الإنجيل اليوميّ   -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
  الرئيسية  

1 الى 15، من شهر ك 1 2022
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

1- الخميس من أسبوع زيارة العذراء
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 42-39:4
   
2- يوم الجمعة من أسبوع زيارة العذراء
                                          إنجيل القدّيس مرقس 30-24:7
  «دَعي ٱلبَنينَ أَوَّلًا يَشبَعوا. فَلا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنين، فيُلقى إِلى صِغارِ ٱلكِلاب».
      
إسحَق النجمة (؟ - نحو 1171)، راهب سِستِرسيانيّ
3- السبت من أسبوع زيارة العذراء
                                          إنجيل القدّيس لوقا 32-27:5
  «فتَركَ كُلَّ شيءٍ وقامَ فتَبِعَه»
    
للقدّيس رافاييل أرناييز بارون (1911 – 1938)، راهب ترابيست إسباني
4- أحد مولد يوحنّا     (4 كانون الاول)   
                                          إنجيل القدّيس لوقا 66-57:1
  «فَانفَتَحَ فَمُه لِوَقتِه وَانطَلَقَ لِسانُه فتَكَلَّمَ وبارَكَ الله»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
5- الاثنين من أسبوع مولد يوحنّا    
                                          إنجيل القدّيس لوقا 80-67:1
  «لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر» (يو 3: 30)
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
6- الثلاثاء من أسبوع مولد يوحنّا      
                                          إنجيل القدّيس متّى 15-11:11
   
7- الأربعاء من أسبوع مولد يوحنّا    
                                          إنجيل القدّيس متّى 13-9:17
  إيليّا على جبل حوريب
      
للقدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة
8- عيد حبل القدّيسة حنّة الطاهر بالعذراء مريم    (8 كانون الاول)
                                          إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11
  «فَطوبى لِمَن آمَنَت» (لو 1: 45)
      
البابا فرنسيس
9- يوم الجمعة من أسبوع مولد يوحنّا
                                          إنجيل القدّيس متّى 19-16:11
   
10- السبت من أسبوع مولد يوحنّا    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:5
  «كَانَ يُوحَنَّا السِّراجَ المُوقَدَ المُنير»
      
جان سكوت إيريجين (؟ - نحو 870)، راهب بِندِكتيّ إيرلنديّ
11- أحد البيان ليوسف    
                                          إنجيل القدّيس متّى 25-18:1
  «فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ»
      
للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما
12- الاثنين من أسبوع البيان ليوسف
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 10-1:7
  «ولَمَّا صَعِدَ إِخوَتُه إِلى العيد، صَعِدَ هو أَيضًا خُفيَةً لا عَلانِيَةً»
      
للقدّيس يوحنّا الصليب (1542 - 1591)، راهب كرمليّ وملفان الكنيسة
13- الثلاثاء من أسبوع البيان ليوسف
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 18-11:7
   
14- القديس نعمة الله كسّاب الحرديني المعترف     (14 كانون الاول)   
                                          إنجيل القدّيس متّى 25-18:4
  «حانَ ٱلوَقتُ وَٱقتَرَبَ مَلَكوتُ ٱلله... فَدَعاهُما لِوَقتِهِ، فَتَركا أَباهُما زَبَدى في ٱلسَّفينَةِ مَعَ ٱلأُجَراءِ وَتَبِعاه»
      
للقدّيسة تيريزيا - بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 - 1942)، راهبة كرمليّة
15- الخميس من أسبوع البيان ليوسف    
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:7
  «أَنا باقٍ مَعَكم وَقْتاً قليلاً ثُمَّ أَذهَبُ... أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار»
      
للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما
 
 
15   الخميس من أسبوع البيان ليوسف    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:7   
اليوم الأوّل من تساعيّة الميلاد - (15 كانون الاول)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:7
 
آمَنَ بِيَسُوعَ مِنَ الجَمْعِ كَثِيرُون، وكَانُوا يَقُولُون: «عِنْدَمَا يَأْتِي المَسِيح، أَتُرَاهُ يَصْنَعُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنَ الَّتِي صَنَعَهَا هذَا؟».
وَسَمِعَ الفَرِّيسَيُّونَ مَا كَانَ يَتَهَامَسُ بِهِ الجَمْعُ في شَأْنِ يَسُوع، فَأَرْسَلُوا هُمْ والأَحْبَارُ حَرَسًا لِيَقْبِضُوا عَلَيْه.
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي.
سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا».
فَقَالَ اليَهُودُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «إِلى أَيْنَ يَنْوِي هذَا أَنْ يَذْهَب، فلا نَجِدَهُ نَحْنُ؟ هَلْ يَنْوِي الذَّهَابَ إِلى اليَهُودِ المُشَتَّتِينَ بِيْنَ اليُونَانيِّينَ، ويُعَلِّمُ اليُونَانيِّين؟
مَا هذِهِ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا: سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا؟».

 

«أَنا باقٍ مَعَكم وَقْتاً قليلاً ثُمَّ أَذهَبُ... أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار»
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما،
الرسالة العامّة "أُمكُثْ مَعَنا يا ربّ" (Mane nobiscum Domine)، الأعداد 1 + 2

 

"أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار"(لو 24: 29). هذه هي الدعوة التي وجّهها تلميذا عِمّاوس للربّ يسوع المسيح مساء يوم القيامة. فقد كان الحزن يعصر قلبيهما، ولم يفهما أنّ المسافر الغريب هو الربّ يسوع المسيح القائم من الموت. ومع ذلك، فقد كان قلبهما "متّقدًا في داخلهما" حينما كان يفسّر لهما الكتب (لو 24: 32). واستطاع نورُ الكلمة أن يليّن قساوة القلب، فانفتح قلبهما وانفتحت "أعينهما" (لو 24: 31). ففي ظلام المساء وظلمة قلبهما، كان المسافر بمثابة قبس نور أحيا فيهما الرجاء والرغبة في النور الكامل. "فألَحَّا علَيه قالا: أُمكُثْ مَعَنا". فقَبِلَ. بعد قليل سيختفي وجه الربّ يسوع، لكنّه سيبقى تحت شكل الخبز المكسور الذي انفتحت أعينهما أمامه.

صورة تلميذيّ عماوس تساعدنا في هذا المسار الّذي تركّز فيه الكنيسة على سرّ الإفخارستيا. فالمسافر الإلهي يرافقنا في طرق حياتنا المليئة بالأحزان والقلق وجميع أنواع الإحباطات، ويفسّر لنا الكتب في ضوء سرّ الله. وعندما يكتمل اللقاء، يتبع نورَ الكلمة النورُ المنبثق من "خبز الحياة"، الذي يحقّق الربّ يسوع المسيح من خلاله وعدَه بأن يبقى معنا "طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم" (مت 28: 20).

 
 
14   القديس نعمة الله كسّاب الحرديني المعترف    -     إنجيل القدّيس متّى 25-18:4   
القديس نعمة الله كسّاب الحرديني المعترف - (14 كانون الاول)
    إنجيل القدّيس متّى 25-18:4
 
فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن.
فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس».
فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه.
ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا.
فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه.
وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
وذَاعَ صِيتُهُ في سُورِيَّا كُلِّها، فَحَمَلُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ مَنْ كَانَ بِهِم سُوء، مُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَة، ومَمْسُوسِينَ ومَصْرُوعِينَ ومَفْلُوجِين، فَشَفَاهُم.
وتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَةٌ مِنَ الجَلِيل، والمُدُنِ العَشْر، وأُورَشَليم، واليَهُودِيَّة، وعِبْرِ الأُرْدُنّ.

 

«حانَ ٱلوَقتُ وَٱقتَرَبَ مَلَكوتُ ٱلله... فَدَعاهُما لِوَقتِهِ، فَتَركا أَباهُما زَبَدى في ٱلسَّفينَةِ مَعَ ٱلأُجَراءِ وَتَبِعاه»
القدّيسة تيريزيا - بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 - 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا،
المغارة والصليب

 

إنّ طفلَ المغارة هو مَلِكُ الملوك الذي يملكُ على الحياة والموت. قال: "اتبعني"، ومن ليسَ معه فهو عليه (راجع لو 11: 23). لقد وجّه هذا الكلامَ إلينا أيضًا ووضعنا أمامَ خيار النور أو الظلمة. إنّنا نجهلُ إلى أين يريد أن يقودنا هذا الطفلُ الإلهيّ على هذه الأرض، وليس علينا أن نسأله قبلَ الأوان. يكفينا أن نعلمَ بأنّ جميعَ الأشياء تعملُ لخير الّذين يحبّون الله (راجع رو 8: 28)، وبأنّ الدروبَ التي يخطّها الربّ تسيرُ بنا إلى الحياة الأبديّة.

بتجسّدِه، وهبَنا خالقُ الجنس البشريّ ألوهيّتَه. صار الله إنسانًا لكي يصبحَ البشرُ أبناءَ الله. "ما أروع هذا التبادل!" فقد جاءَ المخلّصُ إلى العالم من أجل هذا العمل. إنّ واحدًا منّا كان قد قطعَ رباطَ بنوّتنا مع الله، فكان على واحدٍ منّا إعادةُ هذا الرباط ومحو هذه الخطيئة. وكانَ ليصعبَ على أيّ فرع من هذه السلالة القديمة والسقيمة والتي لا قيمة لها أن يُحقّق هذه المهمّة. لذا، كان من الضروري أن يُطَعَّم هذا الجذع بغرسة جديدة، وسليمة ونبيلة. فأصبح بالتالي واحدًا منّا، لا بل أصبح واحدًا معنا في الوقت عينه. هذا ما يُثير الإعجاب بالجنس البشري: أن نكون كلّنا واحدًا... لقد أتى ليُشكِّل معنا جسدًا سرّيًا: الرّب يسوع المسيح رأس الكنيسة التي هي جسده ونحن أعضاؤه (راجع أف 5: 23-30).

فإذا قَبِلنا أن نضعَ أيدينا بيدَيّ الطفل الإلهيّ، وإذا أجبنا بكلمة "نعم" على طلبه "اتبعني"، أصبحنا مُلكًا له وباتَ الدربُ معبّدًا لتمرّ فينا حياته الإلهيّة. وهذه هي بداية الحياة الأبديّة فينا. ليست هذه هي رؤية الابتهاج في نور المجد بَعد، فهي لا تزال ظلمة الإيمان؛ ولكنّها ليست ظلمة هذا العالم -- هي أن نكون بالفعل في ملكوت الله.

 
 
13   الثلاثاء من أسبوع البيان ليوسف    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 18-11:7   
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 18-11:7
 
كَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَ يَسُوعَ في العِيد، ويَقُولُون: «أَيْنَ هُوَ ذَاك؟».
وكَانَ في الجَمْعِ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ في شَأْنِهِ. كَانَ بَعْضُهُم يَقُول: «إِنَّهُ صَالِح»، وآخَرُونَ يَقُولُون: «لا، بَلْ هُوَ يُضَلِّلُ الجَمْع».
ومَا كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ عَلَنًا، خَوْفًا مِنَ اليَهُود.
وفي مُنْتَصَفِ أيَّامِ العِيد، صَعِدَ يَسُوعُ إِلى الهَيْكَل، وأَخَذَ يُعَلِّم.
وكَانَ اليَهُودُ يَتَعَجَّبُونَ قَائِلين: «كَيْفَ يَعْرِفُ الكُتُب، وهُوَ مَا تَعَلَّم؟».
فَأَجَابَهُم يَسُوعُ وقَال: «لَيْسَ التَّعْلِيمُ تَعْلِيمي، بَلْ تَعْلِيمُ مَنْ أَرْسَلَنِي.
مَنْ يَشَاءُ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي يَعْرِفُ هَلْ هذَا التَّعْلِيمُ هُوَ مِنْ عِنْدِ الله، أَمْ أَنِّي مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي أَتَكَلَّم.
مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ. ومَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ مَنْ أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ لا ظُلْمَ فِيه.
 
 
12   الاثنين من أسبوع البيان ليوسف    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 10-1:7   
مار إسبيريدون العجائبيّ المعترف (348) - (5 كانون الاول)
    إنجيل القدّيس يوحنّا 10-1:7
 
بَعْدَ ذلِك، كَانَ يَسُوعُ يَتَجَوَّلُ في الجَلِيل، ولا يَشَاءُ التَّجَوُّلَ في اليَهُودِيَّة، لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ قَتْلَهُ.
وكَانَ عِيدُ اليَهُود، عِيدُ المَظَالِّ، قَريبًا.
فقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «إِنتَقِلْ مِنْ هُنَا، وَٱذْهَبْ إِلى اليَهُودِيَّة، لِكَي يُشَاهِدَ تَلامِيذُكَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي تَصْنَعُهَا.
فَلا أَحَدَ يَعْمَلُ شَيْئًا في الخَفَاء، وهُوَ يَبْتَغِي الظُّهُور. إِنْ كُنْتَ تَصْنَعُ هذِهِ الأَعْمَال، فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَم»،
لأَنَّ إِخْوتَهُ أَنْفُسَهُم مَا كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا حَانَ وَقْتِي بَعْد، أَمَّا وَقْتُكُم فَهُوَ حَاضِرٌ فِي كُلِّ حِين.
لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُم، لكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَة.
إِصْعَدُوا أَنْتُم إِلى العِيد، وأَنَا لا أَصْعَدُ إِلى هذَا العِيد، لأَنَّ وَقتِي مَا تَمَّ بَعْد».
قَالَ لَهُم هذَا، وبَقِيَ في الجَلِيل.
وبَعْدَمَا صَعِدَ إِخْوَتُهُ إِلى العِيد، صَعِدَ هُوَ أَيْضًا، لا ظَاهِرًا بَلْ في الخَفَاء.

 

«ولَمَّا صَعِدَ إِخوَتُه إِلى العيد، صَعِدَ هو أَيضًا خُفيَةً لا عَلانِيَةً»
القدّيس يوحنّا الصليب (1542 - 1591)، راهب كرمليّ وملفان الكنيسة،
النشيد الروحيّ، المقطع الأول

 

أين تختبئ، يا خليلي، تاركًا إيّاي منتحبة؟

كما الأيلِّ هَرَبتَ، بعد أن جرحتَني؛

لكنّني خرجتُ لأقتفي أثرك وأنا أصرخ.

عبثًا حاولت اللحاق بك!

"أين تختبئ؟" كما لو أنّ النفس كانت تقول: "أيّها الكلمة، يا عريسي، أرِني المكان الذي ترتاح فيه". هذا يعني الطلب منه إظهار جوهره الإلهيّ، لأنّ "المكان الذي يرتاح فيه ابن الله" كما قال لنا القدّيس يوحنا هو "حضن الآب" (راجع يو 1: 18)، أو بتعبير آخر، إنّه الجوهر الإلهيّ الذي لا تراه العين البشريّة، والذي يعجز العقل البشري على سبر أغواره. قال إشعيا متوجّهًا إلى الله: "إِنَّكَ لَإِلهٌ مُحتَجب يا إِلهَ إِسرائيلَ الَمُخَلِّص" (إش 45: 15).

لهذا السبب، ولنلاحظ جيّدًا، مهما كان التواصل حميمًا، ومهما كانت المعرفة التي تنالها النفس من الله في هذه الحياة سامية، فإنّ ما تراه هذه النفس ليس جوهر الله ولا شيء مشترك معه. في الواقع، يبقى الله محتجبًا دائمًا عن نفسنا. مهما كانت الروائع التي تُكشف لها، يجب أن تنظر النفس إليه دائمًا على أنّه محتجب وأن تبحث عنه في عزلته قائلة: "أين تختبئ؟" في الواقع، لا التواصل السامي ولا الحضور الحسيّ هما علامة أكيدة على حضور الله المفيد في النفس، كما أنّ الجفاف والحرمان من كلّ هبة من هذا النوع ليسا دليلاً على غيابه. هذا ما قاله لنا النبي أيّوب: "يَمُرُّ بي فلا أُبصِرُه ويَجْتاز فلا أَشعُرُ بِه" (أي 9: 11).

يمكننا أن نتعلّم التالي ممّا سبق: إن كانت النفس تنعم بتواصل كبير وبمعرفة وبمشاعر روحيّة، يجب ألا تظنّ أنّها تملك الله أو أنّها تملك رؤية واضحة وجوهريّة عنه، أو أنّها بفضل هذه المواهب تملك الله أكثر أو تعمّقت أكثر فيه. كذلك، إن غاب عنها كلّ هذا التواصل الحسّي والروحيّ وتُركت في أرض قاحلة وسط الظلام والتخلي، يجب ألاّ تظنّ أبدًا أنّ الله غائب عنها في هذه الحالة... إنّ الهدف الأساسي للنفس في هذا البيت من الشعر ليس إذًا طلب التفاني العاطفي والحسّي، الذي لا يعطي يقينًا ولا دليلاً على امتلاك العريس في هذه الحياة: هذه النفس تطلب حضور جوهره ورؤيته بشكل واضح وتريد أن تتمتّع به بشكل أكيد في الحياة الأخرى.

 
 
11   أحد البيان ليوسف    -     إنجيل القدّيس متّى 25-18:1   
 
    إنجيل القدّيس متّى 25-18:1
 
أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا.
ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم».
وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ:
هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا.
ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ.
ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.

 

«فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ»
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما،
الرّسالة الرّسوليّة: حارس الفادي(Redemptoris Custos)، الأعداد 25-27

 

إنّ جوّ الصّمت الذي يرافق كل ما يتعلق بصورة يوسف يطال أيضًا عمله كنجّار في بيت النّاصرة. غير أنّه صمت يكشف بطريقة خاصة البعد الباطنيّ لهذه الشخصيّة. تتكلّم الأناجيل حصريًا عما "فعله" يوسف؛ غير أنّها تمكّننا من اكتشاف جوٍّ من التأمّل العميق في أفعاله المغلّفة بالصّمت. إذ كان يوسف في اتّصال يومّي بالسرّ الَّذي "ظَلَّ مًكْتومًا طَوالَ الدُّهَورِ والأَجيال" و"جعل مسكنَه" تحت سقفه (راجع كول 1: 26؛ يو 1: 14)...

بما أنّ محبةّ يوسف الأبويةّ لم يكن باستطاعتها عدم التّأثير على محبّة الرّب يسوع البنويةّ وبما أنّ محبّة يسوع البنويّة في المقابل، لم يكن باستطاعتها أَلاّ تؤثّر على محبّة يوسف الأبويّة، فكيف التوصّل إلى إدراك ماهيّة هذه العلاقة الفريدة تمامًا في نوعها إدراكًا عميقًا؟ إنّ النّفوس الأكثر إحساسا بالحبّ الإلهي ترى بحقّ في يوسف مثالًا مشرقًا عن الحياة الباطنيّة. وعلاوةً على ذلك، فإنّ التّجاذب الظّاهر ما بين الحياة العمليّة والحياة التأمليّة قد تم تخطّيه في يوسف بطريقة مثاليّة، كما يمكن أن يحدث ذلك في مَن يملك كمال المحبّة. وبموجب الفارق المعلوم جيّدا ما بين حبّ الحقيقة ومقتضى الحبّ، يمكننا القول إنّ يوسف قد اختبر على حد سواه حبّ الحقيقة، أيّ الحب الطّاهر لتأمّل الحقيقة الإلهيّة التي كانت تشعّ من إنسانيّة الرّب يسوع المسيح، ومقتضى الحب، أيّ الحبّ، الطّاهر هو أيضًا، للخدمة، المُستلزم من قبل حماية ونمو هذه الإنسانيّة بالذّات.

 
 
10   السبت من أسبوع مولد يوحنّا    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:5   
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:5
 
قالَ الربُّ يَسوعُ (لليهود): «لَوْ كُنْتُ أَنَا أَشْهَدُ لِنَفْسِي لَمَا كَانَتْ شَهَادَتِي مَقْبُولَة.
ولكِنَّ آخَرَ يَشْهَدُ لِي، وأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ الشَّهَادَةَ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي صَادِقَة.
أَنْتُم أَرْسَلْتُم إِلى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلحَقّ.
وأَنَا لا أَسْتَمِدُّ الشَّهَادَةَ مِنْ إِنْسَان، ولكِنْ مِنْ أَجْلِ خَلاصِكُم أَقُولُ هذَا:
كَانَ يُوحَنَّا السِّرَاجَ المُوقَدَ السَّاطِع، وأَنْتُم شِئْتُم أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَة.
أَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ شَهَادَةِ يُوحَنَّا: أَلأَعْمَالُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَنْ أُتَمِّمَهَا، تِلْكَ الأَعْمَالُ نَفْسُهَا الَّتِي أَعْمَلُهَا، تَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَنِي.

 

«كَانَ يُوحَنَّا السِّراجَ المُوقَدَ المُنير»
جان سكوت إيريجين (؟ - نحو 870)، راهب بِندِكتيّ إيرلنديّ،
عظة حول مقدّمة إنجيل القدّيس يوحنّا، الفصل 15

 

وفقًا للمنطق، فإنّ يوحنّا الإنجيلي هو مَن عرّف بيوحنا المعمدان في كلامه عن الله، فكان "غَمْرٌ يُنادي غَمْرًا" على صَوتِ الأسرار الإلهيّة (مز42[41]: 8): فالإنجيلي يروي قصّة السابق. وذاك الذي تلّقى نعمة معرفة مَن "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة" (يو 1: 1) أخبرنا عن ذاك الذي تلقّى نعمة أن يكون السِّراجَ المُوقَدَ المُنير للكلمة المتجسّد... فهو لم يقل فقط: كان هناك رسول من الله بل "ظهر رجلٌ" (يو 1: 6). وهو استخدم هذه العبارة للتمييز جيّدًا بين السابق الذي كان له دور المشاركة الإنسانيّة فقط وبين الذي وحّد جيّدًا الألوهية والإنسانيّة وقد أتى من بعده.

لقد أراد أيضًا أن يفصل الصوت العابر عن الكلمة التي لا تزول؛ كما أراد أن يشير إلى أنّ أحدهما هو نجمة الصباح التي تظهر في فجر ملكوت السماء، وأن يُعلن أنّ الآخر هو "شَمسُ البِرِّ" (ملا 3: 20) الآتي من بعده. كما مّيز أيضًا بين الشاهد وبين مَن أرسلَه، وفرّق ما بين "السِّراجَ المُوقَدَ المُنير" (يو 5: 35) وبين النور الرائع الذي ملأ الكون، والذي بدّد ظلمات الخطيئة والموت للجنس البشري أجمع...

"ظهر رجلٌ". من قِبل مَن؟ من قِبل الله الكلمة الذي أرسله ليسبقه. كانت مُهمَّته أن يكون السّابق. وهو الذي صاح بصوت عالٍ قائلاً: أنا "صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة" (متى3: 3). فالرسول يعِدُّ مجيء الربّ. "اسْمُه يوحَنَّا" (يو 1: 6): أعطيت له نعمة أن يكون سابقًا لملك الملوك، ومبشّرًا بالكلمة المجهولة ومُعمّدًا يعدّ الطريق للولادة الروحيّة، وشاهدًا من خلال كلمته واستشهاده على النور الأبدي.

 
 
9   يوم الجمعة من أسبوع مولد يوحنّا    -     إنجيل القدّيس متّى 19-16:11   
 
    إنجيل القدّيس متّى 19-16:11
 
قالَ الربُّ يَسوعُ (لليهود): «بِِمَنْ أُشَبِّهُ هذَا الجِيل؟ إِنَّهُ يُشْبِهُ صِبْيَانًا جَالِسِينَ في السَّاحَاتِ يَصيحُونَ بِأَصْحَابِهِم
قَائِلين: زَمَّرْنا لَكُم فَلَمْ تَرْقُصُوا، ونَدَبْنا لَكُم فَلَمْ تَنْتَحِبُوا.
جَاءَ يُوحَنَّا لا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ فَقَالُوا: فِيهِ شَيْطان!
وجَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ ويَشْرَبُ فَقَالُوا: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وشِرِّيبُ خَمْر، صَدِيقُ العَشَّارِينَ والخَطَأَة! ولكِنَّ الحِكْمَةَ تُبَرِّرُها أَعْمَالُهَا!».
 
 
8   عيد حبل القدّيسة حنّة الطاهر بالعذراء مريم    -     إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11   
ختام المجمع الفاتيكاني الثاني 1965 , الاحتفال بالحبل الطاهر بسيّدتنا مريم البتول - (5 كانون الاول)
    إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11
 
فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا».
أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!».
وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان.
فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل.
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان.
رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.

 

«فَطوبى لِمَن آمَنَت» (لو 1: 45)
البابا فرنسيس،
الإرشاد الرّسولي فرح الإنجيل، Evangelii Gaudium، العدد 288

 

أيّتها العذراءُ والأمُّ مريم، أنتِ التي، بإيحاءٍ من الروح، تقبّلتِ كلمةَ الحياة في أعماقِ إيمانكِ الوديع، واستسلمتِ كليًّا للأزليّ، ساعدينا على أن نقول "نعم" في الضرورة المُلحّة، أكثر من أي وقتٍ مضى، بأن نردّد صدى بشرى يسوع الحسنة.

أنتِ، المملوءة من حضور الرّب يسوع، حملتِ الفرحَ إلى يوحنا المعمدان، فارتكض في بطن أمّه. أنتِ، وقد اهتززتِ فرحًا، أنشدتِ عظائم الربّ. أنتِ التي صمدتِ بالقرب من الصليب بإيمانٍ لا يتزعزع وتقبّلتِ تعزية القيامة السعيدة، جمعتِ التلاميذ، بانتظار الرُّوح كي تولدَ الكنيسة المبشِّرةُ بالإنجيل.

احصلي لنا الآن على حماسِ قِياميّين جديدٍ كي نحمِلَ إلى الجميع إنجيلَ الحياة الذي يتغلّب على الموت. أعطِنا الجرأةَ المقدّسةَ للبحث عن طريق جديدة، كي تبلغَ الجميعَ عطيّةُ الجمالِ الذي لا يذبل.

أنتِ، يا عذراءَ الإصغاءِ والتأمّل، أمَّ الحبّ الجميل، عروسَ العرسِ الأبديّ، تضرّعي من أجل الكنيسة التي أنتِ أيقونتُها الكليّة الطهارة، كي لا تنغلقَ على ذاتها أبدًا، وأبدًا لا تتوقّفَ في شغفها لإحلالِ الملكوت.

يا نجمةَ التبشير الجديد بالإنجيل، ساعدينا بصلاتك على أن نُشِعّ بشهادة الشراكة، والخدمة والإيمان المتّقد السخيّ، والعدالة وحبّ الفقراء، كي يبلغَ فرحُ الإنجيل

حتّى أقاصي الأرض، وألاّ تُحرَمَ من نوره أيُّ ضاحية.

يا أمَّ الإنجيل الحيّ، يا مصدرَ فرحٍ للصغار، صلّي دائمًا معنا. آمين. هللويا!

 
 
7   الأربعاء من أسبوع مولد يوحنّا    -     إنجيل القدّيس متّى 13-9:17   
مار أمبروسيوس المعترف (397) - (7 كانون الاول)
    إنجيل القدّيس متّى 13-9:17
 
فيمَا (يسوع وبطرس ويعقوب ويوحنّا) نَازِلُونَ مِنَ الجَبَلِ، حيثُ تَجَلَّى يَسُوعُ، أَوْصَى يَسُوعُ تلامِيذَهُ قَائِلاً: «لا تُخْبِرُوا أَحَدًا بِهذِهِ الرُّؤْيَا إِلى أَنْ يَكُونَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ قَدْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات».
فَسَأَلَهُ التَّلامِيذُ قَائِلِين: «إِذًا لِمَاذَا يَقُولُ الكَتَبَةُ إِنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَأْتِيَ إِيلِيَّا أَوَّلاً؟».
فَأَجَابَ وقَال: «أَجَلْ، إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ، وَسَيُصْلِحُ كُلَّ شَيء.
وأَقُولُ لَكُم: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ أَتَى، ولَمْ يَعْرِفُوه، بَلْ فَعَلُوا بِهِ كُلَّ مَا شَاؤُوا. وكَذلِكَ ٱبْنُ الإِنسَانِ مُزْمِعٌ أَنْ يَتَأَلَّمَ على أَيدِيهِم».
حينَئِذٍ فَهِمَ التَّلامِيذُ أَنَّهُ حَدَّثَهُم عَنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان.

 

إيليّا على جبل حوريب
القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة،
أعمال القدّيس أفرام الجزء الأوّل - Œuvres

 

"فإِذا الرَّبُّ عابِرٌ وريحٌ عَظيمةٌ وشَديدةٌ تُصَدِّغ الجِبالَ وتُحَطِّمُ الصُّخورَ أمامَ الرَّبّ. ولَم يَكُنِ الرَّبُّ في الرِّيح" (1مل 19: 11). ثمّ حدث زلزال وبرق بعد الإعصار؛ سمع إيليّا بأنّ الله لم يكن أيضًا في الزلزال والبرق. هدفت هذه الظواهر إلى احتواء غيرة النبي -الجديرة بالثناء- في إطار مهمّته وهدفت أيضًا إلى تعليمه، بحسب المثال الذي أعطته علامات القدرة الإلهيّة، أنّ القساوة ينبغي أن تُلَطّفها الرحمة. وفقًا للمعنى الخفي، فإنّ زوابع الرّياح التي كانت تسبق مجيء الله، والزلازل والحرائق التي كانت تؤجّجها الرياح، كانت العلامات السابقة للدينونة العامّة...

" وبَعدَ النَّارِ صَوِت نَسيمٍ لَطيف". من خلال هذا الرمز، لَجَمَ الله غَيرة إيليّا غير المعتدلة. وأراد بذلك أن يقول له: "أنت ترى أنّ الرّياح الهوجاء لا ترضيني، ولا الزلازل المخيفة، وكذلك لا أحبّ البرق ولا الصواعق: فلماذا لا تتشبّه بلُطف ربّك؟ لماذا لا تتخلّى عن القليل من الغَيرة التي تتملّكك لكي تُصبح المدافع عن شعبك بدلاً من أن تكون متّهمًا لهم؟ يرمز النسيم اللطيف إلى فرح الحياة الطوباويّة التي ستعطى للأبرار في وقت الدينونة العامّة الرهيبة في نهاية الأزمنة...

"لَمَّا سَمِعَ إِيليَّا، سَترَ وَجهَه بِرِدائِه وخَرَجَ ووَقَفَ بِمَدخَلِ المَغارة. فإِذا بِصَوتٍ إِلَيه يَقول: ما بالُكَ ههُنا يا إِيليَّا؟ قال: إني غِرتُ غَيرَةً لِلرَّبِّ، إِلهِ القُوَّات، لأن بَني إِسْرائيلَ قد تَركوا عَهدَكَ، وقَوَّضوا مَذابِحَكَ وقَتَلوا أنبياءكَ بِالسَّيف، وبَقيتُ أَنا وَحْدي، وقد طَلَبوا نَفْسي لِيأخُذوها". وقف النبي عند مدخل المغارة، ولم يتجرّأ على الاقتراب من الله المقبل نحوه، وغطّى وجهه، معتقدًا أنّه كان غير جدير برؤية الله... مع أنّه رأى أمام عينيه علامة الرحمة الإلهيّة؛ وما كان ينبغي أن يؤثّر أكثر فيه، كان اختباره الشخصيّ لطيبة الله الرائعة، من خلال الكلام الذي وجّهه له. فمن الذي يستطيع مقاومة طيبة جلالة الله العظيم، من خلال هذا السؤال اللطيف: "ما بالك ههنا، يا إيليّا؟"

 
 
6   الثلاثاء من أسبوع مولد يوحنّا    -     إنجيل القدّيس متّى 15-11:11   
مار نقولا العجائبيّ المعترف - (6 كانون الاول)
    إنجيل القدّيس متّى 15-11:11
 
قالَ الربُّ يَسوعُ (للجموع):«أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَمْ يَقُمْ في مَواليدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان، ولكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.
ومِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا المَعْمَدَانِ إِلى الآن، مَلَكُوتُ السَّمَاواتِ يُغْصَب، والغَاصِبُونَ يَخْطَفُونَهُ.
فَالتَّوْرَاةُ والأَنْبِيَاءُ كُلُّهُم تَنَبَّأُوا إِلى أَنْ أَتَى يُوحَنَّا.
وإِنْ شِئْتُم أَنْ تُصَدِّقُوا، فهُوَ إِيلِيَّا المُزْمِعُ أَنْ يَأْتي.
مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ!
 
 
5   الاثنين من أسبوع مولد يوحنّا    -     إنجيل القدّيس لوقا 80-67:1   
الأنبا سابا المعترف (532) - (5 كانون الاول)
    إنجيل القدّيس لوقا 80-67:1
 
إِمْتَلأَ زَكَرِيَّا مِنَ الرُّوحِ القُدُس، فَتَنبَّأَ قائِلاً:
«تَبَارَكَ الرَّبُّ، إِلهُ إِسْرَائِيل، لأَنَّهُ ٱفْتَقَدَ شَعْبَهُ وٱفْتَدَاه.
وأَقَامَ لنَا قُوَّةَ خَلاصٍ في بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاه،
كمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ القِدِّيسِينَ مُنْذُ القَدِيم،
لِيُخَلِّصَنَا مِنْ أَعْدَائِنَا، ومِنْ أَيْدي جَمِيعِ مُبغِضِينَا،
ويَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا، ويَذْكُرَ عَهْدَهُ المُقَدَّس،
ذاكَ القَسَمَ الَّذي أَقسَمَهُ لإِبرَاهِيمَ أَبِينَا، بِأَنْ يُنْعِمَ عَلَينا،
وقَدْ نَجَوْنَا مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، أَنْ نَعبُدَهُ بِلا خَوْف،
بِالقَدَاسَةِ والبِرِّ، في حَضْرَتِهِ، كُلَّ أَيَّامِ حيَاتِنَا.
وأَنْتَ، أَيُّهَا الصَّبِيّ، نَبِيَّ العَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَسِيرُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ،
وتُعَلِّمَ شَعْبَهُ الخَلاصَ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُم،
في أَحشَاءِ رَحْمَةِ إِلهِنَا، الَّتي بِهَا ٱفْتَقَدَنَا المُشْرِقُ مِنَ العَلاء،
لِيُضِيءَ على الجَالِسِينَ في ظُلْمَةِ المَوْتِ وظِلالِهِ، ويَهْدِيَ خُطَانَا إِلى طَرِيقِ السَّلام.»
وكَانَ الصَّبيُّ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى في الرُّوح. وكانَ في البَرارِي إِلى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيل.

 

«لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر» (يو 3: 30)
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
العظة 289، العظة الثالثة عن مولد يوحنّا المعمدان

 

لقد أُرسِل العظيم بين البشر لكي يشهد لمَن كان أكثر من إنسان. في الواقع، حين قال مَن "لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِنه" (مت 11: 11) العبارة التالية: "لَستُ المسيح" (يو 1: 20)، وتواضَع أمام الرّب يسوع المسيح، أراد أن يُفهمنا أنّ في المسيح أكثر من إنسان... "فمِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا" (يو 1: 16). ما المقصود "بأجمعنا"؟ أي أنّ الآباء والأنبياء والرّسل القدّيسين الذين سبقوا التجسّد أو الذين أُرسلوا منذ ذلك الوقت من قبل الكلمة المتجسّد، "فمِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا". نحن الأواني، وهو النبع. إذًا...، يوحنّا هو إنسان، والمسيح هو الله: على الإنسان أن يتواضع، حتى يتمجّد الله.

فلكي يُعَلِّم الإنسان أن يتواضع، وُلد يوحنّا في اليوم الذي بدأت فيه الأيّام تقصر؛ ولكي يُرينا أنّ الله يجب أن يتمجّد، وُلد الرّب يسوع المسيح يوم بدأت الأيّام تطول. هذا تعليم سرّي للغاية. نحتفل بمولد يوحنّا كما بميلاد الرّب يسوع، لأنّ هذا الميلاد مليء بالأسرار. أي سرّ؟ سرّ عظمتنا. لنتصاغر في ذواتنا كي نكبُر في الله؛ لنتواضع في حقارتنا كي نتمجّد في عظمته.

 
 
4    أحد مولد يوحنّا    -     إنجيل القدّيس لوقا 66-57:1   
القدّيسة بربارة الشهيدة (235) - (4 كانون الاول)
    إنجيل القدّيس لوقا 66-57:1
 
تَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا.
وسَمِعُ جِيرانُهَا وأَقَارِبُها أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا.
وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا.
فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: «لا! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا!».
فقَالُوا لَهَا: «لا أَحَدَ في قَرابَتِكِ يُدْعَى بِهذَا ٱلٱسْم».
وأَشَارُوا إِلى أَبِيهِ مَاذَا يُريدُ أَنْ يُسَمِّيَهُ.
فطَلَبَ لَوْحًا وكَتَب: «إِسْمُهُ يُوحَنَّا!». فَتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم.
وٱنْفَتَحَ فَجْأَةً فَمُ زَكَرِيَّا، وٱنْطَلَقَ لِسَانُهُ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبَارِكُ ٱلله،
فَٱسْتَولى الخَوْفُ على جَمِيعِ جِيرانِهِم، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِكُلِّ هذِهِ الأُمُورِ في كُلِّ جَبَلِ اليَهُودِيَّة.
وكانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِذلِكَ يَحْفَظُهُ في قَلْبِهِ قَائِلاً: «ما عَسَى هذَا الطِّفْلُ أَنْ يَكُون؟». وكانَتْ يَدُ الرَّبِّ حَقًّا مَعَهُ.

 

«فَانفَتَحَ فَمُه لِوَقتِه وَانطَلَقَ لِسانُه فتَكَلَّمَ وبارَكَ الله»
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
العظة 293


 

«فَانفَتَحَ فَمُه لِوَقتِه وَانطَلَقَ لِسانُه فتَكَلَّمَ وبارَكَ الله»

وأخيرًا وُلد الطفل وسُمّيَ يوحنّا، وللحال فكّ رباط لسان أبيه. فلنقارب هذا الحدث مع الحقيقة العميقة التي يرمز إليها ولنتأمّل بهذا السرّ: سكت زكريّا وبقي أخرس إلى حين ولادة يوحنّا، السّابق لمجيء الربّ. فماذا يعني ذلك الصمت الذي مُنيَ به زكريّا غير كونه بمثابة الحجاب الذي يستر على النبوءات ويخبّئها ويختمها إلى حين الإعلان عن بشرى الرّب يسوع المسيح السارّة؟ تلك النبوءات انكشفت بمجيئه واتّضحت عندما أتى ذلك الذي تحدّثت عنه.

لقد فكّت ولادة يوحنّا عقدة لسان زكريّا. إنّ لهذا الحدث نفس معنى انشقاق حجاب الهيكل عند موت الربّ يسوع المسيح على الصليب (مت 27: 51). فلو لم يعلن يوحنّا مجيء الآخر، لما فكّ رباط لسان زكريّا؛ نطق زكريّا لأنّ ولادة ابنه هي ولادة الصوت. أَلَمْ يقل يوحنّا فيما بعد: "أَنا صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ" (يو 1: 23).

 
 
3    السبت من أسبوع زيارة العذراء    -     إنجيل القدّيس لوقا 32-27:5   
عيد مار فرنسيس كسفاريوس المعترف (1552) - (3 كانون الاول)
    إنجيل القدّيس لوقا 32-27:5
 
خَرَجَ يَسُوعُ (من كفرناحوم)، فأَبْصَرَ عَشَّارًا ٱسْمُهُ لاوِي، جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، فقَالَ لَهُ: «إِتبَعْنِي!».
فَتَرَكَ كُلَّ شَيء، وَقامَ وَتبِعَهُ.
وأَقَامَ لَهُ لاوِي وَليمَةً عَظِيمَةً في بَيْتِهِ، وَكانَ مُتَّكِئًا مَعَهُم جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ العَشَّارِينَ وَغَيرِهِم.
فَتَذَمَّرَ الفَرِّيسِيُّونَ وكَتَبتُهُم، وَقالُوا لِتَلامِيذِ يَسُوع: «مَا بَالُكُم تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ العَشَّارِينَ والخَطَأَة؟».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيب، بَلِ الَّذِينَ بِهِم سُوء.
مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَار، بَلِ الخَطَأَةَ إِلى التَّوْبَة».

 

«فتَركَ كُلَّ شيءٍ وقامَ فتَبِعَه»
القدّيس رافاييل أرناييز بارون (1911 – 1938)، راهب ترابيست إسباني، 
كتابات روحيّة، بتاريخ 15/12/1936

 

في بعض الأيام، تجتاز الطائرات السماء بسرعة خارقة، محلّقة في سماء الدير. يخيف ضجيج محركاتها العصافير الصغيرة التي تعشّش في أشجار السرو في مقبرتنا. في مقابل الدير وعبر الحقول، يوجد طريق معبدة تمرّ عليها الشاحنات والسيارات السياحيّة غير مكترثة البتّة لمنظر الدير. تجتاز أيضًا أراضي الدير واحدة من السكك الحديديّة الرئيسيّة في إسبانيا... نقول أنّ كلّ ذلك حريّة. غير أنّ الإنسان الذي يتأمل قليلاً يرى كم أن العالم مُخطِئٌ في غمرة ما يسميه حرية.

أين توجد الحريّة؟ إنّها توجد في قلب الإنسان الذي لا يحبّ إلا الله. إنّها ساكنة في هذه النفس المتعلّقة بالله وحده دون المادة والرّوح، غير الخاضعة للأنانيّة، والتي تسمو فوق أفكارها ومشاعرها الخاصة وفوق الألم واللّذة. إنّ الحريّة موجودة في تلك النفس التي تعتبر الله وحده غاية وجودها. حياتها هي الله ولا أحد غيره.

إنّ النفس البشريّة صغيرة، وعرضة للكثير من التغيّرات والتقلّبات والانحطاط وخيبات الأمل... وللجسد بحالته الضعيفة. الحرية هي إذًا في الله. نستطيع القول إنّ النفس التي تسموّ فوق كلّ شيء وتؤسّس حياتها على الله تتمتّع بشيء من الحريّة على قدر ما تسمح لها طبيعتها الجسديّة.

 
 
2    يوم الجمعة من أسبوع زيارة العذراء   -     إنجيل القدّيس مرقس 30-24:7   
 
    إنجيل القدّيس مرقس 30-24:7
 
مَضَى (يسوع) إِلى نَوَاحِي صُورَ وصَيْدَا. ودَخَلَ بَيْتًا، وكانَ يُريدُ أَلاَّ يَعْلَمَ بِهِ أَحَد، لكِنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَخَفَّى عَنْهُم.
وفي الحَالِ سَمِعَتْ بِهِ ٱمْرَأَةٌ لَهَا ٱبْنَةٌ فِيها رُوحٌ نَجِس، فجَاءَتْ وٱرْتَمَتْ عَلَى قَدَمَيْه.
وكَانَتِ المَرْأَةُ وثَنِيَّةً مِنْ أَصْلٍ سُورِيٍّ فِينِيقِيّ. وكَانَتْ تَسْأَلُ يَسُوعَ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ٱبْنَتِها.
فقَالَ لَهَا: «دَعِي البَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُون، فلا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب».
فأَجَابَتْ وقَالَتْ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، لكِنَّ جِرَاءَ الكِلابِ تَأْكُلُ تَحْتَ المَائِدَةِ مِنْ فُتَاتِ البَنِين».
فقَالَ لَهَا: «مِنْ أَجْلِ كلامِكِ هذَا، ٱذْهَبِي، فَقَدَ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ٱبْنَتِكِ».
وعَادَتْ إِلى بَيْتِهَا، فوَجَدَتِ ٱبْنَتَهَا مُلْقَاةً عَلَى السَّرِير، وقَدْ خَرَجَ مِنْهَا الشَّيْطَان.

 

«دَعي ٱلبَنينَ أَوَّلًا يَشبَعوا. فَلا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنين، فيُلقى إِلى صِغارِ ٱلكِلاب».
إسحَق النجمة (؟ - نحو 1171)، راهب سِستِرسيانيّ،
العظة 35، الثالثة للأحد الثاني من زمن الصوم

 

قال الربّ: "لَم أُرسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن آلِ إِسرائيل"(مت 15: 24). يمكننا أن نقول ذلك بإيجاز...: لقد أُرسل إلى مَن وُعد به. "فمَواعِدُ اللهِ قد وُجِّهَت إِلى إِبراهيمَ وإلى نَسْلِه" (غل 3: 16). إنّ الوعد الذي قطعه الربّ في الزمن أُنجز في وقته، ولليهود من قبل اليهود، حسب ما كُتب: "لِأَنَّ الخَلاصَ يَأتي مِنَ اليَهود" (يو 4: 22). لهم أُرسِل الرّب يسوع المسيح المولود بالجسد في نهاية الأزمنة؛ فقد وُعدوا به منذ بداية الزمن، هو المُهيّأ مسبقًا قبل الأزمنة كلّها. مُهيّأ مسبقًا لليهود وللوثنيّين، ومولود من اليهود وحدهم بدون وسيط بالجسد، فقد قُدِّم عند ولادته حسب الجسد للذين وُعدوا به...

لكن اسم "إسرائيل" يعني "الإنسان الذي يرى الله": لذا، ينطبق هذا الاسم عن حقّ على كلّ نفسٍ مدركة. يمكننا أن نفهم من ذلك أنّ "آل إسرائيل" يشمل أيضًا الملائكة، أي الأرواح المهيّأة مسبقًا لرؤية الله... في حين أنّ هذه الخراف التسعة والتسعين... على جبل رؤية وابتهاج الرَّاعي، أي كلمة الله، تتنقّل وترقد بلا خوف في "المراعي النضيرة" (مز23[22]: 2)، نزل الرَّاعي الصالح من لدن الآب، حين حان "وقت الرأفة" (مز102[101]: 14). أُرسل برأفة في الزمن، هو الموعود به منذ الأزل؛ جاء يبحث عن الخروف الضال الوحيد (راجع لو 15: 4 وما يليها).

إذًا، أُرسل الرَّاعي الصالح "ليبحَث عنِ الضالَّةِ ويَرُدُّ الشارِدَةَ ويَجبُرُ المَكْسورَةَ ويُقَوِّي الضَّعيفَةَ" (حز 34: 16). ما كان مكسورًا وضعيفًا هو الإرادة الحرّة للإنسان. فعندما حاول الإنسان في السابق أن يرتفع عن ذاته، سقط؛ وفي غياب القوّة المطلوبة لحماية نفسه، انسحق وتحطّم...، عاجزًا تمامًا عن النهوض. ورغم قيام الرّب يسوع بتقويته وبمواساته...، لم يستعد حيويّته الكاملة بسبب عدم تواجده بين الخراف التسعة والتسعين في المراعي الخصيبة؛ لذا، حمله الرَّاعي بين ذراعيه: "يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه ويَحمِلُها في حِضنِه ويَسوقُ المُرضِعاتِ رُوَيدًا" (إش 40: 11).

 
 
1    الخميس من أسبوع زيارة العذراء    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 42-39:4   
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 42-39:4
 
آمَنَ بِيَسُوعَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ المَدِينَة (سُوخار)، مِنْ أَجْلِ كَلامِ المَرْأَةِ (السامرية) الَّتِي كَانَتْ تَشْهَد: «إِنَّهُ قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ».
فَلَمَّا جَاءَ السَّامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين.
وآمَنَ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَجْلِ كَلِمَتِهِ.
وكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَة: «مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم».
 
 
فهرس نصف شهري، 2022-2023، للانجيل اليوي بحسب التقويم الماروني
 6 الى 15، من شهر ت 2 2022  16 الى 31، من شهر ك 2 2023  1 الى 15، من شهر نيسان 2023  16 الى 30، من شهر جزيران 2023  1 الى 15، من شهر ايلول 2023
 16 الى 31، من شهر ت 2 2022  1 الى 15، من شهر شباط 2023  16 الى 30، من شهر نيسان 2023  1 الى 15، من شهر نموز 2023  16 الى 30، من شهر ايلول 2023
 1 الى 15، من شهر ك 1 2022  16 الى 28، من شهر شباط 2023  1 الى 15، من شهر ايار 2023  16 الى 31، من شهر نموز 2023  1 الى 15، من شهر ت 1 2023
 16 الى 31، من شهر ك 1 2022  1 الى 15، من شهر اذار 2023  16 الى 31، من شهر ايار 2023  1 الى 15، من شهر اب 2023  16 الى 31، من شهر ت 1 2023
 1 الى 15، من شهر ك 2 2023  16 الى 31، من شهر اذار 2023  1 الى 15،  من شهر جزيران 2023  16 الى 31، من شهر اب 2023  
 
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003