الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

1 الى 15، من شهر ك 2 2023
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

1- أحد وجود الربّ يسوع في الهيكل     (1 كانون الثاني)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 52-41:2
   
2- اليوم التاسع للميلاد
                                          إنجيل القدّيس لوقا 24-22:2
  «صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ»
      
لآدم دو بيرسين (؟ - 1221)، راهب سِستِرسيانيّ
3- اليوم العاشر للميلاد
                                          إنجيل القدّيس لوقا 35-25:2
  «نُورًا يَتَجَلَّى لِلوَثَنِيِّين ومَجدًا لِشَعْبِكَ»
      
للطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسياني
4- اليوم الحادي عشر للميلاد    
                                          إنجيل القدّيس لوقا 40-36:2
  «كانَتْ... مُتَعَبِّدَةً بِالصَّومِ والصَّلاةِ لَيلَ نَهار»
      
للقدّيس قِبريانُس (نحو 200 - 258)، أسقف قرطاجة وشهيد
5- بيرمون عيد الدنح     (5  كانون الثاني)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 6-1:3
   
6- عيد الدنح المجيد    (6 كانون الثاني)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 22-15:3
  «بِيَدهِ الـمِذْرى، يُنَقِّي بَيدَرَه»
      
لأوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ
7- تذكار مديح يوحنّا المعمدان    (7 كانون الثاني)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 30-18:7
  يوحنّا المعمدان شاهد للرّب يسوع المسيح من خلال حياته كلّها
       من
كتاب القدّاس بحسب طقس الكنيسة اللاتينيّة الرومانيّة
8- الأحد الأوّل بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح ليوحنّا المعمدان
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 34-29:1
  «هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم»
      
للقدّيسة تيريزيا - بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 - 1942)، راهبة كرمليّة
9- الاثنين من الأسبوع الأوّل بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس مرقس 13-9:13
  «أعدّوا طريق الربّ»
      
للقدّيس فرنسيس دي سال (1567 - 1622)، أسقف جنيف وملفان الكنيسة
10- الثلاثاء من الأسبوع الأوّل بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 28-19:1
  «قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ»
      
للطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسياني
11- الأربعاء من الأسبوع الأوّل بعد الدنح    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 30-22:3
  «لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر» (يو 3: 30)
      
جان سكوت إيريجين (؟ - نحو 870)، راهب بِندِكتيّ إيرلندي
12- الخميس من الأسبوع الأوّل بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:3
  «ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يَهَبُ الرُّوحَ بِغيرِ حِساب»
      
أفْراهاط الحكيم (؟ - نحو 345)، راهب وأسقف بالقرب من مدينة الموصل وقدّيس
13- يوم الجمعة من الأسبوع الأوّل بعد الدنح      
                                          إنجيل القدّيس متّى 12-1:14
  «هاءَنَذا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ لِيُعِدَّ الطَّريقَ أَمامَكَ» (مت 11: 10؛ ملا 3: 1)
      
الليترجيّة البيزنطيّة
14- السبت من الأسبوع الأوّل بعد الدنح
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 42-40:10
  «فآمَنَ بِهِ هُنَاكَ كَثِيرُون»
      
لبِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013  (07 /06 /2006)
15- الأحد الثاني بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح للرسل      
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 42-35:1
  «هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم»
      
للقدّيس ألفونس ماري دو ليغوري (1696 - 1787)، أسقف وملفان الكنيسة
 
 
15    الأحد الثاني بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح للرسل     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 42-35:1   
عيد سيّدة الزروع , مار يوحنّا الكوخي المعترف - (15 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 42-35:1
 

في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وٱثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ.

ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ الله».

وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع.

وٱلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَان؟» قَالا لَهُ: «رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟».

قالَ لَهُمَا: « تَعَالَيَا وٱنْظُرَا». فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر.

وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع.

ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ المَسِيح».

وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: «أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة».


 

«هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم»
القدّيس ألفونس ماري دو ليغوري (1696 - 1787)، أسقف وملفان الكنيسة،
التّأمّل الأول لثمانيّة الميلاد

 

"لقد ضَلَلتُ كالخَروفِ الضَّالّ فاْبحَثْ عن عَبدِكَ لأَنَّي لم أَنْسَ وَصاياكَ" (مز 119[118]: 176). اللّهمّ، أيّها الربّ إلهي، أنا هو الخروف الضال. السّاعي وراء رغباته ونزواته. أمّا أنت الراعي والحمل في الوقت نفسه، فقد أتيت من السماء لتخلّصني، إذ قدّمت ذاتك، على الصليب، ذبيحة كفّارة عن خطاياي. "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم" (يو 1: 29). وإذا ما قرّرت أنا الإنسان أن أتوب حقًّا أن أعود عن خطئي، فماذا أخشى؟... "هُوَذا اللهُ خَلاصي فأَطمَئِنُّ ولا أَفزَع الرَّبُّ عِزِّي ونَشيدي لقد كانَ لي خَلاصاً". (إش 12: 2). إنّك أعطيتني ذاتك لتمنحني ثقة ورجاء. فهل من آية أروع من هذا، دليل على رحمتك؟

 

أيّها الطفل العزيز. كم أنا آسف أنّي أهنتك. جعلتك تبكي في مذود بيت لحم. غير أنني متيقّن وواثق أنّك أتيت تبحث عني. لذلك أرتمي عند قدميك. ومع أنّي أراك متواضعًا، متنازلاً، في مغارة وعلى بقايا تبن جاف، فأنا أعترف بك إلهًا وربًّا مطلقًا. إنني أعي، وأفهم بالعمق، معنى دموعك الرقيقة، الناعمة. فهي تدعوني إلى محبتك، وتستدعي قلبي إلى اللجوء إليك. فهوذا قلبي يا ربّي يسوع، في حضرتك. أنا اليوم عند قدميك، اطرحه لك، حوّله، اجعله يضطرم. لأنّك أتيت من سمائك لتضرم القلوب بسعير محبتك. أسمعك اليوم تناديني، من مذودك: "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ" (مت 22: 37 + تث 6: 5). وأنا أجيب: أيّها الربّ يسوع. إذا لم أكن أحبّك، أنت ربّي وإلهي، فمن تراني أحبّ؟

 
 
14    السبت من الأسبوع الأوّل بعد الدنح  (7 كانون الثاني)     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 42-40:10    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 42-40:10
 

عَادَ يَسُوعُ إِلى عِبْرِ الأُرْدُنّ، إِلى حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدْ مِنْ قَبْلُ، فَأَقَامَ هُنَاك.

وأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وكَانُوا يَقُولُون: «لَمْ يَصْنَعْ يُوحَنَّا أَيَّ آيَة، ولكِنْ، كُلُّ مَا قَالَهُ في هذَا الرَّجُلِ كَانَ حَقًّا».

فآمَنَ بِهِ هُنَاكَ كَثِيرُون.


 

«فآمَنَ بِهِ هُنَاكَ كَثِيرُون»
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى  2013،
رسالة رسوليّة على شكل رسالة بابويّة تلقائيّة: "باب الإيمان"، العددان 2 و3

في عظة القدّاس الذي به افتتحتُ حبريّتيِ، كنتُ أقول: "إنّ الكنيسة في مجملها، والرعاة فيها، عليهم أن يسيروا في الطريق على مثال الرّب يسوع المسيح، ليقودوا البشر خارج البريّة، نحو موضع الحياة، نحو الصداقة مع ابن الله، نحو ذاك الذي يعطينا الحياة والحياة في ملئها". ويحدث من الآن أنّ المسيحيّين غالبًا ما يهتمّون اهتمامًا خاصًّا بالنتائج الاجتماعيّة والثقافيّة والسياسيّة لالتزامهم، مستمرّين في التفكير بأنّ الإيمان هو مثل أمرٍ بديهي للعيش المشترك. بالفعل، فإنّ هذا الأمر البديهي ليس كذلك فحسب، إنّما غالبًا ما يتمّ إنكاره. بينما كان من الممكن في الماضي التعّرف الى نسيج ثقافي وحدوي، مقبول قبولاً واسعًا في رجوعه إلى مضامين الإيمان وإلى القيم التي يُلهمها، يبدو اليوم أنّ الأمر لم يعد كذلك في قطاعات كبيرة من المجتمع، بسبب أزمة إيمانيّة عميقة مسَّت أشخاصًا كثيرين.

لا نستطيع أن نقبل بأن يفسد الملح وأن يُخفى النور (راجع مت 5: 13-16). فعلى مثال المرأة السامريّة، يمكن للإنسان اليوم أن يشعر أيضًا من جديد بالحاجة إلى الذهاب إلى البئر ليسمع الرّب يسوع داعيًا إيّاه إلى الإيمان به، وإلى الاستقاء من نبعه المتدفّق بالماء الحي (راجع يو 4: 14). علينا أن نستعيد الذوق لنتغذّى بكلمة الله التي تنقلها الكنيسة بأمانة، وبخبز الحياة وهما يُقدَّمان سندًا لجميع تلاميذه (راجع يو 6: 51). إنّ تعليم الرّب يسوع ما يزال يرنّ اليوم أيضًا بالقوّة نفسها: "لا تعملوا للطعام الذي يفنى، بل اعملوا للطعام الذي يبقى فيصير حياة أبديّة" (يو 6: 27). والسؤال الذي طرحه السامعون هو السؤال نفسه الذي نطرحه اليوم: "ماذا نعمل لنقوم بأعمال الله؟" (يو 6: 28). ونعرف جواب الرّب يسوع: "عمل الله أن تؤمنوا بمن أرسل" (يو6: 29). فالإيمان بالرّب يسوع هو إذًا الطريق لبلوغ الخلاص بشكل نهائي.

 
 
13    يوم الجمعة من الأسبوع الأوّل بعد الدنح  (7 كانون الثاني)     -     إنجيل القدّيس متّى 12-1:14   
مار يعقوب النصيبينيّ المعترف - (13 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس متّى 12-1:14
 

سَمِعَ هِيْرُودُسُ رَئِيْسُ الرُّبْعِ بِخَبَرِ يَسُوع،

فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ: «هذَا هُوَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان! لَقَدْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، ولِذلِكَ تَجْري عَلى يَدِهِ الأَعْمَالُ القَدِيْرَة!».

فَإِنَّ هِيْرُودُسَ كَانَ قَدْ قَبَضَ على يُوحَنَّا، وأَوْثَقَهُ وطَرَحَهُ في السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيْرُودِيَّا، ٱمْرَأَةِ أَخِيْهِ فِيْلِبُّس،

لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ: «لا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَتَزَوَّجَها!».

وأَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ، إِنَّمَا خَافَ مِنَ الجَمْعِ الَّذي كَانَ يَعْتَبِرُهُ نَبِيًّا.

وفي ذِكْرَى مَوْلِدِ هِيْرُودُس، رَقَصَتِ ٱبْنَةُ هِيْرُودِيَّا في وَسَطِ الحَفْل، وأَعْجَبَتْ هِيْرُودُس،

فَأَقْسَمَ لَهَا أَنْ يُعْطِيَهَا مَهْمَا تَسْأَل.

وحَرَّضَتْهَا أُمُّها، فَقَالَتْ: «أَعْطِني هُنَا، عَلى طَبَق، رَأْسَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان!».

فَٱغْتَمَّ المَلِك. ولكِنْ مِنْ أَجْلِ القَسَمِ والمُتَّكِئِيْنَ أَمَرَ بِأَنْ يُعْطى لَهَا.

فَأَرْسَلَ وقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا في السِّجْن.

وحُمِلَ الرَّأْسُ على طَبَق، وأُعْطِيَ لِلصَّبِيَّة، والصَّبِيَّةُ حَمَلَتْهُ إِلى أُمِّهَا.

وجَاءَ تَلامِيْذُ يُوحَنَّا، فَرَفَعُوا جُثْمَانَهُ، ودَفَنُوه. ثُمَّ ذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا يَسُوع.


 

«هاءَنَذا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ لِيُعِدَّ الطَّريقَ أَمامَكَ» (مت 11: 10؛ ملا 3: 1)
الليترجيّة البيزنطيّة،
طروباريات الصّباح

 

"ذِكرُ البارَ بَرَكَة" (أم 10: 7)، أمّا بالنسبة إليك، أنتَ السّابق، فَتَكفي شهادةُ الربّ. لقد أظهرتَ أنّكَ حقًّا "أفضل من نبيّ" (مت 11: 9)؛ لذلك استحقَقتَ أن تُعمِّد بالماء ذاك الّذي تكلّم عنه الأنبياء. وبعد أن ناضلتَ على الأرض من أجل الحقيقة، وأنت ممتلئ فرحًا، أعلنتَ حتّى في مثوى الأموات أنّ الله ظهر في الجسد، ذاك الّذي يرفع خطيئة العالم (1تم 3: 16؛ يو 1: 29) ويمنحنا نعمة الخلاص.

بإرادة الله، وُلدتَ من امرأة عاقر (لو 1: 7)، وحللتَ عقدة لسان والدك (لو 1: 64)، وأشرتَ إلى الشمس الّتي أنارَتكَ، أنت نجمة الصبح. في الصحراء، بشّرتَ الشعوب بالخالق، بالحمل الّذي يرفع خطيئة العالم (يو 1: 29). بِغيرتِك وبّختَ الملك، فقُطِع رأسُك المجيد، أنت الواعظ الشهير، المستحقّ أناشيدنا حقًّا.

تشفّع فينا لدى الرّب يسوع المسيح إلهنا، ليغفر خطايا الّذين يحتفلون من صميم القلب بذكراك المقدّسة.

 
 
12    الخميس من الأسبوع الأوّل بعد الدنح  (7 كانون الثاني)     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:3    
المجمع المسكونيّ التاسع عشر التريدنتينيّ 1545 - (12 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:3
 

أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع،

وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ.

مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق.

فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب.

أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء.

مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.


 

«ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يَهَبُ الرُّوحَ بِغيرِ حِساب»
أفْراهاط الحكيم (؟ - نحو 345)، راهب وأسقف بالقرب من مدينة الموصل وقدّيس في الكنائس السريانيّة الأرثوذكسيّة،
العروض التّقديميّة، 6

 

إن أشْعَلْتَ، من خلال نارٍ واحدة، نيرانًا أخرى في العديدِ من الأماكن، فإن النار الأولى لن تضعف جذوتها... وكذلك الأمر بالنسبة إلى الله ومسيحه؛ هما واحدٌ وفي نفس الوقت هما في جميع الشعوب. إنّ حرارة الشمس لن تضعف حتّى لو أنارت الأرضَ كلَّها. فكم بالحريّ هي أعظمُ قوّة الله بما أنّ الشمس تستمرّ في الوجود من خلال قوّة الله...

لقد أثقلت قيادة شعب إسرائيل كاهل موسى إذ كان وحيدًا في تلك المهمّة. فقالَ له الربّ: "اِجمَعْ لي سَبْعينَ رَجُلاً مِن شيوخِ إِسْرائيلَ الَّذينَ تَعلَمُ أَنَّهم شُيوخ الشَّعْبِ وكتَبَتُهم... فأَنزِلُ أَنا وأَتَكلَمُ معَكَ هُناكَ وآخُذُ مِنَ الروحِ الَّذي علَيكَ وأُحِلّه علَيهم، فيَحمِلونَ معَكَ عِبْءَ الشَّعبِ ولا تَحمِلُه أَنتَ وَحدَكَ" (عد 11: 16-17). فهل ضعفَ موسى حينَ أحلّ الله الروحَ على الباقين؟ وقال بولس الرسول: وهذا كُلُّه يَعمَلُه الرُّوحُ الواحِدُ نَفْسُه مُوَزِّعًا على كُلِّ واحِدٍ ما يُوافِقُه (أي على الرُّسُل أَوَّلا والأَنبِياء ثانِيًا والمُعلِّمون ثالِثًا...) كما يَشاء (1كور12: 11+28)؛ ولكنّ الرّب يسوع المسيح لم ينقص، فالآب قد أعطاهُ الرُّوحَ بغير حساب.

فهكذا يسكن الربّ يسوع المسيح في جميع المؤمنين. ولن ينقص حتّى وإن وُزّعَ على الكثيرين، لأنّ روحَ المسيح هي التي وُزّعت على الأنبياء كلّ حسب مقدرته. وهذه الأيّام أيضًا، فإنّ روح المسيح نفسها سوف تفيض على "كُلِّ بَشَر فيَتَنَبَّأَ بنوكم وبَناتُكم ويَحلُمُ شُيوخُكم أَحْلاماً ويَرى شُّبانُكم رُؤًى" (يوء 3: 1؛ أع 2: 17). إنّ المسيحَ فينا والمسيحُ في السماوات وجالس عن يمين الآب. لم يتلقَّ الروحَ بحسابٍ، بل أحبّهُ الآبُ ووضعَ بين يديه كلّ شيء، فأعطاهُ السُّلطة على كلّ كنزٍ... وها هو الربّ يسوع يقول أيضًا: "قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء" (مت 11: 27)... كما قال بولس الرسول: "لأَنَّهُ أَخضَعَ كُلَّ شَيءٍ تَحتَ قَدَمَيه. وعِندَما قال: قد أُخضِعَ كُلُّ شَيء، فمِنَ الواضِحِ أَنَّه يَستَثْني الَّذي أَخضَعَ لَه كُلَّ شَيء. ومتى أُخضِعَ لَه كُلُّ شَيء، فحينَئِذٍ يَخضَعُ الاِبْنُ نَفْسُه لِذاكَ الَّذي أَخضَعَ لَه كُلَّ شيَء، لِيكونَ اللهُ كُلَّ شَيءٍ في كُلِّ شيَء" (1كور15: 27-28).

 
 
11    الأربعاء من الأسبوع الأوّل بعد الدنح     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 30-22:3    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 30-22:3
 

جَاءَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى أَرْضِ اليَهُودِيَّة، وأَقَامَ هُنَاكَ مَعَهُم وكانَ يُعَمِّد.

وكَانَ يُوحَنَّا أَيْضًا يُعَمِّدُ في عَيْنُون، بِٱلقُرْبِ مِنْ سَالِيم، لِغَزَارَةِ المِيَاهِ فِيهَا، والنَّاسُ يَأْتُونَ ويَعْتَمِدُون،

لأَنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُلْقِيَ في السِّجْن.

وصَارَ جِدَالٌ بَينَ تَلامِيذِ يُوحَنَّا وأَحَدِ اليَهُودِ في شَأْنِ التَّطْهِير.

فَجَاؤُوا إِلى يُوحَنَّا وقَالُوا لَهُ: «رَابِّي، إِنَّ ذَاكَ الَّذي كَانَ مَعَكَ في عِبرِ الأُرْدُنّ، وشَهِدْتَ أَنْتَ لَهُ، هَا هُوَ يُعَمِّد، والجَمِيعُ يُقْبِلُونَ إِلَيه».

أَجَابَ يُوحَنَّا وقَال: «لا يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ لَهُ مِنَ السَّمَاء.

أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا المَسِيح، بَلْ أَنَا مُرْسَلٌ أَمَامَهُ.

مَنْ لَهُ العَرُوسُ هُوَ العَرِيس. أَمَّا صَدِيقُ العَرِيسِ الوَاقِفُ يُصْغِي إِلَيْهِ فَيَطْرَبُ فَرَحًا لِصَوتِهِ. هذَا الفَرَحُ هُوَ فَرَحِي، وقَدِ ٱكْتَمَل.

عَلَيْهِ هُوَ أَنْ يَزيد، وعَلَيَّ أَنَا أَنْ أَنْقُص».


 

«لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر» (يو 3: 30)
جان سكوت إيريجين (؟ - نحو 870)، راهب بِندِكتيّ إيرلندي، 
عظة حول مقدّمة إنجيل القديس يوحنّا

 

"ظَهَرَ رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله اِسْمُه يوحَنَّا... لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور." (يو 1: 6+ 8) إن سابق النُّور لم يَكُنْ هو النُّور. لماذا نسمّيه عادةً "السِّراجَ المُوقَدَ المُنير" وأحيانًا ندعوه "كوكب الصّباح"؟ لقد كان سراجًا موقَدًا ومنيرًا إنّما النّار الّتي تشتعل فيه لم تكن ناره هو والنّور الّذي يُعطيه لم يكن خاصّته. لقد كان كوكب الصّباح غير أنّه لم يكن يستمّد نوره من ذاته: لقد كانت نعمةُ مَنْ كان يوحنّا سابقًا له كانت تشتعل وتُشِع فيه. لم يَكُنْ هو النُّور بل كان مُشاركًا به. فما كان يُشِعُّ فيه لم يكن منه...

بالفعل، ليس بإمكان أيّ مخلوق، مهما علا شأنه بالفكر أو الذّكاء، أن يكون نورًا بحدّ ذاته وفي طبيعته ذاتها؛ فهو يشارك النّور الوحيد الحقيقيّ والجوهريّ الموجود في كلّ مكان وكلّ شيء بحيث يستطيع ذكاؤنا أن يراه.

 
 
10    الثلاثاء من الأسبوع الأوّل بعد الدنح    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 28-19:1    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 28-19:1
 

هذِهِ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ اليَهُود، مِنْ أُورَشَليم، كَهَنَةً ولاوِيِّينَ لِيَسْأَلُوه: «أَنْتَ، مَنْ تَكون؟».

فَٱعْتَرَفَ، ومَا أَنْكَر، إِْعَتَرَفَ: «أَنَا لَسْتُ المَسيح»،

فَسَأَلُوه: «مَا أَنْتَ إِذاً؟ هَلْ تَكُونُ إِيلِيَّا؟». فقَال: «لَسْتُ إِيلِيَّا». قَالُوا: «هَلْ تَكُونُ أَنتَ النَّبِيّ؟». فَأَجَاب: «لا!».

فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ تَكُون، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟».

أَجَاب: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ».

وكَانَ المُرْسَلُونَ مِنَ الفَرِّيسيِّين.

فَسَأَلُوهُ وقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا إِذًا تُعَمِّد، إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ المَسِيح، ولا إِيليَّا، ولا النَّبِيّ؟».

أَجَابَهُم يُوحَنَّا قَائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُ بِٱلمَاء، وبَيْنَكُم مَنْ لا تَعْرِفُونَهُ،

هُوَ الآتِي وَرائِي، وأَنَا لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ».

جَرَى هذَا في بَيْتَ عَنْيَا، عِبْرِ الأُرْدُنّ، حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّد.


 

«قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ»
ل
لطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ، العظة الخامسة لزمن المجيء

 

"قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ". أيّها الإخوة ولو كنتم متقدمين في هذه الطريق، فما أمامكم من حاجز أو حدود. كلا ليس من حدود لمن يسعى في السير قدمًا. لذلك كلّ مسافر حكيم يقول يوميًّا: "اليوم أبتدئ". ما أكثر الذين "تاهوا في بَرِّيَّةٍ مُقفِرَة" (مز 107[106]: 4)، فلا أحد منهم يستطيع أن يقول "الآن أبتدئ".

"مَخافَةُ الرَّبِّ رَأسُ العِلْم والحِكمَةُ" (أم 1: 7). فإذا كانت الحكمة بدءًا، فهي بالضرورة نقطة انطلاق في الطّريق. هذه الحكمة تستدعينا الى الاعتراف. هي التي تحثّ المتكبر على التوبة. وتتيح له أن يسمع الصوت المنادي في البرّيّة، الآمر بإعداد الطريق وبتمهيد السبيل، الدليل إلى كيفية الابتداء "توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات" (مت 3: 2 و4: 17).

إذا كنت أيّها الأخ تسير في هذه الطريق، فلا تمل عنها، لئلا تهين الرّب الذي دلّك عليها، وتجعلك تتيه في سبل قلبك. إذا كانت الطريق ضيّقة أمامك فانظر إلى الغاية التي ستوصلك إليها. إذا ما كنت ترى أول نقطة في طريق الكمال، ستقول حتمًا "رأَيتُ حَدًّا لِكُلِّ كَمال أَمَّا وَصِيَّتُكَ فما أَرحَبَها!" (مز 119[118]: 96). وإذا لم يبلغ نظرك هذه الهوة، أصغِ فقط إلى ما يقوله إشعيا:" ويَكونُ هُناكَ مَسلَكٌ وطَريق يُقالُ لَه الطَّريقُ المُقَدَّس... يَسيرُ فيه المُخَلَّصون... والَّذينَ فَداهُمُ الرَّبّ يَرجِعون ويَأتونَ إِلى صِهْيونَ بِهُتاف ويَكونُ على رُؤُوسِهم فَرَحٌ أَبَدِيّ وُيرافِقُهمُ السُّرورُ والفَرَح وتَنهَزِمُ عَنهمُ الحَسرَةُ والتَّأَوُّه" (إش 35: 8-10). كل من يتأمل هذه الغاية، هذه الحدود، لن يجد أن الطريق ضيقة... لكنّه سيتّخذ أجنحة النسور ويحلّق نحو الغاية... فليوصلكم إلى هذه الغاية وليرافقكم من هو طريق المتسابقين وجزاء من يصل إلى الغاية: الرّب يسوع المسيح.

 
 
9    الاثنين من الأسبوع الأوّل بعد الدنح      -     إنجيل القدّيس مرقس 8-1:1    
 
    إنجيل القدّيس مرقس 8-1:1
 

بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ المَسِيحِ ٱبْنِ الله.

جَاءَ في كِتَابِ النَّبِيِّ آشَعْيا: «هَا إِنِّي أُرْسِلُ مَلاكِي أَمَامَ وَجْهِكَ، وهوَ يُمَهِّدُ طَرِيقَكَ.

صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وَٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَوِيمَة».

تَمَّتْ هذِهِ النُّبُوءَةُ يَوْمَ جَاءَ يُوحَنَّا يُعمِّدُ في البَرِّيَّةِ ويَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الخَطَايَا.

وكَانَتْ كُلُّ بِلادِ اليَهُودِيَّة، وَجَمِيعُ سُكَّانِ أُورَشَليم، يَخْرُجُونَ إِلَيْه، وَيَعْتَمِدُونَ عَلَى يَدِهِ في نَهْرِ الأُرْدُنّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطايَاهُم.

وكانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ ثَوْبًا مِنْ وَبَرِ الجِمَال، وَيَشُدُّ وَسَطَهُ بِحِزَامٍ مِن جِلْد، ويَقْتَاتُ مِنَ الجَرَادِ وعَسَلِ البَرَارِي.

وكانَ يُنَادِي قَائِلاً: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَنْحَنِيَ لأَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ.

أَنَا عَمَّدْتُكُم بِٱلمَاء، أَمَّا هُوَ فَيُعَمِّدُكُم بِٱلرُّوحِ القُدُس».


 

«أعدّوا طريق الربّ»
ل
لقدّيس فرنسيس دي سال (1567 - 1622)، أسقف جنيف وملفان الكنيسة، عظة للأحد الرابع من زمن المجيء

 

بما أنّ مخلّصنا الإلهي قريب، ما الذي يجب عمله لكي نتهيّأ لمجيئه؟ علَّمَنا القدّيس يوحنّا المعمدان ذلك بقوله: توبوا، وأخفضوا جبال الكبرياء واردموا أودية الفتور والفزع، بما أنّ الخلاص قريب. هذه الأودية ليست سوى الخوف الذي يحملنا إلى اليأس، إن كان ذاك الخوف كبيرًا. إنّ رؤية الأخطاء الكبيرة المُرتكبة تحمل معها دهشةً وخوفًا يحبطان القلب. ها هي الأودية التي يجب ملؤها بالثقة وبالرجاء، من أجل مجيء ربّنا يسوع المسيح.

اخفضوا الجبال والتلال: ما هي هذه الجبال وهذه التلال سوى الاعتداد بالنفس، والكبرياء والزهو، ممّا يشكّل حائلاً كبيرًا دون مجيء ربّنا الذي اعتادَ على إذلال المتكبّرين وعلى الحطّ من زهوّهم؛ فهو يدخل إلى أعماق القلب، ليكتشف الكبرياء المتخفّي في داخله. مهِّدوا الطرقات، وقوّموا تلك المعوجّة، لتصبح متساوية. وكأنّه كان يقول: قوِّموا الكثير من النوايا المنحرفة، كي لا يبقى لنا إلاّ النوايا التي ترضي الله من خلال توبتنا، وهو الهدف الذي يجب أن نسعى إلى تحقيقه.

قوِّموا الطرقات، اجعلوا طباعكم متساوية من خلال إماتة أهوائكم، وميولكم وأحقادكم. كم هو مبتغىً هذا التساوي للروح وللطباع، وكم يجب أن نعمل بإخلاص لاكتسابه! فنحن متقلّبون وغير مستقرّين بشكل كبير. قد نجد أشخاصًا يتواصلون معنا بطريقة ممتعة وفرحة حين يكونون بمزاج جيّد؛ لكن عند تبدّل الظروف، نجدهم في مزاج حزين وقلق... أي باختصار، الطرقات المعوجّة والوعرة التي يجب تقويمها لمجيء ربّنا يسوع المسيح...

 
 
8    الأحد الأوّل بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح ليوحنّا المعمدان     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 34-29:1  
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 34-29:1
 

في الغَدِ (بعد شهادة المعمدان) رأَى يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرْفَعُ خَطِيئَةَ العَالَم.

هذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: يَأْتِي ورَائِي رَجُلٌ قَدْ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي.

وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لكِنِّي جِئْتُ أُعَمِّدُ بِٱلمَاء ِ لِكَي يَظْهَرَ هُوَ لإِسْرَائِيل».

وشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً كَحَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاء، ثُمَّ ٱسْتَقَرَّ عَلَيْه.

وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي أُعَمِّدُ بِٱلمَاءِ هُوَ قَالَ لي: مَنْ تَرَى الرُّوحَ يَنْزِلُ ويَسْتَقِرُّ عَلَيْه، هُوَ الَّذي يُعَمِّدُ بِٱلرُّوحِ القُدُس.

وأَنَا رَأَيْتُ وشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ٱبْنُ ٱلله».


 

«هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم»
القدّيسة تيريزيا - بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 - 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا،
عرس الحمل، 14/09/1940

 

في سِفر الرؤيا، يرى القدّيس يوحنّا "حَمَلاً قائِمًا كأَنَّه ذَبيح" (رؤ 5: 6)... وعلى ضفاف الأردن، قال القدّيس يوحنّا المعمدان عن الرّب يسوع: "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم" (يو 1: 29). كان يوحنّا الرسول قد فهم سابقًا هذه الكلمة، وفَهِمَ الآن هذه الصورة. ذاك الّذي كان يسير في الماضي على ضفاف الأردن والّذي أظهر له الآن ذاته "بِثَوب أبيض، وعَينين كلَهَبِ النَّار" وبسيف القاضي، هو "الأَوَّلُ والآخِر" (رؤ 1: 13-17)، قد أنجز في الحقيقة كلّ ما رسمته بالرموز شعائرُ العهد القديم.

في اليوم الأكثر قداسةً واحتفالاً، عندما كان رئيس الكهنة يدخل قُدسَ الأقداس، المكان المقدّس بشكل رهيب بسبب الحضور الإلهيّ، كان يأخذ معه مسبقًا تَيسَين: واحدًا ليُحَمِّلَه خطايا الشعب لكي يأخذها إلى الصحراء، والآخَر لِيَرُشَّ بِدمه الخيمة وتابوت العهد (راجع أح 16). كانت تلك ذبيحة الخطيئة المقدَّمة من أجل الشعب... ثمّ كان يُضَحّي بمُحرَقة من أجله ومن أجل الشعب كلّه، وكان يحرق كلّيًّا بقايا ضحيّة التكفير... كان يومُ المصالحة ذاك يومًا احتفاليًّا ومقدّسًا...

ولكن، ما الّذي يكون قد حقّق هذه المصالحة؟ ليس دم الحيوانات المذبوحة ولا عظيم الكهنة من سلالة هارون، كما قال القدّيس بولس في رسالته إلى العبرانيّين (راجع عب 8 و9). بل حقّقتها ذبيحةُ المصالحة الكبرى الّتي استُبِقَت في جميع الذبائح الّتي تنصّ عليها الشريعة، حقّقها رئيس الكهنة "على رُتبَةِ مَلْكيصادَق" (مز 110[109]: 4)... كان هو أيضًا حَمَل الفصح الحقيقيّ الّذي بسببه كان الملاك المُبيد يَعبُر عن بيوت العبرانيّين بينما كان يضرب المصريّين (راجع خر 12: 23). وكان الربّ نفسه قد ألمح بذلك لتلاميذه عندما أكل معهم حَمَل الفصح للمرّة الأخيرة، ثمّ أعطاهم ذاته غذاءً.

 
 
7    تذكار مديح يوحنّا المعمدان  (7 كانون الثاني)     -     إنجيل القدّيس لوقا 30-18:7    
مديح مار يوحنّا المعمدان - (7 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس لوقا 30-18:7
 

دَعَا يُوحَنَّا ٱثنَينِ مِنْ تَلامِيذِهِ،

وَأَرْسَلَهُما إِلى الرَّبِّ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ الآتِي، أَمْ نَنْتَظِرُ آخَر؟».

فَأَقْبَلَ الرَّجُلانِ إِلَيهِ وَقَالا: «يُوحَنَّا المَعْمَدانُ أَرْسَلَنا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي، أَمْ نَنْتَظِرُ آخَر؟».

في تِلْكَ السَّاعَة، شَفَى يَسُوعُ كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَعاهَاتٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَة، وَوَهَبَ البَصَرَ لِعُمْيانٍ كَثِيرِين.

ثُمَّ أَجابَ وقالَ لِلرَّجُلَين: «إِذْهَبَا وَأَخْبِرا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُما وَسَمِعْتُما: أَلعُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون،

وَطُوبَى لِمَنْ لا يَشُكُّ فِيَّ».

وٱنْصَرَفَ رَسولاَ يُوحَنَّا فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلجُمُوعِ في شَأْنِ يُوحَنَّا: «مَاذا خَرَجْتُم إِلَى البَرِّيَّةِ تَنْظُرُون؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُها الرِّيح؟

أَوْ مَاذا خَرَجْتُم تَرَون؟ أَرَجُلاً في ثِيَابٍ نَاعِمَة؟ هَا إِنَّ الَّذِينَ يَلْبَسُونَ المَلابِسَ الفَاخِرَة، وَيَعِيشُونَ في التَّرَف، هُمْ في قُصُورِ المُلُوك.

أَوْ مَاذا خَرَجْتُم تَرَون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقُولُ لَكُم: نَعَم! بَلْ أَكْثَرَ مِنْ نَبِيّ!

هذَا هُوَ الَّذي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا مُرسِلٌ مَلاكِي أَمَامَ وَجْهِكَ لِيُمَهِّدَ الطَّرِيقَ أَمَامَكَ.

أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ في مَوالِيدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ».

وَلَمَّا سَمِعَ الشَّعْبُ كُلُّهُ والعَشَّارُون، الَّذِينَ ٱعْتَمَدُوا بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا، إِعْتَرَفُوا بِبِرِّ ٱلله.

أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ وَعُلَمَاءُ التَّوْرَاة، الَّذِينَ لَمْ يَعْتَمِدُوا، فَرَفَضُوا مَشِيئَةَ ٱلله.


 

يوحنّا المعمدان شاهد للرّب يسوع المسيح من خلال حياته كلّها
كتاب القدّاس بحسب طقس الكنيسة اللاتينيّة الرومانيّة،
مقدّمة الصلاة الإفخارستيّة - ميلاد واستشهاد القدّيس يوحنّا المعمدان



إنّه لحقٌّ وعدلٌ، واجبٌ وخلاصيّ، أن نشكرك في كلّ زمان وفي كلّ مكان، أيّها الرّب الآب القدّوس، الإله القدير الأزلي، بالمسيح ربّنا. إنّنا نشيد بما أتيته من آيات بَيّنِات في القدّيس يوحنّا المعمدان، إذ اخترته وقدّسته ليعدّ الطريق للمسيح ربّنا، فكان أعظم مواليد النساء.

وقد ارتكض ابتهاجاً وهو في بطن أمّه، يوم دنت منها العذراء، وهي حاملة المخلّص، وعند مولده، حمل للجميع الفرح والسّرور. كان وحده بين جميع الأنبياء، الذي أشار إلى الرّب يسوع المسيح، حمل الله.

وهو يوحنَّا الذي عمّد في نهر الأردنّ مُبدِع العماد عينه، فتقدّست منذ ذلك الحين تلك المياه. ثمّ أدى للرّب يسوع المسيح أعظم شهادة عندما سفك دمه، ومات شهيدًا.

لذلك مع القوات السماويّة، نمجّدك على الأرض ونعبدك مرنمين: قدوس! قدوس! قدوس! ربّ الصباؤوت.

(المراجع الكتابيّة: مت 11: 11 + لو 1: 41 + لو 1: 14 + يو 1: 29)

 
 
6    عيد الدنح المجيد  (6 كانون الثاني)      -     إنجيل القدّيس لوقا 22-15:3    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 22-15:3
 

فيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح،

أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار.

في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ».

وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم.

لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها،

زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن.

ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء،

ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت».


 

«بِيَدهِ الـمِذْرى، يُنَقِّي بَيدَرَه»
ل
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ،
عظات عن إنجيل القدّيس لوقا

 

كان الرّب يسوع يعمّد "في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار". إن كنتَ قدّيسًا، ستُعمَّد في الرُّوحِ القُدُسِ؛ إن كنتَ خاطئًا، سيتمّ إنزالك في النار. سيتحوّل العماد نفسه إلى إدانة وإلى نار للخاطئين؛ لكنّ القدّيسين الذين يهتدون إلى الرّب يسوع المسيح بإيمان كامل، سينالون نعمة الرُّوح القدس والخلاص.

إذًا، ذاك الذي يتعمّد "في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار" سوف يأخذ " بِيَدهِ الـمِذْرى، يُنَقِّي بَيدَرَه، فيَجمَعُ القَمحَ في أَهرائِه وأَمَّا التِّبنُ فيُحرِقُه بِنارٍ لا تُطفأ". أريد أن أكتشف لأيّ هدف يأخذ الربّ بِيَدهِ الـمِذْرى، وأيّ نَفَس يجعل التّبن الخفيف يتطاير في كلّ مكان، بينما يتكدّس القمح الأثقل في مكان واحد؛ فإن لم تهبّ الريح، لا يمكن فصل القمح عن التّبن.

أعتقد أنّ الريح تمثّل التجارب التي تُظهِر أنّ البعض هم من التّبن والبعض الآخر من القمح وسط الجماعة المختلطة من المؤمنين. فحين تسيطر التجربة على النفْس، لا تحوّلها إلى تبن؛ لكن كونكم من تبن، أيّ رجال ضعفاء وبدون إيمان، فإنّ التجربة قد كشفَتْ طبيعتكم السريّة. في المقابل، حين تواجهون التجارب بكلّ شجاعة، لا تجعلكم التجربة أوفياء وثابتين؛ بل تظهر فضيلة الثبات وفضيلة الشجاعة اللتين كانتا مخفيّتين فيكم... "فذلَّلَكَ وأجاعَكَ وأطعَمَكَ المَنَّ لِكَي يُعلِمَكَ أنّه لا بالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإنسان، بل بِكُلِّ ما يَخرُجُ مِن فَمِ الربِّ يَحْيا الإنسان" (تث 8: 3)

 
 
5    بيرمون عيد الدنح     -     إنجيل القدّيس لوقا 6-1:3    
مار بولا أوّل النسّاك المعترف - (5 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس لوقا 6-1:3
 

في السَّنَةِ الخَامِسَةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكْمِ طِيبَاريُوسَ قَيْصَر، يَوْمَ كانَ بُنْطُسُ بِيلاطُسُ والِيًا على اليَهُودِيَّة، وهِيرُودُسُ رَئِيسَ رُبْعٍ على الجَلِيل، وفِيلِبُّسُ أَخُوهُ رَئيسَ رُبْعٍ على بِلادِ إِيطُورِيَّةَ وتَراخُونِيتِس، ولِيسَانِيوسُ رَئِيسَ رُبْعٍ على أَبِيلِينَة،

في أَيَّامِ حَنَّانَ وقَيَافَا عَظِيمَي الأَحْبَار، كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ إِلى يُوحَنَّا بنِ زَكَرِيَّا في البَرِّيَّة.

فأَتَى إِلى كُلِّ جِوَارِ الأُرْدُنِّ يُنَادِي بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَة، لِمَغْفِرَةِ الخَطايَا،

كمَا هُوَ مَكْتُوبٌ في كِتَابِ أَقْوَالِ آشَعْيَا النَّبِيّ : «صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبّ، وٱجْعَلُوا سُبُلَهُ قَويمَة.

كُلُّ وادٍ يُرْدَم، وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يُخْفَض، وتَصِيرُ السُّبُلُ المُلْتَوِيةُ مُسْتَقِيمَة، والأَمَاكِنُ الوَعِرَةُ طُرُقًا سَهْلَة،

ويَرَى كُلُّ بَشَرٍ خَلاصَ الله».

 
 
4    اليوم الحادي عشر للميلاد     -     إنجيل القدّيس لوقا 40-36:2   
 
    إنجيل القدّيس لوقا 40-36:2
 

كَانَتْ هُنَاكَ (في أُرشليم) نَبِيَّةٌ طَاعِنَةٌ جِدًّا في أَيَّامِهَا، هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل، مِنْ سِبْطِ أَشِير، عَاشَتْ مَعَ زَوْجِهَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ مُنْذُ بَكَارَتِهَا،

ثُمَّ بَقِيَتْ أَرْمَلةً حتَّى الرَّابِعَةِ والثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا، لا تُفَارِقُ الهَيْكَلَ مُتَعَبِّدَةً بِالصَّوْمِ والصَّلاةِ لَيْلَ نَهَار.

فَحَضَرَتْ في تِلْكَ السَّاعَة، وأَخَذَتْ تُسَبِّحُ الرَّبّ، وتُحَدِّثُ عنِ الطِّفْلِ جَمِيعَ المُنْتَظِرينَ فِدَاءَ أُورَشَلِيم.

ولَمَّا أَتَمَّ يُوسُفُ ومَريَمُ كُلَّ ما تَقتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبّ، عَادَا بِيَسُوعَ إِلى الجَلِيل، إِلى النَّاصِرَةِ مَدِينَتِهِم.

وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه.


 

«كانَتْ... مُتَعَبِّدَةً بِالصَّومِ والصَّلاةِ لَيلَ نَهار»
للقدّيس قِبريانُس (نحو 200 - 258)، أسقف قرطاجة وشهيد،
عظة عن الأبانا

 

إنّ الشمس الحقيقيّة والنهار الحقيقي يرمزان في الكتب المقدّسة إلى الرّب يسوع المسيح؛ لذا، فعلى الإنسان المسيحيّ ألاّ يستثني أيّ وقت، وعليه دائمًا أن يتعبّد لله. وبما أنّنا في المسيح، أي في النور الحقيقيّ طوال اليوم، فلنكن إذًا دائمي الابتهال والصلاة. وعندما تتوالى الأيّام ويأتي الليل بعد النهار، يجب ألاّ تمنعنا ظلمة الليل من الصلاة: "فلأَنَّكم جَميعًا أَبناءُ النُّورِ وأَبناءُ النَّهار"(1تس 5: 5)، فأنتم دائمًا في النهار حتى أثناء الليل. إذًا، متى يكون في ظلمةٍ مَن كان النور في قلبه؟ ومتى تغيب الشمس ويأتي الليل بالنسبة لمَن كان الرّب يسوع المسيح له شمسًا ونهارًا؟

فلا نتركَنّ الصلاة أثناء الليل. هكذا كانت الأرملة حنّة تنال حظوة عند الله، من خلال المواظبة على الصلاة والسهر كما هو مكتوب في الإنجيل: "لا تُفارِقُ الـهَيكَل، مُتَعَبِّدَةً بِالصَّومِ والصَّلاةِ لَيلَ نَهار". ويجب ألاّ يمنعنا الكسل والإهمال من الصوم والصلاة. بفضل رحمة الله، خُلِقنا من جديد في الروح، وولدنا ولادة جديدة. فَلنتَشَبّه إذًا بما سوف نكون عليه. سوف نسكن في مملكة لا يُخيِّم عليها الظلام على الإطلاق، بل يُضيئها نهارٌ لا غروب فيه. فَلنبقَ ساهرين أثناء الليل كما لو كنّا في النهار. وبما أنّنا مدعوّون في السماء إلى تقديم الصلاة والشكر لله بدون توقّف، فلنبدأ منذ الآن بتقديم الصلاة والشكر لله بدون توقّف.

 
 
3    اليوم العاشر للميلاد     -     إنجيل القدّيس لوقا 35-25:2    
تقدمة يسوع في الهيكل وسمعان الشيخ - (3 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس لوقا 35-25:2
 

كانَ في أُورَشَلِيمَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ سِمْعَان. وكانَ هذَا الرَّجُلُ بَارًّا تَقِيًّا، يَنْتَظِرُ عَزَاءَ إِسْرَائِيل، والرُّوحُ القُدُسُ كانَ عَلَيْه.

وكانَ الرُّوحُ القُدُسُ قَدْ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَنْ يَرَى المَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبّ.

فجَاءَ بِدَافِعٍ مِنَ الرُّوحِ إِلى الهَيْكَل. وعِنْدَما دَخَلَ بِٱلصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاه، لِيَقُومَا بِمَا تَفْرِضُهُ التَّورَاةُ في شَأْنِهِ،

حَمَلَهُ سِمْعَانُ على ذِرَاعَيْه، وبَارَكَ اللهَ وقَال:

«أَلآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أَيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ،

لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ،

أَلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا،

نُوْرًا يَنْجَلي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل!.»

وكانَ أَبُوهُ وأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا يُقَالُ فِيه.

وبَارَكَهُمَا سِمْعَان، وقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إنَّ هذَا الطِّفْلَ قَدْ جُعِلَ لِسُقُوطِ ونُهُوضِ كَثِيرينَ في إِسْرَائِيل، وآيَةً لِلخِصَام.

وأَنْتِ أَيْضًا، سَيَجُوزُ في نَفْسِكِ سَيْف، فتَنْجَلي خَفَايَا قُلُوبٍ كَثيرَة».


 

«نُورًا يَتَجَلَّى لِلوَثَنِيِّين ومَجدًا لِشَعْبِكَ»
ل
لطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسياني،
العظة الأولى حول التطهير، 2 - 3

 

مَن لا يتذكّر على الفور، وهو اليوم يحمل شمعةً مضاءة في يده، ذاك الرجل الشيخ الذي استقبل الرّب يسوع بين ذراعيه ذلك اليوم، الكلمة في الجسد، النور في الشمع، وشهد بأنّه النور الّذي ينير جميع الشعوب؟ والرجل الشيخ كان هو نفسه شعلة متَّقدة تنير، شاهدًا للنور، هو الذي، بالرُّوح القدس الذي كان مملوءًا به، جاء ليستقبل حبّك يا الله في وسط هيكلك (راجع مز 48[47]: 10) ويشهد أنّه الحبّ والنور لشعبك ...

اِفرَحْ، أيّها الشيخ البارّ؛ أُنظر اليوم ما كنت قد أبصرته مسبقًا: ظلمات العالم بُدِّدَت، الأمم تسير إلى نوره (راجع إش 60: 3). الأرض كلّها مليئة بالمجد (راجع إش 6: 3) من هذا النور الذي كنت تخفيه في قلبك من قبل والذي ينير عينيك الآن... قبِّل حكمة الله، أيّها الشيخ القدّيس، وليتجدّد شبابك (راجع مز 103[102]: 5). تلَقَّ على قلبك رحمة الله، وسوف تعرف شيخوختك حلاوة الرحمة. "سوف يستريح في حضني" يقول الكتاب المقدَّس (راجع نش 1: 12). حتّى عندما أُعيده إلى أمّه، سيبقى معي؛ سوف يكون قلبي سكرانًا من رحمته، وأكثر من ذلك قلب أمّه... أرفع الشكر وأفرح من أجلكِ، يا ممتلئةً نعمة، لقد وضعتِ في العالم الرحمة التي تلقّيتُها؛ الشمعة التي أعددتِها، أُمسكها بيديَّ...

وأنتم أيّها الإخوة، أُنظروا الشمعة التي تشتعل بين يدَي سمعان، أضيئوا شموعكم بالاستعارة من نورها... عندها، لن تحملوا فقط النور بين أيديكم، بل تصبحون أنتم أنفسكم نورًا. النور في قلوبكم، النور في حياتكم، النور لكم، النور لإخوتكم.

 
 
2    اليوم التاسع للميلاد    -     إنجيل القدّيس لوقا 24-22:2    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 24-22:2
 

ولَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِير يُوسُفَ ومَريَمَ بِحَسَبِ تَورَاةِ مُوسَى، صَعِدَا بِهِ إِلى أُورَشَلِيمَ لِيُقَدِّماهُ للرَّبّ،

كمَا هُوَ مَكْتُوبٌ في شَرِيعَةِ الرَّبّ: «كُلُّ ذَكَرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ يُدْعَى مُقَدَّسًا لِلرَّبّ»،

ولِكَي يُقدِّمَا ذَبِيحَة، كَمَا وَرَدَ في شَرِيعَةِ الرَّبّ: «زَوجَيْ يَمَام، أَو فَرْخَيْ حَمَام».


 

«صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ»
ل
آدم دو بيرسين (؟ - 1221)، راهب سِستِرسيانيّ،
العظة الرّابعة عن التطهير

 

فليقترب كلّ ذي جسد، اليوم، من كلمة الله المتجسّد لنلقي عنده كل ما هو من الجسد ونتعلّم منه رويداً رويداً العبور من الجسد إلى الرّوح. فلنقترب إذاً اليوم، لأن شمساً جديدة سطعت أكثر ممّا هو معتاد. لأن الرّب يسوع قد أتى اليوم إلى هيكل الرّب في أورشليم ليُقدّم للرّب أمام كثير من النّاس بعد أن كان -حتّى تلك السّاعة- موجوداً في مغارة بيت لحم ومعروفٌ من عدد قليل من النّاس فقط.

حتّى تلك السّاعة كنتِ يا بيت لحم تفرحين بمفردكِ بالنّور الّذي أعطي للجميع؛ وكنت فخورة بتلك الميزة الفريدة وقد كنت تستطيعين منافسة الشّرق بنورك الّذي كان أقوى من نور شروق الشمس. لا بل أكثر من ذلك بالإمكان القول إن كمّية النّور الّتي كانت لديك في المغارة أكثر بكثير مما تستطيع شمس العالم من أن تعطيه حين تشرق. لماذا كنت تُخبّئين بأنانيّة تلك الأشعّة التي أرادها الرّب للعالم أجمع. فقد أظهرتِها لبعض الرّعاة فقط؛ وبالكاد استقبلت رجالاً ثلاثة أتوا من المشرق إلى مغارة النّور الجديد. أمّا اليوم، فقد انطلقت الشّمس الحقيقية لتنير ظلمات هذا العالم... اليوم يُقدّم في هيكل أورشليم ربّ الهيكل.

ما أكثرهم فرحاً من يُقدَّمون إلى الله مثل الرّب يسوع المسيح، في نقاوة القلب! هؤلاء أصبحوا مستعدّين ليحتفلوا مع مريم بسرّ التّطهير... لم تكن أم الله من تطهّرت في ذلك اليوم، لأنّها لم تعرف الخطيئة قط إنّما الإنسان الخاطئ هو من يتطهّر بولادته الجديدة وتقدمة ذاته طوعيّاً لله... إنّ التّطهير الّذي حصل في ذلك اليوم هو تطهيرنا نحن بواسطة مريم... فإذا احتضنّا بإيمانٍ ثمرة أحشائها وإذا قدّمنا ذاتنا معه إلى الله في الهيكل فإن السّرّ الّذي نحتفل به سوف يطهّرنا.

 
 
1    أحد وجود الربّ يسوع في الهيكل  (1 كانون الثاني)     -     إنجيل القدّيس لوقا 52-41:2    
يوم السلام العالميّ , القدّيسان باسيليوس وغريغوريوس المعترفان - (1 كانون الثاني)
    إنجيل القدّيس لوقا 52-41:2
 

كانَ أَبَوَا يَسُوعَ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ في عِيدِ الفِصْحِ إِلى أُورَشَليم.

ولَمَّا بَلَغَ يَسُوعُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدُوا مَعًا كَمَا هِيَ العَادَةُ في العِيد.

وبَعدَ ٱنْقِضَاءِ أَيَّامِ العِيد، عَادَ الأَبَوَان، وبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، وهُمَا لا يَدْرِيَان.

وإذْ كَانَا يَظُنَّانِ أَنَّهُ في القَافِلَة، سَارَا مَسِيرَةَ يَوْم، ثُمَّ أَخَذَا يَطْلُبانِهِ بَيْنَ الأَقارِبِ والمَعَارِف.

ولَمْ يَجِدَاه، فَعَادَا إِلى أُورَشَليمَ يَبْحَثَانِ عَنْهُ.

وَبعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّام، وَجَدَاهُ في الهَيكَلِ جَالِسًا بَيْنَ العُلَمَاء، يَسْمَعُهُم ويَسْأَلُهُم.

وكَانَ جَمِيعُ الَّذينَ يَسْمَعُونَهُ مُنْذَهِلينَ بِذَكَائِهِ وأَجْوِبَتِهِ.

ولَمَّا رَآهُ أَبَوَاهُ بُهِتَا، وقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يا ٱبْنِي، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذا؟ فهَا أَنَا وأَبُوكَ كُنَّا نَبْحَثُ عَنْكَ مُتَوَجِّعَين!».

فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي؟».

أَمَّا هُمَا فَلَمْ يَفْهَمَا الكَلامَ الَّذي كَلَّمَهُمَا بِهِ.

ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا، وعَادَ إِلى النَّاصِرَة، وكانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وكَانَتْ أُمُّه تَحْفَظُ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ في قَلْبِهَا.

وكَانَ يَسُوعُ يَنْمُو في الحِكْمَةِ والقَامَةِ والنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ والنَّاس.

 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003