الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

1 الى 15، من شهر شباط 2023
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

1- الأربعاء من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين
                                          إنجيل القدّيس متّى 28-20:20
   
2- عيد دخول الربّ يسوع إلى الهيكل     (2 شباط)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 35-22:2
   
3- عيد سمعان الشيخ وحنّة النبيّة     (3 شباط)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 41-36:2 
  التسبيحة الجديدة: «فحَضَرَت حَنّة في تِلكَ السَّاعَة، وأَخَذَت تَحمَدُ الله»
      
للقدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150- نحو 215)، لاهوتيّ
4- السبت من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 17-13:13
  الإفخارستيا وغسل الأرجل
      
للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما
5- أحد الأبرار والصدّيقين      
                                          إنجيل القدّيس متّى 46-31:25
  «تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم»
      
للقدّيس قيصاريوس (٤٧٠ - ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل
6- الاثنين من أسبوع الأبرار والصدّيقين
                                          إنجيل القدّيس متّى 12-1:5
  «طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله»
      
للطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ
7- الثلاثاء من أسبوع الأبرار والصدّيقين
                                          إنجيل القدّيس متّى 16-13:5 
  «فَليَكُن فيكُم مِلحٌ، وَليُسالِم بَعضُكُم بَعضًا»
      
للقدّيس توما الأكوينيّ (1225 - 1274)، لاهوتيّ دومينكيّ وملفان الكنيسة
8- الأربعاء من أسبوع الأبرار والصدّيقين
                                          إنجيل القدّيس متّى 20-17:5
   
9- عيد مار مارون المعترف     (9 شباط)
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 30-23:12
  «إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها، وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا»
      
للبطريرك بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة
10- يوم الجمعة من أسبوع الأبرار والصدّيقين
                                          إنجيل القدّيس متّى 48-38:5 
  طلبات الرّب يسوع وفرح القلب
      
للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما
11- السبت من أسبوع الأبرار والصدّيقين    
                                          إنجيل القدّيس متّى 48-38:5
  «مَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فَٱترُك لَهُ رِداءَكَ أَيضًا»
      
للقدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة
12- أحد الموتى المؤمنين
                                          إنجيل القدّيس لوقا 31-19:16 
  «وكانَ رَجُلٌ فَقيرٌ اسمُه لَعازَر مُلْقىً عِندَ بابِه»
      
للقدّيس غريغوريوس النزيانزيّ (330 - 390)، أسقف وملفان الكنيسة
13- الاثنين من أسبوع الموتى المؤمنين  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 7-1:12
  «لا تَخافوا النّاس. فَما مِن مَستُورٍ إِلاَّ سَيُكشَف، ولا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَم»
      
كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر
14- الثلاثاء من أسبوع الموتى المؤمنين
                                          إنجيل القدّيس لوقا 12-8:12
  «كُلُّ مَن ٱعتَرَفَ بي أَمامَ ٱلنّاس، يَعتَرِفُ بِهِ ٱبنُ ٱلإِنسانِ أَمامَ مَلائِكَةِ ٱلله»ّ
      
كتاب أعمال الشهداء كاربُس، بابيلُس وأغاثونيس
15- الأربعاء من أسبوع الموتى المؤمنين
                                          إنجيل القدّيس لوقا 21-13:12
  «تَبَصَّروا وَٱحذَروا كُلَّ طَمَع، لِأَنَّ حَياةَ ٱلمَرءِ، وَإِنِ ٱغتَنى، لا تَأتيهِ مِن أَموالِهِ»
      
للقدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس
 
 
15    الأربعاء من أسبوع الموتى المؤمنين     -     إنجيل القدّيس لوقا 21-13:12    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 21-13:12
 
قَالَ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع لِيَسُوع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث».
فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ».
وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ.
فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟
ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي،
وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي!
فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟
هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

«تَبَصَّروا وَٱحذَروا كُلَّ طَمَع، لِأَنَّ حَياةَ ٱلمَرءِ، وَإِنِ ٱغتَنى، لا تَأتيهِ مِن أَموالِهِ»
القدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس،
روحانيّة خوري آرس من خلال تعليمه، عظاته وأحاديثه

 

مخطئ في حساباته ذاك الذي يعمل بكّدٍّ يوم الأحد، مع ظنّه بأنّه سوف يكسب المزيد من المال أو يُنجز المزيد من الأعمال! هل سيكون بمقدور قليل من المال أن يعوّض عن الضرر الذي يسبّبه لنفسه بانتهاكه قانون الله؟ تظنّون أنّ كلّ شيء يعتمد على عملكم؛ ولكن قد يصيبكم مرض، أو تتعرّضون لحادث. فالأمر يتطّلب القليل من الأشياء: عاصفة، بَرَد، جليد ...
اعملوا، لا للقوت الذي يفنى، ولكن للذي يبقى للحياة الأبديّة. ما الذي يرجع لكم مِن عملكم يوم الأحد؟ إنّكم تدَعون الأرض كما هي عندما ترحلون منها. إنّكم لا تأخذون أيّ شيء. هدفنا الأوّل هو الذهاب إلى الله؛ نحن على الأرض فقط لأجل ذلك.
يا إخوتي، يجب أن نموت يوم الأحد وأن نقوم يوم الإثنين. الأحد هو خير الله: إنّه يومه، يوم الربّ. لقد صنع كلّ أيّام الأسبوع؛ كان يمكنه الاحتفاظ بها كلّها. إنّه أعطاكم ستّة، ولم يدع له إلّا السابع فقط!
 
 
14    الثلاثاء من أسبوع الموتى المؤمنين     -     إنجيل القدّيس لوقا 12-8:12    
القدّيسان متوديس وكيرلّس المعترفان - (14 شباط)
    إنجيل القدّيس لوقا 12-8:12
 
قالَ الربُّ يَسوع: «كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله.
وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله.
وَكُلُّ مَنْ يَقُولُ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ الإِنْسانِ يُغْفَرُ لَهُ، أَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ.
وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون.
فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».

 

«كُلُّ مَن ٱعتَرَفَ بي أَمامَ ٱلنّاس، يَعتَرِفُ بِهِ ٱبنُ ٱلإِنسانِ أَمامَ مَلائِكَةِ ٱلله»
كتاب أعمال الشهداء كاربُس، بابيلُس وأغاثونيس،
الجزء الثّاني

 

استشهاد كاربُس
في عهد الإمبراطور ديسيوس، كان أوبتيمُس حاكمًا على مدينة بِرغامُس؛ فمثل أمامه الطوباوي كاربُس، أسقف جادُس، والشمّاس بابليس من ثياتيرا، خادِمَيّ الرّب يسوع. قال الحاكم لكاربُس:
- ما اسمك؟
- اسمي الأول والأنبل هو "مسيحي". لكن اسمي المعروف بين العالم هو كاربُس.
- أنت تعرف قوانين قيصر التي تفرض تقديم ذبيحة للآلهة، أسياد هذا العالم. آمرك أن تقترب وتقدّم الذبيحة.
- أنا مسيحي. أعبد الرّب يسوع المسيح، ابن الله الذي جاء إلى الأرض في هذه الأزمنة الأخيرة ليخلّصنا وليحرّرنا من مكائد الشيطان. لذا، لن أقدّم ذبيحة للأوثان.
- قدّم ذبيحة للآلهة، كما أمر الإمبراطور.
- الموت للآلهة التي لم تخلق السماء والأرض.
- قدّم ذبيحة، هذه أوامر الإمبراطور.
- لا يقدّم الأحياء ذبيحة للأموات.
- أتظنّ أنّ الآلهة هي من الأموات؟
- تمامًا. وهذا هو التفسير: هم يشبهون الناس، لكنّهم بلا حراك. توقّف عن تأليههم؛ وبما أنّهم لا يتحرّكون، ستأتي الكلاب والغرباء لتغطيتهم بالنفايات.
- يجب أن تقدّم ذبيحة... أشفق على نفسك.
- لهذا السبب بالذات، اخترت النصيب الأفضل.
عند هذه الكلمات، أمر الحاكم بشنقه وبتمزيقه بالأظافر الحديديّة.
استشهاد بابيلُس
حينئذ، استدار الحاكم باتّجاه بابيلُس لاستجوابه:
- هل أنت من طبقة النبلاء؟
- لا.
- من أنت إذًا؟
- أنا مواطن.
- هل لديك أبناء؟
- الكثير من الأبناء، والحمد لله.
صرخ أحد من وسط الحشود: "هو يسمّي المسيحيّين أبناءه".
- لماذا كذبت عليّ بادّعائك أنّه لديك أولاد؟
- أعتبر أنّني لم أكذب، بل قلت الحقيقة: لديّ أبناء في الربّ في مدن المقاطعة كلّها.
- قدّم ذبيحة أو أوضح كلامك.
- أنا أخدم الربّ منذ شبابي ولم أقدّم أي ذبيحة للأوثان؛ أنا أقدّم نفسي لله الحيّ والحقيقي الذي لديه سلطان علينا نحن البشر. والآن، انتهيت من الكلام، لم يعد لديّ ما أضيفه.
عُلِّق هو أيضًا على منصّة التعذيب حيث تمّ تمزيقه بواسطة الأظافر الحديديّة. تناوبت ثلاث فرق من الجلاّدين على تعذيبه بدون أن تصدر أيّة شكوى عن بابيلُس. بكلّ بَسالة، تحمّل غضب أعدائه بصمت عميق... أمر الحاكم بحرق كاربُس وبابيلُس وهما على قيد الحياة. في المدرّج، رأى المشاهدون الأقرب إلى كاربُس أنّ هذا الأخير كان يبتسم. متفاجئين بذلك، سألوه: "لماذا تبتسم؟" أجاب الطوباوي: "رأيت مجد الربّ، وأنا سعيد. ها قد تحرّرت من ظلمكم".
استشهاد أغاثونيس
كانت أغاثونيس، امرأة من بين الحشود، ولمّا شهِدت مجد الربّ الذي رآه كاربُس وهو يموت، فهمت أنّ هذه علامة من السماء وما لبثت أن صرخت: "هذا العيد مُعدّ ليَ أيضا"... أنا مسيحيّة. لم أقدّم أبدًا أيّة تضحية للشياطين، فقط لله، وأنا مُستعدّة، إن كنت أستحقّ ذلك، أن أمشي على خطى معلِّمِيّ القدّيسين، فهذه هي أمنيتي الكُبرى"...
فقال لها الحاكم:
- قدّمي ذبيحة للآلهة ولا تُجبريني على الحكم عليك كما حكمت على من سبقك.
- قم بما تُريد، أنا أتيتُ لأتعذّب باسم الرّب يسوع المسيح. أنا مُستعدّة."
فأُخِذت هي أيضًا إلى مكان الإعدام وكانت شديدة السعادة؛ وعندما جُرّدت من ملابسها، صاح الواقفون متعجّبين من جمالها واشتكوا قائلين: "ما هذا الحكم الجائر وما هذه المراسيم غير العادلة". وعندما كانت النيران تشتعل، صرخت أغاثونيس قائلة: "يا ربّي، يا ربّي، يا ربّي، ساعدني يا ربّي يسوع المسيح، ها أنا ألتجئ إليك". أسلمت روحها وهي تُردّد هذه الصلاة.
 
 
 
13    الاثنين من أسبوع الموتى المؤمنين     -     إنجيل القدّيس لوقا 7-1:12    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 7-1:12
 
في تِلْكَ الأَثْنَاء، ٱحْتَشَدَتْ عَشَرَاتُ الأُلُوفِ مِنَ الجُمُوع، حَتَّى دَاسَ بَعْضُهُم بَعْضًا، فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ أَوَّلاً لِتَلامِيذِهِ: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء.
فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف.
لِذلِكَ فَكُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ في الظُّلْمَةِ سَيُسْمَعُ في النُّور، وَمَا تَكَلَّمْتُم بِهِ هَمْسًا في المَخَادِعِ سَيُنادَى بِهِ عَلَى السُّطُوح.
وَأَقُولُ لَكُم، يَا أَحِبَّائِي: لا تَخَافُوا مِمَّنْ يَقْتُلُونَ الجَسَد، وَبَعْدَ ذلِكَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَر.
بَلْ أُبَيِّنُ لَكُم مِمَّنْ تَخَافُون: خَافُوا مِمَّنْ، إِذَا قَتَل، لَهُ سُلْطانٌ أَنْ يُلْقِيَ في جَهَنَّم. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، مِنْ هذا خَافُوا.
أَلا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ بِفَلْسَين، ووَاحِدٌ مِنْهَا لا يُنْسَى أَمَامَ الله؟
إِنَّ شَعْرَ رَأْسِكُم كُلَّهُ مَعْدُود، فَلا تَخَافُوا! إِنَّكُم أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَة.

 

«لا تَخافوا النّاس. فَما مِن مَستُورٍ إِلاَّ سَيُكشَف، ولا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَم»
كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر،
الجزء الثّاني، الفصل الأوّل

 

"لأَنَّه لَيسَ لَنا هُنا مَدينةٌ باقِيَة" (عب 13: 14). حيثما أنت، فإنّك لست سوى ضيف أو عابر سبيل، ولن يكون لك السلام أبدًا ما لم تكن متّحدًا اتّحادًا حميمًا مع الرّب يسوع المسيح. ما الذي تبحث عنه من حولك؟ إنّ مكان راحتك ليس ههنا. مسكنك هو في السماء ولا شيء على هذه الأرض هو لك. كلّ شيء يزول وسوف تزول أنت أيضًا مع كلّ ما من حولك. احذر إذًا أن تتعلّق بأيّ شيء كان، لأنّك سوف تُؤخذ وتهلك.
اسمح لأفكارك بأن تتحوّل إلى العليّ من دون توقّف وأن ترتفع صلاتك نحو الرّب يسوع المسيح. إن كنت لا تعرف كيف تتأمّل في عمق الأسرار السماويّة، استرخِ في آلام الرّب يسوع واعشق أن تختبئ داخل جراحاته المقدّسة لأنّك، إن كنت تلجأ إلى جروح وندوب الرّب يسوع، فإنّك تجد لنفسك الراحة في المحنة. لن تخشى احتقار البشر لك وستتحمّل بسهولة انتقاداتهم. في هذا العالم، كان الرّب يسوع مُحتقرًا من البشر، وفي حزنه الشديد، تخلّى عنه أصدقاؤه والمقرّبون إليه وسُلِّم إلى العار. أراد الرّب يسوع المسيح أن يتألّم وأن يكون موضع احتقار... فكيف تجرؤ انت على الشكوى من أدنى معاكسة؟
إن أردت أن تملك مع الرّب يسوع المسيح، فعِـش معه وله. ولو كنت قادرًا، مرّة واحدة، أن تدخل إلى قلب الرّب يسوع، ولو استطعت أن تشعر بحبّه الشديد، فلن تقلق أبدًا ممّا يمكن أن يجعلك سعيدًا أو تعيسًا، بل سوف تفرح عند الإذلال لأنّ حبّ البشر للرّب يسوع يسمح لهم أن يحتقروا كلّ شيء. إنّ مَن يحبّ الرّب يسوع ويحب الحقيقة ومَن نجح في التحرّر من كلّ عاطفة منجرفة، يتمكّن من الاقتراب من الله بحريّة، ويرتفع بنفسه فوق حالته الرَّاهنة، ويتذوّق السعادة الأبديّة بالرّب يسوع. إنّ كلّ مَن يحكم على الأمور من خلال ما تستحقّه من حكم حقًّا وليس من خلال كلمات الناس وظنونهم، لهو حقًّا حكيم ومتعلّم من الله.
 
 
12    أحد الموتى المؤمنين     -     إنجيل القدّيس لوقا 31-19:16    
مار ملاتيوس الأنطاكيّ المعترف - (12 شباط)
    إنجيل القدّيس لوقا 31-19:16
 
قالَ الربُّ يَسوع: «كَانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالكَتَّانَ النَّاعِم، وَيَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَفْخَرِ الوَلائِم.
وكانَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ ٱسْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ، تَكْسُوهُ القُرُوح.
وكانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الغَنِيّ، غَيْرَ أَنَّ الكِلابَ كَانَتْ تَأْتِي فَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ.
وَمَاتَ المِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ ٱلمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم. ثُمَّ مَاتَ الغَنِيُّ وَدُفِن.
وَرَفَعَ الغَنِيُّ عيْنَيْه، وَهُوَ في الجَحِيمِ يُقَاسِي العَذَاب، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيد، وَلَعَازَرَ في حِضْنِهِ.
فَنَادَى وقَال: يا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، إِرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لَعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُتَوَجِّعٌ في هذَا اللَّهِيب.
فَقالَ إِبْرَاهِيم: يا ٱبْنِي، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْراتِكَ في حَيَاتِكَ، وَلَعَازَرُ نَالَ البَلايَا. والآنَ هُوَ يَتَعَزَّى هُنَا، وأَنْتَ تَتَوَجَّع.
وَمَعَ هذَا كُلِّهِ، فَإِنَّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُم هُوَّةً عَظِيمَةً ثَابِتَة، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْتَازُوا مِنْ هُنا إِلَيْكُم لا يَسْتَطْيعُون، ولا مِنْ هُناكَ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَيْنا.
فَقَالَ الغَنِيّ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَ لَعَازَرَ إِلَى بَيْتِ أَبي،
فإنَّ لي خَمْسَةَ إِخْوة، لِيَشْهَدَ لَهُم، كَي لا يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلى مَكَانِ العَذَابِ هذَا.
فقَالَ إِبْرَاهِيم: عِنْدَهُم مُوسَى وَالأَنْبِياء، فَلْيَسْمَعُوا لَهُم.
فَقال: لا، يَا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، ولكِنْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِم وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُون.
فقالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: إِنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا!».

 

«وكانَ رَجُلٌ فَقيرٌ اسمُه لَعازَر مُلْقىً عِندَ بابِه»
القدّيس غريغوريوس النزيانزيّ (330 - 390)، أسقف وملفان الكنيسة،
العظة الرابعة عشرة عن محبّة الفقراء

 

قال الربّ: "طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون" (مت 5: 7). فالرحمة هي من أهمّ التطويبات: طوبى لمَن "يَعطِفُ على الكَسيرِ والمِسْكين ويُخَلِّصُ نُفوسَ المَساكين" (مز72[71]: 13)، وأيضًا: "طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَرأفُ ويُقرِض (مز112[111]: 5)، وفي مكان آخر: "طَوالَ النَّهارِ يَرأَفُ البار ويُقرِض ونَسلُه مُبارَك (مز36[35]: 26). فلنتقيّد بهذا التطويب ولنعرف كيف نفهم ولنكنْ صالحين.
حتّى الليل لا يفترض به أن يوقف رحمتك؛ "لا تَقُلْ لِقَريبِكَ: اذهَبْ وعُدْ فأُعْطِيَكَ غَدًا، إِذا كانَ الشَّيءُ عِندَكَ" (أم 3: 28). لا يكونَنّ هنالك من تردّد بين ردّ فعلك الأوّل وكرمك. عليكَ "أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ" (إش7: 58)، وافعل ذلك من كلّ قلبك. قال القدّيس بولس: "مَن يَرحَم فلْيَرحَمْ بِبَشاشَة" (رو 8: 12)؛ إنّ استحقاقك يتضاعف من خلال مبادرتك؛ إنّ العطيّة التي تُقدّم بحزن وإكراه تكون بدون طعم ولا لون. يجب عمل الخير بقلب ممتلئ فرحًا، لا بكآبة. "حينَئِذٍ يَبزُغُ كالفَجرِ نورُكَ ويَندَبُ جُرحُكَ سَريعاً" (إش58: 8). فهل من أحد لا يرغب في النور والشفاء؟
لهذا السبب يا خدّام الرّب يسوع المسيح، وإخوته وورثته (راجع غل4: 7)، كلّما سنحت لنا الفرصة، فلنقمْ بزيارة الرّب يسوع المسيح، ولنقدّم له الطعام والملبس ونأويه ونكرّمه (راجع مت25: 31 وما يليها). ليس فقط بدعوته إلى المائدة كما فعل البعض، أو بسكب العطور عليه مثل مريم المجدلية، أو بتأمين القبر له مثل نيقوديمُس... لا باللبان والذهب والمرّ مثل المجوس... إنّ ربّ الكون "يريد الرحمة لا الذبيحة" (مت9: 13)، وتعاطفنا بدل "قطعان الغنم" (مي6: 7). لنظهر له إذًا الرحمة من خلال أيدي هؤلاء المساكين الممدّدين اليوم على الأرض، لكي يقوموا في يوم رحيلنا من ههنا، بإدخالنا "إلى المساكن الأبديّة" (لو16: 9)، في ربّنا يسوع المسيح نفسه.
 
 
11   السبت من أسبوع الأبرار والصدّيقين     -     إنجيل القدّيس متّى 48-38:5    
 
    إنجيل القدّيس متّى 48-38:5
 
قالَ الربُّ يَسوع: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيْل: أَلْعَيْنُ بِالعَين، والسِّنُّ بِالسِّنّ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: لا تُقَاوِمُوا الشِّرِّير، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلى خَدِّكَ الأَيْمَن، فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيضًا.
ومَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَاكِمَكَ لِيَأْخُذَ قَمِيصَكَ، فَٱتْرُكْ لَهُ رِدَاءَكَ أَيْضًا.
ومَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً واحِدًا، فَٱذْهَبْ مَعَهُ مِيلَين.
مَنْ يَسْأَلُكَ فَأَعْطِهِ، ومَنْ يُريدُ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلا تُحَوِّلْ وَجْهَكَ عَنْهُ.
سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم،
لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار.
فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.

 

«مَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فَٱترُك لَهُ رِداءَكَ أَيضًا»
القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة،
قصائد بعنوان: «عيش الحب» و«لماذا أحبّك يا مريم»

 

إنّ عيش الحبّ هو عطاء بلا حدود، بدون المطالبة بأجرٍ هنا في الأرض.
آه! أنا أعطي من دون حسابٍ، كَوني أكيدة فعلاً أنّه عندما نحبّ، لا نحسب!
لقد أعطيت كلّ شيء للقلب الإلهيّ، الطافح بالحنان... فها أنا أركض بخفّة
ليس عندي شيء إلّا غناي الوحيد: عيش الحبّ.
إنّ عيش الحبّ، هو انتفاء كلّ خشية، وكلّ ذكرى من أخطاء الماضي.
لا أرى أيَّ أثر من خطاياي، ففي لحظة، حَرَق الحبّ كلّ شيء!
أيّتها الشعلة الإلهيّة، الأتّون العذبة، في مسكنك أثبّت مقامي.
فأنا في لَهِيِبك أغنّي بحرّيّة... "أعيش الحب!"...
"عيَش الحبّ، يا للجنون الغريب!"... يقول لي العالم: "آه! توقّفي عن الغناء،
"لا تخسري عطركِ، حياتكِ: "اعرفي أن تستعمليها بفائدة!"
أن نحبّك يا يسوع، يا للخصوبة الضائعة! كلّ عطوري هي لك دون رجوع،
أريد أن أغنّي بالخروج من هذا العالم: "أموت من الحبّ!"
أن نحبّ هو أن نعطي كلّ شيء وأن نهب ذواتنا بكلّيتها.
 
 
10    يوم الجمعة من أسبوع الأبرار والصدّيقين     -     إنجيل القدّيس متّى 48-38:5    
 
    إنجيل القدّيس متّى 48-38:5
 
قالَ الربُّ يَسوع: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيل: لا تَزْنِ.
أَمَّا أَنا فَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ يَنْظُرُ إِلى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَها، فَقَدْ زَنى بِهَا في قَلْبِهِ.
إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ اليُمْنَى سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْها وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ، ولا يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ في جَهَنَّم.
وإِنْ كَانَتْ يَدُكَ اليُمْنَى سَبَبَ عَثْرةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْها وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ، ولا يَذْهَبَ جَسَدُكَ كُلُّهُ إِلى جَهَنَّم.
وقِيلَ أَيْضًا: مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِها كِتَابَ طَلاق.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ ٱمْرَأَتَهُ - إِلاَّ في حَالِ مُسَاكَنَةِ زِنى - يَجْعَلُها تَزْنِي. ومَنْ تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً يَزْني.
سَمِعْتُم أَيْضًا أَنَّهُ قِيْلَ لِلأَقْدَمِين: لا تَحْلِفْ بَاطِلاً، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ مَا حَلَفْتَ بِهِ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: لا تَحْلِفُوا أَبَدًا، لا بِالسَّمَاءِ لأَنَّها عَرْشُ الله،
ولا بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْه، ولا بِأُورَشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ المَلِكِ الأَعْظَم.
ولا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً مِنْهُ بَيْضَاءَ أَو سَوْدَاء.
فَلْيَكُنْ كَلامُكُم: نَعَم، نَعَم! لا، لا! ومَا يُزَادُ عَلى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير.

 

طلبات الرّب يسوع وفرح القلب
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما،
حديث موجّه إلى شبيبة هولندا، 14 أيّار 1985

 

أعزّائي الشباب، لقد أعلمتموني أنّكم غالبًا ما تعتبرون الكنيسة كمؤسّسة يقتصر عملها فقط على إصدار القوانين والشرائع ... وأنتم تستنتجون من ذلك أنّه يوجد فجوة بين الفرح المنبعث من كلام الرّب يسوع المسيح وبين مفهوم "الاضطهاد" الذي تخلقه فيكم صلابة مواقف الكنيسة... غير أنّ الإنجيل يُبدي لنا مسيحًا مُتطلّبًا جدًّا يدعو الى توبة القلب العميقة والى التجرّد عن خيرات الارض والى مغفرة الإهانات وحبّ العدّو والى قبول الإضطهادات بصبر، وحتى التضحية بحياتنا الخاصة حبًّا بالقريب. أما فيما يتعلق بالمجال الخاص بالأمور الجنسيّة، فإنّنا كلّنا نعلم الموقف الصَّلب الذي إتخذه الرّب يسوع دِفاعًا عن ديمومة الزواج وإدانته المعلنة حتى بما يتعلّق بالزنى البسيط المرتكب بالقلب. وهل بإستطاعتنا ألّا ننفعل أمام أمر "قَلع العين" أو "قطع اليد" إن كانت هذه الأعضاء سبب "شكّ"؟...
إنَّ الإباحة الخُلُقيّة لا تجعل الانسان سعيدًا. كما أن المجتمع الإستهلاكي لا يجلب الفرح الى القلوب. لا يستطيع الكائن البشري أن يحقّق بناء شخصيته إلّا بقدر ما يقبل من المتطلّبات التي تفرضها عليه كرامته كمخلوق "على صورة الله كمثاله" (راجع تك 1: 26). من أجل ذلك، فإنّ الكنيسة حين تقول في زمننا الحاضر أشياءًا لا تُرضي، تكون مضطرّة على ذلك. وهذا التصرّف يفرضه عليها واجب الأمانة...
إذًا هل يمكننا القول أنّ رسالةُ الإنجيل المُعلنة كرسالة فرح هي غير حقيقيّة؟ بالعكس، إنّها حتمًا رسالة فرح حقيقيّة! فكيف يكون ذلك ممكنًا؟ يوجد الجواب في كلمة، كلمة واحدة، كلمة مختصرة، لكنّ محتواها هو رحبٌ كالبحر. وهذه الكلمة هي: الحبّ. أنّ صرامة الوصيّة وفرح القلب يستطيعان أن يتوافقا بالتمام. مَن يحبّ لا يخشى التضحية. لا بل إنّه يرى في التضحية البرهان المقنع عن صِدق الحبّ.
 
 
9    عيد مار مارون المعترف  (9  شباط)     -      إنجيل القدّيس يوحنّا 30-23:12    
عيد مار مارون المعترف - (9 شباط)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 30-23:12
 
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.
مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.
مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.
نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!
يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».
وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

 

«إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها، وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا»
البطريرك الكردينال بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة،
عظة بمناسبة عيد القديس مارون، بكركي، الثلاثاء 9 شباط 2016



يُشَبِّه الرَبّ يسوع موته وقيامته وولادة الكنيسة منهما "بحَبَّةِ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا" (يو 12: 24). ونحن بالمعمودية والميرون أصبحنا شركاء الرّب يسوع بموته وقيامته من أجل حياة جديدة، فينا وفي مجتمعنا ووطننا، بل وفي الأسرة البشرية جمعاء. وبات نهج حبّة الحنطة، القائم على التضحية والتفاني وإخلاء الذات، مصدر ثمار الخير في العالم. هذا النّهج عاشه القديس مارون ناسكًا مصليًّا ومتقشفًا على تلّة من تلال قورش في نواحي أنطاكية، المدينة التي سُمّي فيها تلاميذ المسيح "مسيحيين" لأوّل مرّة، بحسب كتاب أعمال الرسل (راجع أع 11: 26). فكان القديس مارون بمثابة حبّة حنطة وُلِدت منها الكنيسة المارونية...
 
تنسّك مارون، الكاهن السرياني الأنطاكي على جَبَلٍ، مُحَوِّلاً هَيكلاً للأصنام الوثنية إلى مكانٍ للصلاة واللّقاء بالله وشفاء المتقاطرين إليه. إنّ أول ما يدعونا إليه القديس مارون أن ننتصر على أصنام الحياة التي تسعى إلى أن تأخذ مكان الله في حياة البشر وهي أوّلاً صنم المال الذي سمّاه الرب يسوع "ربًّا" بقوله: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال" (مت 6: 24). فلا يمكن لأبناء الكنيسة أن يتخلّوا عن إيمانهم وأرضهم ووطنهم، وعن مبادئهم وتقاليدهم، لقاء الورقة الخضراء التي تحتل أرضنا، أو أي صنم آخر.
الصنم الثاني الراحة واللّذة على حساب الرسالة والشهادة المسيحية والتضحية بالقيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية، والعيش في أسر الأنانية والرُّوح الاستهلاكية، وفي الانغلاق عن البذل والعطاء، وعن تقاسم ما وضع الله بين أيدينا من خير مادي أو معنوي أو ثقافي مع من هم في حاجة.
الصنم الثالث هو السعي إلى السلطة، بأي وسيلة كانت ولو على حساب الخير العام، والاحتفاظ بها، من دون القيام بما تملي من واجبات تجاه الشعب والجماعة. فتضحي وسيلة لكسب المال والتسّلط وإهمال حقوق المواطنين. هؤلاء لا يدركون أن الأوطان تُبنى بالتضحية بالذات لا بالتضحية بالآخرين من أجل ذواتهم ومصالحهم.
الصنم الرابع هو العنف والسلاح الذي يحمل عابده إلى فرض نفسه ورأيه على جميع الناس وتخويفهم وتهديدهم، ويعطّل الشأن العام، ويستبيح الحرب وأعمال العنف، ويستبد بأرواح المواطنين وغيرهم، ويجعل من نفسه سيّد الحياة والموت، محتلاً مكان الله، الذي هو وحده سيّدهما وأوصى آمِرًا: "لا تقتل!" (مت 5: 11)
 
إنّ جميع الذين يعبدون هؤلاء الأصنام وأمثالهم، إنّما يعيشون في حالة عبودية لأصنامهم، ويخسرون عطية "حرية أبناء الله" الثمينة. نلتمس من الله، بشفاعة القديس مارون، أن يحررنا ويحرّرهم، ويحرّر جميع المستعبدين لأصنام، أكانت أشخاصًا، أم أشياء، أم ايديولوجيات، من أجل خيرهم وخير مجتمعهم...
 
 
8    الأربعاء من أسبوع الأبرار والصدّيقين     -     إنجيل القدّيس متّى 20-17:5    
 
    إنجيل القدّيس متّى 20-17:5
 
قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ التَّوْرَاةَ أَوِ الأَنْبِياء. مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل.
فَالحَقَّ أَقُولُ لَكُم: قَبْلَ أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ والأَرض، لَنْ يَزُولَ مِنَ التَّوْرَاةِ يَاءٌ أَو نُقْطَة، حَتَّى يَتِمَّ كُلُّ شَيء.
مَنْ أَبْطَلَ واحِدَةً مِنْ تِلْكَ الوَصَايا الصُّغْرى، وعَلَّمَ النَّاسَ أَنْ يَفْعَلُوا هكَذا، يُدْعَى الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَّمَاوات. وأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ بِهَا ويُعَلِّمُها فهُوَ يُدْعى كَبِيرًا في مَلَكُوتِ السَّمَاوات.
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفَرِّيسيِّين، فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوات.
 
 
7    الثلاثاء من أسبوع الأبرار والصدّيقين     -     إنجيل القدّيس متّى 16-13:5    
 
    إنجيل القدّيس متّى 16-13:5
 
قالَ الربُّ يَسوع: «أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس.
أَنْتُم نُورُ العَالَم. لا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى جَبَل.
ولا يُوْقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلى المَنَارَة، فَيُضِيءُ لِكُلِّ مَنْ في البَيْت.
هكَذَا فَلْيُضِئْ نُورُكُم أَمَامَ النَّاس، لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ ٱلصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات.

 

«فَليَكُن فيكُم مِلحٌ، وَليُسالِم بَعضُكُم بَعضًا»
القدّيس توما الأكوينيّ (1225 - 1274)، لاهوتيّ دومينكيّ وملفان الكنيسة،
صلاة لطلب الحكمة

أعطني، أيّها الإله الرحوم، أن أرغب بحماسة بما تؤيّده، وأن أبحث عنه بِحذر، أن أعرفه بحقّ، وأن أُتِمَّه بكمال، لتسبيح اسمك وتمجيده.
نَظِّم حياتي، واجعلني أتمّم ما تريدني أن أعمله، كما يجب وكما هو مفيد لخلاص نفسي. فلأذهب إليك، يا ربّ، في طريق أكيد، مستقيم، لطيف وموصِل إلى الغاية، طريق لا يضيع بين النجاحات والشدائد، لكي أشكرك في الأمور الناجحة، ولكي أحافظ على الصبر في الأمور المعاكسة، فلا أدع نفسي تتباهى بسبب الأولى، ولا تُحبَط بسبب الثانية. فلا يفرحني شيء ولا يُحزنني شيء، عدا ما يقودني إليك أو يبعدني عنك. ولا أرغب في أن أرضي أحدًا أو لا أخشى أن أسيء إلى أحد سواك. فليكن كلّ ما يفنى حقيرًا في عينيّ لأجلك، يا ربّ، وليكن كلّ ما يلمسك عزيزًا عليّ، أمّا أنت، يا إلهي، فأَعَزّ من أيّ شيء آخَر... فلا أرغب شيئًا خارجًا عنك...
امنحني، أيّها الربّ إلهي، ذكاءً يعرفك، واندفاعًا يبحث عنك، وحكمةً تجدك، وحياة ترضيك، ومثابرة تنتظرك بثقة، وثقة تمتلكك إلى النهاية. اجعلني أتألّم لآلامك بواسطة التوبة، وأستعمل خيراتك في دَربي بواسطة النعمة، وأتنعّم بأفراحك خاصّةً في الوطن بواسطة المجد. أنت الإله الحيّ والمالك أبد الدهور.

 
 
 
6    الاثنين من أسبوع الأبرار والصدّيقين     -     إنجيل القدّيس متّى 12-1:5    
 
    إنجيل القدّيس متّى 12-1:5
 
لَمَّا رأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الجَبَل، وجَلَسَ فَدَنا مِنْهُ تَلاميذُهُ،
وفَتَحَ فاهُ يُعَلِّمُهُم قَائِلاً:
«طُوبى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوح، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.
طُوبى لِلْوُدَعَاء، لأَنَّهُم سَيَرِثُونَ الأَرض.
طُوبى لِلْحَزَانى، لأَنَّهُم سَيُعَزَّون.
طُوبى لِلْجِيَاعِ والعِطَاشِ إِلى البِرّ، لأَنَّهُم سَيُشْبَعُون.
طُوبى لِلْرُّحَمَاء، لأَنَّهُم سَيُرْحَمُون.
طُوبى لأَنْقِيَاءِ القُلُوب، لأَنَّهُم سَيُعَايِنُونَ الله.
طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله.
طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات.
طُوبى لَكُم إِذَا عَيَّرُوكُم وٱضْطَهَدُوكُم، وٱفْتَرَوا عَلَيْكُم كُلَّ سُوءٍ مِنْ أَجْلي.
إِفْرَحُوا وٱبْتَهِجُوا، لأَنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاوات، فَهكَذا ٱضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُم.

 

«طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله»
الطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسياني،
عظة عن عيد جميع القدّيسين

 

"طوبى لأطهار القلوب لأنّهم يشاهدون الله". يبدأ العهد الجديد بالفرح وهو مليء من النعمة الجديدة، حتى أنّه يحثّ غير المؤمن والكسول على السماع أو حتّى على العمل، مع وعد بالفرح للبؤساء وملكوت السماوات للمنفيّين ولمَن هم في حال العَوَز. يُسرّ المرء عند سماع بداية الشريعة الجديدة التي تبدأ بطالع سعيد، لأنّه منذ هذه البداية، يهب المُشرِّع كلمات الطوبى الرائعة. ومَن تجذبه هذه الكلمات سيتنقّل من فضيلة إلى أخرى، عبر صعود الدرجات الثماني التي بنتها الكنيسة وثبّتتها في قلوبنا... لأنّ الأمر يتعلّق، كما هو واضح، بارتفاع القلوب وبتطوّر الاستحقاقات من خلال ثمان درجات من الفضائل، توصل تدريجيًّا الإنسان من أدنى إلى أعلى درجات الكمال الإنجيلي. بهذه الطريقة، سيدخل أخيرًا لرؤية الله في صهيون (راجع مز 84[83]: 8)، في هيكله الذي قال عنه النبي: "وكانَ سُلَّمُه بِثَماني دَرَجات" (حز 40: 37).
الفضيلة الأولى للمبتدئين هي التخلّي عن العالم حتى نُصبح أطهار القلوب؛ الفضيلة الثانية هي الوداعة التي بها نخضع للطاعة ونعتاد عليها؛ ثمّ الألم الذي به نندم على خطايانا أو البكاء الذي به نطلب الفضائل. نحن نتذوّقها طبعًا، حين نكون جياعًا أو عطاشًا للبرّ، أكان لنا أو لغيرنا، فنصبح مفعمين بالحماسة ضدّ الخاطئين. لكن حتّى لا تتحوّل هكذا حماسة مندفعة إلى خطأ، تليها الرحمة التي تعدّلها؛ من خلال التمرين والممارسة، بعد أن نتعلّم كيف نكون عادلين ورحماء، قد نتمكّن من الدخول إلى مرحلة التأمّل وتنقية القلوب حتّى نتمكّن من رؤية الله.
 
 
5    أحد الأبرار والصدّيقين     -     إنجيل القدّيس متّى 46-31:25    
القدّيسة أغاتا الشهيدة - (5 شباط)
    إنجيل القدّيس متّى 46-31:25
 
قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ.
وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الخِرَافَ مِنَ الجِدَاء.
ويُقِيمُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ.
حِينَئِذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛
لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني،
وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ.
حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟
ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟
ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟
فَيُجِيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه!
ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛
لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني،
وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي!
حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟
حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه.
ويَذْهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة».

 

«تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم»
القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ - ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل،
العظة 26

 

إنّ الرّب يسوع المسيح، الّذي هو الرّحمة السماويّة، يأتي إلى بابك كلّ يوم: ليس فقط بطريقة روحيّة إلى باب نفسك، بل أيضًا بصورة حسِّية إلى باب منزلِكَ. فكلّما دنا فقيرٌ من بيتِكَ، فهو المسيح، دون شكّ، الذي يأتي إليكَ من خلاله، هو الذي قال: "كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه". إذًا، لا تُقَسِّ قلبَك؛ أعطِ ممّا لك للرّب يسوع الذي ترتَجي منه الملكوت. أعطِ قطعة خبز لمَن تَنتَظر منه الحياة. استَضِفْه في منزلِكَ، كي يَستقبِلَكَ في فردَوسِه. أعطِه صدقةً، ليُعطيَك بالمقابل الحياة الأبديّة.
يا لوقاحتِكَ إن كنتَ تبغي أن تملك في السماء مع مَن ترفض أن تتصدّق عليه في هذا العالم! إن استقبَلتَه خلال رحلتِكَ الأرضيّة، استَضافَكَ في فرحِه السماويّ؛ وإن احتَقَرتَه هنا في موطنِكَ، أشاحَ عنكَ نظرَه في مجدِه. قال المزمور: "كحُلْم عِندَ اليَقظَةِ، يا سَيِّدي تَحتَقِرُ خِيالَهم عِندَ استيقاظِكَ" (مز73[72]: 20). إن كنّا في يقَظَتِنا، أي في هذه الحياة، نحتقرُ مَن صُنِعوا على صورة الله (راجع تك 1: 26)، فَلنَخْشَ أن نُنبَذَ في يقَظَته الأبديّة. لذا، كونوا رحماء على هذه الأرض... بفضل سخائكم، ستَسمعون هذه الكلمات المُفرحة: "تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم".
 
 
4    السبت من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 17-13:13    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 17-13:13
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلامِيذِهِ: «أَنْتُم تَدْعُونَنِي المُعَلِّمَ والرَّبّ، وحَسَنًا تَقُولُون، لأَني كَذلِكَ.
فَإِنْ كُنْتُ أَنَا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُم، فَعَلَيْكُم أَنْتُم أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُم أَقْدَامَ بَعْض.
لَقَدْ أَعْطَيْتُكُم مِثَالاً، لِتَفْعَلُوا أَنْتُم أَيْضًا كَمَا فَعَلْتُ أَنَا لَكُم.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، ولا رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.
إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا، وعَمِلْتُمْ بِهِ، فَطُوبَى لَكُم!

 

الإفخارستيا وغسل الأرجل
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما،
الرّسالة الرّسوليّة: أمكث معنا يا ربّ، Mane Nobiscum Dominum، الأعداد 27-28

 

إنّ المسيحي الذي يحتفل بالإفخارستيا يتعلّم منها أن يكون عامل شركة وسلام وتضامن في جميع ظروف حياته. وصورة عالمنا الممزّق كما يظهر في بداية هذه الألفيّة الثالثة، والموسوم بالحروب والإرهاب، يحدو بالمؤمنين على عيش الإفخارستيا كمدرسةٍ للسلام، فيه يتكوّن رجال ونساء يحملون مسؤوليّات مختلفة في الحياة الاجتماعية والثقافيّة والسياسيّة، ويصبحون مبشّرين بالحوار والشركة.
هنالك نقطة أودّ التركيز عليها أيضًا، وعليها تعتمد المشاركة الصحيحة في سرّ الإفخارستيا التي تحتفل بها الجماعة. وهو الالتزام المنبثق من سرّ الإفخارستيا ببناء مجتمع أكثر عدلاً وأخوّة. فقد أظهر ربّنا في سرّ الإفخارستيا قوّة المحبّة اللامحدودة، وقلب بذلك موازين القوى والسلطة التي تتحكّم بالعلاقات بين بني البشر، وركّز على مقياس الخدمة. "مَن أَرادَ أَن يَكونَ أَوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم" (مر 9: 35). لذا، ليس من المصادفة أنّ إنجيل يوحنّا لا يذكر نصّ تأسيس سرّ القربان، بل يذكر رتبة غسل الأرجل. فالرّب يسوع المسيح انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، وفسّر بذلك المعنى الواضح لسرّ الإفخارستيا. والقدّيس بولس يذكّر بكلّ قوّة أنّ أي احتفال بسرّ الإفخارستيا غير صحيح إن لم تظهر فيه بشكل واضح المحبّة والتضامن مع الفقراء.
لماذا لا نجعل من سنة الإفخارستيا هذه مناسبة لجميع الرعايا والأبرشيّات للعمل بشكل حثيث وفعّال لمحاربة نوع من أنواع الفقر في العالم؟ أفكّر على سبيل المثال بالجوع الذي ما زال يهدّد الملايين، وأفكر أيضًا ببعض الأمراض التي ما زالت تفتك ببعض الدول النامية، أفكّر بوِحدة الأشخاص المسنّين، أفكّر بالعاطلين عن العمل، أفكّر بمعاناة المهاجرين... لا مجال لخداع أنفسنا: فنحن سوف نُدان على المحبّة وعلى العون الذي قدّمناه لمَن كان في عوز، وبالمحبّة نُظهر أنّنا تلاميذ الرّب يسوع المسيح حقًّا. هذا هو المقياس لصحّة احتفالنا بسرّ الإفخارستيا.
 
 
3    عيد سمعان الشيخ وحنّة النبيّة     -     إنجيل القدّيس لوقا 41-36:2    
عيد سمعان الشيخ وحنّة النبيّة - (3 شباط)
    إنجيل القدّيس لوقا 41-36:2
 
كَانَتْ هُنَاكَ (في أُرشليم) نَبِيَّةٌ طَاعِنَةٌ جِدًّا في أَيَّامِهَا، هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل، مِنْ سِبْطِ أَشِير، عَاشَتْ مَعَ زَوْجِهَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ مُنْذُ بَكَارَتِهَا،
ثُمَّ بَقِيَتْ أَرْمَلةً حتَّى الرَّابِعَةِ والثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا، لا تُفَارِقُ الهَيْكَلَ مُتَعَبِّدَةً بِالصَّوْمِ والصَّلاةِ لَيْلَ نَهَار.
فَحَضَرَتْ في تِلْكَ السَّاعَة، وأَخَذَتْ تُسَبِّحُ الرَّبّ، وتُحَدِّثُ عنِ الطِّفْلِ جَمِيعَ المُنْتَظِرينَ فِدَاءَ أُورَشَلِيم.
ولَمَّا أَتَمَّ يُوسُفُ ومَريَمُ كُلَّ ما تَقتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبّ، عَادَا بِيَسُوعَ إِلى الجَلِيل، إِلى النَّاصِرَةِ مَدِينَتِهِم.
وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه.
وكانَ أَبَوَا يَسُوعَ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ في عِيدِ الفِصْحِ إِلى أُورَشَليم.

 

التسبيحة الجديدة: «فحَضَرَت حَنّة في تِلكَ السَّاعَة، وأَخَذَت تَحمَدُ الله»
القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150- نحو 215)، لاهوتيّ،
"بروترِبتيكوس" أو الإرشاد لليونانيّين 1: 6-8



بما أنّ الكلمة، كلمة الله، كان من العُلى، فقد كان وسيبقى البداية الإلهيّة لكلّ شيء. لكن بعد أن تلقّى اسم "من تمّ اختياره" أي المسيح، أَطلقتُ عليه اسم "التسبيحة الجديدة" (راجع مز34[33]، مز145[144]، مز 150[149] إلخ...). لقد أوجَدَنا الكلمة منذ فترة طويلة، لأنّه كان في الله؛ وبواسطته، أصبح وجودنا صالحًا. لقد ظهر الكلمة للتو للبشر، هو الله والإنسان؛ إنّه أصل الخيرات كلّها بالنسبة إلينا. بعد أن تعلّمنا منه كيف نعيش حياة صالحة، تمّ إدخالنا بواسطته إلى الحياة الأبديّة. وفقًا لرسول الرّب "فقَد ظَهَرَت نِعمَةُ الله، يَنبوعُ الخَلاصِ لِجَميعِ الناس، وهي تُعَلِّمُنا أن نَنبِذَ الكُفرَ وشَهَواتِ الدنيا لِنَعيشَ في هذا الدَّهرِ بِرَزانةٍ وعَدلٍ وتَقوى، مُنتَظِرينَ السعادَةَ المَرجُوَّة وتَجَلّيَ مَجدِ إلهِنا العَظيم ومُخَلِّصِنا يسوعَ المسيحِ (تي 2: 11-13).
هذه هي التسبيحة الجديدة: ظهور الكلمة الذي كان منذ البدء والّذي أشرق للتوّ بيننا... لأنّ ذاك الذي كان المخلّص منذ البدء قد ظهر للتوّ؛ ذاك الذي هو الله ظهر كمعلّم؛ ظهر الكلمة الذي به كان كلّ شيء (يو 1: 10). كخالق، كان يعطي الحياة في البدء؛ والآن، بعد أن ظهر كمعلّم، أخذ يعلّمنا كيف نعيش حياة صالحة، بحيث سوف يمنحنا ذات يوم الحياة الأبديّة بصفته الله. اليوم ليس المرّة الأولى التي يشفق فيها علينا بسبب ضياعنا؛ فقد كان يفعل ذلك منذ البداية.
 
 
2    عيد دخول الربّ يسوع إلى الهيكل     -     إنجيل القدّيس لوقا 35-22:2    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 35-22:2
 
ولَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِير يُوسُفَ ومَريَمَ بِحَسَبِ تَورَاةِ مُوسَى، صَعِدَا بِهِ إِلى أُورَشَلِيمَ لِيُقَدِّماهُ للرَّبّ،
كمَا هُوَ مَكْتُوبٌ في شَرِيعَةِ الرَّبّ: «كُلُّ ذَكَرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ يُدْعَى مُقَدَّسًا لِلرَّبّ»،
ولِكَي يُقدِّمَا ذَبِيحَة، كَمَا وَرَدَ في شَرِيعَةِ الرَّبّ: «زَوجَيْ يَمَام، أَو فَرْخَيْ حَمَام».
وكانَ في أُورَشَلِيمَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ سِمْعَان. وكانَ هذَا الرَّجُلُ بَارًّا تَقِيًّا، يَنْتَظِرُ عَزَاءَ إِسْرَائِيل، والرُّوحُ القُدُسُ كانَ عَلَيْه.
وكانَ الرُّوحُ القُدُسُ قَدْ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَنْ يَرَى المَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبّ.
فجَاءَ بِدَافِعٍ مِنَ الرُّوحِ إِلى الهَيْكَل. وعِنْدَما دَخَلَ بِٱلصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاه، لِيَقُومَا بِمَا تَفْرِضُهُ التَّورَاةُ في شَأْنِهِ،
حَمَلَهُ سِمْعَانُ على ذِرَاعَيْه، وبَارَكَ اللهَ وقَال:
«أَلآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أَيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ،
لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ،
أَلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا،
نُوْرًا يَنْجَلي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل!.»
وكانَ أَبُوهُ وأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا يُقَالُ فِيه.
وبَارَكَهُمَا سِمْعَان، وقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إنَّ هذَا الطِّفْلَ قَدْ جُعِلَ لِسُقُوطِ ونُهُوضِ كَثِيرينَ في إِسْرَائِيل، وآيَةً لِلخِصَام.
وأَنْتِ أَيْضًا، سَيَجُوزُ في نَفْسِكِ سَيْف، فتَنْجَلي خَفَايَا قُلُوبٍ كَثيرَة».
 
 
1    الأربعاء من أسبوع الأحبار والكهنة الراقدين     -     إنجيل القدّيس متّى 28-20:20    
 
    إنجيل القدّيس متّى 28-20:20
 
دَنَتْ مِنهُ أُمُّ يَعْقُوبَ ويُوحَنَّا ٱبْنَي زَبَدَى، وهُمَا مَعَهَا، وسَجَدَتْ لَهُ تَلْتَمِسُ مِنْهُ حَاجَة.
فقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِين؟». قَالَتْ لَهُ: «مُرْ أَنْ يَجْلِسَ ٱبْنَايَ هذَانِ في مَلَكُوتِكَ، واحِدٌ عَنْ يَمِيْنِكَ ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان. هَلْ تَسْتَطِيْعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي سَأَشْرَبُها أَنَا؟». قَالا لَهُ: «نَسْتَطِيْع!».
فقَالَ لَهُمَا: «نَعَم، سَتَشْرَبَانِ كَأْسِي. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِيْنِي وعَنْ يَسَارِي، فَلَيْسَ لي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَعَدَّهُ لَهُم أَبي».
ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، ٱغْتَاظُوا مِنَ الأَخَوَين.
فَدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَال: «تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم،
فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا.
ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا،
مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين».
 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003