الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

1 الى 15، من شهر ايار 2023
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

1- الاثنين الرابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5
  «لا تَخَفْ! »
      
للطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّةّ 
2- الثلاثاء الرابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 25-22:8
   
3- الأربعاء الرابع من زمن القيامة 
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 15-1:6
  «فلَمَّا رأَى النَّاسُ الآيةَ الَّتي أَتى بِها يسوع، قالوا: حَقًا! هذا هوَ النَّبِيُّ الآتي إِلى العالَم»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
4- الخميس الرابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 21-16:6
  «فإِذا بِالسَّفينَةِ قد وَصَلَت إِلى الأَرضِ الَّتي كانوا يَقصِدونَها»
      
للقدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
5- يوم الجمعة الرابع من زمن القيامة 
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 27-22:6
  «عَمَلُ اللهِ أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل»
      
للقدّيس توماس مور (1478 - 1535)، رجل دولة إنكليزيّ وشهيد
6- السبت الرابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس متّى 33-22:14
  «فَسَجَدَ لَهُ ٱلَّذينَ كانوا في ٱلسَّفينة، وَقالوا: أَنتَ ٱبنُ ٱللهِ حَقًّا!»
      
للطوباويّة إلياصابات الثالوث (1880 - 1906)، راهبة كرمليّة
7- الأحد الخامس من زمن القيامة : يسوع يسلّم الرعاية لبطرس
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 19-15:21
  «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا  وملفان الكنيسة
8- عيد الإنجيليّ مار يوحنّا الرسول      (8 ايار) 
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 25-20:21
  تعليم الرّسول القدّيس يوحنّا
      
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
9- عيد النبيّ أشعيا      (9 ايار) 
                                          إنجيل القدّيس لوقا 21-14:4
   
10- الأربعاء الخامس من زمن القيامة  
                                          إنجيل القدّيس متّى 28-21:16 
   
11- الخميس الخامس من زمن القيامة  
                                          إنجيل القدّيس متّى 20-11:16
    «أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي»
      
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
12- يوم الجمعة الخامس من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس متّى 22-18:18
   «فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم»
      
للقدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة
13- السبت الخامس من زمن القيامة      (13 ايار)
                                          إنجيل القدّيس متّى 27-24:17
  «فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً»
      
للقدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
14- الأحد السادس من زمن القيامة : ظهور يسوع للرسل في العليّة 
                                          إنجيل القدّيس لوقا 48-36:24
  «ما بالُكم مُضطَرِبين»
      
للطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ
15- عيد سيّدة الحصاد
                                          إنجيل القدّيس مرقس 9-1:4.35-31:3
  عذراء النَّعَم: تلك الّتي تتمّم مشيئة الله
      
للقدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 - نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
 
 
15    عيد سيّدة الحصاد     -     إنجيل القدّيس مرقس 9-1:4.35-31:3    
 
    إنجيل القدّيس مرقس 9-1:4.35-31:3 
 
جَاءَتْ أُمُّ يَسُوعَ وَإِخْوَتُهُ، ووَقَفُوا في الخَارِج، وأَرْسَلُوا إِلَيْهِ أُنَاسًا يَدْعُونَهُ،
فقَالُوا لَهُ والجَمْعُ جَالِسٌ حَوْلَهُ: «هَا إِنَّ أُمَّكَ وإِخْوَتَكَ في الخَارِجِ يَطْلُبُونَكَ!».
فأَجَابَهُم قَائِلاً: «مَنْ أُمِّي ومَنْ إِخْوَتي؟».
ثُمَّ أَجَالَ نَظَرَهُ في الجَالِسِينَ حَوْلَهُ وقَال: «هؤُلاءِ هُم أُمِّي وإِخْوَتي!
لأَنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِمَشِيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وأُخْتِي وأُمِّي!».
وعَادَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ عَلَى شَاطِئِ البُحَيْرَة. وٱحْتَشَدَ لَدَيْهِ جَمْعٌ كَثِير، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلى السَّفِينَةِ وجَلَسَ فِيها، عَلَى البُحَيْرَة، فيمَا كانَ الجَمْعُ كُلُّهُ عَلَى اليَابِسَة، عِنْدَ الشَّاطِئ.
وكانَ يَسُوعُ يُعَلِّمُهُم بِأَمْثَالٍ كَثِيرَة، ويَقُولُ لَهُم في تَعْلِيمِهِ:
«إِسْمَعُوا: هُوَذَا الزَّارِعُ خَرَجَ لِيَزْرَع.
وفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ وَقَعَ بَعْضُ الحَبِّ عَلَى جَانِبِ الطَّرِيق، فجَاءَتِ الطُّيُورُ وأَكَلَتْهُ.
ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ تُرَابُها قَلِيل، فنَبَتَ في الحَالِ لأَنَّ تُرَابَهُ لَمْ يَكُنْ عَمِيقًا.
ولَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ ٱحْتَرَق، وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ يَبِسَ.
ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ بَيْنَ الشَّوْك، فطَلَعَ الشَّوْكُ وخَنَقَهُ، فَلَمْ يُعْطِ ثَمَرًا.
ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الجَيِّدَة، فطَلَعَ ونَمَا وأَثْمَر، فحَمَلَ واحِدٌ ثَلاثِين، وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ مِئَة.»
ثُمَّ قَال: «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ سَامِعَتَانِ فَلْيَسْمَع!».

 

عذراء النَّعَم: تلك الّتي تتمّم مشيئة الله
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 - نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد،
ضدّ الهرطقات، الجزء الثالث

 

وعَدَ الله بأنّه، مِن سِبْطِ داود، سيخرج الملك الأبديّ الّذي يجمع كلّ شيء فيه (راجع مز 132: 11؛ أف 1: 10). فالعمل الذي جبله الله في الأصل (راجع تك 2: 7)، استعاده... وكما أنّ آدم، الإنسان الأوّل المجبول، نال مادّته من الأرض البور الصالحة... وقد جبلته يد الله، أي كلمة الله "الّذي به كان كلّ شيء" (أي10: 8؛ يو1: 3)... كذلك من مريم البتول وُلِد الكلمة الذي يشكّل استعادة لآدم... لماذا لم يأخذ الله من جديد طينًا؟ لماذا أخرج من مريم العمل الذي جبله؟ لئلا يكون العمل الذي جبله غير الأوّل بل نفسه، ولا يخلص آخر بل نفسه، استعاد نفس العمل، مع احترام المثال.
أولئك الذين يؤكّد أنّ الرّب يسوع لم يحصل على شيء من العذراء مُخطِئون. فَهُم يريدون رفض إرث الجسد، لكنّهم يرفضون أيضًا المثال...؛ فلا يمكننا عندئذٍ القول إنّ الرّب كان على مثال الإنسان المصنوع على صورة الله كمثاله (راجع تك 1:27). وكأنّنا نقول إنّ الرّب يسوع لم يكشف عن نفسه إلا بالمظهر، فتظاهر أنّه إنسان، أو أنّه صار إنسانًا من دون أن يأخذ شيئًا من الإنسان. فإذا لم يحصل من الكائن البشريّ على جسده، فهو لم يصبح إنسانًا ولا ابن الإنسان؛ وإذا لم يصبح ما كنّا عليه، قلّما تهمّنا آلامه ومعاناته...
لكن، في الحقيقة، فإنّ كلمة الله صار حقًّا إنسانًا، واستعاد بذاته العمل الذي جبله... وقد أكّد الرّسول بولس على ذلك بوضوح بالغ في رسالته إلى أهل غلاطية: "أرسل الله ابنه مولودًا لامرأة". (غل 4: 4)
 
 
14    الأحد السادس من زمن القيامة : ظهور يسوع للرسل في العليّة     -     إنجيل القدّيس لوقا 48-36:24     
 
    إنجيل القدّيس لوقا 48-36:24  
 
فِيمَا الرُسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!».
فٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف، وكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُشَاهِدُونَ رُوحًا.
فقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا بَالُكُم مُضْطَرِبِين؟ وَلِمَاذَا تُخَالِجُ هذِهِ الأَفْكَارُ قُلُوبَكُم؟
أُنْظُرُوا إِلى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَإِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي، وٱنْظُرُوا، فإِنَّ الرُّوحَ لا لَحْمَ لَهُ وَلا عِظَامَ كَمَا تَرَوْنَ لِي!».
قالَ هذَا وَأَرَاهُم يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه.
وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الفَرَح، وَمُتَعَجِّبِين، قَالَ لَهُم: «هَلْ عِنْدَكُم هُنَا طَعَام؟».
فَقَدَّمُوا لَهُ قِطْعَةً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيّ، وَمِنْ شَهْدِ عَسَل.
فَأَخَذَهَا وَأَكَلَهَا بِمَرْأًى مِنْهُم،
وقَالَ لَهُم: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير».
حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب.
ثُمَّ قالَ لَهُم: «هكذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ المَسِيحَ يَتَأَلَّم، وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ في اليَوْمِ الثَّالِث.
وبِٱسْمِهِ يُكْرَزُ بِالتَّوْبَةِ لِمَغْفِرةِ الخَطَايَا، في جَمِيعِ الأُمَم، إِبْتِدَاءً مِنْ أُورَشَلِيم.
وأَنْتُم شُهُودٌ عَلى ذلِكَ.

 

«ما بالُكم مُضطَرِبين»
الطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ،
العظة الأولى عن قيامة الربّ

 
عندما أتى الرّب يسوع إلى تلاميذه، بينما كانوا "في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: السَّلامُ علَيكم! فأَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحاً" (يو 20: 19 + لو 24: 37). لكن عندما "نَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس" (يو20: 22)، ومن ثمّ عندما أرسل لهم من السماء هذا الرُّوح نفسه كعطيّة جديدة، هذه العطيّة كانت دليلاً قاطعًا على قيامته وعلى حياته الجديدة. بالفعل، إنّ الرُّوح بنفسه هو الذي يشهد في قلوب القدّيسين، وبعدها عبر أفواههم بأنّ الرّب يسوع المسيح هو الحقّ، والقيامة الحقيقيّة والحياة. لذلك، فإنّ الرسل الذين شكّوا في البدء، حتّى عند رؤية جسده الحيّ، أصبحوا "يُؤدُّونَ الشَّهادَةَ بِقِيامَةِ الرَّبِّ يسوع تَصحَبُها قُوَّةٌ عَظيمة" (أع 4: 33) عندما ذاقوا طعم هذا الرُّوح الذي يعطي الحياة. إنّه لأكثر إفادة لنا أن نستقبل الربّ يسوع في قلبنا، من أن نراه بعيوننا، أو نسمعه يتكلّم. إنّ عمل الرُّوح القدس في حواسّنا الداخليّة هو أكثر قوّة من الانطباع الذي تتركه الأشياء الماديّة على حواسنا الخارجيّة...
والآن أيّها الإخوة، ما هي الشهادة التي يقدّمها فرح قلبكم لمحبّتكم للرّب يسوع المسيح؟... اليوم يوجد في الكنيسة العديد من المرسلين الذين يعلنون القيامة، وقلبكم يغتبط لإعلانهم وينادي: "الربّ يسوع حيّ؛ لقد أعلنوا ذلك لي! أمام هذه البشارة، عادت الحياة لنفسي اليائسة، والفاترة والغارقة في الحزن. الصوت المعلن لهذه البشارة الجديدة، أيقظ من الموت حتّى أكثر المذنبين"... يا أخي، ها هي العلامة التي من خلالها تعرف أنّ نفسك عادت للحياة في الرّب يسوع المسيح: إن قالت نفسك: "إن كان الرّب يسوع حيًّا، فهذا يكفيني!" يا لها من كلمة إيمان تليق حقًّا بأصدقاء الرّب يسوع!... "إن كان الرّب يسوع حيًّا، فهذا يكفيني".

 
 
13    السبت الخامس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 27-24:17     
امار أدّاي من الاثنين والسبعين رسول - (13 ايار)
    إنجيل القدّيس متّى 27-24:17  
 
لَمَّا وَصَلُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ دَنَا جُبَاةُ الدِّرْهَمَيْنِ مِنْ بُطْرُس، وقَالُوا لَهُ: «أَلا يُؤَدِّي مُعَلِّمُكُم ضَرِيْبَةَ الدِّرْهَمَين؟».
قَالَ بُطرُس: «بَلى!». ومَا إِنْ دَخَلَ البَيْتَ حَتَّى بَادَرَهُ يَسُوعُ بِقَولِهِ: «مَا رَأْيُكَ، يَا سِمْعَان؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الجِزْيَةَ أَوِ الضَّريبَة؟ أَمِنْ بَنِيهِم أَمْ مِنَ الغُرَبَاء؟».
قَالَ بُطْرُس: «مِنَ الغُرَبَاء». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «فَالبَنُونَ إِذًا أَحْرَار!
ولكِنْ لِئَلاَّ نُشَكِّكَهُم، إِذْهَبْ إِلى البُحَيْرَة، وأَلْقِ الصِّنَّارَة، وأَوَّلُ سَمَكةٍ تَطْلُعُ أَمْسِكْهَا، وٱفْتَحْ فَاهَا تَجِدْ أَرْبَعَةَ درَاهِم، فَخُذْهَا، وأَدِّهَا عَنِّي وعَنْكَ».

 

«فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً»
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة،
 تأمّل حول المزمور 49[48]، 14-15

 
من البديهي أنّ الرّب يسوع المسيح لم يكن بحاجة إلى مصالحة لنفسه عندما صالح العالم مع الله. فلأيّة خطيئة كان عليه إرضاء الله، هو الذي لم يقترف أيّ خطأ؟ لهذا السبب قال لبطرس عندما طالبه اليهود بالدرهمين اللذين كانت تفرضهما الشريعة: " ما رَأيُكَ، يا سِمعان؟ مِمَّن يَأخُذُ مُلوكُ الأَرضِ الخَراجَ أَوِ الجِزيَة؟ أَمِن بَنيهِم أَم مِنَ الغُرَباء؟ فَقال: مِنَ الغُرَباء. فقالَ لَه يسوع: فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً. ولكِن لا أُريدُ أَن نَكونَ لَهم حَجَرَ عَثرَة، فَاذهَبْ إِلى البَحرِ وأَلقِ الشِّصَّ، وأَمسِكْ أَوَّلَ سمَكةٍ تَخرُجُ وَافْتَحْ فاها تَجِدْ فيه إِستاراً، فَخُذهُ وأَدِّهِ لَهم عنِّي وعَنكَ".
يُظهر لنا الرّب يسوع هنا أنّه لم يكن بحاجة إلى التكفير عن خطاياه الشَّخصيّة لأنّه لم يكن عبدًا للخطيئة، بل كونه ابنًا لله، فهو حرٌّ من كلّ خطيئة. بالفعل، إنّ الابن حرٌّ، أمّا العبد فهو في حالة الخطيئة. بما أنّ الرّب يسوع حرٌّ من كلّ شيء، فإنّه لا يدفع أيّة جزية لافتداء روحه؛ على العكس، فإنّ دمه يفتدي بوفرةٍ خطايا العالم بأسره. بالتالي، فمن الطبيعي أن يحرِّر الآخرين، هو الذي لا يحمل أيّ ذنب.
لكنّني أذهب إلى أبعد من ذلك. فليس الرّب يسوع المسيح وحده مَن عليه ألاّ يدفع شيئًا لافتداء خطاياه الشخصيّة أو التكفير عنها. فلو نظرت إلى أيّ إنسان مؤمن، يمكنك القول إنّ أحدًا لا يحتاج إلى دفع ثمن التكفير عن ذنوبه لأنّ الرّب يسوع المسيح قد قدّم ذاته لافتداء الجميع وهو خلاص الجميع.

 
 
12    يوم الجمعة الخامس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 22-18:18     
مار إيفانيوس أسقف قبرس والمعترفّ - (12 ايار)
    إنجيل القدّيس متّى 22-18:18  
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء.
وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم».
حِينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات.

 

«فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم»
القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة،
نشيد غير معروف

 
ذاك الّذي يحتفل وحده في عمق الصحراء، هو جماعة عديدة.
وإن اجتمع اثنان بين الصخور للاحتفال، فهناك الألوف والربوات حاضرة
وإن اجتمع ثلاثة، فهناك رابع في وسطهم
إن كان هناك ستّة أو سبعة، اثنا عشر ألف ألف تجتمع معهم
وإن اصطفّوا فإنّهم يملؤون الجلد من الصلاة...
إن اجتمعوا فالرُّوح يرّف فوق رؤوسهم
وان انتهوا من الصلاة فإنّ الرّب يقوم ويخدم خدّامه (راجع لو 12: 37 + يو 13: 4)

 
 
11    الخميس الخامس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 20-11:16     
 
    إنجيل القدّيس متّى 20-11:16  
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين».
حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين.
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.

 

«أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي»
المجمع الفاتيكانيّ الثاني،
"نور الأمم"(lumen gentium) : دستور عقائدي في الكنيسة، العدد 22

 
كما يؤلّف القدّيس بطرس وسائر الرسل، بأمر من الربّ، جماعة رسوليّة واحدة، كذلك يرتبط الحبر الروماني، خليفة بطرس، مع الأساقفة خلفاء الرسل. ويدلّ على صفة الدرجة الأسقفيّة وطبيعتها الجماعيّة، النظام المتناهي في القدم الذي بحسبه كان الأساقفة القائمون في العالم أجمع، يعيشون في الشركة فيما بينهم ومع أسقف روما في رباط الوحدة والمحبّة والسلام، والمجامع الملتئمة التي كان عليها أيضًا أن تقرّر معًا المشاكل الهامّة، وذلك بعد أن يكون الرأي قد أخضع لحكم الكثيرين. وقد عُقِدَت المجامع المسكونيّة على مرّ العصور لتظهر ذلك بجلاء وتثبتة. وإليها تشير أيضًا تلك العادة الجارية منذ القديم في دعوةِ عدّة أساقفة ليُسهموا في ترقيةِ مُنتَخَبٍ جديدٍ إلى أرفع درجة في الخدمة الكهنوتيّة الذي، بقوّةِ الرسامةِ الأسقفيّةِ والشركة التراتبيّة مع رأس الحلقة وأعضائه، يُصبح عضوًا في الجسم الأسقفي.
غير أنّه لا سلطة للجماعة أو للجسم الأسقفي إلاّ باتّحادها بالحبر الروماني، خليفة بطرس، كرأسٍ لها ودونما أي انتقاص من سلطان مَن هو رئيس على الرعاة والمؤمنين على السواء. فللحبر الروماني على الكنيسة، بقوّة مهمّته كنائب للرّب يسوع المسيح وراعٍ للكنيسة جمعاء، سلطان كامل، ومطلق وشامل، يستطيع أن يمارسه دومًا كما يشاء. والسلك الأسقفي، الذي يخلف الجماعة الرسوليّة في التعليم والتدبير الراعوي، أو بالأحرى الذي به يدوم الجسم الرسولي، يؤلّف، هو أيضًا بالاتّحاد مع الحبر الروماني، رأسه، وغير منفصل عن هذا الرأس، موضوع السلطة العليا والكاملة على الكنيسة جمعاء، ولا سلطة يمكن أن تُمارس إلاّ برضى الحبر الروماني. فالربُّ جعلَ من سمعان وحده صخرةً لكنيسته، وإليه وحده سلَّم المفاتيح (راجع مت 16: 18-19). ووضعه راعيًا لكلِّ قطيعه (راجع يو 21: 15 وما يتبع). ولكن سلطان الحلّ والربط الذي أُعطيَ لبطرس (راجع مت 16: 19) أُعطيَ أيضًا لجماعة الرسل متّحدين برأسهم (راجع مت 18: 18 + 28: 16-20). وتدلّ هذه الجماعة بتركيبها المتعدّد على وحدة القطيع في الرّب يسوع المسيح. في هذه الجماعة، يمارس الأساقفة الذين يحافظون بأمانةٍ على أولويّة رأسهم وسلطانه، سلطتهم الشخصيّة لا لخير مؤمنيهم وحسب، بل لخيرِ الكنيسة جمعاء.

 
 
10    الأربعاء الخامس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 28-21:16     
مار سمعان الغيور القانونيّ الرسولّ - (10 ايار)
    إنجيل القدّيس متّى 28-21:16  
 
بَدَأَ يَسُوعُ يُبَيِّنُ لِتَلامِيْذِهِ أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَذْهَبَ إِلى أُورَشَلِيْم، ويَتَأَلَّمَ كَثِيْرًا عَلى أَيْدِي الشُّيُوخِ والأَحْبَارِ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وفي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُوم.
فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَا لَكَ، يَا ربّ! لَنْ يَحْدُثَ لَكَ هذَا!».
فَأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ وقَالَ لِبُطْرُس: «إِذْهَبْ وَرَائِي، يَا شَيْطَان! فَأَنْتَ لِي حَجَرُ عَثْرَة، لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيْرَ اللهِ بَلْ تَفْكِيْرَ البَشَر».
حينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».
 
 
9    عيد النبيّ أشعيا    -     إنجيل القدّيس لوقا 21-14:4     
أشعيا النبيّ , المجمع المسكونيّ الخامس في القسطنطينيّة 553 - (9 ايار)
    إنجيل القدّيس لوقا 21-14:4  
 
عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار.
وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ.
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ.
وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه:
«رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا،
وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.»
ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه.
فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم».
 
 
8    عيد الإنجيليّ مار يوحنّا الرسول     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 25-20:21     
مار يوحنّا الإنجيليّ والرسول - (8 ايار)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 25-20:21  
 
إِلتَفَتَ بُطْرُس، فَرَأَى التِّلْمِيذَ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُمَا، وهُوَ الَّذي مَالَ عَلى صَدْرِ يَسُوعَ وَقْتَ العَشَاءِ وقَالَ لَهُ: يَا رَبّ، مَنْ هُوَ الَّذي يُسْلِمُكَ.
فَلَمَّا رَآهُ بُطْرُسُ قَالَ لِيَسُوع: «يَا رَبّ، وهذَا، مَا يَكُونُ لَهُ؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ؟ أَنْتَ، ٱتْبَعْنِي!».
وشَاعَتْ بَيْنَ الإِخْوَةِ هذِهِ الكَلِمَة، وهِيَ أَنَّ ذلِكَ التِّلْمِيذَ لا يَمُوت. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُ لا يَمُوت، بَلْ: إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ.
هذَا التِّلْمِيذُ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى هذِهِ الأُمُور، وهُوَ الَّذي دَوَّنَهَا، ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقّ.
وصَنَعَ يَسُوعُ أُمُورًا أُخْرَى كَثِيْرَة، لَوْ كُتِبَتْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، لَمَا أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُهَا أَسْفَارًا مَكْتُوبَة.

 

تعليم الرّسول القدّيس يوحنّا
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013،
المقابلة العامّة بتاريخ 09/08/2006

 
إنّ كان هناك من ميزة تطغى على كتابات القدّيس يوحنا، فهي المحبّة... بالتّأكيد، لم يكن القدّيس يوحنا الكاتب الوحيد من كتّاب البدايات المسيحيّة الّذي تكلّم في المحبّة. ولأنّ المحبّة هي مقوّم أساسيّ في المسيحيّة، يتكلّم عنها جميع كتّاب العهد الجديد وإن كان بنبرات مختلفة. إن كنّا نأخذ الآن وقتنا للتفكير بهذا الموضوع عند القدّيس يوحنّا فذلك لأنّه قد خطّ لنا بشيء من الإلحاح وبشكل حاسم الخطوط الأساسيّة لهذا الموضوع. سنكتفي الآن بالتركيز على كلماته.
هناك أمر أكيد وهو أنّ يوحنّا لم يؤلّف مقالة مجرّدة فلسفيّة ولا حتّى لاهوتيّة عن ماهيّة المحبّة. لا، إنّ القدّيس يوحنّا ليس بمُنَظّر. في الواقع، لا يمكن للمحبّة الحقيقيّة بطبيعتها أن تكون حصرًا تنظيريّة لكنّها تعود بشكل مباشر وملموس وقابل للتحقق إلى أشخاص واقعيّين. والواقع أنّ يوحنّا، كرسول وصديق للرّب يسوع، مَكَّنَنَا من أن نتلمّس ما هي مقوّمات المحبّة أو بالأحرى مراحل المحبّة المسيحيّة.
تتعلق المقوّمة الأولى بمصدر المحبّة ذاته الذي يحدّده الرسول في الله مؤكّدا أنّ "اللهَ مَحَبَّة" (1يو 4: 16). فيوحنا، هو الكاتب الوحيد في العهد الجديد الذي يقدّم لنا ما يشبه التّعريف عن لله، فيقول مثلا:" إنّ الله روحٌ" (يو 4: 24) وأنّ "الله نور" (1يو 1: 15). وهنا بحدس ثاقب يعلن "إنَّ اللهَ مَحَبَّة". فلننتبه جيّدًا، فهو لم يعلن ببساطة أنّ "الله يحبّ" ولا أنّ "المحبّة هي الله". أو بكلام آخر، لم يكتفِ يوحنّا بوصف الفعل الإلهيّ، بل مضى إلى الأصل. لا بل أكثر فهو لا يريد أن ينسب قيمة إلهيّة لمحبّة عامّة وربّما غير شخصيّة. وهو لم يرتقِ من المحبّة إلى الله، إنّما توجّه مباشرةً نحو الله، ليُعَرِّف طبيعته من خلال البعد اللامتناهي للمحبّة. وبذلك، أراد يوحنّا أن يقول إن المقوّم الأساسيّ لله هو المحبّة، وبالتالي فإنّ كلّ فعلِ إلهيّ يولد من المحبّة وهو مطبوع فيها. إنّ كل ما يصنعه الله، يصنعه بمحبّة، وبواسطة المحبّة، وإنْ صَعُبَ علينا أن نفهم في الحال ماهيّة المحبّة، المحبّة الحقيقيّة.

 
 
7    الأحد الخامس من زمن القيامة : يسوع يسلّم الرعاية لبطرس    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 19-15:21     
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 19-15:21  
 
بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي!
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد».
قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!».

 

«يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟»
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
العظة 46 عن الرّعاة، المقطع 30

 
إنّي أرى جميع الرُّعاة الصالحين في الرَّاعي الوحيد (راجع يو 10: 14). إنّ الرُّعاة الصّالحين، في الحقيقة، ليسوا كثر بل إنّهم واحد في الوحيد. لو كانوا كثر لكانوا انقسموا على بعض... إن أوكل الربّ قطيعه لبطرس، فإنّ ذلك كان من أجل أن يؤكّد على الوحدة في اختياره له. كان الرُّسل كثرًا، ولكن قيل لواحد "اِرْعَ خِرافي"... وفي الواقع، عندما أوكل الرّب يسوع المسيح خرافه إلى أحد شبيه به، فقد أراد منه أن يكون واحدًا معه. فالمخلّص هو الرأس، وبطرس يمثّل جسد الكنيسة (راجع كول 1: 13)... وماذا قال له قبل أن يوكل له الخراف كي لا يتقبّلها كغريب؟ "يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟" وبطرس أجاب: "أحبّك". ومرّة أخرى "أتحبّني؟"، ومرّة ثانية: "أحبّك". ومرّة ثالثة: "أتحبّني؟" وأجاب بطرس للمرة الثالثة "أحبّك". وكان ذلك لتشديد الحبّ، من أجل أن تتعزز الوحدة.
إذًا فإنّ الرّب يسوع هو وحده الرَّاعي من خلال الرُّعاة، وما هُم عليه هو بالرّب يسوع المسيح وحده... ما كان الربّ ليعلن بالنبي زمنًا رديئًا حين قال: "أنا سأرعى خرافي" وكأنّه ليس لديه أحد يوكلها إليه. عندما كان بطرس لا زال حيًّا، عندما كان الرُّسل بالجسد لا يزالون في هذا العالم، ألم يقل ذاك الرَّاعي الوحيد الّذي فيه يجتمع كلّ الرعاة: "ولي خِرافٌ أُخْرى لَيسَت مِن هذِه الحَظيرَة فتِلكَ أَيضاً لابُدَّ لي أَن أَقودَها وسَتُصغي إِلى صَوتي فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد" (يو 10: 16). يجب على كلّ الرُّعاة أن يكونوا واحدًا في الرّاعي. يجب عليهم كلّهم أن يُسمِعوا صوته للخراف... يجب عليهم جميعهم أن يعتمدوا اللغة نفسها، لغةً ما مِن أصوات متضاربة فيها. "أُناشِدُكُم، أَيُّها الإِخوُة، باِسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح، أَن تقولوا جَميعا قَولاً واحِداً وأَلاَّ يَكونَ بَينَكُمُ اختِلافات" (1كور 1: 10). يجب أن تسمع الخراف ذاك الصوت الّذي لا أثر للانقسام فيه الخالي من أيّ هرطقة، من أجل أن تتبع الراعي الّذي قال: "إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي... وهي تَتبَعُني" (يو 10: 27).

 
 
6    السبت الرابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 33-22:14     
مار دومينيك سافيو المعترف - (6 ايار)
    إنجيل القدّيس متّى 33-22:14  
 
في الحَالِ أَلْزَمَ يَسُوعُ التَّلامِيْذَ أَنْ يَرْكَبُوا السَّفِيْنَةَ ويَسْبِقُوهُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى، رَيْثَمَا يَصْرِفُ الجُمُوع.
وبَعْدَمَا صَرَفَ الجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّي. ولَمَّا كَانَ المَسَاء، بَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ هُنَاك.
وكَانَتِ السَّفِيْنَةُ قَدْ أَصْبَحَتْ عَلى مَسَافَةِ غَلَوَاتٍ كَثِيْرَةٍ مِنَ اليَابِسَة، وكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَلْطِمُهَا لأَنَّ الرِّيْحَ كَانَتْ مُخَالِفَةً لَهَا.
وفي آخِرِ اللَّيْل، جَاءَ يَسُوعُ إِلى تَلامِيْذِهِ مَاشِيًا عَلى البُحَيْرَة.
ورآهُ التَّلامِيْذُ مَاشِيًا عَلى البُحَيْرَةِ فَٱضْطَرَبُوا وقَالُوا: «إِنَّهُ شَبَح!». ومِنْ خَوْفِهِم صَرَخُوا.
وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ قَائِلاً: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!».
فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وقَال: «يَا رَبّ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلى المِيَاه!».
فَقَال: «تَعَالَ!». ونَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِيْنَةِ فَمَشَى عَلى المِيَاه، وذَهَبَ نَحْوَ يسُوع.
ولَمَّا رَأَى الرِّيْحَ شَدِيْدَةً خَاف، وبَدَأَ يَغْرَق، فَصَرَخ قائِلاً: «يَا رَبّ، نَجِّنِي!».
وفي الحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ فَأَمْسَكَهُ وقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيْلَ الإِيْمَان، لِمَاذَا شَكَكْت؟».
ولَمَّا صَعِدَ يَسُوعُ وبُطْرُسُ إِلى السَّفِيْنَةِ سَكَنَتِ الرِّيْح.
فَسَجَدَ الَّذينَ هُمْ في السَّفِيْنَةِ لِيَسُوعَ وقَالُوا: «حَقًّا أَنْتَ ٱبْنُ الله!».

 

«فَسَجَدَ لَهُ ٱلَّذينَ كانوا في ٱلسَّفينة، وَقالوا: أَنتَ ٱبنُ ٱللهِ حَقًّا!»
الطوباويّة إلياصابات الثالوث (1880 - 1906)، راهبة كرمليّة،
الرّياضة الرّوحيّة الأخيرة، 20-21

 
"يَجْثو الأَربَعَةُ والعِشْرونَ شَيخًا أَمامَ الجالِسِ على العَرْش، ويَسجُدونَ لِلحَيِّ أَبَدَ الدُّهور، ويُلقونَ أَكاليلَهم أَمامَ العَرشِ ويَقولون: أَنتَ أَهلٌ، أَيُّها الرَّبُّ إِلهُنا، لأَن تَنالَ المَجدَ والإِكرامَ والقُدرَة" (رؤ 4: 10-11). كيف أتصرّف، في سماء نفسي، على مثال تصرّف هؤلاء الطوباويّين في سماء المجد؟ كيف أتابع هذا التسبيح وهذا السجود غير المنقطعين؟ لقد نوّرني القدّيس بولس بهذا الشأن عندما تمنّى لخاصّته "أَن يَهَبَ لَهم الآب... أَن يَشتَدُّوا بِروحِه... وأَن يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِهم بالإِيمان، وأن يتأَصَّلوا في المَحبَّة" (راجع أف 3: 16-17). التأصّل في المحبّة، يبدو لي أنّه الشرط المطلوب لتأدية دورنا بكرامة في مجال صلاة "التسبيح بالمجد" (راجع أف 1: 6+12+14). النفس الّتي تدخل إلى أعماق الله وتمكث فيها...، والّتي تجعل بالتالي كلّ شيء "به ومعه وله"...، هذه النفس تتجذّر بعمق أكثر في ذاك الّذي تحبّه، بواسطة كلّ تحرّكاتها وتطلّعاتها، كما وبكلّ واحدٍ من أفعالها، مهما كانت عاديّة. كلّ ما فيها يكرّم الله الثالوث الأقدس: هكذا تتحوّل إلى نشيد تقديس دائم، تسبيح مجد لا ينقطع!
"يَجْثو الأَربَعَةُ والعِشْرونَ شَيخًا...، ويَسجُدونَ...، ويُلقونَ أَكاليلَهم". على النفس أوّلاً أن تجثو، وأن تغوص في هاوية عدمها، وأن تتجذّر عميقًا إلى أن... تجد السلام الحقيقيّ والثابت والكامل، هذا السلام الّذي لا يعكّره شيء، لأنّها اندفعت إلى عمق الأعماق حيث لن يبحث عنها أحد هناك. حينها، يصبح بإمكانها أن تعبد.

 
 
5    يوم الجمعة الرابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 27-22:6     
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 27-22:6  
 
في الغَدِ، رَأَى الجَمْعُ الَّذي بَقِيَ عَلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البَحْر، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سِوَى سَفِينَةٍ وَاحِدَة، وأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ السَّفِينَةَ مَعَ تَلامِيذِهِ، بَلْ مَضَى التَّلامِيذُ وَحْدَهُم.
وجَاءَتْ سُفُنٌ أُخْرَى مِنْ طَبَرَيَّة، إِلى قُرْبِ المَوْضِعِ الَّذي أَكَلُوا فِيهِ الخُبْزَ، بَعْدَ أَنْ شَكَرَ الرَّبّ.
فَلَمَّا رَأَى الجَمْعُ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ هُنَاك، ولا تَلامِيذُهُ، رَكِبُوا السُّفُن، وجَاؤُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ يَطْلُبُونَ يَسُوع.
ولَمَّا وَجَدُوهُ عَلى الضَّفَّةِ المُقَابِلَة، قَالُوا لَهُ: «رَابِّي، مَتَى وَصَلْتَ إِلى هُنَا؟».
أَجَابَهُم يَسُوعُ وقَال: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنْتُم تَطْلُبُونِي، لا لأَنَّكُم رَأَيْتُمُ الآيَات، بَلْ لأَنَّكُم أَكَلْتُم مِنَ الخُبْزِ وشَبِعْتُم.
إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ٱبْنُ الإِنْسَان، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ هُوَ الَّذي خَتَمَهُ اللهُ الآب».

 

«عَمَلُ اللهِ أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل»
القدّيس توماس مور (1478 - 1535)، رجل دولة إنكليزيّ وشهيد،
حوار التعزية في الشدائد

 
إنّ الإيمان هو الأساس الذي نعتمد عليه. فَمِن دون الإيمان، لا جدوى من أن نرجو الحصول على أيّ تعزية روحيّة... فأيّ دعم يمكن أن يقدّمه الكتاب المقدّس لمَن لا يؤمن بأنّه كلمة الله وبأنّ كلمته حقيقة؟ لا بدّ من أنّنا لا نستفيد كثيرًا إن لم نؤمن أنّه كلمة الله أو، حتّى ولو افترضنا ذلك، إن اعتقدنا بأنّه يحتوي على أخطاء! فبقدر قوّة الإيمان تكون كلمات الكتاب المقدّس المُطَمئِنَة أكثر أو أقلّ إفادة.
فضيلة الإيمان هذه، لا يمكن لأيّ إنسان أن يكتسبها من تلقاء نفسه، ولا أن يهبها لآخَر... فالإيمان هو هبة مجانيّة من الله، وكما قال القدّيس يعقوب: "فكُلُّ عَطِيَّةٍ صالِحَةٍ وكُلُّ هِبَةٍ كامِلَةٍ تَنزِلُ مِن عَلُ مِن عِندِ أَبي الأَنوار" (يع 1: 17). فلهذا السبب، نحن الذين، بالرغم من علامات كثيرة، نشعر بأنّ إيماننا ضعيف: فلنطلبْ من الرَبِّ أن يقوّيَه.

 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003