الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

16 الى 30، من شهر جزيران 2023
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

16- يوم الجمعة الثالث من زمن العنصرة   
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 28-25:16
  «في ذلك اليَومِ تَسأَلونَ بِاسمي» (يو 16: 26)
      
للقدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150- نحو 215)، لاهوتي
17- السبت الثالث من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 33-29:16
  «كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام»
      
للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما
18- الأحد الرابع من زمن العنصرة: يسوع يبتهج بالروح
                                          إنجيل القدّيس لوقا 24-21:10
  «أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ ٱلسَّمَواتِ وَٱلأَرض» (مت 11: 25)
      
للقدّيس أنطونيوس الكبير (251 - 356) ، مؤسّس الحياة الرّهبانيّة
19- الاثنين الرابع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 5-1:18
   --
20- الثلاثاء الرابع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 10-6:18
  «إِيَّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَداً مِن هؤلاءِ الصِّغار»  (مت 18: 10-11)
      
للطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة
21- الأربعاء الرابع من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 37-25:10
   --
22- الخميس الرابع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 20-15:18
   --
23- الجمعة الرابع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 35-21:18
  الغفران هو الشريعة
      
للقدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس
24- عيد مولد مار يوحنّا المعمدان      (24 حزيران)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 66-57:1
  «لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور»
      
للقدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 - 735)، راهب وملفان الكنيسة
25- الأحد الخامس من زمن العنصرة: دعوة الرسل
                                          إنجيل القدّيس متّى 7-1:10
  «فَأَقامَ مِنهُمُ ٱثنَي عَشَرَ يَصحَبونَهُ، فَيُرسِلُهم يُبَشِّرون» (مر 3: 20)
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
26- عيد الطوباويّ أبونا يعقوب الحدَّاد الكبوشيّ المعترف     (26 حزيران)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 37-25:10
  رحمة السامريّ الإلهيّ
      
للطوباويّ شارل دو فوكو (1858 - 1916)، ناسك ومُبشِّر في الصحراء
27- الثلاثاء الخامس من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس مرقس 13-9:13
  «إِنَّكُم بِثَباتِكُم تَكتَسِبونَ أَنفُسَكُم» (لو 21: 19)
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا ) وملفان الكنيسة
28- الأربعاء الخامس من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 26-21:10
  «والَّذي تَسمَعونَه يُهمَسُ في آذانِكم، نادوا بِه على السُّطوح»(مت 10: 27)
      
للقدّيس باتريك (نحو 385 - نحو 461)، راهب إرساليّ وأسقف
29- عيد القدّيسين بطرس وبولس الرسولين      (29 حزيران)
                                          انجيل القدّيس متّى 20-13:16
  إيمان القدّيس بطرس، حجر الأساس للكنيسة
      
لبِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013  (07 /06 /2006)
30- عيد الرسل الاثني عشر      (30 حزيران)
                                          إنجيل القدّيس متّى 38-36:9
  «فاسأَلوا رَبّ الحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه»
      
للقدّيس منصور دي بول (1581 - 1660)، كاهن ومؤسِّس جماعات دينيّة
 
 
30    عيد الرسل الاثني عشر   -     إنجيل القدّيس متّى 38-36:9  
تذكار الرسل الاثني عشرّ - (30 حزيران)
    إنجيل القدّيس متّى 38-36:9
رَأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِيْن، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا.
حينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ: «إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.
أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ».

 

«فاسأَلوا رَبّ الحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه»
القدّيس منصور دي بول (1581 - 1660)، كاهن ومؤسِّس جماعات دينيّة،
إرشادات روحيّة للمرسلين

 

لكي يحصل العديد من النّاس على خارج جيّد وداخل مليء بمشاعر كبيرة نحو الله يكتفون... بالمناجاة القلبيّة إلى الله من خلال الصلاة... لا يخطئنّ أحد: أنّ مهمّتنا برمّتها تقتضي القيام بالأعمال. وهذا صحيح لدرجة أنّ الرَّسول يوحنا قد قال لنا في سفر الرؤيا إنّ أعمالنا هي الوحيدة التي ستتبعنا إلى الحياة الأخرى (راجع رؤ 14: 13). دعونا إذًا نتأمّل في هذا: هناك الكثير من الأشخاص الذين يبدون فاضلين، خصوصًا في هذا الزمن. وهم بالفعل كذلك. ومع ذلك، يميلون إلى سلوك طريق ليّن وناعم بدلاً من الصلاة الشاقّة والصلبة.
إنّ الكنيسة تُقارَن بموسم حصاد كبير يتطلّب عمّالاً ولكن ليس أي عمّال، إنّما عمّال يعملون. ليس هناك أيّ شيء متطابق مع الإنجيل أكثر من أن نُخزّن فينا النور، والقوّة التي تكتسبها أنفسنا من خلال المناجاة القلبيّة، وقراءة الكتب المقدّسة والعزلة... كلّ هذا من جهة، ومن جهة أخرى علينا الذهاب لمشاطرة الناس بهذه التغذية الروحيّة. علينا فعل ما قام به ربّنا ورسله من بعده. إنّه جمع ما قامت به مرتا وما قامت به مريم. أي علينا أن نقتدي بالحمامة التي تأكل نصف صيدها وتضع الباقي في فم أطفالها، من خلال منقارها، بُغية إطعامهم. هذا هو إذًا ما يجب أن نقوم به، هكذا يجب أن نشهد لله بأنّنا نحبّه من خلال الأفعال والأعمال التي نقوم بها. إنّ مهمتنا تقتضي بأن نقوم بالأعمال.
 
 
 
29    عيد القدّيسين بطرس وبولس الرسولين  (29 حزيران)    -     انجيل القدّيس متّى 20-13:16   
 
    انجيل القدّيس متّى 20-13:16
 
جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.

 

إيمان القدّيس بطرس، حجر الأساس للكنيسة
  لبِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013،  
المقابلة العامّة بتاريخ 07 /06 /2006

 

"أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي... وسأُعطيكَ مَفاتيحَ مَلَكوتِ السَّمَاوات. فما رَبَطتَهُ في الأَرضِ رُبِطَ في السَّمَوات. وما حَلَلتَه في الأَرضِ حُلَّ في السَّمَوات". إنّ الاستعارات الثلاث التي استعان بها الربّ يسوع واضحة جدًّا: فبطرس سيصبح حجر الأساس الذي سيرتكز عليه صرح الكنيسة، وسيحصل على مفاتيح ملكوت السَّماوات ليفتح أو يقفل على الأبرار، وأخيرًا سيستطيع أن يربط ويحلّ، أي سيكون قادرًا على أن ينشئ أو يمنع ما يعتقد أنه ضروريّ لحياة الكنيسة، التي لطالما كانت كنيسة المسيح وستبقى كذلك.
كذلك نرى بعد القيامة، الرِّفعة التي أراد الرَبّ يسوع أن يعطيها لبطرس (راجع مر 16: 7؛ يو 20: 2 + 4-6)... إذ أنّ بطرس سوف يصبح الشاهد الأوّل، من بين الرّسل، على ظهور القائم من بين الأموات (راجع لو 24: 34؛ 1كور 15: 5). يسجّل دوره الاستمراريّة بين الرِّفعة التي حصل عليها في جماعة الرّسل والرِّفعة التي استمرّ يحصل عليها في الجماعة التي نشأت مع أحداث الفصح... إنّ العديد من النصوص الرئيسيّة المرتبطة ببطرس تعود إلى سياق العشاء السرّي حيث منح الربّ يسوع بطرس خدمة تثبيت إخوته (راجع لو 22: 31).
إضافة إلى ذلك، فإنّ التدقيق في سياق تقدّم رئاسة بطرس في العشاء الأخير عندما نشأت الإفخارستيّا، أي فصح الربّ، يحدّد المعنى النهائي لهذا التقدّم: يجب أن يحفظ بطرس المشاركة مع المسيح في كلّ الأوقات، ويجب أن يوصل إلى المشاركة مع المسيح ويحرص على ألاّ تتمزّق الشبكة (راجع يو 21: 11) وأن تستمرّ المشاركة الجامعة. لا يمكننا أن نكون مع المسيح ربّ الكلّ إلاّ إذا كنّا معًا. إنّ بطرس مسؤول أن يضمن المشاركة مع المسيح بمحبّة المسيح، بممارسة هذه المحبّة في حياتنا اليوميّة. فلنصلِّ أن تمارس دائمًا أولويّة بطرس، التي توكل إلى أشخاصٍ مساكين، في الاتّجاه الأصلي الذي أراده الربّ، ولكي يتعرّف إلى معناها الحقيقي الإخوة الذين لم يتشاركوا معنا تمامًا.
 
 
28    الأربعاء الخامس من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس متّى 26-21:10   
القدّيس إيريناوس الليونيّ - (28 حزيران)
    إنجيل القدّيس متّى 26-21:10
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «سَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم.
ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ.
وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ.
حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟
فَلا تَخَافُوهُم! لأَنَّهُ مَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، ومَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف.

 

 «والَّذي تَسمَعونَه يُهمَسُ في آذانِكم، نادوا بِه على السُّطوح»(مت 10: 27)
       للقدّيس باتريك (نحو 385 - نحو 461)، راهب إرساليّ وأسقف،
اعتراف، الفقرات 43-47

 

لم أبدأ هذا العمل من تلقاء ذاتي، إنّما أمرني الربّ أن آتي إلى الإيرلنديّين الوثنيّين وأمضي الفترة المتبقّية من حياتي... إن أراد الربّ ذلك وإن حفظني من كلّ طريق سيّئ. ولكن ليس لديّ ثقة بنفسي طالما لازمت "هَذا الجَسَد الَّذي مَصيرُه المَوت" (رو 7: 24؛ راجع 2بط 1: 13)... أنا لم أعش حياة كاملة كغيري من المؤمنين، ولكنّني أعترف بذلك أمام ربّي ولا أخجل في حضرته. لأنّني لا أكذب: منذ أن عرفته في صغري، نما حبّ الله فيّ، كذلك نمت فيَّ مخافته؛ وحتّى الآن، بنعمة الربّ، "حافَظتُ على الإِيمان" (2تم 4: 7).
ليسخر منّي وليقم بإهانتي مَن يريد، أنا لن أسكت ولن أخفي "الآياتِ والعجائِب" (دا 6: 28)، التي أراني إيّاها الربّ، قبل سنين من إتمامها، هو الذي يعرف كلّ شيء. لذا، عليّ ألاّ أتوقّف عن تمجيد الله، الذي غالبًا ما غفر لي هفواتي وإهمالي، وأيضًا لأنّه لم يسخط بي ولو لمرّة واحدة، أنا الّذي أُعطيتُ أن أكون أسقفًا. لقد رأف بي الربّ "وصنع إحسانًا إلى أُلوفٍ وألوف من الناس" (خر20: 6)، لأنّه رأى أنّني متفرّغ... في الواقع، رفض كثيرون هذه المهمّة؛ كانوا يتكلّمون من وراء ظهري ويقولون: "لماذا ينطلق في مغامرة خطرة عند غرباء لا يعرفون الله؟" ما كانوا يقولون ذلك من خبثهم؛ أنا بنفسي أشهد على ذلك: "بسبب فظاظتي، لم يقدروا أن يفهموا لماذا عُيِّنتُ أسقفًا. وأنا لم أكن سريعًا في اكتشاف النعمة التي كانت فيّ. الآن كلّ هذا أصبح واضحًا لي.
الآن، أعرض بكلّ بساطة لإخوتي ولزملائي في الخدمة الذين صدّقوني، لماذا "وعظت وأكمل الوعظ" (2كور13: 2)، بهدف تقوية إيمانكم وتثبيته. علّكم تطمحون، أنتم أيضًا، إلى تحقيق أهداف أسمى وإنجاز أعمال أروع. سيكون هذا فخرًا لي، لأنّ "الابن الحَكِيم يَسُرُّ أباهُ" (أم 10: 1).
 
 
27    الثلاثاء الخامس من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس مرقس 13-9:13   
 
    إنجيل القدّيس مرقس 13-9:13
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كُونُوا أَنْتُم عَلى حَذَر: سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِسِ وَالمَجَامِع، ويَضْرِبُونَكُم، ويُوقِفُونَكُم أَمَامَ الوُلاةِ وَالمُلُوك، مِنْ أَجْلِي، شَهَادةً لَهُم.
ولا بُدَّ أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِٱلإِنْجِيلِ في كُلِّ الأُمَم.
وحِينَ يَسُوقُونَكُم لِيُسْلِمُوكُم، لا تَهْتَمُّوا بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، بَلْ تَكَلَّمُوا بِمَا تُعْطَونَهُ في تِلْكَ السَّاعَة، لأَنَّكُم لَسْتُم أَنْتُمُ المُتَكَلِّمِين، بَلِ ٱلرُّوحُ القُدُس.
وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلَى وَالِدِيهِم، ويَقْتُلُونَهُم.
ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي. ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ.


 

 

 «إِنَّكُم بِثَباتِكُم تَكتَسِبونَ أَنفُسَكُم» (لو 21: 19)
       للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
عظة 306

 

أتريد بلوغ تلك الحياة حيث تصبح دائمًا بمأمن عن الخطأ؟ مَن لا يريد ذلك؟... كلّنا نريد الحياة والحقيقة. ولكن كيف يمكن بلوغ ذلك؟ وأيّ درب نسلك؟ لم تنتهِ رحلتنا بعد، لكنّنا نرى النهاية منذ الآن... نحن نطمح إلى الحياة وإلى الحقّ. إنّ الرّب يسوع المسيح هو كلاهما. ما هو السبيل إليه؟ لقد قال: "أنا الطريق". إلى أين يقودنا؟ "أنا الحقّ والحياة" (راجع يو 14: 6).
هذا ما أحبّه الشهداء؛ لهذا السبب بالتحديد، تجاوزوا حبّ المقتنيات الأرضيّة؛ لا تندهشوا أمام شجاعتهم؛ فقد تغلّب فيهم الحبّ على الألم... لنسِر على خطاهم وأنظارنا ثابتة على مَن هو قائدنا وقائدهم؛ فإنّ كنّا نرغب في بلوغ سعادة قصوى كهذه، علينا ألاّ نخشى من سلوك الدّروب الصعبة. إنّ ذاك الذي قطع علينا هذا الوعد صادقٌ حقًّا؛ إنّه وفيّ ولا يمكنه أن يخدعنا... ولِمَ الخشية من درب الألم والعذابات الصعبة؟ إنّ الرّب يسوع المسيح بذاته قد مرّ فيه.
وإذ بك تجيب: "لكنّه المخلّص!" اعلم إذًا بأنّ الرُّسل سلكوا ذلك الدّرب أيضًا. فتُجيب مجدّدًا: "كانوا رسلاً!". أعرف ذلك. لا تنسَ أنّ عددًا كبيرًا من الرجال مثلك سلكوا ذلك الدرب بدورهم...؛ ومن النساء أيضًا...؛ ومن الأطفال، ومن الشابّات. فكيف يكون ذلك الدرّب صعبًا بعدما وطئه هذا العدد من المارّة وجعلوه سهلاً؟
 
 
26    عيد الطوباويّ أبونا يعقوب الحدَّاد الكبوشيّ المعترف (26 حزيران)    -     إنجيل القدّيس لوقا 37-25:10   
 
    إنجيل القدّيس لوقا 37-25:10
 
إِذَا عَالِمٌ بِالتَّوْرَاةِ قَامَ يُجَرِّبُ يَسُوعَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ ٱلحَياةَ الأَبَدِيَّة؟».
فَقَالَ لَهُ: «مَاذَا كُتِبَ في التَّوْرَاة؟ كَيْفَ تَقْرَأ؟».
فَقَالَ: «أَحْبِبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَكُلِّ نَفْسِكَ، وَكُلِّ قُدْرَتِكَ، وَكُلِّ فِكْرِكَ، وَأَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».
فَقالَ لَهُ يَسُوع: «بِالصَّوابِ أَجَبْتَ. إِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا».
أَمَّا هُوَ فَأَرادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لِيَسُوع: «وَمَنْ هُوَ قَريبِي؟».
فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَال: «كانَ رَجُلٌ نَازِلاً مِنْ أُورَشَلِيمَ إِلى أَرِيحَا، فَوَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص، وَعَرَّوهُ، وَأَوْسَعُوهُ ضَرْبًا، وَمَضَوا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْت.
وَصَدَفَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلاً في تِلْكَ الطَّرِيق، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى.
وَمَرَّ أَيْضًا لاوِيٌّ بِذلِكَ المَكَان، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى.
ولكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا مَرَّ بِهِ، وَرَآهُ، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه،
وَدَنَا مِنْهُ، وَضَمَّدَ جِرَاحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْها زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَذَهَبَ بِهَ إِلى الفُنْدُق، وٱعْتَنَى بِهِ.
وفي الغَد، أَخْرَجَ دِينَارَينِ وَأَعْطاهُمَا لِصَاحِبِ الفُنْدُق، وَقَالَ لَهُ: إِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ عَوْدَتي.
فَمَا رَأْيُكَ؟ أَيُّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ كَانَ قَريبَ ذلِكَ الرَّجُلِ الَّذي وَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص؟».
فَقَالَ: «أَلَّذي صَنَعَ إِلَيْهِ ٱلرَّحْمَة». فَقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ، وٱصْنَعْ أَنْتَ أَيْضًا كَذلِكَ».

 

رحمة السامريّ الإلهي
 
للطوباويّ شارل دو فوكو (1858 - 1916)، ناسك ومُبشِّر في الصحراء،  
تأمّلات حول المزامير: المزمور 52، § 103



كمّ كنت صالحًا، أيّها السامريّ الإلهيّ، إذ أعدتَ هذا العالم الجريح الّذي سقط سقوطًا يُرثى له على الطريق، ودُفن في مثل هذا الوحل، وهو غير المستحقّ حتّى لُطْفِكَ!
فكلّما كان العالم سيئًا، كلّما أشرقت رحمتكَ: فأن تكون صالحًا بلا حدود مع الأخيار، هو أقلّ إثارة للإعجاب ألف مرّة من أن تكون صالحًا بلا حدود مع كائناتٍ، وإن غَمَرَتها النعم، لا يملؤها سوى الجحود والخيانة والفساد. وكلّما كنّا أسوأ، كلّما سطعت أعجوبة رحمتك اللامحدودة وازدادت إشراقًا. وهذا وحده يكفي لتفسير الخير الأعظم الّذي تُنْتِجُه الخطيئة على الأرض ولماذا تَسمحُ بِهَا. فهي – أي الخطيئة – تؤدّي إلى خير أعظم لا مثيل له، أعني ممارسة رحمتك الإلهيّة وظهورها. ولا يمكن لهذه السّمة الإلهيّة أن تُمارَس من دونها. فالصلاح يمكن أن يُمارَسُ ويظهر من دون الخطيئة، في حين لا بدّ من الشرّ حتّى تمارَسُ الرحمة. ربّي وإلهي، كم أنت صالح وكم أنت رحوم!
الرحمة هي، إذا جاز التعبير، فائض صلاحك، هي ما يوجد من شغفٍ في صلاحك، الوزن الّذي يتفوّق فيه صلاحك على عدلك. كم أنت صالحٌ إلهي! (...)
لنكن صالحين مع الخطأة بما أنّ الله صالحٌ إلى الغاية معنا. لنصلّ من أجلهم ولنحبّهم. (...) "كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم" (لو 6: 36). الله " إنّما (يريد) الرحمة لا الذبيحة" (راجع مت 12: 7).
 
 
25    الأحد الخامس من زمن العنصرة: دعوة الرسل    -     إنجيل القدّيس متّى 7-1:10
عيد زكريّا وأليصابات والدا يوحنّا المعمدان - (25 حزيران)  
   إنجيل القدّيس متّى 7-1:10
 
دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
وهذِهِ أَسْمَاءُ الرُّسُلِ ٱلٱثْنَيْ عَشَر: أَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه،
وفِيْلِبُّسُ وبَرْتُلْمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس،
وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي أَسْلَمَ يَسُوع.
هؤُلاءِ الٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُم يَسُوع، وقَدْ أَوْصَاهُم قَائِلاً: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين،
بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل.
وفِيمَا أَنْتُم ذَاهِبُون، نَادُوا قَائِلين: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات.

 

«فَأَقامَ مِنهُمُ ٱثنَي عَشَرَ يَصحَبونَهُ، فَيُرسِلُهم يُبَشِّرون» (مر 3: 20)
  للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

 

كان الرُّسل أوّل مَن شاهدوا الربّ يسوع معلّقًا على الصليب، فبكوا موته، ثمّ انتابهم هلع شديد من هالة قيامته، ولكن سرعان ما غمرتهم محبّة شديدة إثر تجلّي قوّته، فلم يتردّدوا ولو للحظة بأن يهرقوا دماءهم ليشهدوا للحقّ الذي رأوه بأمّ أعينهم.
فكّروا يا إخوتي، بما طُلب من الرُّسل: أن يذهبوا إلى أقاصي الأرض ليبشّروا بأنّ رجلاً ميتًا قد قام من بين الأموات وصعد إلى السماوات، وأن يتعرّضوا لشتّى أنواع العذابات إثر شهادتهم للحقيقة أمام عالم لا يكترث للحقّ: الحرمان، والنفي، والتكبيل بالسلاسل، والتعذيب الجسدي، والحرق، والتعرّض لهجوم الحيوانات الشرسة، والصلب، وأخيرًا الموت. هل كان هذا كلّه في سبيل المجهول؟
هل مات بطرس لمجده الخاصّ؟ وهل بشّر لمنفعته الخاصّة؟ مات هو، ليُمجّد شخص آخر. قُتل هو، فَعَبَدَ الناس آخر. وحدها شعلة المحبّة المتّقدة والإيمان بالحقيقة قادرة أن تشرح جرأة بهذا الحجم! مَن بشّروا به قد رأوه، فنحن لا نموت في سبيل حقيقة لسنا متأكّدين منها. أو هل كان عليهم نفي ما رأوه؟ ولكنّهم لم ينفوا: فقد بشّروا بهذا المائت وهم يعرفون بأنّه حيّ أبدًا، وعرفوا في سبيل أيّ حياة يزهدون بحياة الأرض، وفي سبيل أي سعادة يتحمّلون العذابات العابرة، ومن أجل أي مكافأة لا يكترثون بهول المعاناة. يا لهذا الإيمان، فهو أكبر من العالم بأسره!
 
 
24    عيد مولد مار يوحنّا المعمدان   -     إنجيل القدّيس لوقا 66-57:1    
عيد مولد يوحنّا المعمدان - (24 حزيران)  
    إنجيل القدّيس لوقا 66-57:1
 
تَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا.
وسَمِعُ جِيرانُهَا وأَقَارِبُها أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا.
وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا.
فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: «لا! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا!».
فقَالُوا لَهَا: «لا أَحَدَ في قَرابَتِكِ يُدْعَى بِهذَا ٱلٱسْم».
وأَشَارُوا إِلى أَبِيهِ مَاذَا يُريدُ أَنْ يُسَمِّيَهُ.
فطَلَبَ لَوْحًا وكَتَب: «إِسْمُهُ يُوحَنَّا!». فَتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم.
وٱنْفَتَحَ فَجْأَةً فَمُ زَكَرِيَّا، وٱنْطَلَقَ لِسَانُهُ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبَارِكُ ٱلله،
فَٱسْتَولى الخَوْفُ على جَمِيعِ جِيرانِهِم، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِكُلِّ هذِهِ الأُمُورِ في كُلِّ جَبَلِ اليَهُودِيَّة.
وكانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِذلِكَ يَحْفَظُهُ في قَلْبِهِ قَائِلاً: «ما عَسَى هذَا الطِّفْلُ أَنْ يَكُون؟». وكانَتْ يَدُ الرَّبِّ حَقًّا مَعَهُ.

 

«لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور»
  للقدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 - 735)، راهب وملفان الكنيسة، 
العظة الثانية، 20

 

أن يتمّ الاحتفال بتذكار مولد يوحنّا حين تقصر الأيّام وبينما الاحتفال بميلاد الرّب يسوع المسيح حين تطول، فإنّ هذا يحمل معنى رمزيًا. في الواقع، فقد كشف يوحنّا نفسه سرّ هذا الفرق. كان الحشود يعتبرون أنّه المسيح بسبب فضائله الملفتة، فيما كان البعض يعتبرون أنّ الربّ يسوع ليس المسيح إنّما نبيًّا آخر، بسبب ضعف حالته حين تجسّد. لقد قال يوحنّا: "لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" (يو 3: 30). لقد كبر الربّ فعليًّا؛ ففي حين كان يُعتبر نبيًّا، أظهر للمؤمنين في العالم كلّه أنّه هو المسيح المنتظر. أمّا يوحنّا، فقد صغر لأنّه كان يُعتبر المسيح لغير أن ما بان بأنّه ليس المسيح، بل السّابق له.

لذا، من الطبيعي أن يخفّ وهج النهار بدءًا من مولد يوحنّا، بما أنّ سمعة ألوهيّته كانت ستتلاشى وسيختفي عماده قريبًا. ومن الطبيعي أيضًا أن يطول وهج الأيّام مجدّدًا بدءًا من مولد الربّ: في الحقيقة، جاء إلى الأرض ليكشف لجميع الوثنيّين نور معرفته التي كان اليهود وحدهم يمتلكون جزءًا منها، ولينشر نار محبّته في كلّ أنحاء العالم.

 
 
23    الجمعة الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 35-21:18    
المجمع المسكونيّ الثالث في أفسس 431 - (23 حزيران)   
    إنجيل القدّيس متّى 35-21:18
 
دَنَا بُطْرُسُ مِنْ يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات.
لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ.
وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار.
وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن.
فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ.
فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن.
وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك.
فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك.
فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ.
ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى.
حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ.
أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟!
وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه.
هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».

 

الغفران هو الشريعة
    للقدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس  -          Pensées choisies du st curé d'Ars (J. Frossard, Eds Téqui, p. 55, rev.)


 

لن يغفر الله إلا للّذين غفروا: هذه هي الشريعة. لا حقد عند القدّيسين ولا مرارة البتّة، فهم يغفرون كلّ شيء ويجدون على الدّوام أنّهم يستحقّون أكثر بكثير عن الإساءات الّتي ارتكبوها تجاه الله. فما إن نكره قريبنا حتّى يردّ لنا الله هذا الكره: إنّه أمرٌ ينقلبُ علينا. كنتُ أقول يومًا لأحدهم: "وكأنّك لا تريد أن تذهب إلى السماء كي لا ترى هذا الرجل؟ فيجيب: آه! بلى... ولكنّنا سنجهد أن نكون بعيدين عن بعضنا البعض وألاّ نرى بعضنا البعض". لن يكون عليهم أن يجهدوا: فباب السماء مغلقٌ أمام الكراهيّة.

لا ضغينة في السماء. فالقلوب الصالحة والمتواضعة الّتي تتلقّى الإساءات والافتراءات بفرحٍ أو بلا مبالاة تبدأ جنّتها في هذا العالم والّذين لديهم ضغينة هم تعساء. والوسيلة للتغلّب على الشيطان عندما يثير فينا أفكار حقدٍ على الّذين يسيئون إلينا هو أن نصلّي في الحال من أجلهم. فهاك كيف نتغلّب على الشرّ بالخير وهاك حالُ القدّيسين.

 
 
22    الخميس الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 20-15:18    
مار أوسابيوس رئيس الأساقفة والمعترفّ - (28 حزيران)   
    إنجيل القدّيس متّى 20-15:18
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوك، فَٱذْهَبْ وعَاتِبْهُ بِيْنَكَ وبَيْنَهُ على ٱنْفِرَاد. فَإِنْ سَمِعَ لِكَ رَبِحْتَ أَخَاك.
وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْن، لِكَي تَثْبُتَ كُلُّ كَلِمَةٍ بِشَهَادَةِ ٱثْنَيْنِ أَو ثَلاثَة.
وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَقُلْ لِلْكَنِيسَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضًا، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالوَثَنِيِّ والعَشَّار.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء.
وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم».
 
 
21    الأربعاء الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 14-11:18    
مار لويس غونزاغا المعترف  (1568 - 1591) - (21 حزيران)   
    إنجيل القدّيس متّى 14-11:18
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَك.
مَا رَأْيُكُم؟ إِنْ كَانَ لِرَجُلٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَلا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ والتِّسْعِيْنَ في الجِبَال، ويَذْهَبُ يَبْحَثُ عَنِ الخَرُوفِ الضَّالّ؟
وإِنْ وَجَدَهُ، أَلا يَفْرَحُ بِهِ ؟ أَلحقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ فَرَحِهِ بِالتِّسْعَةِ والتِّسْعِينَ الَّتِي لَمْ تَضِلّ !
هكَذَا، فَإِنَّ مَشِيْئَةَ أَبِيْكُمُ الَّذي في السَّمَاوَاتِ هِيَ أَلاَّ يَهْلِكَ أَحَدٌ مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار.
 
 
20   الثلاثاء الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 10-6:18   
 
    إنجيل القدّيس متّى 10-6:18
 
قالَ الربُّ يَسوع: «مَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنِينَ بي، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ رَحَى الحِمَار، ويُزَجَّ بِهِ في عُمْقِ البَحْر.
أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ.
فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَو رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَعُ أَو أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ أَو رِجْلانِ وتُلْقَى في النَّارِ الأَبَدِيَّة.
وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ بِعَيْنٍ وَاحِدَة، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّمِ النَّار.
أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.

 

«إِيَّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَداً مِن هؤلاءِ الصِّغار. أَقولُ لكم إِنَّ ملائكتَهم في السَّمَواتِ يُشاهِدونَ أَبَداً وَجهَ أَبي الَّذي في السَّمَوات» (مت 18: 10-11)
  للطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتي،
عظة بعنوان: العالم اللامنظور



إنّ الملائكة يعتنون بنا فعليًّا في الكنيسة؛ قيل لنا إنّهم "أرواحٌ مُكَلَّفونَ بِالخِدمَة، يُرسَلونَ مِن أجلِ الذينَ سَيَرِثونَ الخَلاص" (عب 1: 14). ليس هناك من مسيحيّ مهما كان متواضعًا إلاّ ولديه ملائكة يخدمونه، إذا كان يعيش بالإيمان والحبّ. مهما كانوا كبارًا، وعظماء، وأطهارًا ومدهشين، فإنّ رؤيتهم وحدها قد ترمينا أرضًا، كما حدث للنبيّ دانيال (دا10: 9)، غير إنّهم "خدّام مثلنا" (رؤ 19: 10) ومرافقينا في العمل. يسهرون علينا؛ يدافعون عن الأكثر تواضعًا بيننا، إذا كنّا نحيا في الرّب يسوع المسيح.
فإذا كانوا ينتمون إلى عالمنا اللامنظور، فذلك يعود إلى حُلم أبينا يعقوب (راجع تك 28: 10) ... لم يكن يتوقّع أنّ يكون هناك أيُّ شيء رائع حيث كان نائمًا! كان مكانًا كما كلّ الأمكنة، مكانًا موحدًا وغير مريح؛ مع ذلك كم كانت الحقيقة مختلفة! لم يكن يعقوب يرى سوى العالم المنظور؛ لم يكن يرى العالم اللامنظور؛ ومع ذلك، فإنّ العالم اللامنظور كان موجودًا. كان موجودًا، مع أنّ يعقوب لم يدرك ذلك فورًا، لكن تمّ الإيحاء بهذا العالم له بطريقة خارقة للطبيعة. فقد رآه في الحلم: "فإذا سُلَّمٌ مُنتَصِبٌ على الأرض ورأسُه يُلامِسُ السَّماء، وإذا مَلائِكَةُ اللهِ صاعِدونَ نازِلونَ علَيه، وإذا الربُّ واقِفٌ بالقُربِ مِن يَعقوب".
كان هذا كان العالم الآخر: يتكلّم عنه الناس وكأنّه غير موجود الآن، إنّما بعد الموت فقط. لا، إنّه موجود الآن، حتّى لو كنّا لا نراه؛ إنّه بيننا وحولنا. هذا ما أُظهِر ليعقوب؛ كانت الملائكة حوله، حتّى لو لم يدرك ذلك. وما رآه يعقوب في الحلم، رآه آخرون أيضًا... وسمعوا به كما رعاة الميلاد. هذه الأرواح المغبوطة تسبّح الله نهارًا وليلاً. ونحن، في حالتنا، نستطيع الاقتداء بهم.
 
 
19    الاثنين الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 5-1:18   
 
    إنجيل القدّيس متّى 5-1:18
 
في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟».
فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم،
وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.
فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.
ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.
 
 
18    الأحد الرابع من زمن العنصرة: يسوع يبتهج بالروح   -     إنجيل القدّيس لوقا 24-21:10    
عيد مار لاونطيوس الطرابلسيّ الشهيد - (18 حزيران)
    إنجيل القدّيس لوقا 24-21:10
 
(بَعدَ عَودَة الاثنَين وَالسَّبعينَ تِلميذًا بِفَرَحٍ) ٱبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ٱرْتَضَيْت.
لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلٱبْنُ إِلاَّ ٱلآب، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلاَّ ٱلٱبْن، وَمَنْ يُريدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ».
ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى ٱنْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون!
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».

 

«أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ ٱلسَّمَواتِ وَٱلأَرض» (مت 11: 25)
  للقدّيس أنطونيوس الكبير (251 - 356) ، مؤسّس الحياة الرّهبانيّة Exhortations, n° 2-3, 132-133, 137, 170 (Philocalie des Pères neptiques ; trad. J. Touraille, Ed. DDB-Lattès, rev.)

 

في الحقيقة، ليس للإنسان العاقِل إلا أمرًا واحدًا يرغَبهُ بشدّة: أنْ يطيعَ إله الكون ويُرضيه، وأنْ يُكَوِّن نفسه ويهتمّ فقط بإرضائه. فيشكرَه على عنايته وقوّتها الّتي يوجّهُ بها كلّ الأشياء، مهما حصل في الحياة. إنه لمِن غير المناسِب أنْ نشكُر الأطباء على صحّة أجسادِنا وهم يصِفون لنا علاجاتٍ مرّة ومزعجة، وفي حين نرفضُ عرفان الجميل لله على الأشياء الّتي تبدو لنا مؤلمة، ولا ندرِكُ أنّ كلّ الأشياء تحدث كما ينبغي ولِخيرنا، بفعلِ العناية الإلهيّة. لأنّ معرفة الله والإيمان به هما خلاصُ النفس وكمالها (...)
أولئك الّذين ليس لديهم إدراك النفس، لا يفكّرون في كلّ هذا، لأنّهم لا يفهمون أنّ كلّ شيء يُحدِثُ خيرًا وكما ينبغي ولمصلحتنا حتى تتألّق الفضائل ويتوّجنا الله. (...) فالله يستمع إلى الإنسان وحدَه. وللإنسان وحدَه يكشُفُ الله عن ذاتِه. والله يحبّ الإنسان إلى درجةٍ يجعلُه إلهًا، فالإنسان وحدَه يعبُد الله باستحقاق.
من أجلِ الإنسان يتجلّى الله، ومن أجلِ الإنسان قد خلق السَّماوات كلّها وزيّنها بالنجوم. من أجل الإنسان خلق الله الأرض، أمّا البشر، فَمِن أجل ذواتِهم يزرعونها. فأولئك الّذين لا يشعرون بمثلِ هذه العناية الإلهيّة لديهم نفوسٌ لا تفهَم(...)
لقد أسّسَ الله الولادة والموت على الأرض، وأسّسَ العناية والمصير في السماء. صنعَ كلّ شيء من أجلِ الإنسان وخلاصِه. وإذ ثبّتَ الخيرات كلّها ونظّمها، خلقَ الله السماء والأرض وعناصرهما للبشر وأعطاهم أنْ يتمتّعوا بهذه الخيرات كلّها. (...) فالشكرُ، والشكرُ وحدَه يُرضي الله أكثر من أيّة ذبيحةٍ ثمينة. له المجد إلى أبد الآبدين. آمين.
 
 
17    السبت الثالث من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس يوحنّا 33-29:16    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 33-29:16
 
قالَ التَلاميذُ لِيَسوع : «هَا إِنَّكَ تَتَكَلَّمُ الآنَ عَلانِيَةً، ولا تَقُولُ مَثَلاً وَاحِدًا.
أَلآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيء، ولا تَحْتَاجُ أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَد. بِهذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ خَرَجْتَ مِنْ لَدُنِ الله».
أَجَابَهُم يَسُوع: «هَلِ الآنَ تُؤْمِنُون؟!
هَا إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَةٌ وقَدْ أَتَتْ، فيهَا تَتَبَدَّدُونَ كُلٌّ في سَبِيلِهِ، وتَتْرُكُونِي وَحْدِي، ولَسْتُ وَحدِي، لأَنَّ الآبَ مَعِي.
كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام. سَيَكُونُ لَكُم في العَالَمِ ضِيق. ولكِنْ ثِقُوا: أَنَا غَلَبْتُ العَالَم».

 

«كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ لَكُم فِيَّ سَلام»
  للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما، 
رسالة اليوم العالمي للسلام 2002، الأعداد 9 - 10



إن العائلات والجماعات والدّول والمجتمع الدّولي بأسره، هم بحاجة للانفتاح على الغفران من أجل إعادة وصل ما انقطع من روابط، ومن أجل تخطّي حالات الاتهام المتبادل العقيمة، والانتصار على تجربة إلغاء الآخرين الذي يتم من خلال رفض إعطائهم فرصة جديدة. إنّ المقدرة على المغفرة هي الأساس لأي مشروع قادم لمجتمع أكثر عدالةً وتضامنًا.
إنّ رفض الغفران، وخاصّة إن كان ذلك يؤدّي إلى تواصل النّزاعات، سوف يكون له ارتدادات غير محسوبة على تطوّر الشّعوب. إذ سوف تُخصَّصُ الأموال لزيادة السّباق على التّسلّح ومصاريف الحروب أو من أجل مواجهة التّداعيات الاقتصادية لتلك الأمور. وبالتّالي سوف تنقص الإمكانيّات المادية الضّرورّية للتّطوير والسّلام والعدالة. فأي ألمٍ لم تُصَب به البشرية بعد بسبب أنّها لا تعرف المصالحة، وكم من تأخرٍ تعانيه لأنّها لا تعرف الغفران؟! إنّ السّلام هو شرطٌ للتّطوّر غير أن السلام الحقيقي غير ممكن إلاّ من خلال الغفران.
إن اقتراح الغفران ليس بالأمر الممكن نعترف به كأنّه حقيقة واقعة أو نقبّله بسهولة؛ إنّه يشكّل، في بعض جوانبه، رسالة متناقضة. بالفعل، فإن الغفران يتضمّن على المدى القصير خسارة ظاهرة وبالعكس من ذلك فإنّه، على المدى البعيد، يؤمّن ربحًا حقيقيًّا. أمّا العنف، فإنّه على العكس من ذلك: فهي خيارٌ لربحٍ ظاهري في المدى القصير ويحضّر لخسارة حقيقيّة ودائمة على المدى الطّويل. إن الغفران قد يبدو ضعفًا؛ فبالحقيقة، على من يريد أن يعطي الغفران والّذي يتقبّله على حدًّ سواء، أن يتحلّى بقوّة روحيّة وشجاعة نفسيّة تجاه المصاعب. وبعيدًا من استصغار الشخص، فإنّ الغفران يقوده إلى إنسانيّةٍ أكثر عمقًا وغنى، ويجعله قادرًا على أن يعكس في داخله شعاع عظمة الخالق.
 
 
16    يوم الجمعة الثالث من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس يوحنّا 28-25:16    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 28-25:16
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كَلَّمْتُكُم بِأَمْثَال، وتَأْتِي سَاعَةٌ لا أُكَلِّمُكُم فيهَا بِأَمْثَال، بَلْ أُخْبِرُكُم عَنِ الآبِ عَلانِيَة.
في ذلِكَ اليَومِ تَطْلُبُونَ بِٱسْمِي، ولا أَقُولُ لَكُم إِنِّي سَأَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُم.
فَٱلآبُ نَفْسُهُ يُحِبُّكُم، لأَنَّكُم أَحْبَبْتُمُونِي، وآمَنْتُم أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ لَدُنِ الله.
نَعَم، خَرَجْتُ مِنْ لَدُنِ الآبِ وأَتَيْتُ إِلى العَالَم، والآنَ أَتْرُكُ العَالَمَ وأَمْضِي إِلى الآب».

 

«في ذلك اليَومِ تَسأَلونَ بِاسمي» (يو 16: 26)
  للقدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150- نحو 215)، لاهوتي   -  
Stromates 7,7

 

فلنسبّح ونمجّد ذلك الّذي نؤمن بأنّه الكلمة، ربّنا ومخلّصنا، ولنسبّح من خلاله الآب؛ هذه دعوتنا، دعوة لا تقتصر على أيّام معيّنة من السنة، كما يظنّ البعض، إنّما هي فعل مستمرّ ودائمٌ مدى الحياة وبكلّ الوسائل. هتف الشعب المختار: "سَبع مرَاتٍ في النَّهارِ سبَحتُكَ على أَحْكام بِرَكَ" (مز 119[118]: 164)... فالتسبيح ليس محصورًا في مكان معيّن، ولا في معبد أو هيكل مختار، ولا خلال أيّام محدّدة أو أعياد خاصّة. فالمؤمن الحقيقي يسبّح الله طوال حياته وفي كلّ مكان، أي أنّه يعلن عن شكره لمعرفة الحياة الحقيقيّة.
إنّ جوّ الاحترام الذي يبثّه الإنسان الصالح في مجتمعه يعطي فرصة لأولئك الذين يعاشرهم كي يصبحوا صالحين. فكم بالحريّ ذاك الذي يكون دائمًا في حضرة الله من خلال المعرفة ونمط العيش وفعل الشكر؟ كيف يمكن لهذا الشخص ألاّ يصبح صالحًا أكثر كلّ يوم في كلّ شيء: الأعمال والكلام والاستعدادات؟... عندما نحوّل حياتنا كلّها إلى عيد نتيجة ثقتنا بأنّ الله حاضر كليًّا في كلّ مكان، سيغدو عملنا أغنية فرح، وسفرنا نشيد مجد، وسنعيش كما لو كان فعلاً "مَوطِنُنا في السَّمَوات" (في 3: 20).
أودّ أن أتجرّأ وأقول أنّ الصلاة هي لقاء حميم مع الله. في رقّة تمتماتنا، وبدون أن تتحرّك الشفاه، وفي صمت كلامنا، كياننا يصرخ، والله يميل أذنه دائمًا لهذا الصوت الداخلي فينا. أجل، إنّ المؤمن الحقيقي يصلّي مدى الحياة، لأنّ صلاته أضحت سبيلاً للاتحاد بالله، كما أصبح يرفض كلّ ما هو عديم الجدوى لأنّه بلغ نوعًا ما حالة الكمال التي تجعل الحبّ محرّكًا لحياته... فحياته كلّها تصبح ليتورجيّة مقدّسة.
 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003