلُ روحَ الدّستور.
وهذا نصُّه غيرُ المكتوب رسميّاً والقائمُ على الثّقة
المتبادلة:
أ. لبنان جمهوريةٌ مستقلّةٌ استقلالاً كاملاً، لا
تربطُها أيّةُ معاهدة، وأيُّ اتّفاقٍ بأيّةِ دولة. هو بلدٌ سيّدُ
نفسه.
ب - لبنان ذو وجهٍ عربي، لسانٍ عربي. وهو جزءٌ من العالم
العربي، له طابعُه الخاص، ولكنّه مع عروبتِه هذه لا يقطعُ
علاقاتِه الثقافية، والحضارية التي أقامها مع الغرب، وساعدتْه
على الوصول إلى الرقيِّ الذي هو فيه.
ج - لبنان مدعوٌّ إلى التعاونِ مع الدول العربية، وإلى
دخولِ الأسرةِ العربية، بعد أن تعترفَ هذه الدولُ باستقلالِه،
وكيانِه، ضمنَ حدودِه الحاضرة، فعليه أن يحفظَ التوازن بين
الجميع، وأن لا يميلَ مع أي فريق.
د - توزَّعُ جميعُ المناصب في الدولة على جميع الطوائف
بالإنصاف. وإذا كانت الوظيفةُ تكنيكية رُوعيت فيها الكفاية.
-
خاتمة ، عندما وضعنا المذكِّرة
الوطنيّة في 9 شباط 2014، أردنا إكمالَ عملِ أسلافنا
البطاركة بروح المسؤوليّة ذاتِها، وشئناها خريطةَ طريقٍ
للإحتفال بالمئويّةِ
الأولى على إعلان لبنان الكبير (1920
-2020). فأكّدنا فيها الثّوابتَ،
وطرحنا الهواجسَ،
ورسمنا أُسُسَ
المستقبل، وحدّدنا الأولويّات.
|
|
|
|
|
البطاركة الموارنة في هده
الفترة |
1946-1919
البطاركة الموارنة في هده
الفترة |
الياس الحويك من حلقاء البترون |
1931-1898 |
أنطونيوس الثاني عريضة من بشريالبطاركة
|
1955-1931 |
|