الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

16 الى 30، من شهر نيسان 2023
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

30- الأحد الرابع من زمن القيامة : ظهور يسوع للرسل على البحيرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 14-1:21
  «إِنَّه الرَّبّ»
      
جان بيار دو كوساد (1675 - 1751)، راهب يسوعيّّ
29- السبت الثالث من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 71-60:6
  «يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟»
      
للقدّيس كيرِلُّس (380 - 444)، بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة
28- يوم الجمعة الثالث من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 59-48:6
  «لأَنَّ جَسَدي طَعامٌ حَقّ وَدمي شَرابٌ حَقّ»
      
للقدّيس توما الأكوينيّ (1225 - 1274)، لاهوتيّ دومينكيّ وملفان الكنيسة
27- عيد مار سمعان أخو الربّ والرسول      (27 نيسان)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 19-12:6
  «فَأَحيا ٱللَّيلَ كُلَّهُ في ٱلصَّلاةِ لله»
      
للقدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة
26- الأربعاء الثالث من زمن القيامة    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 40-34:6
   
25- عيد مار مرقس الإنجيليّ       (25 نيسان)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 7-1:10
   
24- الاثنين الثالث من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 49-44:24
  «حينَئِذٍ فَتحَ أَذْهانَهم لِيَفهَموا الكُتُب»
      
ميليتون السّرديسيّ (؟ - نحو 195)، أسقف
23- الأحد الثالث من زمن القيامة : ظهور يسوع لتلميذي عمّاوس
                                          إنجيل القدّيس لوقا 35-13:24
  «فانفَتَحَت أَعيُنُهما وعرَفاه فغابَ عنهُما»
      
للقدّيس لاوُن الكبير (؟ - نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة
22- السبت الثاني من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس متّى 46-41:22
  ابن داود وربّ الأرباب
      
للقدّيس لاوُن الكبير (؟ - نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة
21- يوم الجمعة الثاني من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 25-13:2
  «اُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام!»
      
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ
16- الأحد الجديد: ظهور يسوع للتلاميذ وتوما معهم    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 31-26:20
  «هاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل مُؤمِنًا»
      ب
اسيليوس السلوقيّ (؟ - حوالي 468)، أسقف
17- الاثنين الثاني من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 10-1:20
  إ«هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه»
      
للقدّيس إبيفانُس (؟ - 403)، أسقف سالامين
18- الثلاثاء الثاني من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 18-11:20
   
19- الأربعاء الثاني من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس متّى 15-11:28
  «وبينَما هما ذاهبتان جاءَ بعضُ رجالِ الحَرَسِ إلى المدينة، وأخبَروا عُظماءَ الكَهَنَةِ بكلِّ ما حَدَث»
      
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة
20- الخميس الثاني من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس متّى 20-16:28
  «وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم»
      
المُكَرَّم بيّوس الثاني عشر، بابا روما من 1939 إلى 1958
 
 
30    الأحد الرابع من زمن القيامة : ظهور يسوع للرسل على البحيرة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 14-1:21    
عيد مار يعقوب بن زبدى الرسولّ - (30 نيسان)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 14-1:21 
 

بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة، وهكَذَا ظَهَر:

كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس، وتُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، ونَتَنَائِيلُ الَّذي مِنْ قَانَا الجَلِيل، وٱبْنَا زَبَدَى، وتِلْمِيذَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوع، مُجْتَمِعِينَ مَعًا.

قَالَ لَهُم سِمْعَانُ بُطْرُس: «أَنَا ذَاهِبٌ أَصْطَادُ سَمَكًا». قَالُوا لَهُ: «ونَحْنُ أَيْضًا نَأْتِي مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَرَكِبُوا السَّفِينَة، فَمَا أَصَابُوا في تِلْكَ اللَّيْلَةِ شَيْئًا.

ولَمَّا طَلَعَ الفَجْر، وَقَفَ يَسُوعُ عَلى الشَّاطِئ، ولكِنَّ التَّلامِيذَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ يَسُوع.

فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «يَا فِتْيَان، أَمَا عِنْدَكُم قَلِيلٌ مِنَ السَّمَك؟». أَجَابُوه: «لا!».

فَقَالَ لَهُم: «أَلْقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمِينِ السَّفِينَةِ تَجِدُوا». وأَلقَوْهَا، فَمَا قَدِرُوا عَلى ٱجْتِذَابِهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَك.

فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُس: «إِنَّهُ الرَّبّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبّ، إِتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في البُحَيْرَة.

أَمَّا التَّلامِيذُ الآخَرُونَ فَجَاؤُوا بِٱلسَّفِينَة، وهُمْ يَسْحَبُونَ الشَّبَكَةَ المَمْلُوءَةَ سَمَكًا، ومَا كَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ البَرِّ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَي ذِرَاع.

ولَمَّا نَزَلُوا إِلى البَرّ، رَأَوا جَمْرًا، وسَمَكًا عَلى الجَمْر، وخُبْزًا.

قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَاتُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي أَصَبْتُمُوهُ الآن».

فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلى السَّفِينَة، وجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وهِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وثَلاثًا وخَمْسِين. ومَعَ هذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة.

قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلُمُّوا تَغَدَّوا». ولَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «مَنْ أَنْت؟»، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَّبّ.

وتَقَدَّمَ يَسُوعُ وأَخَذَ الخُبْزَ ونَاوَلَهُم. ثُمَّ فَعَلَ كَذلِكَ بِٱلسَّمَك.

هذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات.


 

«إِنَّه الرَّبّ»
جان بيار دو كوساد (1675 - 1751)، راهب يسوعيّ،
التسليم للعناية الإلهيّة

 

كلّ المخلوقات حيّة في يد الله؛ الحواس لا ترى إلاّ عمل الخليقة، ولكنّ الإيمان يؤمن بالعمل الإلهي في كلّ شيء. فهو يرى أن الرّب يسوع المسيح يحيا في كلّ الأشياء ويعمل على امتداد الأجيال، وأنّ أي لحظة وأصغر ذرّة يحتويان على جزء من حياة الرّب المستترة هذه وجزء من عمله السرّي. إنّ عمل الخلق هو ستار يغطّي أسرار العمل الإلهي العميقة.

كان الرّب يسوع المسيح بعد قيامته، يفاجئ تلاميذه بظهوره لهم، فكان يظهر لهم بوجوه يتنكّر بها، وحالما كان يكشف عن نفسه، كان يختفي. إن الرّب يسوع نفسه الذي ما زال حيًّا، وما زال يعمل، يفاجئ الأنفس التي لا تملك إيمانًا طاهرًا وثاقبًا. كلّ ما يجري فينا وحولنا ووسطنا، يحتوي على عمله الإلهي ويغطّيه، وإن كان خفيًّا، ما يجعل أن نكون دائمًا متفاجئين وألاّ نعرف عمله إلاّ بعد زواله.

إن ثقبنا الحجاب وكنّا متيقّظين ومتنبّهين، سيتجلّى الله لنا دومًا وسننعم بعمله في كلّ ما يحصل لنا. عند حدوث أي أمر، كنّا سنقول: " إِنَّه الرَّبّ!" وكنّا سنجد في كلّ الظروف أنّنا نتلقّى هبة من الله، وأنّ المخلوقات هي آلات ضعيفة، وأنّ لا شيء ينقصنا، وأنّ ورعاية الله الدائمة تجعله يؤمّن لنا كلّ ما يناسبنا.

 
 
29    السبت الثالث من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 71-60:6    
القدّيسة كاترينا السيّانيّة المعترفةّ - (2 نيسان)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 71-60:6 
 

لَمَّا سَمِعَ كَثِيرُونَ مِنَ التَلامِيذ، قَالُوا: «إِنَّ هذَا الكَلامَ صَعْبٌ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟».

وعَلِمَ يَسُوعُ في نَفْسِهِ أَنَّ تَلامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ كَلامِهِ هذَا، فَقَالَ لَهُم: «أَهذَا يُسَبِّبُ شَكًّا لَكُم؟

فَكَيْفَ لَو شَاهَدْتُمُ ٱبْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً؟

أَلرُّوحُ هُوَ المُحْيِي، والجَسَدُ لا يُفيدُ شَيْئًا. والكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُم أَنَا بِهِ هُوَ رُوحٌ وهُوَ حَيَاة.

لكِنَّ بَعْضًا مِنْكُم لا يُؤْمِنُون». قَالَ يَسُوعُ هذَا لأَنَّهُ كَانَ مِنَ البَدْءِ يَعْلَمُ مَنِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون، ومَنِ الَّذي سَيُسْلِمُهُ.

ثُمَّ قَال: «لِهذَا قُلْتُ لَكُم: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يُعْطَ لَهُ ذلِكَ مِنْ لَدُنِ الآب».

مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ ٱرْتَدَّ عَنْ يَسُوعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلامِيذِهِ، ولَمْ يَعُودُوا يَتْبَعُونَهُ.

فَقَالَ يَسُوعُ لِلٱثْنَي عَشَر: «وَأَنْتُم، أَلا تُرِيدُونَ أَيْضًا أَنْ تَذْهَبُوا؟».

أَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُس: «يَا رَبّ، إِلى مَنْ نَذْهَب، وكَلامُ الحَيَاةِ عِنْدَكَ؟

ونَحْنُ آمَنَّا، وعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ قُدُّوسُ الله».

أَجَابَهُم يَسُوع: «أَمَا أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، أَنْتُمُ الٱثْنَي عَشَر؟ مَعَ ذلِكَ فَوَاحِدٌ مِنْكُم شَيْطَان!».

وكَان يُشيرُ إِلى يَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ الإِسْخَريُوطِيّ، الَّذي كَانَ مُزمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ، وهُوَ أَحَدُ الٱثْنَي عَشَر.


 

«يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟»
القدّيس كيرِلُّس (380 - 444)، بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة،
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا

 

سأل بطرس: "يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟" كان يقصد: "مَن سيشرح لنا مثلك الأسرار الإلهيّة؟" أو: "عند مَن سنجد شيئًا أفضل؟ وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك". هذا الكلام ليس صعبًا كما قال تلاميذ آخرون. بل على العكس، هو يقود إلى الحقيقة الأروع، الحياة الّتي لا نهاية لها، الحياة التي لا تفنى. هذا الكلام يشير إلى أنّه يفترض بنا الجلوس عند قدميّ الرّب يسوع المسيح، واعتباره معلّمنا الوحيد والأوحد والبقاء دائمًا إلى جانبه...

يعلّمنا العهد القديم أيضًا أنّه يفترض بنا اتّباع الرّب يسوع المسيح والبقاء متّحدين به. في الواقع، بعد أن تحرّر بنو إسرائيل من الاستعباد المصري وانطلقوا باتّجاه أرض الميعاد، لم يدعهم الله يشقّون طريقهم وسط الفوضى. ذاك الذي يعطي شريعته لن يسمح لهم بالذهاب إلى أيّ مكان، وفقًا لرغبتهم. في الحقيقة، كانوا سيتشتّتون بالتأكيد بدون مرشد...؛ لقد وجد بنو إسرائيل خلاصهم من خلال البقاء مع مرشدهم. اليوم، نحن نؤَمِّن خلاصنا من خلال رفض الانفصال عن الرّب يسوع المسيح، لأنّه ظهر للقدماء تحت هيئة الخيمة وعمود الغمام وعمود النار (راجع خر 13: 21؛ 26).

"مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي" (يو 12: 26)... إذًا، إنّ السير برفقة الرّب يسوع المسيح المخلّص وعلى خطاه لا يحصل بالمعنى المادي، بل من خلال أعمال الفضيلة. لقد التزم التلاميذ الأكثر حكمة من كلّ قلبهم...؛ وقالوا بحقّ: "إلى مَن نذهب؟" بكلام آخر: "سنكون دائمًا معك، وسنتمسّك بوصاياك وسنتلقّى كلامك بدون أيّ احتجاج. لن نصدّق مع الجهلة أنّ كلامك صعب ولا يمكن سماعه. بل على العكس، سوف نقول: "ما أَعذَبَ قَولَكَ في حَلْقي! هو أَحْلى مِنَ العَسَلِ في فَمي" (مز119[118]: 103).

 
 
28    يوم الجمعة الثالث من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 59-48:6    
مار يوحنّا من الاثنين والسبعين رسولّ - (28 نيسان)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 59-48:6 
 

قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الحَيَاة.

آبَاؤُكُم أَكَلُوا المَنَّ في البَرِّيَّة، ومَاتُوا.

هذَا هُوَ الخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، لِيَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ فلا يَمُوت.

أَنَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ يَحْيَ إِلى الأَبَد. والخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِيهِ هُوَ جَسَدِي، مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ العَالَم».

فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَجَادَلُونَ ويَقُولُون: «كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَهُ؟».

فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ الإِنْسَان، وتَشْرَبُوا دَمَهُ، فلا تَكُونُ لَكُم حَيَاةٌ في أَنْفُسِكُم.

مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَوْمِ الأَخِير،

لأَنَّ جَسَدِي طَعَامٌ حَقِيقِيّ، ودَمِي شَرَابٌ حَقِيقِيّ.

مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه.

كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الحَيّ، وأَنَا بِٱلآبِ أَحْيَا، كَذلِكَ مَنْ يَأْكُلُنِي يَحْيَا هُوَ أَيْضًا بِي.

هذَا هُوَ الخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، لا كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُم ومَاتُوا. مَنْ يَأْكُلُ هذَا الخُبْزَ يَحْيَا إِلى الأَبَد».

هذَا قَالَهُ يَسُوعُ في المَجْمَعِ وهُوَ يُعَلِّمُ في كَفَرْنَاحُوم.


 

«لأَنَّ جَسَدي طَعامٌ حَقّ وَدمي شَرابٌ حَقّ»
القدّيس توما الأكوينيّ (1225 - 1274)، لاهوتيّ دومينكيّ وملفان الكنيسة،
نشيد الافخارستيا: أحبّك من كلّ قلبي.

 

أحبّك من أعماق قلبي، أيّها الإله المستتر،

الحاضر حقًّا تحت هذه الأعراض.

قلبي يستسلم بكامله لك

لأنّه يُهزم بكلّيته عندما يتأمّلك.

النظر والذوق واللمس لا تُدرِكُكَ:

لكن بالسمع وحده يطمئنّ إيماني.

فأنا أومن بكلّ ما قاله ابن الله الحقّ؛

وما من شيء أَصْدَق من صوت الحقّ ذاته (يو 14: 6).

فوق الصليب كان الإله وحده مستترًا،

أمّا هنا فالإنسان أيضًا مستتر:

أُعلِنُ إيماني بالاثنين معًا،

مكرّرًا لك كلمات لصّ اليمين (لو 23: 42).

لم أستطع أن أتأمّل جراحك مثل توما؛

لكنّي أُعلِنُ: "أنتَ إلهي!" (يو 20: 28)

فاجعلني أومن بك أكثر فأكثر،

وأرجوك، وأحبّك.

يا تذكار موت الربّ،

أيّها الخبز الحيّ المعطي الحياة للبشر،

اجعل نفسي تحيا بك،

اجعلها تتذوّقك دائمًا بِعُذوبة.

 
 
27    عيد مار سمعان أخو الربّ والرسول     -     إنجيل القدّيس لوقا 19-12:6    
عيد مار سمعان أخو الربّ والرسول- (27 نيسان)
    إنجيل القدّيس لوقا 19-12:6 
 

في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله.

ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم:

سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس،

ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور،

ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا.

وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا،

جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون.

وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.


 

«فَأَحيا ٱللَّيلَ كُلَّهُ في ٱلصَّلاةِ لله»
القدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة،
ما من حبٍّ أعظم

 

إن الربّ لا يمكن أن نجده في الضجيج والهيجان... لكنّ الربّ يُنصت إلينا في السكون... وفي السكون يُناجي الربّ أنفسنا... وفي السكون يُغدق علينا نعمة الاستماع إلى صوته:

في سكون أعيننا

في سكون أذنينا

في صمت فمنا

في سكون قلبنا

يهمس الرب لنا

إن سكون القلب ضروري حتى نسمع الربّ في كلّ مكان – في الباب الذي يُغلق والشخص الذي ينادي فيك، والعصافير التي تغرّد، وفي الزهور والحيوانات. وإذا أنصتنا إلى الصمت، تسهل علينا الصلاة. وتكثر فيما نقول وما نكتب الثرثرة والأشياء المتكررة والأشياء المُبلّغ عنها. وتعاني حياة الصلاة لدينا لأن قلوبنا ليست صامتة. وسأُحافظ على صمت قلبي بحرصٍ كبير حتى أسمع كلمات التعزية الآتية من لدنه في هذا الصمت وحتى أعزّي، من ملء قلبي، الرّب يسوع المتخّفي في ضيق الفقراء.

 
 
 
26    الأربعاء الثالث من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 40-34:6    
مار مارسلّينوس البابا والشهيد - (2 نيسان)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 40-34:6 
 

قَالَ الْجَمْعُ لَِيَسُوع: «يَا سَيِّد، أَعْطِنَا هذَا الخُبْزَ كُلَّ حَين».

قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الحَيَاة. مَنْ يَأْتِي إِليَّ فَلَنْ يَجُوع، ومَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَعْطَشَ أَبَدًا.

لكِنِّي قُلْتُ لَكُم: إِنَّكُم رَأَيْتُمُونِي، ولا تُؤْمِنُون.

كُلُّ مَنْ يُعْطِينِي إِيَّاهُ الآبُ يَأْتِي إِليَّ، ومَنْ يَأْتِي إِليَّ فَلَنْ أَطْرُدَهُ خَارِجًا،

لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء، لا لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي.

وهذِهِ مَشِيئَةُ مَنْ أَرْسَلَنِي، أَلاَّ أَفْقِدَ أَحَدًا مِنَ الَّذينَ أَعْطَانِي إيَّاهُم، بَلْ أَنْ أُقِيمَهُ في اليَومِ الأَخِير.

أَجَل، هذِهِ مَشِيئَةُ أَبِي، أَنَّ كُلَّ مَنْ يُشَاهِدُ الٱبْنَ ويُؤْمِنُ بِهِ، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير».

 
 
25    عيد مار مرقس الإنجيليّ     -     إنجيل القدّيس لوقا 7-1:10    
عيد مار مرقس الإنجيليّ - (25 نيسان)
    إنجيل القدّيس لوقا 7-1:10 
 

بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه.

وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ.

إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب.

لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق.

وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت.

فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم.

وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.

 
 
24    الاثنين الثالث من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس لوقا 49-44:24    
مار سابا القائد والشهيد - (2 نيسان)
    إنجيل القدّيس لوقا 49-44:24 
 

قَالَ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير».

حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب.

ثُمَّ قالَ لَهُم: «هكذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ المَسِيحَ يَتَأَلَّم، وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ في اليَوْمِ الثَّالِث.

وبِٱسْمِهِ يُكْرَزُ بِالتَّوْبَةِ لِمَغْفِرةِ الخَطَايَا، في جَمِيعِ الأُمَم، إِبْتِدَاءً مِنْ أُورَشَلِيم.

وأَنْتُم شُهُودٌ عَلى ذلِكَ.

وهَاءَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُم مَا وَعَدَ بِهِ أَبِي. فٱمْكُثُوا أَنْتُم في المَدِينَةِ إِلى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ العُلَى».


 

«حينَئِذٍ فَتحَ أَذْهانَهم لِيَفهَموا الكُتُب»
ميليتون السّرديسيّ (؟ - نحو 195)، أسقف،
عظة فصحيّة 57-67

 

لقد تحقّق سرّ الفصح في جسد الربّ. وكان الربّ قد سبق وأعلن عن آلامه على لسان الآباء والأنبياء وشعبه بأجمعه؛ كان قد ثبّتها بختم في الشريعة والأنبياء. لقد تمّ الإعداد لهذا المستقبل العظيم وغير المتوقّع منذ فترة طويلة؛ إذ أنَّ سر الله الذي سبق ورُسم منذ القديم أصبح اليوم واضحًا، لأنَّ سرَ الرب هو قديم وجديد...

هل تريد أن ترى سرّ الربّ؟ أنظر إلى هابيل وهو مثله مقتولاً، وإسحَق مثله مكبّلاً بالسلاسل، ويوسف مثله مُباعًا، وموسى مثله مُعرّضًا، وداود مثله مُطاردًا، والأنبياء مُضطهَدين مثله باسم المسيح. أنظر أخيرًا إلى الحمل المذبوح في أرض مصر، هذا الحمل الّذي ضرب مصر وأنقذ إسرائيل بدمه.

لقد أعلن صوت الأنبياء أيضًا عن سرّ الربّ. قال موسى للشعب: "وتَكونُ حَياتُكَ في خَطَرٍ أَمامَكَ فتَفزَعُ لَيلاً ونَهارًا ولا تأمَنُ على حَياتِكَ" (تث 28: 66). وقال داود: "لِمَاذا اْرتَجَّتِ الأمَم وبِالباطِلِ تَمتَمَتِ الشُّعوب؟ مُلوكُ الأرضِ قاموا والعُظَماءُ على الرَّبِّ ومَسيحِه تآمَروا" (مز 2: 1-2). وقال إرميا: "كنتُ أَنا كَحَمَلٍ أَليفٍ يُساقُ إِلى الذَّبْح، ولم أَعلَمْ أَنَّهم فَكَّروا علَيَّ أَفْكاراً: لنُتلِفِ الشَّجَرَةَ مع ثَمَرِها ولْنَستَأصِلْه مِن أَرضِ الأَحْياء، ولا يُذكَرِ اسمُه مِن بَعدُ!" (إر 11 : 19). وقال إشعيا: " كحَمَلٍ سيقَ إِلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ... ومَنْ يَصِفُ مَوْلِدَهُ؟" (إش 53 : 7-8).

لقد أعلن أنبياء كثيرون عن أحداث عديدة أُخرى تتعلّق بسرّ الفصح، الذي هو سرّ فصح الرّب يسوع المسيح ... هو الذي خلّصنا من عبوديّة العالم كما خلّص شعبه من أرض مصر، وأنقذنا من عبوديّة الشيطان كما أنقذ شعبه من يد فرعون.

 
 
23    الأحد الثالث من زمن القيامة : ظهور يسوع لتلميذي عمّاوس     -     إنجيل القدّيس لوقا 35-13:24    
مار جرجس الشهيد - (23 نيسان)
    إنجيل القدّيس لوقا 35-13:24 
 

في اليَوْمِ عَينِهِ، كانَ ٱثْنَانِ مِنَ التَلاميذِ ذَاهِبَيْنِ إِلَى قَرْيَةٍ تُدْعَى عِمَّاوُس، تَبْعُدُ نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْيَالٍ عَنْ أُورَشَلِيم.

وَكانَا يَتَحَادَثَانِ بِكُلِّ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ.

وفيمَا هُمَا يَتَحَادَثَانِ وَيَتَسَاءَلان، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْهُمَا، وَرَاحَ يَسِيرُ مَعَهُمَا.

ولكِنَّ أَعْيُنَهُمَا أُمْسِكَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ.

أَمَّا هُوَ فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هذَا الكَلامُ الَّذي تَتَحَادَثَانِ بِهِ، وَأَنْتُمَا تَسِيرَان؟». فَوَقَفَا عَابِسَين.

وَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، وٱسْمُهُ كِلْيُوبَاس، فَقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ وَحْدَكَ غَرِيبٌ عَنْ أُورَشَلِيم، فَلا تَعْلَمَ مَا حَدَثَ فِيهَا هذِهِ الأَيَّام؟».

فَقَالَ لَهُمَا: «ومَا هِيَ؟». فَقَالا لَهُ: «مَا يَتَعَلَّقُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيّ، الَّذي كَانَ رَجُلاً نَبِيًّا قَوِيًّا بِالقَوْلِ وَالفِعْل، قُدَّامَ اللهِ وَالشَّعْبِ كُلِّهِ.

وكَيْفَ أَسْلَمَهُ أَحْبَارُنا وَرُؤَسَاؤُنَا لِيُحْكَمَ عَلَيْهِ بِالمَوْت، وَكَيْفَ صَلَبُوه!

وكُنَّا نَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ الَّذي سَيَفْدِي إِسْرَائِيل. وَلكِنْ مَعَ هذَا كُلِّهِ، فَهذَا هُوَ اليَوْمُ الثَّالِثُ بَعْدَ تِلْكَ الأَحْدَاث.

لكِنَّ بَعْضَ النِّسَاءِ مِنْ جَمَاعَتِنَا أَدْهَشْنَنَا، لأَنَّهُنَّ ذَهَبْنَ إِلَى القَبْرِ عِنْدَ الفَجْر،

وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ يَسُوع، فَرَجَعْنَ وَقُلْنَ إِنَّهُنَّ شَاهَدْنَ مَلائِكَةً تَرَاءَوْا لَهُنَّ وَقَالُوا إِنَّهُ حَيّ!

ومَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلى القَبْر، فَوَجَدُوهُ هكذَا كَمَا قَالَتِ النِّسَاء، وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يَرَوْه».

فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «يَا عَدِيمَيِ الفَهْم، وَبَطِيئَيِ القَلْبِ في الإِيْمَانِ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاء!

أَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَى المَسِيحِ أَنْ يُعَانِيَ تِلْكَ الآلام، ثُمَّ يَدْخُلَ في مَجْدِهِ؟».

وَفَسَّرَ لَهُمَا مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ في كُلِّ الكُتُبِ المُقَدَّسَة، مُبْتَدِئًا بِمُوسَى وَجَمِيعِ الأَنْبِيَاء.

وٱقْتَرَبَا مِنَ القَرْيَةِ الَّتي كَانَا ذَاهِبَيْنِ إِلَيْهَا، فتَظَاهَرَ يَسُوعُ بِأَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلى مَكَانٍ أَبْعَد.

فَتَمَسَّكَا بِهِ قَائِلَين: «أُمْكُثْ مَعَنَا، فَقَدْ حَانَ المَسَاء، وَمَالَ النَّهَار». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا.

وفِيمَا كَانَ مُتَّكِئًا مَعَهُمَا، أَخَذَ الخُبْزَ، وبَارَكَ، وَكَسَرَ، ونَاوَلَهُمَا.

فٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا، وَعَرَفَاهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ تَوَارَى عَنْهُمَا.

فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَر: «أَمَا كَانَ قَلْبُنَا مُضْطَرِمًا فِينَا، حِينَ كَانَ يُكَلِّمُنَا في الطَّرِيق، وَيَشْرَحُ لَنَا الكُتُب؟».

وقَامَا في تِلْكَ السَّاعَةِ عَيْنِهَا، وَرَجَعَا إِلَى أُورَشَلِيم، فَوَجَدَا ٱلأَحَدَ عَشَرَ وَالَّذِينَ مَعَهُم مُجْتَمِعِين،

وَهُم يَقُولُون: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ قَام، وتَرَاءَى لِسِمْعَان!».

أَمَّا هُمَا فَكانَا يُخْبِرانِ بِمَا حَدَثَ في الطَّرِيق، وَكَيْفَ عَرَفَا يَسُوعَ عِنْدَ كَسْرِ الخُبْز.


 

«فانفَتَحَت أَعيُنُهما وعرَفاه فغابَ عنهُما»
القدّيس لاوُن الكبير (؟ - نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة،
العظة الأولى لمناسبة عيد صعود الرّب


 

«فانفَتَحَت أَعيُنُهما وعرَفاه فغابَ عنهُما»

لم تخلُ الأيّام الّتي مرّت بين قيامة الربّ وصعوده من الأحداث: لقد تأكّدت فيها أسرار كبيرة، وكُشفت فيها حقائق كبيرة. وعندها زال الخوف من الموت المرّ، وظهر الخلود، ليس فقط خلود النّفس، إنّما الجسد أيضًا...

في تلك الأيّام، لاقى الربّ اثنين من تلاميذه ورافقهما في الطريق؛ ولكي يبدّد فينا كلّ ظلمات الشكّ، وبّخَ هذَين الرجُلَين الخائفين على بطء فهمهما. فالقلوب الّتي أضاءها رأت شعلة الإيمان تضيء فيها؛ كانت فاترة، فأصبحت مشتعلة عندما جعلهما الربّ يفهمان الكتب. عند كسر الخبز، تفتّحت عيون اللّذين كانا معه على المائدة: رأيا مجد طبيعتهما البشريّة وكانت لهما سعادة أكبر بكثير من أبوينا الأوّلين اللّذَين تفتّحت أعينهما على خجل عصيانهما (راجع تك 3: 7).

خلال هذه المعجزات وغيرها أيضًا، ظهر الربّ يسوع وسط التلاميذ القلقين وقال لهم: "السلام عليكم!" (لو 24: 36؛ يو 20: 26). ولكيلا تعكّرهم هذه الأفكار فيما بعد... كشف لعيونهم المتردّدة آثار الصليب في يديه ورجليه... فيُدركون، لا بإيمان متردّد، بل بقناعة أكيدة، أنّ الجسد الّذي سيجلس على عرش الله الآب كان حقًّا ذاك الّذي استراح في القبر. هذا ما علّمته طيبة الله بعناية كبيرة طوال هذا الوقت بين القيامة والصعود، هذا ما أظهرته لعيون رفاقه وقلوبهم: أنّ الربّ يسوع المسيح، الّذي ولد حقًّا، قد تألّم حقًّا ومات حقًّا، وحقًّا قام.

 
 
22    السبت الثاني من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 46-41:22    
 
    إنجيل القدّيس متّى 46-41:22 
 

فِيمَا الفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعُونَ سَأَلَهُم يَسُوعُ

قَائِلاً: «مَا رَأْيُكُم في المَسيح: إِبْنُ مَنْ هُوَ؟». قَالُوا لَهُ: «إِبْنُ دَاوُد».

قَالَ لَهُم: «إِذًا، كَيفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا، إِذْ يَقُول:

قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: إِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَجْعَلَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيك؟

فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُو المَسِيحَ رَبًّا، فَكَيفَ يَكُونُ المَسِيحُ لَهُ ٱبْنًا؟».

فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَة. ومِنْ ذلِكَ اليَومِ مَا عَادَ أَحَدٌ يَجْرُؤُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيء.


 

ابن داود وربّ الأرباب
القدّيس لاوُن الكبير (؟ - نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة،
العظة الأولى عن ميلاد الرّب

 

لقد اختار الله عذراء من سلالة داود الملكيّة لتحمل بأحشائها طفلاً قدُّوسًا، ابنًا إلهيًّا وبشريًّا في آنٍ واحد... فالكلمة، كلمة الله، ابن الله الّذي "في البَدءِ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله. كانَ في البَدءِ لَدى الله. بِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمَّا كان."(يو 1: 1- 3)، قد "صارَ بَشَراً" ليخلّص الإنسان من الموت الأبدي. فقد تنازل لدرجة أنّه اتّخذ تواضع حالتنا دون أن تنقص جلالته. محافظًا على ما كان عليه ومتبنّيًا ما لم يكن عليه، فقد جمع الطبيعة الإنسانيّة الحقّة بالطبيعة الإلهية الّتي تساويه بالآب. جمع هاتين الطبيعتين جمعًا وثيقًا بحيث أنّ مجده لا يستطيع إبطال الطبيعة الأدنى كما وأنّ اتحاده مع هذه الأخيرة لا تُفسد الطبيعة الأسمى.

ما هو خاصّ بكل طبيعة يبقى بكلّيته ويلتقي بشخص واحد: ترّحب الجلالة بالتواضع والقوّة بالضعف والأبدي بالفاني. فمن أجل أن يفتدي حالتنا، اتّحدت الطبيعة غير المُدرَكة بالطبيعة القابلة لأن تتألّم؛ يتشارك إله حقّ بإنسان حقّ في وحدة ربّ واحد، الرّب يسوع. هكذا، وكما كان ينبغي أن يحصل بغية شفائنا، فقد مات "الوَسيطُ الواحدُ بَينَ اللهِ والنَّاسِ"(1تم 2: 5) بفعل الإنسان وقام من الموت بفعل الله...

هذا هو يا أحبّائي، الميلاد الّذي يناسب الرّب يسوع المسيح، "قُدرَةُ الله وحِكمَةُ الله" (1كور 1: 24). بهذا الميلاد اتّحد ببشريّتنا محافظًا على سموّ الوهيّته. لو لم يكن إلهًا حقّ لما شفانا ولو لم يكن إنسانًا حق لما كان مثالنا الأعلى.

 
 
21    يوم الجمعة الثاني من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 25-13:2    
مار أنسلموس المعترف - (21 نيسان)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 25-13:2 
 

قَرُبَ فِصْحُ اليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَلِيم.

ووَجَدَ في الهَيْكَلِ بَاعَةَ البَقَرِ والغَنَمِ والحَمَام، والصَّيَارِفَةَ جَالِسِين.

فَجَدَلَ سَوطًا مِنْ حِبَال، وطَرَدَ الجَمِيعَ مِنَ الهَيْكَل، طَرَدَ الغَنَمَ والبَقَرَ، وبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَة، وقَلَبَ طَاوِلاتِهِم.

وقَالَ لِبَاعَةِ الحَمَام: «إِرْفَعُوا هذَا الحَمَامَ مِنْ هُنَا، ولا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة».

فَتَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ أَنَّهُ جَاءَ في الكِتَاب: «أَلْغيَرَةُ على بَيْتِكَ سَتَأْكُلُنِي!».

أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لِيَسُوع: «أَيَّ آيَةٍ تُرِينَا وأَنْتَ تَفْعَلُ هذَا؟».

أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِهْدِمُوا هذَا الهَيْكَل، وأَنَا أُقِيمُهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام».

فَقَالَ اليَهُود: «بُنِيَ هذَا الهَيْكَلُ في سِتٍّ وأَرْبَعِينَ سَنَة، وتُقِيمُهُ أَنْتَ في ثَلاثَةِ أَيَّام؟».

أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلى هَيْكَلِ جَسَدِهِ.

ولَمَّا قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، تَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ كَلامَهُ ذَاك، فَآمَنُوا بِٱلكِتَاب، وبِٱلكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا يَسُوع.

وبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، في عِيدِ الفِصْح، آمَنَ بِٱسْمِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُم رَأَوا ٱلآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا.

أَمَّا هُوَ فَمَا كَانَ يَأْمَنُ عَلى نَفْسِهِ مِنْهُم، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُم جَميعًا.

ولا يُعْوِزُهُ شَاهِدٌ عَلى الإِنْسَان، لأَنَّهُ عَليمٌ بِمَا في الإِنْسَان .


 

«اُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام!»
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ،
عظات حول إنجيل القدّيس يوحنّا، العظة 10

 

"اُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام!" كان المخلّص قادرًا بالتأكيد على إظهار ألف آية وآية ولكن أيّ آيةٍ أخرى لم تكن ممكنة ليُظهِر لماذا "يَعمَلَ هذه الأَعْمَال؟". لذا وهو ما كان مناسبًا أعطى جوابًا خاصًا بالهيكل عوضًا عن علامات أخرى لا صلة لها به. ومع ذلك أرى من الضروري تفسير الهيكل وجسد المسيح كرمزٍ للكنيسة، لأن هذه الأخيرة بُنيت على "الحِجارَةِ الحَيَّة، بَيتاً رُوحِياً لجَماعَة كَهَنوتيَّة مُقدَّسة". وقد أُقيمت على "أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية"، الهيكل الحقّ.

"فأَنتُم جَسَدُ المَسيح وكُلُّ واحِدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنه" حتى لو رأينا تركيب الهيكل المتناغم يتدمّر وحتى لو رأينا عِظَام الرّب يسوع المسيح انْفَصَلَتْ كُلُّها نتيجة التجارب والمحن كما يرد في المزمور 21... وحتى الاضطهادات التي ما فتئت تنزل على وحدة الهيكل، كلّ هذا والهيكل سيرتفع مجددًا والجسد سيقوم، في اليوم الثالث بعد يوم الظُلم الذي يكون قد سحقه، وبعد يوم الإتمام الذي يليه. لأنّه سيكون هناك يومٌ ثالث في السماء الجديدة والأرض الجديدة، عندما تتَقارَبُ العِظامُ كُلُّ عَظم إِلى عَظمِه في يوم الربّ، نتيجة تغلّبه على الموت. إن قيامة الرّب يسوع المسيح بعد آلامه وصلبه تحكي سرّ قيامة "جَسَد المَسيح" بأكمله.

(المراجع الكتابية: يو 2: 18 – 19؛ 1بط 2: 5؛ أف 2: 20؛ مز 21: 15؛ 2بط 3: 3-10، 13؛ حز 37: 11).

 
 
20    الخميس الثاني من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 20-16:28    
 
    إنجيل القدّيس متّى 20-16:28 
 

أَمَّا التَّلامِيذُ ٱلأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى ٱلجَلِيل، إِلى ٱلجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع.

ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا.

فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: «لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في ٱلسَّمَاءِ وعَلى ٱلأَرْض.

إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ ٱلأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِٱسْمِ ٱلآبِ وٱلٱبْنِ وٱلرُّوحِ ٱلقُدُس،

وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ ٱلعَالَم».


 

«وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم»
المُكَرَّم بيّوس الثاني عشر، بابا روما من 1939 إلى 1958،
خطاب موجّه لكهنة روما وللواعظين في الصوم الكبير، 17 شباط 1942

 

"هُناك شَفيعٌ لَنا عِندَ الآب وهو يسوعُ المَسيحُ البارّ" (1يو 2: 1)، وقد جلس عن يمين الآب. لم يعد مرئيًّا في طبيعته البشريّة بيننا. لكنّه يرغب في البقاء معنا حتّى انقضاء الدهور، غير مرئيّ تحت مظاهر الخبز والخمر في سرّ محبّته. هذا سرّ عظيم لإله حاضر ومحتجب، لهذا الإله الذي سيأتي يومًا ليدين الأحياء والأموات.

إنّ البشريّة بأكملها، في العصور المنصرمة، في الحاضر وفي المستقبل، تتقدّم نحو يوم الله العظيم هذا. والكنيسة تتقدّم نحو هذا اليوم، معلّمة الإيمان والأخلاق لجميع الأمم، معمِّدةً باسم الآب والابن والرُّوح القدس. ونحن، كما أنّنا نؤمن بالآب، خالق السماء والأرض، والابن، مخلِّص الجنس البشريّ، كذلك أيضًا نؤمن بالرُّوح القدس.

هو الرُّوح المنبثق من الآب والابن، بصفته يكوّن حبّهما وهو من ذات الطبيعة الإلهيّة، وقد وعد به وأرسله الرّب يسوع المسيح للرسل في يوم العنصرة، ليكون قوّة من عَلُ تملؤهم. هو البارقليط والمعزّي الذي يبقى معهم إلى الأبد، الرُّوح غير المرئيّ، غير المعروف من العالم، الذي يعلّمهم ويذكّرهم بكلّ ما قاله الرّب يسوع لهم.

أظهِروا للشعب المسيحيّ القوّة الإلهيّة اللامحدودة لهذا الرُّوح الخالق، هبة من العليّ، موزِّع كلّ موهبة روحيّة، معزٍّ طيّب جدّاً، نور القلوب، الذي يغسل في نفوسنا كلّ ما هو مدنّس، يسقي كلّ ما هو قاحل، ويشفي كلّ ما هو مجروح.

منه، من الحبّ الأبديّ، تنزل نار تلك المحبّة التي يريد الرّب يسوع المسيح أن يراها مشتعلة على الأرض؛ تلك المحبّة التي تجعل الكنيسة واحدة، مقدَّسة، كاثوليكيّة، التي تنعشها وتجعلها لا تُقهَر وسط اعتداءات محفل الشياطين؛ تلك المحبّة التي توحّد في شركة القدّيسين؛ تلك المحبّة التي تجدّد الصداقة مع الله وتغفر الخطيئة.

 
 
19    الأربعاء الثاني من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 15-11:28    
 
    إنجيل القدّيس متّى 15-11:28 
 

جَاءَ بَعْضُ الحُرَّاسِ إِلى المَدِيْنَة، وأَخْبَرُوا الأَحْبَارَ بِكُلِّ مَا حَدَث.

فَٱجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والشُّيُوخُ وتَشَاوَرُوا، ثُمَّ رَشَوا ٱلجُنُودَ بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ مِنَ الفِضَّة،

قَائِلِين: «قُولُوا: إِنَّ تَلامِيذَهُ أَتَوا لَيْلاً وسَرَقُوه، ونَحْنُ نَائِمُون.

وإِذَا سَمِعَ الوَالي بِالخَبَر، فَسَوْفَ نُرْضِيه، ونَجْعَلُكُم في أَمَان».

فَأَخَذَ الجُنُودُ الفِضَّة، وفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُم. فَشَاعَ هذَا ٱلقَولُ عِنْدَ ٱليَهُودِ إِلى هذَا ٱليَوم.


 

«وبينَما هما ذاهبتان جاءَ بعضُ رجالِ الحَرَسِ إلى المدينة، وأخبَروا عُظماءَ الكَهَنَةِ بكلِّ ما حَدَث»
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة،
العظة 90

 

إنّ رؤساء الكهنة الذين كان يُفترض بهم أن يرتدّوا، استمرّوا بشرّهم واستَعملوا مال الهيكل لشراء كذبة. لم يَكفِهم أنّهم قتلوا المعلِّم، بل استمرّوا في البحث عن طرقٍ لتضليل التلاميذ. نعم، لقد ترك الحرّاس جسد الربّ يختفي، ورؤساء اليهود أضاعوه. ولكن، لو كان التلاميذ هم الذين أخذوه، فذلك لم يكن بالخفية بل بالإيمان؛ ليس بالحيلة بل بالفضيلة؛ ليس بارتكاب جريمة بل بالقداسة. لقد أخذوه ممتلئًا بالحياة، لا كضحيّة للموت.

فكيف يمكن لرجالٍ مساكينٍ، ما كانوا يجرؤون على الظهور إلى العلن، أن يتجاسروا ويأخذوا جسد معلِّمهم؟ حين كان حيًّا، هربوا جميعًا. فكيف يمكنهم ألاّ يخافوا هذه الجماعة المسلّحة بعد مماته؟ إضافة إلى ذلك، هل كانوا يستطيعون أن يدحرجوا حجر القبر الذي كان يحتاج إلى أشخاص كثيرين للقيام بذلك؟ لو أرادَ التلاميذ أن يأخذوا الجسد، لكانوا تركوه في الكفن، ليس احترامًا له فقط، لكن كي لا يؤخّرهم ذلك فيتمكّن الحرّاس من إلقاء القبض عليهم. بالتالي، فإنّ كلّ ما قيل عن هذه السرقة المزعومة لا يمتّ إلى الواقع بأيّ صلة، وكلّ ما فعله رؤساء اليهود للتعتيم على حدث القيامة لم يؤدِّ سوى إلى إظهاره جليًّا أكثر. ومن خلال الإعلان بأنّ التلاميذ أخذوا جسد يسوع، كانوا يعترفون بأنّ الجسد لم يعد في القبر. غير أنّ الخوف الذي انتابَ التلاميذ والحراسة المشدّدة التي أقامَها الجنود على القبر كانت تثبت بشكل قاطع استحالة عمليّة السرقة هذه.

 
 
18    الثلاثاء الثاني من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 18-11:20    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 18-11:20 
 

كانَت مَرْيَمُ المَجْدَلِيِّةُ وَاقِفَةً في خَارِجِ القَبْرِ تَبْكِي. وفِيمَا هِيَ تَبْكِي، ٱنْحَنَتْ إِلى القَبْر،

فَشَاهَدَتْ مَلاكَيْنِ في ثِيَابٍ بَيْضَاءَ جَالِسَينِ حَيْثُ كَانَ قَدْ وُضِعَ جَسَدُ يَسُوع، أَحَدَهُمَا عِنْدَ الرَّأْس، والآخَرَ عِنْدَ القَدَمَين.

فَقَالَ لَهَا المَلاكَان: «يَا ٱمْرَأَة، لِمَاذَا تَبْكِين؟». قَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا رَبِّي، ولا أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوه!».

قَالَتْ هذَا وٱلتَفَتَتْ إِلى الوَرَاء، فَشَاهَدَتْ يَسُوعَ واقِفًا ومَا عَلِمَتْ أَنَّهُ يَسُوع.

قَالَ لَهَا يَسُوع: «يَا ٱمْرَأَة، لِمَاذَا تَبْكِين، مَنْ تَطْلُبِين؟». وظَنَّتْ أَنَّهُ البُسْتَانِيّ. فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّد، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ، فَقُلْ لي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وأَنَا آخُذُهُ».

قَالَ لَهَا يَسُوع: «مَرْيَم!». فَٱلتَفَتَتْ وقَالَتْ لَهُ بِٱلعِبْرِيَّة: «رَابُّونِي!»، أَي «يَا مُعَلِّم!».

قَالَ لَهَا يَسُوع: «لا تُمْسِكِي بِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلى الآب، بَلِ ٱذْهَبِي إِلى إِخْوَتِي وقُولِي لَهُم: «إِنِّي صَاعِدٌ إِلى أَبِي وأَبِيكُم، إِلهِي وإِلهِكُم».

فَجَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ تُبَشِّرُ التَّلامِيذ: «لَقَدْ رَأَيْتُ الرَّبّ!»، وأَخْبَرَتْهُم بِمَا قَالَ لَهَا.

 
 
17    الاثنين الثاني من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 10-1:20    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 10-1:20 
 

في يَوْمِ الأَحَد، جَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ بَاكِرًا، وكَانَ بَعْدُ ظَلام، فَرَأَتِ الحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ القَبْر.

فَأَسْرَعَتْ وجَاءَتْ إِلى سِمْعَانَ بُطْرُسَ والتِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا الرَّبَّ مِنَ القَبْر، ولا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوه».

فَخَرَجَ بُطْرُسُ والتِّلْمِيذُ الآخَرُ وأَتَيَا إِلى القَبْر.

وكَانَ الٱثْنَانِ يُسْرِعَانِ مَعًا، إِلاَّ أَنَّ التِّلْمِيذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطْرُس، فَوَصَلَ إِلى القَبْرِ أَوَّلاً.

وَٱنْحَنَى فَرَأَى الرِّبَاطَاتِ مُلْقَاةً إِلى الأَرْض، ولكِنَّهُ لَمْ يَدْخُل.

ثُمَّ وَصَلَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، فَدَخَلَ القَبْرَ، وشَاهَدَ الرِّبَاطَاتِ مُلْقَاةً إِلى الأَرْض،

وَالمِنْديلَ الَّذي كَانَ عَلى رَأْسِ يَسُوعَ غَيْرَ مُلْقًى مَعَ الرِّبَاطَات، بَلْ مَطْوِيًّا وَحْدَهُ في مَوْضِعٍ آخَر.

حِينَئِذٍ دَخَلَ التِّلمِيذُ الآخَرُ الَّذي وَصَلَ إِلى القَبْرِ أَوَّلاً، ورَأَى فَآمَن؛

لأَنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا بَعْدُ قَدْ فَهِمَا مَا جَاءَ في الكِتَاب، أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مَنْ بَيْنِ الأَمْوَات.

ثُمَّ عَادَ التِّلمِيذَانِ إِلى حَيْثُ يُقِيمَان.


 

«هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه»
القدّيس إبيفانُس (؟ - 403)، أسقف سالامين،
العظة الثالثة عن القيامة



إنّ "شَمسَ البِرِّ" (ملا 3: 20) الذي غاب لمدة ثلاثة أيام في الجحيم قام اليوم [من بين الأموات] وأنار كلّ الخليقة. لقد رقد الرّب يسوع المسيح في القبر لمدة ثلاثة أيام، وهو الموجود قبل كلّ وجود! وقد نما كما تنمو الكرمة وغمر المعمورة بالفرح. فدعونا نثبّت نظرنا على شروق الشمس الذي لن يعرف أي غروب، ولنسبق النهار ونمتلئ من فرح هذا النور!

إن الرّب يسوع المسيح حطّمَ أبواب الجحيم، فقام الموتى كمن يستيقظ من رقاد، فالمسيح قام وهو قيامة الأموات وقد أتى ليوقظ آدم. والمسيح الذي هو قيامة جميع الموتى قام وجاء إلى حوّاء ليخلّصها من اللعنة. والمسيح قام وهو القيامة وغيَّر ببهائه من لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ (إش 53: 2). وكمن كان راقدًا، ٱستفاق الربّ وتغلّب على حِيَل العدّو. قام الربّ [من بين الأموات] ومنح البهجة إلى كل الخليقة. قام من بين الأموات ففرِغ سجن الجحيم؛ قام من بين الأموات فلبِس الكائِنِ الفاسِدِ ما لَيسَ بِفاسِد (1كور 15: 53). والمسيح القائم من بين الأموات أعاد آدم وألبسه ما ليس بفاسد، وأعاد إليه كرامته الأولى.

وتصبح الكنيسة اليوم في الرّب يسوع المسيح سَماءً جَديدةً (رؤ 21: 1)، سَماءٌ يحلو تأمّلها أكثر من الشمس المرئية. فالشمس التي نراها في كلّ يوم لا يمكنها أن تُضاهي هذا الشمس؛ فالشمس كخادمٍ أمين ملؤه الاحترام توارت أمامه عندما رأته معلّقًا على الصليب (مت 27: 45). وهذا هو الشمس الذي قال فيه النبّي: "وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ ٱسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ" (ملا 3: 20) ... وبه أي المسيح شمس البرّ تصبح الكنيسة سماءً متألّقة تسطع فيها بوفرة النجوم المنبثقة من جرن المعمودية والمتألقة بنورها الجديد. "هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، لنَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ" (مز 118[117]: 24) ممتلئين فرحًا إلهيًا.

 
 
16    الأحد الجديد: ظهور يسوع للتلاميذ وتوما معهم     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 31-26:20    
القدّيسة برناديت سوبيرو المعترفة - (16 نيسان)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 31-26:20 
 

بَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّام، كَانَ تَلامِيذُ يَسُوعَ ثَانِيَةً في البَيْت، وتُومَا مَعَهُم. جَاءَ يَسُوع، والأَبْوَابُ مُغْلَقَة، فَوَقَفَ في الوَسَطِ وقَال: «أَلسَّلامُ لَكُم!».

ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبَعَكَ إِلى هُنَا، وٱنْظُرْ يَدَيَّ. وهَاتِ يَدَكَ، وضَعْهَا في جَنْبِي. ولا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ كُنْ مُؤْمِنًا!».

أَجَابَ تُومَا وقَالَ لَهُ: «رَبِّي وإِلهِي!».

قَالَ لَهُ يَسُوع: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي آمَنْت؟ طُوبَى لِمَنْ لَمْ يَرَوا وآمَنُوا!».

وصَنَعَ يَسُوعُ أَمَامَ تَلامِيذِهِ آيَاتٍ أُخْرَى كَثِيرَةً لَمْ تُدَوَّنْ في هذَا الكِتَاب.

وإِنَّمَا دُوِّنَتْ هذِهِ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ ٱلله، ولِكَي تَكُونَ لَكُم، إِذَا آمَنْتُم، الحَيَاةُ بِٱسْمِهِ.


 

«هاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل مُؤمِنًا»
باسيليوس السلوقيّ (؟ - حوالي 468)، أسقف،
عظة عن قيامة الرّب

 

"هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ". كنت تبحث عنّي عندما لم أكن هنا، فاستفد من وجودي الآن. إنّي أعرف رغبتك رغم صمتك. قبل أن تقوله لي، أعرف ما تفكّر فيه. سمعتك تتكلّم، ورغم إنّك لم تكن تراني، كنت بجانبك، بقرب شكوكك؛ بدون أن أكشف نفسي، جعلتك تنتظرني، لأشاهد صبرك أكثر. " هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل مُؤمِنًا".

لمسه توما، وانهار كلّ ارتيابه؛ فامتلأ بالإيمان الصادق وبكلّ الحبّ الذي يستحقّه الله منّا، فصرخ: "ربّي وإلهي!". وقال له الربّ: "آمَنْتَ لِأَنَّكَ رَأَيتَني، طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا". احمل، يا توما، بشرى قيامتي للذين لم يروني. اجعل كلّ الأرض تؤمن ليس بما ترى، بل بكلمتك. جُل لدى الشعوب وفي المدن النائية. علّمهم حمل الصليب على الأكتاف عوضًا عن السلاح. لا تعمل شيئًا آخر سوى البشارة بي: فيؤمنون ويعبدونني. لن يطلبوا أدلّة أخرى. قل لهم إنّهم مدعوّون بالنعمة، وراقب أنت إيمانهم: " طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا!".

هذا هو الجيش الذي يقوده الربّ؛ هؤلاء هم أطفال جرن العماد، أعمال النعمة وحصاد الروح. تبعوا الرّب يسوع المسيح بدون أن يروه، وبحثوا عنه وآمنوا به. تعرّفوا عليه بأعين الإيمان، وليس الجسد. لم يضعوا أيديهم في مكان المسامير، بل تمسّكوا بصليبه وعانقوا عذاباته. لم يروا جنب الربّ، لكن بالنعمة، غدوا أعضاء في جسده واتّخذوا من كلامه سبيلهم: "طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا!"

 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003