الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

16 الى 28، من شهر شباط 2023
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

16- الخميس من أسبوع الموتى المؤمنين
                                          إنجيل القدّيس لوقا 32-22:12
   
17- يوم الجمعة من أسبوع الموتى المؤمنين
                                          إنجيل القدّيس لوقا 40-33:12 
  «كونوا أنتُم أيضًا مُستَعدّين»
      
للقدّيس قِبريانُس (نحو 200 - 258)، أسقف قرطاجة وشهيد
18- السبت من أسبوع الموتى المؤمنين    
                                          إنجيل القدّيس لوقا 59-49:12
  «جِئتُ لِأُلقِيَ عَلى ٱلأَرضِ نارًا، وَما أَشَدَّ رَغبَتي أَن تَكونَ قَدِ ٱشتَعَلَت»
      
ديونيسيوس الكرتوزيّ (1402 - 1471)، راهب
19- أحد مدخل الصوم الكبير : أحد آية عرس قانا
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 11-1:2 
  «أَمَّا أَنتَ فحَفِظتَ الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ إِلى الآن»
      
للقدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة
20- اثنين الرماد    
                                          إنجيل القدّيس متّى 21-16:6
  في أعماق القلب
      
للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما
21- الثلاثاء الأوّل من الصوم الكبير   
                                          إنجيل القدّيس متّى 15-5:6
  «أُرْزُقْنا اليومَ خُبْزَ يَومِنا (مت 6: 11) ... خُبزَ الحَياة (يو 6: 35)»
      
لللقدّيس فرنسيس الأسّيزيّ (1182 - 1226)، مؤسِّس رهبانيّة الأخوة الأصاغر
22- الأربعاء الأوّل من الصوم الكبير
                                          إنجيل القدّيس متّى 4-1:6
  تمارين الصوم الثلاث: الصدقة والصلاة والصوم
      
للقدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
23- الخميس الأوّل من الصوم الكبير
                                          إنجيل القدّيس متّى 34-25:6
   
24- يوم الجمعة الأوّل من الصوم الكبير      
                                          إنجيل القدّيس متّى 27-13:7
  «فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذلِكَ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ»
      
للقدّيس هيلاريوس (315 - 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة
25- السبت الأوّل من الصوم الكبير   
                                          إنجيل القدّيس لوقا 14-9:18
  القلبُ الخالي من نعمة الله
      
للطّوباويّ كولومبا مارميون (1858 - 1923)، رئيس دير
26- الأحد الثاني من الصوم الكبير : أحد شفاء الأبرص
                                          إنجيل القدّيس مرقس 45-35:1
  «فَمدَّ يسوعُ يَدَه فَلَمَسَه»
      
للقدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة
27- الاثنين الثاني من الصوم الكبير
                                          إنجيل القدّيس متّى 24-22:6
  «سِراجُ الجَسَدِ هو العَين»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
28- الثلاثاء الثاني من الصوم الكبير      
                                          إنجيل القدّيس متّى 12-1:7
  «وَٱلخَشَبَةُ ٱلَّتي في عَينِكَ، أَفَلا تَأبَهُ لَها؟»
      ك
تاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر
 
 
28    الثلاثاء الثاني من الصوم الكبير     -     إنجيل القدّيس متّى 12-1:7    
مار تلالاوس تلميذ مار مارون والمعترف - (28 شباط)
    إنجيل القدّيس متّى 12-1:7
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَدِينُوا لِئَلاَّ تُدَانُوا.
فَبِمَا تَدِينُونَ تُدَانُون، وبِمَا تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُم.
مَا بَالُكَ تَنْظُرُ إِلى القَشَّةِ في عَيْنِ أَخيك، ولا تُبَالي بِالخَشَبةِ في عَيْنِكَ؟
بَلْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيك: دَعْني أُخْرِجُ القَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ، وهَا هِي الخَشَبَةُ في عَيْنِكَ أَنْتَ؟
يا مُرائِي، أَخْرِجِ الخَشَبَةَ أَوَّلاً مِنْ عَيْنِكَ، وعِنْدَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا فَتُخْرِجُ القَشَّةَ مِنْ عَيْنِ أَخِيك.
لا تُعْطُوا المُقَدَّسَاتِ لِلْكِلاب. ولا تَطْرَحُوا جَواهِرَكُم أَمَامَ الخَنَازِير، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِها، وتَرْتَدَّ عَلَيْكُم فَتُمَزِّقَكُم.
إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبُوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُم.
فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، ومَن يَطْلُبْ يَجِدْ، ومَنْ يَقْرَعْ يُفْتَحْ لَهُ.
أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُم يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ خُبْزًا فَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟
أَو يَسْأَلُهُ سَمَكَةً فَيُعْطِيهِ حَيَّة؟
فَإِذَا كُنْتُم، أَنْتُمُ الأَشْرَار، تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُم عَطايا صَالِحَة، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ يَمْنَحُ الصَّالِحَاتِ لِلَّذينَ يَسْأَلُونَهُ؟
فَكُلُّ مَا تُريدُونَ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ لَكُم، إِفْعَلُوهُ لَهُم أَنْتُم أَيْضًا. هذِهِ هِيَ التَّوْرَاةُ والأَنْبِيَاء.

 

«وَٱلخَشَبَةُ ٱلَّتي في عَينِكَ، أَفَلا تَأبَهُ لَها؟»
كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر،
الجزء الثّاني، الفصلين 2 + 3

 

إذا اتّضع الإنسان بسبب نقائصه، هان عليه تهدئة الآخرين واسترضاء الساخطين عليه.
إنّ الله يحمي المتواضع وينقذه، يحبّ المتواضع ويعزّيه. للمتواضع ينعطف، وللمتواضع يجزل النعمة، وبعد خفضه يرفعه إلى المجد.
يكشف الله أسراره للمتواضع، ويدعوه إليه ويجذبه بعذوبة.
فالمتواضع، وإن لحق به الخزي، يستمرّ في السلام لأنّه بالله معتصم لا بالدنيا...
اِحفظ نفسك أوّلاً في سلام، وحينئذ تستطيع أن تبثّ السلام في الآخرين.
إنّ الإنسان المسالم أكثر نفعًا من العلَّامة.
الإنسان المشغوف يحوّل الخير نفسه شرًّا، ويصدّق الشرّ بسهولة.
أمّا الإنسان الصالح المسالم، فيحوّل كلّ شيء إلى الخير.
من كان مفعمًا بالسلام، لا يسيء الظنّ بأحد.
أمّا الّذي في الكدر والقلق، فإنّه مضطرب بمختلف الظنون؛ فلا هو في راحة ولا يدع الآخرين في راحة. يتكلّم غالبًا عمّا لا ينبغي التكلّم عنه، ويهمل ما كان الأجدر به أن يفعله.
يراقب ما يجب على الآخرين فعله، ويغفل ما يجب عليه هو أن يفعل.
لتكن غيرتك أوّلاً على نفسك، وحينئذٍ تحقّ لك الغيرة على قريبك.
 
 
27    الاثنين الثاني من الصوم الكبير     -     إنجيل القدّيس متّى 24-22:6    
مار تلالاوس تلميذ مار مارون والمعترف - (27 شباط)
    إنجيل القدّيس متّى 24-22:6
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا.
وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا. وإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذي فِيْكَ ظَلامًا، فَيَا لَهُ مِنْ ظَلام!
لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال.

 

«سِراجُ الجَسَدِ هو العَين»
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
عظات عن إنجيل القدّيس متى

 

"سِراجُ الجَسَدِ هو العَين". إنّ هذه العين هي كالنوايا التي عبرها نقوم بكلّ أعمالنا. فإن كانت هذه النوايا طاهرة وبارّة، عندها تكون كلّ أعمالنا صالحة. بالفعل، اعتبر القدّيس بولس الرّسول بعض الأعمال وكأنّها "أعضاء". لذلك، كتب: "أَميتوا إِذًا أَعضاءَكمُ الَّتي في الأَرض بما فيها مِن زِنًى وفَحْشاءَ وهَوىً وشَهوةٍ فاسِدَةٍ وطَمَعٍ وهو عِبادَةُ الأَوْثان" (كول 3: 5) وما يشبه ذلك.
إن ما يجب أخذه إذًا بعين الاعتبار في حياة الإنسان، ليس أعماله إنّما نوايّاه؛ لأنّ النّوايا هي نور أنفسنا، لأنّنا نستطيع أن نعرف بوضوح إن كنّا نعمل بنيّة حسنة وأنّ "كُلَّ ما ظَهَرَ كانَ نُورًا" (أف 5: 14).
أما بالنّسبة لأعمالنا، والّتي هي نتيجة لعلاقاتنا مع الآخرين، فإنّ نتائجها غير مضمونة ولهذا يسمّيها الرّب ظلامًا. فمثلاً، إن أعطيت مالاً لفقير ما، هل باستطاعتي أن أعرف كيف سوف يقوم باستخدامه؟ فإن كانت نواياك الّتي تعرفها قد اسودّت بسبب الأهواء البشرية فبالحري أن تكون كذلك الأعمال الّتي لا تعرف نتيجتها مسبقًا.
 
 
26    الأحد الثاني من الصوم الكبير : أحد شفاء الأبرص     -     إنجيل القدّيس مرقس 45-35:1    
 
    إنجيل القدّيس مرقس 45-35:1
 
قَامَ  يَسُوعُ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك.
ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ،
ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: «أَلْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ».
فقَالَ لَهُم: «لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى المُجَاوِرَة، لأُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهذَا خَرَجْتُ».
وسَارَ في كُلِّ الجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين.
وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: «إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!».
فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: «قَدْ شِئْتُ، فَٱطْهُرْ!».
وفي الحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ.
فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً،
وقالَ لَهُ: «أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ ٱذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم».
أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان.

 

«فَمدَّ يسوعُ يَدَه فَلَمَسَه»
القدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة،
كتاب "الطريق البسيط" ص 79

 

في أيّامنا هذه، نجد أنّ المرض الأكثر فتكًا الذي يضرب الغرب ليس السلّ أو البرص، بل هو شعور المرءِ بأنّه مُهمَل، وغير محبوب ومتروك. نحن بارعون في مُعَالجة أمراضِ الجسد من خلال الطبّ، لكنّ العلاج الوحيد للوحدة والبؤس واليأس، ما هو إلاّ الحبّ.
يموت الكثيرون في هذا العالم نتيجة افتقارهم إلى لقمة الخبز، لكنّ عددًا أكبر بكثير يموت نتيجة افتقاره إلى الحبّ. في الغرب، هنالك نوع آخر من الفقر، ليس فقر الوحدة فحسب، بل هو فقر الروحانيّة. ونجد جوعًا إلى الحبّ كما نجد أيضًا جوعًا إلى الله.
 
 
25    السبت الأوّل من الصوم الكبير    -     إنجيل القدّيس لوقا 14-9:18    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 14-9:18
 
قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَلَ لأُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين:
«رَجُلانِ صَعِدَا إِلى الهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، أَحَدُهُما فَرِّيسيٌّ وَالآخَرُ عَشَّار.
فَوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ يُصَلِّي في نَفْسِهِ وَيَقُول: أَللّهُمَّ، أَشْكُرُكَ لأَنِّي لَسْتُ كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة، وَلا كَهذَا العَشَّار.
إِنِّي أَصُومُ مَرَّتَينِ في الأُسْبُوع، وَأُؤَدِّي العُشْرَ عَنْ كُلِّ مَا أَقْتَنِي.
أَمَّا العَشَّارُ فَوَقَفَ بَعِيدًا وَهُوَ لا يُرِيدُ حَتَّى أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاء، بَلْ كانَ يَقْرَعُ صَدْرَهُ قَائِلاً: أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ!
أَقُولُ لَكُم إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا، أَمَّا ذاكَ فَلا! لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

 

القلبُ الخالي من نعمة الله
الطّوباويّ كولومبا مارميون (1858 - 1923)، رئيس دير،

Les « instruments des bonnes œuvres » (Le Christ Idéal du Moine, éd. DDB, 1936 ; p. 181-183 ; rev.)

 

تعرفون أنّ مخلّصنا الإلهي، وهو الحقّ والطيبة بذاته، كان يقول لتلاميذه: "إِن لَم يَزِد بِرُّكُم عَلى بِرِّ ٱلكَتَبَةِ وَٱلفِرّيسِيّين، لا تَدخُلوا مَلَكوتَ ٱلسَّمَاوات" (مت 5: 20). هذه الكلمات هي حقًّا من الرّب يسوع. هو الّذي لم يشأ أنْ يدينَ المرأة الزانية والّذي تنازل وخاطب المرأة السامريّة وكشف أسرار السماء لتلك الّتي كانت تعيش في الخطيئة. وهو الّذي رضي أن يأكل مع العشّارين المنبوذين اجتماعيًّا بصفتهم خطأة والّذي سمح للمجدليّة أن تغسِل رجليه وتمسحهم بشعرها، هو "الوَديعُ والمُتَواضِعُ ٱلقَلب" (راجع مت 11: 29)، كان يُلقي اللوم علنًا على الفريسيّين: "ٱلوَيلُ لَكُم، أَيُّها ٱلكَتَبَةُ وَٱلفِرّيسِيّونَ ٱلمُراؤون، فَإِنَّكُم تُقفِلونَ مَلَكوتَ ٱلسَّمَواتِ في وُجوهِ ٱلنّاس. فَلا أَنتُم تَدخُلون، وَلا ٱلَّذينَ يُريدونَ ٱلدُّخولَ تَدَعونَهُم يَدخُلون" (مت 23: 13).
لنتذكّر الفرّيسيّ الّذي يصوّره لنا الرّب يسوع صاعدًا إلى الهيكل ليصلّي. ما هي صلاته؟ "اللّهم، أنا رجلٌ لا لوم عليه البتّة، أحفظ كلّ الأشياء بدقّة شديدة، أصوم وأؤدّي العُشر" (راجع لو 18: 11-12)؛ لا تجدني مقصّرًا في أيّ أمر. لا بدّ أنّك فخورٌ بي". وبالمعنى الحرفيّ، ما كان يقوله كان حقيقة: فقد كان يحفظ هذه كلّها.
ومع ذلك، ما كان حكمُ الرّب يسوع عليه؟ لقد خرج هذا الرجل من الهيكل وقلبُه خالٍ من نعمة الله. لماذا هذا الحكم؟ لأنّ هذا المسكين كان يتبجّح بأعماله الحسنة ويضعُ كماله كلّه في الطاعة الخارجيّة البحتة دون أن يهتمّ باستعدادات قلبه الداخليّة. لذلك يقول لنا ربّنا أيضًا: " إِن لَم يَزِد بِرُّكُم عَلى بِرِّ ٱلكَتَبَةِ وَٱلفِرّيسِيّين، لا تَدخُلوا مَلَكوتَ ٱلسَّمَاوات"... فإنّ الكمال هو في الواقع، في القلب لأنّ الحبّ هو الشريعة الأكمل.
 
 
24    يوم الجمعة الأوّل من الصوم الكبير    -     إنجيل القدّيس متّى 27-13:7    
 
    إنجيل القدّيس متّى 27-13:7
 
قالَ الربُّ يَسوع: «أُدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق: لأَنَّهُ وَاسِعٌ البَاب ورَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الهَلاك، وكَثِيرُون هُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون مِنْهُ؛
ومَا أَضْيَقَ البَابَ وأَحْرَجَ الطَّرِيقَ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الحَيَاة، وقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَجِدُونَهُ.
إِحْذَرُوا الأَنْبِيَاءَ الكَذَبةَ الَّذينَ يَأْتُونَكُم بِلِبَاسِ الحُمْلان، وهُمْ في بَاطنِهِم ذِئَابٌ خَاطِفَة.
مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم: هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَب، أَو مِنَ العَوْسَجِ تِين؟
هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ تُثْمِرُ ثِمَارًا جَيِّدَة. أَمَّا الشَّجَرَةُ الفَاسِدَةُ فَتُثْمِرُ ثِمَارًا رَدِيئَة.
لا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ صَالِحَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا رَدِيئَة، ولا شَجَرَةٌ فَاسِدَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا جَيِّدَة.
كُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وتُلْقَى في النَّار.
فَمِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم.
لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لي: يَا رَبّ، يَا رَبّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوات، بَلْ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.
كَثِيرُون سَيَقُولُونَ لي في ذلِكَ اليَوْم: يَا رَبّ، يَا رَبّ! أَمَا بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنا الشَّيَاطِين، وبِٱسْمِكَ عَمِلْنَا كَثيرًا مِنَ الأَعْمَالِ القَدِيرَة؟
فَحِينَئِذٍ أُعْلِنُ لَهُم: مَا عَرَفْتُكُمُ البَتَّة. إِبْتَعِدُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْم!
فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ويَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً حَكِيْمًا بَنَى بَيْتَهُ عَلى الصَّخْرَة.
وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وفَاضَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّ أَسَاسَهُ بُنِيَ عَلى الصَّخْرَة.
وكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ولا يَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً جَاهِلاً بَنَى بَيْتَهُ عَلى الرَّمْل.
وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وجَرَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَسَقَط، وكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيْمًا.»

 

«فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذلِكَ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ»
القدّيس هيلاريوس (315 - 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة،
شرح للمزمور 127[126]

 

"إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ" (مز127[126]: 1). "أنتم هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ" (1كور3: 16). إنّ البيت هذا وهيكل الله هذا الممتلئ من تعاليمِ الله ونعمِه، هذا المسكن الّذي يحوي قداسة قلب الله، قد شَهِدَ له النبّي نفسه قائلاً: "إنّ هيكلك مقدّس بأعاجيب من البرّ" (مز64[63]: 6). إنّ قداسة الإنسان وبرّه وعفّته هي هيكلٌ لله.
إنّ الله يجب أن يبني هذا البيت إذًا. فالبناء المرتفع بعمل الإنسان لا يدوم؛ وما يُنشَأ على معتقدات هذا العالم لا يَثبُت؛ فأعمالنا الزائلة ورعايتنا الحذرة هي حُرّاسٌ غَير ذي منفعة. لذلك يجب أن تتمّ عمليّة البناء بطريقة أخرى، ويجب الحفاظ على هذا البيت بطريقةٍ أخرى. يجب عدم تأسيسُه على التراب، وعلى الرمل المائع والمتباعد؛ بل يجب أن يوضع الأساس على الأنبياء والرسل.
يجب أن يُبنى البيت بحجارة حيّة، ويُقام على حجر الزاوية، ويُرفع من خلال وصلاتٍ تدريجيّة بحيث يصل إلى الرجل المثاليّ ويبلُغَ القامةَ الَّتي تُوافِقُ كَمالَ المسيح (راجع 1بط2: 5؛ أف2: 20؛ 4: 12-13). ويجب تزيينه بتألّق النِّعم الروحيّة وجمالِها. وإن كان الله مَن يجب أن يبني البيت، أي بحسب تعالِيمه، فهذا البيت لن يتزعزع. بل سيمتّد إلى بيوتٍ أخرى عديدة، لأنّ كلّ ما يبنيه أيّ مؤمنٍ يعود بالفائدة على كُلٍّ مِنّا، ويزيدُ المدينة الطوباويّة جمالاً ونموًّا.
 
 
23    الخميس الأوّل من الصوم الكبير    -     إنجيل القدّيس متّى 34-25:6    
مار بوليكربوس الشهيد - (23 شباط)
    إنجيل القدّيس متّى 34-25:6
 
قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، ولا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون. أَلَيْسَتِ النَّفْسُ أَهَمَّ مِنَ الطَّعَام، والجَسَدُ أَهَمَّ مِنَ اللِّبَاس؟
أُنْظُرُوا إِلى طُيُورِ السَّمَاء، فهيَ لا تَزْرَع، ولا تَحْصُد، ولا تَخْزُنُ في الأَهْرَاء، وأَبُوكُم السَّمَاويُّ يَقُوتُهَا. ألَسْتُم أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
ومَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدَارَ ذِرَاعٍ وَاحِدَة؟
ومَا بَالُكُم تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاس؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو، وهيَ لا تَتْعَبُ ولا تَغْزِل.
أَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ في كُلِّ مَجْدِهِ لَمْ يَلبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الحَقْلِ الَّذي يُوجَدُ اليَوْم، وغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى يُلْبِسُكُم أَنْتُم يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟
لا تَهْتَمُّوا إِذًا وتَقُولُوا: مَاذَا نَأْكُل، أَوْ مَاذَا نَشْرَب، أَو مَاذَا نَلْبَس؟
فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّون، وَأَبُوكُم السَّمَاوِيُّ يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلى هذَا كُلِّهِ.
أُطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وبِرَّهُ، وذلِكَ كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم.
لا تَهْتَمُّوا إِذًا بِالغَد، فَالغَدُ يَهْتَمُّ بِنَفْسِهِ. يَكْفِي كُلَّ يَوْمٍ شَرُّهُ.
 
 
22    الأربعاء الأوّل من الصوم الكبير     -     إنجيل القدّيس متّى 4-1:6    
قيام كرسي بطرس في أنطاكية - (22 شباط)
    إنجيل القدّيس متّى 4-1:6
 
قالَ الربُّ يَسوع: «إِحْذَرُوا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا بِرَّكُم أَمَامَ النَّاسِ لِيَراكُمُ النَّاس، وإِلاَّ فَلا أَجْرَ لَكُم عِنْدَ أَبِيكمُ الَّذي في السَّمَاوَات.
فمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، لا تَنْفُخْ أَمَامَكَ في البُوق، كمَا يَفْعَلُ المُراؤُونَ في المَجَامِع، وفي الشَّوَارِع، لِكَي يُمَجِّدَهُمُ النَّاس. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.
أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ،
لِتَكُونَ صَدَقَتُكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.

 

تمارين الصوم الثلاث: الصدقة والصلاة والصوم
القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة،
العظة الثّامنة

 

يا إخوتي! لقد بدأنا اليوم رحلة الصّوم الكبرى. فلنحمل معنا في سفينتنا كلّ زادنا من الطعام والشراب، ولنضع في الصّندوق الرّحمة الوافرة التي نحن بأمسّ الحاجة إليها. لأنّ صومنا سوف يجوع إن لم يتغذّى من الوداعة ويعطش إن لم يرتوي من معين الرّحمة. صومنا سيعاني البرد والفشل ما لم تظلّله جزّة الصدقة وتلفّه ثياب الشفقة.
أيها الإخوة، إنّ الرّحمة بالنسبة للصوم هي كالرّبيع بالنسبة إلى الأرض. كما أنّ رياح الرّبيع الناعمة تجعل كلّ براعم الحقول تتفتّح، كذلك رحمة الصيام تجعل كلّ بذورنا تتفتح حتى الإزهار، وتعطي ثمارًا ليوم الحصاد السماويّ الأخير. وكما هو الزيت بالنّسبة للسّراج، كذلك هي الوداعة بالنسبة للصيام. فكما تضيء مواد الزّيت الدهنية السّراج طوال الليل بواسطة القيل من التّغذية، كذلك تجعل الوداعة الصوم متألقًا: إذ يرسل أشعته لتسطع شمس الإمساك. وكما هي الشمس بالنّسبة للنهار كذلك هي الصدقة بالنسبة للصوم. فبهاء الشمس وضياء النهار يبدّدان ظلمة الغمام والصدقة مصحوبة بالصوم تقدّس النفس، وتطرد بنور الوداعة من رغباتنا كل ما شأنه أن يكون مميتًا. بالمختصر، كما الجسد للنفس، كذلك هو السخاء بالنسبة للصوم. فعندما تخرج النفس من الجسد تميته، وعندما يبتعد السخاء عن الصوم يصبح ميتًا.
 
 
21    الثلاثاء الأوّل من الصوم الكبير     -     إنجيل القدّيس متّى 15-5:6    
مار أوسطاتيوس البطريرك الأنطاكيّ والمعترف - (21 شباط)
    إنجيل القدّيس متّى 15-5:6
 
قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صَلَّيْتُم، لا تَكُونُوا كَالمُرائِين، فَإِنَّهُم يُحِبُّونَ الصَّلاةَ وُقُوفًا في المَجَامِع، وفي زَوايا السَّاحَات، لِكَي يَظْهَرُوا لِلنَّاس. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.
أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صَلَّيْتَ، فَٱدْخُلْ مُخْدَعَكَ وأَغْلِقْ بَابَكَ، وصَلِّ لأَبِيكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.
وعِنْدَمَا تُصَلُّون، لا تُكْثِرُوا الكَلامَ عَبَثًا كَالوَثَنِيِّين، فَهُم يَظُنُّونَ أَنَّهُم بِكَثْرَةِ كَلامِهِم يُسْتَجَابُون.
فلا تَتَشَبَّهُوا بِهِم، لأَنَّ أَبَاكُم يَعْلَمُ بِمَا تَحْتَاجُونَ إِليْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوه.
أَمَّا أَنْتُم فَصَلُّوا هكَذَا: أَبَانَا الَّذي في السَّمَاوَات، لِيُقَدَّسِ ٱسْمُكَ،
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا في السَّمَاءِ كذلِكَ عَلى الأَرْض.
أَعْطِنَا خُبْزَنا كَفَافَ يَوْمِنَا.
وَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنا كَمَا غَفَرْنَا نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنا.
ولا تُدْخِلْنَا في التَّجْرِبَة، لكِن نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّير.
فَإِنْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِم يَغْفِرْ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيّ.
وإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ فَأَبُوكُم أَيْضًا لا يَغْفِرُ لَكُم زَلاَّتِكُم.

 

«أُرْزُقْنا اليومَ خُبْزَ يَومِنا (مت 6: 11) ... خُبزَ الحَياة (يو 6: 35)»
القدّيس فرنسيس الأسّيزيّ (1182 - 1226)، مؤسِّس رهبانيّة الأخوة الأصاغر،
صلاة الأبانا المقتبسة

 

"أُرْزُقْنا اليومَ خُبْزَ يَومِنا"،
ابنك الحبيب، ربّنا يسوع المسيح،
لكي نتذكّر ونجلّ أكثر فأكثر الحبّ الّذي خصّنا به
وكل أقواله وما قاساه من أجلنا من آلام.
"وأَعْفِنا مِمَّا علَينا"
برحمتك الّتي لا توصف، باستحقاقات آلام ابنك الحبيب،
وبشفاعة العذراء مريم وجميع المختارين.
"فَقَد أَعْفَينا نَحْنُ أَيْضًا مَن لنا عَلَيه"
واجعلنا، يا ربّ، نغفر كليًّا، ما لم نستطع غفرانه بشكل تام.
أعطنا يا ربّ أن نحبّ حقًّا أعداءنا بسببك،
وأن نتوصّل إلى أن نصلّي بصدق من أجلهم؛
وألاّ نردّ الشرّ بالشرّ، بل أن نجهد للقيام بالخير للجميع، فيك.
"ولا تُعَرِّضنا لِلتَّجربة"
ظاهرةً كانت أو ماكرة، مفاجئة أو مؤلمة ومديدة.
"بل نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير"،
في الماضي والحاضر والمستقبل. آمين.
 
 
20    اثنين الرماد     -     إنجيل القدّيس متّى 21-16:6    
عيد الناسك مار يعقوب القورشيّ - (20 شباط)
    إنجيل القدّيس متّى 21-16:6
 
قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.
أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ،
لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.
لا تَكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا على الأَرْض، حَيْثُ العُثُّ والسُّوسُ يُفْسِدَان، وحَيْثُ اللُّصُوصُ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون،
بَلِ ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون.
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلبُكَ.

 

في أعماق القلب
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما،
عظة بمناسبة أربعاء الرّماد، 16/02/1983

 

يجب علينا في زمن الصوم هذا أن ندخل إلى أعماق ذواتنا. إنّه زمن الألفة مع الله في عمق القلب والضمير. إذ في هذه الألفة الداخليّة مع الله يتحقّق عمل الصيام الأساسيّ ألا وهو عمل التوبة.
 
في خفايا القلب وفي هذه الألفة مع الله في ملء حقيقة القلب والضمير، تتردّد صدى كلمات المزمور الذي وردّ في الليتورجيا اليوم، والذي هو من أعمق الاعترافات التي يقوم بها الإنسان أمام الله: "اِرحَمْني يا أَللهُ بِحَسَبِ رَحمَتِكَ وبِكَثرَةِ رأفَتِكَ اَمْحُ مَعاصِيَّ. زِدْني غُسْلاً مِن إِثْمي ومِن خَطيئَتي طَهِّرْني. فإِنِّي عالِمٌ بِمَعاصِيَّ وخَطيئَتي أَمامي في كُلِّ حين. إِلَيكَ وَحدَكَ خَطِئتُ والشَرّ أَمامَ عَينَيكَ صَنعتُ" (مز51[50]: 3-6).
إنًها كلمات تطّهر، تحوّل. تحوّل الإنسان من الداخل. لنردّدها مرارًا في زمن الصيام. ولنسعَ إلى تجديد الرّوح الذي يحيّيها، هذه النسمة الدّاخليّة الّتي تعطي لهذه الكلمات قوّة التّوبة. لأنّ الصوم هو بشكلٍ أساسيّ دعوة للتوبة. إن أعمال الرّحمة التي يتكلّم عنها الإنجيل اليوم تفتح الطريق أمام هذه التوبة. لننكبّ على ممارستها ولكن لنبحث أولاً عن لقاء الله في حياتنا وفي كلّ ما نفعل لنصل فيما بعد إلى هذه التوبة العميقة التي يفيض بها مزمور التوبة في الليتورجيا اليوم.
 
 
19    أحد مدخل الصوم الكبير : أحد آية عرس قانا     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 11-1:2    
عيد شهداء صور الخمسمئة - (19 شباط)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 11-1:2
 
في اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك.
ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس.
ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر».
فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!».
فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه!».
وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا،
فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق.
قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا.
وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا - وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون - فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ
وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!».
تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.

 

«أَمَّا أَنتَ فحَفِظتَ الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ إِلى الآن»
القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة،
شرح للدِياطِسّرون، 12، § 1-2

 

عندما كان في الصحراء، قام ربّنا بتكثير الخبز؛ وفي قانا، حوّل الماء إلى خمر. بذلك، جعل أفواه البشر تعتاد على خبزه وخمره إلى أن أعطاهم جسده ودمه. لقد جعلهم يتذوّقون خمرًا وخبزًا انتقاليَّين، لينمّي في داخلهم التوق إلى جسده وإلى دمه المُحييَين... بهذه الأمور الجميلة، جذبَنا إلى القصر لكي يصلَ بنا إلى ما يُحيي أنفسنا بشكل كليّ. لقد خبّأ النقاوة في الخمر الذي صنعَه، ليُظهر للمدعوّين أهميّة الثروة المخبّأة في دمه المُحيي.
كإشارة أولى، قدّم خمرًا مُفرِحًا للمدعوّين، لكي يُظهر أنّ دمه سيُفرِح جميع الأمم. وإن كان الخمر جزءًا من كافّة أفراح هذه الأرض، فإنّ كلّ أعمال الخلاص متعلّقة بسرّ دم الرّب. لقد أعطى للمدعوّين في قانا خمرًا جيّدة بدّلت أنفسهم، لكي يعلموا بأنّ تعاليمه من شأنها أن تبدّل قلوبهم.
فالخمر الذي لم يكن في البداية إلاّ ماءً قد قام الرّب تحويله داخل الأجران ليكون رمزًا لأولى وصاياه بالتوق إلى الكمال. فالماء الذي تحوّل هو رمز الشريعة التي قادها الرب إلى الكمال. لقد شرب المدعوّون إلى العرس ما كان في البدء ماءً لكن من دون أن يتذوّقوا هذا الماء. ويحصل الأمر نفسه عندما نسمع الوصايا القديمة، فنحن نتذوّقها بطعمها الجديد لا القديم.
 
 
18    السبت من أسبوع الموتى المؤمنين     -     إنجيل القدّيس لوقا 59-49:12    
مار لاون الأوّل بابا روما والمعترف - (18 شباط)
    إنجيل القدّيس لوقا 59-49:12
 
قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ!
وَلي مَعْمُودِيَّةٌ أَتَعَمَّدُ بِهَا، وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي إِلى أَنْ تَتِمّ!
هَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ أُحِلُّ في الأَرْضِ سَلامًا؟ أقُولُ لَكُم: لا! بَلِ ٱنْقِسَامًا!
فَمُنْذُ الآنَ يَكُونُ خَمْسَةٌ في بَيْتٍ وَاحِد، فَيَنْقَسِمُون: ثَلاثةٌ عَلَى ٱثْنَيْن، وٱثْنَانِ عَلى ثَلاثَة!
يَنْقَسِمُ أَبٌ عَلَى ٱبْنِهِ وٱبْنٌ عَلَى أَبِيه، أُمٌّ عَلَى ٱبْنَتِهَا وٱبْنَةٌ عَلَى أُمِّهَا، حَمَاةٌ عَلَى كَنَّتِها وَكَنَّةٌ عَلَى حَمَاتِها!».
وَقَالَ أَيْضًا لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ.
وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ.
أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟
وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟
حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن.
أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».

 

«جِئتُ لِأُلقِيَ عَلى ٱلأَرضِ نارًا، وَما أَشَدَّ رَغبَتي أَن تَكونَ قَدِ ٱشتَعَلَت»
ديونيسيوس الكرتوزيّ (1402 - 1471)، راهب،
شرح لإنجيل القدّيس لوقا

 

"جِئتُ لِأُلقِيَ عَلى ٱلأَرضِ نارًا": لقد نزلت إلى الأرض من أعالي السماوات، وبواسطة سِرِّ تَجَسُّدي، اعتلنت للبشر لأُشعِل في قلوبهم البشريّة نار الحبّ الإلهي. " وَما أَشَدَّ رَغبَتي أَن تَكونَ قَدِ ٱشتَعَلَت": أي أن تشتعل فتصبح شعلةً يحرّكها الرُّوح القدس وتتدفّق منها أعمال المحبّة!
بعد كلامه هذا، أعلن الرّب يسوع المسيح بصراحة أنّه سوف يموت على الصليب قبل أن تتّقِد البشريّة بنار حبّه هذا. بالفعل، إنّ آلام المسيح هي التي جعلت البشريّة مستحقّة لهذه النعمة الكبيرة، وإنّ ذكرى هذه الآلام، قبل أي شيء آخر، توقد الشعلة في قلوب المؤمنين. وتابع الربّ قائلاً: "وَعَلَيَّ أَن أَقبَلَ مَعمودِيَّةً"، وبكلامٍ آخر، فإنّ معموديّتي بالدم باتت حتميّة، بتدبير من الله الآب، أي أن أغطس في دمائي فوق الصليب كما لو كنت أغطس في الماء، لكي أفتدي العالم بأسره. "وَما أَشَدَّ ضيقي حَتّى تَتِمّ!": أي إلى أن تنتهي آلامي فأستطيع حينئذٍ القول "قَدْ تَمَّ كُلُّ شَيء" (يو 19: 30).
 
 
17    يوم الجمعة من أسبوع الموتى المؤمنين     -     إنجيل القدّيس لوقا 40-33:12    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 40-33:12
 
قالَ الربُّ يَسوع: «بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس.
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم.
لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة.
وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً.
طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم.
وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم!
وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.
فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».

 

«كونوا أنتُم أيضًا مُستَعدّين»
القدّيس قِبريانُس (نحو 200 - 258)، أسقف قرطاجة وشهيد،
عن الوحدة، 26-27

 

حين قالَ الربّ: "متى جاءَ ابنُ الإنسان، أفَتُراه يَجِدُ الإيمانَ على الأرض"؟ (لو 18: 8) كان يفكِّرُ في زمنِنا الحاضر وها نحن نرى هذه النبوءة تَتحقَّق. مخافة الله، وشريعة العدالة، والمحبّة، وأعمال الرحمة... لم تعدْ هذه القِيَم موضوع إيمان. كلّ القِيَم التي كان يمكن لضميرنا أن يخشاها لو كان يؤمنُ بها، لم يَعدْ يخشاها لأنّه لا يؤمنُ بها. فلو كان ضميرنا يؤمنُ بها، لبَقِيَ مُتيقِّظًا؛ ولو بَقِيَ مُتيقِّظًا، لَنالَ الخلاص.
أيّها الإخوة الأحبّاء، فَلنَبقَ مُتيقِّظين قدر المُستَطاع. ولنُحاولْ الخروج من سُباتِنا. فَلنَسهرْ على تأمُّل تعاليم الربّ وعلى ممارستها. لِنَكنْ كما طلبَ منّا الربّ أن نكون حين قالَ: "لِتَكُنْ أوساطُكُم مَشدودَة، وَلْتَكُنْ سُرُجُكم موقَدَة، وكونوا مِثلَ رجالٍ يَنتَظِرون رُجوعَ سيِّدِهم مِنَ العُرس، حتّى إذا جاءَ وقَرَعَ البابَ يَفتَحون لَه مِن وَقتِهِم. طوبى لأولئكَ الخَدَم الذينَ إذا جاءَ سيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين".
أجل، فَلتَبقَ أوساطُنا مَشدودَة كي لا يَجدُنا الربّ مُربَكين ومُشوَّشين حين يحينُ وقت الرحيل. فَليَسطَعْ نورُنا وَليُشِعّ بالأعمال الصالحة، وَليَنقُلْنا من ظلمة هذا العالم إلى النور والمحبّة الأبديّين. فَلنَنتَظرْ بحَذَر وعناية وصول الربّ المُفاجئ، حتّى إنّه حين يقرَع الباب، يكون إيماننا مُتيقِّظًا لِيَستقبِلَ من الربّ المكافأة التي استَحقَّها على سَهَرِه. إن تَقيَّدْنا بوصاياه، وإن حَفِظْنا هذه التحذيرات وهذه التعاليم، لن تَتمكَّنَ خِدَع الشرّير الكاذبة من هزمِنا خلال نَومِنا. لكن بصِفَتِنا خَدَمًا مُتيقِّظين، سوف نَملكُ مع الرّب يسوع المسيح المُنتَصِر.
 
 
16    الخميس من أسبوع الموتى المؤمنين     -     إنجيل القدّيس لوقا 32-22:12    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 32-22:12
 
قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون.
فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس.
تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ وَلا تَحْصُد، وَلَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، وٱللهُ يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُور؟
وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدارَ ذِرَاع؟
فَإِنْ كُنْتُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالبَاقِي؟
تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
فَإِنْ كَانَ العُشْبُ الَّذي يُوجَدُ اليَومَ في الحَقْل، وَغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَنْتُم، يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟
فَأَنْتُم إِذًا، لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون، وَمَا تَشْرَبُون، وَلا تَقْلَقُوا،
فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّونَ في هذَا العَالَم، وَأَبُوكُم يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلَيْه.
بَلِ ٱطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله، وَهذَا كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم.
لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.
 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003