اهداف الجمعية في رسالة للمونسنيور لويس زوين - الاول الى رئيس مجمع الايمان في روما تاريخ 3 شباط 1879

علم
من محفوظات المجمع الشرقي المقدس لنشر الايمان في روما

ألمضمون
 
اولا: ها قد مضى خمس سنوات عندما طلب كاهن افرنسي ثالوثي من رئيس اساقفة بيروت، وهو المطران يوسف الد بس، ان يرسل اليه كاهنا مارونيا ليعلم تلاميذه العربية في باريس، وهناك يستطيع الكهنة الموارنة ان يحصلوا جيدا اللغة الفرنسية. فالمطران الدبس عرض علي هذا الامر وكنت وقتئذ اعلم عند الاباء اليسوعين في بيروت. وبعد استشارة معلمي الاعتراف وبعض الاساتذة الذين كنت معهم اعلم في اليسوعية شجعني غبطة البطريرك بولس مسعد وبعض الاساقفة ان اسافر الى اوروبا. ولما وصلت الى فرنسا وجدت ان الكاهن الفرنسي المذ كور لم يبق في موقف يقدر فيه ان يتمم عرضه السابق معي، اذ ليس له قدرة بعد على فعل اي شيء له ولي. عندئذ توجهت لدى نيافة الكرد ينال رئيس اساقفة باريس
تقبيل يده واستمداد رضاه وشفاعته. فتنازل وقدم لي الضيافة في مدرسة تدعى الكرملية
 
ثانيا: قضيت سنتين في هذه المدرسة، ولم اكن اعمل فيها الا متابعة الدرس الذي كان يعطى لجميع الكهنة. وكنت في الوقت نفسه احضر صف اللاهوت النظري في مدرسة سان سيلبيس. وبعد هاتين السنتين، جاء الى رومه المطران يوسف الد بس لتهنئة قداسة البابا بيوس التاسع وتقديم الواجبات له ولنيافة الكاردينال يوحنا سيميوني رئيس المجمع المقدس لنشر الايمان، وعرض له اعمال ابراشيته في بيروت. فاعطاه الكردينال رسائل توصية واعطى جمعية مدارس الشرق مثلها. ُلكن هذه الرسائل لم تخدم المطران قط، قدمني سياد ته عندئذ الى نيافة الكردينال جيلبرت، ومطران اميناس ومطران اراس والى كردينال كمبراي راجيا منهم ان يسمحوا لي بالافصاح عن اعمال جمعيته وان اجمع بعض الاموال الممكنة لانجاز مدرسة سيادة الد بس في بيروت
ثم اعطاني سيادته كتابا بالاذن بالعمل في باريس وجوارها وسائرالمقاطعات. فبادرت اجول في ابرشيات فرنسا مدة اربعة اشهر، وكنت اجد مشجعين في كل مكان امر فيه لهذا الهدف السامي. اما الاموال التي تمكنت من استحصالها، فقد ارسلتها الى سيادة الدبس في لبنان. وكنت اخذ منه ايصالات رسمية وننشر بالطبع اسماء المحسنين، ونعلن الشكر لكل واحد منهم

وفي اجتماع عام لكل اعضاء الرابطة الكاثولكية في باريس سنة 1876، طلب مني ان القي محاضرة على مسامع اعضاء هذه الجمعية العمومية عن لبنان واحواله وتطلعاته. وبما انني لم يكن لدي ما يشغلني عن هذا الطلب، لبيت طلبهم وهيات المحاضرة وتلوتها وكان وقعها طيبا. وبعد المحاضرة طلب مني هؤلاء الحاضرون واصحاب الرابطة ان اكف عن جمع الاعانات المرسلة الى المطران الد بس، وبان اعمل واياهم يدا واحدة لتاسيس جمعية مارونية - فرنسية، وذلك لمساعدة المسيحين في لبنان. فقبلت مطلبهم
هذا راضيا.انما على شروط هي
اولا الحصول على الرضى الروماني وقبول المجمع المقدس بذلك
ثانيا الحصول على الاذن من غبطة بطريركنا الماروني
ثالثا المصادقة من رئيس اساقفة بيروت
وبالحال سلموني مرسوما من قداسة البابا بيوس التاسع يصادق فيه على تثبيت الجمعية منذ نشاتها بعدها، دعا رئيس الرابطة السيد بوجولات صاحب جريدة الاتحاد الى بيته جميع الاشخاص المحبين للقضية المارونية وللموارنة، ومن بينهم دوق لورج والكونت دي روجيه والمركيز ديرفور والمركيزة دي ريجيكورت والكونت داميكور والفيكونت دي فوريج والفيكونت لي بريبور والسيد بوديكور والوزير السابق لابويللاري وجمع كبير من الفرنسيين الارسطقراطيين وغيرهم. وتكلف السيد بوجولات ان يكتب للسيد البطريرك مسعد راجيا منه ان يسمح باعادة تاسيس الرابطة المارونية، ثم كتب باسم جميع الحاضرين الى رئيس اساقفة بيروت بان يرضى بعدم مواصلة جمع الاموال لبناء المدرسة، وان يكتفي بالرابطة
المذكورة. وكذلك كتب السيد بوديكور الى اساقفة الموارنة اصدقائه عن هذا الموضوع الهام. وقد جاء تهم الاجوبة ايجابية مع عبارات الشكر والامتنان والثناء
ثم عقدت النساء اجتماعات والفت مكتبا تابعا لمكتب الرجال. وتعين رئيسا للرابطة السيد بوجولات ونائبا للرئيس الدوق دي لورج وامناء سر تعين السيد دي بود يكور والاباتي مرتين والسيد دي لافوريج. واما امين الصندوق العام فقد تعين امين المحاضرات لجمعية سان فنسان دي بول
ولما كانت الامور سائرة على هذا المنوال، سلمني امين السر العام رسائل الى كل الاساقفة الفرنسيين الذي سوف نزورهم لهذه الغاية المعروفة. والاساقفة المذكورون لما عرفوا ان هذه الجمعية الجديدة لا تتعارض البتة مع اية جمعية فرنسية اخرى، لانها لا تطلب للمنتمين اليها الا غرشا واحدا، تركوا الحرية لعرضها على المؤمنين. ولما اجتمعت في كل ابرشية زرتها مع بعض الاشخاص من كل الجنسين، وشرحت لهم جميعا نظام الجمعية وغايتها وقواعدها، وقلت لهم علاوة على ذلك، اذا كانت هذه الجمعية او الرابطة تتعارض مع اية جمعية اخرى، فانتم مرجوون بان لا تقبلوها واني لكم شاكر على السواء وكانت رابطتنا في كل مكان مقبولة. واعتبرها كاثوليكي فرنسا، تحرص على العلاقات والاتحاد الذي كان مستحكما منذ عهد الصليبين بين الموارنة والفرنسيين، ولم يعتبروها جمعية لجمع الاموال والمساعدات المادية لاعانة المسيحين في لبنان. ولم اطلب د راهم في اي مكان وجدت فيه

وكل الاشتراكات والاموال التي جمعت في الابرشيات التي زرتها كانت ترسل الى امانة السر العامة الكائنة في باريس. ومعلوم ان الاموال التي جمعت منذ ثلاث سنين حتى الان بلغت فقط سبعة الاف فرنك، وقد
وزعت على الوجه التالي، بناء على راي المستشارين
مبلغ 3500 فرنك تقدمة الى المطران الدبس في بيروت
مبلغ 2500 فرنك تقدمة الى المطران اللاذ قية
مبلغ 1000 فرنك تقدمة الى المطران يوسف د ريان
فيكون المجموع 7000 فرنك لاغير
وحقا اقول اني لم اجتمع مرة واحدة مع اعضاء هذه الرابطة بهذا الخصوص، لان دوري كان ان انشر اعمال هذه الجمعية واشرح غايتها وشروطها. ولذا فاني استغرب كثيرا ان المجمع المقدس يوجه الي بعض شكاوى وصلت اليه، ولم اكن انا معنيا بها قط. فالرجاء من نيافة رئيس المجمع المقدس ان يفحص جيدا هذه الشكاوى
ثالثا: عملت بحسب الطرق التي رسمها لي الرؤساء اولا لاجيب الى رغبتهم واحقق مطالبهم، وثانيا لاتمكن من تمثيل بلادي بعيدا عن الاغلاط التي ترتكب في كل مكان في هذه الايام العصيبة. كلنا يعلم ان ابرشياتنا المارونية الثماني لا تملك اكليركيات لتعليم الاحداث وتهيئة الطلاب للكهنوت، وان كل اسقف من اساقفتنا يحتاج الى ميئتي كاهن في ابرشيته لسد الحاجات المتعددة، وان لدينا في كل لبنان نحو 300 كاهن فقط يملك عدد ضئيل جدا منهم العلم النظري في اللاهوت وسائر العلوم الكنسية، بينما نجد الاخرين متدربين في الاهوت الادبي. وليس لدينا كهنة مثقفون ثقافة كاملة الا
نحو 50 كاهنا. اما الاساقفة فهم فقراء ولذلك فلا يستطيعون انشاء معاهد لتعليم كهنتهم مثل كهنة اللاتين. ان اساقفتنا يحملون ذواتهم احمالا ثقيلة لاجل تاسيس معاهد اكليريكية ولو صغيرة، او لاجل انما المعهد البطريركي ليستوعب بين جدرانه كل من يرغب في الانضمام الى الحياة الاكليركية الفاضلة
مع الاسف ان نشاطات المطارنة على رغم الجهود التي يبذلونها مشلولة بسبب ضالة الدراهم فقد كنت في فرنسا مسرورا بعملي العائد لفائدة الرابطة المارونية - الفرنسية التي كانت تقدم المساعدات المالية لابرشياتنا المسيحية وعملت تلميذا مخلصا للقاري الحبيب
رابعا: التمس من المجمع المقدس لنشر الايمان ان ينقذ شرفي وايماني وشرف امتي وبلادي. اذا كان بعض الحساد قد تامروا على شعب كريم يحبنا ويريد خيرنا ويعمل على اعانتنا، فكلمة واحدة من المجمع المقدس تقدر ان تعيد الينا شرفنا. ثم التمس ايضا من المجمع المقدس المذكور ان يشجعني على تحقيق مخطط جديد اراه مفيدا وضروريا للتعليم البيعي في لبنان. وهو اني ارغب في ان اجمع حولي كل الكهنة المثقفين ونؤلف رابطة تحت اشراف السيد البطريرك والسادة الاساقفة. ويكون لها مجلس خاص بها مؤلف من مدير ونائب مدير وامين صند وق، ومن اعضاء يعاهدون على الطاعة مدة سنة مجلس الادارة وتكون تحت حماية مجمع البروبوغنده، اما الاسقف الذي يحتاج الى مساعدة هذه الرابطة فيمكنه ان يتوجه بطلبه الى السيد البطريرك، وغبطته يوجه الينا مضمون الطلب، وحاجته الى كهنة. وعلى المجلس ان لا يرسل الا ثلاثة كهنة معا، ليبقى الاتحاد والوفاق سائدين في كل مكان، يتوجهون اليه بناء على طلب الاساقفة. ومن المفيد ان يجتمع كل اعضاء هذه الرابطة في احدى المدارس الكبرى حيث يلقي على المجتمعين كاهن عالم يسوعي المواعظ والارشادات اللازمة في شان التعليم
هذه افكاري في هذا الشان فاذا صادق المجمع المقدس عليها للعمل على تنفيذها، فليتكرم علينا بمشوراته وتشجيعاته، وبكتابة ايضا الى السيد البطريرك توصية بنا ليصار الى التنفيذ ويكون العمل جاريا بحسب ارادة المجمع المقدس والسلام
رومه في 3 شباط سنة 1879. ولدكم الخوري لويس زوين المقيم في دير الموارنة برومه
*
Alaam