مارونيات  حرب 1975 - 1990
 
 اللبنانية الفلسطينة \ اللبنانية اللبنانية \ المارونية الفلسطينة-اليسارية \ المسيحية الاسلامية \ اللبنانية الاسرائيلية ا
   
  مقدمة
الحرب الأهلية اللبنانية، حرب 1975 هي حرب أهلية متعددة الأوجه في لبنان ، واستمرت من عام 1975 إلى عام 1990، وأسفرت عن مقتل ما يقدر بـ 120 ألف شخص. في عام 2012، كان ما يقرب من 000 76 شخص لا يزالون مشردين داخل لبنان. كان هناك أيضا نزوح لما يقرب من مليون شخص من لبنان نتيجة للحرب.

فقبل الحرب ، كان لبنان متعدد الطوائف ، حيث كان المسلمون السنة والمسيحيون الأغلبيات في المدن الساحلية ، حيث كان المسلمون الشيعة في الأساس في الجنوب ووادي البقاع إلى الشرق ، وكان أغلب سكان الجبال من الدروز والمسيحيين. فقد كانت الحكومة اللبنانية تدار تحت تأثير كبير من النخب بين المسيحيين المارونيين تم تعزيز الصلة بين السياسة والدين في إطار ولاية القوة الاستعمارية الفرنسية في الفترة من عام 1920 إلى عام 1943 ، وكان الهيكل البرلماني مؤيدا لموقف قيادي بالنسبة للمسيحيين. ومع ذلك، كان لدى البلد عدد كبير من السكان المسلمين، كما أن العديد من جماعات عموم العرب واليسارية قد عارضوا الحكومة الموالية للغرب. وقد ساهم إنشاء دولة إسرائيل ونزوح مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان خلال عامي 1948 و 1967 في تغيير التوازن الديموغرافي لصالح السكان المسلمين. وكان للحرب الباردة تأثير غير تكاملي قوي على لبنان ، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بحالة الاستقطاب التي سبقت الأزمة السياسية في عام 1958 ، منذ أن انحاز الماروني إلى جانب الغرب ، في حين انحازت المجموعات اليسارية والعربية إلى جانب الدول العربية المنحازة إلى الاتحاد السوفييتي

وقد بدأ القتال بين الموارنة والقوات الفلسطينية (معظمهم من منظمة التحرير الفلسطينية) في عام 1975 ، ثم شكلت الجماعات اليسارية والعربية والإسلامية اللبنانية تحالفا مع الفلسطينيين.خلال فترة القتال ، تحولت التحالفات بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به. وعلاوة على ذلك ، شاركت القوى الأجنبية ، مثل إسرائيل وسوريا ، في الحرب وحاربت جنبا إلى جنب مع فصائل مختلفة. وتتمركز أيضا قوات حفظ السلام ، مثل القوة المتعددة الجنسيات في لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ، في لبنان.

وكان اتفاق الطائف لعام 1989 بداية النهاية للقتال. وفي يناير 1989، بدأت لجنة عينتها جامعة الدول العربية في صياغة حلول للنزاع. وفي مارس 1991، سنّ البرلمان قانونا للعفو عن جميع الجرائم السياسية قبل سنه.في مايو 1991 ، حلت الميليشيات ، باستثناء حزب الله ، في حين بدأت القوات المسلحة اللبنانية في إعادة البناء ببطء باعتبارها المؤسسة الوحيدة الرئيسية غير الطائفية في لبنان. ظلت التوترات الدينية بين السنة والشيعة بعد الحرب

 
 حرب 1975 - الحرب اللبنانية الفلسطينة \ اللبنانية اللبنانية \ المارونية الفلسطينة-اليسارية \ المسيحية الاسلامية،

 التي امتدت الى العام 1990.

مرادفات:
انها حرب 1975 او  الحرب من 1975 الى 1990 او حرب الخسمة عشر (15) سنة، انها اسم لمسمى واحدد.
انها حرب المائة وخمسين الف (150000) قتيل.  انها حرب المجازر والابادات. حرب ال 150000 مجزرة وابادة.
 انها ليست حرب الاهواء والتصنيفات المختارة لانواع المجازر. انها حرب الضيف لالغاء المضيف.
 انها حرب الغريزة واللغاء. حرب لا انسانية ولا احترام . انها حرب الدم باسم الله ...  

حقيقة:
كان
لتخطيط الحرب وجهين برعاية مباشرة من سوريا البعث، سوريا حافظ الاسد:
 اول جريمة تحويل لبنان الى الاسلمة حكما وديموغرافيا. 
والجريمة الثانية توطين الفلسطينين في لبنان، حلا للصراع الفلسطيني الاسرائيلي بتخطيط من كسينجر، وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية.
وبين الجريمتين تسلل اليسار اللبناني ممثلا بالحركة الوطنية اللبنانية لخطف الحكم في لبنان الى الاشتراكية وما تمثله عالميا بالاتحاد السوفياتي
واما السبيل للتنفيذ هو تهجير موارنة لبنان الى كندا والولايات المتحدة الاميركية، وذلك بغطاء عربي واقليمي ودولي.
وبالعودة الى التاريخ، يلاحظ انه من الفتح الاسلامي الى 1975، كان الهدف الاوحد عند الشعوب الاسلامية التي غذت لبنان تباعا طوال خلال هذه المروحة التاريخية هواسلمة مسيحي موارنة لبنان. لكن حلم الاسلمة كان يفشل دوما.
وفي 1975 حلم المسلم في لبنان، انه عبر الفلسطيني سيتحقق رهانه باسلمة لبنان  بعد تهجير الماروني وتوطين الفلسطيني مكانه. فهكذا يتحقق للمسلم في لبنان حلمه بنزع راسة السلطة من المسيحي الماروني، فيتحقق ما ينادي به  الشرع الاسلامي على ارض لبنان. لهذا احتضن الشارع الاسلامي مشروع التهجير واعلن جهارا اغتيال صيغة العيش المشترك، لدرجة سمى منظمة التحريرالفلسطينية بجيش الاسلام في لبنان.
اما لماذا البرجوزية المارونية سمحت لحصول هذا الاختلال الديموغرافي لصالح الاسلام، فالسبب واضح هو الغباء وحب السلطة والاقطعية. اما حقيقة نضوج القصة هي في خمسينات القرن العشرين تقريبا اي 1950 تقريبا:
في هذا التاريخ تقريبا، اجرت الدولة اللبنانية مسح عقاري عام للبنان، وشرعنت ما هو غير مشرعان من عقارات تخص ال400 الف انسان ماروني من جبل لبنان الذين ماتوا جوعا او هجروا اضطهادا زمن الاحتلال العثماني بين  1860 و1919
فيومها، وبسبب الامية والعادة قديما كان المواطنون  يودعون صكوك ممتلكاتهم من اراضي وما شابه عند الوجيه او الكاهن او شيخ الصلح او ....  ولهذه الغاية اتت تسوية مسيحية اسلامية لحفظ الغنائم ولو على مصلحة الوجود وهي على الشكل التالي:

  • لا باس لو تغيرت الديموغرافيا في لبنان لصالح المسلم، فالبرجوازي المسيحي عموما والماروني خصوصا لن يعترض لسبب ان المسلم قد اشترى سكوته عندما وافق المسلم ان يشرعن ويضم هذا البورجوازي ماروني ما يمتلكه من صكوك عقارات ولو خصت احد او اكثر من ال400 الف ماروني الذين ماتوا جوعا او هجروا. لذا كان قانون الاحوال الشخصية الغير المتوازن بين المواطنين اللبنانيين، حيث الذكر المسلم بحسب شرعه يحق له الزواج باربعة نساء معا وانجاب الاولاد بدون حدود!، بينمها الذكر المسيحي حقه بزوجة واحدة 

صحيح من النظرة الاولى يقال: ان كل شيء قد حسم. لكن الغريب ان وحدة مارونية سياسية وعسكرية من خارج الاصطفاف البورجوازي الماروني التفليدي منذ 1860 ظهرت ودمرت الحلم الاسلامي. فسياسيا: الجبهة اللبنانية بقيادة الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل واباء من الرهبنة اللبنانية المارونية، كالاباتي قسيس والاباتي نعمان وغيرهم، وعسكريا: القوات اللبنانية بقيادة الشيخ بشير الجميل التي استمرت بعد استشهاده
وللشاهدة وللتاريخ، لو كانت هذه القيادة المارونية العسكرية والسياسية تابعة للبورجوزية المارونية، لكنا اليوم نترحم على لبناننا المعروف!!
وصحيح ان البورجوزية المارونية حاولت قيادة الشارع اللبناني المسيحي الماروني، المنطقة الشرقية، عن طريق الرابطة المارونية والبطريركية المارونية براسة البطريرك خريش. لكن انفجار الهجوم الشمولي الفلسطيني ومن لف لفهم 1975، على المنطقة الشرقية من بيروت خلط الاوراق، حيث هب الشباب المسيحي بشراسة  في هذه المنطقة بما امتلكوه من اسلحة، معظمها اسلحة صيد، وبدون تنظيم عسكري يذكر، ارعب الفلسطينيين وحلفائهم وادى بعد زمن الى انهى الوجود الفلسطيني وحلفاءه في المنطقة الشرقية من بيروت،: من مخيم تل الزعتر، مخيم جسر الباشا، مخيم ضبية، منطقة الكرانتينا، منطقة النبعة، منطقة الزعيترية والرويسات في جديدة المتن، منطقة شارع الغوارنة في انطلياس و...  
بعد سنتين على الحرب 1977، وصمود المسيحي في الدفاع عن ارضه، وفشل الفلسطيني في الحسم، اعاد العالم انفتاحه على لبنان وجمد (سحب) مشروعه لتوطين الفلسطينين في لبنان.
من المهم ذكره والتنويه اليه تكرارا، ان الصمود العسكري والسياسي المسيحي او الماروني في المنطقة الشرقية، تكرس بفضل المدنيين سكان هذه المنطقة من مسيحيين عموما وموارنة خصوصا الذين بصمودهم، بالرغم من القصف الفلسطيني والسوري والاسلامي واليساري ومن لف لفهم، كونوا الخطوط الدفاعية الخلفية الامنة للقوة العسكرية المتواجدة على الخطوط الامامية، فدمروا حلم المسلم ومن وراءه، وانتصروا وصمدوا واستشهدوا وجرحوا معا
فالدفاع عن الجماعة مسؤولية مقدسة ملزم بها اي فرد من هذه الجماعة بقدر ما خلق فيه الله من قدرة. فها هو يسوع المسيح الذي نرجو ان ننمو بمحبته، قد ظهر يومها على شاوول او بولس في طريقه الى دمشق لاضطهاد المسيحيين وضربه واعماه قائلا له: "انا يسوع الناصري الذي انت تضطهده"، وبمعنى اخر ان يسوع المسيح اتحد بالجماعة المبشرة في دمشق واصبحا واحدا في كل شيء، فما يصيبها يصيبه


حرب 1975

 بدأت في 13 أبريل 1975 حيث كان هناك محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم الماروني بيار الجميل قام بها مسلّحون (قلسطينيون)، وأدى إلى مقتل مرافقه جوزيف أبو عاصي، أنطوان ميشال الحسيني،
في التفاصيل، حادثة (بوسطة) عين الرمانة تاريخ 13 أبريل 1975. رداً على هذه الحادثة حصلت حادثة عين الرمانة التي هوجمت فيها إحدى الحافلات المدنية وكان يتواجد فيها ركاب فلسطينيين ولبنانيين مما أدى إلى مصرع 27 شخص:

في 13 أبريل 1975، عند الساعة الحادية عشر من قبل الظهر كان مقرراً أن يبدأ احتفال تدشين كنيسة سيدة الخلاص للروم الكاثوليك في شارع مار مارون المتفرع من شارع بيار الجميل بحضور الشيخ بيار الجميل. وكانت طلبت قوة للمحافظة على السير فعاونتهم مفرزة السيّار المحلية على ذلك. وفي الوقت ذاته كان الفدائيون يحتفلون بمهرجان تأبيني أقيم في مخيم صبرا لشهداء الثورة الفلسطينية اشتركت فيه جميع الفصائل الفلسطينية. نحو الساعة العاشرة تقريباً وصلت إلى مكان الاحتفال سيارة فولكسفاغن يقودها لبناني يدعى منتصر أحمد ناصر وهو من مقاتلي جبهة التحرير العربية وهي الجناح الفلسطيني من حزب البعث العراقي. كانت لوحتها مكشوفة ومعروفة بأنها تابعة للكفاح المسلح الفلسطيني.

حاول رجال السير منعه من المرور فتجاوزهم فاصطدم بجوزف أبو عاصي مرافق الشيخ  وعدد من الشبان الذين حاولوا أيضاً منعه من إكمال طريقه من أمام موقع الاحتفال فلم يأبه وتابع طريقه مسرعاً فأطلق الرصاص على السيارة. فتوقف ونزل من السيارة بسرعة وسقط على الأرض بعد أن أصيب بجرح في كفه وعلى الفور نقل إلى مستشفى القدس الذي تشرف عليه المقاومة الفلسطينية. وصباح اليوم التالي عندما توجهت دورية الدرك لأخذ إفادته كان اختفى ولم يعثر له على أثر.

بعد ثلثي الساعة تقريباً وصلت سيارة فيات حمراء غطيت لوحتها بأوراق تحمل شعارات فلسطينية وبداخلها أربعة مسلحين فتجاوزت حاجز الدرك الذي أقيم إثر عملية إطلاق النار السابقة وأخذ المسلحون يطلقون الرصاص عشوائياً على الأهالي المتجمعين عند مدخل الكنيسة فسقط قتيلاً كل من جوزف أبو عاصي وأنطوان ميشال الحسيني وديب يوسف عساف وإبراهيم حنا أبو خاطر وأصيب سبعة أشخاص بجروح مختلفة.

رد الأهالي بالرصاص على السيارة وهي تحاول الفرار فقتل فدائي وأصيب اثنان نقلتهما قوى الأمن إلى مستشفى القدس فيما نقل القتلى والجرحى من أهالي عين الرمانة إلى مستشفى الحياة. على صوت الرصاص هبّ شباب عين الرمانة من منازلهم وأسرعوا إلى أسلحتهم وفي إعتقادهم أن هجوماً تتعرض له منطقتهم وراحت الأخبار تنتشر عن تعرض الشيخ بيار الجميل لمحاولة اغتيال وما زاد من حدة الإشاعات أن الشيخ بيار كان غادر المحلة قبل فترة دون أن يشاهده معظم الأهالي فاعتقدوا أن مكروهاً أصابه.

في هذه الأجواء المشحونة والمتوترة جداً وفيما الأهالي مذهولين مما جرى ويحاولون لملمة آثار ما حدث ودماء أحد عشر شاباً تغطي الأرض والشبان المسلحون يقفون على أعصابهم خوفاً من الساعات القادمة. فجأة اقتحمت الشارع "بوسطة" مزدحمة بالمسلحين الفلسطينيين كانوا متوجهين إلى مخيم تل الزعتر وبنادقهم وأعلامهم وثيابهم المرقطة ظاهرة من النوافذ وهم ينشدون الأناشيد الحماسية. فاعتقد الأهالي أن هجوماً مفاجئاً تتعرض له عين الرمانة إستكمالاً لما جرى.

لحظات وانهمر الرصاص على "البوسطة" التي لم ينج من ركابها سوى السائق واثنان من رجال المقاومة. هذا تفصيلياً ما جرى في عين الرمانة قبل ظهر الأحد 13 نيسان 1975 فكيف تكون حادثة البوسطة هي الشرارة التي أدت لاندلاع الحرب اللبنانية فأي مراقب محايد عندما يقرأ تسلسل الأحداث التي جرت يومها في عين الرمانة يدرك حتماً أن شرارة اندلاع الحرب كانت محاولة اغتيال الشيخ بيار الجميل وما تعرض له الأهالي من قبل ركاب سيارتي الفولكس فاغن والفيات الحمراء وأن ما حدث مع ركاب "البوسطة" كان رد فعل من قبل الأهالي المذعورين الذين كانوا لا يزالون يلملمون جراحهم وفجأة رأوا الموكب الفلسطيني فراحوا "يطلقون النار بشكل لا يعبر عن شجاعة بقدر ما يعبر عن ذعر" كما يصف الأستاذ جوزف أبو خليل حالة الأهالي وقتها في كتابه قصة الموارنة في الحرب.

 أطراف الصراع

في 1948،استقبل لبنان واحتضن حوالي نصف مليون لاجئي فلسطيني، طردتهم اسرائيل من ارضهم فلسطين، وغالبيتهم من المسلمين. اما سكنهم كان في الاغلب في مخيمات اقيمت على اراضي وقفبت تابعة للكنيسة المارونية.
منذ اول الاسلام والمسلم عموما يحلم باسلمة لبنان ويفشل. فمع الفلسطيني فتجدد الحلم منذ 1968 وتحقق 1975 على الشكل التالي في  3 جبهات رئيسية :

  1. مسيحيون موارنة في الغالب، حيث كان جناحهم السياسي ممثلا بالجبهة اللبنانية بزعامه كميل شمعون. اما الجناح العسكري فممثلا بالقوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل ذات الدور الأساسي في الحرب. وبالرغم من الحصار العربي والاسلامي والدولي لتهجير موارنة لبنان لاسكان الفلسطينيين مكانهم، صمدت هذه القوات وفشل الحلم. لدرجة ان المسلم اللبناني والفلسطيني الضيف تحولوا الى قتلة، في وقت ان الاسرائيلي المصنف عدو من قبلنا لانه هجر الفلسطيني، هو الوحيد الذي مد القوات بالسلاح للدفاع عن نفسها في وجه الشقيق المسلم المجرم
  2. مجموعات الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط، السياسي الدرزي البارز، والمحتضنة المسلم الشيعي والسني والدرزي واليساري والجيش السوري الحليف
  3. منظمة التحرير الفلسطينية بجميع قواها واطيافها والتي تحالفت مع الحركة الوطنية اللبنانية.

 كانت التحالفات تتغير خلال الحرب وفي خضم الأحداث كانت أطراف الصراع كالتالي:

 

14 آذار 1976، لقاء فرنجية – صفير
فرنجية:   لن أستقيل وهناك مخطط لأسلمة لبنان
  • في 11 آذار 1976، حصل إنقلاب العميد عزيز الأحدب  وطالب فيه باستقالة رئيس الجمهورية سليمان فرنجية.
     هذه «الحركة» ادت الى شرخ  داخل المؤسسة العسكرية، ناهيك ان بعض القيادات المسيحية نادت ايضا لاستقالة فرنجية.
  • في 14 آذار 1976 ارسلت بكركي المطران نصرالله صفير الى القصر الجمهوري في بعبدا فقابل فرنجية الذي أعلن تمسكه ببقائه في منصبه مبديًا تخوفه من مخطط لأسلمة لبنان، ومتسائلاً عن ضمان عدم إنتخاب رئيس مسلم للجمهورية لو قبل هو أن يستقيل. وسرد أمام صفير مسلسل التنازلات التي تم تقديمها والتي لم تؤدِّ إلا الى طلب المزيد من التنازلات الإضافية. وقد بدا لصفير أن فرنجية يستند الى دعم الرئيس كميل شمعون في رفض الإستقالة،
  • في 27 آذار 1976، وبناء على طلب الرئيس فرنجية، إنعقد إجتماع في بكركي ضمه الى أركان الجبهة اللبنانية والبطريرك خريش والمطران صفير، وتم التوافق على مواجهة طلب الإستقالة بخطة عمل تقوم على:
    وقف إطلاق النار،
    تعديل المادة 73 من الدستور لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل ستة أشهر من إنتهاء ولاية الرئيس فرنجية، وبعدها يبقى قرار إستقالة الرئيس ملكاً له «ساعة يرى ذلك مناسبًا».
  • اما الازمة فكانت تراوح مكانها
 الرئيسان سليمان فرنجية وكميل شمعون
 مخطط لأسلمة لبنان

عن اللقاء 14 آذار 1976، يروي المطران صفير ما سمعته من الرئيس فرنجية: " بعض النواب طلبوا مني (الرئيس فرنجية) أن أستقيل. فقلت لهم إن الدستور لا يخوّلكم إقالتي. إنه يخوّلكم محاكمتي، فيمكنكم أن تحاكموني إذا كنت أجرمت بحق البلاد، وأنا مستعد للمثول أمام المحكمة الدستورية التي تشكلونها لهذه الغاية.
 اما ما تتخبط فيه البلاد هو على مسؤولية الحكومات المتعاقبة، وأنا كنت أول الشاكين منه. وأنا كنت أقول إن السيادة مفقودة على ثلثي الأراضي اللبنانية ولم يكن بإمكاني إصلاح الوضع لعدم تجاوب الحكومات معي. والآن تطلبون مني الإستقالة، فهل إذا استقلت ستصطلح الأمور؟ وبعد هل من يضمن لكم أن الأحدب لن يعلن نفسه رئيسًا؟ هل من يضمن لكم أنه يترك النواب ينتخبون الرئيس الذي يريدون أو هل يتركهم ينتخبون؟ فاستقالتي ستكون قفزة في المجهول، ولن أقدم على القفز في المجهول، وسأبقى في موقعي حتى آخر ساعة وبعد فليكن ما يكون. وها هو موقفي ولن أتزحزح عنه.

وبعد ذلك قال: إن هناك مخططاً «لأسلمة» لبنان. إن القذافي لا يمكنه أن يفهم أن يكون في لبنان موارنة ومسيحيون يعيشون على غير شرعة الإسلام، وهو منذ زمن يغذّي الفتنة فيه بالمال والدسائس. وهناك البعثان السوري والعراقي وكلاهما يريد أن يفرض نظام حكمه في لبنان، وهناك الشيوعية الدولية التي أفلست سياستها في البلدان العربية ولا سيما في مصر وسوريا حيث من جاهر بالشيوعية ألقي في السجن، وهناك الأحزاب الصغيرة من مثل الإشتراكية والناصرية وسواهما وكلها تريد قلب النظام في لبنان، وهذا ما نعاني منه منذ زمن بعيد ونحن نحارب في سبيل الوقوف في وجه هذه التيارات التي تكاد تجرف لبنان.

ويتابع فخامته قائلا: لقد تنازلنا عن الكثير. ولنعد الى بدء الحوادث في صيدا على أثر مقتل معروف سعد. لقد طُلب منا نقل المحافظ في الجنوب الأستاذ هنري لحود، وهذا يُعدُّ إضعافا للسلطة، فنقلناه على مضض ظناً منا أن الأحوال ستروق فلم ترق، ثم طلبوا منا أن ننقل قائد السرية في صيدا، وكان على رأس المطالبين إبن معروف سعد، فترددنا بعض الوقت لما في ذلك من إنتقاص للسلطة، ولكننا وافقنا على نقله، ولم ترق الأحوال، ثم اجتمع المسلمون وفرضوا علينا إتخاذ رشيد كرامي رئيسًا للحكومة، وهذا مطلب لا شأن فيه للدستور، فجارينا المسلمين وجاء رشيد كرامي رئيسًا للحكومة، وظلت الأحداث تتفاقم، وبعد ذلك طلبوا إقالة قائد الجيش اسكندر غانم، وطلبنا إليه ذلك قائلين: سنضحي بك يا حضرة العماد في سبيل العودة بالبلاد الى الهدوء، فقبل ذلك بطيبة خاطر، وغاب برهة وعاد باستقالة خطية قدمها لنا بكل بساطة. والآن يريدون رئاسة الجمهورية، فهل استقالتي ستهدئ الأحوال؟ لقد تنازلنا عن الكثير ولم تهدأ هذه الأحوال. إن استقالتي ستكون قفزة في المجهول. ومن يضمن لنا أن رشيد كرامي لن يرشح نفسه للرئاسة ويجد من النواب من يصوّتون له، فنكون قد فقدنا آخر ضمانة لنا؟ ترى هل الموارنة يرضون أن يعيشوا مثل الأرثوذكس في سوريا أو أي بلد عربي؟ إذا كانوا يرضون بذلك، فهذا يعود إليهم وبدرجة أولى الى من هو المسؤول الأول عن الموارنة وهو غبطة البطريرك.

هنا سال المطران صفير كممثل لغبطة البطريرك قائلا:  أن غبطته غير غافل عما يجري وهو حافظ على الصمت لأن بعضًا من وجوه الموارنة طالبوا منه تأييد الحركة التصحيحية فرفض. ولكنه يتساءل مع الكثيرين ماذا بقي من الشرعية بعد أن فقدت الدولة السيادة على ثلثي الأراضي اللبنانية، وبعد أن شلت حركة البلاد، وبعد أن تفكك الجيش. وبعد هل من المأمول أن تستطيع فخامتكم الثبات حتى نهاية الولاية؟"
وعلى هذا علق الرئيس فرنجية:" قال بعضهم قبل الأحداث إن المسيحيين لن يثبتوا أمام الهجوم إلا بضعة أيام وقد ثبتوا حتى النهاية ولم يتقدم المهاجمون ولو مترًا واحدًا هنا في بيروت ولا في زغرتا وكانت نسبة الضحايا واحدًا على عشرة لصالحنا. وهذا آخر حظ لنا، فإذا كبونا خسرنا المعركة الى الأبد، فنكون قد أضعنا ما قضينا مئات السنين في اكتسابه والمحافظة عليه."
وبعد أخذ ورد وتقليب وجوه الرأي وتأكيد فخامته أن أكثرية المسيحيين بجانبه لا سيما شمعون والجميل قال: إذا استدعى غبطته هذين الإثنين والأباتي قسيس وجمعوا رأيهم على استقالي، فإني أستقيل في اليوم الثاني، بعد تبلغي هذا الإجماع.

استنتاج، لتاريخه سوريا تراوغ للمراوغة

 وبعد جولة في الحديث أوصلتنا الى الوثيقة التي أقرتها سوريا وصار الإتفاق عليها بين فخامته والرئيس السوري (حافظ) الأسد يوم زار الأول دمشق، قال: إذا استقلت ما سيكون مصير هذه الوثيقة التي تحفظ لنا القليل القليل من الضمانات التي كانت لنا؟ فليبدأوا بإقرار الوثيقة أولاً فنكون واثقين أن من ينتخبه النواب سيكون مارونيًا وليكن أيًا كان إده أو سواه فسيظل يحمل بين جوانحه عاطفة لبنانية تمنعه من التضحية بهذا البلد. وسألته إذ ذاك لماذا لم تساعد سوريا على تصديق الوثيقة مع النواب الذين يتقيّدون بها؟ قال هذا أمر لم نبحث به معها. فتابعت قائلاً: إذا توفر مسعى بغية إقرار الوثيقة في المجلس، فهل تصرون فخامتكم إذ ذاك على عدم الإستقالة؟ فقال: إني أستقيل فورا وأنا لست متشبثاً بالرئاسة لمجرّد العناد، لكني أعتبر نفسي مسؤولاً عن مصير لبنان وعن ضمانات تتمتع بها طائفتي المارونية، ولا أريد أن يُقال يومًا إني كنت سببًا في إضاعة هذه الضمانات.

وسألته: ألا تستطيع سوريا أن تساعد على تهدئة الوضع في لبنان بقمع حركة الخطيب؟ قال: الخطيب وراءه الفلسطينيون ولا سيما «فتح»، وعندما أرادت سوريا أن تعمل على تصديق الوثيقة أوجدت «فتح» القلاقل لتمنع تصديقها. فقلت: فاوضتم فخامتكم السوريين على أساس أنهم يمثلون المسلمين في لبنان والفلسطينيين، ترى ألا يستطيعون إجبار الفلسطينيين على الموافقة على تصديق الوثيقة؟ قال: لا ولكن يستطيعون إذا حاربوهم وهم لا يريدون أن يدخلوا الآن في حرب معهم. والفلسطينيون يقومون بهذه العراقيل بعد ما فقدوا من معنويات في اتفاقية سيناء، وقد قال عرفات: سأرمّد لبنان وكان له ما أراد
 

 
 الحرب 1975-1990 (اربعة مراحل)،  الحرب اللبنانية المارونية الفلسطينية، الحرب اللبنانية المارونية السورية، الحرب اللبنانية الاسرائيلية ، الحرب الاهلية اللبنانية
 1- بالتفاصيل، المرحلة الأولى  1975-1977
  خط زمني لأهم أحداث المرحلة الاولى
السنة اليوم الحدث الطرف الأول الطرف الثاني النتيجة
1975 13 نيسان حادثة عين الرمانة حزب الكتائب منظمة التحرير الفلسطينية الحركة الوطنية اللبنانية قيام المقاتلين المسيحيين اللبنانيين باغتيال ما يقرب من خمسين شاباً فلسطينياً كانوا متجهين في رحلة إلى إحدى المناطق السياحية في لبنان واندلاع الحرب الاهلية اللبنانية
1977   محاولة وقف الحرب عربياً الجبهة الوطنية اليسار اللبناني ومنظمة التحرير الفلسطينية دخول قوات الردع العربية

مجازر واقتتال ...

سبقت الأحداث الدامية العديد من الإشكاليات التي هيأت للحرب. فعام 1969، اقتتل الجيش اللبناني مع المسلحين الفلسطينيين والتي أدت إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين بامتلاك السلاح على الأرض اللبنانية من خلال ما عرف باتفاق القاهرة
في عام 1975، خرجت اضطرابات مختلفة في لبنان كان أخطرها مظاهرة الصيادين في صيدا والتي أدت إلى مقتل معروف سعد والعديد من المناوشات بين المسيحيين والفلسطينيين في مناطق مخيم تل الزعتر والكحالة. كما قام الفلسطينيين بالعديد من الأعمال الفدائية ضد إسرائيل مما جعل العالم يعتبر لبنان مرتعا للإرهابيين.

أما الشرارة الحقيقية لبدء الحرب الأهلية اللبنانية كانت في 13 أبريل 1975 عندما قام مجهولون بمحاولة اغتيال بيار الجميل رئيس حزب الكتائب الذي نجى من المحاولة ولقى أربعة أشخاص حتفهم في المحاولة, اثنين منهم حراس شخصيين لجميّل. ردت ميليشيات حزب الكتائب على محاولة الاغتيال بالتعرض لحافلة كانت تقل أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة إلى مخيم تل الزعتر مروراً بمنطقة عين الرمانة. أدّى الكمين الذي نصبه مقاتلو حزب الكتائب إلى مقتل 27 فلسطينياً. سميت الحادثة بحادثة البوسطة والتي كانت بمثابة الشرارة لبدء القتال في كل أنحاء البلاد. بانتشار الخبر، سرعان ما اندلعت الاشتباكات بين الميليشيات الفلسطينية والكتائبية في أنحاء المدينة.

في 6 ديسمبر 1975، عثر على اربعة جثامين لأعضاء من حزب الكتائب فقامت الميليشيات المسيحية بوضع نقاط تفتيش في منطقة مرفأ بيروت وقتلت المئات من الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين بناء على بطاقات الهوية (التي كانت آنذاك تدون مذهب حاملها) فيما عرف لاحقاً بالسبت الأسود. أدت عمليات القتل لاندلاع الاشتباكات على نطاق واسع بين المليشيات. فانقسمت بيروت ولبنان معها، إلى منطقتين عرفتا بالمنطقة الشرقية وأغلبها مسيحيين، والمنطقة الغربية التي كانت مختلطة مع أكثرية إسلامية.

كانت بيروت الشرقية محاطة بمخيمات الفلسطينين المحصنة مثل منطقة الكرنتينا ومخيم تل الزعتر, فبدل ان تحافظ هذه المخيمات على روحية الاستضافة يوم هجروا من فلسطين تحولت هذه المخيمات وخصوصا في بيروت الشرقية الى مستوطنات اجرام وقتل ومافيات، حتى غدت  بيروت الشرقية اول ملعب ضحية هذا الاجرام، تحت نظر الدولة اللبنانية العاجزة وغير المبالية.

نتيجة ذلك، كانت انتفاضة مسيحية لتطهير مستوطنات الجريمة ودفاعا عن النفس. فحصل ان اشتبك الضحية مع المجرم المتعدد الالوان وطرده بالقوة او قتل مع عائلاته من مستوطنات الجريمة. فبكى المجرم واعلامه ومن يحتضنه جريمته وصنفها بالمجزرة.
 
في 18 يناير 1976، قامت الميليشيات المسيحية باقتحام منطقة الكرنتينا ذات الأغلبية المسلمة والواقعة تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية والتي كان يسكنها أكراد وسوريون وفلسطينيون. قتلت الميليشيات المسيحية 1500 من سكان المنطقة. ردت الميليشيات الفلسطينة بعدها بيومين باقتحام بلدة الدامور المسيحية وقتل المئات من السكان المسيحين. هرب الآلاف من السكان بحراً حيث كانت الطرق مقطوعة. أدت هاتين الحادثيتين إلى هجرة جماعية للمسلمين والمسيحين حيث لجأ كل منهم إلى المنطقة الواقعة تحت نقوذ طائفته. انقسمت بيروت الشرقية وبيروت الغربية بشكل متزايد إلى بيروت المسيحية والمسلمة.
 
مجزرة الكرنتينا
في يونيو 1976، كانت الميليشيات المارونية على وشك الهزيمة كما يقال. طالب الرئيس سليمان فرنجية سوريا بالتدخل بحجة أن ميناء لبنان سيغلق وهو مصدر أساسي للمنتجات الواردة إلى سوريا. كان التخوف المسيحي قد نمى بعد مجزرة الدامور. ردت سوريا بإنهاء دعمها لجبهة الرفض الفلسطينية وبدأت دعم الحكومة ذات الأغلبية المارونية.

كانت الولايات المتحدة قد أرسلت بالكثير من الإشارات لسوريا بموافقتها على التدخل السوري في الأراضي اللبنانية، ففي 21 كانون الثاني 1976 أعلن الناطق باسم البيت الأبيض: «إن الرئيس جيرالد فورد تخلى عن معارضته لتدخل عسكري خارجي في لبنان، وإن الولايات المتحدة كان من الضروري عليها أن تأخذ بعين الاعتبار طبيعة سوريا.»

بعد حوالي الأسبوع في 29 كانون الثاني/يناير أعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية:«إن الولايات المتحدة تعترف بأهمية الدور الذي تقوم به سوريا، بالنسبة لتسوية الأزمة اللبنانية.»
دخلت القوات السورية لبنان واحتلت طرابلس وسهل البقاع متفوقة بسهولة على قوات الحركة الوطنية اللبنانية والميليشيات الفلسطينية. فرضت سوريا حظر التجوال إلى انه فشل في وقف الاشتباكات.

وكان دخول القوات السورية لحماية لبنان من الانقسام والحرب الأهلية التي كانت دائرة ويعتقد البعض أن التدخل السوري كان منسقاً أيضاً مع الموارنة، حيث صرح الرئيس اللبناني كميل شمعون في 16 يونيو/حزيران 1976: «لقد اتفقنا مع سوريا على خطط ترضينا». وفي 9 أغسطس/آب صرح من دمشق بقوله : «أنني أثق ثقة كاملة بالرئيس حافظ الأسد، وسوريا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع فرض السلام في لبنان.» وفي 20 يوليو ألقى الرئيس السوري خطابه الشهير من مدرج جامعة دمشق معلناً أنه ليس بحاجة لطلب الإذن لدخول لبنان. حيث قال وقتها: «قررنا وبدأ الجيش بالدخول إلى لبنان، ولم نأخذ أذناً من أحد.»

يقال بدعم سوري، استطاعت الميليشيات المسيحية اقتحام دفاعات مخيم تل الزعتر والذي كان تحت حصار وقصف متواصل طوال أشهر. أدى حصار واقتحام المخيم إلى مقتل الآلاف من الفلسطينين مما أثار غضب العالم العربي ضد سوريا. في أكتوبر 1976، وافقت سوريا على اقتراح قمة جامعة الدول العربية في الرياض والذي اعطى لسوريا حق بالاحتفاظ ب 40 ألف جندي هي جوهر قوات الردع العربية التي كانت مهمتها فك الاشتباكات واسترجاع الأمن. كانت عدة دول مشاركة في قوات الردع العربية إلى انها سرعان ما فقدت الاهتمام منسحبةً وتاركةً الأمور مرة أخرى في يد سوريا. تنتهي الحرب الأهلية رسميا ويحل الهدوء المؤقت بيروت ومعظم أنحاء لبنان باستثناء منطقة الجنوب حيث تتواجه منظمة التحرير الفلسطينية مع الميليشيا المسيحية التي تدعمها إسرائيل.

كان لبنان مقسماً حيث كان الجنوب وغرب بيروت تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية والميليشيات المسلمة بينما كانت بيروت الشرقية والقسم المسيحي من جبل لبنان تحت سيطرة الميليشيات المسيحية. كان الخط الفاصل بين بيروت الغربية والشرقية يسمى الخط الأخضر.

في 1976 تتحالف الأحزاب والتيارات المسيحية اليمينية وهي حزب الكتائب بقيادة بيار الجميل، تيار المردة بقيادة سليمان فرنجية، حزب الوطنيين الأحرار بقيادة كميل شمعون، حراس الأرز بقايدة إتيان صقر والتنظيم مكونة الجبهة اللبنانية. بينما تتكون القوات اللبنانية وهي الجناح العسكري للجبهة اللبنانية من الميليشيات التابعة لتلك الأحزاب ويتولى بشير الجميل نجل بيار الجميل قيادته.
 
خط الجبهة الفاصل بين المتقاتلين في بيروت 1982 >>>
 
 2- ابالتفاصيل، المرحلة الثانية 1977-1982
 خط زمني لأهم أحداث المرحلة الثانية
 
السنة اليوم الحدث الطرف الأول الطرف الثاني النتيجة
1977 16 آذار اغتيال قائد الحركة الوطنية المعلم كمال جنبلاط، الدرزي سوريا الحركة الوطنية والحزب التقدمي الاشتراكي غضب لبناني عربي اسلامي، غرائزي.
حصل الاغتيال وحدوث مجازر بالمسيحيين
1978 14 أذار الاجتياح الإسرائيلي الفلسطينيين، اليسار اللبناني والقوى الوطنية جيش الدفاع الإسرائيلي جيش لبنان الجنوبي احتلال إسرائيل للجنوب اللبناني
1979   معارك توحيد البندقية الكتائب الأحرار، المردة، الأرمن سيطرة بشير الجميل على المناطق المسيحية وتأسيس القوات اللبنانية
1981   معركة زحلة القوات اللبنانية القوات السورية وحلفاؤها خروج الجيش السوري من زحلة

حرب المئة يوم - الاشرفية، بيروت
حرب اندلعت في 1 يوليو 1978 بين القوات السورية والمليشيا المسيحية بعد أن تعرض بشير الجميل للتوقيف على حاجز سوري حدثت مواجهات في بيروت الشرقية وخاصة في منطقة الاشرفية التي تعرضت لقصف شديد من قبل القوات السورية. توقفت المعارك بعد حصول وقف إطلاق نار بين الطرفين وانسحاب السوريين من بيروت الشرقية

غزو إسرائيل لجنوب لبنان عام 1978  - عملية الليطاني

في 14 مارس 1978 قامت القوات الإسرائيلية بغزو جنوب لبنان حتى نهر الليطاني رداً على العمليات التي كانت منظمة التحرير الفلسطينية تقوم بها ضد إسرائيل منطلقة من لبنان. الهدف من الغزو كان خلق منطقة عازلة بعرض 10 كيلومترا داخل الأراضي اللبنانية وبطول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. إسرائيل وجدت أن احتلال الأراضي كان سهلا وسرعان ما سيطرت على 10% من جنوب البلاد. مجلس الأمن يصدر قراراً يطالب فيه إسرائيل بالانسحاب من لبنان وينشئ قوات اليونيفل المنوط بها حفظ الأمن في الجنوب.

بحلول مايو 1978 تنسحب إسرائيل من معظم جنوب لبنان باستثناء منطقة تسميها إسرائيل "منطقة أمنية" يتراوح عرضها ما بين 4 و 12 كلم على طول الحدود الجنوبية للبنان. تثبت إسرائيل جيش لبنان الجنوبي  بقيادة سعد حداد على طول الحدود.

"
للتاريخ - مع الحرب 1975، وانقسام لبنان مناطقيا وطائفيا (قسم كان مع الدولة اللبنانية واخر مويد ومشارك لاحتل الفلسطينين والسوريين للبنان) ومع انقسام الجيش اللبناني مناطقيا وطائفيا. وعلى ضوء اجرام القلسطينين لاحتلال لبنان، صدر عن قيادة الجيش في وزارة الدفاع اللبنانية تكليف بانتداب العقيد سعد حداد على راس قوة من الجيش لحماية عدد من القرى الواقعة مباشرة على الحدود الجنوبية للبنان مع اسرائئل والتي غالبيتها مسيحيين، وهذا التكليف شرع لهذه القوة تقاضي اجرها الشهري من الدولة اللبنانية بدل لمهمتها. ورغم التغيرات على الساحة اللبنانية من احتلالات خلال الحرب، حافظ هذا التكليف الشرعية لهذه القوة."

"تبقى إسرائيل مسيطرة على المنطقة الحدودية حتى عام 2000 حين تنسحب فجأة تاركة أعضاء جيش لبنان الجنوبي، حيث يفر بعضهم إلى إسرائيل ويعتقل حزب الله الباقيين منهم ويقدمهم للسلطة اللبنانية حيث تتم محاكمتهم. "

ملاحظة :
كما ان قرار اتفاق القاهرة 1969 صدر بقرار من الجامعة العربية وبتفيذه تدمرت الدولة اللبنانية.
كذلك مع خروج العسكر الفلسطيني من لبنان اثر الاجتياح الاسرائيلي 1982، قامت الجامعة العربية بالغاء اتفاق القاهرة،ولاحقا وبعد اتفاق الطائف الغت الدولة اللبنانية هذا الاتفاق من اللائحة لبنانية للاتفاقات الدولية

خدعة ميليشيا القوات اللبنانية

في فترة أواخر عقد السبعين وبداية عقد الثمانين، قسم لبنان فعلياً إلى مناطق نفوذ عسكرية موزعة بين السوريين والفلسطينيين والإسرائيليين والميليشيات اللبنانية المتعددة المتحالفة معهم. يصف تيمور غوكسل المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة الوضع فيما يخص الإسرائيلين قائلاً:

«الإسرائيليون لم يسلموا المناطق التي احتلوها، وأخذوا يختلقون الأعذار، وأخيراً ابتكروا رائعة من الروائع، قالوا: نعم، انسحبنا ولكن ها هو الرائد حداد، إنه يسيطر على هذه المنطقة وهو صديقنا فلم نحتل أراضيه. ولكن عذراً، ألم تحتلوا البلاد؟! لا.. نحن لم نحتل منطقته، مررنا بها فقط لأنه صديقنا، نحن راحلون، تعمل مع الرائد حداد مَنْ؟ ها هو رائد لبناني غريب علينا التعامل معه ومعرفة خلفيته. كان ابن المنطقة وربما كانت نيته من أحسن ما يكون تجاه منطقته، ولكن كيف يفكر؟ لم نعرف طبيعة علاقته بالجيش اللبناني، كان يقول أنه عسكري لبناني، ولكن الإسرائيليين كانوا يدفعون راتبه، ثم يريدون من القوات الدولية أن ترتب الأمور.»

ثم يكمل واصفا الفلسطينيين :"كان الفلسطينيون يتدخلون كثيراً في حياة الناس، كانوا منتشرين في كل مكان مدججين بالسلاح ومتعجرفين، اسميها عجرفة الكلاشينكوف، كان الكل يملك مدفعاً للطائرات، يبدو أنه كان لدى منظمة التحرير أموال طائلة، فلم أكن أصدق عيني، إذ كان المقاتلون يذهبون إلى السوق مصطحبين المدافع المضادة للطائرات. في إحدى المرات ذهبت من الناقورة إلى بيروت فمررت بأربعة عشر حاجزاً كلها للفلسطينيين باستثناء اثنين للجماعات اللبنانية المرتبطة بالفلسطينيين."

إلا أن الوضع على الأرض بالرغم من المناوشات اليومية بين الجميع كان جامداً، على شكل استنزاف مادي وبشري للميليشيات المختلفة، بدون تحقيق أي نتيجة، الأمر الذي دفعها لتغير الوضع بحيث تخرج من الجمود، كما عبر رودلف بوليكوفيتش، المستشار الإعلامي للرئيس كميل شمعون: «لا تلم أحداً بعد أن تضعه في زاوية، لا تلمه لأنه محشور، فأنت حشرته، السوريون حشرونا.» أعلنت ميليشيا القوات اللبنانية، بقيادة بشير الجميل، أنه لا يجوز الفصل بين مسيحيي البقاع والجبل، وتحركت من جبال كسروان إلى البقاع باتجاه مدينة زحلة. عنى البقاع كونه عمقاً إستراتيجياً لسوريا أن سوريا لا يمكن أن تسمح بهذه الحركة. استعملت سورية طائرات مروحية لقصف ميليشيا القوات اللبنانية المساندة من قبل إسرائيل، وفرضت حصاراً عليهم في مدينة زحلة التي تحصنوا فيها، وبدأت بقصفها بمشاركة الميليشيات المناوئة. وقام بشير الجميل بإرسال جوزيف أبو خليل، رئيس تحرير جريدة العمل التابعة للقوات اللبنانية وقت الأحداث، إلى الإسرائيليين لإقناعهم بمهاجمة القوات الجوية العربية السورية بخرقه الأجواء يعتبر أقدم على إعلان الحرب، مما قدم الذريعة لإسرائيل للتدخل كما قال مناحيم بيغن:
"السوريون استخدموا حوامات زودهم بها السوفييت والفرنسيون. الجبل هو نقطة استطلاع أساسية يمكن منها قصف مدينة جونيه وهي الميناء الوحيد الذي يستخدمه المسيحيون، ولذا يكون بإمكان السوريين – من وجهة النظر المسيحية- فرض حصار على لبنان. المسيحيون يواجهون الآن خطراً داهماً، ونحن ملتزمون أخلاقياً بإنقاذهم وسوف ننجدهم."

قام سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط طوافتين سوريتين. فجاء رد سوريا سريعا بإدخال صواريخ سام 6 المضادة للطائرات إلى سهل البقاع، دخل سلاح الطيران السوري لحماية الصواريخ وحصلت مناوشات جوية في أجواء لبنان. اعتبرت إسرائيل ما حصل خرقا لاتفاق الخطوط الحمر، واعتبرت سوريا أن تل أبيب كانت البادئة بخرق الاتفاق من خلال هجومها على القوات السورية.

الاقتتال داخل القوات اللبنانية

  • مجزرة إهدن، في يونيو 1978، وإثر مقتل عضو بارز في حزب الكتائب على يد قوات المردة، أرسل بشير الجميل قواته بقيادة سمير جعجع إلى مدينة إهدن لاختطاف طوني فرنجية، قائد ميليشيات المردة وابن الرئيس سليمان فرنجية، لإجباره على تسليم المسؤولين عن مقتل العضو الكتائبي. إلا أن العملية انتهت بمقتل طوني فرنجية وعائلته والمقاتلين التابعين له. سميت الواقعة فيما بعد بمجزرة إهدن. أنهى سليمان فرنجية ارتباط حزبه تيار المردة بالجبهة اللبنانية بعد مقتل ابنه.
     
  • مجزرة الصفرا، في عام 1980، أرسل بشير قواته إلى مدينة الصفرا لقتال داني شمعون، قائد ميليشيا نمور الأحرار الجناح العسكري لحزب الوطنيين الأحرار. تمت العملية بموافقة كميل شمعون والد داني شمعون ورئيس حزب الوطنيين الأحرار والرئيس السابق للجمهورية اللبنانية والذي كان يرى أن قوات ابنه خرجت عن السيطرة. تم القضاء تماماً على ميليشيات النمور فيما سمي بمجزرة الصفرا. لم يتم قتل داني شمعون حيث ذهب ليعيش في بيروت الغربية التي كانت ذات أغلبية مسلمة. أصبح بشير بذلك المسيطر الأوحد على القوات اللبنانية.

الاقتتال بين سوريا والقوات اللبنانية

ما بين يوليو وأكتوبر عام 1978 قام الجيش السوري بمحاصرة بيروت الشرقية معقل القوات اللبنانية فيما سمي بحرب المئة يوم. تم خلال تلك الفترة قصف شديد لبيروت الشرقية وحي الأشرفية ولم ينتهي الحصار والقصف إلا بعد وساطة عربية أدت إلى وقف إطلاق النار. خرج بشير الجميل من تلك الحرب وهو يعتبر نفسه منتصراً. في عام 1981، تصادمت سوريا مع ميليشيا بشير الجميل مرة أخرى بعد سيطرة القوات اللبنانية على مدينة زحلة. في تلك المعركة، استغاث بشير بإسرائيل فأرسلت طائرات حربية أسقطت مروحيتين سوريتين.

قصف إسرائيل لبيروت

في 17 يوليو 1981، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى مكون من عدة طوابق كان يضم مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية. بعثة الأمم المتحدة في لبنان قدرت عدد القتلى ب 300 وعدد المصابين ب 800 مصاب. أدى القصف إلى استياء دولي وحظر مؤقت لتصدير المنتجات الأمريكية لإسرائيل.

الهدنة على الحدود الشمالية مع إسرائيل

في 10 يوليو/تموز 1981 وبعد فوز الليكود في انتخابات الكنيست في شهر يونيو/حزيران، قامت إسرائيل بشن غارات جوية عنيفة على عدة مواقع في جنوب لبنان، وفي 17 يوليو/تموز قصفت مراكز قيادة حركة فتح والجبهة الديمقراطية في بيروت الغربية. واستمر القصف إلى يوم 24 يوليو وذلك بعد صدور قرار من مجلس الأمن في 22 يوليو يطالب فيه بوقف فوري للهجمات المسلحة على لبنان. تم التوقف بناء على مساعي موفد الرئاسة الأمريكي، فيليب حبيب، بين منظمة التحرير وإسرائيل. حبيب كان واضحا بأنه في حالة حدوث أي مناوشة عسكرية مع إسرائيل أو أي اعتداء بالمفهوم الأميركي لإسرائيل فسيجري اجتياح كبير. بينما التزمت منظمة التحرير الفلسطينية بالهدنة التي رعتها الولايات المتحدة وأمنت حدودا شمالية آمنة لإسرائيل. خرقت إسرائيل الهدنة 2777 مرة في الفترة بين عامي 1981 و 1982.

الشرق الأوسط الجديد ومشروع السلام السعودي

في نيسان/أبريل 1981 وفي أثناء زيارة إلى عدة دول في الشرق الأوسط، دعا وزير الخارجية الأمريكي ألكسندر هيغ إلى قيام شرق أوسط جديد. حيث قال:

«إن النزاع العربي الإسرائيلي يجعل بعضاً من أوثق أصدقائنا منقسمين على أنفسهم. والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط لا يمكن حمايتها إلا بإستراتيجية لا تغفل تعقيدات المنطقة ولا التهديد بحدوث تدخل خارجي. والولايات المتحدة تعتبر عملية السلام، والجهود المبذولة لمواجهة التهديدات السوفييتية والإقليمية، تعزّز بعضها بصورة متبادلة، فإذا كان أصدقاؤنا العرب على استعداد أكبر لركوب المخاطر من أجل السلام مع الإسرائيليين فإن التعاون في مجال الأمن سيكون سهلاً، باعتباره تعاوناً ضرورياً لردع أي تدخل سوفييتي ولردع الدول العاملة لحسابه»

الهدنة على الحدود الشمالية مع إسرائيل - في 10 يوليو/تموز 1981 وبعد فوز الليكود في انتخابات الكنيست في شهر يونيو/حزيران، قامت إسرائيل بشن غارات جوية عنيفة على عدة مواقع في جنوب لبنان، وفي 17 يوليو/تموز قصفت مراكز قيادة حركة فتح والجبهة الديمقراطية في بيروت الغربية. واستمر القصف إلى يوم 24 يوليو وذلك بعد صدور قرار من مجلس الأمن في 22 يوليو يطالب فيه بوقف فوري للهجمات المسلحة على لبنان. تم التوقف بناء على مساعي موفد الرئاسة الأمريكي، فيليب حبيب، بين منظمة التحرير وإسرائيل. حبيب كان واضحا بأنه في حالة حدوث أي مناوشة عسكرية مع إسرائيل أو أي اعتداء بالمفهوم الأميركي لإسرائيل فسيجري اجتياح كبير. بينما التزمت منظمة التحرير الفلسطينية بالهدنة التي رعتها الولايات المتحدة وأمنت حدودا شمالية آمنة لإسرائيل. خرقت إسرائيل الهدنة 2777 مرة في الفترة بين عامي 1981 و 1982.

. جاء الرد من الرياض، في 7 أغسطس/آب 1981، بمبادرة الأمير فهد ولي العهد السعودي، المكونة من ثمانية مبادئ هي:

رفضت مصر المبادرة فوراً، وأعلنت عن تمسكها باتفاقية كامب ديفيد. وفي 9 أغسطس/آب، رفضها أيضاً مناحيم بيغن. وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيان جاء فيه

«إن إسرائيل ترى في الاقتراح السعودي خطة لتدميرها على مراحل، وبموجب هذا الاقتراح فإن الاعتراف بإسرائيل تبعاً لذلك ليس سوى وهم. وأن هذه الخطة تناقض اتفاقية كامب ديفيد»

. أعلنت المجموعة الأوروبية أن المبادرة تشكل أساسا للتفاوض، أما الولايات المتحدة فتجاهلت المبادرة ولم تتخذ أي موقف واضح منها. تباين الموقف العربي بين الرافض كسوريا والعراق، بينما أعربت دول أخرى عن الدعم. قيادة وكوادر حركة فتح داخل منظمة التحرير الفلسطينية، رفضتها بعنف،، حيث أعلن فاروق القدومي "إن الظروف غير مناسبة لحل سلمي، وإن الفلسطينيين يرفضون النقطة السابعة في المشروع رفضا قاطعا" إلأ أن ياسر عرفات دعم المبادرة حيث نقل عنه جورج حاوي، الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني، قوله: «استعدوا للضربة، ولقد أديتم بضغطكم هذا إلى موقف سيؤدي إلى رفع الغطاء العربي عنا، واللهم اشهد أني بلغت». قامت السعودية بسحب مشروعها في قمة فاس في نوفمبر 1981 وذلك إثر الضغوط التي مورست عليها. حيث قال الناطق الرسمي وقتها :

«نظراً لإيمان المملكة التام بأن أي إستراتيجية عربية يجب أن تحظى بالتأييد الجماعي لكي تستطيع دفع الموقف العربي إلى الأمام، فقد قام الوفد السعودي بسحب المشروع مؤكداً لمؤتمر القمة أن المملكة العربية السعودية على استعداد تام لأن تقبل أي بديل يجمع عليه العرب.»
 
صورة  لمجزرة الكرنتينا اثار حرب 1975-1990 خط الجبهة الفاصل بين المتقاتلين في بيروت 1982
 
 3- بالتفصيل، المرحلة الثالثة  1982-1983
صورة لكلام  للرئيس امين الجميل متداول على شبكة الانترنت
يعتقد العديد من الباحثين أن إفشال المبادرة السعودية كان أساسيا لإتمام عملية غزو لبنان في العام الذي تلاها. حيث بدأت إسرائيل بالتحضير الفوري للعملية وانتظرت الحصول على الضوء الأخضر الأمريكي

خط زمني لأهم أحداث المرحلة الثالثة
 
السنة اليوم الحدث الطرف الأول الطرف الثاني النتيجة
1982 6 حزيران الاجتياح الإسرائيلي الثاني اليسار اللبناني والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينيون جيش الدفاع الإسرائيلي، جيش لبنان الجنوبي، القوات اللبنانية خروج منظمة التحرير من لبنان بعد مقاومة عنيفة للإسرائيليين. وانتخاب بشير الجميل ليكون رئيس الجمهوربة اللبنانية. بشير الجميل ماروني ومركز راسة الجمهورية اللبنانية هو للموارنة. فالفاشل  في اسلمة لبنان نصيبه الصمت
1983   حرب الجبل الدروز والفلسطينيون واليسار اللبناني حزب القوات اللبنانية تهجير المسيحيين من الجبل

الخلفيات المباشرة

كان الوضع في لبنان في بداية عام 1982 يشكل امتداداً لأوضاع الحرب في اللبنانية التي بدأت عام 1975 (الحرب المارونية الفلسطينية، المارونية الاسلامية)، وهي صراع هدفه كان تهجير مسيحيي لبنان وخصوصا موارنته وتحويل لبنان ارض  اسلامية بحلم اسلام لبنان والفلسطينين وبمباركة عربية واسلامية ودولية.
ولهذه الغاية تكتل  اليسار اللبناني والمقاتلين الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية والحزب التقدمي الاشتراكي  والجيش السوري من جهة  بوجه القوى المارونية (القوات لبنانية التي اعتمدت على اسرائيل كمصدر لشراء الاسلحة، لان العالم رفض مدهم بالسلاح على امل ان يهاجر الموارنة لبنان )واستمر خلال النصف الأول من عام 1982 على شكل صراعات عنيفة بين هذه الأطراف.

ملاحظة: كما كان الاسلام هدفه دينيا اسلمة لبنان بواسطة اي جهة كان ولو سال الدم انهرا،  كان هدف الاتحاد السوفياتي توسيع مروحة سيطرته على العالم ولو اضطر دفع المال والسلاح للمن ينفذ مشروعه. في الاتحاد السوفياتي كان الشعب يعيش الفقر ودولته تصدر السلاح هباتا الى اي جماعة نادة بالاشتراكية صدقا او كذبا. ففي لبنان كان السلاح السوفياتي هو سلاح منظمة التحرير الفلسطينية والحزب التقدمي الاشتراكي  والجيش السوري وغالبية الجماعات الاسلامية واليسارية، ناهيك انه بغالبيته كان هبات، السلاح هبات والتدريب هبات.

في تموز 1981، تم إبرام وقف إطلاق نار بين إسرائيل وقوات منظمة التحرير الفلسطينية بإشراف فيليب حبيب. إلا أن الإسرائيلين كانوا قلقين من تجمع قوات منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان منذ وقف إطلاق النار والذي اعتبرته تهديداً لأمن حدودها الشمالية.

في 21 نيسان/ابريل 1982 قصف سلاح الجو الإسرائيلي موقعا لمنظمة التحرير في جنوب لبنان وفي 9 أيار/مايو 1982 قامت منظمة التحرير الفلسطينية بالرد بقصف صاروخي لشمال إسرائيل وتلى هذا القصف المتبادل محاولة لاغتيال سفير إسرائيل في بريطانيا، شلومو أرجوف في 3 حزيران/يونيو 1982 فقامت إسرائيل، وكردٍّ على عملية الاغتيال هذه، بضرب معاقل منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيروت الغربية مما تسبب في مقتل 100 شخص. ردت منظمة التحرير الفلسطينية بإطلاق الصورايخ والمدفعية من جنوب لبنان على شمال إسرائيل. كان ذلك بمثابة الذريعة المباشرة لإسرائيل بالقيام بالاجتياح.

عشية الاجتياح

في 5 - 6 حزيران/يونيو 1982 بدأت إسرائيل جزء_من قصف جوي ومدفعي كثيف على مدينة صيدا وقرى النبطية والدامور وتبنين وعرنون وقلعة الشقيف الإسترتيجية. ودخل الجيش الإسرائيلي الأراضي اللبنانية في 6 حزيران/يونيو 1982 وتم اجتياز المواقع الذي كان يشغلها 7,000 جندي تابعين لقوات الأمم المتحدة بكل سهولة.

قدم رونالد ريغان الرئيس الأمريكي وقتها الغطاء لإسرائيل في هجومها، حيث أعطى لإسرائيل الضوءالأخضر لتدمير منظمة التحرير، وأكدت إسرائيل للأمريكين أنها ستدخل لبنان لمسافة لا تتجاوز 30 كيلومترا لتحقيق أمنها والدفاع عن نفسها. كان ريغان لا يمانع في القيام بعملية سريعة تكون بمثابة درس قوي لمنظمة التحرير الفلسطينية لسوريا حليفة الاتحاد السوفيتي الشيوعية حيث صرح دافيد كمحي بأنه لم يكن هناك مقاومة قوية لخطط أرئيل شارون في واشنطن وإن الولايات المتحدة لم تستطيع منع إسرائيل من الهجوم. وفي مقالة في واشنطن بوست مع شارون قال هيغ: «...إننا نفهم أهدافكم ولا نستطيع أن نقول لكم لا تدافعوا عن مصالحكم.» وقام وزير الخارجية الأمريكي، الجنرال ألكسندر هيغ بإخبار شارون عن الحاجة إلى "استفزاز واضح يعترف به العالم" بهدف شنّ الهجوم. ويرى البعض أن عملية أبو نضال لمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن جاءت في اللحظة المناسبة تماما بصورة غريبة.

قاد العمليات الإسرائيلية أرئيل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت في الحكومة التي رأسها مناحيم بيغين. أعلن وقتها أن السبب هو دفع منظمة التحرير الفلسطينية وصواريخ الكاتيوشا إلى مسافة 40 كيلومتر عن حدود إسرائيل. تعدلت الأهداف لاحقا، حيث أعلن الناطق الرسمي للحكومة الإسرائيلية آفى بارنز إن أهداف إسرائيل هي:

  • إجلاء كل القوات الغريبة عن لبنان ومن ضمن ذلك الجيش السوري.
  • تدمير منظمة التحرير الفلسطينية.
  • مساعدة القوات اللبنانية على السيطرة على بيروت وتنصيبها كحكومة لبنانية تملك سلطة وسيادة على كامل التراب اللبناني.
  • توقيع اتفاقية سلام مع الحكومة اللبنانية وضمان أمن المستوطنات الإسرائيلية الشمالية.
جنود إسرائليون في جنوب لبنان، يونيو، 1982. دبابة سورية من نوع تي-62 تحترق خلال الصراع دبابة لبنانية

بداية عملية الاجتياح
استناداً إلى لقاء تلفزيوني مع تيمور غوكسل المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة التي كانت منتشرة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية آنذاك فإنه وفي تمام الساعة 10:35 صباحا ليوم 6 يونيو 1982 اقتربت 13 دبابة ميركافا عند جسر الحمراء الفاصل وكان هناك في تلك اللحظة 6 جنود هولنديين عند الحاجز حاولوا منع الدبابات من التقدم بوضع عوائق على الطريق ولكن جنود الجيش الإسرائيلي استمروا بالتقدم هاتفين "نحن آسفون هذا غزو" تمكن الهولنديون الستة من إعاقة تقدم دبابتين بصورة مؤقتة لكن هذا لم يدم طويلا فقد تلى الدبابات الأولى 1,100 دبابة أخرى. تقدمت القوات الإسرائيلية على عدة محاور تجاه العاصمة بيروت ولكنها واجهت مقاومة عنيفة من قبل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني وتعرض الجيش الإسرائيلي إلى مقاومة شرسة عند محاولته احتلال قلعة شقيف الإستراتيجية والتي قام مناحيم بيغن بزيارتها شخصيًا بعد بسط السيطرة الإسرائيلية عليها نظراً لأهميتها. استناداً إلى عمر العيساوي فإن القيادة السورية لم تدرك ضخامة العملية العسكرية الإسرائيلية وبالرغم من المباغتة تمكن الجيش السوري من وقف تقدم القوة الإسرائيلية المتجهة إلى ضهر البيدر وقاتل فيما بعد بشراسة في البقاع وكبد إسرائيل خسائر كبيرة.

بعد احتلال قلعة شقيف تم تسليم القلعة إلى سعد حداد قائد جيش لبنان الجنوبي الموالية لإسرائيل وبعد أيام سقطت صيدا وصور والدامور، معاقل منظمة التحرير الواحدة تلو الأخرى أمام التقدم الإسرائيلي وبدأ الجيش الإسرائيلي بالتقدم نحو الطريق الرئيسي بين بيروت ودمشق مخترقين منطقة الشوف الواقعة في الجزء الجنوبي من جبل لبنان وفي 8 حزيران/يونيو 1982 اشتبك الجيش السوري لأول مرة مع الجيش الإسرائيلي. بعد 5 أيام فقط من الاجتياح تمكنت القوات الإسرائيلية من بسط سيطرتها على 1/3 من الأراضي اللبنانية وفي 9 حزيران/يونيو 1982 وصل الجيش الإسرائيلي إلى مشارف بيروت وفي نفس اليوم تمكن سلاح الجو الإسرائيلي  من تدمير عدة مواقع للدفاع الجوي السوري بالإضافة إلى إسقاط مقاتلة ميغ 21 سورية في اشتباك جوي ضخم بين 90 مقاتلة إسرائيلية و 60 مقاتلة سورية، الجيش السوري اعاد تمركزه خارج منطقة الشوف وفي يوم 14 حزيران/يونيو 1982 دخل الجيش الإسرائيلي شرق بيروت ذات الأغلبية المسيحية وطوقت القسم الغربي من بيروت الذي كان معقلا رئيسيا للميليشيات الفلسطينية.

مع اقتراب نهاية شهر حزيران/يونيو كان هناك 100,000 جندي إسرائيلي في لبنان بينما وصل عدد القوات السورية إلى 40،000 وكان هناك 11,000 مقاتل فلسطيني محاصرين مع ياسر عرفات في غرب بيروت. في مطلع شهر يوليو قام الجيش الإسرائيلي بفرض حصار على غرب بيروت قاطعا وصول المواد الغذائية والماء إلى تلك المنطقة وتم منع الانتقال بين شطري بيروت واستمر القصف الإسرائيلي لغرب بيروت بصورة متفاوتة طوال شهر يوليو.

في 12 أغسطس 1982 ومع الاقتراب من الوصول إلى اتفاق وشيك حول آلية مغادرة المقاتلين الفلسطينيين لبيروت قامت إسرائيل بحركة مباغة أثارت استغراب العالم وغضب الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، حيث قام سلاح الجو الإسرائيلي بشن أعنف قصف جوي ومدفعي وبحري على بيروت استمرت لعشر ساعات متواصلة وأدت هذه الحركة الغير متوقعة إلى إثارة غضب ريغان الذي اتصل هاتفيا مع مناحيم بيغن معربا عن استياءه الشديد من ذلك التصرف. توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 18 اغسطس بوساطة المبعوث الأمريكي فيليب حبيب وفي يوم 19 أغسطس خففت إسرائيل من حصارها لغرب بيروت وسمحت لإمدادات الصليب الأحمر بدخول بيروت الغربية.

محاور القتال

  • الجيش اللبناني: لم يتدخل في الصراع نهائياً وبقي على الحياد.
  • الجيش السوري: لم تدخل القوات السورية بشكل كامل بالقتال إلى أن قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف عدت بطاريات للصواريخ من طراز سام 2، 3، 6 روسية الصنع كانت سوريا قد نصبتها في لبنان. تم صدام في الجو بين ما يقارب 200 طائرة سورية وما يقاربها من الإسرائيلية بعد معركتين أرضيتين سريعتين.
  • المقاتلين الفلسطينين: كان معظم المقالتلين الفلسطينين مسلحين تسليحاً خفيفاً مما جعلهم يستعملون أسلوب المقاومة وحرب العصابات.

العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

ظهرت تدريجيا انقسامات ضخمة في الإدارة الأمريكية بين تيار بقيادة ألكسندر هيغ وجين كيركباترك ينادي باستمرار إسرائيل بعملياتها بغض النظر عن المبرر الأصلي، حتى تدمير منظمة التحرير وتيار مناد بكبح جماح إسرائيل بقيادة جورج بوش الأب وجيمس بيكر ووليام كلارك. دخل السوفييت على الخط وأرسل ليونيد الييتش بريجنيف إلى رونالد ريغان يخبره عن قلقه ويلمح له عن إمكانية توسع النزاع وهنا شعر ريغان أن وزير خارجيته لم يكن يعمل معه بنفس الاتجاه وإنه منحاز إلى إسرائيل وأرسل مذكرة إلى مناحيم بيغن قال فيها:

«إنني أشعر ببالغ القلق نتيجة للتقارير الأخيرة عن حدوث زحف إسرائيلي آخر إلى وسط لبنان، وتصاعد العنف بين إسرائيل وسوريا. لقد تجاوزت قواتكم كثيرا من الأهداف التي ابلغتمونا بها. وقد تكون المزايا التعبوية ظاهرة ولكن الحاجة الأكثر أهمية هي تفادي نشوب حرب أوسع باشتراك سوريا، وربما باشتراك السوفيت أيضا. وقد تلقيت اليوم رسالة من بريجنيف تعرب عن بالغ القلق من أن وضعا خطيرا جدا قد ينشأ، وأنه قد يخلق امكانية تفجر أعمال عسكرية أوسع نطاقا. وبطبيعة الحال، فانني لم أقبل معظم النقاط التي وردت في رسالته، إلا أن خطر حدوث تصاعد آخر لا يزال قائما ولقد أصبح واضحا الآن انه حدث تصاعد في أعمال العنف بين سوريا وإسرائيل. وإنني ادعوك الآن لأن تقبل وقف إطلاق النار إلى الساعة السادسة صباحا يوم الخميس 10 يونيو 1982. وأناشدك أن توصي حكومتكم بقبول اقتراحي، مناحم، إن رفض إسرائيل قبول وقف إطلاق النار سيزيد بدرجة أكبر من التحديد الخطير الذي يتعرض له السلام العالمي، وسوف يخلق توترا شديدا في علاقاتنا.»

اعتقدت إسرائيل أن تيار ألكسندر هيغ قادر على الضغط على الرئيس الأمريكي. وصل الخلاف بين الرجلين إلى درجة ضخمة، وبدأ هيج يخفي رسائل وبرقيات حبيب عن البيت الأبيض، الأمر الذي اضطر حبيب إلى استعمال خط هاتفي أمن للاتصال مباشرة مع البيت الأبيض. وفي النهاية ومع شعور هيغ بالمحاصرة وانعدام ثقة ريغان به، هدّد شفويا بالاستقالة، وقبلها ريغان فورا بدون كتابتها. بعض المحللين يدافع عن هيغ ويعتبره كبش فداء لفشل سياسة البيت الأبيض في لبنان. باستقالة ألكسندر هيج أصبح جورج شولتز وزيرا للخارجية. شولتز كان يرى أن الغزو الإسرائيلي يدمر عملية السلام وأدرك إمكانية الولايات المتحدة وضع مبادرة لعملية السلام، وبدأ صنع مشروعه لعملية سلام عربي إسرائيلي. في 30 يوليو عرضت المبادرة على ريغان وظهر مشروع ريغان لمنطقة الشرق الأوسط حيث عارض قيام دولة فلسطينية مستقلة واعتمد فكرة عودة السيطرة الأردنية على الضفة الغربية، وقطاع غزة على شكل اتحاد فدرالي. من جهة أخرى رأى مناحيم بيغن أن ريغان تجاوز مرحلة الصداقة، وقام بمعارضة رؤية ريغان الداعية إلى مبدأ الأرض مقابل السلام. وكان أرئيل شارون يؤكد أنه سيحل القضية من خلال جنازير الدبابات إلا أن مقتل بشير الجميل الذي نصبه الأمريكان لتصفية الوجود الفلسطيني في لبنان وإدانة شارون بتهمة التغاضي عن جريمة مخيمي صبرا وشاتيلا حيث تم إخراجه من الحكومة أدى إلى إفشال مساعي الدولة الإسرائيلية في إخراج المنظمة من اللعبة السياسية.

بيروت المحاصرة

فوجئ ياسر عرفات بوصول برقية من الجنوب تنبئ بأن القوات الإسرائيلية تعدت صور شمالاً وبسرعة. نقل جورج حاوي عن عرفات قوله : "مش ممكن، لا مستحيل"، واتصل مع الحاج إسماعيل ليستفهم منه عن الأوضاع، إلا أن الحاج إسماعيل كان منشغلا بإخراج القوات من صيدا بسبب محاصرة الإسرائيلين لها. فوجئ الجميع بحجم الاجتياح، بالرغم من أن بشير الجميل كان قد أكد في أكثر من مرة أن القوات الإسرائيلية قادمة. ربما يعزى ذلك إلى خطاب ريغان الذي أكد فيه أن الدخول سيكون محدودا بثلاثين كيلومترًا.

تشكل في 14 حزيران/يونيو 1982 ما عرف باسم القيادة المشتركة للقوات الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية أو هيئة الإنقاذ الوطني في بيروت بدعوة من الرئيس اللبناني إلياس سركيس ضمت زعماء الطوائف الرئيسية في لبنان وكتيبتين سوريتين استمرتا في القتال. كان هدف هيئة الإنقاذ هو منع تفاقم أزمة المواجهة المسلحة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ولكن تدريجيًا أصبحت هيئة الإنقاذ هذه عاجزة عن إنجاز أية نتيجة ملموسة، وبعد 9 أيام من تشكيلها انسحب وليد جنبلاط منها واصفًا إياها "بهيئة دفن القتلى".

مع اقتراب نهاية فترة حكم الرئيس اللبناني إلياس سركيس تم تنظيم انتخابات رئاسية في بيروت وقام البرلمان اللبناني في 23 اغسطس 1982 بانتخاب بشير الجميل رئيسا بإجماع 57 صوتاً وامتناع 5 عن التصويت وعدم اشتراك أغلبية الكتلة المسلمة في البرلمان الذي اعتبر الجميل حليفاً لإسرائيل وقبل 9 أيام من تسلم الجميل مهامه الرئاسية وفي 14 أيلول/سبتمبر 1982 تم اغتياله بقنبلة موقوتة وبعد أسبوع وفي 21 سبتمبر 1982 انتخب البرلمان اللبناني شقيقه أمين الجميل رئيسًا الذي قام بتوجيه دعوة إلى زعيم الكتلة المسلمة ورئيس الوزراء شفيق الوزان (1925 - 1999) بالبقاء في منصبه كرئيس للوزراء في محاولة من الجميل لتضييق الفجوة وتوحيدالصفوف. على الصعيد الاقتصادي انخفضت قيمة الليرة اللبنانية إلى مستويات متدنية وظهرت بوادر عجز للحكومة اللبنانية في فرض الضرائب ووصلت نسبة التضخم إلى ما بين 20 و 30% وتم تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في لبنان.

في 13 يونيو قامت القوات الإسرائيلية ومليشيا بشير الجميل بمحاصرة بيروت، واستمر هذا الحصار إلى 28 أغسطس. طوال فترة الحصار قامت القوات الإسرائيلية بقصف بيروت من البر باستعمال المدفعية ومن الجو والبحر. تم تسوية معظم المدينة بالأرض، قتل أكثر من 30,000 مدني لبناني وإصيب أكثر من 40,000 شخص، أكثر من نصف مليون شخص نزحوا عن بيروت وفي فترة الست وسبعون يوما استمرت إسرائيل بمنع المعونات الدولية والإنسانية عن المدينة. صرحت إسرائيل أن مسؤولية الوفيات والدمار الذي أصاب البنية التحتية والخسائر البشرية هو استعمال منظمة التحرير الفلسطينية المدنيين كدروع بشرية واستعمال منازل المدنيين كمعاقل للقتال مما اضطر إسرائيل مرغمة على القصف لتدمير البنية التحتية التي يمكن أن يستعملها المقاتلون أو "المخربون" حسب تعبير إسرائيل. استعملت إسرائيل في هجومها على بيروت أسلحةً محرمةً دوليًا بدءًا من القنابل العنقودية والفسفورية مرورًا بالنابالم وألعاب الأطفال المفخخة، وانتهاء بقنابل بخار الوقود. أعاد كل من رونالد ريغان وهنري كسنجر التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وتم منع جميع المبادرات التي قدمت لإيقاف القتال. انتهى الحصار بمسح كامل لثلث بيروت من الخارطة، ومقتل 675 جنديا إسرائليّا إلى جانب المدنيين اللبنانيين.

نتائج الغزو

قدم رونالد ريغان ضماناً شخصياً للمقاتيلن الفلسطينين بالحفاظ على أمن عائلاتهم إذا ما غادروا إلى تونس، واضطرت إسرائيل إلى الموافقة على خروج المقاتلين تحت حماية دولية مكونة من 800 جندي مارينز أمريكي، و 800 جندي فرنسي و 400 جندي إيطالي. غادر 14,614 مقاتل فلسطيني بيروت إلى تونس تحت الحماية الدولية.على الجانب الآخر قُتل في الفترة ما بين 5 يونيو 1982 وحتى 31 مايو 1985 1,216 جندي إسرائيلي. على الصعيد السياسي أوفت إسرائيل بوعودها وبضغط أمريكي لبشير الجميل حيث أصبح رئيسا للبنان إلا أنه في 14 سبتمبر تم اغتياله هو و 25 من طاقمه بتفجير ضخم استهدف مقره.
 

تغيرت الخريطة السياسية اللبنانية بصورة جذرية بعد الغزو الإسرائيلي فبالرغم من أن الميليشيات المسيحية اللبنانية لم تشترك فعليا في القتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي إلا أنها انتشرت وهيمنت على المناطق التي كانت تحت سيطرة إسرائيل وخاصة في الجنوب اللبناني التي هيمنت عليها حزب الكتائب اللبنانية
 وقامت إسرائيل أثناء الغزو بنزع سلاح المجموعات الدرزية التي كانت في صراع مسلح مع حزب الكتائب.
عمل حزب الكتائب اللبنانية بقيادة بشير الجميل جاهدا على نزع سلاح الفلسطينين في سائر أنحاء لبنان.

 تمكنت حركة فتح من أسر ستة جنود إسرائيليين، تمت مبادلتهم لاحقًا بخمسة آلاف معتقل لبناني وفلسطيني تم احتجازهم في معتقل أنصار في جنوب لبنان.
مغادرة المقاتلين الفلسطين

استناداً على أرقام وزارة الخارجية الأمريكية توزع مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية على الشكل التالي:

قمة فاس الثانية

في 6 سبتمبر 1982 عاد مجلس الجامعة العربية ليعقد قمته الخامسة عشر الطارئة في فاس، بعد أشهر من الاجتياح الإسرائيلي، شارك بالقمة 19 دولة عربية بغياب كل من ليبيا ومصر، وبعكس القمة الأولى في فاس، اعترفت جامعة الدول العربية هذه المرة بوجود إسرائيل، وتم إقرار مشروع السلام الذي تقدمت به السعودية.

مذبحة صبرا وشاتيلا لاقت سخط دولي، اما ما ارتكبه الفلسطينين والسورين واعوانهم من مجازر بحق المسيحيين بورك دوليا !

قام شارون وايتان بارسال القوات الإسرائيلية إلى بيروت الغربية في خرق لاتفاقية حبيب. قامت تلك القوات بنقل 200 مقاتل من ميليشيا القوات اللبنانية بقيادة إيلي حبيقة إلى المخيمات بحجة القضاء على 2,000 من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية مختبئين في المخيمات. اقتحمت القوات اللبنانية مخيمي صبرا وشاتيلا في السادسة مساءً من 16 سبتمبر وقتلت ما يقرب من 3500 فلسطيني بمساعدة الجيش الإسرائيلي الذي كان يحاصر المخيمين والذي كان يشعل القنابل المضيئة في السماء ليتمكن مقاتلي القوات اللبنانية من الرؤية طوال الليل. كان شارون وقادة الجيش الإسرائيلي يتابعون المجزرة من على سطح مبنى سفارة الكويت المطل على المخيمين. وفقاً للتقارير الإسرائيلة لم يكن وسط الضحايا "أياً من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية".

أدت المجازر في صبرا وشاتيلا إلى سخط دولي على إسرائيل ومطالبة شعبية دولية للمجتمع الدولي للتدخل. عادت القوات متعددة الجنسيات كقوات حفظ سلام. انتخب البرلمان اللبناني أمين الجميل ليخلف أخيه في رئاسة الجمهورية اللبنانية. في عام 1999 أصدر الحارس الشخصي السابق لحبيقة، روبير حاتم، كتابًا ادّعى فيه أنّ مجزرة صبرا وشاتيلا تم التخطيط لها بواسطة كل من حبيقة وحافظ الأسد بهدف إحراج إسرائيل

المدينة الرياضية اللبنانية مدمرة

القصف الأمريكي

بعد الحرب كان مايقارب 98% من الأراضي اللبنانية تحت سيطرة وحماية قوات متعددة الجنسية وميليشيات لبنانية مختلفة وكانت الحكومة اللبنانية مهيمنة فقط على بيروت وضواحيها. في عام 1983 كان هناك 30,000 جندي إسرائيلي في الجنوب اللبناني وكان شرق وشمال لبنان تحت سيطرة 40,000 جندي سوري و 10,000 مقاتل فلسطيني، بالإضافة إلى هذه الأرقام كان هناك 10,000 جندي تابعين لقوات الأمم المتحدة من الولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا.

تدريجيا أصبحت القوات المتعددة الجنسية مستهدفة بشكل يومي وفي 19 سبتمبر 1983 وفي خطوة مثيرة للجدل قامت البارجات الأمريكية بقصف معاقل القوات الدرزية في سوق الغرب علما ان المارينز المرابطين حول بيروت والبالغ عددهم 1,600 لم يتعرضوا لاستهداف مباشر لحين تلك اللحظة ولكن الأمر تغير بعد ذلك القصف الذي قام به بارجتان أمريكيتان وأصبح المارينز بعد ذلك مستهدفين في عمليات إطلاق نار بالقناصات من قبل أطراف مجهولة، وبحلول شهر نوفمبر 1983 تم قتل 6 من المارينز.
 

تفجير السفارة الأمريكية في بيروت

في 18 ابريل 1983 اقتربت سيارة مفخخة من سفارة الولايات المتحدة في بيروت وحدث انفجار هائل أدى إلى تدمير كامل للقسم المركزي للبناية .
وتسبب الانفجار في سقوط 60 قتيلا بينهم 17 أمريكيا و 100 جريح، تبنت منظمة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الحادث
ويلقي الكثيرين بالمسؤولية الرئيسية في تنظيم الانفجار إلى عماد فايز مغنية وتم لاحقا توجيه التهمة إلى مغنية بضلوعه في التخطيط لتفجير سيارة مفخخة في حاجز عسكري مشترك للمارينز والقوات الفرنسية في 23 أكتوبر 1983 والذي أدى إلى مصرع 58 جنديا فرنسيا و 241 من المارينز
وتم اتهامه أيضا بتخطيطه لاختطاف طائرة تي دبليو أي الرحلة 847 في 14 يوليو 1985 والتي كانت متوجهة من روما إلى بوسطن.

كانت السيارة المفخخة التي دمرت السفارة مجهزة بحوالي 180 كغم من المتفجرات وكانت السيارة حسب تقارير وكالة المخابرات الأمريكية قد تمت سرقتها قبل عام واحد من السفارة الأمريكية وكانت تحمل شارة السفارة واستطاع سائقها لهذا السبب من الدخول بسهولة إلى مرآب السفارة. كان من بين القتلى الأمريكيين 8 موظفين لوكالة المخابرات الأمريكية وكان تفجير السفارة حسب تصريحات الجهة المنفذة ردة فعل على مذبحة صبرا وشاتيلا. بعد حادثة تفجير السفارة تم نقل البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلي بيروت الشرقية ولكن الموقع الجديد تعرض إلى استهداف بسيارة مفخخة أخرى في 20 سبتمبر 1984 وقتلت في هذه المرة أمريكيان و 20 لبنانيا.

اتفاق 17 أيار

مع اقتراب نهاية كانون الأول/ديسمبر 1982 دخل لبنان في محادثات مع إسرائيل وبوساطة الولايات المتحدة لغرض التوصل إلى نوع من التطبيع في العلاقات وإيجاد آلية لانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان مع ضمانات بعدم تعرض الحدود الشمالية لإسرائيل لهجمات من قبل منظمة التحرير الفلسطينية وبعد مفاوضات ومحادثات إتسمت بالصعوبة واستغرقت 6 أشهر توصل الطرفان إلى ما سمي باتفاق 17 أيار أو "اتفاق جلاء القوات الإسرائيلية" حيث وافق الطرفان بإنهاء حالة الحرب التي كانت قائمة بين الدولتين منذ قيام دولة إسرائيل في عام 1948 بالرغم من إصرار إسرائيل على توقيع اتفاقية سلام رسمية إلا أن لبنان اكتفى باتفاقية "عدم الحرب" حيث كانت القيادة اللبنانية متخوفة من عزلة مع بقية العالم العربي إن وقعت على اتفاقية سلام مشابهة للعزلة التي حدثت لمصر عقب اتفاقية كامب ديفيد.

نصت الاتفاقية على انسحاب الجيش الإسرائيلي في غضون 8 - 12 أسابيع بشرط ان تقوم سوريا ومنظمة التحرير بالانسحاب أيضا. بالرغم من عدم تشكيل علاقات دبلوماسية على مستوى السفارات بين لبنان وإسرائيل إلا أن الطرفان وافقا على وجود هيئات دبلوماسية للدولتين على أراضي الآخر. من النقاط المثيرة للجدل في ذلك الاتفاق كان تشكيل حزام أمني إسرائيلي في جنوب لبنان يتواجد فيه اقل من 4,341 جندي من كلا الجيشين اللبناني والإسرائيلي مع تعاون مستمر بين الجيشين على هيئة دوريات مشتركة. من النقاط الحساسة في ذلك الاتفاق كان وضع الرائد سعد حداد وجيش لبنان الجنوبي فبالرغم من أن الاتفاقية لم تذكر الرائد حداد بالاسم إلا أنها نصت على قبول حماية الحزام الأمني من قبل "قوات محلية". وقع عن لبنان السفير أنطوان فتال بينما وقع ديفيد كمحي رئيس الوفد الإسرائيلي كما وقع أيضا المندوب الأميركي موريس درايبر على هذه الوثيقة. وافق البرلمان اللبناني على هذه الوثيقة بالأكثرية المسيحية حيث عارضه نائبان فقط من الطائفة المسيحية مع غياب كامل للشيعة والسنة وفي إسرائيل وقعت الكنيست على الاتفاق. بقيت هذه الاتفاقية مجرد حبر على الورق حيث لم ينسحب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية واعتبر الرئيس السوري حافظ الأسد بقاء إسرائيل في الجنوب اللبناني منافيا لمبادئ سيادة لبنان وخطرا على أمن سوريا.

السرقات

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بعمليات سرقة منظمة ومثبته من خلال لجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة، مما تم سرقته: مجموعة ضخمة من من الرسوم الزيتية الفنية والتراث الثقافي من قصر الأونيسكو، اللوحات الفنية من الجامعة اللبنانية، جميع المعدات والأجهزة من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، أرشيف جريدة النهار، ومكتبة مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية.

حرب الجبل

في أغسطس 1983 انسحبت إسرائيل من جبل الشوف مزيلة الفاصل ما بين الدروز والمسيحيين لتندلع معارك عنيفة ودامية بين الحزب التقدمي الاشتراكي، مدعوماً من بعض القوى الفلسطينية، من جهة والقوات اللبنانية والجيش اللبناني من جهة أخرى. ارتفعت بسرعة وتيرة المعارك على مختلف الجبهات لترتفع معها أعداد القتلى بسرعة هائلة إذ كان يسقط مئات المقاتلين من الطرفين كل بضعة أيام. اعتبرت حرب الجبل إحدى أعنف فصول الحرب اللبنانية. انتهت المعارك بهزيمة مدوية للقوات اللبنانية وانسحاب المقاتلين المسحيين إلى بلدة دير القمر ومن ثم إلى بيروت الشرقية. ارتكبت مجازر متبادلة من الطرفين وسقط المئات من الأبرياء.

من نتائج حرب الجبل أنها فتحت الطريق للمقاومة نحو الجنوب وأصبح السوريون قادرين على تسليح المقاومة كما أنها أدت إلى بداية سقوط اتفاق 17 أيار. لم تدم سيطرة الحزب الاشتراكي على مدينة سوق الغرب التي عاد وسيطر عليه الجيش اللبناني وبقيت سوق الغرب منطقة صراع حتى دخول الجيش السوري إليها وانتهاء الحرب الأهلية اللبنانية.

رد الفعل الشعبي ومونديال 1982

تزامن حصار بيروت مع انطلاق كأس العالم لكرة القدم 1982 في إسبانيا. والذي شهد دخول دولتين عربيتيين هما منتخب الكويت لكرة القدم والجزائر. وبدأ حصار وقصف الميليشيات وإسرائيل لبيروت يوم 13 يونيو 1982 وهو نفس اليوم الذي لُعبت به أول مبارة في المونديال بين الأرجنتين وبلجيكا. يعتقد الكثير بأن اختيار توقيت الاجتياح بالتزامن مع مونديال 1982 كان ضمن ترتيبات الاجتياح.

انشغل العالم العربي وقتها بالإحداث المتسارعة في المونديال، فالجزائر فازت على منتخب ألمانيا لكرة القدم 2-1 في 16 يونيو، وعلى تشيلي في 24 يونيو. وفهد الأحمد الصباح رئيس الإتحاد الكويتي لكرة القدم آنذاك، قام بتعطيل مبارة الكويت ومنتخب فرنسا لكرة القدم في 21 يونيو محتجا على هدف رابع سجلته فرنسا في شباك الكويت بعد أن نزل إلى أرض الملعب لمدة سبع دقائق، واضطر الحكم الروسي ميروسلاف ستوبار لإلغاء الهدف. قام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتغريم الأمير فهد مبلغ 8000 جنيه إسترليني بسبب تدخله. وايقاف الحكم وعدم إسناد باقي مبارياته له.

يذكر جورج حاوي الصدمة برد الفعل العربي الشعبي فيقول:
"عدما يزداد القصف يزداد التحدي، ويخيل الآن أن العالم سيهتز إن بيروت تحترق، إن قذيفة قد دخلت ملجأ في برج البراجنة فقتلت 75 أو أكثر بريئاً، الآن العالم سيهتز، شوارع الجزائر ستنزل بها المظاهرات، فإذا بنا نفاجأ أن المظاهرة كانت تعمل لفريق الجزائر الذي انتصر على ألمانيا في كرة القدم."

العودة السورية الى لبنان 1983

عقب الاجتياح الإسرئيلي، سحب السوريون قواتهم إلى البقاع في صيف 1982 مع خروج القوات الفلسطينية.
وفي 6 شباط 1983 حصلت انتفاضة 6 شباط/فبراير التي قادها رئيس حركة امل نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عام 1984 ضد اتفاق 17 أيار. وعادت الفوضى إلى لبنان بالمعارك الجانبية بين الحلفاء والأعداء مثل معارك أمل ضد الفلسطينيين وحزب الله ومعارك أمل والاشتراكيين ضد المرابطون ومعارك امل مع الاشتراكيين مما جعل عودة القوات السورية مطلوبة فدخلت القوات السوري كقوى ردع عام 1983 لإعادة الهدوء إلى المناطق الغربية من بيروت والجبل.

ملاحظة:

تهجر الفلسطنيون  كشعب منذ 1948، واستقبلوا بالترحاب في الاردن ولبنان وغيره
. لكن منذ 1968  ظهر للعلن العمل العسكري الفلسطيني المناضل للعودة الى فلسطين. لكن النضال ثمنه مال، فبدل ان تكون الحركات الفلسطينية امينة لهدف العودة، راحت هذه المجموعات العسكرية الفلسطينية الارتهان سياسيا وعقائيديا للدول العربية التي تمولها ماديا، فوقع الانشقاق في صفوفها وبدل ان تتوجه ببندقيتها الى الداخل الفلسطيني لتحرير ارضها، توجهت ببندقيتها الى صدر الشعوب التي احتضنتها من الاردن الى لبنان وغيرها من البلدان. بسبب الرغبة للارتهان لمشروع الدولة العربية التي تمولها.
فالفلسطيني الذي اضاع البوصلة بنفسه، بوصلة قضيته. فمن ياب التعجب القول ان الفلسطيني مظلوم من العالم العربي!  بل الحري القول ان الفلسطيني باع قضيته لسوق النخاسة العربية بخلافاتها.
واليوم في 2019، مازال الفلسطيني والعربي والمسلم يعيش الغوغائية والاحدية والسعي لالغاء الاخر اين كان. فلو خوف الواحد من الاخر لكانت شريعة الالغاء مشتعلة.

 
 4- بالتفاصيل، المرحلة الرابعة  1984-1990

للتاريخ ولتعددية الطوائف في لبنان وقبول المسلمين بصعوبة بالدولة اللبنانية براسة رئيس مسيحي ماروني مما ينافي امر الشرع الاسلامي، الذي ينص في قرانه المسلم يجب ان يحكمه مسلم. قام التشرزم الداخلي والولاء للخارج اللبناني هو تعبير المسلم عن رفض لبنان بشكله. بعد قيام اسرائيل واستقبال لبنان مئات الوف الفلسطينين استقوى المسلم بهذا الواقع غرائزيا، فكانت مصيبته انقلاب السحر على الساحر، ونتيجة هذه الغوغاية كان ينتظر احد ان يخرجه من عنق  الزجاجة التي سجن نفسه فيها.
من كان هذا المنقذ: فمثلا لفرحة المسلم الشيعي بالاجتياح الاسرائيلي 1982 نتيجة ما عاناه من الفلسطيني المسلم السني  من دكتاتورية واحتلال واغتصاب، خرجت النسوة الشيعة بالورد والارز تهلل في استقبال جنود اسرائيل.
اما ما حدث بعد سنيين هذا يسمى الغوغائية الغرائزية القبلية الانية القائمة بالاعتزاز بالغريزة الجاهلية التي قوامها ثقافة السطو، الشيعية السياسية الايرانية.  

 خط زمني لأهم أحداث المرحلة الرابعة
 
السنة اليوم الحدث الطرف الأول الطرف الثاني النتيجة
1984 6 شباط انتفاضة 6 شباط 1984 حركة امل، اليسار اللبناني والقوى الوطنية اللبنانية القوات اللبنانية بروز دور لحركة امل بقيادة نبيه بري
1985 12أذار انتفاضة الاتفاق الثلاثي القوات اللبنانية رئيس الجمهورية والكتائب سيطرة القوات اللبنانية على المناطق المسيحية
1985 أذار سحق المرابطين حركة أمل، الحزب التقدمي الاشتراكي، الحزب الشيوعي اللبناني المرابطون في أاذار 1985، وبدعم من سوريا، هاجمت حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي ,المرابطون
تم سحق المرابطين والقضاء على تنظيمهم نهائياً في غضون أربع ساعات.
1985   حرب العلم الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي و7 فصائل فلسطينية من ضمنها حركة فتح حركة أمل  في مايو 1985 هاجمت حركة أمل الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة. استمرت حرب المخيمات ما بين عامي 1985 و 1986 تم أثناءها حصار المخيمات ومنع المساعدات من الوصول إليها وتدمير المخيمات تدميراً شبه كليّ.
دخول القوات السورية بيروت.
1985 9 ايار انتفاضة حبيقة حبيقة في القوات اللبنانية جعجع في القوات اللبنانية الاتفاق الثلاثي
1986 كانون الثاني انتفاضة سمير جعجع ايلي حبيقة في القوات اللبنانية سمير جعجع في القوات اللبنانية الغاء الاتفاق الثلاثي
1986   حرب الستة أيام الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي اللبناني حركة أمل عودة الجيش السوري إلى بيروت الغربية ودعم امل بعد سيطرة الحزب الاشتراكي على معظم بيروت وخروج امل منها.
1988   حرب الاخوة حركة امل حزب الله أبرز ما جاء في هذه الحرب تقسيم المناطق الشيعية إلى مناطق حزب الله المدعوم من إيران :بعلبك-الهرمل-الضاحية الجنوبية-النبطية ومناطق حركة أمل المدعومة من سوريا: صور-الزهراني-الأحياء الشيعية في بيروت-مرجعيون
1989 14 أذار حرب التحرير الجيش اللبناني بقيادة الجنرال ميشال عون السوريون والدروز والشيوعييون والفلسطينيون  
1990 31 كانون الثاني حرب الإلغاء الجيش اللبناني القوات اللبنانية رغبة عون بالوصول إلى سدة الرئاسة، وكان شرط حافظ الأسد يومذاك أن يقضي عون على حزب القوات اللبنانية.
1990 13 تشرين الأول احتلال قصر بعبدا الرئاسي من قبل السوريين بتفويض أمريكي الجيش اللبناني بقيادة الجنرال ميشال عون القوات السورية سيطرة سوريا على لبنان وإبعاد العماد ميشال عون إلى المنفى في فرنسا.
 

1988-1989

قبيل انتهاء فترة رئاسة أمين الجميل في 1988 وعند اجتماع مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس جديد، كان الانقسام على أشدّه ما أفشل الجهود للاتفاق على رئيس جديد وأدخل البلاد في مأزق دستوري.
ولم تجر الانتخابات الرئاسية لسببين جوهريين:

  •  قاطعت سوريا الانتخابات عبر النواب حلفائها بسبب اتهام الرئيس امين الجميل بمسؤوليته عن إفشال الاتفاق الثلاثي.
  • ضغطت القوات المهيمينة على المنطقة الشرقية (الجبهة اللبنانية سياسيا والقوات اللبنانية عسكريا) على النواب المسيحيين ومنعتهم من حضور جلسة الانتخاب فعطلتها

 سلّم الرئيس أمين الجميل العماد ميشال عون، قائد الجيش اللبناني آنذاك، منصب رئاسة الجمهورية حسب تفسيره للدستور اللبناني، بينما أصرت الكتل الوطنية والإسلامية على تفسير الدستور بالشكل الذي ينص على تولي رئيس الوزراء مهمات رئيس الجمهورية لحين انتخاب رئيس جديد. بذلك أصبح للبنان رئيسين وحكومتين، حكومة عسكرية مسيحية (حكومة عون لم يشارك فيها الضباط المسلمين الذين اختارهم عون لمشاركته في الحكومة) في بيروت الشرقية مدعومة من النظام العراقي وحكومة مدنية مسلمة في بيروت الغربية مدعومة من سوريا.

في مارس 1989، بدأ ميشال عون بحرب ضد الجيش السوري سماها "حرب التحرير" وادعى أنه يحارب من أجل استقلال لبنان. تخللت المعارك معارك داخلية بين المسيحيين أنفسهم، حيث قام الجيش بمقاتلة القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع للسيطرة على أحياء جونية ومنطقة الميناء ومحطة الكهرباء والمطار الخاص. كان الدعم العسكري والاستخباراتي الكبير الذي حصل عليه عون من العراق، والدعم المالي والاعلامي من منظمة التحرير الفلسطينية، إضاقة إلى عدم تدخل حزب الله في القتال، عوامل إيجابية مكنت العماد عون من الصمود أمام الجيش السوري وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وألوية الجيش التي دعمت الحص، إلى أن تسبب دخول العراق للكويت في دفع المجتمع الدولي للإسراع في إنهاء حرب لبنان. أدت هذه الحرب إلى تدمير كبير لبيروت الشرقية وهجرة كبيرة للسكان المسيحيين.

هذه المعارك أثارت ردود فعل عربية وأجنبية عديدة فتشكلت لجنة وساطة عربية ثلاثية (السعودية ـ المغرب ـ الجزائر) إلا أن هذه اللجنة لم تتوصل إلى حل للأزمة فعملت السعودية وبدعم من الولايات المتحدة على جمع 62 نائباً لبنانياً في مدينة الطائف السعودية للقيام بمحادثات لبنانية ـ لبنانية لتصحيح الوضع الدستوري في البلد بشكل يساوي بين الطوائف وذلك في 30 أيلول 1989. أسفرت هذه المحادثات عن «اتفاقية الطائف».

اتفاق الطائف

في أغسطس 1989 توصل النواب اللبنانيون في الطائف بوساطة المملكة العربية السعودية إلى اتفاق الطائف الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية.
عندها  علن العماد ميشال عون نفسه رئيساً لـ«لبنان الحر» في 7 تشرين الثاني 1989 أي بعد أسبوعين من توقيع اتفاق الطائف وأعلن عن حل المجلس النيابي (الذي وقع اتفاق الطائف في 4 تشرين الأول 89). إلا أن النواب اجتمعوا في شتورة وانتخبوا رينيه معوض رئيساً للبلاد إلا إنه اغتيل في 22 تشرين الثاني 1989.
ولكن ميشال عون رفض الاعتراف بمعوّض ورفض اتفاق الطائف وذلك لأن الاتفاق يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية.
وبعد 16 يوم على الاغتيال عاد وانتخب النواب اللبنانيين إلياس الهراوي مباشرة ليتسلم زمام الرئاسة.

في هذه الأثناء كان الوضع الداخلي في المنطقة المسيحية متأزماً بين الطرفين (المتسلمين لزمام الأمور) سمير جعجع قائد القوات اللبنانية، وميشيل عون قائد الجيش ورئيس الحكومة في المنطقة، فأعلن الأخير «حرب الإلغاء» في 15 كانون الثاني 1990 ضد «القوات» فاندلعت معارك طاحنة بين الفريقين أسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل وهروب أكثر من 200 ألف مسيحي إلى المناطق الإسلامية
فكان قرار حازم من رئاسة الجمهورية الياس الهراوي ومباركة اميركية، وهو القيام بحركة عسكرية بمساعدة الجيش السوري لإنهاء حالة تمرد ميشال عون.
وفي 13 تشرين الأول 1991 تحركت القوات السورية وقوات الجيش اللبناني باتجاه الجيب الذي يسيطر عليه عون (وهو لا يتعدى 267 كلم2) وهرب عون إلى السفارة الفرنسية طالباً اللجوء السياسي إلى فرنسا، وهكذا بسطت الشرعية اللبنانية كامل سيطرتها على الأراضي اللبنانية. وبدأت بعملية فرض هيمنتها وكانت البداية بحل الميليشيات العسكرية وتسليم أسلحتها للدولة اللبنانية، باستثناء حزب الله  بحجة انه مقاومة ضد اسرائيل، والمخيمات الفلسطينية بغطاء انهم حلفاء لسوريا

للاسف وبعد ان كانت المنطقة المسيحية قد صمدت ونجحت في الحفاظ على نوات الدولة اللبنانية، اتت حرب الالغاء لتضعف الساحة المسيحية. اهي موامرة او نزاع سلطة  او غباء !  
وفي 22 أيار 1991 وقع لبنان وسوريا معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين.

إنهاء الحرب

انتهت الحرب اللبنانية الأهلية باقصاء ميشال عون وتمكين حكومة إلياس الهراوي, وبإصدار البرلمان اللبناني في مارس 1991 لقانون العفو عن كل الجرائم التي حصلت منذ 1975. في مايو تم حل جميع الميليشات باستثناء حزب الله وبدأت عملية بناء الجيش اللبناني كجيش وطني غير طائفي.

 
      مختصر، الحرب  1975 - 1990
       Chucri Simon Zouein, Computer engineer
     
echkzouein@gmail.com
www.puresoftwarecode.com
© pure software code - Since 2003