أحمد منصور:
الآن في نقطة مهمة جدا للفهم في هذا الموضوع أن القوات
اللبنانية التي كانت بعد مقتل شقيقك بشير أصبحت يعني تقريبا
تتعامل معك بندية تحت قيادة فادي فرام وتحتفظ بعلاقات مع
إسرائيل وقع فيها انشقاق أو انقلاب عليك وعلى النظام واستقل
إيلي حبيقة وبقردوني وجعجع بالقيادة ثم بعد ذلك وتحديدا في 9
مايو/ أيار 1985 انقلب إيلي حبيقة على الآخرين وأصبح قائدا
للقوات لكنه أصاب الجميع بصدمة وهو رجل إسرائيل الأول ومرتكب
مجازر صبرا وشاتيلا بأنه ينادي بالتيار اللبناني العربي وبأن
سوريا لها فيه موقع، هذا البيان الذي أصدره أصاب الجميع
بالصدمة، رجل إسرائيل يصدر بيانا يقول فيه سوريا!
أمين الجميل:
وبأرجع بأؤكد
لك أنه لما كان إيلي حبيقة بسوريا كان عنده اتصال مباشر
بإسرائيل وكانت سوريا تعلم بذلك، أفسرها ما بعرف كيف أفسرها،
هيدي تناقضات.
أحمد منصور:
لا، أنا عايز أفهمها، أنا قلبت الكتب عايز أفهم هذا الموضوع.
أمين الجميل:
هذا الموضوع
صعب..
أحمد منصور:
كيف أن سوريا ترحب برجل إسرائيل الأول في القوات اللبنانية
وتتحالف معه ويستقبل رسميا في 10 سبتمبر من نائب الرئيس السوري
عبد الحليم خدام ويأخذ موقعا متقدما في العلاقات مع سوريا ثم
يبرم معه بعد ذلك ما يسمى بالاتفاق الثلاثي ويتحول من يد
إسرائيل الضاربة في لبنان إلى يد سوريا الضاربة في لبنان، هل
ده يعتبر نجاحا للسوريين أنهم استطاعوا أن يسيطروا على رجل
إسرائيل الأول في القوات اللبنانية؟
أمين الجميل:
أنا التقيت
أحد السفراء سفير الجزائر في ذاك الوقت إجا زارني وتساءلنا ذات
السؤال، عم نحكي أنا وإياه يعني كان صديقا عم نتداول، سألته
ذات السؤال وهو كان حقيقة عنده ذات التساؤل، قال لي صارحني قال
لي أنا سألت ذات السؤال لأحد أركان الرئيس نبيه بري الوزير
نبيه بري، سألته السؤال أنه كيف أنتم بتقبلوا تتعاطوا، فبيقول
هذا القريب من الرئيس بري قال له كمان الرئيس بري سأل ذات
السؤال للسوريين فقالوا له السوريون قالوا له نحن عنا فرصة
ذهبية هلق نقدر نأخذ من المسيحيين التوقيع اللي بدنا إياه
فخلينا نأخذ التوقيع وبعدين لكل حادث له حديث، لكل حادث له
حديث، برأيي أنا -هذا شيء خطير بدي أقوله- كان اغتيال نبيه بري
منذ سنة تقريبا أو سنتين.
أحمد منصور:
محاولة اغتياله؟
أمين الجميل:
مش محاولة،
اغتيل، قتل.
أحمد منصور:
تقصد إيلي حبيقة، آه إيلي حبيقة لما قتل.
أمين الجميل:
إيه، قتل
إيلي حبيقة، هيدا كان الكلام اللي حصل بيني وبين سفير الجزائر
قال لي السوريون كان موقفهم خلي هلق نأخذ منه التوقيع لأنه أول
مرة عم نأخذ من قائد مسيحي بهالموقع توقيعا لصالح سوريا..
أحمد منصور:
بس قائد مشكوك في ولائه، رجل ولاؤه لإسرائيل وليس حتى للطائفة
المارونية.
أمين الجميل:
أخذوا
التوقيع منه، أخذوا التوقيع وقع إيلي حبيقة باسم..
أحمد منصور:
كان في كثير زعماء مسيحيين ممكن يوقعوا..
أمين الجميل:
أخذوا
التوقيع باسم القوات اللبنانية يعني أهم فصيل مسيحي على الأرض،
لا، البقوة القيادات المسيحية الأخرى لما كانت قبلت بهكذا
اتفاق، الاتفاق الثلاثي هو اتفاق الإذعان بكل معنى الكلمة.
أحمد منصور:
اللي وقع في 30 ديسمبر.
أمين الجميل:
اللي وقع ما
بعرف في 30 ديسمبر.
أحمد منصور:
إحنا قلنا، لا، إحنا قلنا تاريخه قبل كده، أنا حأرجع لتاريخه.
لكن أنت فاروق الشرع سلمك نص الاتفاق في 30 ديسمبر قبل أن تذهب
وأنت كنت رفضت أن توقع، جوزيف أبو خليل يقول إنه كان بين يديك
أنت أنه هو شاف بين يديك رسالة موقعة من بقردوني وجعجع يفوضونك
فيها باسمهما وباسم القوات اللبنانية التفاوض مع دمشق وهذا
التفويض هو الذي حمل حبيقة على الانتفاضة عليهما، صحيح؟
أمين الجميل:
هيدا نعم بعد
ذكرت عم نذكرها هيدي التواريخ مانها واضحة بذهني بس بأعرف أنه
كان إيلي حبيقة هو مسؤول عن القوات اللبنانية عن الانتفاضة كان
هو رقم واحد بالانتفاضة رقم اثنين سمير جعجع رقم ثلاثة كريم
بقردوني، بعد أحداث شرقي صيدا بيوجه لي كتابا سمير جعجع حول
موضوع أنه بيوكلني يعني نوع من اعتذار واعتراف بسياستي وبيطلب
مني أن أستمر في هذا الخط، ساعتها..
أحمد منصور
(مقاطعا): في الوقت الذي كان لا زال ولاؤه لإيلي حبيقة.
أمين الجميل:
كان بعده رقم
اثنين عند إيلي حبيقة، إيلي حبيقة يعني انتفض ساعتهامن سمير
جعجع..
أحمد منصور:
9 مايو / أيار 1985.
أمين الجميل:
وأكد قبضته
أكثر وأكثر إيلي حبيقة على القوات اللبنانية.
أحمد منصور:
كيف خططت أنت مع سمير جعجع وبقردوني بعد ذلك وفي 15 كانون
الثاني ديسمبر عام 1986 وجهتم ضربة قاصمة إلى إيلي حبيقة
واستطعتم أن تسحقوا وجوده العسكري بل وتقبضوا عليه وتأخذوه إلى
مقر وزارة الدفاع؟
أمين الجميل:
خليني أوضح
لك هالنقطة، لم يكن بيني وبين سمير جعجع أي تنسيق في ذاك
الوقت..
أحمد منصور:
إزاي؟ الكل بيقول إنك نسقت.
أمين الجميل:
بيقولوا، عم
تسألني ولا عم تسأل الكل؟
أحمد منصور:
أسألك.
أمين الجميل:
وقت أخلص
المقابلة اسأل الكل، هلق عم تسألني لي عم أجاوبك..
أحمد منصور:
لا، في الكتب أنا أرجع للكتب.
أمين الجميل:
أنا عم
أجاوبك يعني شو صار معي، أنا عم أقول لك إنه ما صار أي تنسيق
بيني وبين سمير جعجع في هذه الحقبة بالعكس كان سمير جعجع وكريم
بقردوني عم ينسقوا مع إيلي حبيقة، كريم بقردوني راح..
أحمد منصور:
ما أن قلت لي سيادة الرئيس هم بعثوا لك رسالة قبل كده قبل ما
ينتفضوا على إيلي حبيقة أرسلوا لك رسالة وقالوا لك إحنا معك
ومفوضينك..
أمين الجميل:
نعم، مظبوط..
أحمد منصور:
إذاً في خط سري بينك وبينهم.
أمين الجميل:
مظبوط، لا،
هالمكتوب ما كان سريا كان معروفا لأن سمير جعجع عرضه على..
أحمد منصور:
بمجرد ما حبيقة عرف به..
أمين الجميل:
عرضه على
إيلي حبيقة.
أحمد منصور:
لا، بمجرد ما إيلي حبيقة عرف به انتفض عليهم في 9 مايو.
أمين الجميل:
بعدين سمير
جعجع أطلعه لإيلي حبيقة شو المكتوب اللي بعثه لي، أطلعه في
اجتماع عام كانت القيادة موجودة.
أحمد منصور:
كيف الآن خطط سمير جعجع وبقردوني للانقلاب على إيلي حبيقة؟
أمين الجميل:
اسمعني
مظبوط.
أحمد منصور:
بأسمعك.
أمين الجميل:
سمير جعجع
وكريم بقردوني كانا حقيقة بحيرة من نفسهم إذا بيمشوا مع حبيقة
ولا ما بيمشوا إذا بيمشوا بالاتفاق الثلاثي ولا ما بيمشوا، كان
الكلام بين سمير جعجع وحبيقة، بيقول له حبيقة لسمير جعجع بيقول
له أنا رح أتحمل المسؤولية أنا رايح عالشام إذا نجحت أنت معي
بالوزارة إذا ما نجحت ساعتها أنت بتستلم القيادة.
أحمد منصور:
على اعتبار الآن أن السوريين سيولون إيلي حبيقة أمر لبنان؟
أمين الجميل:
على أساس أن
القوات كقوات مجلس القيادة تبع القوات بيكون كله سوا مستفيدا
من الاتفاق الثلاثي، هيدا كلام حبيقة -عم أقول لك بالمحاضر عم
أقول لك دقائق ووقائع ما عم أخترع من عندي- على أثر ذلك بيروح
كريم بقردوني مع إيلي حبيقة على الشام، كريم كان باجتماعات
الشام..
أحمد منصور:
وكريم معروف بعلاقته الوثيقة بالسوريين.
أمين الجميل:
وعلاقته
الوثيقة مع سمير جعجع كان كريم بجانب سمير فسمير وكريم بقردوني
بيتفقوا مع إيلي حبيقة إذا بينجح إيلي حبيقة بيكون نجاح القوات
اللبنانية كلها سوا..
أحمد منصور:
وإذا بيفشل؟
أمين الجميل:
وإذا فشل..
أحمد منصور:
على نفسه الفشل.
أمين الجميل:
على نفسه
الفشل، هذا كان كلاما واضحا بين إيلي حبيقة وسمير وكريم، على
أثر ذلك سمير وافق وبقي على الحياد وبعث كريم بقردوني يحضر
الاجتماعات، هيدا اللي حصل، بهالأثناء هذه كان العقدة أمين
الجميل رئيس الجمهورية والسوريون بدؤوا يتعاطون معي، اطمأنوا
أن القوات ما في مشكل بدؤوا يتعاطون معي، لما شاف إيلي حبيقة
أنه أنا ماني ماشي شعر أنه أنا ما رح أمضي على الاتفاق وكان
عندي دعم كل الجبهة اللبنانية يعني كل الفريق المسيحي السياسي
أو معظم الفريق المسيحي كان بجانبي والبطرك الماروني كان
بجانبي لأن بيعترفوا أن هذا الاتفاق خطر على لبنان، لما خاف
إيلي حبيقة أنه أنا أرفض عمل من جهة حملة الافتراء علي وعملية
كذب وتدجيل علي وعلى موقعي وعلى معنوياتي من جهة، لما شاف أن
هالحملة اللي عملها علي ما أدت إلى نتيجة ما أرعبتني لجأ لشيء
آخر أخطر..
أحمد منصور:
ما هو؟
أمين الجميل:
اللي هو
اقتحام عسكري لمنطقة المتن اللي هي معروفة أن هيدا معقل أمين
الجميل، هيدا اللي حصل بـ 12 كانون الثاني 1985، يعني كان عشية
رحلتي إلى الشام..
أحمد منصور
(مقاطعا): لا، اسمح لي، 1986.
أمين الجميل:
1986، عشية
رحلتي إلى دمشق وعارف أنه أنا رح أرفض هذا الاتفاق نظم عملية
اقتحام عسكري لمنطقة المتن اللي هي معقلي الطبيعي، عندئذ صار
في ردة فعل من شباب المتن وتصدوا لهجوم إيلي حبيقة، ميشيل عون
قيادة الجيش قعدت على جنب اعتبرت هي مانها معنية ولم تتدخل،
شباب المتن تدخلوا ودافعوا عن المتن ويعني راح خسائر كبيرة
لإيلي حبيقة واضطروا القوات تبع إيلي حبيقة يتراجعوا باتجاه
الكرنتينا باتجاه قيادة القوات قيادة إيلي حبيقة، عندئذ وفقط
عندما أنا رفضت الاتفاق وعندما شباب المتن اللي تصدوا لحبيقة
واضطروا يتراجعوا باتجاه موقع إيلي حبيقة عندئذ تدخل سمير جعجع
شاف سمير جعجع أن الثمرة ناضجة فطوق إيلي حبيقة وانقض على
قيادة القوات واستلم القيادة في ذاك الوقت، فانتظر..
أحمد منصور:
الهجوم كان 1985 كان يناير 1985.
أمين الجميل:
فانتظر سمير
جعجع ما تدخل وأخذ موقفا إلا بعد ما أنا رفضت الاتفاق دستوريا
وشباب المتن تصدوا لإيلي حبيقة وألزموه للتراجع إلى ما يسمى
بالمجلس الحربي أو موقع قيادة القوات فساعتها طوقهم سمير جعجع
كانوا مكسورين طوقهم وكان على وشك أن ينقض على إيلي حبيقة
ساعتها تدخل ميشيل عون عندئذ تدخل ميشيل عون لحماية.. لأن كان
فكر ميشيل عون أنه بينتصر إيلي حبيقة، لما..
أحمد منصور:
سمير جعجع انتصر عليه.
أمين الجميل:
لما انتصر
سمير جعجع وطوق إيلي حبيقة ساعتها تدخل ميشيل عون وهدد سمير
جعجع قال له إذا بتنال من حياة أو بتتعدى على حياة إيلي حبيقة
أنا ساعتها بأخذ موقفا عسكريا..
أحمد منصور:
إحنا الآن عايزين..
أمين الجميل:
صار في
مفاوضات هون بين سمير جعجع وميشيل عون لإخلاء سبيل إيلي حبيقة
وأخذوه على وزارة الدفاع ومن وزارة الدفاع هرب إلى الخارج.
أحمد منصور:
مش هرب، مش هرب، دول جابوا له طوافة طائرة هيلكوبتر وركبوه
معززا مكرما وذهب إلى قبرص ومنها إلى باريس ثم رجع بعد ذلك إلى
سوريا. أنا هنا في نقطة مهمة جدا..
أمين الجميل
(مقاطعا): بس
بالنسبة لقائد القوات اللبنانية اضطر يهرب من المنطقة يعني ما
قادر.
أحمد منصور:
قائد القوات اللبنانية حينما هزم إيلي حبيقة على يد سمير جعجع
الذي أصبح قائدا للقوات اللبنانية منذ ذلك الوقت..
أمين الجميل:
ساعتها استلم
سمير جعجع القيادة هو وكريم.
أحمد منصور:
قيادة القوات هو وكريم لكن بقي هو الآن إلى الآن سمير جعجع هو
قائد القوات. في هذا الوقت الجنرال عون لعب دورا كبيرا جدا في
الحفاظ على حياة إيلي حبيقة.
أمين الجميل:
صحيح لأنه من
الأساس كان في يعني ما بدي أقول تواطؤ كان في علاقة حميمة بين
إيلي حبيقة وميشيل عون.
أحمد منصور:
أنا قاعد بين الكتب منذ أربعة أشهر وحاسس أن في عبث عالي
المستوى بالحياة وبالناس وبالأوطان.
أمين الجميل:
صحيح.
أحمد منصور:
عبث، مشاهد عبثية!
أمين الجميل:
صحيح، أنا
دائما بأقول هيدي في سياسة عبثية وأنا قلت لك إياها عم أنقذ
الناس غصبا عنها، عم أنقذ الناس غصبا عنها، وقالها وليد جنبلاط
بمعرض الاتفاق الثلاثي وقالها قبله كثير من الناس إن..
أحمد منصور:
ما الذي شكله بالنسبة لك نهاية قيادة إيلي حبيقة للقوات
اللبنانية وانتقال القوات اللبنانية إلى قيادة سمير جعجع؟
أمين الجميل:
يعني بالنسبة
لي كانت القيادة واحدة أكان حبيقة أو جعجع أو كلهم يعني كان
بالنهاية يمكن حبيقة كان عنده جرأة أن يروح على الشام، البقوة
بقيوا على الحياد بهالموضوع هيدا لفترة طويلة بس بالنهاية
بهديك الوقت خاصة كان في حقيقة صراع بين مشروعين، مشروعي اللي
هو مشروع المؤسسات والدولة الواحدة ومبدأ الوحدة الوطنية
والتعايش إلى ما هنالك وعلاقات لبنان العربية والدولية هيدا
مشروعي، بالمقابل كان في مشروع المليشيات ليست فقط مليشيات
القوات اللبنانية إنما مليشيات أخرى كذلك الأمر اللي كانت عم
تسعى لإقامة نوع من حكم ذاتي لها ببعض المناطق اللبنانية
وإنشاء بعض المربعات.