الإنجيل اليوميّ     -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
        5-    أسبوع الآلام
4.7.1-   أحد الشعانين
5.1-   أسبوع الآلام
6.1.1-   أحد القيامة الكبير
  الرئيسية  

 
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

4.7.1- أحد الشعانين
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 22-12:12
  «هُوشَعْنا! تباركَ الآتي باسم الربّ! تباركَ ملكُ إسرائيل!» (يو 12: 13)
      
للقدّيس أندراوس الكريتيّ (660 - 740)، راهب وأسقف
5.1.1- الاثنين من أسبوع الآلام
                                          إنجيل القدّيس متّى 27-17:21
  «لِماذا لم تُؤمِنوا بِه؟»
      
للقدّيس كيرِلُّس (313 - 350)، بطريرك أورشليم وملفان الكنيسة
5.1.2- الثلاثاء من أسبوع الآلام
                                          إنجيل القدّيس لوقا 30-22:13
   
5.1.3- الأربعاء من أسبوع الآلام      
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 54-47:11
  «فَتَنَبَّأَ أَنَّ يسوعَ سيَموتُ عَنِ الأُمَّة، ولَيسَ عنِ الأُمَّةِ فَحَسبُ، بَل لِيَجمَعَ في الوَحدَةِ شَمْلَ أَبناءِ اللهِ أَيضاً»
      
للقدّيس بروسبير الأكيتاني (؟ - حوالي 460)، لاهوتي علماني
5.1.4- خميس الأسرار
                                          إنجيل القدّيس لوقا 23-1:22
  «ولكِنْ، هَا هِيَ يَدُ الَّذي يُسْلِمُنِي مَعِي عَلى المَائِدَة»
      
للقدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة
5.1.5- يوم الجمعة العظيمة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 37-31:19
  «وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين» (يو 12: 32)
      
عظة منسوبة للقدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا
5.1.6- سبت النور
                                          إنجيل القدّيس متّى 66-62:27
  «عِندَكُم حَرَس، فاذهبوا واحفَظوه كما تَرَون»
      
الخورأسقف الأنطوني ميشال حايك

6.1.1-

أحد القيامة الكبير   
                                          إنجيل القدّيس مرقس 8-1:16
  «هذا هو اليوم الذي صنعَه الربّ، فلنَبتهج ونفرح فيه» (مز 118[117]: 24)
      
بروكلس القسطنطينيّ (حوالى 390 - 446)، أسقف
 
 
4.7.1-    أحد الشعانين     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 22-12:12    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 22-12:12 
 

لَمَّا سَمِعَ الجَمْعُ الكَثِير، الَّذي أَتَى إِلى العِيد، أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلى أُورَشَليم،

حَمَلُوا سَعَفَ النَّخْلِ، وخَرَجُوا إِلى مُلاقَاتِهِ وهُمْ يَصْرُخُون: «هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ، مَلِكُ إِسرائِيل».

ووَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَرَكِبَ عَلَيْه، كَمَا هُوَ مَكْتُوب:

«لا تَخَافِي، يَا ٱبْنَةَ صِهْيُون، هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي رَاكِبًا عَلى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَان».

ومَا فَهِمَ تَلامِيذُهُ ذلِكَ، أَوَّلَ الأَمْر، ولكِنَّهُم تَذَكَّرُوا، حِينَ مُجِّدَ يَسُوع، أَنَّ ذلِكَ كُتِبَ عَنْهُ، وأَنَّهُم صَنَعُوهُ لَهُ.

والجَمْعُ الَّذي كَانَ مَعَ يَسُوع، حِينَ دَعَا لَعَازَرَ مِنَ القَبْرِ وأَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، كَانَ يَشْهَدُ لَهُ.

مِنْ أَجْلِ هذَا أَيْضًا لاقَاهُ الجَمْع، لأَنَّهُم سَمِعُوا أَنَّهُ صَنَعَ تِلْكَ الآيَة.

فَقَالَ الفَرِّيسِيُّونَ بَعْضُهُم لِبَعْض: «أُنْظُرُوا: إِنَّكُم لا تَنْفَعُونَ شَيْئًا! هَا هُوَ العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ ورَاءَهُ!».

وكَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين.

فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع».

فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع.


«هُوشَعْنا! تباركَ الآتي باسم الربّ! تباركَ ملكُ إسرائيل!» (يو 12: 13)
القدّيس أندراوس الكريتيّ (660 - 740)، راهب وأسقف،
عظة لأحد الشعانين

 

تشجّعي يا بِنتَ صِهيون، لا تخافي: "هُوَذا مَلِكُكَ آتِيًا إلَيكِ بارًّا مُخلِّصًا وَضيعًا راكِباً على حمارٍ وعلى جَحشٍ آبنِ أتان" (زك 9: 9). إنّه قادم، هو الموجود في كلّ مكان ومالئ الكون، هو يتقدّم ليحقّق فيكِ السلام للجميع. إنّه قادم، هو الذي قال: "ما جِئتُ لأدعوَ الأبرار، بَلِ الخاطِئينَ إلى التوبَة" (لو 5: 32)، ليُخِرج من الخطيئة أولئك الذين غرقوا فيها. لذا، لا تخافي: "اللهُ في وَسَطِكَ فلَن تَتزعزَعي" (مز 46[45]: 6). رافعة يديكِ، استقبلي ذاك الذي رسمَت يداه جدرانكِ. استقبلي ذاك الذي قبِلَ في ذاته كلّ ما هو لنا، ما عدا الخطيئة، ليتحمّلَ مسؤوليّتنا. ابتهجي يا بنتَ أورشليم، غنّي وارقصي من الفرح... "قومي استَنيري فإنَّ نورَكِ قد وافى ومَجدَ الربِّ قد أَشرَقَ علَيكِ" (إش 60: 1).

ما هو هذا النور؟ إنّه "النورُ الحَقّ الذي يُنيرُ كُلَّ إنسان آتِيًا إلى العالَم" (يو 1: 9): النور الأبدي... الذي ظهرَ في الزمن؛ النور الذي تجلّى في الجسد وأُخفيَ من خلال الطبيعة البشريّة؛ النور الذي لفّ الرعاة وقاد المجوس؛ النور الذي كانَ في العالَم وبِه كانَ العالَم والعالَمُ لَم يَعرِفْهُ (يو 1: 10)؛ النور الذي جاءَ إلى بَيتِه. فما قَبِلَه أهلُ بَيتِه (يو 1: 11).

وما هو مجد الله؟ إنّه بدون أدنى شكّ ذاك الصليب الذي تمجّدَ عليه الرّب يسوع المسيح، "شُعاعُ مَجدِ الله وصُورةُ جَوهَرِه" (عب 1: 3). لقد قالَ بنفسه عند اقتراب آلامه: "الآنَ مُجِّدَ ابنُ الإنسان ومُجِّدَ اللهُ فيه وإذا كانَ اللهُ قد مُجِّدَ فيه فسَيُمَجِّدُه اللهُ في ذاتِه وبَعدَ قليلٍ يُمَجِّدُه" (يو 13: 31-32). المجد الذي تكلّم عنه كان ارتفاعه على الصليب. أجل، الصليب هو مجد الرّب يسوع المسيح وعظمته. هو قال ذلك: "وأنا إذا رُفِعتُ مِنَ الأرض جَذَبتُ إليَّ الناسَ أجمَعين" (يو 12: 32).

 
 
5.1.1-   الاثنين من أسبوع الآلام     -     إنجيل القدّيس متّى 27-17:21    
 
    إنجيل القدّيس متّى 27-17:21 
 

تَرَكَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وخَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلى بَيْتَ عَنْيَا وبَاتَ هُنَاك.

وبَيْنَمَا هُوَ رَاجِعٌ عِنْدَ الفَجْرِ إِلى المَدِيْنَة، جَاع.

ورَأَى تِينَةً عَلى جَانِبِ الطَّريق، فَذَهَبَ إِلَيْهَا، ولَمْ يَجِدْ علَيهَا إِلاَّ وَرَقًا فَقَط، فَقَالَ لَهَا: «لا يَكُنْ فَيكِ ثَمَرٌ إِلى الأَبَد!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً.

ورَأَى التَّلامِيذُ ذلِكَ فَتَعَجَّبُوا وقَالُوا: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً؟».

فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ كُنْتُم تُؤْمِنُونَ ولا تَشُكُّون، فَلَنْ تَفْعَلُوا مَا فَعَلْتُ أَنا بِالتِّينَةِ فَحَسْب، بَلْ إِنْ قُلْتُم أَيْضًا لِهذَا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، يَكُونُ لَكُم ذلِكَ.

وكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ في الصَّلاةِ بِإيْمَان، تَنَالُونَهُ».

وجَاءَ يَسُوعُ إِلى الهَيْكَل، وبَينَمَا هُوَ يُعَلِّم، دَنَا مِنهُ الأَحْبَارُ وشُيُوخُ الشَّعْبِ وقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا ؟ ومَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَان؟».

فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «وأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُم سُؤَالاً وَاحِدًا، فَإِنْ أَجَبْتُمُونِي قُلْتُ لَكُم أَنا أَيْضًا بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا.

مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاس؟». فَأَخَذُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم قَائِلين: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاء، يَقُولُ لَنَا:فَلِمُاذَا لَم تُؤْمِنُوا بِهِ؟

وإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاس، نَخَافُ مِنَ الجَمْع، لأَنَّهُم كُلَّهُم يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا».

فَأَجَابُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لا نَعْلَم!». قَالَ لَهُم هُوَ أَيْضًا: «ولا أَنَا أَقُولُ لَكُم بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا.


«لِماذا لم تُؤمِنوا بِه؟»
القدّيس كيرِلُّس (313 - 350)، بطريرك أورشليم وملفان الكنيسة،
تعليم مسيحي للموعوظين، 12

 

لقد أُرسِل الأنبياء مع موسى لشفاء إسرائيل؛ لكنّهم كانوا يعالجون في وسط الدموع، عاجزين عن السيطرة على الشرّ، كما قال أحدهم: "وَيلٌ لي!... قد زالَ الصَّفِيُّ عنِ الأرض ولَيسَ في البَشَرِ مُستَقيم" (مي 7: 1-2)... كبيرًا كان جرح البشريّة؛ "مِن أَخمَصِ القَدَمِ إلى الرأس لا صِحَّةَ فيه بل جُروحٌ ورُضوضٌ وقُروحٌ مَفْتوحة لم تُعالَجْ ولم تعصَبْ ولَم تُليَّنْ بِدُهْن" (إش 1: 6). كان الأنبياء المرهقون بالدموع يقولون: "مِن صِهْيونَ مَن يأتي إسرائيلَ بِالخَلاص؟" (مز14[13]: 7)... كما كان نبيّ آخر يتوسّل بهذه الكلمات: "أَمِلْ سَمَواتِكَ وانزلْ" (مز144[143]: 5). إنّ جراحات البشريّة تفوق علاجاتنا. "لأنّ بَني إسرائيلَ قد تَركوا عَهدَكَ وحَطَّموا مَذابِحَك وقَتَلوا أنبياءكَ بِالسَّيف (1مل 19: 10). لا يمكننا أن نشفي بؤسنا بأنفسنا؛ نحن نحتاج إليك كي تقيمنا.

لقد استجاب الربّ لصلاة الأنبياء. لم يحتقر الآب جنسنا المريض. فقد أرسل ابنه من السماء كطبيب. "ويَأتي فَجأَةً إلى هَيكَلِه السَّيِّدُ الذي تَلتَمِسونَه، ومَلاكُ العَهدِ الذي تَرتَضونَ بِه. ها إنَّه آتٍ، قالَ رَبُّ القُوّات" (مل 3: 1). إلى الهيكل حيث رَجَموا نبيّه بالحِجارَ (راجع 2أخ 24: 21). كما قال الربّ بنفسه أيضًا: "فهاءَنَذا آتي وأَسكُنُ في وَسَطِكِ. فتَنضَمُّ أُمَمٌ كَثيرَةٌ إلى الرَّبِّ في ذلك اليَوم" (زك 2: 14-15).

الآن، جئت لأجمع جميع الأمم من اللغات كلّها، لأنّه "جاءَ إلى بَيتِه. فما قَبِلَه أهلُ بَيتِه" (يو 1: 11).

لقد أتيتَ؛ وماذا ستعطي الأمم؟ "حانَ أَن أَحشُرَ جَميعَ الأُمَمِ والألسِنَة، فتأتي وتَرى مَجدي. وأَجعَلُ بيَنَهم آيَةً" (إش 66: 9-10). في الواقع، وبعد معركتي على الصليب، أعطيت لكلّ واحد من جنودي أن يحمل الختم الملكي على جبينه (راجعرؤ 7: 4). قال نبيّ آخر: "أَمالَ السَّمَواتِ ونَزَل والغَيمُ المُظلِمُ تَحتَ قَدَمَيه" (مز18(17): 10). لكنّ نزوله من السَّمَوات بقي مجهولاً عند البشر.

 
 
5.1.2-    الثلاثاء من أسبوع الآلام     -     إنجيل القدّيس لوقا 30-22:13    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 30-22:13 
 

كَانَ يَسُوعُ يَجْتَازُ في المُدُنِ وَالقُرَى، وَهُوَ يُعَلِّم، قَاصِدًا في طَريقِهِ أُورَشَلِيم.

فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «يا سَيِّد، أَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَخْلُصُون؟».

فَقَالَ لَهُم: «إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون.

وَبَعْدَ أَنْ يَكُونَ رَبُّ البَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ البَاب، وَبدَأْتُم تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ البَابَ قَائِلين: يَا رَبّ، ٱفتَحْ لَنَا! فَيُجِيبُكُم وَيَقُول: إِنِّي لا أَعْرِفُكُم مِنْ أَيْنَ أَنْتُم!

حِينَئِذٍ تَبْدَأُونَ تَقُولُون: لَقَد أَكَلْنَا أَمَامَكَ وَشَرِبْنا، وَعَلَّمْتَ في سَاحَاتِنا!

فَيَقُولُ لَكُم: إِنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! أُبْعُدُوا عَنِّي، يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْم!

هُنَاكَ يَكُونُ البُكاءُ وَصَرِيفُ الأَسْنَان، حِينَ تَرَوْنَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسحقَ وَيَعْقُوبَ وَجَميعَ الأَنْبِياءِ في مَلَكُوتِ الله، وَأَنْتُم مَطْرُوحُونَ خَارِجًا.

وَيَأْتُونَ مِنَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِب، وَمِنَ الشَّمَالِ وَالجَنُوب، وَيَتَّكِئُونَ في مَلَكُوتِ الله.

وَهُوَذَا آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين، وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين».

 
 
5.1.3-    الأربعاء من أسبوع الآلام     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 54-47:11    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 54-47:11 
 

عَقَدَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ مَجْلِسًا، وقَالُوا: «مَاذَا نَعْمَل؟ فَإِنَّ هذَا الرَّجُلَ يَصْنَعُ آيَاتٍ كَثِيرَة!

إِنْ تَرَكْنَاهُ هكَذَا يُؤْمِنُ بِهِ الجَميع، فَيَأْتِي الرُّومَانُ ويُدَمِّرُونَ هَيْكَلَنا وأُمَّتَنَا».

فَقَالَ لَهُم وَاحِدٌ مِنْهُم، وهُوَ قَيَافَا، عَظِيمُ الأَحْبَارِ في تِلْكَ السَّنَة: «أَنْتُم لا تُدْرِكُونَ شَيْئًا،

ولا تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فِدَى الشَّعْبِ ولا تَهْلِكَ الأُمَّةُ بِأَسْرِهَا!».

ومَا قَالَ ذلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، ولكِنْ إذْ كَانَ عَظِيمَ الأَحْبَارِ في تِلْكَ السَّنَة، تَنبَّأَ بِأَنَّ يَسُوعَ سَيَمُوتُ فِدَى الأُمَّة.

ولَيْسَ فِدَى الأُمَّةِ وَحْدَهَا، بَلْ أَيْضًا لِيَجْمَعَ في وَاحِدٍ أَوْلادَ اللهِ المُشَتَّتِين.

فَعَزَمُوا مِنْ ذلِكَ اليَوْمِ عَلى قَتْلِ يَسُوع.

فَمَا عَادَ يَتَجَوَّلُ عَلَنًا بَيْنَ اليَهُود، بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلى نَاحِيَةٍ قَريبَةٍ مِنَ البَرِّيَّة، إِلى مَدينَةٍ تُدْعَى إِفْرَائِيمَ، وأَقَامَ فيهَا مَعَ تَلامِيذِهِ.


«فَتَنَبَّأَ أَنَّ يسوعَ سيَموتُ عَنِ الأُمَّة، ولَيسَ عنِ الأُمَّةِ فَحَسبُ، بَل لِيَجمَعَ في الوَحدَةِ شَمْلَ أَبناءِ اللهِ أَيضاً»
القدّيس بروسبير الأكيتاني (؟ - حوالي 460)، لاهوتي علماني،
دعوة جميع الأمم، 9

 

يؤكّد كاتب الرّسالة إلى العبرانيين أن الله "كَلَّمَنا في آخِرِ الأَيَّام هذِه بِابْنٍ جَعَلَه وارِثًا لِكُلِّ شيء وبِه أَنشَأَ العالَمِين" (عب 1: 2). ألا تعني هذه الجملة أنّ الآب يعتبر أنّ جميع البشر هم جزء من ميراث الرّب يسوع المسيح؟ إنّ هذا الكلام مطابق لنبوءة داود: "سَلْني فأُعطيَكَ الأمَمَ ميراثًا وأَقاصِيَ الأَرض مِلْكًا". (مز 2: 8).

لقد أعلن الربّ بنفسه: "وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين" (يو 12: 32). ألا يبدو هنا أنّه يَعِد باهتداء الجميع؟ في مكانٍ آخر، نجد نبوءة في شأن الكنيسة: "كُلُّ وادٍ يَرتَفعِ وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يَنخَفِض والمُنعَرِجُ يُقَوَّم ووَعرُ الطَّريقِ يَصيرُ سَهلاَّ" (إش 40: 4): أيوجد أحدهم منسيّ هنا، ولا يُعتبر من خاصة الرّب يسوع المسيح؟ وماذا نفكّر إذًا عندما نقرأ: " كُلُّ بَشَرٍ يَأتي لِيَسجُدَ أَمامي، قالَ الرَّبّ" (إش 66: 23)..

إذًا، يجب أن تؤخذ عبارة "شعب الله" في كليّتها. ومع أنّ معظم البشر يرفضون أو يتجاهلون نعمة المخلّص، فالمقصود بهذه الكلمات "المنتخبون" و"المختارون" هو الجميع... يقول الرسول بولس: "فإِنَّنا نُبَشِّرُ بِمَسيحٍ مَصْلوب، عِثارٍ لِليَهود وحَماقةٍ لِلوَثنِيِّين، وأَمَّا لِلمَدعُوِّين، يَهودًا كانوا أَم يونانِيِّين، فهُو مسيح، قُدرَةُ اللّه وحِكمَةُ اللّه" (1كور 1: 23-24). فهل يكون المسيح إذًا "قدرة الله" و"حكمة" للأشخاص ذاتهم الّذين يرَونَه "عثرة" و"حماقة"؟ في الواقع، بما أنّ البعض مخلّصون بسبب إيمانهم والبعض الآخَر تصلّبوا في المعصية، فقد شمل الرّسول بولس المؤمنين وغير المؤمنين باسمٍ واحد عامّ وهو "مدعوّين". فأظهر بذلك أنّ أولئك الّذين كان يعتبرهم وثنيّين جعلوا نفسهم غرباء عن دعوة الله، رغم أنّهم قد سمعوا  الإنجيل.

 
 
5.1.4-    خميس الأسرار     -     إنجيل القدّيس لوقا 23-1:22    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 23-1:22 
 

كانَ عِيدُ الفَطِيرِ الَّذي هوَ عِيدُ الفِصْحِ يَقْتَرِب.

وكانَ الأَحْبَارُ وَالكَتَبَةُ يَبْحَثُونَ كَيْفَ يَقْضُونَ عَلَى يَسُوع، لأَنَّهُم كانُوا يَخَافُونَ مِنَ الشَّعْب.

ودَخَلَ الشَّيْطَانُ في يَهُوذَا المُلَقَّبِ بِالإِسْخَرْيُوطِيّ، وَهُوَ مِنْ عِدَادِ الٱثْنَي عَشَر،

فَمَضَى وَفَاوَضَ الأَحْبَارَ وقَادَةَ حَرَسِ الهَيْكَلِ كَيْفَ يُسْلِمُ إِلَيْهِم يَسُوع.

فَفَرِحُوا، وٱتَّفَقُوا أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّة.

فقَبِلَ، ثُمَّ رَاحَ يَتَلَمَّسُ فُرْصَةً مُؤَاتِيَة، لِيُسْلِمَهُ إِلَيْهِم بَعِيدًا عَنِ الجَمْع.

وحَلَّ يَوْمُ الفَطِير، الَّذي يَجِبُ أَنْ يُذبَحَ حَمَلُ الفِصْحِ فِيه،

فَأَرْسَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «إِذْهَبَا فَأَعِدَّا لَنَا عَشَاءَ الفِصْحِ لِنَأْكُلَهُ».

فقَالا لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّهُ؟».

فقَالَ لَهُمَا: «مَا إِنْ تَدْخُلا المَدِينَةَ حَتَّى يَلْقَاكُمَا رَجُلٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاء، فٱتْبَعَاهُ إِلى البَيْتِ الَّذي يَدْخُلُهُ.

وَقُولا لِرَبِّ البَيْت: أَلْمُعَلِّمُ يَقُولُ لَكَ: أَيْنَ القَاعَةُ الَّتي آكُلُ فِيهَا عَشَاءَ الفِصْحِ مَعَ تَلامِيذِي؟

وَهُوَ يُريكُمَا عِلِّيَةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَة، فَأَعِدَّاهُ هُنَاك».

فذَهَبَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وأَعَدَّا عَشَاءَ الفِصْح.

ولَمَّا حَانَتِ السَّاعَة، ٱتَّكَأَ يَسُوعُ وَمَعَهُ الرُّسُل،

فقَالَ لَهُم: «شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الفِصْحَ مَعَكُم قَبْلَ آلامي!

فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ آكُلَهُ بَعْدَ اليَومِ إِلَى أَنْ يَتِمَّ في مَلَكُوتِ الله».

ثُمَّ أَخَذَ كَأْسًا، وَشَكَرَ، وَقَال: «خُذُوا هذِهِ الكَأْسَ وٱقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُم.

فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ أَشْرَبَ عَصِيرَ الكَرْمَة، مُنْذُ الآن، إِلى أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله».

ثُمَّ أَخَذَ خُبْزًا، وَشَكَرَ، وَكَسَرَ، وَنَاوَلَهُم قَائلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي».

وكَذلِكَ أَخَذَ الكَأْسَ بَعْدَ العَشَاءِ وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَدِيدُ بِدَمِي، الَّذي يُهْرَقُ مِنْ أَجْلِكُم.

ولكِنْ، هَا هِيَ يَدُ الَّذي يُسْلِمُنِي مَعِي عَلى المَائِدَة.

فٱبْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مُقَرَّر؛ إِنَّمَا ٱلوَيْلُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذي يُسْلِمُهُ!».

فٱبْتَدَأَ الرُّسُلُ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُم: «مَنْ تُرَى مِنْهُم هُوَ المُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟».


«ولكِنْ، هَا هِيَ يَدُ الَّذي يُسْلِمُنِي مَعِي عَلى المَائِدَة»
القدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة،
يسوع، الكلمة الذي نتضرّع إليه

 

لاحظوا الرحمة التي أبداها الرّب يسوع المسيح تجاه يهوذا، الرجل الذي نال هذا القدر الكبير من الحبّ، لكنّه رغم ذلك خان معلّمه، هذا المعلّم الذي التزم الصمت المطبق كي لا يفضحه أمام زملائه.

في الواقع، كان الرّب يسوع يستطيع قول الحقيقة بكلّ سهولة للآخرين وكشف النوايا المخبّأة ليهوذا وتصرّفاته؛ لكن لا. لقد فضّل إبداء الرحمة والمحبّة؛ بدل إدانته، اعتبره صديقًا (راجع مت 26: 50). لو حدّق يهوذا في عينيّ الرّب يسوع كما فعل بطرس (ؤاجع لو 22: 61)، لأصبح يهوذا صديق رحمة الله. لقد كان الرّب يسوع يبدي الرحمة باستمرار.

 
 
5.1.5-    يوم الجمعة العظيمة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 37-31:19    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 37-31:19 
 

إِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ المَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَّليبِ يَوْمَ السَّبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا.

فَأَتَى الجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ المَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع.

أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه.

لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الحَالِ دَمٌ ومَاء.

والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا.

وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم».

وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: «سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه».


«وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين» (يو 12: 32)
عظة منسوبة للقدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة،
عظة

 

يتقدّم الصليب اليوم فتتهلّل الخليقة؛ فالصليب هو طريق الـضائعيـن، ورجاء المسيحيّين، وبشارة الرسل، وأمان الكون، وأساس الكنيسة، وينبوع العَطشى... لقد اقتيد الربّ يسوع بعذوبة كبيرة إلى الآلام: اقتيد إلى حكم بيلاطس؛ عند الساعة السادسة، كانوا يهزؤون به؛ وحتّى الساعة التاسعة تحمّل آلام المسامير، وبعدها أنهى موتُه آلامَه. عند الساعة الثانية عشرة، أُنزل عن الصليب: فكأنّه أسدٌ نائم...

خلال الحكم، صمتت الحكمة، والكلمة لم تتفوّه بشيء. استهزأ به أعداؤه وصلبوه... أولئك الّذين، في الأمس، أعطاهم جسده طعامًا، نظروا إليه يموت من بعيد. فبطرس، هامة الرسل، هرب أوّلاً. وأندراوس هرب أيضًا، ويوحنّا الّذي ارتاح على صدره، لم يمنع جنديًّا من أن يطعن جنبه برمحه. هرب الاثنا عشر؛ لم يقولوا كلمة واحدة من أجله، هُم الّذين من أجلهم أعطى حياته. لم يكن لعازر هنا، هو الّذي أعاده إلى الحياة. لم يبكِ الأعمى ذاك الّذي فتح عيونه للنّور، والأعرج الّذي بفضله استطاع أن يمشي، لم يُسرِع إلى جانبه.

وحده لصٌّ كان مصلوبًا قربه، اعترف به وسمّاه مَلِكَه. أيّها الّلصّ، يا زهرة شجرة الصليب المبكرة، أوّل ثمرة من خشبة الجلجلة...! مَلَك الربّ: فرحت الخليقة. انتصر الصليب، وجميع الأمم والقبائل واللغات والشعوب (راجع رؤ 7: 9) جاءوا ليسجدوا له... أعاد الصليب النور للكون بأسره، أبعد الظلمات وجَمَع الأمم في كنيسة واحدة وإيمان واحد ومعموديّة واحدة في المحبّة. انتصب في وسط العالم، مثبّتًا على الجلجلة.

 
 
5.1.6-    سبت النور     -     إنجيل القدّيس متّى 66-62:27    
 
    إنجيل القدّيس متّى 66-62:27 
 

في الغَد - أَيْ بَعْدَ التَّهْيِئَةِ لِلسَّبْت - ٱجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ لَدَى بِيلاطُس،

وقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّد، لَقَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ المُضَلِّلَ قَال، وهُوَ حَيّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَقُوم.

فَمُرْ أَنْ يُضْبَطَ القَبْرُ إِلى اليَوْمِ الثَّالِث، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلامِيذُهُ ويَسْرِقُوه، ويَقُولُوا لِلشَّعْب: إِنَّهُ قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، فَتَكُونَ الضَّلالَةُ الأَخِيرَةُ أَكْثَرَ شَرًّا مِنَ الأُولى!».

فقَالَ لَهُم بِيلاطُس: «عِنْدَكُم حُرَّاس، إِذْهَبُوا وٱضْبُطُوا القَبْرَ كَمَا تَعْرِفُون».

فَذَهَبُوا وضَبَطُوا القَبْر، فَخَتَمُوا الحَجَرَ وأَقَامُوا الحُرَّاس.


«عِندَكُم حَرَس، فاذهبوا واحفَظوه كما تَرَون»
الخورأسقف الأنطوني ميشال حايك،
قاموس الروحانيّات

 

إن كانت بيزنطيا، مدينة النصر المسيحي، قد بنَت أمبراطوريّة تحت راية الضابط الكلّ، المُتبَوّئ العرش مُمجَّدًا في ذرى صدور الكنائس، وإن التزمَت الجماعة المسيحيّة اللاتينيّة خطى الرّب يسوع المسيح، من خلال عمله في قلب العالم، بأن تبني مدينة زمنيّة في خدمة مدينة الله، فالكنائس الآراميّة لم تَبنِ قطّ لا أمبراطوريّة ولا مملكة، على الرغم من النجاحات العابرة التي حقّقتها الأعاجيب لصالح الجمهور الناكر الجميل غالبًا، الآتي من الصحراء العربيّة.

فإذا كانت بيزنطيا تقف، وقفة القيامة، ملتحفة بالنور والبهاء الأمبراطوري، وإذا كانت "اللاتينيّة" تركع أمام "مسيح الجمعة العظيمة" الذي تتبعه في درب صليبه، فالكنيسة الآراميّة تؤثر بالأحرى حركة المطانيّة المميّزة: تلتوي كالجنين في صلاتها التفجعيّة، وتنحني على قبر المعلّم، وتغوص معه في يمبوس الجحيم، في فجر السبت العظيم.

لم يطلع بعد بالنسبة إليها، نور القيامة لكنّ العتمة هي الآن عتمة الفجر: تقع كفصح الصحراء الرمزي "بين المساءين" (راجع خر 12: 6). تستطيع بيزنطيا، في النهاية، أن تنسحب من التاريخ وأن تلاقي ضابط الكلّ في مجد أورشليم السماويّة، بعد أن عاشت متجاوزة الصليب، ليترجيّة اليوم الثامن، حيث يكون عناء الأسبوع قد تجلّى. على العكس من ذلك، تجازف "اللاتينيّة" بأن تذيب الالتزام المسيحي في إنجازات تاريخيّة، وبأن تنحلّ هي في زمانيّة دنيويّة. أمّا الكنيسة الآراميّة، فهي مدعوّة إلى اليقظة الغسقيّة، مع رجاء مجد موعود وذكرى جراحات لم تلتئم بعد.  

 
 
6.1.1-    أحد القيامة الكبير     -     إنجيل القدّيس مرقس 8-1:16    
 
    إنجيل القدّيس مرقس 8-1:16 
 

لَمَّا ٱنْقَضَى السَّبْت، ٱشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّة، ومَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوب، وسَالُومَة، طُيُوبًا لِيَأْتِينَ وَيُطَيِّبْنَ جَسَدَ يَسُوع.

وفي يَوْمِ الأَحَدِ بَاكِرًا جِدًّا، أَتَيْنَ إِلى القَبْرِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْس.

وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟».

وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج، وكَانَ كَبِيرًا جِدًّا.

ودَخَلْنَ القَبْر، فَرَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ اليَمِين، مُتَوَشِّحًا حُلَّةً بَيْضَاء، فَٱنْذَهَلْنَ.

فَقَالَ لَهُنَّ: «لا تَنْذَهِلْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ المَصْلُوب. إِنَّهُ قَام، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا. وهَا هُوَ المَكَانُ الَّذي وَضَعُوهُ فِيه.

أَلا ٱذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلامِيذِهِ وَلِبُطْرُس: إِنَّهُ يَسْبِقُكُم إِلى الجَلِيل. وهُنَاكَ تَرَوْنَهُ، كَمَا قَالَ لَكُم».

فَخَرَجْنَ مِنَ القَبْرِ وَهَرَبْنَ مِنْ شِدَّةِ الرِّعْدَةِ والذُّهُول. وَمِنْ خَوْفِهِنَّ لَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا...


«هذا هو اليوم الذي صنعَه الربّ، فلنَبتهج ونفرح فيه» (مز 118[117]: 24)
بروكلس القسطنطينيّ (حوالى 390 - 446)، أسقف،
العظة 14

 

يا له من فصح جميل! ويا له من حشد رائع! كم يحمل هذا اليوم من الأسرار القديمة والجديدة! في أسبوع العيد هذا، أو بالحريّ في أسبوع البهجة هذا، يفرح الناس في أصقاع الأرض كلّها، وحتّى القوّات السماويّة تنضمّ إلينا لنحتفل بفرح بقيامة الربّ. وتفرح الملائكة ورؤساء الملائكة الذين ينتظرون عودة ملك السماوات، ربّنا يسوع المسيح، منتصرًا من الأرض؛ وتفرح أجواق القدّيسين الذين ينتظرون ذلك الذي "من الفجر وُلِد" (مز110[109]: 3)، إنّه الرّب يسوع المسيح. كما تفرح الأرض لأنّ دم الربّ قد غسلها؛ ويفرح البحر لأنّ قدَمَيّ المسيح قد وطأتاه. فليفرح كلّ إنسان وُلِد مجدّدًا من الماء والرُّوح القدس؛ حتّى آدم، وهو الإنسان الأوّل، فعليه أن يفرح لأنّه خُلِّص من اللعنة القديمة...

لم تؤسّس لنا قيامة الرّب يسوع المسيح يوم العيد هذا فحسب، بل أعطتنا الخلاص بدل الآلام، والحياة الأبديّة بدل الموت، والشفاء بدل الجراحات، والقيامة بدل الانحطاط. في الماضي، كان الفصح يتمّ في أرض مصر بحسب طقوس الشريعة؛ لم يكن ذبح الخروف سوى علامة. أمّا اليوم، فنحن نحتفل به بحسب  الإنجيل، فصحًا روحيًّا يتجلّى في يوم القيامة. في ذلك الفصح، كانوا يضحّون بحمل من القطيع؛ أمّا في فصحنا، فها هو الرّب يسوع المسيح نفسه يقدّم ذاته كحمل الله. في ذلك الفصح، كانوا يأخذون حملاً من الإسطبل؛ أمّا في فصحنا، فإنّ الرّاعي هو الذي يبذل نفسه في سبيل خرافه (راجع يو 10: 11)... في ذلك الفصح، اجتاز العبرانيّون البحر الأحمر منشدين ترنيمة مجد لمخلّصهم: "أنشد للربّ فإنّه تعظّم تعظيمًا" (خر 15: 1). أمّا في فصحنا، فإنّ الذين استحقّوا نعمة العماد هم مَن ينشدون ترنيمة المجد: "قدّوس واحد، إله واحد، الرّب يسوع المسيح الذي تمجّد من الله الآب، آمين". صاح النبيّ: "الربّ مَلَكَ والجلال لَبِسَ" (مز 93[92]: 1). لقد اجتاز العبرانيّون البحر الأحمر وأكلوا المنّ في البريّة. أمّا اليوم، حين نخرج من ماء العماد، فإنّنا نأكل الخبز الحيّ الذي نزل من السماء (راجع يو 6: 51).

 
 
فهرس بحسب الرزنامة الطقسية المارونية        -        الانجيل اليومي بحسب التقويم الماروني
زمن الميلاد او المجيء   زمن الغطاس او الدنح   زمن التذكارت   زمن الصوم الكبير   أسبوع الآلام   زمن القيامة والصعود   زمن العنصرة   زمن الصليب
 أسبوع تقديس البيعة
 أسبوع تجديد البيعة
 أسبوع بشارة زكريّا
 أسبوع بشارة العذراء
 أسبوع زيارة العذراء
 أسبوع مولد يوحنّا
 أسبوع البيان ليوسف
 أسبوع النسبة
 عيد ميلاد الربّ يسوع
 عيد تهنئة العذراء مريم
 ألاسبوع الاول من الميلاد
to enlarge
 
 أحد وجود يسوع في الهيكل
 ايام قبل عيد الدنح
 عيد الدنح
 تذكار مديح يوحنّا المعمدان
 الاسبوع الاول  بعد الدنح
 الاسبوع الثاني  بعد الدنح
 الاسبوع الثالث بعد الدنح
 الاسبوع الرابع بعد الدنح
to enlarge
 
 أحد الكهنة الراقدين
 أسبوع الكهنة الراقدين
 أحد الأبرار والصدّيقين
 أسبوع الأبرار والصدّيقين
 أحد الموتى المؤمنين
 أسبوع الموتى المؤمنين
to enlarge
 
 أحد مدخل الصوم الكبير
 اثنين الرماد
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 أحد الشعانين
to enlarge
 
 أحد الشعانين
 بداية اسبوع الآلام
 خميس الأسرار
 يوم الجمعة العظيمة
 سبت النور
 أحد القيامة الكبير
to enlarge
 
 أحد القيامة الكبير
 أسبوع الحواريّين
 الاسبوع الثاني
  الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
 أحد العنصرة
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
 الاسبوع الثامن
 الاسبوع التاسع
 الاسبوع العاشر
 الاسبوع الحادي عشر
 الاسبوع الثاني عشر
 الاسبوع الثالث عشر
 الاسبوع الرابع عشر
 الاسبوع الخامس عشر
 الاسبوع السادس عشر
 
 ارتفاع الصليب المقدّس
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
 النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003