الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

16 الى 31، من شهر ك 2 2023
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

16- عيد تكريم سلاسل مار بطرس الرسول     (16 كانون الثاني)
                                          إنجيل القدّيس متّى 28-24:16
  «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني»
      
كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر
17- الثلاثاء من الأسبوع الثاني بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5
   
18- الأربعاء من الأسبوع الثاني بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس متّى 25-18:4
   
19- الخميس من الأسبوع الثاني بعد الدنح  
                                          إنجيل القدّيس متّى 13-9:9
  «ٱتبَعني!»
      
للقدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 - 735)، راهب وملفان الكنيسة
20- يوم الجمعة من الأسبوع الثاني بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس متّى 38-35:9
  «كانَ يسوعُ يَسيرُ في جَميعِ المُدُنِ... ويَشفِي النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة» (مت 9: 35)
      
للقدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
21- السبت من الأسبوع الثاني بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس متّى 6-1:10
  سرّ الدعوة
      
للقدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة
22- الأحد الثالث بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح لنيقوديمس وللشعب اليهوديّ 
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 16-1:3
  «مَولودُ الرُّوحِ يَكونُ روحًا»
      
للكاردينال شارل جورنيه (1891 - 1975)، لاهوتي
23- الاثنين من الأسبوع الثالث بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 16-1:5
  «فقالَ له يسوع: قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وامشِ»
      
للقدّيس رومانُس المرنِّم (؟ - نحو 560)، مؤلِّف أناشيد
24- الثلاثاء من الأسبوع الثالث بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 12-1:9
   
25- عيد إيمان بولس الرسول      (25 كانون الثاني)
                                          إنجيل القدّيس متّى 16-1:20
  عَمَلَة كرم الرب
      
للقدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 - 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
26- الخميس من الأسبوع الثالث بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 41-26:9
  «فيكَ قال قلبي: التمسْ وجهَه... لا تحجبْ وجهك عنّي» (مز27[26]: 8-9)
      
غييوم دو سان تييري (نحو 1085 - 1148)، راهب بِندِكتي ثمّ سِستِرسيانيّ
27- يوم الجمعة من الأسبوع الثالث بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 52-40:7
  «فوقَعَ بَينَ الجَمعِ خِلافٌ في شأنِه»
      
للقدّيس ثيوفيلُس الأنطاكيّ (؟ - نحو 186)، أسقف
28- عيد مار إفرام السريانيّ، كنّارة الروح القدس      (28 كانون الثاني)       
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:15
  «مَن ثَبَتَ فيَّ وثَبَتُّ فيه فَذاكَ الَّذي يُثمِرُ ثَمَراً كثيراً»
       
جان تولير (نحو 1300 - 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ
29- أحد الأحبار والكهنة الراقدين      
                                          إنجيل القدّيس لوقا 48-42:12
  «مَن تُراهُ الوَكيلَ الأَمينَ العاقِلَ الَّذي يُقيمُه سَيِّدُه على خَدَمِه لِيُعطِيَهم وَجبَتَهُم مِنَ الطَّعامِ في وَقْتِها؟»
      
للقدّيس فولجنتيوس (467 - 532)، أسقف روسب في إفريقيا الشماليّة
30- الاثنين من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين
                                          إنجيل القدّيس متّى 28-24:16
  «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني»
      
كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر
31- الثلاثاء من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين
                                          إنجيل القدّيس متّى 5-1:18
  «هكذا لا يَشاءُ أَبوكمُ الَّذي في السَّمَواتِ أَن يَهلِكَ واحِدٌ من هَؤلاءِ الصَّغار»
      
للقدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150- نحو 215)، لاهوتيّ
 
 
31    الثلاثاء من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين     -     إنجيل القدّيس متّى 5-1:18    
مار يوحنّا بوسكو المعترف - (31 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس متّى 5-1:18
 
في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟».
فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم،
وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.
فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.
ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.

 

«هكذا لا يَشاءُ أَبوكمُ الَّذي في السَّمَواتِ أَن يَهلِكَ واحِدٌ من هَؤلاءِ الصَّغار»
القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150- نحو 215)، لاهوتي،
المربّي، 1: 53-56

 

تسمّينا الكتب المقدّسة "أطفالاً"؛ عندما نتبع الرّب يسوع المسيح، نحصل على اسم "الصّغار" (مت 18: 3؛ 19: 13؛ يو 21: 5)... فمن هو معلّمنا، ومربّينا نحن الصّغار؟ إنّ اسمه يسوع. يطلق على نفسه اسم الرّاعي؛ ويدعو ذاته "الرّاعي الصّالح" (يو 10: 11). يقوم بالمقارنة بين الرّعاة الّذين يرشدون خرافهم وهو المربّي الّذي يوجّه الصّغار، الرّاعي الّذي يهتمّ بالصّغار، ويقارنهم لبساطتهم بالخراف. "فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد" (يو 10: 16). فمربّينا هو بالطّبع الكلمة، كلمة الله، لأنّه يقودنا نحو الخلاص. هذا ما قاله بوضوح على لسان النّبيّ هوشع: "أنا أؤدّبهم" (هو 5: 2).
أمّا تربيته فتتجلّى في الدّين: يعلّمنا خدمة الله ويدرّبنا على معرفة الحقيقة ويقودنا مباشرة إلى السّماء... يقود البحّار السّفينة من أجل أن يوصل الرّكّاب إلى ميناء الخلاص؛ وكذلك يرشد مربّينا أطفال الله إلى أسلوب الحياة الّذي يقود إلى الخلاص، بفضل اهتمامه بنا... فمن يقودنا إذًا هو الله القدّوس، الرّب يسوع، كلمة الله، مرشد البشريّة جمعاء؛ الله بذاته يقودنا، بمحبّته لنا... خلال الخروج، قال عنه الرّوح القدس: "يَجِدُه في أَرضِ بَرِّيَّة وفي صِياحِ خَواءٍ وَحشِيّ. يُحيطُ ويَعتني بِه ويَحفَظُه كإِنْسانِ عَينه. كالعُقابِ الَّذي يُثيرُ عُشَّه وعلى فِراخِه يُرَفرِف. يَبسُط جَناحَيه فيَأخُذُه وعلى ريشهِ يَحمِلُ. الرَّبُّ وَحدَه يَهْديه ولَيسَ معَه إِلهٌ غريب" (تث 32: 10-12).
 
 
30    الاثنين من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين     -     إنجيل القدّيس متّى 28-24:16    
 
    إنجيل القدّيس متّى 28-24:16
 
قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».

 

«مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني»
كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر،
الكتاب الثّاني، الفصل 12

 

إن حملت الصليب طوعًا، حملك هو، وسار بك إلى الغاية المشتهاة، حيث انتهاء الألم – لكن ذلك لن يكون في هذه الحياة؛ وإن حملته مُكرَهًا، فقد حملت حملًا يزيد في أثقالك، ومع ذلك فلا بدّ لك من حمله. وإن أطرحت صليبًا، وجدت بلا شكّ صليبًا آخر، وقد يكون أثقل منه.
أتظنّ، أنت، أنّك تستطيع أن تتملّص ممّا لم يستطع أيُّ بشرٍ أن يفلت منه؟ مَن مِن القدّيسين خلا، في حياته، من صليبٍ ومَضايق؟ فحتّى ربّنا يسوع المسيح، لم يكن مُجرّدًا ولو لساعةٍ واحدة في حياته كلّها من معاناة الآلام. أليس هو من قال: "أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه؟" (لو 24: 46 وما يليها). فكيف تطلب أنت طريقًا أُخرى، غير هذه الطريق المَلَكيّة، طريق الصّليب المقدّس؟...
غير أن الإنسان المبتلى بمثل هذه المحن الكثيرة، لا يكون بغير تعزيةٍ تخفّفها، لأنّه يشعر بتزايد الثمار العظيمة، الناتجة من احتمال الصليب. فإنّه عندما يخضع للصليب طوعًا، ينقلب كلّ ثقل الشدائد ثقةً بالتعزية الإلهيّة... على أنّ ذلك لا يتمّ بقدرة الإنسان، بل بنعمة الرّب يسوع المسيح، الّتي لها من القوّة والفعل في الجسد الضعيف، ما يجعله يُقبِل، بحرارة الرُّوح، على ما كان يتجنّب دائمًا، فيحبّه بعد إذ كان يكرهه بطبعه.
ليس من طبع الإنسان حمل الصليب وحبّ الصليب... فإن نظرت إلى نفسك، فأنت لا تستطيع بذاتك شيئًا من ذلك، لكنّك إن اتّكلت على الربّ، تُعطَى القوّة من السماء، فيخضع لسلطانك العالم والجسد. بل إنّك لا تخاف حتّى عدوّك إبليس، إن كنت متسلّحًا بالإيمان، ومتّسمًا بصليب الرّب يسوع المسيح.
 
 
29    أحد الأحبار والكهنة الراقدين     -     إنجيل القدّيس لوقا 48-42:12    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 48-42:12
 
قَالَ الرَّبُّ يِسُوع: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟
طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!
حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.
أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر،
يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين.
فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا.
أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.

 

«مَن تُراهُ الوَكيلَ الأَمينَ العاقِلَ الَّذي يُقيمُه سَيِّدُه على خَدَمِه لِيُعطِيَهم وَجبَتَهُم مِنَ الطَّعامِ في وَقْتِها؟»
القدّيس فولجنتيوس (467 - 532)، أسقف روسب في إفريقيا الشماليّة،
العظة الأولى

 

لتحديد دور الخَدَم الذين وضعهم على رأس شعبه، قال الربّ هذه الكلمة التي نقلها الإنجيل: "مَن تُراهُ الوَكيلَ الأَمينَ العاقِلَ الَّذي يُقيمُه سَيِّدُه على خَدَمِه لِيُعطِيَهم وَجبَتَهُم مِنَ الطَّعامِ في وَقْتِها؟ طوبى لِذلِكَ الخادِمِ الَّذي إِذا جاءَ سَيِّدُه وَجَدَه مُنصَرِفاً إِلى عَمَلِه هذا”. مَن هو هذا السيّد، يا إخوتي؟ بدون أيّ شك، إنّه الرّب يسوع المسيح الذي قال لتلاميذه: " أَنتُم تَدعونَني المُعَلِّمَ والرَّب وأَصَبتُم فيما تَقولون، فهكذا أَنا" (يو 13: 13). ومَن هي أسرته؟ إنّها بالتأكيد تلك التي افتداها الربّ بنفسه من أيدي العدو وتملّكها. هذه الأسرة هي الكنيسة المقدّسة والجامعة التي تنتشر بخصوبة مدهشة في كلّ أنحاء العالم وتتمجّد لأنّها افتُدِيت بثمن دم الرّب يسوع المسيح...
لكن مَن هو الوكيل الأمين العاقل؟ لقد أظهره لنا القدّيس بولس حين قال، متحدّثًا عن نفسه وعن رفاقه: " فلْيَعُدَّنا النَّاسُ خَدَماً لِلمسيح ووُكَلاءَ أَسرارِ الله، وما يُطلَبُ آخِرَ الأَمرِ مِنَ الوُكَلاءِ أَن يَكونَ كُلٌّ مِنهُم أَمينًا" (1كور 4: 1-2). وحتّى لا يفكّر أحد منّا في أنّ الرسل وحدهم أصبحوا وكلاء، أو حتّى لا يتخلّى الخادم الكسول وغير الوفيّ عن الصراع الروحيّ ويخلد للنوم، أظهر الرَّسول القدّيس أنّ الأساقفة هم أنفسهم وكلاء: فقد قال: "إِنَّ الأُسقُفَ، وهو وَكيلُ الله، يَجِبُ أَن يَكون بَريئًا مِنَ اللَّوم" (تي 1: 7). نحن إذًا خَدَم ربّ العائلة ووكلاء الربّ، وقد حصلنا على الوزنة لنقوم بتوزيعها.
 
 
28    عيد مار إفرام السريانيّ، كنّارة الروح القدس     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:15    
عيد مار إفرام السريانيّ، كنّارة الروح القدس - (28 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:15
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام.
كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر.
أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا.
أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.
أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.
مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق.
إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم.
بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ.

 

«مَن ثَبَتَ فيَّ وثَبَتُّ فيه فَذاكَ الَّذي يُثمِرُ ثَمَراً كثيراً»
جان تولير (نحو 1300 - 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ،
العظة رقم 7، للأحد التّاسع قبل الفصح (حسب الطّقس اللاتيني التريدنتيني)

 

حين يشعر الإنسان النبيل برغبة في داخله كي يمتلك الله أو النعمة أو أي شيء آخر، عليه ألَّا يفكّر إلّا قليلّا بالتعزية الداخليّة التي بإمكانه الحصول عليها... إنّ الذين ينسبون الى الله جميع مواهبه الجسديّة والروحيّة، هم وحدهم يصبحون قادرين ومستحقّين أن يحصلوا على فيض من النِّعّم... يا اولادي، هؤلاء الناس هم مثل ساق الكرمة. من الخارج، هذا الساق هو أسود اللون، ناشف وطفيف القيمة. والذي يجهل ما هو هذا السّاق، يظّن أنه لا يصلح سوى الى رمْيِه في النار كي يُحرَق. لكن في داخل هذه الدالية تختبئ عروق ممتلئة بالحياة وبقوّةٍ عظيمة تنتج الثمر الفائق الثمن والأكثر عذوبة، ثمرٌ لم تحمل مثله لا الغابة ولا الأشجار.
هذا ما ينطبق على الناس المتفوِّقين بلطفهم والغارقين في محبّة الله. في مظهرهم الخارجي هم كأناس يذبلون كالخشب الاسود والناشف، لأنّهم متواضعون وصغار في مظهرهم الخارجي. هم ليسوا كمَن يتميّزون بالتعابير البليغة والإنجازات المُلفِتة والممارسات الجلّية، إنّهم دون مظهر مُلفت، وبالعودة الى رأيهم، إنّهم لا يلمعون بشيء. لكن الذي يعرف العِرق الملآن بالحياة والموجود في عمقهم حيث يتخلّون عن كلّ ما هو في طبيعتهم الخاصة حيث الله هو وحده حصّتهم وسندهم. ما أشّد الغبطة التي تمنحه إيّاها هذه المعرفة!

 

 
 
27    يوم الجمعة من الأسبوع الثالث بعد الدنح     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 52-40:7    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 52-40:7
 
سَمِعَ أُنَاسٌ مِنَ الجَمْعِ كَلامَ يَسُوع، فَأَخَذُوا يَقُولُون: «حَقًّا، هذَا هُوَ النَّبِيّ».
وآخَرُونَ كَانُوا يَقُولُون: «هذَا هُوَ المَسِيح». لكِنَّ بَعْضَهُم كَانَ يَقُول: «وهَلْ يَأْتِي المَسِيحُ مِنَ الجَلِيل؟
أَمَا قَالَ الكِتَاب: يَأْتِي المَسِيحُ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، ومِنْ بَيْتَ لَحْمَ قَرْيَةِ دَاوُد؟».
فَحَدَثَ شِقَاقٌ في الجَمْعِ بِسَبَبِهِ.
وكَانَ بَعْضٌ مِنْهُم يُريدُ القَبْضَ عَلَيْه، ولكِنَّ أَحَدًا لَمْ يُلْقِ عَلَيْهِ يَدًا.
وعَادَ الحَرَس، فَقَالَ لَهُمُ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّون: «لِمَاذَا لَمْ تَجْلِبُوه؟».
أَجَابَ الحَرَس: «مَا تَكَلَّمَ إِنْسَانٌ يَوْمًا مِثْلَ هذَا الإِنْسَان!».
فَأَجَابَهُمُ الفَرِّيسِيُّون: «أَلَعَلَّكُم أَنْتُم أَيْضًا قَدْ ضُلِّلْتُم؟
وهَلْ آمَنَ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَوِ الفَرِّيسيِّين؟
لكِنَّ هذَا الجَمْعَ، الَّذي لا يَعْرِفُ التَّوْرَاة، هُوَ مَلْعُون!».
قَالَ لَهُم نِيقُودِيْمُوس، وَهُوَ أَحَدُهُم، ذَاكَ الَّذي جَاءَ إِلى يَسُوعَ مِنْ قَبْلُ:
«وهَلْ تَدِينُ تَوْرَاتُنَا الإِنْسَانَ قَبْلَ أَنْ تَسْمَعَهُ وتَعْرِفَ مَا يَفْعَل؟».
أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ الجَليل؟ إِبْحَثْ وَٱنْظُرْ أَنَّهُ لا يَقُومُ نَبِيٌّ مِنَ الجَلِيل!».

 

«فوقَعَ بَينَ الجَمعِ خِلافٌ في شأنِه»
القدّيس ثيوفيلُس الأنطاكيّ (؟ - نحو 186)، أسقف،
إلى أوتُليكُس، 1: 2+7

 

بعَينَيّ الجسد، نشاهد ما يحصل في الحياة وعلى الأرض؛ نميّز الفرق بين النور والظلمة، وبين الأبيض والأسود، كما نميّز الفرق بين البشع والجميل؛ وكذلك الأمر بالنسبة إلى ما يقع تحت حاسّة السمع: أصوات خفيضة ومرتفعة وممتعة. لكنّنا نملك أيضًا آذانًا للقلب وعيونًا للنفس، وهي قادرة على التعرّف على الله. في الواقع، يتمّ التعرّف إلى الله من قبل أولئك الذين يستطيعون رؤيته، بعد أن تنفتح عيون أنفسهم.
نحن جميعًا نملك العيون، لكنّ البعض يملك عيونًا مغطّاة وهم لا يرون نور الشمس. إن كان العميان لا يرون، هذا لا يعني أنّ الشمس ليست مشرقة. وبالتالي، يجب أن يلوم العميان أنفسهم وعيونهم على ذلك. كذلك الأمر بالنسبة إليكَ: فإنّ عيون نفسكَ مغطّاة بأخطائك وبأعمالك السيّئة؛ حين يرتكب الإنسان خطأ، لا يعود بإمكانه أن يرى الله.
لكنّكَ تستطيع أن تشفى إن كنتَ ترغب في ذلك. الجأ إلى الطبيب وسيقوم بمعالجة عيون نفسك وقلبك. مَن هو ذاك الطبيب؟ إنّه الله الذي يشفي وينعش من خلال كلمته وحكمته. من خلال كلمته وحكمته، قامَ الله بكلّ شيء... إن فهمتَ ذلك، وإن كانت حياتكَ طاهرة وتقيّة وصالحة، يمكنكَ أن ترى الله. قبل أيّ شيء آخر، فليَدخل الإيمان وخشية الله إلى قلبكَ، فتتمكّن حينها من فهم ذلك. حين تخلع رداء الكائن الفاسد وتَلبَس الخُلود (راجع 1كور15: 53)، ستتمكّن حينها من رؤية الله وفقًا لاستحقاقكَ. هذا هو الله الذي سيقيم جسدكَ الخالد ونفسكَ في آن معًا. وعندما تصبح خالدًا، ستشاهد الله الأزلي، شرط أن تكون قد آمنتَ به منذ الآن.
 
 
26    الخميس من الأسبوع الثالث بعد الدنح     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 41-26:9    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 41-26:9
 
قَالَ الفرِّيسِيُّونَ لِلأَعمَى: «مَاذَا صَنَعَ لَكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْك؟».
أَجَابَهُم: «قُلْتُ لَكُم ومَا سَمِعْتُم لِي، فَلِمَاذَا تُرِيْدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا مَرَّةً ثَانِيَة؟ أَلَعَلَّكُم تُريدُونَ أَنْتُم أَيْضًا أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلاميذ؟».
فَشَتَمُوهُ وقَالُوا: «أَنْتَ تِلميذُهُ! أَمَّا نَحْنُ فَتَلاميذُ مُوسَى!
نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ كَلَّمَ مُوسَى، أَمَّا هذَا فلا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ!».
أَجَابَ الرَّجُلُ وقَالَ لَهُم: «عَجَبًا أَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ!
نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لا يَسْمَعُ لِلْخَطَأَة، بَلْ يَسْمَعُ لِمَنْ يَتَّقِيهِ ويَعْمَلُ مَشِيئتَهُ.
لَمْ يُسْمَعْ يَوْمًا أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَي مَنْ وُلِدَ أَعْمَى.
فَلَو لَمْ يَكُنْ هذَا الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لَمَا ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا».
أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ كُلُّكَ وُلِدْتَ في الخَطَايَا، وتُعَلِّمُنَا؟». ثُمَّ طَرَدُوهُ خَارِجًا.
وسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُم طَرَدُوه، فَلَقِيَهُ وقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ أَنْتَ بِٱبْنِ الإِنْسَان؟».
أَجَابَ وقَال: «ومَنْ هُوَ، يَا سَيِّد، فَأُؤْمِنَ بِهِ؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «لَقَدْ رَأَيْتَهُ، وهُوَ الَّذي يُكَلِّمُكَ».
فَقَال: «أَنَا أُؤْمِن، يَا رَبّ». وسَجَدَ لَهُ.
فَقَالَ يَسُوع: «جِئْتُ إِلى هذَا العَالَمِ لِلدَّيْنُونَة، لِيُبْصِرَ الَّذينَ لا يُبْصِرُون، ويَعْمَى الَّذينَ يُبْصِرُون».
سَمِعَ هذَا الكَلامَ بَعْضُ الفَرِّيسِيِّينَ الَّذينَ كَانُوا مَعَهُ، فَقَالُوا لَهُ: «وهَلْ نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَان؟».
قَالَ لَهُم يَسُوع: «لَوْ كُنْتُم عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ عَلَيْكُم خَطِيئَة. ولكِنْ مَا دُمْتُم تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِر، فَخَطِيئَتُكُم ثَابِتَة.

 

«فيكَ قال قلبي: التمسْ وجهَه... لا تحجبْ وجهك عنّي» (مز27[26]: 8-9)
غييوم دو سان تييري (نحو 1085 - 1148)، راهب بِندِكتي ثمّ سِستِرسياني،
التأمّل بالله

 

أنا وقح ومتهوّر، يا نجدتي ودعمي الدائم، أنت الذي لا يكلّ أبدًا! أنظر، ها هو حبّي لمحبّتك الذي يدفعني للبحث عن وجهك. أنت تراني؛ وأنا لا أستطيع أن أراك؛ لكنّك جعلتني أرغب فيك، وفي كلّ ما يعجبك فيّ. أنت تغفر فورًا لهذا الأعمى المسرع نحوك، وتمدّ له يدك ما إن تراه يتعثّر.
لكن ها هو صوت شهادتك يدوّي في عمق نفسي ويستجيب لرغبتي. ها هو يهدر ويزعزع كلّ ما في باطني، فيما يُعمي بريق حقيقتك الساطع عينيّ الداخليّتين. يذكّرني هذا الصوت بما قلته: "أَمَّا وَجْهي فلا تَستَطيعُ أَن تَراه لأَنَّه لا يَراني الإِنْسانُ وَيحْيا" (خر 33: 20). أمّا أنا الغارق في الخطيئة، فلم أقوَ حتّى هذا اليوم أن أموت لنفسي كي أحيا لأجلك فقط (راجع 2كور 5: 15). إنّما بحسب كلمتك ونعمتك، أبقى هنا منتظرًا على صخرة إيماني، في هذا المكان بجانبك (راجع خر 33: 21). مرتكزًا على هذا الإيمان، أتحلّى بالصبر قدر المستطاع منتظرًا، وأقبّل "يمينك التي تحميني وذِراعِك التي تسترني" (حك 5: 16).
أحيانًا، عندما أتأمّل ذلك الذي يراني وأثابر على رؤيته من الخلف (خر 33: 23)، وعلى رؤية التواضع الذي تحلّى به الرّب يسوع المسيح ابنك عندما عاش الحياة الإنسانيّة، أقف وأتأمّل... لقد أضرم القليل ممّا استطعت أن أشعر به وأن أدركه شعلة رغبتي الداخليّة. قلّما أصبر حتّى تظلّلني بيدك (خر 33: 22)، وتغرس فيّ نعمتك التي تتألّق كي، وبحسب جواب حقيقتك، أموت لنفسي وأحيا لأجلك، فأبدأ بتأمّل وجهك وباكتشافه.
 
 
25    عيد إيمان بولس الرسول     -     إنجيل القدّيس متّى 16-1:20    
تذكار إيمان بولس الرسول - (25 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس متّى 16-1:20
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الفَجْرِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ.
وٱتَّفَقَ مَعَ الفَعَلَةِ عَلى دِينَارٍ في اليَوْمِ فَأَرْسَلَهُم إِلى كَرْمِهِ.
ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ فَرَأَى فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِينَ في السَّاحَةِ بَطَّالِين.
فقَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيْضًا إِلى الكَرْم، وسَأُعْطِيكُم مَا يَحِقُّ لَكُم.
فَذَهَبُوا. وعَادَ فَخَرَجَ نَحْوَ الظُّهْر، ثُمَّ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْر، وفَعَلَ كَذلِكَ.
ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَوَجَدَ فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِين، فَقَالَ لَهُم: لِمَاذَا تَقِفُونَ هُنَا طُولَ النَّهَارِ بَطَّالِين؟
قَالُوا لَهُ: «لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَد! قَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيضًا إِلى الكَرْم.
ولَمَّا كَانَ المَسَاء، قَالَ رَبُّ الكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: أُدْعُ الفَعَلَة، وٱدْفَعْ لَهُم أَجْرَهُم مُبْتَدِئًا بِالآخِرِيْن، مُنْتَهِيًا بِالأَوَّلِين.
وجَاءَ فَعَلَةُ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم دينَارًا.
ولَمَّا جَاءَ الأَوَّلُون، ظَنُّوا أَنَّهُم سَيَأْخُذُونَ أَكْثَر. فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم أَيْضًا دينَارًا.
ولَمَّا أَخَذُوا الدِّيْنَارَ بَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ على رَبِّ البَيْتِ،
قَائِلين: هؤُلاءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً واحِدَة، وأَنْتَ سَاوَيْتَهُم بِنَا نَحْنُ الَّذينَ ٱحْتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهَارِ وحَرَّهُ!
فأَجَابَ وقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُم: يَا صَاحِب، أَنَا مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا ٱتَّفَقْتَ مَعِي على دِينَار؟
خُذْ مَا هُوَ لَكَ وٱذْهَبْ. فَأَنَا أُريدُ أَنْ أُعْطِيَ هذَا الأَخِيْر، كَمَا أَعْطَيْتُكَ.
أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟
هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين».

 

عَمَلَة كرم الرب
القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 - 604)، بابا روما وملفان الكنيسة،
عظات عن الإنجيل، العظة رقم 19

 

"مَثلُ مَلكوتِ السَّمَوات كَمَثلِ رَبِّ بَيتٍ خَرَجَ عِندَ الفَجرِ لِيَستأجِرَ عَمَلةً لِكَرمِه". مَن يستحقّ أن يقارَن بربّ المنزل هذا أكثر من خالقنا الذي يحكم أولئك الذين خلقهم، ويمارس في هذا العالم حقّ الملكيّة على مختاريه كسيّد على الخدّام الذين يعملون عنده؟ إنّه يملك كرمًا، وهو الكنيسة الجامعة التي أنبتت أغصانًا بقدر ما أعطت قدّيسين، منذ هابيل البارّ حتّى آخر المختارين الذي سيولد في نهاية العالم.
استأجر ربّ البيت هذا عَمَلة لزرع كرمه عند الفجر، وعند الساعة الثالثة، وعند الساعة السادسة، وعند الساعة التاسعة، وعند الساعة الحادية عشرة، بما أنّه لم يتوقّف منذ بداية العالم حتّى النهاية، عن جمع المبشّرين لتعليم جماعة المؤمنين. الفجر بالنسبة إلى العالم كان الفترة الممتدّة من آدم إلى نوح؛ الساعة الثالثة، الفترة الممتدّة من نوح إلى إبراهيم؛ الساعة السادسة، الفترة الممتدّة من إبراهيم إلى موسى؛ الساعة التاسعة، الفترة الممتدّة من موسى إلى مجيء الربّ؛ والساعة الحادية عشرة، الفترة الممتدّة من مجيء الربّ إلى نهاية العالم. لقد أُرسِل الرسل القدّيسون للتبشير في هذه الساعة الأخيرة، ورغم مجيئهم المتأخّر، فقد نالوا أجرًا كاملاً.
إذًا، لا يتوقّف الربّ في أي وقت عن إرسال عَمَلة لزرع كرمه، أي لتعليم شعبه. ففيما كان ينمّي العادات الحميدة عند شعبه من خلال الآباء، ثمّ علماء الشريعة والأنبياء، وأخيرًا من خلال الرسل، كان يعمل نوعًا ما على زرع كرمه بواسطة العَمَلة. كلّ الذين أضافوا الأعمال الحسنة إلى الإيمان المستقيم كانوا عَمَلة في هذا الكرم.
 
 
24    الثلاثاء من الأسبوع الثالث بعد الدنح     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 12-1:9    
مار فرنسيس السالسيّ المعترف - (24 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 12-1:9
 
فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَارًّا، رَأَى رَجُلاً أَعْمَى مُنْذُ وِلادَتِهِ.
فَسَأَلَهُ تَلامِيذُهُ قَائِلين: «رَابِّي، مَنْ خَطِئَ، هذَا أَمْ وَالِدَاه، حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟».
أَجَابَ يَسُوع: «لا هذَا خَطِئَ، ولا وَالِدَاه، ولكِنْ لِتَظْهَرَ فِيهِ أَعْمَالُ الله.
عَلَيْنا، مَا دَامَ النَّهَار، أَنْ نَعْمَلَ أَعْمَالَ مَنْ أَرْسَلَنِي. فَحِينَ يَأْتِي اللَّيْل، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَل.
مَا دُمْتُ في العَالَمِ فَأَنَا نُورُ العَالَم».
ولَمَّا قَالَ هذَا، تَفَلَ في التُّرَاب، وصَنَعَ بِٱلتُّفْلِ طِينًا، وَمَسَحَ بِٱلطِّينِ عَيْنَي الأَعْمَى،
وقَالَ لَهُ: «إِذْهَبْ وَٱغْتَسِلْ في بِرْكَةِ شِيلُوح، أَي ٱلمُرْسَل». فَمَضَى الأَعْمَى وٱغْتَسَلَ وعَادَ مُبْصِرًا.
فَقَالَ الجِيرانُ والَّذينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ مِنْ قَبْلُ يَسْتَعْطِي: «أَلَيْسَ هذَا مَنْ كَانَ يَجْلِسُ ويَسْتَعْطِي؟».
وكَانَ بَعْضُهُم يَقُول: «هذَا هُوَ». وآخَرُونَ يَقُولُون: «لا، بَلْ يُشْبِهُهُ». أَمَّا هُوَ فَكانَ يَقُول: «أَنَا هُوَ».
فَقَالُوا لَهُ: «وكَيْفَ ٱنْفَتَحَتْ عَيْنَاك؟».
أَجَاب: «أَلرَّجُلُ الَّذي يُدْعَى يَسُوعَ صَنَعَ طِينًا، ومَسَحَ بِهِ عَيْنَيَّ، وقَالَ لي: إِذْهَبْ إِلى شِيلُوحَ وَٱغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وٱغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ».
فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ هُوَ ذَاكَ الرَّجُل؟». قَال: «لا أَعْلَم».
 
 
23    الاثنين من الأسبوع الثالث بعد الدنح     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 16-1:5    
مار سرجيوس الأوّل بابا روما والمعترف - (23 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 16-1:5
 
كَانَ عِيدٌ لِليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَليم.
وفي أُورَشَليم، عِنْدَ بَابِ الغَنَم، بِرْكةٌ يُقَالُ لَهَا بِٱلعِبْرِيَّةِ بَيْتَ حِسْدا، ولَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَة،
يَضْطَجِعُ فِيهَا حَشْدٌ مِنَ المَرْضَى، مِنْ عُمْيَانٍ وعُرْجٍ ومَشْلُولِين، وهُمْ يَنْتَظِرُونَ فَوَرَانَ المَاء،
لأَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ كَانَ يَنْزِلُ إِلى البِرْكَةِ أَحْيَانًا، فَيَتَحَرَّكُ مَاؤُهَا. وكَانَ الَّذِي يَنْزِلُ أَوَّلاً، بَعْدَ تَحَرُّكِ المَاء، يُشْفَى مَهْمَا كَانَتْ عِلَّتُهُ.
وكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مَرِيضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وثَلاثِينَ سَنَة.
ورَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَنًا طَويلاً عَلى تِلْكَ الحَال، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تُشْفَى؟».
أَجَابَهُ المَرِيض: «يَا سَيِّد، لَيْسَ لِي أَحَدٌ يُلقِينِي في البِركَةِ عِنْدَمَا يَتَحَرَّكُ المَاء. وفيمَا أَنَا أُحَاوِلُ النُّزُول، يَنْزِلُ قَبْلي آخَر».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «قُمِ ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ».
وفِي الحَالِ شُفِيَ الرَّجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي. وكَانَ ذلِكَ اليَومُ سَبْتًا.
فَقَالَ اليَهُودُ لِلْمُعَافَى: «إِنَّهُ سَبْت، فَلا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ فِرَاشَكَ».
فَأَجَابَهُم: «ذَاكَ الَّذي شَفَانِي قَالَ لِي: إِحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ».
سَأَلُوه: «مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذي قَالَ لَكَ: إِحْمِلْ وٱمْشِ؟».
وكَانَ المُعَافَى لا يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ قَدِ ٱبْتَعَدَ عَنِ الجَمْعِ المُحْتَشِدِ فِي ذلِكَ المَكَان.
بَعْدَ ذلِكَ، وَجَدَهُ يَسُوعُ في الهَيْكَل، فَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ شُفِيت، فَلا تَعُدْ إِلى الخَطِيئَةِ لِئَلاَّ يُصِيبَكَ مَا هُوَ أَسْوَأ».
مَضَى الرَّجُلُ وأَخْبَرَ اليَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذي شَفَاه.
ولِذلِكَ صَارَ اليَهُودُ يَضْطَهِدُونَ يَسُوع، لأَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ ذلِك يَوْمَ السَّبْت.

 

«فقالَ له يسوع: قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وامشِ»
القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ - نحو 560)، مؤلِّف أناشيد،
نشيد للمعمّدين الجدد، 1-5 + 19

 

كمعمَّدين حديثاً، مواليد جرن العماد، جميعنا نحن الذين حصلنا على النور، نصرخ مقدِّمين لك الشكر، أيّها الرّب يسوع المسيح إلهنا: "لقد أنرتَنا بنور وجهك وألبستَنا الثياب اللائقة بالعرس (راجع مز 4: 7، مت 22: 11). المجد لك، المجد لك، لأنّه بهذا كان سرورك".
من سيقول لأوّل مخلوق -أي آدم - ومَن الذي سوف يُظهِر له جمال وتألّق وكرامة أبناءه؟ مَن سوف يُخبر حوّاء البائسة أيضاً أنّ أنسالها أصبحوا ملوكًا، لابسين رداء المجد، وبمجدٍ عظيم يمجّدون الذي مجّدَهم، وكلّهم لامعون بالجسد والروح والملبس؟... ومَن الذي رفعهم؟ إنّه طبعاً قيامتنا. المجد لك، المجد لك، لأنّه بهذا كان سرورك...
أنت لامع، أنت مشعّ، يا آدم... برؤيتك، يذبل خصمك ويصرخ: "من هو هذا الذي أراه؟ لا أعرف. فالغبار قد جُدِّد (راجع تك 2: 7)، والرماد قد تمّ تأليهه. دُعي الفقير والضعيف، وقال استحمّ ودخل للجلوس. لقد جيء به إلى مأدبة، فكانت لديه الجرأة لأكل وشرب ذلك الذي هو نفسه مَن عَمِلَها. ومَن الذي أعطاه؟ إنّه بالطّبع مَن هو قيامته. - المجد لك، المجد لك، لأنّه بهذا كان سرورك.
"لم يعد يتذكّر أخطاءه القديمة، ومن جروحه الأولى لم يعد يُظهر أدنى ندبة. رمى سنوات طويلة من الشلل في البِركة، كما المخلَّع في الماضي، والآن لم يعد يحمل سريره على كتفيه، ولكنّه في الحقيقة يحمل عليه صليب ذلك الذي أشفق عليه والذي فَقَدَني أنا. في الماضي، غالبًا ما غسل "صديق البشر" (راجع حك 1: 6) العديد من البشر في المياه، ولم يتألّقوا هكذا. أمّا هؤلاء، فالّذي هو قيامتهم جعَلَتهم مشرِقين. - المجد لك، المجد لك، لأنّه بهذا كان سرورك...
ها إنّك مخلوق من جديد، معمَّد حديثاً، ها أنت مُجدَّد؛ لا تحني ظهرك تحت الخطايا. أنت تمتلك الصليب كعصا. اتَّكئ عليها. أحضرها في صلاتك، اجلبها الى طاولتك، في سريرك وأينما كان، كعنوان مجدك... أُصرُخ للشياطين: "الصليب في يدي، أنا واقف، معتزٌّ بمن هو قيامتنا" - المجد لك، المجد لك، لأنّه بهذا كان سرورك.
 
 
22    الأحد الثالث بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح لنيقوديمس وللشعب اليهوديّ     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 16-1:3    
مار طيموتاوس تلميذ بولس الرسول - (22 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 16-1:3
 
كانَ إِنْسَانٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ ٱسْمُهُ نِيقُودِيْمُوس، رَئِيسٌ لِليَهُود.
هذَا جَاءَ لَيْلاً إِلى يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «رَابِّي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ جِئْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنَّهُ لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَصْنَعَ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَصْنَعُهَا مَا لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنْ جَدِيد».
قَالَ لَهُ نِيقُودِيْمُوس: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يُولَدَ وهُوَ كَبِيرٌ في السِّنّ؟ هَلْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ ثَانِيَةً حَشَا أُمِّهِ، ويُولَد؟».
أَجَابَ يَسُوع: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح.
مَولُودُ الجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُّوحِ رُوح.
لا تَعْجَبْ إِنْ قُلْتُ لَكَ: عَلَيْكُمْ أَنْ تُولَدُوا مِنْ جَدِيد.
أَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاء، وأَنْتَ تَسْمَعُ صَوتَهَا، لكِنَّكَ لا تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي ولا إِلى أَيْنَ تَمْضِي: هكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ الرُّوح».
أَجَابَ نِيقُودِيْمُوسُ وقَالَ لَهُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِير هذَا؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وتَجْهَلُ هذَا؟
أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: نَحْنُ نَنْطِقُ بِمَا نَعْلَم، ونَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وأَنْتُم لا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا.
كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟
مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان.
وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان،
لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.
هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.

 

«مَولودُ الرُّوحِ يَكونُ روحًا»
الكاردينال شارل جورنيه (1891 - 1975)، لاهوتيّ،
محاضرات ألقيت في جنيف من 1972 الى 1974



إنّ الرّوح القدس يأتي من مكان أبعد ممّا نعتقد، ثم ينقلنا الى ما هو أبعد من تفكيرنا. إنّه يأتي من قلب الله ليُلهمنا عن فيض حبّه ثمّ يُوجّهنا نحو فيض الله الذي هو الحبّ الذي ينتظرنا. "فالرِّيحُ تَهُبُّ حَيثُ تَشاء، فتَسمَعُ صَوتَها، ولكنَّكَ لا تَدْري مِن أَينَ تَأتي، وإِلى أَينَ تَذهَب. تِلكَ حاَلةُ كُلِّ مَولودٍ لِلُّروح". حينها يصبح أقوى من العالم وأكبر من العالم. لماذا؟ لأنّ مصدره هو أسمى من العالم وهو المصدر الذي خلق العالم ثم يأتي ليزور العالم كي يضع فيه حياة جديدة والتي ستجرف كل شيء.
إنّ الكنيسة في العالم هي ضعيفة ودون وسائط دفاع. إنّها لا تستطيع المقاومة أكثر من طفل لكنّها تمتلك روح الله في داخلها لذل سوف تجرّ العالم الى التجلّي الأخير. وعندما يناديها الربّ من أجل تمجيدها، فستقتلع الكون من جذوره لتأخذ معها الشجرة وترابها المغذّي إلى الحياة الأبديّة.
 
 
21    السبت من الأسبوع الثاني بعد الدنح     -     إنجيل القدّيس متّى 6-1:10    
 
    إنجيل القدّيس متّى 6-1:10
 
دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
وهذِهِ أَسْمَاءُ الرُّسُلِ ٱلٱثْنَيْ عَشَر: أَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه،
وفِيْلِبُّسُ وبَرْتُلْمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس،
وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي أَسْلَمَ يَسُوع.
هؤُلاءِ الٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُم يَسُوع، وقَدْ أَوْصَاهُم قَائِلاً: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين،
بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل.

 

سرّ الدعوة
القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة،
MS A, 2 r"-v"

 

لن أفعل سوى شيئًا واحدًا: هو أن أبدأ بإنشاد ما يجب أن أردّده أبدًا: "مَرَاحِمِ الرَّبِّ" (مز89[88]: 2). عندما فتحتُ الإنجيل المقدّس، وقعت عيناي على هذه الكلمات: "وصَعِدَ الجَبَلَ ودَعا الَّذينَ أَرادَهم هو فأَقبلوا إِلَيه" (مر3: 13). هذا هو سرّ دعوتي وحياتي كلّها وبخاصّة سرّ امتيازات الرّب يسوع على روحي. إنّه لا يدعو الذين يستحقّونه، بل الذين يختارهم، أو كما أخبر القدّيس بولس: "قال الله لموسى: أَرحَمُ مَن أَرحَم وأَرأَفُ بِمَن أَرأَف. فلَيسَ الأَمرُ إِذًا أَمرَ إِرادَةٍ أَوسَعيٍ، بل هو أَمرُ رَحمَةِ اللّه" (رو9: 15-16).
لطالما تساءلت لماذا لدى الله تفضيلات، ولماذا لا تحصل الأرواح كلّها على الدرجة نفسها من النعمة، وأنذهل عندما أراه يغدق بالنّعم الاستثنائيّة على القدّيسين الذين أهانوه مثل القدّيس بولس والقدّيس أوغسطينُس، وكأنّه يدفعهم إلى تقبّل نعمته، أو عندما أقرأ عن حياة القدّيسين الذين احتضنهم الربّ من المهد إلى اللحد دون أن يترك أيّ عائق يقف في طريقهم إلى الارتقاء إليه.
لقد تنازل الرّب يسوع وأعلمني بهذا السرّ. لقد وضع نُصب عينيّ كتاب الطبيعة وفهمت أنّ كلّ الأزهار التي خلقها جميلة... أراد أن يخلق القدّيسين الكبار الذين يمكن أن يُشبَّهوا بالزنابق والورود، لكنّه أراد أيضًا أن يخلق قدّيسين أصغر عليهم أن يكتفوا بأن يكونوا أقحوانًا أو بنفسجًا، خُلقوا ليبتهجوا بنظرات الله عندما يخفضها إلى قدميه. يكمن الكمال في أن نعمل إرادته ونكون ما يريد هو أن نكون نحن عليه.
 
 
20    يوم الجمعة من الأسبوع الثاني بعد الدنح     -     إنجيل القدّيس متّى 38-35:9    
مار أفتيموس الكبير المعترف - (20 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس متّى 38-35:9
 
كَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ المُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بِإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
ولَمَّا رَأَى الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِيْن، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا.
حينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ: «إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.
أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ».

 

«كانَ يسوعُ يَسيرُ في جَميعِ المُدُنِ... ويَشفِي النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة» (مت 9: 35)
القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة،
العظة الأولى عن المجيء

 

أيّها الإخوة، تعرفون مَن الآتي؛ فتأمّلوا الآن من أين يأتي وإلى أين يذهب. لقد أتى من قلب الله الآب إلى أحشاء عذراءٍ أم. يأتي من أعالي السماوات إلى أرجاء الأرض السفلى. ماذا إذًا؟ أما يجب علينا العيش على هذه الأرض؟ بلى، إن يسكنها هو نفسه؛ لأنّه كيف نكون نحن بخير من دونه؟ " مَن لي في السَّماء؟ ومعكَ على الأرضِ لا أَهْوى شيئاً. فَفِيَ جَسَدي وقَلْبي: ألله لِلأبَدِ صَخرَة قَلْبي ونَصيبي." (مز73[72]: 25 - 26)...
إنّما ينبغي أن تكون هناك منفعةٌ كبرى ما قد جعلت ذو العظمة الرفيعة المقام يتكرّم ويتنازل من علياه ليحلّ في مقام لا يليق به. أجل، لقد كانت هناك منفعة كبرى في ذلك، بما أنّ الرَّحمة والطيبة والمحبّة قد ظهرت ظهورًا وافرًا وشاملاً. ففي الواقع، لماذا أتى الرّب يسوع المسيح؟... إن كلامه وأعماله تبيّنه لنا بوضوح: لقد خفّ من الجبال مسرعًا ليبحث عن الخروف المئة، الذي كان ضالاً، وليفجّر ينبوع رحمته تجاه أبناء البشر.
لقد أتى لأجلنا. عجيبٌ تنازل الله الذي يبحث عن الإنسان! وعجيبٌ استحقاق الإنسان الذي يبحث الله عنه! هكذا بوسع الإنسان أن يتباهى بذلك من دون جنون: لا لأنّه يمثّل شيئًا ما بذاته، بل لأنّ الذي جبله أكرمه إكرامًا رفيعًا! قياسًا بهذا التمجيد، يغدو غنى العالم ومجده وكلّ ما نطمح إليه لا شيء. ما هو الإنسان، يا ربّ، حتّى ترفعه هكذا ويتعلّق به قلبك؟
كان علينا نحن أن نذهب نحو الرّب يسوع المسيح... إلاّ أنّ حاجزًا مزدوجًا كان يعترضنا: الأوّل هو أنّ عيوننا كانت عليلة وثانيًا أنّ الله "مَسكِنُه نَورٌ لا يُقتَرَبُ مِنه وهو الَّذي لم يَرَه إِنسان ولا يَستَطيعُ أَن يَراه" (1تم 6: 16). كنّا مُقعدين ومضجعين على فراشنا، عاجزين عن إدراك مسكن الله العالي. لذلك، نزل من علياه المخلّص الكثير الصلاح وشافي النفوس الوديع. لقد لطّف بريق نوره من أجل عيوننا العليلة.
 
19    الخميس من الأسبوع الثاني بعد الدنح     -     إنجيل القدّيس متّى 13-9:9    
مار مكاريوس المصريّ المعترف - (19 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس متّى 13-9:9
 
فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، رَأَى رَجُلاً جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، إِسْمُهُ مَتَّى، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي». فقَامَ وتَبِعَهُ.
وفيمَا يَسُوعُ مُتَّكِئٌ في البَيْت، إِذَا عَشَّارُونَ وخَطَأَةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاؤُوا وٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وتَلامِيذِهِ.
ورَآهُ الفَرِّيسِيِّوُنَ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ لِتَلامِيْذِهِ: «مَا بَالُ مُعَلِّمِكُم يَأْكُلُ مَعَ العَشَّارِيْنَ والخَطَأَة؟».
وسَمِعَ يَسُوعُ فَقَال: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء.
إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة».

 

«ٱتبَعني!»
القدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 - 735)، راهب وملفان الكنيسة،
عظات حول الأناجيل


 

مَضى يسوع فَرأى في طَريقِه رَجُلاً جالسًا في بَيتِ الجِبايَةِ يُقالُ لَه متّى، فقالَ لَه: اتبَعْني!" (مت 9: 9). إنّ الرّب يسوع لم ينظرْ إليه فقط بعينَيّ الجسد، وإنّما بنظرة الرحمة... فقد رأى جابي الضرائب، ولأنّه رآه بنظرة ترحم وتختار، "قال له: اتبَعني"، أي كنْ مثلي. عندما طلبَ الرّب يسوع من متّى أن يتبعَه، دعاه إلى أن يعيشَ مثله أكثر منه أن يسيرَ خلفَه؛ لأنّ "مَن قالَ إنّه مُقيمٌ فيه وَجَبَ علَيه أن يَسِيرَ هو أيضًا كما سارَ يَسوع" (1يو 2: 6).
أمّا متّى، "فَقامَ وَتَبِعَهُ". ليست مفاجأة أن يتخلّى جابي الضرائب عن مكاسبه الأرضيّة عند سماع الدعوة الأولى والآمرة من الربّ يسوع المسيح، وأن يهمل الممتلكات الزمنيّة ليلتحقَ بذاك الذي رآه مجرّدًا من كلّ ثروة. ذلك أنّ الربّ الذي دعاه من الخارج بالكلمة، لمسَه في عمق أعماق نفسه من خلال نشر نور النعمة الروحيّة. من خلال هذا النور، فهمَ متّى أنّ ذاك الذي دعاه إلى التخلّي عن الممتلكات الماديّة على الأرض كان قادرًا على منحه كنزًا لا يفنى في السماء. (راجع مت 6: 20)
"وبَينَما هو في البَيتِ على الطَّعام، جاءَ كثيرٌ مِنَ العَشَّارينَ والخاطِئين، فجالَسوا يسوعَ وتلاميذَه" (مت 9: 10): إنّ توبة عشّار واحد قد فتحت الطّريق واسعًا أمام توبة الكثير مِنَ العَشَّارينَ والخاطِئين وحصولهم على المغفرة... يا لها من علامة جميلة! ففي وقت اهتداء ذلك الّذي سيصبح فيما بعد رسولاً ومبشّرًا بين الوثنيين، اجتذب معه مجموعة من الخطأة نحو طريق الخلاص!
 
18    الأربعاء من الأسبوع الثاني بعد الدنح     -     إنجيل القدّيس متّى 25-18:4    
قيام كرسي بطرس في روما , مار أثناسيوس الإسكندريّ المعترف - (18 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس متّى 25-18:4
 
فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن.
فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس».
فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه.
ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا.
فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه.
وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
وذَاعَ صِيتُهُ في سُورِيَّا كُلِّها، فَحَمَلُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ مَنْ كَانَ بِهِم سُوء، مُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَة، ومَمْسُوسِينَ ومَصْرُوعِينَ ومَفْلُوجِين، فَشَفَاهُم.
وتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَةٌ مِنَ الجَلِيل، والمُدُنِ العَشْر، وأُورَشَليم، واليَهُودِيَّة، وعِبْرِ الأُرْدُنّ.
 
17    الثلاثاء من الأسبوع الثاني بعد الدنح     -     إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5    
مار أنطونيوس الكبير المعترف - (17 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5
 
فيمَا كانَ الجَمْعُ مُزْدَحِمًا على يَسُوعَ يُصْغِي إِلى كَلِمَةِ الله، وكَانَ يَسُوعُ واقِفًا على شَاطِئِ بُحَيْرَةِ جِنَّاشَر،
رأَى سَفِينَتَيْنِ راسِيَتَيْنِ عِنْدَ الشَّاطِئ، وقَدْ نَزَلَ مِنْهُمَا الصَّيَّادُونَ يَغْسِلُونَ الشِّبَاك.
فَصَعِدَ إِلى إِحْدَى السَّفينَتَيْن، وكَانَتْ لِسِمْعَان، وسَأَلَهُ أَنْ يَبتَعِدَ قَليلاً عَنِ البَرّ، ثُمَّ جَلَسَ يُعَلِّمُ الجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَة.
ولَمَّا فَرَغَ مِنَ الكَلام، قالَ لِسِمْعَان: «إِبْتَعِدْ إِلى العُمْق، وأَلْقُوا شِباكَكُم لِلصَّيْد».
فأَجَابَ سِمْعَانُ وقَالَ لَهُ: «يا مُعَلِّم، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهَ ولَمْ نُصِبْ شَيْئًا! وَلكِنْ لأَجْلِ كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشِّبَاك».
ولَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ ضَبَطُوا سَمَكًا كَثيرًا جِدًّا، وأَخَذَتْ شِبَاكُهُم تَتَمَزَّق.
فأَشَارُوا إِلى شُرَكائِهِم في السَّفِينَةِ الأُخْرَى، لِيَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُم. فَأَتَوا وَمَلأُوا السَّفينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا تَغْرَقَان.
وَرأَى ذلِكَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ فٱرْتَمَى عِنْدَ رُكْبَتَي يَسُوعَ قائِلاً: «تبَاعَدْ عَنِّي، يا رَبّ، فَإنِّي رَجُلٌ خَاطِئ!»؛
لأَنَّ الذُّهُولَ كانَ ٱعْتَرَاهُ هُوَ وجَمِيعَ مَنْ مَعَهُ، لِمَا أَصَابُوهُ مِنْ صَيْدِ السَّمَك.
وهكذَا كانَ لِيَعْقُوبَ ويُوحَنَّا ٱبنَي زَبَدَى، اللَّذَينِ كانَا شَريكَيْنِ لِسِمْعَان. فقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَان: «لا تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ صَيَّادًا لِلنَّاس».
ولَمَّا عَادُوا بِالسَّفينَةِ إِلى البَرّ، تَرَكُوا كُلَّ شَيء، وتَبِعُوا يَسُوع.
 
16    عيد تكريم سلاسل مار بطرس الرسول     -     إنجيل القدّيس متّى 28-24:16    
عيد تكريم سلاسل مار بطرس الرسول - (16 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس متّى 28-24:16
 
قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».

 

«مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني»
كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر،
الكتاب الثّاني، الفصل 12

 

تبدو قاسية، بالنسبة لأشخاص كثيرين، عبارة الرّب يسوع هذه: "فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني"... لِمَ تَخافُ حملَ الصليب الذي يقودك إلى الملكوت؟ ففي الصليب تجد السلامَ والحياة والحماية من الأعداء وندى العذوبة السماويّة وقوّة النفس وفرح الرُّوح وكنهَ الفضيلة وكمالَ القداسة. لا سلامَ للنفس ولا رجاءَ بالحياة الأبديّة إلاّ بالصليب. فاحمل إذًا صليبَك واتبع الرّب يسوع المسيح، فتسلكَ دربَ الحياة الأبديّة... فإن متَّ معه، حيَيتَ أيضًا معه؛ وإن رافقتَه في الشدائد، رافقتَه أيضًا في المجد.
في الصليب يكمنُ كلُّ شيء... فما من سبيل آخر يقودُنا إلى الحياة والسلام الداخلي الحقيقيّ... اذهبْ حيثما تشاء وابحثْ عن كلّ ما تتمنّاه، إلاّ أنّك لن تجدَ سبيلاً أعظم أو دربًا أكثرَ أمانًا من درب الصليب المقدّس...
حتّى وإن تصرّفتَ كما يحلو لك وكما ترتئي، يستحيلُ مع ذلك ألاّ تواجهَ في كلِّ لحظة أمرًا ينبغي عليك تحمّله إن شئتَ أم أبَيت، وبذلك لن تتوقّفَ عن الالتقاء بالصليب طوال حياتك: فقد تشعرُ بألم جسديّ أو تمرُّ باختباراتٍ روحيّة، وقد تشعرُ أحيانًا بأنّ الله تخلّى عنكَ أو بأنّ القريبَ ينبذكَ أو بأنّكَ عبء على نفسك، وما من علاج أو تعزية قادرَين على منحك الخلاص أو التخفيف عنك... يريدُ الله منكَ أن تحتملَ المحنة لتسلّم نفسَك بكليّتها إليه وتزدادَ اتضاعًا... ينبغي عليك أن تتحلّى بالصبر وطول الأناة إن أردتَ أن تشعرَ بالسلام الداخلي وتستحق الإكليلَ الأبدي.
 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003