الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

6 الى 15، من شهر ت 2 2022
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

6- أحد تقديس البيعة وتجديدها
                                          إنجيل القدّيس متّى 20-13:16
  «ومَن أَنا في قَولِكُم أَنتم؟»
    
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
7- الإثنين من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:17
  «أَظهَرتُ اسمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبتَهُم لي مِن بَينِ العالَم»
      
الكردينال جوزف راتزنغر(بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013)
8- الثلثاء من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها
                                          إنجيل القدّيس متّى 12-1:2
   
9- الأربعاء من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 19-14:17
  «لا أَسأَلُكَ أَن تُخرِجَهُم مِنَ العالَم بل أَن تَحفَظَهم مِنَ الشِّرِّير»
     الرسالة إلى دِيوغنيتُس (نحو 200)
10- الخميس من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 23-20:17
  «فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ»
      
للقدّيس يوحنّا كاسيان (360 - 435)، مؤسّس دير في مرسيليا
11- يوم الجمعة من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها   
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 26-24:17
  «يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون»
      
غيغ الكرتوزيّ (؟ - 1188)، رئيس دير الرهبانيّة الكرتوزيّة
12- السبت من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 21-15:15
  «لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم وأَقمتُكُم لِتَذهَبوا فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم»
      
البابا فرنسيس
13- أحد بشارة زكريّا 
                                          إنجيل القدّيس لوقا 25-1:1
  «وَسَتُصاب بِالخَرَس، فلا تَستَطيعُ الكلامَ إلى يَومَ يَحدُثُ ذلك، لأَنَّكَ لم تُؤمِنْ بِأَقوالي وهي سَتَتِمُّ في أَوانِها»
     أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ
14- عيد مار فيليبّس الرسول    (14 تشرين الثاني)    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 14-8:14
  «يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحَسْبُنا»
      
للقدّيس هيلاريوس (315 - 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة
15- الثلاثاء من أسبوع بشارة زكريّا    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 40-38:8
   
 
 
15    الثلاثاء من أسبوع بشارة زكريّا    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 40-38:8   
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 40-38:8
 
قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ لَدَى أَبِي، وأَنْتُم تَعْمَلُونَ بِمَا سَمِعْتُم مِنْ أَبِيكُم».
أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهيم». قَالَ لَهُم يَسُوع: «لَوْ كُنْتُم أَولادَ إِبْرَاهيم لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيم.
ولكِنَّكُم تَطْلُبُونَ الآنَ قَتْلِي، وأَنَا إِنْسانٌ كَلَّمْتُكُم بِٱلحَقِّ الَّذي سَمِعْتُهُ مِنَ الله. فَهذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيم.
 
 
14    عيد مار فيليبّس الرسول    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 14-8:14  
مار فيليبس الرسول - (14 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 14-8:14
 
قالَ فيليبُّس لِيَسوع: «يَا رَبّ، أَرِنَا الآبَ وحَسْبُنَا».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم كُلَّ هذَا الزَّمَان، يَا فِيلِبُّس، ومَا عَرَفْتَنِي؟ مَنْ رَآنِي رَأَى الآب، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْت: أَرِنَا الآب؟
أَلا تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا في الآب، وأَنَّ الآبَ فِيَّ؟ أَلكَلامُ الَّذي أَقُولُهُ لَكُم، لا أَقُولُهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلِ الآبُ المُقِيمُ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ أَعْمَالَهُ.
صَدِّقُونِي: أَنَا في الآبِ والآبُ فِيَّ. وإِلاَّ فَصَدِّقُوا مِنْ أَجْلِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وأَعْظَمَ مِنْهَا يَعْمَل، لأَنِّي أَنَا ذَاهِبٌ إِلى الآب.
كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن.
إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ.

 

«يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحَسْبُنا»
القدّيس هيلاريوس (315 - 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة،
الثّالوث، 7: 33-35

 

لم يترك لنا الرّب أيّ تعليم غامض أو غير واضح عن سرّ الملكوت... فلنستمع إليه وهو يكشف للرّسل عن المعرفة التامّة المتعلّقة بإيماننا، فقد قال: "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي. فلَو كُنتُم تَعرِفوني لَعَرفتُم أَبي أَيضاً... مَن رآني رأَى الآب. فكَيفَ تَقولُ: أَرِنا الآب؟ أَلا تُؤِمِنُ بِأَنِّي في الآبِ وأَنَّ الآبَ فيَّ؟" (يو 14: 6-9)... فالذي هو الطريق لم يدعنا نتوه في الدروب التي لا منافذ لها. فالحقّ لم يخبرنا بغير الحقّ. والّذي هو الحياة لم يسلّمنا إلى الخطأ المميت... "لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي"، فالطريق إلى الآب تمرّ بالابن.

"لَو كُنتُم تَعرِفوني لَعَرفتُم أَبي أَيضاً". نحن نرى الرّب يسوع بطبيعته الإنسانيّة، فكيف يمكننا بمعرفته أن نتعرّف إلى الآب؟ لقد أظهر الرّب يسوع الألوهيّة الكامنة في الآب عبر سرّ تجسّده من خلال ترتيب معيّن... "لَو كُنتُم تَعرِفوني لَعَرفتُم أَبي أَيضاً. مُنذُ الآنَ تَعرِفونَه وقَد رأَيتُموه". لقد ميّز بين زمن الرؤية وزمن المعرفة، لأنّه قال إنّنا نعرفه وقد رأيناه، وذلك لكي نحصل عبر هذا الاعتراف الزمنيّ على معرفة الطبيعة التي هي فيه.

لقد جعلت هذه الكلمات، غير المتوقّعة، القدّيس فيليبّس يضطرب. فهو يرى إنسانًا أمامه وهذا الإنسان يؤكّد له بأنّه ابن الله... وأكّد الرّب لفيليبّس بأنّه قد رأى الآب وأنّه يعرفه بكونه قد رآه. إنّ طبيعة فيليبّس الإنسانيّة المحدودة لم تسمح له بأن يفهم هذا التّأكيد... لهذا أجاب بأنّه لم ير الآب وقال: "يا ربّ، أَرِنا الآبَ". ليس ذلك لأنّه كان يرغب بأن يتأمّله بعينه البشريّة، لكنّه طلب أن يفهم من هو الّذي يراه أمامه... لقد كان طلبه أن يفهم أكثر ممّا هو أن يرى لذلك أضاف: "وحَسْبُنا"

 
 
13   أحد بشارة زكريّا   -     إنجيل القدّيس لوقا 25-1:1   
مار يوحنّا فم الذهب المعترف (407) - (13 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس لوقا 25-1:1
 
بِمَا أَنَّ كثيرينَ أَخَذُوا يُرَتِّبونَ رِوَايةً لِلأَحْدَاثِ ٱلَّتي تَمَّتْ عِنْدَنا،
كَمَا سَلَّمَها إِلَيْنَا مَنْ كَانُوا مُنْذُ البَدْءِ شُهُودَ عِيَانٍ لِلْكَلِمَة، ثُمَّ صَارُوا خُدَّامًا لَهَا،
رَأَيْتُ أَنا أَيْضًا، أَيُّهَا الشَّرِيفُ تِيُوفِيل، أَنْ أَكْتُبَها لَكَ بِحَسَبِ تَرْتِيِبهَا، بَعْدَما تَتَبَّعْتُهَا كُلَّها، مُنْذُ بِدَايَتِهَا، تَتَبُّعًا دَقيقًا،
لِكَي تَتَيَقَّنَ صِحَّةَ الكَلامِ الَّذي وُعِظْتَ بِهِ.
كَانَ في أَيَّامِ هِيرُودُس، مَلِكِ اليَهُودِيَّة، كَاهِنٌ ٱسْمُهُ زَكَرِيَّا، مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، لهُ ٱمْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ ٱسْمُها إِليصَابَات.
وكَانَا كِلاهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ الله، سَالِكَيْنِ في جَمِيعِ وصَايَا الرَّبِّ وأَحْكَامِه بِلا لَوْم.
ومَا كَانَ لَهُمَا وَلَد، لأَنَّ إِليصَابَاتَ كَانَتْ عَاقِرًا، وكَانَا كِلاهُمَا قَدْ طَعَنَا في أَيَّامِهِمَا.
وفِيمَا كَانَ زَكَرِيَّا يَقُومُ بِالخِدْمَةِ الكَهَنُوتِيَّةِ أَمَامَ الله، في أَثْنَاءِ نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ،
أَصَابَتْهُ القُرْعَة، بِحَسَبِ عَادَةِ الكَهَنُوت، لِيَدْخُلَ مَقْدِسَ هَيْكَلِ الرَّبِّ ويُحْرِقَ البَخُور.
وكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلِّي في الخَارِج، في أَثْنَاءِ إِحْرَاقِ البَخُور.
وَتَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِزَكَرِيَّا وَاقِفًا مِنْ عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ البَخُور،
فَٱضْطَرَبَ زَكَرِيَّا حِينَ رَآه، وٱسْتَولَى عَلَيْهِ الخَوف.
فقَالَ لهُ المَلاك: «لا تَخَفْ، يَا زَكَرِيَّا، فَقَدِ ٱسْتُجيبَتْ طِلْبَتُكَ، وَٱمْرَأَتُكَ إِلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يُوحَنَّا.
ويَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَٱبْتِهَاج، ويَفْرَحُ بِمَوْلِدِهِ كَثِيرُون،
لأَنَّهُ سَيَكُونُ عَظِيمًا في نَظَرِ الرَّبّ، لا يَشْرَبُ خَمْرًا ولا مُسْكِرًا، وَيَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ وَهُوَ بَعْدُ في حَشَا أُمِّهِ.
ويَرُدُّ كَثِيرينَ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ إِلى الرَّبِّ إِلهِهِم.
ويَسيرُ أَمَامَ الرَّبِّ بِرُوحِ إِيلِيَّا وقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلى الأَبْنَاء، والعُصَاةَ إِلى حِكْمَةِ الأَبْرَار، فيُهيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُعَدًّا خَيْرَ إِعْدَاد».
فقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاك: «بِمَاذَا أَعْرِفُ هذَا؟ فإِنِّي أَنَا شَيْخٌ ، وٱمْرَأَتي قَدْ طَعَنَتْ في أَيَّامِهَا!».
فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لهُ: «أَنَا هُوَ جِبْرَائِيلُ ٱلوَاقِفُ في حَضْرَةِ الله، وقَدْ أُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وأُبَشِّرَكَ بِهذَا.
وهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا، لا تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّم، حَتَّى اليَوْمِ الَّذي يَحْدُثُ فِيهِ ذلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تُؤْمِنْ بِكَلامِي الَّذي سَيَتِمُّ في أَوَانِهِ».
وكَانَ الشَّعْبُ يَنْتَظرُ زَكَرِيَّا، ويَتَعَجَّبُ مِنْ إِبْطَائِهِ في مَقْدِسِ الهَيْكَل.
ولَمَّا خَرَجَ زَكَريَّا، لَمْ يَكُنْ قَادِرًا أَنْ يُكَلِّمَهُم، فأَدْرَكُوا أَنَّهُ رَأَى رُؤْيَا في المَقْدِس، وكَانَ يُشيرُ إِلَيْهِم بِالإِشَارَة، وبَقِيَ أَبْكَم.
ولَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ، مَضَى إِلى بَيْتِهِ.
وبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، حَمَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ إِلِيصَابَات، وكَتمَتْ أَمْرَهَا خَمْسَةَ أَشْهُر، وهِيَ تَقُول:
هكَذا صَنعَ الرَّبُّ إِليَّ، في الأَيَّامِ الَّتي نَظَرَ إِليَّ فِيهَا، لِيُزيلَ العَارَ عَنِّي مِنْ بَيْنِ النَّاس!.

 

«وَسَتُصاب بِالخَرَس، فلا تَستَطيعُ الكلامَ إلى يَومَ يَحدُثُ ذلك، لأَنَّكَ لم تُؤمِنْ بِأَقوالي وهي سَتَتِمُّ في أَوانِها»
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ،
تأمّل حول إنجيل القديس يوحنّا، 2

 

ليس الصوت والكلمة بالنّسبة إلينا الشيء نفسه، لأنّ الصوت قد يُسمع من دون أن يحمل معنى، من دون كلمة، والكلمة يمكن أيضًا أن تنتقل إلى الرُّوح من دوت صوت، كما في مسار تفكيرنا. كذلك بما أن المخلّص هو الكلمة...، يختلف عنه يوحنّا بأنّه الصوت، بالمقارنة مع الرّب يسوع المسيح الذي هو الكلمة. هذه هي الإجابة التي يعطيها يوحنّا بنفسه لأولئك الذين يسألونه عن هويّته: "أَنا صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ" (يو 1: 23).

ربّما لهذا السبب، ولأنّ زكريّا شكّك في ولادة هذا الصوت الذي يجب أن يكشف كلمة الله، فقد صوته ولم يستعده إلاّ حين وُلد هذا الصوت الذي يبشّر بالكلمة (راجع لو 1: 64). فحتّى تتمكّن النّفس من أن تفهم الكلمة التي يقصدها الصوت، يجب عليها الإصغاء إلى هذا الصوت. لهذا السبب أيضًا، فإنّ يوحنّا -بتاريخ ميلاده- أكبر بقليل من الرّب يسوع؛ في الواقع، نرى الصوت قبل الكلمة. يشير يوحنا بذلك إلى الرّب يسوع المسيح، لأنّ الكلمة ظهرت بواسطة الصوت. اعتمد الرّب يسوع المسيح أيضًا على يد يوحنّا، الذي أقر بدوره أنّه هو الّذي بحاجة إلى العماد عن يد الرّب وليس العكس (راجع مت 3: 14) ... باختصار، حين أظهر يوحنّا المسيح، فإنّه إنسانٌ يُظهِر الله، المخلّص الروحيّ؛ إنّه صوت يُظهِر كلمة الله...

 
 
12    السبت من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 21-15:15   
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 21-15:15
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي.
لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي.
بِهذَا أُوصِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا.
إِنْ يُبْغِضْكُمُ العَالَم، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُم.
لَوْ كُنْتُم مِنَ العَالَمِ لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ مَا هُوَ لَهُ. ولكِنْ، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَم.
تَذَكَّرُوا الكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُم أَيْضًا. وإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَوْفَ يَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُم أَيْضًا.
غَيرَ أَنَّهُم سَيَفْعَلُونَ بِكُم هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لأَنَّهُم لا يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي.

 

«لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم وأَقمتُكُم لِتَذهَبوا فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم»
البابا فرنسيس،
الإرشاد الرّسولي "فرح الإنجيل (Evangelii Gaudium)"، العدد 264

 

إنّ اللقاء الشخصيّ مع حبّ الرّب يسوع هو الّذي يخلّصنا: فالحافز الأوّل للتبشير هو حبّ الرّب يسوع الّذي نلناه، كما أنّ اختبارنا بأنّه يخلّصنا يدفعنا على أن نحبّه دائمًا أكثر. لكن، ما هو هذا الحبّ الّذي لا يشعر بضرورة التحدّث عن المحبوب، وإظهاره والتعريف به؟ إن كنّا لا نشعر بالرغبة العارمة في أن نُعرِّف به، فمن الضروريّ أن نتفرّغ بعض الوقت فنطلب إليه في الصلاة كي يأتي ويغوينا، إذ إنّنا بحاجة إلى أن نتوسّل إليه يوميًّا، وأن نستجدي نعمته كي يفتح قلبنا البارد ويهزَّ حياتنا الفاترة والسطحيّة.

وإذ نقف بحضرته، والقلب مفتوح، مستسلمين كي يتأمّل هو فينا، نشعر بتلك النظرة المحبِّة الّتي اكتشفها نَتَنائيلَ يوم حضر الرّب يسوع وقال له: "قبلَ أَن يَدعوَكَ فيلِبُّس وأَنتَ تَحتَ التِّينَة، رأَيتُك" (يو 1: 48). ما أعذب أن يكون المرء أمام المصلوب، أو راكعًا أمام القربان، وتحت نظر الربّ فقط! كم من الخير يعود علينا بأن يأتي ويلامس وجودنا ويحثّنا على منح حياته الجديدة! وبالتالي ما يحدث في النهاية، هو أن "ذاكَ الَّذي رَأَيناه وسَمِعناه، نُبَشِّرُكم بِه أَنتم أَيضًا"(1يو 1: 3).

إنّ أفضل حافزٍ كي نصمّم على التّبشير بالإنجيل هو أن نتأمّل فيه بمحبّة، وأن نمضي وقتًا في قراءة صفحاته، وأن نقرأه بواسطة قلوبنا. إن قاربناه بهذا الطريقة سنفاجأ بجماله وسيغوينا مجدّدًا. إذًا إنّه من المُلِحّ أن نكتسب روحًا تأمليًّا يسمح لنا كلّ يوم بإعادة اكتشاف أنّا مؤتمنون على خيرٍ يؤنسن ويساعد على عيش حياة جديدة. لا شيء أفضل منها ينقل للآخرين.

 
 
11    يوم الجمعة من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 26-24:17   
مار ميناس ورفاقه الشهداء (301) , مار مرتينوس المعترف - (11 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 26-24:17
 
قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أبتِ، إِنَّ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي أُريدُ أَنْ يَكُونُوا مَعِي حَيْثُ أَكُون، لِيُشَاهِدُوا مَجْدِيَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ العَالَم.
يَا أَبَتِ البَارّ، أَلعَالَمُ مَا عَرَفَكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وهؤُلاءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
وقَدْ عَرَّفْتُهُمُ ٱسْمَكَ وسَأُعَرِّفُهُم، لِتَكُونَ فِيهِمِ المَحَبَّةُ الَّتِي بِهَا أَحْبَبْتَنِي، وأَكُونَ أَنَا فِيهِم».

 

«يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون»
غيغ الكرتوزيّ (؟ - 1188)، رئيس دير الرهبانيّة الكرتوزيّة،
التأمّل رقم 10



يجب أن نتبع الرّب يسوع المسيح وأن نلتصق ب، وألاّ نتركه حتّى الموت. وكما قال أليشاع لسيّده: "حَيّ الرَّبُّ وحيَةٌ نَفسُكَ! إِنِّي لا أفارِقُكَ" (2مل 2: 2) ... فلنتبع إذًا الرّب يسوع المسيح ولنتمسّك به! يقول صاحب المزامير: "لي أنا يَطيبُ التَّقربُ إِلى اللّه..." (مز73[72]: 28) ويزيد على ذلك قائلاً: "عَلِقَت بِكَ نَفْسي ويَمينُكَ سَانَدَتني" (مز63[62]: 9). وأضاف القدّيس بولس: "ومَنِ اتَّحَدَ بِالرَّبّ فقَد صارَ وإِيَّاهُ رُوحًا واحِدًا" (1كور 6: 17). لا نصبح جسدًا واحدًا فقط، إنّما روحًا واحدًا أيضًا. عَبْرَ روح الرّب يسوع المسيح، يعيش جسده كلّه؛ ومن خلال جسد الرّب يسوع المسيح، نصل إلى روحه. ثابِر إذًا على إيمانك بجسد المسيح، وستتّحد معه بالرُّوحِ ذات يوم. فأنت متّحد أصلاً بجسده من خلال الإيمان؛ ومن خلال الرؤية، تصبح أيضًا متّحدًا بروحه. هذا لا يعني أنّنا سنرى بدون جسد من العلى، بل أجسادنا أنفسها ستكون روحانيّة (راجع 1كور 15: 44).

قال الرّب يسوع المسيح: "فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك فَلْيكونوا هُم أَيضاً فينا لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني" (يو 17: 21). هذه هي الوحدة من خلال الإيمان. ثمّ أضاف: "أَنا فيهِم وأَنتَ فِيَّ لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني" (يو17: 23)؛ هذه هي الوحدة من خلال الرؤية.

ها هي الطريقة لنتغذّى روحيًّا من جسد الرّب يسوع المسيح: نؤمن إيمانًا طاهرًا به، ونبحث دائمًا بالتأمل المتواصل عن محتوى هذا الإيمان، ونجد ما نبحث عنه بالعقل، ونحبّ بشغف اكتشافنا، ونقتفي قدر المستطاع آثار ذاك الذي أحبَبناه؛ ومن خلال اقتفاء أثره، نتقرّب منه باستمرار لبلوغ الاتّحاد الأبديّ.

 
 
10    الخميس من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 23-20:17   
مُرت مورا المعترفة - (1 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 23-20:17
 
قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أبتِ، لا أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاءِ وَحْدَهُم، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذينَ بِفَضْلِ كَلِمَتِهِم هُمْ مُؤْمِنُونَ بِي.
لِيَكُونُوا كُلُّهُم وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ فيَّ، يَا أَبَتِ، وأَنَا فِيك، لِيَكُونُوا هُم أَيضًا وَاحِدًا فِينَا، لِكَي يُؤْمِنَ العَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
أَنَا وَهَبْتُ لَهُمُ المَجْدَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد.
أَنَا فِيهِم، وأَنْتَ فيَّ، لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ في الوَحْدَة، فَيَعْرِفَ العَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي، وأَنَّكَ أَحْبَبْتَهُم كَمَا أَحْبَبْتَنِي.

 

«فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ»
القدّيس يوحنّا كاسيان (360 - 435)، مؤسّس دير في مرسيليا،
محاضرات، المحاضرة 10: 6-7



لقد صلّى مخلّصنا هذه الصلاة لأبيه من أجل تلاميذه: "لِتَكونَ فيهمِ المَحبَّةُ الَّتي أَحبَبتَني إِيَّاها وأَكونَ أَنا فيهِم"؛ وأيضًا: "فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك". إنّ هذه الصّلاة تتحقّق كاملةً فينا عندما يمرّ الحبّ الكامل الّذي "أحبّنا فيه الله أوّلاً" (1يو4: 10) في حركة قلبنا نفسها بحسب غاية صلاة ربّنا هذه...

يحصل ذلك عندما نكرّس كلّ حبّنا، كلّ رغبتنا، كلّ قوانا، كلّ سعينا، كلّ فكرنا، كلّ ما نعيشه، وكلّ ما نتكلّم عنه، كلّ ما نتنفّسه، لله وحده؛ عندما تمرّ الوحدة الموجودة بين الآب والابن وبين الابن والآب في نفسنا وفي قلبنا – أي عندما نقتدي بالمحبّة الحقيقيّة، الطاهرة والأبديّة الّتي يحبّنا إيّاها، نصبح متّحدين معه نحن أيضًا في محبّة مستمرّة وثابتة، ومتعلّقين به لدرجة أنّ كلّ تنفّسنا، كلّ فكرنا، كلّ لغتنا لا تكون إلاّ هو. هكذا، نصل إلى الغاية... الّتي تمنّى الربّ في صلاته أن يراها تتمّ فينا: "فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك... لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني... يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون".

هذا ما هو مُعَدٌّ لِمَن يُصلّي في الوَحدة، وهذا ما يجب أن يوجِّه إليه كلَّ جهوده: أن ينال نعمة الحصول، منذ هذه الحياة، على تصوّر للنّعيم المستقبليّ، وعلى تذوُّق مُسبَق، في جسده المائت، لحياة السماء ومجدها.

 
 
9    الأربعاء من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 19-14:17   
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 19-14:17
 
قالَ الرَبُّ يَسوع: « يا أبتِ، أَنَا وَهَبْتُ لَهُم كَلِمَتَكَ، فَأَبْغَضَهُمُ العَالَم، لأَنَّهُم لَيْسُوا مِنَ العَالَم، كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ العَالَم.
لا أَسْأَلُ أَنْ تَرْفَعَهُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُم مِنَ الشِّرِّير.
هُمْ لَيْسُوا مِنَ العَالَم، كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ العَالَم.
قَدِّسْهُم في الحَقّ. كَلِمَتُكَ هِيَ الحَقّ.
كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلى العَالَم، أَنَا أَيْضًا أَرْسَلْتُهُم إِلى العَالَم.
وأَنَا أُقَدِّسُ ذَاتِي مِنْ أَجْلِهِم، لِيَكُونُوا هُم أَيْضًا مُقَدَّسِينَ في الحَقّ.

 

«لا أَسأَلُكَ أَن تُخرِجَهُم مِنَ العالَم بل أَن تَحفَظَهم مِنَ الشِّرِّير»
الرسالة إلى دِيوغنيتُس (نحو 200)،
§ 5-6

 

لا يتميّزُ المسيحيّون عن سائر البشر لا ببلادِهم، ولا بلغَتِهم ولا بلباسِهم. فهم لا يقطنونَ مدنًا خاصّة بهم، ولا ينطقونَ بلهجة مميّزة، ولا غرابة في نمط حياتهم. لم تنبعِثْ عقيدتُهم من مخيّلة متحّررة تابعة لعقليّات منفعلة. فهم لم يتبنّوا، كآخَرين كثيرين، عقيدة بشريّة ساذجة.

إذاً، فهم يسكنونَ المدن اليونانيّة أو مدن البرابرة، متكيّفين مع الظروف؛ كما أنّهم يتبعونَ التقاليد المحليّة فيما يختصّ باللباس والطعام والعادات. رغم ذلك، فهم يشهدونَ جليًّا بنمط عيش يخرجُ عن المألوف. كلٌّ منهم يسكن وطنه الخاصّ، لكنّهم بأجمعهم كعابري طريق. يُؤدّون واجباتهم كلّها كمواطنين أصيلين، لكنّهم يتحمّلون كلّ شيء كأنّهم غرباء. كلُّ أرض غريبة هي وطنهم، وكلُّ وطن هو أرض غريبة... يعيشونَ في الجسد، ولكن ليس حسب الجسد (2كور 10: 3؛ رو 8: 12-13). يمضونَ حياتهم على الأرض، لكنّ مدينتهم هي في السماء (في 3: 20؛ عب11: 13-14). يخضعونَ للشرائع العامّة، لكنّ نمط عيشهم يتجاوز الشريعة.

يحبّونَ جميع البشر، لكنّ الكلّ يضطهدُهم. لا يجدونَ التقدير، بل يُحكمُ عليهم ويُقتَلون؛ وهكذا ينتقلونَ إلى الحياة الحقيقيّة. هم فقراء، لكنّهم يُغنونَ الكثيرين؛ ينقصُهم الكثير، لكنّهم يُكثرون في كلِّ شيء. عند الإهانة، يُبارِكون؛ وعند الشتيمة، يُكرِمون الآخرين. باختصار نقول: كما النفس في الجسد، هكذا المسيحيّون في هذا العالم

 
 
8    الثلثاء من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 13-9:17   
ميخائيل رئيس الملائكة - (8 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 13-9:17
 
قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أَبتِ، أَنَا مِنْ أَجْلِهِم أَسْأَل. لا أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ العَالَم، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي، لأَنَّهُم لَكَ.
وكُلُّ مَا هُوَ لي، هُوَ لَكَ، ومَا هُوَ لَكَ، هُوَ لي، ولَقَدْ مُجِّدْتُ فِيهِم.
أَنَا لَسْتُ بَعْدُ في العَالَم، وهُم لا يَزَالُونَ في العَالَم، وأَنَا آتِي إِلَيْك. يَا أَبَتِ القُدُّوس، إِحْفَظْهُم بِٱسْمِكَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد.
لَمَّا كُنْتُ مَعَهُم كُنْتُ أَحْفَظُهُم بِٱسْمِكَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي. سَهِرْتُ عَلَيْهِم فَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُم سِوَى ٱبْنِ الهَلاك، لِيَتِمَّ الكِتَاب.
أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْك. وأَتَكَلَّمُ بِهذَا وأَنَا في العَالَم، لِيَكُونَ فَرَحِي مُكْتَمِلاً فِيهِم.
 
 
7    الإثنين من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:17   
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:17
 
رَفَعَ يَسوعُ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاءِ وقَال: «يَا أَبَتِ، قَدْ حَانَتِ السَّاعَة! مَجِّدِ ٱبْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ الٱبْن،
ويَهَبَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ وَهَبْتَهُم لَهُ، لأَنَّكَ أَوْلَيْتَهُ سُلْطَانًا على كُلِّ بَشَر.
والحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ هِيَ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الوَاحِدَ الحَقّ، ويَعْرِفُوا الَّذي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ المَسِيح.
أَنَا مَجَّدْتُكَ في الأَرْض، إِذْ أَتْمَمْتُ العَمَلَ الَّذي وَكَلْتَ إِليَّ أَنْ أَعْمَلَهُ.
فَٱلآن، يَا أَبَتِ، مَجِّدْنِي لَدَيْكَ بِٱلمَجْدِ الَّذي كَانَ لي عِنْدَكَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ العَالَم.
أَظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي مِنَ العَالَم. كَانُوا لَكَ، فَوَهَبْتَهُم لي، وقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ.
والآنَ عَرَفُوا أَنَّ كُلَّ مَا وَهَبْتَهُ لي هُوَ مِنْكَ،
لأَنَّ الكَلامَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي قَدْ وَهَبْتُهُ لَهُم، وهُمْ قَبِلُوه، وعَرَفُوا حَقًّا أَنِّي مِنْ لَدُنْكَ خَرَجْتُ، وآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.

 

«أَظهَرتُ اسمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبتَهُم لي مِن بَينِ العالَم»
الكردينال جوزف راتزنغر(بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013)،
إله يسوع المسيح (Der Gott Jesu Christi )

 

ماذا يعني اسمُ الله؟... في كتاب الرؤيا، إنّ عدوّ الله، الوحش، لا يحمل اسمًا بل عددًا: 666 (راجع رؤ 13: 18). الوحش عدد وهو يحوِّل إلى أعداد. نحن نعلم ما يعنيه هذا، نحن الّذين اختبرنا عالَم معسكرات الاعتقال؛ فرهبتها في الحقيقة هي في مَحو الوجوه... أمّا الله، فلديه أسماء وهو ينادي بِاسم. هو إنسان ويبحث عن الإنسان. له وجه ويبحث عن وجهنا. له قلب ويبحث عن قلبنا. بالنسبة إليه، نحن لسنا وظائف في جهاز العالم الكبير، بل إنّ الّذين لا وظيفة لهم هم خاصّته. الاسم هو إمكانيّة أن تُنادَى، هو المشاركة.

لهذا السبب، فإنّ الرّب يسوع المسيح هو موسى الحقيقيّ، هو إتمام إظهار الاسم. فهو لم يأتِ ليحمل كلمة جديدة كَاسم، بل عمل أكثر من ذلك: فهو ذاته وجه الله؛ هو ذاته اسم الله. وهو حتّى الامكانيّة الّتي يملكها لله في أن يُدعى "أنتَ"، في أن يُدعى كإنسان، كقلب. إنّ اسمه الخاصّ "يسوع" يعطي معنًى لاسم العلّيقة المشتعلة الغامض (راجع خر 3: 14)؛ والآن يظهر جليًّا أنّ الله لم ينتهِ من الكلام، بل هو علّق حديثه مؤقّتًا. فاسم يسوع يحتوي كلمة "يهوَه" في صيغتها العبريّة ويضيف عليها شيئًا آخَر: "الله يخلّص". كلمة يهوَه، أي "أنا هو الّذي هو"، تعني الآن، انطلاقًا من يسوع: "أنا هو الّذي يخلّصكم". فكيانه خلاص.

 
 
6    أحد تقديس البيعة وتجديدها    -     إنجيل القدّيس متّى 20-13:16   
 
    إنجيل القدّيس متّى 20-13:16
 
جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.

 

«ومَن أَنا في قَولِكُم أَنتم؟»
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى  2013،
الإرشاد الرسولي: سرّ المحبّة (Sacramentum caritatis)، العدد 77

 

يجب الاعتراف بأنّ أحد أخطر تأثيرات العلمانيّة (في المجتمع) يتمثّل بواقعة حصر الإيمان المسيحي ضمن هوامش الوجود، كأنّ هذا الإيمان غير مجدٍ في كلّ ما يتعلّق بالحياة اليوميّة للبشر. إنّ فشل نمط الحياة الّذي يعتبر "أنّ الله غير موجود" أصبح الآن واضحًا أمام عيون الجميع. لذلك، أصبح ضروريًّا اليوم إعادة اكتشاف أنّ الرّب يسوع المسيح ليس مجرّد قناعة شخصيّة أو عقيدة نظريّة، بل هو شخص واقعي، أدّى دخوله في التاريخ إلى تجديد حياة الجميع.

لذا، فإنّ الإفخارستيا، كمنبع وكقمّة لحياة الكنيسة ولمهمّتها، يجب أن تُترجم من خلال الرُّوحانيّة، ومن خلال الحياة "وفقًا للرُّوح" (راجع رو 8: 4؛ غل 5: 16+25). بالفعل، إنّه لأمر معبّر أن يقوم القدّيس بولس، في المقطع من الرسالة إلى أهل رومة حيث يدعو إلى عيش العبادة الرُّوحيّة الحقيقيّة، بالتذكير في الوقت عينه بضرورة تغيير نمط العيش والتفكير: "لا تَتشَبَّهُوا بِهذِه الدُّنيا، بل تَحَوَّلوا بِتَجَدُّدِ عُقولِكم لِتَتَبيَّنوا ما هي مَشيئَةُ الله، أَي ما هو صالِحٌ وما هو مَرْضِيٌّ وما هو كامِل" (رو 12: 2). بهذه الطريقة، أشار رسول الأمم إلى الرّابط بين العبادة الروحيّة الحقيقيّة (رو 12: 1)، وضرورة إيجاد طريقة جديدة لفهم الوجود ولإدارة الحياة. إنّ تجديد طريقة التفكير هو جزء لا يتجزّأ من الشكل الإفخارستي للحياة المسيحيّة، "فإِذا تَمَّ ذلِكَ لم نَبْقَ أَطْفالاً تَتقاذَفُهم أَمْواجُ المَذاهِب" (أف 4: 14).

 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003