الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

16 الى 30، من شهر ت 2 2022
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

16- عيد مار متّى الإنجيليّ والرسول    (16 تشرين الثاني)
                                          إنجيل القدّيس متّى 13-9:9
  «فَقامَ فتَبعَه»
      
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
17- الخميس من أسبوع بشارة زكريّا    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 50-46:8
  «أَجابَه اليهود: أَلَسْنا على صوابٍ في قَولِنا إِنَّكَ سامِريّ، وإِنَّ بِكَ مَسًّا مِنَ الشَّيطان؟»
      
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ
18- يوم الجمعة من أسبوع بشارة زكريّا    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 55-51:8
  «أتكونُ أعظَمَ من أبينا إبراهيم الذي مات؟»
      
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة
19- السبت من أسبوع بشارة زكريّا  
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 59-56:8
  «اِبتَهجَ أَبوكُم إِبراهيم راجِياً أَن يَرى يَومي ورآهُ فَفَرِح»
      
للقدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 - نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
20- أحد بشارة العذراء
                                          إنجيل القدّيس لوقا 38-26:1
  مريم، "الممتلئة نعمة" في الحبل بها بلا دنس
      
للقدّيس صفرونيوس (؟ - 639)، راهب وبطريرك أورشليم
21- عيد دخول سيّدتنا مريم العذراء إلى الهيكل    (21 تشرين الثاني)
                                           إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11
  «طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها!»
  
  للقدّيسة تيريزيا - بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 - 1942)، راهبة كرمليّة
22- الثلاثاء من أسبوع بشارة العذراء   
                                          إنجيل القدّيس متّى 30-25:11
   
23- الأربعاء من أسبوع بشارة العذراء   
                                          إنجيل القدّيس متّى 58-54:13
  «أَما هُوَ ٱبنُ ٱلنَّجّار؟»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
24- الخميس من أسبوع بشارة العذراء
                                          إنجيل القدّيس متّى 50-46:12
  «مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
25- يوم الجمعة من أسبوع بشارة العذراء
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 44-40:6
  الرّب يسوع جعل من ذاته مأكلاً لنا
      
للقدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة
26- السبت من أسبوع بشارة العذراء
                                          إنجيل القدّيس لوقا 24-21:10
  «إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا»
      
للقدّيس ألفونس ماري دو ليغوري (1696 - 1787)، أسقف وملفان الكنيسة
27- أحد زيارة العذراء
                                          إنجيل القدّيس لوقا 45-39:1
   
28- الاثنين من أسبوع زيارة العذراء
                                          إنجيل القدّيس لوقا 56-46:1
  «ذاكِرًا كَما قالَ لآبائِنا رَحمَتَه لإِبراهيمَ وذُرَّيَّته لِلأَبد»
      
عظة يونانيّة من القرن الرابع
29- الثلاثاء من أسبوع زيارة العذراء
                                          إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10
  «مَع أَنَّ ٱلحاجَةَ إِلى أَمرٍ واحِد...»
     للقدّيسة كلارا (1193 - 1252)، راهبة فرنسِسيّة
30- عيد مار أندراوس الرسول    (30 تشرين الثاني)    
                                          إنجيل القدّيس متّى 23-18:4
  «اِتْبَعاني أَجعَلْكما صَيَّادَيْ بَشر»
      
الليترجيّة البيزنطيّة
 
 
30    عيد مار أندراوس الرسول   -     إنجيل القدّيس متّى 23-18:4   
مار أندراوس الرسول , مار بيشاي المعترف (417) - (30 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس متّى 23-18:4
 
فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن.
فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس».
فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه.
ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا.
فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه.
وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.

 

«اِتْبَعاني أَجعَلْكما صَيَّادَيْ بَشر»
الليترجيّة البيزنطيّة،
صلاة المساء بتاريخ 30 تشرين الثاني

 

عندما سمعتَ الصوتَ الصارخ في البريّة.... عندما صارَ الكلمة جسدًا وملأ الأرضَ ببشرى الخلاص السارّة، تبعتَه وبذلتَ نفسكَ باكورةَ التقدِمات للّذي عرّفتَ عنه وأعلنتَه لأخيك بأنّه إلهنا (راجع يو 1: 35-41): صلِّ لأجلنا كي يخلّصَ الله نفوسَنا وينيرَها...

تركتَ شباكَ الصيد لتكونَ صيادَ بشر سالكًا دربَ التبشير ومتأبّطًا صنّارة الإيمان. أيّها القدّيس أندراوس، أخ رئيس جوقةِ الرسل، الصوت الصادح في أصقاع الأرض مبشّرًا، أنتَ الذي خلّصتَ الشعوبَ جمعاء من هوّة الخطيئة... أغدِق أنوارَك على الذين يحيونَ ذكراك العذبة وعلى القابعين في الظلمات...

أيّها الربّ، لقد سارَ أندراوس باكورةُ الرسل المدعوّين على دربِ آلامكَ فشابهكَ في الموت. واصطادَ بصليبكَ القابعين في لجّةِ الجهلِ، أولئكَ الذين ضلّوا من قبلُ، لكي يجذبهم إليك. لذلك، ننشدُ لكَ، يا ربّ الرحمة: بشفاعته، امنَح السلامَ لنفوسنا...

ابتهج يا أندراوس، يا من يعلنُ مجدَ الله في كلّ مكان كما السماوات البليغة (راجع مز 19[18]: 2). كنتَ أوّلَ من لبّى دعوةَ الرّب يسوع المسيح وأصبحتَ رفيقَه الحميم، فتحلّيتَ بطيبتهِ وعكستَ ضياءَ وجهه على أولئكَ الرازحين تحت نير الظلمات... لذلك، نحتفلُ بعيدكَ المقدّس وننشد: "في ٱلأَرضِ كُلِّها شاعَ مَنطِقُها وَفي أَقاصي ٱلمَعمورَةِ كَلامُها" (مز 19[18]: 5).

 
 
29    الثلاثاء من أسبوع زيارة العذراء    -     إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10   
 
    إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10
 
فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.
وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.
أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».
فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!
إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

 

«مَع أَنَّ ٱلحاجَةَ إِلى أَمرٍ واحِد...»
القدّيسة كلارا (1193 - 1252)، راهبة فرنسِسيّة،
الرّسالة الثّانية إلى القدّيسة أغنس من براغ

 

أرفعُ الشكرَ الى مصدرِ النعمة، الى الخالق الذي منه يَنبَثِق كلُّ شيء حسن وكلُّ كمال، لأنه زيّنكِ بمقدارٍ من الفضائل، وجمَّلَكِ بوفرةٍ من الكمال بحيث أنَّكِ اقتديت مُصغيةً بكمال الآب السّماوي بحيث إنَّ عينيه لم تَعُودا تَتَبَيَّنا فيكِ شيئًا ناقصًا. ها هو ذاك الكمال الذي سيُرسِّخ اتحادَكِ بالمَلك الذي يجلس بمجدٍ على عرشٍ من الكواكِب: هذا الكمال بالنسبة لكِ قِوامُهُ احتقار عظائم ملكوت أرضيّ، واعتبار اقتراح زواج مع الإمبراطور كأنَّه عمل شائن، كذلك إنَّ قِوام هذا الكمال هو ممارسة نَذر الفقر المقدّس، والسَّير بكامل حماسةِ حُبِّكِ وتواضُعِكِ على خُطى مّن اعتبرَكِ مُستحقّة أن تُدعي الى عُرسِه.

أعلم أنَّكِ مُزيَّنة بالفضائل، لكن لا أريد أن أزعجَكِ وإرهاقكِ بمدائح غير مُجديّة، ولو أنّه بالنسبة إليكِ لا شيء يبدو غير مُجدِ حين تستطيعين أن تجني منه بعض السّلوى. بناءً عليه، وبما "أَنَّ ٱلحاجَةَ إِلى أَمرٍ واحِد" (راجع لو10: 42) فسأكتفي بأن أحُثَّك على هذا الأمر المطلوب، وذلك حُبًّا بمَن قدَّمْتِ ذاتَكِ له قربانة مقدّسة ومُستحبّة: تذكّري دعوتك، "وكمثل رَاحيل" أخرى، أعيدي دومًا الى حافِظتكِ المبادئ الأساسيّة التي تدفعكِ الى العمل: احتَفظي بعناية بما قد اكتَسبتِ؛ ما تفعليه، افعليه بجودة؛ لا تتراجعي أبدًا؛ بخلاف ذلك، أسرعي واركضي برشاقة دون التعثّر بحجارة الطريق، حتى دون أن تزيلي الغبار التي تلوّث الأرجل؛ سيري بثقة وحبور وفرح. تقدّمي بحذر على طريق السعادة: لا تثقي بأحد ولا تُسلّمي ذاتَك لكلّ مَن يريد أن يُبعِدَكِ عن دعوتكِ ويُعطِّل جولتكِ ويمنعُكِ أن تكوني أمينة للخالق في حالة الكمال حيث دعاكِ روح الربّ.

 
 
28    الاثنين من أسبوع زيارة العذراء    -     إنجيل القدّيس لوقا 56-46:1   
 
    إنجيل القدّيس لوقا 56-46:1
 
قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ،
وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي،
لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال،
لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس،
ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.
صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم.
أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين.
أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين.
عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ،
لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».
ومَكَثَتْ مَرْيَمُ عِندَ إِليصَابَاتَ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَشْهُر، ثُمَّ عَادَتْ إِلى بَيتِهَا.

 

«ذاكِرًا كَما قالَ لآبائِنا رَحمَتَه لإِبراهيمَ وذُرَّيَّته لِلأَبد»
عظة يونانيّة من القرن الرابع،
عظة منسوبة خطأً إلى القدّيس غريغوريوس العجائبيّ (نحو 213- 270)



فقالت مريم: "تعظّم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلّصي... عَضَدَ إسرائيل فَتاهُ ذاكِرًا رَحمَتَه، كما قالَ لآبائِنا، لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد" (لو 1: 54). أتَرَونَ كيف أنّ العذراء تفوق كمال الآباء الأقدمين وتؤكّد على العهد الّذي أقامه الله مع ابراهيم، عندما قال له: "وَيكونُ ذلك عَلامَةَ عَهْدٍ بَيني وبَينَكم"؟ (تك17: 11)... ونشيد هذه النبوءة هو النشيد الّذي تخاطب به والدةُ الله القدّيسة اللهَ عندما تقول: "تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي... لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُمورًا عَظيمة، قُدُّوسٌ اسمُه. عندما جعلني أمّ الله، حفظ بتوليّتي. وفي أحشائي يجتمع ملء الأجيال كلّها ليتقدّس فيها. فهو بارك كلّ الأجيال، رجالاً ونساءً وشبابًا وأطفالاً وشيوخًا"...

"حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء"... الوضعاء، والوثنيّون الجياع إلى البِرّ (راجع مت 5: 6) قد ابتهجوا. عندما أظهروا تواضعهم وجوعهم لله، وعندما طلبوا كلمة الله كما طلبت الكنعانيّة فُتات الخبز (راجع مت 15: 27)، قد شبعوا من الغنى الّذي تعطيه الأسرار الإلهيّة. لأنّ كلّ الامتيازات الإلهيّة قد وزّعها إلهنا يسوع المسيح، ابن العذراء، على الوثنيّين. "عَضَدَ إسرائيل فَتاهُ"، ليس أيّ إسرائيل، بل فَتاهُ الّذي يكرّم مولده الرفيع. لهذا السبب تدعو أمُّ الله هذا الشعب ابنها ووريثها. لمّا وجد الله أنّ هذا الشعب مُتعَب من الحَرف ومُرهَق من الشريعة، دعاه إلى النعمة. وبإعطائه هذا الاسم لإسرائيل، فهو يرفعه، "ذاكِرًا رَحمَتَه، كما قالَ لآبائِنا، لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد". إنّ هذه الكلمات القليلة تختصر سرَّ خلاصِنا كلَّه. وحين شاء الرّب يسوع المسيح أن يخلّص البشريّة وأن يَختُمَ العهد القائم مع آبائنا، عندئذٍ "أَمالَ السَّمَواتِ ونَزَل" (مز18[17]: 10). وهكذا تجلّى لنا، واضعًا نفسه في متناولنا، لكي نستطيع أن نراه ونلمسه ونسمعه يتكلّم.

 
 
27    أحد زيارة العذراء    -     إنجيل القدّيس لوقا 45-39:1   
مار يعقوب المقطّع الشهيد - (27 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس لوقا 45-39:1
 
في تِلْكَ الأَيَّام (بعد البشارة بيسوع)، قَامَتْ مَرْيَمُ وَذَهَبَتْ مُسْرِعَةً إِلى الجَبَل، إِلى مَدِينَةٍ في يَهُوذَا.
ودَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا، وسَلَّمَتْ عَلَى إِليصَابَات.
ولَمَّا سَمِعَتْ إِلِيصَابَاتُ سَلامَ مَرْيَم، ٱرْتَكَضَ الجَنِينُ في بَطْنِها، وَٱمْتَلأَتْ مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
فَهَتَفَتْ بِأَعْلَى صَوتِها وقَالَتْ: «مُبارَكَةٌ أَنْتِ في النِّسَاء، وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!
ومِنْ أَيْنَ لي هذَا، أَنْ تَأْتِيَ إِليَّ أُمُّ ربِّي؟
فَهَا مُنْذُ وَقَعَ صَوْتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ، ٱرْتَكَضَ الجَنِينُ ٱبْتِهَاجًا في بَطْنِي!
فَطُوبَى لِلَّتي آمَنَتْ أَنَّهُ سَيَتِمُّ ما قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبّ!».
 
 
26    السبت من أسبوع بشارة العذراء    -     إنجيل القدّيس لوقا 24-21:10   
 
    إنجيل القدّيس لوقا 24-21:10
 
(بَعدَ عَودَة الاثنَين وَالسَّبعينَ تِلميذًا بِفَرَحٍ) ٱبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ٱرْتَضَيْت.
لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلٱبْنُ إِلاَّ ٱلآب، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلاَّ ٱلٱبْن، وَمَنْ يُريدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ».
ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى ٱنْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون!
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».

 

«إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا»
القدّيس ألفونس ماري دو ليغوري (1696 - 1787)، أسقف وملفان الكنيسة،
التأمّل الثالث لتساعيّة الميلاد

 

بعد مرور قرون من الزّمن وبعد التنهّدات والصلوات الّتي كلّها، جاء أخيرًا الذي لم يرَه الأنبياء والملوك، "مُشتهى جميع الأمم" (حج 2: 7)، رغبة التلال الأبديّة، الرّب يسوع المسيح مخلّصنا: "فقد وُلدَ لَنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لَنا آبنٌ" (إش 9: 5). إنّ ابن الله قد تصاغر ليمنحنا عظمته؛ ووهب نفسه لنا كي نهب أنفسنا له؛ لقد جاء ليعبّر لنا عن حبّه كي نتجاوب معه من خلال حبّنا. فلنستقبله إذًا بعطف، ولنحبّه ولنلجأ إليه لجميع احتياجاتنا...

لقد أتى الرّب يسوع في جسد طفل ليظهر لنا رغبته الشديدة بأن يملأنا من خيراته. "فقَدِ استَكَنَّت فيه جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة" (كول 2: 3)؛ كما أنّ أباه السماوي "جَعَلَ كُلَّ شيءٍ في يَدِه" (يو 3: 35؛ 13: 3). هل نرغب في الحصول على النور؟ لقد جاء لينيرنا هو. هل نرغب في الحصول على المزيد من القوّة للصمود أمام أعدائنا؟ هو جاء ليقوّينا. هل نرغب في نيل المسامحة والخلاص؟ هو جاء ليسامحنا وليخلّصنا. هل نرغب أخيرًا في الحصول على العطيّة السامية، عطيّة الحبّ الإلهي؟ هو جاء ليشعل قلوبنا بناره. لهذا السبب خاصّة، جعل نفسه طفلاً: أراد أن يظهر نفسه لنا فقيرًا جدًا ومتواضعًا جدًا لإزالة كلّ خشية ولكسب عطفنا بطريقة أفضل... يثير الأطفال عطف جميع الذين يرونهم: مَن يستطيع ألاّ يحبّ بعطف كبير ربًّا رآه كطفل صغير يشرب القليل من الحليب ويرتجف من البرد، فقيرًا ومحتقرًا ومتروكًا وباكيًا في مغارة، على التبن؟ هذا المشهد دفع القدّيس فرنسيس إلى المناداة: "هيّا بنا نحبّ طفل بيت لحم!" تعالي، أيّتها الأرواح المسيحيّة، تعالي وعبّري عن محبّتك للربّ الذي جعل نفسه طفلاً، والذي أصبح فقيرًا من أجلنا، الربّ المحبّ الذي نزل من السماء ليهب نفسه لنا.

 
 
25    يوم الجمعة من أسبوع بشارة العذراء    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 44-40:6   
مار يقوب المقطّع الشهيد - (27 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 44-40:6
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «هذِهِ مَشِيئَةُ أَبِي، أَنَّ كُلَّ مَنْ يُشَاهِدُ الٱبْنَ ويُؤْمِنُ بِهِ، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير».
فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلى يَسُوع، لأَنَّهُ قَال: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء».
وكَانُوا يَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا يَسُوعَ بْنَ يُوسُف، ونَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وأُمَّهُ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ الآن: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم.
لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير.

 

الرّب يسوع جعل من ذاته مأكلاً لنا
القدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة،
ما من حبٍّ أعظم؛

 

عندما أتى الرّب يسوع إلى هذا العالم، أحبّه للغاية لدرجة إنَّه أعطى حياته من أجله. لقد أتى ليشبع جوعنا إلى لله. كيف كان ذلك؟ لقد حوّل نفسه إلى خبز الحياة. لقد جعل نفسه صغيرًا وهشًّا ومُسالمًا من أجلنا. إن فُتات الخبز هي صغيرة لدرجة أنَّ الطفل يمكنه أن يبتلعها، وحتّى المنازع يمكنه أن يأكل منها. لقد صار خبز الحياة، لكي يشبع نهمنا إلى لله، أي جوعنا للحبّ.

أظن بأنّه ما كان يمكننا أن نحبّ الله، لو أنَّ الرّب يسوع لم يصبح واحدًا منا. ومن أجل أن يجعلنا قادرين على محبّة الله، صار واحدًا منّا في كلّ شيء ما خلا الخطيئة. وإذْ نحن على صورة الله، فإنّنا قد خُلِقنا لنحبّ، لأنَّ الله هو المحبّة. علّمنا الرّب يسوع من خلال آلامه أن نغفر بواسطة الحبّ، وأن ننسى بفضل التواضع. ابحث عن الرّب يسوع، فتجد سلامك.

 
 
24    الخميس من أسبوع بشارة العذراء    -     إنجيل القدّيس متّى 50-46:12   
 
    إنجيل القدّيس متّى 50-46:12
 
فيمَا يَسُوعُ يُكَلِّمُ الجُمُوع، إِذَا أُمُّهُ وإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا في الخَارِجِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوه.
فقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «هَا إِنَّ أُمَّكَ وإِخْوَتَكَ واقِفُونَ في الخَارِجِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوك».
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقالَ لِمُكَلِّمِهِ: «مَنْ أُمِّي ومَنْ إِخْوَتي؟».
وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى تَلاميذِهِ وقَال: «هؤُلاءِ هُمْ أُمِّي وإِخْوَتي!
لأَنَّ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبي الَّذي في السَّمَاواتِ هُوَ أَخي وأُخْتِي وأُمِّي!».

 

«مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي»
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
العظة 25 حول إنجيل القدّيس متّى

 

أرجوكم أن تنتبهوا إلى ما قاله الربّ يسوع المسيح رافعًا يده نحو تلاميذه: "هَؤُلاءِ هُم أُمّي وَإِخوَتي". وأضاف بعدها: "لِأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي". ألم تعمل مريم العذراء بمشيئة الآب، هي الّتي صدّقت بواسطة الإيمان، وحبلت بواسطة الإيمان، واختيرت لكي يولد الخلاص منها لأجلنا، ووُلدت في المسيح قبل أن يولد هو فيها؟ لقد عملت القديسة مريم، نعم، لقد عملت بمشيئة الآب، وبالنتيجة، ما هو أهمّ لمريم هي أنّها كانت تلميذة الرّب يسوع من أنّها كانت أمّه. إذًا، مريم كانت مطوّبة، لأنّها قبل أن تلد الرّب، حملته في حشاها.

قدّيسةٌ هي مريم، وطوباويّة هي! وبالرّغم من ذلك فإنّ الكنيسة هي أهمُّ من مريم العذراء. لماذا؟ لأنّ مريم هي جزء من الكنيسة، عضو بارز، عضو أعلى من غيره، ولكن في النهاية هي عضو من الجسم الكامل... إذًا يا أعزّاءي، انظروا إلى نفوسكم: "فأَنتُم جَسَدُ المَسيح وكُلُّ واحِدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنه"(1كور 12: 27). كيف أنتم هكذا؟ انتبهوا إلى ما يقوله: "هَؤُلاءِ هُم أُمّي وَإِخوَتي". كيف تصبحون أمّ الرّب يسوع؟ الجواب واضح: "مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي".

 
 
23    الأربعاء من أسبوع بشارة العذراء    -     إنجيل القدّيس متّى 58-54:13   
 
    إنجيل القدّيس متّى 58-54:13
 
أَتَى يَسوعُ إِلى النَّاصِرَةَِ بَلْدَتِهِ، فَأَخَذَ يُعَلِّمُ في مَجْمَعِهِم حَتَّى بُهِتُوا وقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لَهُ هذِهِ الحِكْمَةُ وهذِهِ الأَعْمَالُ القَدِيْرَة؟
أَلَيْسَ هذَا ٱبْنَ النَّجَّار؟ أَلا تُدْعَى أُمُّهُ مَرْيَم، وإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ ويُوسِي، وسِمْعَانَ ويَهُوذَا؟
أَلَيْسَتْ جَمِيْعُ أَخَوَاتِهِ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ كُلُّ هذَا؟».
وكَانُوا يَشُكُّونَ فِيه. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُم: «لا يَكُونُ نَبِيٌّ بِلا كَرَامَةٍ إِلاَّ في بَلْدَتِهِ وفي بَيْتِهِ».
ولَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ أَعْمَالاً قَدِيْرَةً كَثِيْرَةً لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم بِهِ.

 

«أَما هُوَ ٱبنُ ٱلنَّجّار؟»
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
العظة 51: §19 + 30

 

ألا يؤكّد سؤال ربّنا يسوع: "ولِمَ بَحثتُما عَنِّي؟ أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي؟" (لو 2: 49)، أنّ أباه هو الله ليعني بذلك أنّ يوسف ليس أبا؟ كيف يمكن إثبات ذلك؟ من خلال الكتاب المقدّس الّذي أكمل على النحو التالي: "ثُمَّ نَزلَ مَعَهما، وعادَ إِلى النَّاصِرَة، وكانَ طائِعاً لَهُما" (لو 2: 51). لمَن كان طائعًا؟ أليس لوالديه؟ إذًا، كان الاثنان والديه... كانا والديه في الزمن، وكان الله أباه في الابديّة. كانا والديّ ابن الإنسان؛ الآب، كلمته، الكلمة، حكمته (راجع 1كور1: 24)، هذه القدرة الّتي بها خلق كلّ شيء...

علينا ألاّ نتفاجأ إذًا إن أعطانا الإنجيليّون نسب الرّب يسوع من ناحية يوسف أكثر منه من ناحية مريم (راجع مت 1: 1؛ لو3: 23). ففي حين أصبحت مريم أمًّا خارج رغبات الجسد، هكذا أصبح يوسف أبًا خارج أيّ علاقة جسديّة. إذًا، هو يستطيع أن يكون نقطة انطلاق نسب المخلّص، بالرغم من عدم كونه أباه بحسب الجسد. نقاوته الكبيرة تؤكّد على أبوّته. أرادت خطّيبته مريم أن تسمّيه أوّلاً: "يا بُنَيَّ، لِمَ صَنَعتَ بِنا ذلك؟ فأَنا وأَبوكَ نَبحَثُ عَنكَ مُتَلَهِّفَيْن" (لو2: 48).

إن ولدت مريم المخلّص خارج قوانين الطبيعة، فقد كان الرُّوح القدس يعمل أيضًا في يوسف، كان يعمل في الاثنين بطريقة متساوية. "يوسف كان رجلاً بارًّا"، كما قال الإنجيليّ متّى (راجع مت 1: 19). فالزوج كان بارًّا، وزوجته كانت بارّة: استراح الرُّوح القدس لهذين البارّين وأعطى ابنًا للإثنين.

 
 
22    الثلاثاء من أسبوع بشارة العذراء    -     إنجيل القدّيس متّى 30-25:11   
مار - (1 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس متّى 30-25:11
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال!
نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت!
لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ.
تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم.
إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم.
أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».
 
 
21    عيد دخول سيّدتنا مريم العذراء إلى الهيكل    -     إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11   
 
    إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11
 
فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا».
أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!».
وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان.
فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل.
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان.
رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.

 

«طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها!»
القدّيسة تيريزيا - بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 - 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا،
صلاة الكنيسة

 

وسط الصمت الأبدي لحياة الله الداخليّة، تمّ اتّخاذ القرار بالفداء. وفي ظلمة منزل صامت في الناصرة، حلّت قوّة الرُّوح القدس على العذراء، الوحيدة والمصليّة، وتحقّق تجسّد المخلّص. ومجتمعة حول العذراء المواظبة على الصلاة (راجع أع 1: 14)، كانت الكنيسة الناشئة تأمل الحلول الجديد للرُّوح، التي وُعِدت به لإعطائها الحياة، لإعطائها الوضوح الداخليّ والخصوبة والفعاليّة.

في هذا الحوار الصامت بين الكائنات المبارَكة من الله وربّها، تتشكّل أحداث تاريخ الكنيسة، الظاهرة من بعيد والتي تجدّد وجه الأرض (راجع مز 104[103]: 30). إنّ العذراء التي كانت تحفظ في قلبها كلّ كلمة يقولها الربّ (راجع لو 1: 45؛ 2: 19)، تعطي صورة مسبقة عن الأشخاص اليقظين الذين تولد فيهم باستمرار صلاة يسوع الكهنوتيّة.

 
 
20    أحد بشارة العذراء   -     إنجيل القدّيس لوقا 38-26:1   
 
    إنجيل القدّيس لوقا 38-26:1
 
وفي الشَّهْرِ السَّادِس (بعد بشارة زكريّا)، أُرْسِلَ المَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الجَلِيلِ ٱسْمُهَا النَّاصِرَة،
إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ ٱسْمُهُ يُوسُف، وٱسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم.
ولَمَّا دَخَلَ المَلاكُ إِلَيْهَا قَال: «أَلسَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، أَلرَّبُّ مَعَكِ!».
فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام!
فقَالَ لَهَا المَلاك: «لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله.
وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع.
وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه،
فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!».
فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟».
فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لَهَا: «أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فٱلقُدُّوسُ ٱلمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱلله!
وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بٱبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا،
لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ٱللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!».
فقَالَتْ مَرْيَم: «هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!». وٱنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها المَلاك.

 

مريم، "الممتلئة نعمة" في الحبل بها بلا دنس
القدّيس صفرونيوس (؟ - 639)، راهب وبطريرك أورشليم،
عظة للبشارة

 

"افَرحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ". ما الذي يمكن أن يكون أعظم من هذا الفرح، أيّتها الأمّ العذراء؟ ما الذي يمكن أن يكون فوق هذه النعمة التي كنت الوحيدة التي حصلت عليها بالمشاركة من قبل الله؟ أيّ أمر أكثر فرحًا وإشعاعًا يمكن تصوّره؟ يبقى كلّ شيء بعيدًا جدًّا عن روائعك؛ كلّ شيء هو أقلّ من نعمتك. إنّ أكثر الامتيازات ضمانةً تحتلّ المرتبة الثانية وتملك وهجًا أقلّ بكثير.

"الربّ معك". من يجرؤ على منافستك في هذا المجال؟ وُلد الله منك. مَن يمكن ألاّ يقدّم لك مكانه فورًا ليترك لك بفرح المقام الأوّل والسمو؟ لذا، عندما أتأمّلك، جالسة فوق جميع المخلوقات، أسبّحكِ بصوت عالٍ: "افَرحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ". إنّ الفرح المنبعث منكِ، ليس ممنوحًا للبشر فقط، لكن أيضًا لجميع القوّات الملائكيّة في السماء...

الله نفسه سكن جسديًّا في أحشائك؛ وقد خرج منها كالعريس (مز19[18]: 6) ليحمل إلى جميع البشر الفرح والنور الإلهيّين. فيكِ، أيّتها العذراء، كما في سماء صافية ومشعّة، "أقام الله مقرّه" (مز76[75]: 3). "منك، اندفع كالعريس الخارج من خدره"؛ "وكالجبَّارِ المُبتهجِ في عَدْوِه"، سيعيش مسيرة حياته التي ستحمل الخلاص لجميع الأحياء. "مِن أَقاصي السَّماءَ خُروجُها وإِلى أَقاصيها مَدارُها" كالشمس (مز19[18]: 6 + 7)، سيملأ كلّ الأشياء من حبّه الإلهي ومن نوره المُحيي.

 
 
19    السبت من أسبوع بشارة زكريّا    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 59-56:8   
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 59-56:8
 
قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «إِبْرَاهِيمُ أَبُوكُمُ ٱشْتَهَى أَنْ يَرَى يَوْمِي، ورَأَى فَفَرِح».
فَقَالَ لَهُ اليَهُود: «لا تَزَالُ دُونَ الخَمْسِين، ورَأَيْتَ إِبْرَاهِيم؟».
قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: قَبْلَ أَنْ كَانَ إِبْرَاهِيم، أَنَا كَائِن».
فَأَخَذُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوه. أَمَّا يَسُوعُ فَتَوارَى وخَرَجَ مِنَ الهَيْكَل.

 

«اِبتَهجَ أَبوكُم إِبراهيم راجِياً أَن يَرى يَومي ورآهُ فَفَرِح»
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 - نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد،
ضدّ الهرطقات، الجزء الرّابع، 5: 3-5

 

"اِبتَهجَ أَبوكُم إِبراهيم راجِياً أَن يَرى يَومي ورآهُ فَفَرِح". ما معنى ذلك؟ إنّ إبراهيم قد "آمَنَ بالرّبِّ فَحَسِبَهُ لَهُ ذلكَ بِرًّا" (تك 15: 6). لقد آمن بدايةً إنّ الرّب هو خالق السماء والأرض، وهو الله الواحد؛ بعد ذلك، آمن أنّه سيجعلُ ذريّتَه كثيرةً كنجوم السماء (راجع تك 15: 5-6)... لهذا السبب بالذّات تركَ إبراهيم روابطه الأرضيّة وتبعَ كلمةَ الله، فتحوَّلَ إلى غريبٍ عن الكلمة ليصبح مواطنًا مع الكلمة (راجع أف 2: 19). ولذلك أيضًا، تركَ أولئك الرُّسُل الّذين هم من ذريّة إبراهيم سفينتَهم وأبيهم، وتبَعوا الكلمة، ابن الله (راجع مت 4: 22). كذلك علينا نحن أيضًا أن نقومَ نحن الذين نشاركُ إبراهيم إيمانه، بحملِ صليبِنا كما حملَ إسحق الحطب (راجع تك 22: 6)، ونتبعَ هذه الكلمة نفسها.

فمع إبراهيم، تعلَّمَ الإنسان مُسبقًا واعتادَ على اتّباعِ كلمة الله. ففي الواقع، تَبِعَ إبراهيم في إيمانه تعاليم كلمة الله، وقدَّمَ بدون أيّ تردُّد ابنه الوحيد المحبوب ذبيحةً إلى الله، كي يقبلَ الله أيضًا أن يقدِّمَ ابنه الوحيد والمحبوب ذبيحةً لخلاصِ ذريّتِه كلِّها.

وحيثُ أنّ إبراهيم كان نبيًّا وكان يرى من خلال الرُّوح يومَ مجيء الربّ وتدبيرَ آلامِه، أي الخلاص له ولكلِّ الذين سيؤمنون بالله مثلَه، فقد ابتهج فرِحًا. إذًا، لم يكن الربّ مجهولاً من إبراهيم، لأنّ هذا الأخير أرادَ أن يرى يومَه. هكذا بما أنّ إبراهيم قد تلقّى العلم من الكلمة فإنّه قد عرف الآب بواسطة الكلمة الإلهي فآمن به... لذا قال: "رَفَعتُ يَدي إِلى الرَّبِّ الإِلهِ العَلِيّ، خالِقِ السَّمَواتِ والأَرض" (تك 14: 22).

 
 
18    يوم الجمعة من أسبوع بشارة زكريّا    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 55-51:8   
مار رومانوس الشهيد (310) - (18 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 55-51:8
 
قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد».
فَقَالَ لَهُ اليَهُود: «أَلآنَ عَرَفْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. إِبْرَاهِيمُ مَات، والأَنْبِيَاءُ مَاتُوا، وأَنْتَ تَقُول: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يَذُوقَ المَوتَ إِلى الأَبَد.
أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذي مَات؟ والأَنْبِيَاءُ أَيْضًا مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟».
أَجَابَ يَسُوع: «إِنْ أُمَجِّدْ أَنَا نَفْسِي فَمَجْدِي لَيْسَ بِشَيء. أَبِي هُوَ الَّذي يُمَجِّدُنِي، وهُوَ مَنْ تَقُولُونَ أَنْتُم إِنَّهُ إِلهُكُم.
وأَنْتُم مَا عَرَفْتُمُوه، أَمَّا أَنَا فَأَعرِفُهُ. وإِنْ قُلْتُ إِنِّي لا أَعْرِفُهُ كُنْتُ مِثلَكُم كَاذِبًا. لكِنِّي أَعْرِفُهُ، وأَحْفَظُ كَلِمَتَهُ.

 

«أتكونُ أعظَمَ من أبينا إبراهيم الذي مات؟»
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة،
العظة 55

 

إنّ المجد الباطل حثَّ اليهود على ذكر قرابتهم مع إبراهيم: "أتكونُ أعظَمَ من أبينا إبراهيم الذي ماتَ؟" وكان بإمكانهم أيضًا أن يقولوا له: "أتكونُ أعظَمَ من الله الذي لم يُنقذ من الموت أولئك الذين سمِعوا كلمتَه؟" لكنّهم لم يفعلوا ذلك، لأنّهم اعتبَروه أدنى مرتبةً من إبراهيم.

من خلال هذا الحديث، تقيّد ربُّنا بطريقتهم في رؤية الأمور، كما في هذا الكلام: "لو مجَّدتُ نفسي، لكانَ مَجدي باطلاً". كانَ يريدُ أن يُثبتَ لهم أنّهم لا يجهلونَه فحسب، بل يجهلونَ الله أيضًا. أي كما تكذبون حين تدّعون أنّكم تعرفونَ الله، سأكذبُ أنا أيضًا إن ادّعيْتُ أنّني لا أعرفُهُ أبدًا. لكنّ الدليل الأهمّ على أنّ الرّب يسوع مُرسَل من الله هو حين أضاف قائلاً: "لكنّني أعرِفُهُ وأعمَلُ بكلامِهِ".

 
 
17    الخميس من أسبوع بشارة زكريّا    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 50-46:8   
مار غريغوريوس العجائبيّ المعترف (273) - (17 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 50-46:8
 
قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «مَنْ مِنْكُم يُوَبِّخُنِي على خَطِيئَة؟ إِنْ كُنْتُ أَقُولُ الحَقَّ فَلِمَاذَا لا تُصَدِّقُونَنِي؟
مَنْ هُوَ مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلامَ الله. وأَنْتُم لا تَسْمَعُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ الله».
أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لَهُ: «أَمَا حَسَنًا نَقُولُ إِنَّكَ سَامِرِيّ، وبِكَ شَيْطَان؟».
أَجَابَ يَسُوع: «لَيْسَ بِي شَيْطَان، ولكِنِّي أكَرِّمُ أَبِي، وأَنْتُم تَحْتَقِرُونِي!
وأَنَا لا أَطْلُبُ مَجْدِي، فَهُنَاكَ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِين.

 

«أَجابَه اليهود: أَلَسْنا على صوابٍ في قَولِنا إِنَّكَ سامِريّ، وإِنَّ بِكَ مَسًّا مِنَ الشَّيطان؟»
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ،
الدّراسة 20

 

إنّه لأمر مثيرٌ للإهتمام أن نعرف كيف تجرّأ اليهود على إطلاق اسم السامِري على المخلِّص الذي لم يتوقّف عن نشر تعاليمه الخاصّة بالقيامة وبالدينونة، فيما كان السامِريّون ينكرون الحياة المستقبليّة وخلود النفس. ربّما كانت هذه مجرّد إهانة مجانيّة وجّهوها إليه من خلال إعطائه إسم مِلَّة لم يكن يشاركها الأفكار نفسها.

لقد اتّهموه أيضًا بوجود مسٍّ من الشيطان فيه، لأنّ الحقائق العظيمة التي كان يعلِّمهم إيّاها عن أنّ الله كان أبيه، وأنّه نزلَ من السماء، كانت تفوق الذكاء البشري. أو ربّما اقتنعوا بشكوك البعض منهم الذين كانوا يعتقدون أنّه كان يطرد الشياطين بقوّة بعل زبول.

لقد وجّهوا إليه إتّهامين: "إنّكَ سامِريّ" و"إنّ بكَ مَسًّا من الشيطان". لم ينكر الرّب يسوع أنّه سامِري. أليس هو السامِري الصالح الذي اقتربَ من المسافر المُصاب ومارسَ تجاهه واجبات الرحمة كلّها (راجع لو 18)؟ ولنَقُلْ أيضًا إنّ المخلِّص، أكثر من القدّيس بولس، أرادَ أن يفعل كلّ شيء لكسب جميع البشر؛ فلذلك، لم ينكرْ أنّه كان سامِريًّا. كما أنّه يعود أيضًا للرّب يسوع وحده أن يقول: "ليسَ بي مسٌّ من الشيطان"؛ وأيضًا: "إنّ سيّد هذا العالم آتٍ وليس له يدٌ عليّ" (يو14: 30) لأنّ أصغر الخطايا كانت تُنسب إلى الشّيطان.

 
 
16    عيد مار متّى الإنجيليّ والرسول    -     إنجيل القدّيس متّى 13-9:9   
مار متّى الإنجيليّ والرسول - (16 تشرين الثاني)
    إنجيل القدّيس متّى 13-9:9
 
فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، رَأَى رَجُلاً جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، إِسْمُهُ مَتَّى، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي». فقَامَ وتَبِعَهُ.
وفيمَا يَسُوعُ مُتَّكِئٌ في البَيْت، إِذَا عَشَّارُونَ وخَطَأَةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاؤُوا وٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وتَلامِيذِهِ.
ورَآهُ الفَرِّيسِيِّوُنَ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ لِتَلامِيْذِهِ: «مَا بَالُ مُعَلِّمِكُم يَأْكُلُ مَعَ العَشَّارِيْنَ والخَطَأَة؟».
وسَمِعَ يَسُوعُ فَقَال: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء.
إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة».

 

«فَقامَ فتَبعَه»
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013،
المقابلة العامّة بتاريخ 30/08/2006

 

"فَقامَ فتَبعَه". هذه العبارة المختصرة تظهر بوضوح سرعة متّى في تلبية النداء. بالنسبة إليه، كان هذا يعني التخلّي عن كلّ شيء، خاصّة عمّا كان يؤمّن له مداخيل أكيدة، حتّى لو كانت غالبًا غير محقّة ومخزية. بكلّ وضوح، فهم متّى إنّ الحميميّة مع الرّب يسوع لم تكن تسمح له بالاستمرار بنشاط مرفوض من الله. نحن نفهم بسهولة تطبيق ذلك على واقعنا الحاضر: ففي أيّامنا هذه أيضًا، إنّ التعلّق بأمور لا تتطابق مع السير خلف الرّب يسوع، كما هي الحال بالنسبة إلى الثروات غير المشروعة، هو أمر غير مقبول. فالرّب قال بدون مراوغة: "إِذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني" (مت 19: 21). وهذا ما فعله: "فَقامَ فتَبعَه". في هذه العبارة "فَقامَ فتَبعَه"، يمكن استنتاج رفض وضعيّة الخطيئة، وفي الوقت عينه، الموافقة الواعية على حياة جديدة ومستقيمة، ضمن الشراكة مع الرّب يسوع.

فلنتذكّر أنّ تقليد الكنيسة القديم أجمع على نسب أبوّة الإنجيل الأوّل إلى القدّيس متّى. وكان هذا النّسب قد حصل ذلك مع بابياس، أسقف هييرابوليس في فريجيا، حوالي العام 130. فهو كتب: "تلقّى متّى كلمات (الربّ) باللغة العبريّة، وقام كلّ واحد بترجمتها وفقًا لإمكانيّاته" (أوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة المسيحيّة، الجزء الثالث، 39: 16). كما أضاف المؤرّخ أوسابيوس هذه المعلومة: "متّى، الذي بدأ بالتبشير عند اليهود، حين قرّر التوجّه إلى الأمم الأخرى، كتب الإنجيل الذي كان يبشّر به بلغته الأم. هكذا، أراد أن يستبدل بالكتابة، عند أولئك الذين انفصل عنهم، ما خسروه نتيجة رحيله" (الجزء الثالث، 24: 6). لم يعد لدينا الإنجيل الذي كتبه متّى بالعبريّة أو بالآراميّة، لكن في الإنجيل باليونانيّة الذي نمتلكه، نحن ما زلنا نسمع، بطريقة معيّنة، الصوت المقنع لجابي الضرائب متّى الذي، بعد أن أصبح رسولاً، استمرّ بالإعلان عن رحمة الله المنقذة، ونحن نسمع رسالة القدّيس متّى هذه من خلال تأمّلها باستمرار لنتعلّم، نحن أيضًا، أن نقوم ونتبع الرّب يسوع بكلّ حزم.

 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003