الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

1 الى 15،  من شهر جزيران 2023
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

1- الخميس الأوّل من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 37-25:10
  «في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة»
      
للقدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة
2- عيد الإنجيليّين الأربعة      (2 حزيران)
                                          إنجيل القدّيس مرقس 20-15:16
   «اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
3- السبت الأوّل من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 31-27:14
  نبع السلام
      
للطّوباويّ كولومبا مارميون (1858 - 1923)، رئيس دير
4- الأحد الثاني من زمن العنصرة : أحد الثالوث الأقدس      
                                          إنجيل القدّيس متّى 20-16:28
  «أعطِنا أن نعتنق الإيمان الحقيقيّ باعترافنا بمجد الثالوث الأبديّ»
      
للقدّيس باسيليوس (نحو 330 - 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية
5- الاثنين الثاني من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:15
  «أَنا الكَرْمةُ وأَنتُمُ الأَغصان»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
6- الثلاثاء الثاني من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 14-9:15
   
7- الأربعاء الثاني من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 17-15:15
   
8- الخميس الثاني من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 21-18:15
   
9- يوم الجمعة الثاني من زمن العنصرة 
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 27-22:15
  «فهُو يَشهَدُ لي وأَنتُم أَيضاً تَشهَدون لأَنَّكُم مَعي مُنذُ البَدْء»
      
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
10- السبت الثاني من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 4-1:16
  «وسيَفعَلونَ ذلك لأنّهم لم يَعرفوا أبي، ولا عَرَفوني»
      
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة
11- الأحد الثالث من زمن العنصرة: الروح يعلّم  
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 27-21:14
   
12- الاثنين الثالث من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 11-5:16
  «إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَمضي فَإِن لم أَمضِ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أَمَّا إِذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إِلَيكُم»
      
للطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة
13- عيد القدّيسة أكويلينا الجبيليّة الشهيدة      (13 حزيران)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 44-35:12
  «فَكونوا أَنتُم أَيضًا مُستَعِدّين»
      
للطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ
14- الأربعاء الثالث من زمن العنصرة 
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 19-16:16
  «أَنا ذاهِبٌ إِلى الآب»
      
للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما
15- الخميس الثالث من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 24-20:16
  «حتَّى الآن لم تَسألوا شَيئًا بِاسمي. إِسأَلوا تَنالوا فيَكونَ فَرحُكم تامًا»
      
للقدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس
 
 
15    الخميس الثالث من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس يوحنّا 24-20:16  

 

    إنجيل القدّيس يوحنّا 24-20:16
 
قالَ الربُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّكُم سَتَبْكُونَ وتَنُوحُون، أَمَّا العَالَمُ فَسَيَفْرَح. أَنْتُم سَتَحْزَنُونَ ولكِنَّ حُزْنَكُم سَيَتَحَوَّلُ إِلى فَرَح.
أَلمَرْأَةُ تَحْزَنُ وهِي تَلِد، لأَنَّ سَاعَتَهَا حَانَتْ. ولكِنَّهَا مَتَى وَلَدَتِ ٱلطِّفْلَ، لا تَعُودُ تَذْكُرُ ضِيقَهَا، لِفَرَحِهَا أَنَّ إِنْسَانًا وُلِدَ في العَالَم.
فَأَنْتُمُ الآنَ أَيْضًا تَحْزَنُون، إِنَّمَا سَأَعُودُ فَأَرَاكُم، وتَفْرَحُ قُلُوبُكُم، ولا يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُم مِنْكُم.
وفي ذلِكَ اليَوْمِ لَنْ تَسْأَلُونِي شَيْئًا. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ مِنَ الآبِ بِٱسْمِي، يُعْطِيكُم إِيَّاه.
حَتَّى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا بِٱسْمِي شَيْئًا. أُطْلُبُوا تَنَالُوا فَيَكْتَمِلَ فَرَحُكُم.

 

«حتَّى الآن لم تَسألوا شَيئًا بِاسمي. إِسأَلوا تَنالوا فيَكونَ فَرحُكم تامًا»
القدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس،
تعليم مسيحي حول الصلاة

 

اسمعوا يا أولادي: إنّ كنز المسيحيّ ليس على الأرض، بل في السَّماء (راجع مت 6: 20). لذا، يجب أن تكون أفكارنا حيث كنزنا. للإنسان مهمّة جميلة، أن يصلّي وأن يحبّ. أنتم تصلّون، أنتم تحبّون: هذه هي سعادة الإنسان على الأرض.
الصلاة ليست سوى اتّحادٍ مع الله. حين يكون قلبنا طاهرًا ومتّحدًا بالله، نشعر في داخلنا بعطر عذب، وبلُطفٍ مُسكِر وبنور مُبهِر. في هذا الاتّحاد الحميم، الله والنفس هما كقطعتين من الشمع ذائبتين معًا؛ لا يمكننا فصلهما أبدًا. كم هو جميل هذا الاتّحاد بين الله ومخلوقه الصغير. هذه سعادة لا يسعنا فهمها. لقد استحققنا ألاّ نصلي؛ لكنّ الله، بطيبته، سمح لنا بأن نحدّثه. فصلاتنا هي بخور يتقبّله الله بسعادة كبرى.
يا أولادي، إنّ قلبكم صغير، لكنّ الصلاة تُوَسِّعُه وتجعله قادرًا على أن يحبّ الله. بالصلاة، نتذوّق مُسبَقًا طعم السماء ونتعرّف على الملكوت. الصّلاة لا تحرمنا من العذوبة: فهي عَسَلٌ ينزل في النَّفس ويُطَرّي كلّ شيء. تذوب الآلام أمام الصلاة النَّابعة من القلب، كما الثَّلج أمام الشَّمس.
 
 
14    الأربعاء الثالث من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس يوحنّا 19-16:16    

إليشاع النبي - (14 حزيران)  

    إنجيل القدّيس يوحنّا 19-16:16
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «عَمَّا قَليلٍ لَنْ تَرَونِي، ثُمَّ عَمَّا قَليلٍ تَرَونَنِي».
فَقَالَ بَعْضُ تَلامِيذِهِ فيمَا بَيْنَهُم: «مَا هذَا الَّذي يَقُولُهُ لَنَا: عَمَّا قَليلٍ لَنْ تَرَونِي، ثُمَّ عَمَّا قَليلٍ تَرَونَنِي، وأَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب؟».
وكَانُوا يَقُولُون: «مَا هُوَ هذَا القَليلُ الَّذي يَتَكَلَّمُ عَنْهُ؟ لا نَعْرِفُ عَمَّا يَتَكَلَّم».
وعَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُم يُريدُونَ أَنْ يَسْأَلُوه، فَقَالَ لَهُم: «هَلْ تَتَسَاءَلُونَ فيمَا بَيْنَكُم عَنْ قَولي هذَا: عَمَّا قَليلٍ لَنْ ترَونِي، ثُمَّ عَمَّا قَليلٍ تَرَونَنِي؟

 

«أَنا ذاهِبٌ إِلى الآب»
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما،
المقابلة العامّة، الأربعاء 16 كانون الأوّل 1998



إنّ كلمات الإنجيل هي نقطة انطلاق تأمّلنا، هذه الكلمات التي تبيّن لنا ميزتين في شخص الرّب يسوع: هو ابن الآب وهو الذي يكشف لنا عن الآب. إنّ كلّ شيء في الرّب يسوع يرجعنا إلى الآب: تعليمه وعمله وأسلوبه في الحياة (راجع يو5: 19-36؛ 8: 28؛ 14: 10؛ 17: 6). فالآب هو محور حياة الرّب يسوع، والرّب يسوع بدوره هو السبيل الوحيد للوصول إلى الآب. "لا يَمْضي أحَدٌ إلى الآبِ إلاَّ بي" (يو14: 6). إن الرّب يسوع هو نقطة لقاء البشر مع الآب الذي كشف لنا ذاته من خلاله: "مَن رآني رأَى الآب". كيف يمكنك أن تقول: "أرِنا الآبَ"؟ ألا تُؤمِنُ بأنّي في الآبِ وأنَّ الآبَ فيَّ؟" (يو14: 9-10).
إنّ التجلّي الأكثر تعبيرًا عن علاقة الرّب يسوع بالآب نجده في الرّب يسوع القائم من الموت. فحدث القيامة هو قمّة رسالة الرّب يسوع وأساس الحياة الجديدة الخالدة لأولئك الذين يؤمنون به. لكنَّ الاتّحاد بين الآب والابن، كما بين الابن والمؤمنين، يمرّ في سرّ "ارتفاع" الرّب يسوع المصلوب بحسب العبارة النموذجيّة من إنجيل يوحنا. ويشير الإنجيلي من خلال عبارة "الارتفاع" إلى صلب الرّب يسوع المسيح كما إلى تمجيده؛ هاتان الحالتان تنعكسان على كلّ مؤمن: "فلذلِكَ يَجِبُ أن يُرفَعَ ابنُ الإنسان، لِتَكونَ بهِ الحَياةُ الأبديّةُ لِكُلِّ مَن يؤمِن. فإنَّ اللهَ أحبَّ العالَمَ حتّى إنّه جادَ بِابنِه الوحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأبدِيّة" (يو3: 14-16).
إنّ هذه الحياة الأبديّة ليست سوى مشاركة المؤمنين في حياة الرّب يسوع القائم من بين الأموات والدّخول في تيّار المحبّة الّذي يوحّد الآب والابن الّذين هما في الأساس واحد (راجع يو 10: 30 + يو 17: 21-22).
 
 
13    عيد القدّيسة أكويلينا الجبيليّة الشهيدة    -     إنجيل القدّيس لوقا 44-35:12 
القدّيسة أكويلينا الجبيّليّة الشهيدة  (293) , مار أنطونيوس البادوانيّ المعترف (1195-1231) - (13 حزيران)  
   إنجيل القدّيس لوقا 44-35:12 
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة.
وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً.
طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم.
وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم!
وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.
فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».
فَقَالَ بُطرُس: «يَا رَبّ، أَلَنَا تَقُولُ هذَا المَثَل، أَمْ لِلْجَمِيع؟».
فَقَالَ الرَّبّ: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟
طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!
حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.

 

«فَكونوا أَنتُم أَيضًا مُستَعِدّين»
الطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ،
العظة الأولى لزمن المجيء

 

ذابَت نَفْسي شَوقًا إِلى خَلاصِكَ فرَجَوتُ كَلِمَتَكَ"(مز 119[118]: 81)... عندما أرتجي الله، لا بل عندما أفيض بالرّجاء، أُضيفُ أملاً على أمل، حتّى ولو أُضيفت المحنة على المحنة، والمهلة على المهلة. لأنّي على يقين من أنّ "ٱلرُؤيا لِلميقات، وَفي ٱلإِنقِضاءِ تَظهَرُ وَلا تَكذِب. إِن أَبطَأَت فَٱنتَظِرها. فَإِنَّها سَتَأتي إِتيانًا وَلا تَتَأَخَّر" (حب 2: 3) بعد الوقت المحدّد والمناسب.
ما هو هذا الوقت المناسب؟ هو الذي فيه يكتمل عدد إخوتنا (راجع رؤ 6: 11)، حيث سينتهي وقت الرَّحمة الممنوح للتوبة. أصغِ إلى إشعيا... يشرح لماذا يؤجّل الربّ الدينونة: " لِذلك يَنتَظِرُ الرَّبُّ لِيَرحَمَكم ولذلك يَتعالى لِيَرأَفَ بِكم لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ عَدْلٍ لِجَميعِ الَّذينَ يَنتَظِرونَه" (إش 30: 18). عليك إذاً، إن كنتَ حكيمًا، أن تُحسِن استخدام هذه الفرصة الّتي أتيحت بسبب هذا التأخير. إن كنتَ خاطئًا، فقد أُعطيَت لك للتكفير عن ذنبك لا للعيش في الإهمال؛ وإن كنتَ قدّيسًا، فللتقدّم في القداسة لا للضعف في الإيمان. لأنّه "إِذا قالَ ذَلِكَ ٱلعَبدُ في قَلبِهِ: إِنَّ سَيِّدي يُبطِئُ في مَجيئِهِ، وَأَخَذَ يَضرِبُ ٱلخَدَمَ وَٱلخادِمات، وَيَأكُلُ وَيَشرَبُ وَيَسكَر، فَيَأتي سَيِّدُ ذَلِكَ ٱلعَبد، في يَومٍ لا يَتَوَقَّعُهُ وَساعَةٍ لا يَعلَمُها، فَيَفصِلُهُ وَيَجزيهِ جَزاءَ ٱلكافِرين"...
نعم، إنّ انتظار الربّ حقًّا، إنّما هو الحفاظ على إيماننا به، وإن كنّا محرومين من عزاء حضوره، وعدم اتّباع المجرِّب، ولكن البقاء معلَّقين برجوعه. هذا بالضبط ما يقوله الربّ أيضًا بلسان النبيّ: "إِنَّ شَعْبي مُعَلَّقٌ بِالِآرْتدادِ عنِّي" (هو 11: 7). "مُعَلَّقٌ"، تعبير جميل ودقيق، وهو يعني أنّه، بوجودنا كما بين سماء وأرض، لا يمكننا بعد بلوغ الخيرات السماويّة، دون أن نرغب في لمس الأشياء الأرضيّة.
 
 
12    الاثنين الثالث من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 11-5:16 
 
   إنجيل القدّيس يوحنّا 11-5:16 
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «الآنَ فَأَنَا ذَاهِبٌ إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي، ولا أَحَدَ مِنْكُم يَسْأَلُنِي: إِلى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِب؟
ولكِنْ لأَنِّي كَلَّمْتُكُم بِهذَا، مَلأَ الحُزْنُ قُلُوبَكُم.
غَيْرَ أَنِّي أَقُولُ لَكُمُ الحَقّ: خَيْرٌ لَكُم أَنْ أَمْضِي. فَإِنْ لَمْ أَمْضِ لا يَأْتِ إِلَيْكُمُ البَرَقْليطُ المُعَزِّي. أَمَّا إِذَا ذَهَبْتُ فَإِنِّي سَأُرْسِلُهُ إِلَيْكُم.
وهُوَ مَتَى جَاءَ يُوَبِّخُ العَالَمَ عَلى الخَطيئَةِ وفي أَمْرِ البِرِّ والدَّيْنُونَة.
أَمَّا على الخَطيئَةِ فَلأَنَّهُم لا يُؤْمِنُونَ بِي.
وأَمَّا في أَمْرِ البِرِّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب، ولَنْ تَرَونِي مِنْ بَعْد.
وأَمَّا في أَمْرِ الدَّيْنُونَةِ فَلأَنَّ سُلْطَانَ هذَا العَالَمِ قَدْ أُدِين.

 

«إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَمضي فَإِن لم أَمضِ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أَمَّا إِذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إِلَيكُم»
الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ،
عظة بعنوان: "وجود الرّب يسوع الرّوحي في الكنيسة"

 

إنّ الرّب يسوع المسيح هو حقًّا معنا بأي طريقة كان ذلك. فهو قد قال: "هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم" (مت 28: 20) ... قد تميلون إلى إعطاء التّفسير التّالي لذلك: "أنّ الرّب يسوع قد عاد، لكن بالرُّوح؛ روحه هو الذي عاد مكانه؛ وعندما يُقال أنّه معنا، فهذا يعني فقط أنّ روحه معنا". ولا يمكن لأحد بالطبع أن ينكر أنّ الرُّوح القدس أتى؛ لكن لماذا أتى؟ هل ليحلّ محلّ غياب الرّب يسوع المسيح أم ليحقّق حضوره؟ لا شكّ في أنه أتى ليجعله حاضرًا. لا نفترضنّ أبدًا أنّ الله الروح القدس يمكنه أن يجيء بحيث يبقى الله الابن بعيدًا. كلاّ، لم يأتِ الرّوح لكيلا يأتي المسيح، إنّما بالأحرى قد أتى لكي يتمكّن الرّب يسوع المسيح من أن يأتي من خلال مجيء الرُّوح. إنّنا، بالرُّوح القدس، ندخل في اتّحاد مع الآب والابن...
لقد كتب القدّيس بولس في رسالته إلى أفسس: "وبِالمسيحِ أَنتُم أَيضًا تُبنَونَ معًا لِتَصيروا مَسكِنًا للهِ في الرُّوح... (أف 2: 22) "لِهذا أَجْثو على رُكبَتَيَّ لِلآب... وأَسألُه أَن يَهَبَ لَكم، على مِقدارِ سَعَةِ مجْدِه، أَن تَشتَدُّوا بِروحِه، لِيَقْوى فيكمُ الإنسانُ الباطِن، وأَن يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِكم بالإيمان" (أف 3: 14+16-17). فالرُّوح القدس يوقظ والإيمان يستقبل سُكنى الرّب يسوع في القلب. وبالتالي، لا يحلّ الرُّوح مكان الرّب يسوع في النفس، إنّما يؤمّن هذا المكان للمسيح.
إذًا، فإنّ الرُّوح القدس يتكرّم بأن يأتي إلينا لكي بمجيئه، يستطيع الرّب يسوع المسيح أن يأتي إلينا، ليس بالجسد أم بشكل مرئي، إنّما بأن يحلّ في قلوبنا. وهكذا يكون حاضرًا وغائبًا في الوقت نفسه؛ غائب لأنّه ترك الأرض؛ وحاضر لأنّه لم يترك النفس الأمينة؛ أو، كما قال بنفسه: "بعدَ قَليلٍ لَن يَراني العالَم. أمّا أنتُم فسَتَرونَني" (يو 14: 19).
 
 
11    الأحد الثالث من زمن العنصرة: الروح يعلّم     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 27-21:14
مار برتلماوس الرسول (71) - (11 حزيران)  
   إنجيل القدّيس يوحنّا 27-21:14 
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «مَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ وَصَايَاي ويَحْفَظُهَا، هُوَ الَّذي يُحِبُّنِي. ومَنْ يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنَا أُحِبُّهُ وأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي».
قَالَ لَهُ يَهُوذَا، لا ذَاكَ الإِسْخَريُوطِيّ: «يَا رَبّ، مَاذَا جَرَى حَتَّى تُظْهِرَ ذَاتَك لَنَا، لا لِلعَالَم؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَنْ يُحِبُّنِي يَحْفَظُ كَلِمَتِي، وأَبِي يُحِبُّهُ وإِلَيْهِ نَأْتِي، وعِنْدَهُ نَجْعَلُ لَنَا مَنْزِلاً.
مَنْ لا يُحِبُّنِي لا يَحْفَظُ كَلِمَتِي. والكَلِمَةُ الَّتِي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ كَلِمَتِي، بَلْ كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرْسَلَنِي.
كَلَّمْتُكُم بِهذَا، وأَنَا مُقِيمٌ عِنْدَكُم.
لكِنَّ البَرَقْلِيط، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِٱسْمِي، هُوَ يُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيء، ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُم.
أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ!
 
 
10    السبت الثاني من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 4-1:16
مار برنابا من الاثنين والسبعين رسول (61) - (10 حزيران)  
   إنجيل القدّيس يوحنّا 4-1:16
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِئَلاَّ تَعْثُرُوا.
سَيَفْصِلُونَكُم مِنَ المَجَامِع. بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ يَظُنُّ فِيهَا كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبَادَة.
وسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُم، لأَنَّهُم مَا عَرَفُوا الآب، ولا عَرَفُونِي.
لكِنِّي كَلَّمْتُكُم بِهذَا، حَتَّى إِذَا حَانَتِ السَّاعَةُ تَتَذَكَّرُونَ أَنِّي قُلْتُهُ لَكُم. ولَمْ أَقُلْ لَكُم هذَا مُنْذُ البَدْءِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُم.

 

«وسيَفعَلونَ ذلك لأنّهم لم يَعرفوا أبي، ولا عَرَفوني»
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة،
العظة 77 عن إنجيل القدّيس مرقس

 

لقد أعطى الرّب يسوع المسيح لتلاميذه دافعًا جديدًا للتعزية إذ قال لهم: "سَيَفعلونَ ذلك لأَنَّهم لم يَعرِفوا أَبي، ولا عَرَفوني"، أيّ أنّه يكفيكم كتعزية أن تفكّروا بأنّكم تتألّمون من أجلي ومن أجل أبي. ثمّ علّمهم أنّه تَنبّأ لهم بهذه المِحَن كي يتداركَ الاضطراب الذي قد يتملّك القلوب غير المستعدّة نتيجة الأزمات التي لم يتوقّعوها، رغم كونها لفترة قصيرة: "قلتُ لكم هذه الأشياء لِتَذكُروا إذا أتَتِ الساعةُ أنّي قلتُها لكم".
تلك الساعة كانت ساعة الظلمة، ساعة الليل، لكنّ ليل اليهود لم يتمكّن من إحلال ظلامه على أنوار نهار الرّب يسوع المسيح. دافع آخر جَعلَه يُطلعُهم مُسبقًا على هذه المِحَن؛ كي يُقنعَهم بأنّ المستقبل حاضر بالنسبة إليه، كما أعلنَ من خلال هذه الكلمات: "وقد قُلتُ لَكم هذهِ الأَشْياءَ لِتَذكُروا إِذا أَتَتِ السَّاعَة أَنِّي قلتُها لَكم". كما لم يردْ أيضًا أن يقولوا إنّه قامَ بمَدحهم وبإسماعهم كلامًا ممتعًا.
 
 
9    يوم الجمعة الثاني من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 27-22:15 
 
   إنجيل القدّيس يوحنّا 27-22:15
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَو لَمْ آتِ، وأُكَلِّمْهُم، لَمَا كَانَتْ عَلَيْهِم خَطِيئَة. أَمَّا الآنَ فَلا عُذْرَ لَهُم عَلَى خَطيئَتِهِم.
مَنْ يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضًا.
لَو لَمْ أَعْمَلْ بَيْنَهُمُ الأَعْمَالَ الَّتِي لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ سِوَاي، لَمَا كَانَ عَلَيْهِم خَطيئَة. أَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوا أَعْمَالِي، ومَعَ ذلِكَ أَبْغَضُونِي وأَبْغَضُوا أَبِي؛
لِكَي تَتِمَّ الكَلِمَةُ المَكْتُوبَةُ في تَوْرَاتِهِم: أَبْغَضُونِي بِلا سَبَب!
ومَتَى جَاءَ البَرَقلِيطُ الَّذي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُم مِنْ لَدُنِ الآب، رُوحُ الحَقِّ المُنْبَثِقُ مِنَ الآب، فَهُوَ يَشْهَدُ لي.
وأَنْتُم أَيْضًا تَشْهَدُون، لأَنَّكُم مُنْذُ البَدْءِ مَعِي.

 

«فهُو يَشهَدُ لي وأَنتُم أَيضاً تَشهَدون لأَنَّكُم مَعي مُنذُ البَدْء»
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة،
§ 689-690 ; 737

 

الرّسالة المشتركة للابن والرُّوح القدس:
عندما يرسل الآب كلمته، فهو يُرسِل أبدًا روحه. إنّها رسالة مشتركة حيث الابن والرُّوح القدس متمايزين ولكن غير منفصلين. أجل، إنّ الرّب يسوع المسيح هو الذي يظهر، هو الصورة المنظورة لله غير المنظور، ولكنّ الرُّوح القدس هو الذي يكشفه. إنّ الرّب يسوع هو مسيح ممسوح لأنّ الرُّوح القدس هو زيت المسحة، وكلّ ما يجرى انطلاقًا من التجسّد هو من هذا الامتلاء. وأخيرًا، عندما تمجّد الرّب يسوع المسيح، صار بإمكانه هو أيضًا أن يرسل الرُّوح من عند الآب إلى الذين يؤمنون به؛ فهو يشركهم في مجده، أي بالرُّوح القدس الذي يمجّده. فالرِّسالة المشتركة ستنشر عملها في الأبناء الذين تبنّاهم الآب في جسد ابنه: ستقوم رسالة روح التبنّي بأن تضمّهم إلى الرّب يسوع المسيح، وأن تحييهم فيه.
أنّ رسالة الرّب يسوع المسيح والرُّوح القدس تتحقّق في الكنيسة، جسد الرّب يسوع المسيح وهيكل الرُّوح القدس. هذه الرسالة المشتركة تضمّ من الآن فصاعدًا المؤمنين بالرّب يسوع المسيح إلى شركتهما مع الآب في الرُّوح القدس؛ فالرُّوح يهيّئ الناس ويستدركهم بنعمته ليجتذبهم إلى الرّب يسوع المسيح. إنّه يظهر لهم الربّ القائم، ويذكّرهم بكلامه، ويفتح ذهنهم لفهم موته وقيامته. يجعل حاضرًا لديهم سرّ الرّب يسوع المسيح، وبنوع خاص في الإفخارستيّا، ليصالحهم ويدخلهم في الشركة مع الله، لكي يجعلهم يأتون بثمر كثير. هكذا، لا تضاف رسالة الكنيسة إلى رسالة الرّب يسوع المسيح والرُّوح القدس، بل هي سرّها؛ أنّها مرسله بكلّ كيانها وفي جميع أعضائها، لتبشّر بسرّ شركة الثالوث القدّوس وتشهد له وتحقّقه وتنشره.
 
 
8    الخميس الثاني من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 21-18:15 
اكتشاف مسامير يسوع - (8 حزيران)  
   إنجيل القدّيس يوحنّا 21-18:15
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «إِنْ يُبْغِضْكُمُ العَالَم، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُم.
لَوْ كُنْتُم مِنَ العَالَمِ لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ مَا هُوَ لَهُ. ولكِنْ، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَم.
تَذَكَّرُوا الكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُم أَيْضًا. وإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَوْفَ يَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُم أَيْضًا.
غَيرَ أَنَّهُم سَيَفْعَلُونَ بِكُم هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لأَنَّهُم لا يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي.
 
 
7    الأربعاء الثاني من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 17-15:15 
 
   إنجيل القدّيس يوحنّا 17-15:15
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي.
لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي.
بِهذَا أُوصِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا.
 
 
6    الثلاثاء الثاني من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 14-9:15 
مار مرسلان شامبانياه- المعترف (1789 -1840) , مار دوروتاوس أسقف صور والشهيد (362) - (6 حزيران)  
   إنجيل القدّيس يوحنّا 14-9:15
 
قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ :«كَمَا أَحَبَّنِي الآب، كَذلِكَ أَنَا أَحْبَبْتُكُم. أُثْبُتُوا في مَحَبَّتِي.
إِنْ تَحْفَظُوا وصَايَايَ تَثْبُتُوا في مَحَبَّتِي، كَمَا حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وأَنَا ثَابِتٌ في مَحَبَّتِهِ.
كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحِي فِيكُم، فَيَكْتَمِلَ فَرَحُكُم.
هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم.
لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ.
أَنْتُم أَحِبَّائِي إِنْ تَعْمَلُوا بِمَا أُوصِيكُم بِهِ.
 
 
5    الاثنين الثاني من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:15
  
   إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:15
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام.
كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر.
أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا.
أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.
أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.
مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق.
إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم.
بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ.

 

«أَنا الكَرْمةُ وأَنتُمُ الأَغصان»
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا

 

في هذه الفقرة من الإنجيل حيث قال الربّ لتلاميذه إنّه الكرمة وهم الأغصان، كان كلامه بصفته رأس الكنيسة ونحن أعضاؤه وبصفته الوسيط بين الله والنّاس "لأَنَّ اللهَ واحِد، والوَسيطَ بَينَ اللهِ والنَّاسِ واحِد، وهو إِنْسان، أَيِ المسيحُ يسوعُ"(1تم 2: 5). ففي الحقيقة إنّ الكرمة والأغصان هي من الطبيعة ذاتها؛ لذلك، بما أنّه هو الله، ومن طبيعة تختلف عن طبيعتنا صار إنسانًا، حتّى صارت فيه الطبيعة البشريّة كالكرمة التي نستطيع نحن أن نكون أغصانها.
قال الرّب يسوع للتلاميذ: "اثبُتوا فيَّ وأَنا أَثبُتُ فيكم". فهم لم يكونوا فيه كما هو كان فيهم. فهذا الاتحاد المتبادل لا يفيده بشيء: بل إنّ الإفادة كانت لهم. إنّ الأغصان لا تثبتُ في الكرمة لكي تغنيها، بل لتأخذَ منها مبدأ حياتها. والكرمة في الأغصان لكي تبثّ فيها الطاقة المُحيية، لا لكي تتلقّاها منها، فهكذا ثبات الرَبّ يسوع المسيح في التلاميذ وثباتهم في المسيح، فيه إفادة مضاعفة لهم، ولكنّه لا يفيد المسيح أبدًا. فإذا اقتُطِع غصن، ينمو آخرٌ من الجذور التي تبقى حيّةً، فيما الغصن المقطوع لا يحيا منفصلاً عن الجذور.
لو لم يَصِرِ الرَبّ يسوع المسيح إنسانًا لما استطاع أن يكون الكرمة. غير أنّه لا يستطيع أن يعطي هذه النعمة للأغصان لو لم يكن أيضًا الله. ولكن بما أنّنا لا نحيا بدون هذه النعمة، وبما أنّ إرادتنا الحرّة وقعت تحت سيطرة الموت: يضيف الربّ "مَن لا يَثْبُتْ فيَّ يُلْقَ كالغُصنِ إِلى الخارِجِ فَيَيْبَس فيَجمَعونَ الأَغْصان وَيُلْقونَها في النَّارِ فَتَشتَعِل" (يو 15: 6). ولهذا، كما أنّ غصن الكرمة مُحتقَر عندما لا يبقى متّصلاً بالكرمة، هو مُمجَّدٌ عندما يثبت فيها.
 
 
4    الأحد الثاني من زمن العنصرة : أحد الثالوث الأقدس     -     إنجيل القدّيس متّى 20-16:28
 
   إنجيل القدّيس متّى 20-16:28
 
أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع.
ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا.
فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: «لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض.
إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس،
وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم».

 

«أعطِنا أن نعتنق الإيمان الحقيقيّ باعترافنا بمجد الثالوث الأبديّ»
القدّيس باسيليوس (نحو 330 - 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، ملفان الكنيسة،
عظة حول الإيمان، 1-3

 

إنّ النفس المحبّة لله لا تشبع منه أبدًا، غير أنّ الحديث عن الله هو أمرٌ جريء: لأنّ نفسنا بعيدة جدًّا عن هذا الأمر العظيم... فكلّما تقدّمنا في معرفة الله، كلّما شعرنا بالعمق بِعَجزنا. هكذا كان ابراهيم، وكذلك موسى: بينما كان بإمكانهما رؤية الله، على الأقلّ بقدر ما يستطيع الإنسان، كان كلّ واحد يجعل نفسه أصغر الجميع؛ فإبراهيم أسمى ذاته "ترابًا ورمادًا" (راجع تك 18: 27)، وموسى قال إنّه "ثقيل الفم واللسان" (راجع خر4: 11). لقد كان يرى في الواقع ضعف لسانه في التعبير عن عظمة ذاك الّذي كانت نفسه تفهمه. إذ نتكلّم عن الله لا كما هو، بل كما نستطيع فهمه.
أمّا أنت، إن كنتَ تريد أن تقول أو تسمع شيئًا عن الله، فتَخَلَّ عن طبيعتك الجسديّة وعن حواسّك الجسديّة... وارفع نفسك فوق جميع المخلوقات، وتأمّل الطبيعة الإلهيّة: إنّها هنا، لا تتغيّر، لا تتجزّأ، نور لا يُطال، مجد باهر، صلاح مُشتَهى، جمال لا يُضاهى يجرح النفس، لكنّها لا تستطيع أن تُتَرجمه بكلمات كافية.
هنا يوجد الآب والابن والرُّوح القدس... إنّ الآب هو مبدأ كلّ شيء، وعلّة الوجود لكلّ موجود، وجذر الأحياء. هو الّذي يجري منه ينبوع الحياة، والحكمة، والقدرة، صورة جوهره المشابهة تمامًا للإله غير المنظور: الابن المولود من الآب، الكلمة الحَيّ، الّذي هو الله والملتفت نحو الآب (راجع 1كور1: 24؛ عب1: 3؛ يو1: 1). من خلال اسم الابن هذا، نعلم أنّه يشترك بالطبيعة ذاتها: فهو ليس مخلوقًا بأمر، لكنّه يسطع بلا انقطاع انطلاقًا من جوهره، متّحدًا بالآب الأزليّ، مساويًا له في الصلاح، مساويًا له في القدرة، شريكًا في مجده... وبعد أن تتطهّر عقولُنا من الشهوات الأرضيّة وتدع جانبًا كلّ مخلوق حِسّيّ، مثل السمكة المنبثقة من الأعماق إلى السطح، العائدة إلى صفاء الخَلق، سوف ترى حينئذٍ الرُّوح القدس حيث هو الابن وحيث هو الآب. هذا الرُّوح، بما أنّه من نفس الجوهر وفق طبيعته، يملك هو أيضًا كلّ الخيرات: الصلاح والبِرّ والقداسة والحياة... كما أنّ الحرق مرتبط بالنار، والإشعاع بالنور، كذلك لا يمكننا أن نفصل عن الرُّوح القدس عمل التقديس والإحياء ولا عن الصلاح والبِرّ.
 
 
3    السبت الأوّل من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 31-27:14 
مار أوتل المعترف - (3 حزيران)  
   إنجيل القدّيس يوحنّا 31-27:14
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ!
سَمِعْتُم أَنِّي قُلْتُ لَكُم: أَنَا ذَاهِبٌ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُم. إِنْ تُحِبُّونِي تَفْرَحُوا بِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب، لأَنَّ الآبَ أَعْظَمُ مِنِّي.
قُلْتُ لَكُم هذَا الآنَ قَبْلَ حُدُوثِهِ، حَتَّى إِذَا حَدَثَ تُؤْمِنُون.
لَنْ أُحَدِّثَكُم بَعْدُ بِأُمُورٍ كَثيرَة، لأَنَّ سُلْطَانَ هذَا العَالَمِ يَأْتِي، ولا سُلْطَةَ لَهُ عَلَيَّ،
ولكِنْ، يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ العَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآب، وكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَل. قُومُوا نَذْهَبْ مِنْ هُنَا.

 

نبع السلام
الطّوباويّ كولومبا مارميون (1858 - 1923)، رئيس دير،
الاتّحاد بالله من خلال الرّب يسوع المسيح (بحسب رسائل الطوباوي كولومبا مارميون)

 

أتمنّى لكم الحصول على الهدوء والسلام. إنّ أفضل طريقة لاكتساب هذا الهدوء هي الإستسلام المُطلَق لإرادة الله المقدَّسة: هذه هي منطقة السلام ... حاولوا ألّا ترغبوا بأيّ شيء، وألّا تعلّقوا قلبكم بأيّ شيء قبل أن تكونوا قد قدّمتموه أوّلاً إلى الله ووضعتموه في قلب الرّب يسوع المقدَّس، لكي تريدوه فيه ومعه.
إنّ أحد الأسباب الرئيسيّة التي تجعلنا نفقد سلام النفس هو أنّنا نرغب في شيء، ونعلّق قلوبنا في شيءٍ ما، دون معرفة ما إذا كان الله يريده أم لا؛ وعندها، عندما تعترض رغباتنا عقبة ما ، نصبح مشوَّشين، فنخرج من التوافُق مع الإرادة المقدَّسة، ونفقد السلام.
 
 
2    عيد الإنجيليّين الأربعة     -     إنجيل القدّيس مرقس 20-15:16 
عيد الإنجيليّين الأربعة - (2 حزيران)  
   إنجيل القدّيس مرقس 20-15:16
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».
وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱلرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱلله.
أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات.

 

«اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين»
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
العظة 233

 

لقد سمعتُم ما قالَه الربّ يسوع المسيح لتلاميذه بعد القيامة. لقد أرسلَهم لإعلان البشارة، وهذا ما فعلوه. اسمعوا هذا: "في الأرضِ كُلِّها سُطورٌ بارِزة وكَلماتٌ إِلى أَقاصي الدُّنْيا بَيِّنة" (مز 19[18]: 5). خطوة خطوة، وصلَ إلينا الإنجيل وبلغَ أقاصي الأرض. فبكلماتٍ قليلةٍ وجَّهَها إلى تلاميذه، وضعَ الربّ يسوع المسيح الأُسس لما يجب أن نقومَ به، ولما يجب أن نرجوه. وهو قد قالَ، كما سمعتم: "مَن آمنَ واعتمدَ يَخلُص". هو طلبَ منّا الإيمان وقدَّمَ لنا في المقابل خلاص النفوس. كم هو ثمين ما قدّمَه لنا، حتّى أنّ ما طلبَه بالمقابل أضحى ضئيلاً!
"اللهمّ ما أثمنَ رحمتَكَ! إنّ بني آدم يعتصمون بظلّ جناحَيكَ... ومن نهرِ نعيمِكَ تَسقيهم، لأنّ ينبوع الحياة عندَكَ" (مز 36[35]: 8-10). إنّ الرّب يسوع المسيح هو ينبوع الحياة. وقبل أن تصلَ ماء الحياة إلينا، لم يكنْ لنا إلاّ خلاص بشريّ واحد، شبيه بخلاص الحيوانات، وقد جاء المزمور على ذكر ذلك: "وأَنتَ، يا رَبّ، تُخَلِّصُ البَشَرَ والبَهائِم" مز 36[35]: 7). إلاّ أنّ مَن هو ماء الحياة قد وصلَ الآن إلينا، وماتَ في سبيل خلاصِنا. فهل يمنعُ عنّا حياتَه ذاك الذي من أجل خلاصِنا وهَبَنا موتَه؟ إنّه خلاصنا، وخلاصنا هذا ليس عبثًا كسابقه. لماذا يا تُرى؟ لأنّه لا يبطل أبدًا. لقد أتى المخلِّص. لقد ماتَ لكنّه غلبَ الموت. لقد وضعَ بكيانه للموت حدًّا. ولقد ارتضى الموتَ وقضى عليه. فأين الموت الآن إذًا؟ إن بحثْتَ عنه في الرّب يسوع المسيح، فلن تجدَه مطلقًا. كان عنده وانتهى فيه. أيّها الحياة، أنتَ موتٌ للموت! تشجَّعوا: سيَفنى الموت فينا نحن أيضًا. فما تمّ في الرأس، سيتمّ في باقي الأعضاء أيضًا، كذلك الموت سيموت فينا.
 
 
1    الخميس الأوّل من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس متّى 
عيد زكريّا وأليصابات والدا يوحنّا المعمدان - (1 حزيران)  
   إنجيل القدّيس متّى
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي.
في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا.
وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا.
وأَنْتُم تَعْرِفُونَ الطَّرِيقَ إِلى حَيْثُ أَنَا ذَاهِب».
قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا رَبّ، لا نَعْلَمُ إِلى أَيْنَ تَذْهَب، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّريق؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاة. لا أَحَدَ يَأْتِي إِلى الآبِ إِلاَّ بِي.
إِنْ تَعْرِفُونِي تَعْرِفُوا أَبِي أَيْضًا، وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ، وقَدْ رَأَيْتُمُوه».

 

«في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة»
القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة،
مخطوطة السّيرة الذّاتيّة، أ

 

لطالما تساءلت عن سبب تفضيلات الله الصالح، ولماذا لا تحصل النفوس كلّها على مستوى النعم نفسه... لقد تكرّم عليّ الرَبّ يسوع بتفسيره لي هذا السرّ، واضعًا أمام عينيّ كتاب الطبيعة. عندئذٍ فهمت أنّ الأزهار التي خلقها هي كلّها جميلة، وأنّ لمعان الوردة وبياض الزنبق لا يزيلان عطر زهرة البنفسج الصغيرة ولا بساطة زهرة الربيع الساحرة. فهمت بأنّ الطبيعة ستفقد لا شكّ زينتها الربيعيّة، وبأنّ المروج لن تبقى عابقةً بالزهور إن كانت الزهور الصغيرة كلّها ترغب في أن تصبح ورودًا.
الأمر سيّان في عالم النفوس ألا وهو حديقة الرّب يسوع. أراد أن يخلق القدّيسين العظماء الذين يمكن تشبيههم بالزنبق والورد، ولكنّه خلق كذلك أزهارًا أصغر ويجدر بها أن تتقبّل كونها زهرة ربيع أو بنفسج من شأنها أن تُفرح نظرات الله الصالح عندما يحيل نظره نحو قدميه؛ إنّ سرّ الكمال يكمن في الخضوع لمشيئته، وفي أن نصبح ما يريدنا أن نكون.
لقد فهمت أيضًا بأنّ حبّ ربّنا يتجلّى في أبسط النفوس التي لا تقاوم أيًّا من نعمه كما في أرقاها على حدّ سواء؛ في الواقع، إنّ ما يميّز الحبّ هو التواضع، ولو كانت النفوس كلّها تشبه نفوس القدّيسين الملافنة الذين أناروا الكنيسة بصفاء عقيدتهم، فإنّه يخيّل إليّ أنّ الله لن يتنازل كثيرًا حيت يأتي إلى قلوبهم. ولكنّه خلق الطفل الذي لا يعرف شيئًا والذي لا يصدر سوى صرخات خفيفة، وخلق المفترس المسكين الذي لا يمتثل سوى لقانون الطبيعة وما يريده من ذلك هو أن ينزل إلى قلوبهم، ذلك أنّ أزهار المروج التي تفرحه موجودة هنا. في نزوله هذا، يبيّن الله عظمته اللامتناهية. وكما تنير الشمس على حدّ سواء الأرْزَ والأزهار الصغيرة وكأنّها وحيدة على هذه الأرض، كذلك يهتمّ ربّنا بكل نفس على حدة وكأنّها فريدة لا شبيه لها.
 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003