الإنجيل اليوميّ     -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
        7-    زمن العنصرة 
7.4-   الاسبوع الرابع من زمن العنصرة
7.5-   الاسبوع الخامس من زمن العنصرة 
7.6-   الاسبوع السادس من زمن العنصرة 
  الرئيسية  

 
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

7.4.1- الأحد الرابع من زمن العنصرة: يسوع يبتهج بالروح
                                          إنجيل القدّيس لوقا 24-21:10
  «أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ ٱلسَّمَواتِ وَٱلأَرض» (مت 11: 25)
      
للقدّيس أنطونيوس الكبير (251 - 356) ، مؤسّس الحياة الرّهبانيّة
7.4.2- ا لاثنين الرابع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 5-1:18
   
7.4.3- ا لثلاثاء الرابع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 10-6:18
  «إِيَّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَداً مِن هؤلاءِ الصِّغار»  (مت 18: 10-11)
      
للطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة
7.4.4- الأربعاء الرابع من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس متّى 14-11:18
   
7.4.5- الخميس الرابع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 20-15:18
   
7.4.6- الجمعة الرابع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 35-21:18
  الغفران هو الشريعة
      
للقدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس
7.4.7- السبت الرابع من زمن العنصرة       
                                          إنجيل القدّيس متّى 30-25:11
  «إِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب»
      
للقدّيسة فوستين كووالسكا (1905 - 1938)، راهبة
7.5.1- الأحد الخامس من زمن العنصرة: دعوة الرسل
                                          إنجيل القدّيس متّى 7-1:10
  «فَأَقامَ مِنهُمُ ٱثنَي عَشَرَ يَصحَبونَهُ، فَيُرسِلُهم يُبَشِّرون» (مر 3: 20)
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
7.5.2- الاثنين الخامس من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 15-8:10
  «لا تَقتَنوا نُقودًا مِن ذَهَبٍ وَلا مِن فِضَّةٍ وَلا مِن نُحاسٍ في زَنانيرِكُم»
      
للقدّيس بونافَنتورا (1221 - 1274)، راهب فرنسيسيّ وملفان الكنيسة
7.5.3- الثلاثاء الخامس من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس مرقس 13-9:13
  «إِنَّكُم بِثَباتِكُم تَكتَسِبونَ أَنفُسَكُم» (لو 21: 19)
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا ) وملفان الكنيسة
7.5.4- الأربعاء الخامس من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 26-21:10
  «والَّذي تَسمَعونَه يُهمَسُ في آذانِكم، نادوا بِه على السُّطوح»(مت 10: 27)
      
للقدّيس باتريك (نحو 385 - نحو 461)، راهب إرساليّ وأسقف
7.5.5- الخميس الخامس من زمن العنصرة       
                                          إنجيل القدّيس متّى 33-27:10
  «مَن شَهِدَ لي أَمامَ النَّاس، أَشهَدُ لَه أَمامَ أبي الَّذي في السَّموات»
      
للقدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
7.5.6- يوم الجمعة الخامس من زمن العنصرة       
                                          إنجيل القدّيس متّى 39-34:10
  «جِئتُ لأُلِقيَ على الأَرضِ ناراً، وما أَشدَّ رَغْبَتي أَن تَكونَ قدِ اشتَعَلَت!»
      
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
7.5.7- السبت الخامس من زمن العنصرة
                                          انجيل القدّيس متّى 1:11.42-40:10
   
7.6.1- الأحد السادس من زمن العنصرة: إرسال الرسل
                                          إنجيل القدّيس متّى 25-16:10
   
7.6.2- الاثنين السادس من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس متّى 9-1:15
   
7.6.3- الثلاثاء السادس من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 20-10:15
  «إِنَّهُم عُميانٌ يَقودونَ عُميانًا»
      
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتي
7.6.4- الأربعاء السادس من زمن العنصرة   
                                          إنجيل القدّيس متّى 28-21:15
  المرأة الكنعانيّة
      
الكاردينال شارل جورنيه (1891 - 1975)، لاهوتيّ 
7.6.5- الخميس السادس من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 4-1:16
   
7.6.6- يوم الجمعة السادس من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس متّى 12-5:16
  «أَلم تَفهَموا حتَّى الآن؟»
      
للقدّيس أنسيلموس (1033- 1109)، راهب وأسقف وملفان الكنيسة
7.6.7- السبت السادس من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:3
  «إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ السَّماء يَشهَدُ لِما رأَى وسَمِع»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
 
 
7.4.1-    الأحد الرابع من زمن العنصرة: يسوع يبتهج بالروح   -     إنجيل القدّيس لوقا 24-21:10    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 24-21:10
 
(بَعدَ عَودَة الاثنَين وَالسَّبعينَ تِلميذًا بِفَرَحٍ) ٱبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ٱرْتَضَيْت.
لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلٱبْنُ إِلاَّ ٱلآب، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلاَّ ٱلٱبْن، وَمَنْ يُريدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ».
ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى ٱنْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون!
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».

 

«أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ ٱلسَّمَواتِ وَٱلأَرض» (مت 11: 25)
  للقدّيس أنطونيوس الكبير (251 - 356) ، مؤسّس الحياة الرّهبانيّة <Exhortations, n° 2-3, 132-133, 137, 170 (Philocalie des Pères neptiques ; trad. J. Touraille, Ed. DDB-Lattès, rev.)

 

في الحقيقة، ليس للإنسان العاقِل إلا أمرًا واحدًا يرغَبهُ بشدّة: أنْ يطيعَ إله الكون ويُرضيه، وأنْ يُكَوِّن نفسه ويهتمّ فقط بإرضائه. فيشكرَه على عنايته وقوّتها الّتي يوجّهُ بها كلّ الأشياء، مهما حصل في الحياة. إنه لمِن غير المناسِب أنْ نشكُر الأطباء على صحّة أجسادِنا وهم يصِفون لنا علاجاتٍ مرّة ومزعجة، وفي حين نرفضُ عرفان الجميل لله على الأشياء الّتي تبدو لنا مؤلمة، ولا ندرِكُ أنّ كلّ الأشياء تحدث كما ينبغي ولِخيرنا، بفعلِ العناية الإلهيّة. لأنّ معرفة الله والإيمان به هما خلاصُ النفس وكمالها (...)
أولئك الّذين ليس لديهم إدراك النفس، لا يفكّرون في كلّ هذا، لأنّهم لا يفهمون أنّ كلّ شيء يُحدِثُ خيرًا وكما ينبغي ولمصلحتنا حتى تتألّق الفضائل ويتوّجنا الله. (...) فالله يستمع إلى الإنسان وحدَه. وللإنسان وحدَه يكشُفُ الله عن ذاتِه. والله يحبّ الإنسان إلى درجةٍ يجعلُه إلهًا، فالإنسان وحدَه يعبُد الله باستحقاق.
من أجلِ الإنسان يتجلّى الله، ومن أجلِ الإنسان قد خلق السَّماوات كلّها وزيّنها بالنجوم. من أجل الإنسان خلق الله الأرض، أمّا البشر، فَمِن أجل ذواتِهم يزرعونها. فأولئك الّذين لا يشعرون بمثلِ هذه العناية الإلهيّة لديهم نفوسٌ لا تفهَم(...)
لقد أسّسَ الله الولادة والموت على الأرض، وأسّسَ العناية والمصير في السماء. صنعَ كلّ شيء من أجلِ الإنسان وخلاصِه. وإذ ثبّتَ الخيرات كلّها ونظّمها، خلقَ الله السماء والأرض وعناصرهما للبشر وأعطاهم أنْ يتمتّعوا بهذه الخيرات كلّها. (...) فالشكرُ، والشكرُ وحدَه يُرضي الله أكثر من أيّة ذبيحةٍ ثمينة. له المجد إلى أبد الآبدين. آمين.
 
 
7.4.2-    الاثنين الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 5-1:18   
 
    إنجيل القدّيس متّى 5-1:18
 
في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟».
فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم،
وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.
فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.
ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.
 
 
7.4.3-   الثلاثاء الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 10-6:18   
 
    إنجيل القدّيس متّى 10-6:18
 
قالَ الربُّ يَسوع: «مَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنِينَ بي، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ رَحَى الحِمَار، ويُزَجَّ بِهِ في عُمْقِ البَحْر.
أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ.
فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَو رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَعُ أَو أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ أَو رِجْلانِ وتُلْقَى في النَّارِ الأَبَدِيَّة.
وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ بِعَيْنٍ وَاحِدَة، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّمِ النَّار.
أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.

 

«إِيَّاكُم أَن تَحتَقِروا أَحَداً مِن هؤلاءِ الصِّغار. أَقولُ لكم إِنَّ ملائكتَهم في السَّمَواتِ يُشاهِدونَ أَبَداً وَجهَ أَبي الَّذي في السَّمَوات» (مت 18: 10-11)
  للطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتي،
عظة بعنوان: العالم اللامنظور



إنّ الملائكة يعتنون بنا فعليًّا في الكنيسة؛ قيل لنا إنّهم "أرواحٌ مُكَلَّفونَ بِالخِدمَة، يُرسَلونَ مِن أجلِ الذينَ سَيَرِثونَ الخَلاص" (عب 1: 14). ليس هناك من مسيحيّ مهما كان متواضعًا إلاّ ولديه ملائكة يخدمونه، إذا كان يعيش بالإيمان والحبّ. مهما كانوا كبارًا، وعظماء، وأطهارًا ومدهشين، فإنّ رؤيتهم وحدها قد ترمينا أرضًا، كما حدث للنبيّ دانيال (دا10: 9)، غير إنّهم "خدّام مثلنا" (رؤ 19: 10) ومرافقينا في العمل. يسهرون علينا؛ يدافعون عن الأكثر تواضعًا بيننا، إذا كنّا نحيا في الرّب يسوع المسيح.
فإذا كانوا ينتمون إلى عالمنا اللامنظور، فذلك يعود إلى حُلم أبينا يعقوب (راجع تك 28: 10) ... لم يكن يتوقّع أنّ يكون هناك أيُّ شيء رائع حيث كان نائمًا! كان مكانًا كما كلّ الأمكنة، مكانًا موحدًا وغير مريح؛ مع ذلك كم كانت الحقيقة مختلفة! لم يكن يعقوب يرى سوى العالم المنظور؛ لم يكن يرى العالم اللامنظور؛ ومع ذلك، فإنّ العالم اللامنظور كان موجودًا. كان موجودًا، مع أنّ يعقوب لم يدرك ذلك فورًا، لكن تمّ الإيحاء بهذا العالم له بطريقة خارقة للطبيعة. فقد رآه في الحلم: "فإذا سُلَّمٌ مُنتَصِبٌ على الأرض ورأسُه يُلامِسُ السَّماء، وإذا مَلائِكَةُ اللهِ صاعِدونَ نازِلونَ علَيه، وإذا الربُّ واقِفٌ بالقُربِ مِن يَعقوب".
كان هذا كان العالم الآخر: يتكلّم عنه الناس وكأنّه غير موجود الآن، إنّما بعد الموت فقط. لا، إنّه موجود الآن، حتّى لو كنّا لا نراه؛ إنّه بيننا وحولنا. هذا ما أُظهِر ليعقوب؛ كانت الملائكة حوله، حتّى لو لم يدرك ذلك. وما رآه يعقوب في الحلم، رآه آخرون أيضًا... وسمعوا به كما رعاة الميلاد. هذه الأرواح المغبوطة تسبّح الله نهارًا وليلاً. ونحن، في حالتنا، نستطيع الاقتداء بهم.
 
 
7.4.4-    الأربعاء الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 14-11:18    
 
    إنجيل القدّيس متّى 14-11:18
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَك.
مَا رَأْيُكُم؟ إِنْ كَانَ لِرَجُلٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَلا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ والتِّسْعِيْنَ في الجِبَال، ويَذْهَبُ يَبْحَثُ عَنِ الخَرُوفِ الضَّالّ؟
وإِنْ وَجَدَهُ، أَلا يَفْرَحُ بِهِ ؟ أَلحقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ فَرَحِهِ بِالتِّسْعَةِ والتِّسْعِينَ الَّتِي لَمْ تَضِلّ !
هكَذَا، فَإِنَّ مَشِيْئَةَ أَبِيْكُمُ الَّذي في السَّمَاوَاتِ هِيَ أَلاَّ يَهْلِكَ أَحَدٌ مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار.
 
 
7.4.5-    الخميس الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 20-15:18    
 
    إنجيل القدّيس متّى 20-15:18
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوك، فَٱذْهَبْ وعَاتِبْهُ بِيْنَكَ وبَيْنَهُ على ٱنْفِرَاد. فَإِنْ سَمِعَ لِكَ رَبِحْتَ أَخَاك.
وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْن، لِكَي تَثْبُتَ كُلُّ كَلِمَةٍ بِشَهَادَةِ ٱثْنَيْنِ أَو ثَلاثَة.
وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَقُلْ لِلْكَنِيسَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضًا، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالوَثَنِيِّ والعَشَّار.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء.
وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم».
 
 
7.4.6-   الجمعة الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 35-21:18    
 
    إنجيل القدّيس متّى 35-21:18
 
دَنَا بُطْرُسُ مِنْ يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات.
لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ.
وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار.
وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن.
فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ.
فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن.
وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك.
فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك.
فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ.
ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى.
حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ.
أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟!
وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه.
هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».

الغفران هو الشريعة
     للقدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس         Pensées choisies du st curé d'Ars (J. Frossard, Eds Téqui, p. 55, rev.)


 

لن يغفر الله إلا للّذين غفروا: هذه هي الشريعة. لا حقد عند القدّيسين ولا مرارة البتّة، فهم يغفرون كلّ شيء ويجدون على الدّوام أنّهم يستحقّون أكثر بكثير عن الإساءات الّتي ارتكبوها تجاه الله. فما إن نكره قريبنا حتّى يردّ لنا الله هذا الكره: إنّه أمرٌ ينقلبُ علينا. كنتُ أقول يومًا لأحدهم: "وكأنّك لا تريد أن تذهب إلى السماء كي لا ترى هذا الرجل؟ فيجيب: آه! بلى... ولكنّنا سنجهد أن نكون بعيدين عن بعضنا البعض وألاّ نرى بعضنا البعض". لن يكون عليهم أن يجهدوا: فباب السماء مغلقٌ أمام الكراهيّة.

لا ضغينة في السماء. فالقلوب الصالحة والمتواضعة الّتي تتلقّى الإساءات والافتراءات بفرحٍ أو بلا مبالاة تبدأ جنّتها في هذا العالم والّذين لديهم ضغينة هم تعساء. والوسيلة للتغلّب على الشيطان عندما يثير فينا أفكار حقدٍ على الّذين يسيئون إلينا هو أن نصلّي في الحال من أجلهم. فهاك كيف نتغلّب على الشرّ بالخير وهاك حالُ القدّيسين.

 
 
7.4.7-    السبت الرابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 30-25:11    
 
    إنجيل القدّيس متّى 30-25:11
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال!
نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت!
لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ.
تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم.
إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم.
أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».

«إِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب»
القدّيسة فوستين كووالسكا (1905 - 1938)، راهبة، Petit journal - § 1321

 

السّلام عليكَ، يا قلب يسوع الرّحوم، أيّها المصدر الحي لجميع النِّعم،
ملاذنا وملجأنا الوحيد، فيك أجد إشعاع الرّجاء.
السّلام عليكَ، يا قلب إلهي الشّفوق، غير المُدرَك،
نبع الحبّ الحيّ، الّذي تتدفّق منه الحياة للإنسان الخاطئ، ونبع كلّ طيبة.
السّلام عليكَ، يا جرح قلب الفادي القدّوس الّذي طُعِن بالحربة (راجع يو 19: 34)،
الّذي منه اندفقت أشعّة رحمتك، ومنه أوتينا أن ننهل الحياة، فقط من خلال إناء الثّقة.
السّلام عليكِ، يا طيبة الله الّتي تفوق الإدراك، والّتي لا يمكن قياسها أو زيادة عمقها،
المليئة بالمحبّة والرّحمة والقداسة، غير أنّكِ تنحنين نحونا على مثال الأمّهات.
السّلام عليكَ، يا عرش الرّحمة الإلهيّة، يا حمل الله، أنتَ مَن قدّمت ذاتك فِداءً عنّي،
أنت مَن تنحني نفسي أمامه كلّ يوم، وهي تحيا حياة إيمانٍ عميق.
 
 
7.5.1-    الأحد الخامس من زمن العنصرة: دعوة الرسل    -     إنجيل القدّيس متّى 7-1:10
 
   إنجيل القدّيس متّى 7-1:10
 
دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
وهذِهِ أَسْمَاءُ الرُّسُلِ ٱلٱثْنَيْ عَشَر: أَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه،
وفِيْلِبُّسُ وبَرْتُلْمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس،
وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي أَسْلَمَ يَسُوع.
هؤُلاءِ الٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُم يَسُوع، وقَدْ أَوْصَاهُم قَائِلاً: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين،
بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل.
وفِيمَا أَنْتُم ذَاهِبُون، نَادُوا قَائِلين: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات.

 

«فَأَقامَ مِنهُمُ ٱثنَي عَشَرَ يَصحَبونَهُ، فَيُرسِلُهم يُبَشِّرون» (مر 3: 20)
  للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

 

كان الرُّسل أوّل مَن شاهدوا الربّ يسوع معلّقًا على الصليب، فبكوا موته، ثمّ انتابهم هلع شديد من هالة قيامته، ولكن سرعان ما غمرتهم محبّة شديدة إثر تجلّي قوّته، فلم يتردّدوا ولو للحظة بأن يهرقوا دماءهم ليشهدوا للحقّ الذي رأوه بأمّ أعينهم.
فكّروا يا إخوتي، بما طُلب من الرُّسل: أن يذهبوا إلى أقاصي الأرض ليبشّروا بأنّ رجلاً ميتًا قد قام من بين الأموات وصعد إلى السماوات، وأن يتعرّضوا لشتّى أنواع العذابات إثر شهادتهم للحقيقة أمام عالم لا يكترث للحقّ: الحرمان، والنفي، والتكبيل بالسلاسل، والتعذيب الجسدي، والحرق، والتعرّض لهجوم الحيوانات الشرسة، والصلب، وأخيرًا الموت. هل كان هذا كلّه في سبيل المجهول؟
هل مات بطرس لمجده الخاصّ؟ وهل بشّر لمنفعته الخاصّة؟ مات هو، ليُمجّد شخص آخر. قُتل هو، فَعَبَدَ الناس آخر. وحدها شعلة المحبّة المتّقدة والإيمان بالحقيقة قادرة أن تشرح جرأة بهذا الحجم! مَن بشّروا به قد رأوه، فنحن لا نموت في سبيل حقيقة لسنا متأكّدين منها. أو هل كان عليهم نفي ما رأوه؟ ولكنّهم لم ينفوا: فقد بشّروا بهذا المائت وهم يعرفون بأنّه حيّ أبدًا، وعرفوا في سبيل أيّ حياة يزهدون بحياة الأرض، وفي سبيل أي سعادة يتحمّلون العذابات العابرة، ومن أجل أي مكافأة لا يكترثون بهول المعاناة. يا لهذا الإيمان، فهو أكبر من العالم بأسره!
 
 
7.5.2-    الاثنين الخامس من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 15-8:10   
 
    إنجيل القدّيس متّى 15-8:10
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «إِشْفُوا المَرْضَى، أَقِيْمُوا المَوْتَى، طَهِّرُوا البُرْص، وَٱطْرُدُوا الشَّيَاطِين. مَجَّانًا أَخَذْتُم، مَجَّانًا أَعْطُوا.
لا تَقْتَنُوا ذَهَبًا، ولا فِضَّةً، ولا نُحَاسًا في أَكْيَاسِكُم،
ولا زَادًا لِلطَّرِيق، ولا ثَوْبَيْن، ولا حِذَاء، ولا عَصَا، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ طَعَامَهُ.
وأَيَّ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا، إِسْأَلُوا فِيها عَمَّنْ هُوَ أَهْلٌ لٱسْتِقْبَالِكُم، وأَقِيْمُوا هُنَاكَ إِلى أَنْ تَرْحَلُوا.
وحِيْنَ تَدْخُلُونَ البَيْت، سَلِّمُوا عَلَيْه.
فَإِنْ كَانَ هذَا البَيْتُ أَهْلاً، فَلْيَحِلَّ سَلامُكُم عَلَيْه. وإِنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلاً، فَلْيَعُدْ سَلامُكُمْ إِلَيْكُم.
ومَنْ لا يَقْبَلُكُم ولا يَسْمَعُ كَلامَكُم، فَٱخْرُجُوا مِنْ ذلِكَ البَيْتِ أَو مِنْ تِلْكَ المَدِيْنَة، وٱنْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُم.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَرْضَ سَدُومَ وعَمُورَةَ سَيَكُونُ مَصِيْرُهَا، في يَوْمِ الدِّيْن، أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيْرِ تِلْكَ المَدِيْنَة.

«لا تَقتَنوا نُقودًا مِن ذَهَبٍ وَلا مِن فِضَّةٍ وَلا مِن نُحاسٍ في زَنانيرِكُم»
القدّيس بونافَنتورا (1221 - 1274)، راهب فرنسيسيّ وملفان الكنيسة،
حياة القدّيس فرنسيس الأسيزي، الفصل 3



كان فرنسيس (الشاب) يشارك بحرارة في قدّاس تكريم الرّسل؛ وكان الإنجيل يتكلّم عن إرسال الربّ رسله قائلاً لهم: "اذهَبوا إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ... وأَعلِنوا في الطَّريق أَنْ قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّمَوات" معلّمًا إيّاهم طريقة العيش الإنجيليّة: "لا تَقتَنوا نُقودًا مِن ذَهَبٍ ولا مِن فِضَّةٍ ولا مِن نُحاسٍ في زَنانيرِكم، ولا مِزوَدًا لِلطَّريق ولا قَميصَيْن ولا حِذاءً ولا عَصًا". فعندما فهم فرنسيس هذا الكلام وحفظه، وقع أسيرًا لحبّ الفقر الرسولي هذا وصاح فرِحًا: "هذا ما أريده! وهو ما تبتغيه نفسي!" ثمّ أسرع وخلع حذاءه وترك العصا الّتي يستعملها للمشي كما ترك جعبته ونقوده ولم يترك له سوى رداءً واحدًا واستبدل الزّنار بحبل: لقد وضع كلّ قلبه في سبيل تنفيذ ما سمعه للتوّ والتقيّد بطريقة عيش الكمال الّتي أعطيت للرّسل.
لقد دفعه زخم من الله إلى البحث عن الكمال الإنجيلي وعلى مشوار توبة. حين كان يتكلّم... كانت كلماته مشبعة بقوّة الروح القدس: فكانت تدخل إلى عمق قلوب سامعيه وتجعلهم ممتلئين دهشةً. لقد كان تعليمه كلّه إعلانًا للسلام وكان يبدأ كلّ عظاته بتحيّةٍ للشعب قائلاً لهم: "لِيُعطِكُم الربُّ السلام". لقد كانت هذه التحيّة وحيًا من الربّ، كما أعلن فرنسيس ذلك لاحقًا، إذ أعطاه الربّ هذه الصيغة ليستعملها...
كثر الكلام رويدًا رويدًا عن رجل الله وتعليمه البسيط للغاية وعن حياته ممّا دفع بعضهم أن يقتدوا به إذ تملّكهم روح التوبة فانضمّوا لاحقًا إليه تاركين كلّ شيء ولبسوا مثله وبدأوا يتقاسمون الحياة المشتركة.
 
 
7.5.3-    الثلاثاء الخامس من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس مرقس 13-9:13   
 
    إنجيل القدّيس مرقس 13-9:13
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كُونُوا أَنْتُم عَلى حَذَر: سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِسِ وَالمَجَامِع، ويَضْرِبُونَكُم، ويُوقِفُونَكُم أَمَامَ الوُلاةِ وَالمُلُوك، مِنْ أَجْلِي، شَهَادةً لَهُم.
ولا بُدَّ أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِٱلإِنْجِيلِ في كُلِّ الأُمَم.
وحِينَ يَسُوقُونَكُم لِيُسْلِمُوكُم، لا تَهْتَمُّوا بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، بَلْ تَكَلَّمُوا بِمَا تُعْطَونَهُ في تِلْكَ السَّاعَة، لأَنَّكُم لَسْتُم أَنْتُمُ المُتَكَلِّمِين، بَلِ ٱلرُّوحُ القُدُس.
وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلَى وَالِدِيهِم، ويَقْتُلُونَهُم.
ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي. ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ.


 

 «إِنَّكُم بِثَباتِكُم تَكتَسِبونَ أَنفُسَكُم» (لو 21: 19)
       للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
عظة 306

 

أتريد بلوغ تلك الحياة حيث تصبح دائمًا بمأمن عن الخطأ؟ مَن لا يريد ذلك؟... كلّنا نريد الحياة والحقيقة. ولكن كيف يمكن بلوغ ذلك؟ وأيّ درب نسلك؟ لم تنتهِ رحلتنا بعد، لكنّنا نرى النهاية منذ الآن... نحن نطمح إلى الحياة وإلى الحقّ. إنّ الرّب يسوع المسيح هو كلاهما. ما هو السبيل إليه؟ لقد قال: "أنا الطريق". إلى أين يقودنا؟ "أنا الحقّ والحياة" (راجع يو 14: 6).
هذا ما أحبّه الشهداء؛ لهذا السبب بالتحديد، تجاوزوا حبّ المقتنيات الأرضيّة؛ لا تندهشوا أمام شجاعتهم؛ فقد تغلّب فيهم الحبّ على الألم... لنسِر على خطاهم وأنظارنا ثابتة على مَن هو قائدنا وقائدهم؛ فإنّ كنّا نرغب في بلوغ سعادة قصوى كهذه، علينا ألاّ نخشى من سلوك الدّروب الصعبة. إنّ ذاك الذي قطع علينا هذا الوعد صادقٌ حقًّا؛ إنّه وفيّ ولا يمكنه أن يخدعنا... ولِمَ الخشية من درب الألم والعذابات الصعبة؟ إنّ الرّب يسوع المسيح بذاته قد مرّ فيه.
وإذ بك تجيب: "لكنّه المخلّص!" اعلم إذًا بأنّ الرُّسل سلكوا ذلك الدّرب أيضًا. فتُجيب مجدّدًا: "كانوا رسلاً!". أعرف ذلك. لا تنسَ أنّ عددًا كبيرًا من الرجال مثلك سلكوا ذلك الدرب بدورهم...؛ ومن النساء أيضًا...؛ ومن الأطفال، ومن الشابّات. فكيف يكون ذلك الدرّب صعبًا بعدما وطئه هذا العدد من المارّة وجعلوه سهلاً؟
 
 
7.5.4-    الأربعاء الخامس من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس متّى 26-21:10   
 
    إنجيل القدّيس متّى 26-21:10
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «سَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم.
ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ.
وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ.
حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟
فَلا تَخَافُوهُم! لأَنَّهُ مَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، ومَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف.

 «والَّذي تَسمَعونَه يُهمَسُ في آذانِكم، نادوا بِه على السُّطوح»(مت 10: 27)
       للقدّيس باتريك (نحو 385 - نحو 461)، راهب إرساليّ وأسقف،
اعتراف، الفقرات 43-47

 

لم أبدأ هذا العمل من تلقاء ذاتي، إنّما أمرني الربّ أن آتي إلى الإيرلنديّين الوثنيّين وأمضي الفترة المتبقّية من حياتي... إن أراد الربّ ذلك وإن حفظني من كلّ طريق سيّئ. ولكن ليس لديّ ثقة بنفسي طالما لازمت "هَذا الجَسَد الَّذي مَصيرُه المَوت" (رو 7: 24؛ راجع 2بط 1: 13)... أنا لم أعش حياة كاملة كغيري من المؤمنين، ولكنّني أعترف بذلك أمام ربّي ولا أخجل في حضرته. لأنّني لا أكذب: منذ أن عرفته في صغري، نما حبّ الله فيّ، كذلك نمت فيَّ مخافته؛ وحتّى الآن، بنعمة الربّ، "حافَظتُ على الإِيمان" (2تم 4: 7).
ليسخر منّي وليقم بإهانتي مَن يريد، أنا لن أسكت ولن أخفي "الآياتِ والعجائِب" (دا 6: 28)، التي أراني إيّاها الربّ، قبل سنين من إتمامها، هو الذي يعرف كلّ شيء. لذا، عليّ ألاّ أتوقّف عن تمجيد الله، الذي غالبًا ما غفر لي هفواتي وإهمالي، وأيضًا لأنّه لم يسخط بي ولو لمرّة واحدة، أنا الّذي أُعطيتُ أن أكون أسقفًا. لقد رأف بي الربّ "وصنع إحسانًا إلى أُلوفٍ وألوف من الناس" (خر20: 6)، لأنّه رأى أنّني متفرّغ... في الواقع، رفض كثيرون هذه المهمّة؛ كانوا يتكلّمون من وراء ظهري ويقولون: "لماذا ينطلق في مغامرة خطرة عند غرباء لا يعرفون الله؟" ما كانوا يقولون ذلك من خبثهم؛ أنا بنفسي أشهد على ذلك: "بسبب فظاظتي، لم يقدروا أن يفهموا لماذا عُيِّنتُ أسقفًا. وأنا لم أكن سريعًا في اكتشاف النعمة التي كانت فيّ. الآن كلّ هذا أصبح واضحًا لي.
الآن، أعرض بكلّ بساطة لإخوتي ولزملائي في الخدمة الذين صدّقوني، لماذا "وعظت وأكمل الوعظ" (2كور13: 2)، بهدف تقوية إيمانكم وتثبيته. علّكم تطمحون، أنتم أيضًا، إلى تحقيق أهداف أسمى وإنجاز أعمال أروع. سيكون هذا فخرًا لي، لأنّ "الابن الحَكِيم يَسُرُّ أباهُ" (أم 10: 1).
 
 
7.5.5-    الخميس الخامس من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس متّى 33-27:10   
 
    إنجيل القدّيس متّى 33-27:10
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «مَا أَقُولُهُ لَكُم في الظُّلْمَةِ قُولُوهُ في النُّور. ومَا تَسْمَعُونَهُ هَمْسًا في الأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلى السُّطُوح.
لا تَخَافُوا مِمَّنْ يَقْتُلُونَ الجَسَد، ولا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوا النَّفْس، بَلْ خَافُوا بِالحَرِيِّ مِمَّنْ يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ والجَسَدَ مَعًا في جَهَنَّم.
أَلا يُبَاعُ عُصْفُورَانِ بِفَلْسٍ، ووَاحِدٌ مِنْهُمَا لا يَسْقُطُ عَلى الأَرْضِ بِدُونِ عِلْمِ أَبِيْكُم؟
أَمَّا أَنْتُم فَشَعْرُ رَأْسِكُم مَعْدُودٌ كُلُّهُ.
فَلا تَخَافُوا! إِنَّكُم أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيْرَ كَثِيْرَة.
كُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي أَمَامَ النَّاس، أَعْتَرِفُ بِهِ أَنَا أَيْضًا أَمَامَ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
ومَنْ يُنْكِرُني أَمَامَ النَّاس، أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا أَمَامَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.

«مَن شَهِدَ لي أَمامَ النَّاس، أَشهَدُ لَه أَمامَ أبي الَّذي في السَّموات»
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة،
العظة رقم 20 عن المزمور 118

 

كلّ يوم، يمكنك أن تكون شاهدًا للرّب يسوع المسيح. لقد تعرّضت للتجربة من قبل روح الفسق؛ لكنّك قرّرت أنّه لا يجوز تدنيس عفّة الروح وعفّة الجسد: أنت شهيد، أي شاهدٌ للرّب يسوع المسيح. لقد جرّبك روح الكبرياء؛ لكن حين رأيت الفقير والمحتاج، شعرت بالرحمة وفضّلت التواضع على الغطرسة: أنت إذًا شاهدٌ للرّب يسوع المسيح. بل أفضل من ذلك: أنتَ لم تشهد بالكلام فقط، إنّما أيضًا بالأعمال.
مَن هو الشاهد الأصدق؟ إنّه كلّ شخص "يَشهَدُ لِيَسوعَ المسيح الذي جاءَ في الجَسَد" (1يو 4: 2)، ويلتزم بتعاليم الإنجيل. كم نجد كلّ يوم من أولئك الشهداء للرّب يسوع المسيح المخفيّين، الذين يعترفون بالرّب يسوع المسيح! لقد عرف القدّيس بولس هذا النوع من الاستشهاد وشهادة الإيمان تلك بالرّب يسوع المسيح، هو الذي قال: "إنّ فخرنا هو شهادة ضميرنا" (2كور 1: 12). فكم هنالك من الناس الذين جاهروا بإيمانهم علنًا وأنكروه داخليًّا! كنْ إذًا أمينًا وشجاعًا أمام الاضطهادات الداخليّة لتنتصر أيضًا على الاضطهادات الخارجيّة. ففي الاضطهادات الداخليّة أيضًا، هنالك "ملوك وحكّام"، قضاة ذات سلطة رهيبة. لديك مثال على ذلك في التجارب التي تعرّض لها الربّ (مت 4: 1).
 
 
7.5.6-    يوم الجمعة الخامس من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 39-34:10  
 
    إنجيل القدّيس متّى 39-34:10
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلى الأَرْضِ سَلامًا، مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلامًا بَلْ سَيْفًا.
جِئْتُ لأُفَرِّقَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَأَبِيْه، والبِنْتِ وأُمِّهَا، والكَنَّةِ وحَمَاتِهَا.
وأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ.
مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَو أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّني. ومَنْ أَحَبَّ ٱبْنًا أَوِ ٱبْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّنِي.
ومَنْ لا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ ويَتْبَعُنِي فَلا يَسْتَحِقُّنِي.
مَنْ وَجَدَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.

«جِئتُ لأُلِقيَ على الأَرضِ ناراً، وما أَشدَّ رَغْبَتي أَن تَكونَ قدِ اشتَعَلَت!»
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة، الأعداد 696 + 728-730

 

من رموز الرُّوح القدس: النار. ففيما يرمز الماء إلى الولادة وخصب الحياة التي يهبها الرُّوح القدس، ترمز النار إلى قدرة أعمال الرُّوح القدس المحوِّلة. فالنبي إيليّا، الذي "قامَ كالنَّار وتَوقَّدَ كَلامُه كالمِشعَل" (سي 48: 1)، أنزل نار السماء على ذبيحة جبل الكرمل، وهي صورة نار الرُّوح القدس الذي يحوّل ما يلمسه. ويوحنّا المعمدان، "الذي سار أمام الربّ بروح إيليّا وقدرته" (راجع لو 1: 17)، بشّر بالرّب يسوع المسيح معلنًا أنّه هو "مَنْ سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار" (لو 3: 16)، هذا الرُّوح الذي قال عنه الرّب يسوع: "جِئتُ لأُلِقيَ على الأَرضِ ناراً، وما أَشدَّ رَغْبَتي أَن تَكونَ قدِ اشتَعَلَت!" (لو 12: 49). وبهيئة "أَلسِنَةٍ كأَنَّها مِن نارٍ"، حلّ الرُّوح القدس على التلاميذ في صباح العنصرة، وملأهم منه (راجع أع 2: 3-4). لقد حفظ التقليد الرُّوحي رمز النار هذا كأفصح تعبير عن عمل الرُّوح القدس: "لا تُخمِدوا الرُّوح" (1تس 5: 19).
أنّ الرّب يسوع لم يكشف كشفًا تامًّا الرُّوح القدس طالما هو نفسه لم يمجَّد بموته وقيامته... وهو لم يعد بمجيء الرُّوح القدس إلاّ عندما حانت الساعة التي سوف يمجَّد فيها إذ أنّ موته وقيامته سيكونان تحقيق الوعد الذي أعطي للآباء: أنّ روح الحقّ، البارقليط الآخر، سيهبه الآب استجابة لصلاة الرّب يسوع (راجع يو14: 16 وما يلي)؛ سيرسله الآب باسم الرّب يسوع؛ وسيرسله الرّب يسوع من لدن الآب لأنّه ينبثق من الآب... وأخيرًا، أتت ساعة الرّب يسوع: استودع روحه بين يديّ الآب في اللحظة التي انتصر فيها على الموت بموته؛ وبعد أن "أُقيمَ... مِن بَينِ الأَمواتِ بِمَجْدِ الآب" (رو6: 4)، أعطى على الفور الرّوح القدس عندما نفخ في تلاميذه (راجع يو20: 22).
 
 
7.5.7-    السبت الخامس من زمن العنصرة     -     انجيل القدّيس متّى 1:11.42-40:10
 
   انجيل القدّيس متّى 1:11.42-40:10  
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «مَنْ يَقْبَلُكُم يَقْبَلُنِي، ومَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ مَنْ أَرْسَلَني.
مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا لأَنَّهُ نَبِيٌّ يَنَالُ أَجْرَ نَبِيّ. ومَنْ يَقْبَلُ صِدِّيقًا لأَنَّهُ صِدِّيقٌ يَنَالُ أَجْرَ صِدِّيق.
ومَنْ سَقَى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ أَحَدَ هؤُلاءِ الصِّغَارِ لأَنَّهُ تِلْمِيذ، فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ».
ولَمَّا أَتَمَّ يَسُوعُ وصَايَاهُ لِتَلامِيذِهِ الٱثْنَي عَشَر، ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ ويَكْرِزَ في مُدُنِ اليَهُود.
 
 
7.6.1-    الأحد السادس من زمن العنصرة: إرسال الرسل     -     إنجيل القدّيس متّى 25-16:10
 
   إنجيل القدّيس متّى 25-16:10  
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام.
إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم .
وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم.
وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ.
فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم.
وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم.
ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ.
وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ.
حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟
 
 
7.6.2-    الاثنين السادس من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس متّى 9-1:15
 
   إنجيل القدّيس متّى 9-1:15  
 
دَنَا إِلى يَسُوعَ فَرِّيسِيُّونَ وكَتَبَةٌ مِنْ أُورَشَليمَ وقَالُوا لَهُ:
لِمَاذَا يُخَالِفُ تَلامِيذُكَ تَقْليدَ الشُّيُوخ، فلا يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُم عِنْدَمَا يَتَنَاوَلُونَ طَعَامًا؟.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «وَأَنْتُم، لِمَاذَا تُخَالِفُونَ وَصِيَّةَ اللهِ مِنْ أَجْلِ تَقْليدِكُم؟
فَٱللهُ قَال: أَكْرِمْ أَبَاكَ وأُمَّكَ، ومَنْ يَلْعَنْ أَبَاهُ أَو أَمَّهُ فَلْيُقْتَلْ قَتْلاً.
أَمَّا أَنْتُم فَتَقُولُون: إِنَّ مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَو أُمِّهِ: مَا يُمْكِنُني أَنْ أُسَاعِدَكَ بِهِ قَدَّمْتُهُ قُرْبَانًا لِلْهَيْكَل،
لا يَعُودُ مُلْزَمًا بِإِكْرَامِ أَبِيْهِ أَو أُمِّهِ. فَمِنْ أَجْلِ تَقْليدِكُم أَبْطَلتُم كَلِمَةَ الله!
يَا مُرَاؤُون، حَسَنًا تَنَبَّأَ عَلَيْكُم آشَعْيا قَائِلاً:
هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيه، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ جِدًا عَنِّي.
وبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي، وهُم يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وصَايَا بَشَر».
 
 
7.6.3-    الثلاثاء السادس من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس متّى 20-10:15
 
   إنجيل القدّيس متّى 20-10:15  
 
دَعَا يَسُوعُ الجَمْعَ وقَالَ لَهُم: «إِسْمَعُوا وٱفْهَمُوا:
لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَان، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ هُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان».
حينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ التَّلاميذُ وقَالُوا لَهُ: «أَتَعْلَمُ أَنَّ الفَرِّيسيِّينَ تَشَكَّكُوا حِيْنَ سَمِعُوا هذَا الكَلام؟».
فَأَجَابَ وقَال: «كُلُّ غَرْسَةٍ لَمْ يَغرِسْهَا أَبي السَّماوِيُّ تُقلَع.
دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة».
فَأَجَابَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هذَا المَثَل».
فقَال: «وهَلْ أَنْتُم أَيْضًا إِلى الآنَ لا تَفْهَمُون؟
أَلا تُدْرِكُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يَنْزِلُ إِلى الجَوف، ثُمَّ يُدْفَعُ إِلى الخَلاء؟
أَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ فَمِنَ القَلْبِ يَصْدُر، وهُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان.
فَمِنَ القَلْبِ تَصْدُرُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَة، والقَتْلُ، والزِّنَى، والفُجُور، والسَّرِقَة، وشَهَادَةُ الزُّور، والتَّجْدِيف.
تِلْكَ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَان. أَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلا يُنَجِّسُ الإِنْسَان».

«إِنَّهُم عُميانٌ يَقودونَ عُميانًا»
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ،
العظة الأولى حول سفر الأحبار

 

في الأيّام الأخيرة، عندما وُلِدَ كلمة الله من مريم العذراء متجسّدًا وأظهرَ نفسَه لهذا العالم، كنّا نرى فيه غير ما كان بمقدور بصيرَتنا أن تكتشفَ فيه. كانَتْ رؤية جسده بديهيّة للجميع. أمّا معرفة ألوهيّته، فلم تكنْ معطاة إلاّ لقليلين. كذلك هي الحال عندما يخاطبُ كلمةُ الله الشعبَ حسب الشريعة والأنبياء، فهو يقدِّمُ نفسه مرتديًا الثياب الملائمة. في تجسُّده، نراه مكسوًّا بالجسد؛ وفي الكتابات المقدّسة، نراه متّشحًا بوشاح الكلمة. ووشاحُ الكلمة يشبهُ تأنّسه، والمعنى الروحيّ الذي تحمله الشريعة يشبهُ ألوهيّته. نجد في سفر الأحبار رُتَب الذبائح والأضاحي على أنواعها وخدمة الكهنة الليتورجيّة...؛ طوبى للأعين التي تبصرُ الروح القدس المخبّأ وراء الوشاح...
قالَ بولس الرسول: "... لا يُرفَعُ هذا القِناعُ إِلاَّ بِالاهتِداءِ إِلى الرَّبّ، لأَنَّ الرَّبَّ هو الرُّوح، وحَيثُ يَكونُ رُوحُ الرَّبّ، تَكونُ الحُرِّيَّة" (2كور 3: 16-17). علينا إذًا أن نصلّي للربّ بذاته، وأن نصلّي للرُّوح القدس بذاته، كي ينزعَ الظلمة وكي نتمكّن من أن نتأمّل بشخص الرّب يسوع المسيح المعنى الروحيّ العظيم للشريعة، تمامًا مثل ذاك الذي قالَ: "إفتَحْ عَينَيَّ فأُبصِرَ عَجائب شَريعَتِكَ" (مز 119[118]: 18).
 
 
7.6.4-    الأربعاء السادس من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس متّى 28-21:15
 
   إنجيل القدّيس متّى 28-21:15  
 
إنْصَرَفَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا،
وإِذَا بِٱمْرَأَةٍ كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: «إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ٱبْنَ دَاوُد! إِنَّ ٱبْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِِّبُهَا جِدًّا».
فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: «إِصْرِفْهَا، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!».
فَأَجَابَ وقَال: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل».
أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: «سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!».
فَأَجَابَ وقَال: «لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!».
فقَالَتْ: «نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».
حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا.

 

المرأة الكنعانيّة
الكاردينال شارل جورنيه (1891 - 1975)، لاهوتيّ،
محاضرات معطاة في جنيف من 1972 إلى 1974 حول إنجيل القدّيس يوحنّا

 

ذهب الرّب يسوع إلى نواحي صور وصيدا، وكانت هناك امرأة، كنعانيّة، وسوريّة-فينيقيّة، جاءت وتقول له: "إبنتي مريضة". فلم يُجب بشيء، وكأنّه لا يسمع. ثمّ قال له الرسل: "إِصرِفها، فَإِنَّها تَتبَعُنا بِصِياحِها" فأجاب: "لَم أُرسَل إِلّا إِلى ٱلخِرافِ ٱلضّالَّةِ مِن آلِ إِسرائيل". وزاد إصرار هذه المرأة فأجابها الرّب يسوع بكلام يبدو قاسيًا قائلاً لها: "لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنينَ فَيُلقى إِلى صِغارِ ٱلكِلاب". لقد بدا هذا قاسياً جدّاً على هذه الأمّ التي تطلب شفاء ابنتها، فيما تسمع الرّب يسوع يقول لها : "لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنينَ فَيُلقى إِلى صِغارِ ٱلكِلاب". أجابت: "نَعم، يا رَبّ! فَصِغارُ ٱلكِلابِ نَفسُها تَأكُلُ مِنَ ٱلفُتاتِ ٱلَّذي يَتَساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها". أنظروا جواب الرّب يسوع... أنظروا، إنّه كان يضع حواجزًا. فهو لم يُرسَل إلى الخراف الضائعة، إلّا التي من إسرائيل، هذا دوره الخاصّ، ثمّ وضع له حواجز. والحواجز التي يضعها رفعت مستوى نهر حبّه. ثمّ قالت هذا القول الرائع: "نَعم، يا رَبّ! فَصِغارُ ٱلكِلابِ نَفسُها تَأكُلُ مِنَ ٱلفُتاتِ ٱلَّذي يَتَساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها- يَا امْرَأَةُ، إيمانك عظيم!" إنّه لَرائع، هذا الأمر. لم تكن في خطّة رسالة الرّب يسوع، لكنّها تأتي مع هكذا حبّ، حتّى أنّه اختبرها، إذ شعر بأنّها كانت نفساً عظيمة، فساعدها سرّاً، بأن وضع حواجز لرفع مستوى حبّها لهذه الدرجة. هذا واحد من أكثر المقاطع المؤثِّرة في الإنجيل.
لذلك، يمكن أن يفعل كذلك معنا في بعض الأحيان، أن يعاملنا بقساوة، ويتركنا بشعورنا وكأنّه يدفعنا بعيدًا. هذا يمكن أن يكون في بعض الأحيان مؤلماً جدّاً في الإختبارات الكبيرة المخصَّصة لتلك النفوس العظيمة، هناك أوقات يمكنها أن تكون رهيبة، تجارب رهيبة يمكن أن تأتي بعد سنوات من الحياة المعطاة لله، كما يمكن أن تأتي تجارب ضدّ الإيمان مثلاً، ويمكنها أن تكون فظيعة. لماذا يسمح الله بهذه السدود؟ لكي يجعل الصلوات ترتفع، والدعاء. وبعد ذلك، يزيد الإيمان عشرات الأضعاف.
 
 
7.6.5-    الخميس السادس من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس متّى 4-1:16
 
   إنجيل القدّيس متّى 4-1:16  
 
دنَا الفَرِّيسيُّونَ والصَّدُّوقيُّونَ مِنْ يَسُوعَ لِيُجَرِّبُوه، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُريَهُم آيَةً مِنَ السَّمَاء.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «عِنْدَ حُلُولِ المَسَاءِ تَقُولُون: غَدًا صَحْوٌ! لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّة.
وعِنْدَ الفَجْرِ تَقُولُون: أَليَوْمَ شِتَاء! لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ مُكْفَهِرَّة. إِنَّكُم تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاء، أَمَّا عَلامَاتُ الأَزْمِنَةِ فلا تَقْدِرُونَ أَنْ تُمَيِّزُوهَا.
جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان». ثُمَّ تَرَكَهُم ومَضَى.
 
 
7.6.6-    يوم الجمعة السادس من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس متّى 12-5:16
 
   إنجيل القدّيس متّى 12-5:16  
 
لَمَّا عَبَرَ التَّلامِيْذُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى، نَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا مَعَهُم خُبْزًا.
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أُنْظُرُوا وَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين».
فصَارُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم ويَقُولُون: «لَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا خُبْزًا!».
وعَلِمَ يَسُوعُ فَقَال: «يَا قَليلِي الإِيْمَان، لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِكُم أَنَّهُ لَيْسَ لَدَيْكُم خُبْز؟
أَلا تُدْرِكُونَ حتَّى الآن، أَلا تَتَذَكَّرُونَ الأَرْغِفَةَ الخَمْسَةَ الَّتي أَشْبَعَتِ الآلافَ الخَمْسَة، وكَم قُفَّةً أَخَذْتُم؟
والأَرْغِفَةَ السَّبْعَةَ الَّتي أَشْبَعَتِ الآلافَ الأَرْبَعَة، وكَمْ سَلاًّ أَخَذْتُم؟
كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين».
حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين.

 

«أَلم تَفهَموا حتَّى الآن؟»
القدّيس أنسيلموس (1033- 1109)، راهب وأسقف وملفان الكنيسة،
عظة

 

لا يمكنني أن أرى نورك: إنّه نور مشعّ جدًّا لا يستطيع نظري أن يتحمّله. ومع ذلك، فإنّ كلّ ما أراه، هو بفضل نورك، تمامًا كما ترى أعيننا الضعيفة كلّ ما تراه بفضل نور الشمس بدون أن تقوى على النظر إلى الشمس بحدّ ذاتها.
ويبقى عقلي عاجزًا أمام نورك؛ إنّه مشرق ومشعّ للغاية. تعجز عين نفسي عن تلقّيه، ولا تقوى حتّى على البقاء شاخصة إليه. يصاب نظري بالأذى من شعاع هذا النور، ويتجاوزه مداه. إنّه يضيع في وساعته ويهيم في عمقه.
أيّها النور السَّيديّ والذي لا يمكن الوصول إليه! أيّتها الحقيقة الكاملة والمباركة! كم أنت بعيد عنّي ولكنّني في الوقت نفسه قريب جدًّا منك! تكاد تغيب كليًّا عن نظري، بينما أنا كلّي تحت نظرك! يشعّ ملء حضورك أينما كان، وأنا لا أراك. من خلالك أتصرّف وأعيش. ومع ذلك، لا أستطيع أن أبلغك. أنت فيّ، أنت في محيطي، ومع ذلك، لا يمكنني أن أرمقك ولو بنظرة.
 
 
7.6.7-    السبت السادس من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:3
 
   إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:3  
 
أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع،
وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ.
مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق.
فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب.
أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء.
مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.

 

«إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ السَّماء يَشهَدُ لِما رأَى وسَمِع»
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
الإعترافات، الجزء التاسع

 

لنفترض أنّ اضطرابات الجسد سكتت في أحد ما، وصمتت كلّ أوهام الأرض والمياه والهواء، وحتّى السماوات. لنفترض أنّ النفس بذاتها صمتت وتخطّت ذاتها بعدم التفكير في نفسها: صمت أحلام الخيال. لنفترض أنّ كلّ اللغات قد سكتت في أحدٍ ما، ومعها كلّ العلامات العابرة، وأنّ كلّ شيء قد صمت، إذ إنّه بالنسبة لمَن يمكنه أن يسمع، فإنّ كلّ الأشياء تقول: "اعلموا بأنّ الربّ هو الله هو صنعنا... فانَّ الرَّبَّ صالِحٌ وللأبدِ رَحمَتُه" (مز100[99]: 3 + 5).
بناء على ما تقدّم، لنفترض أنّ كلّ الأشياء قد صمتت، لتدير أذنها نحو خالقها، وأنّه هو وحده مَن يتكلّم، ليس من خلال أعماله، إنّما من خلال ذاته، ليجعلنا نسمع كلمته بدون لغة بشريّة أو صوت ملاك أو غمام كثيف (راجع خر 19: 16) ولا من خلال مثل ملتبس. إذا كان هو الذي نحبّه في هذه الأشياء، جعلنا نسمعه من دونها... وإذا بلغ فكرنا الحكمة الأزليّة التي تبقى فوق كلّ الأشياء... ألا يكون هذا إتمامًا لهذه الكلمة: "أدخل نعيم سيّدك" (مت 25: 21)؟
 
 
فهرس بحسب الرزنامة الطقسية المارونية        -        الانجيل اليومي بحسب التقويم الماروني
زمن الميلاد او المجيء   زمن الغطاس او الدنح   زمن التذكارت   زمن الصوم الكبير   أسبوع الآلام   زمن القيامة والصعود   زمن العنصرة   زمن الصليب
 أسبوع تقديس البيعة
 أسبوع تجديد البيعة
 أسبوع بشارة زكريّا
 أسبوع بشارة العذراء
 أسبوع زيارة العذراء
 أسبوع مولد يوحنّا
 أسبوع البيان ليوسف
 أسبوع النسبة
 عيد ميلاد الربّ يسوع
 عيد تهنئة العذراء مريم
 ألاسبوع الاول من الميلاد
to enlarge
 
 أحد وجود يسوع في الهيكل
 ايام قبل عيد الدنح
 عيد الدنح
 تذكار مديح يوحنّا المعمدان
 الاسبوع الاول  بعد الدنح
 الاسبوع الثاني  بعد الدنح
 الاسبوع الثالث بعد الدنح
 الاسبوع الرابع بعد الدنح
to enlarge
 
 أحد الكهنة الراقدين
 أسبوع الكهنة الراقدين
 أحد الأبرار والصدّيقين
 أسبوع الأبرار والصدّيقين
 أحد الموتى المؤمنين
 أسبوع الموتى المؤمنين
to enlarge
 
 أحد مدخل الصوم الكبير
 اثنين الرماد
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 أحد الشعانين
to enlarge
 
 أحد الشعانين
 بداية اسبوع الآلام
 خميس الأسرار
 يوم الجمعة العظيمة
 سبت النور
 أحد القيامة الكبير
to enlarge
 
 أحد القيامة الكبير
 أسبوع الحواريّين
 الاسبوع الثاني
  الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
 أحد العنصرة
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
 الاسبوع الثامن
 الاسبوع التاسع
 الاسبوع العاشر
 الاسبوع الحادي عشر
 الاسبوع الثاني عشر
 الاسبوع الثالث عشر
 الاسبوع الرابع عشر
 الاسبوع الخامس عشر
 الاسبوع السادس عشر
 
 ارتفاع الصليب المقدّس
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003