الإنجيل اليوميّ     -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
        7-    زمن العنصرة 
7.10-   الاسبوع العاشر من زمن العنصرة
7.11-   الاسبوع الحادي عشر من زمن العنصرة 
7.12-   الاسبوع الثاني عشر من زمن العنصرة 
  الرئيسية  

 
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

7.10.1- الأحد العاشر من زمن العنصرة: يسوع وبعل زبول
                                          إنجيل القدّيس متّى 32-22:12
  «كُلُّ مَملَكةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدينةٍ أَو بَيتٍ يَنقَسِمُ على نَفْسِه لا يَثبُت» (مت 12: 25)
      
للقدّيس قِبريانُس (نحو 200 - 258)، أسقف قرطاجة وشهيد
7.10.2- الاثنين العاشر من زمن العنصرة   
                                          إنجيل القدّيس متّى 15-13:23
  «كانَ يُعَلِّمُهم كَمَن لَه سُلطان، لا مِثلَ كَتَبَتِهم» (مت 7: 28)
      
للقدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 - 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
7.10.3- الثلاثاء العاشر من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 22-16:23
   
7.10.4- الأربعاء العاشر من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 26-23:23
  الرّب يسوع يدعونا للتّوبة
      
للقدّيس رافاييل أرناييز بارون (1911 – 1938)، راهب ترابيست إسباني
7.10.5- الخميس العاشر من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 5-1:12
  «وأقولُ لَكم يا أحِبّائي، لا تَخَافوا الذينَ يَقتلونَ الجَسَد»
      
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
7.10.6- يوم الجمعة العاشر من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 9-6:12
  «بَل شَعرُ رُؤوسِكُم نَفسُهُ مَعدودٌ بِأَجمَعِهِ»
      
للقدّيسة كاترينا السيانيّة (1347 - 1380)، راهبة دومينكيّة وملفانة الكنيسة
7.10.7- السبت العاشر من زمن العنصرة   
                                          إنجيل القدّيس لوقا 12-10:12
  «وعندَما تُساقونَ إِلى المَجامِعِ والحُكَّامِ وأَصحابِ السُّلطَةِ، فلا يُهِمَّنَّكُم كَيفَ تُدافِعونَ عن أَنفُسِكم أَو ماذا تَقولون»
     
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك القسطنطينيّة وملفان الكنيسة 
7.11.1- الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة: توبة زكّا العشّار 
                                          إنجيل القدّيس لوقا 10-1:19
  «يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ»
      
للقدّيس غريغوريوس الناريكيّ (نحو 944 - نحو 1010)، راهب وشاعر أرمنيّ
7.11.2- الاثنين الحادي عشر من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 21-13:12
  «إذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني»
      
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
7.11.3- الثلاثاء الحادي عشر من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 31-22:12
   
7.11.4- الأربعاء الحادي عشر من زمن العنصرة      
                                          إنجيل القدّيس لوقا 34-32:12
  كنزٌ خفيّ
      
للقدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة
7.11.5- الخميس الحادي عشر من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 40-35:12
   
7.11.6- يوم الجمعة الحادي عشر من زمن العنصرة   
                                          إنجيل القدّيس لوقا 48-42:12
   
7.11.7- السبت الحادي عشر من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 53-49:12
  «جِئتُ لأُلِقيَ على الأَرضِ ناراً، وما أَشدَّ رَغْبَتي أَن تَكونَ قدِ اشتَعَلَت»
      
إسحَق السريانيّ (القرن السابع)، راهب في العراق وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة
7.12.1- الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة: إيمان المرأة الكنعانيّة  
                                          إنجيل القدّيس متّى 28-21:15
  «ما أعظمَ إيمانَكِ أيّتها المَرأَة»
      
جان تولير (نحو 1300 - 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ
7.12.2- الاثنين الثاني عشر من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 59-54:12
   
7.12.3-  الثلاثاء الثاني عشر من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 5-1:13
  «فاختَرِ الحَياةَ لِكَي تَحْيا أَنتَ ونَسْلُكَ» (تث 30: 19)
      
الديداكيه (بين 60 – 120)، تعليم يهودي مسيحي
7.12.4- الأربعاء الثاني عشر من زمن العنصرة   
                                          إنجيل القدّيس لوقا 9-6:13
  ثمرتا التينة
      
للقدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
7.12.5- الخميس الثاني عشر من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 17-10:13
  «هذه ابنَةُ إبراهيمَ قد رَبطَها الشيطانُ منذُ ثَمانيَ عَشرَةَ سَنَة، أَفما كانَ يَجِبُ أن تُحَلَّ مِن هذا الرِّباطِ يَومَ السبت؟»
      
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
7.12.6- يوم الجمعة الثاني عشر من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 21-18:13
  «يُشْبِهُ مَلَكُوت اللهِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ مكايِيلَ مِنَ الدَّقيق حتَّى اختَمَرَت كُلُّها»
      
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك ّالقسطنطينيّة وملفان الكنيسة
7.12.7- السبت الثاني عشر من زمن العنصرة    
                                          إنجيل القدّيس لوقا 30-22:13
  التعرّف منذ الآن إلى الباب المفتوح
      
سمعان اللاهوتيّ الحديث (949 - 1022)، راهب يونانيّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة
 
 
7.10.1-    الأحد العاشر من زمن العنصرة: يسوع وبعل زبول   -     إنجيل القدّيس متّى 32-22:12    
 
    إنجيل القدّيس متّى 32-22:12
 
حِينَئِذٍ قَدَّمُوا إِلى يَسُوعَ مَمْسُوسًا أَعْمَى وأَخْرَس، فَشَفَاه، حَتَّى تَكَلَّمَ وأَبْصَر.
فَدَهِشَ الجُمُوعُ كُلُّهُم وقَالُوا: «لَعَلَّ هذَا هُوَ ٱبْنُ دَاوُد؟».
وسَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «إِنَّ هذَا الرَّجُلَ لا يُخْرِجُ الشَّيَاطِيْنَ إِلاَّ بِبَعْلَ زَبُول، رئِيسِ الشَّيَاطِين».
وعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُم فَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت.
فَإِنْ كانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَان، يَكُونُ قَدِ ٱنْقَسَمَ عَلى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟
وإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخْرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيْكُم.
أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله.
أَمْ كَيْفَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ القَوِيِّ ويَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبُطِ القَوِيَّ أَوَّلاً، وحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟
مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ. ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد.
لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ خَطِيئَةٍ سَتُغْفَرُ لِلنَّاس، وكُلُّ تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر.
مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا الدَّهْر، ولا في الآتِي.

 

«كُلُّ مَملَكةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدينةٍ أَو بَيتٍ يَنقَسِمُ على نَفْسِه لا يَثبُت» (مت 12: 25)
القدّيس قِبريانُس (نحو 200 - 258)، أسقف قرطاجة وشهيد،
عن وحدة الكنيسة

 

لا يستطيع أحدٌ أن يجعلَ من الله أبًا له إن لم يجعلْ من الكنيسة أمًّا له... وقد حذّرَنا الربّ من هذا الأمر حين قالَ: "مَن لم يَكُنْ مَعي كانَ علَيَّ، ومَن لم يَجمَعْ مَعي كانَ مُبَدِّداً"(لو 11: 23). فمَن يكسرُ سلام الرّب يسوع المسيح ووحدتَه، إنّما يعملُ ضدّ المسيح؛ ومَن يجمعُ خارج الكنيسة، إنّما يُبَدّدُ كنيسة الرّب يسوع المسيح.
قالَ الربّ: "أنا والآب واحدٌ" (يو10: 30). ومكتوب أيضًا عن الآب والابن والروح القدس: "الذين يَشهدونَ ثلاثة" (1يو5: 7). فمَن يصدّق بعد كلّ هذه الأقوال أنّه يُمكن لهذه الوحدة المُنبثقة من هذا التناغم الإلهيّ، والمرتبطة بهذا السرّ السماويّ أن تتجزّأ داخل الكنيسة... وبسبب صراعات مُتعمَّدة؟ فكلّ مَن لا يلتزمُ بهذه الوحدة، إنّما يتجاهلُ شريعة الله، والإيمان بالآب وبالابن؛ كما أّنه لا يحتفظُ لنفسه لا بالحياة ولا بالخلاص.
إنّ سرّ الوحدة هذا، أو هذا الرباط من التناغم الكامل، ظهرَ لنا في  الإنجيل من خلال ثوب الرّب يسوع المسيح. هذا الثوب لا يمكن توزيعُه أو تمزيقُه، بل سيُقتَرع عليه (يو19: 24)، لمعرفة مَن سيَرتدي... هذا الثوب هو رمز الوحدة الآتية من العُلى.
 
 
7.10.2-    الاثنين العاشر من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس متّى 15-13:23    
 
    إنجيل القدّيس متّى 15-13:23
 
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاواتِ في وَجْهِ النَّاس، فلا أَنْتُم تَدْخُلُون، ولا تَدَعُونَ الدَّاخِلينَ يَدْخُلُون.
...
أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَطُوفُونَ البَحْرَ والبَرّ، لِتُحَوِّلُوا وثَنِيًّا وَاحِدًا إِلى دِيَانَتِكُم، ومَتَى صَارَ يَهُودِيًّا، تُحَوِّلُونَهُ ٱبْنَ جَهَنَّم، ضِعْفَ مَا أَنْتُم عَلَيْه.

«كانَ يُعَلِّمُهم كَمَن لَه سُلطان، لا مِثلَ كَتَبَتِهم» (مت 7: 28)
القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 - 604)، بابا روما وملفان الكنيسة، شرح لسفر أيوب

 

يتميّز تعليم الأشخاص الوقحين بما يلي: هم لا يعرفون كيف يقدّمون تعليمهم بطريقة متواضعة، كما أنّهم يعجزون عن نقل الحقائق التي يملكونها بطريقة مطابقة للواقع. حين يعلّمون، يظهرون بكلامهم أنّهم يعتبرون أنفسهم جالسين على عرش، وأنّهم ينظرون إلى مستمعيهم على أنّهم أدنى مستوى منهم. وإن تنازلوا وتوجّهوا إليهم بالكلام، فهذا ليس لمساعدتهم، بل للسيطرة عليهم فحسب.
لذا، قال لهم الربّ بحقّ من خلال فم النبي: "إِنَّما تَسَلَّطتُم علَيها بِقَسوَةٍ وقَهْر" (حز 34: 4). في الواقع، إنّهم يتسلّطون بقسوة وقهر، أولئك الذين يسارعون لا إلى الإعلاء من شأن الأشخاص الأدنى مستوى منهم من خلال استدلالات هادئة، بل إلى جعلهم ينحنون من خلال السيطرة عليهم بعنف.
لذا، قال بولس لأهل تسالونيكي، كما لو أنّه نسي عظمة وظيفته كرسول: "مع أَنَّه كانَ مِن حَقِّنا أَن نَفرِضَ أَنفُسَنا لأَنَّنا رُسُلُ المسيح. لكِن لَطَفْنا بِكُم كما تَحتَضِنُ المُرضِعُ أَولادَهما" (1تس 2: 7). كما قال الرسول بطرس أوّلاً: "كونوا دائِمًا مُستَعِدِّينَ لأَن تَرُدُّوا على مَن يَطلُبُ مِنكم دَليلَ ما أَنتم علَيه مِنَ الرَّجاء" (1بط 3: 15). ثمّ أضاف قائلاً، ليظهر طريقة التعليم مع إبراز العقيدة: "ولكِن لِيَكُنْ ذلك بِوَداعَةٍ ووَقار، وليَكُنْ ضَميرُكم صالِحًا" (1بط 3: 16).
حين قال القدّيس بولس لتلميذه تيموتاوس: "وَصِّ بِذلِكَ وعَلِّم" (1تم 4: 11)، لم يوصِه بممارسة سيطرة مستبدّة، بل هذه السلطة الناتجة عن طريقة العيش. في الواقع، نحن نعلّم بسلطة ما نمارسه قبل أن نجاهر به. لأنّنا نفتقد إلى الثقة للتعليم، حين يشكّل الإحساس بالخطأ عائقًا أمام الكلمة. لذا، كُتِب بشأن الربّ: "كانَ يُعَلِّمُهم كَمَن لَه سُلطان، لا مِثلَ كَتَبَتِهم" (مت 7: 28). لأنّه كان الوحيد، بطريقة فريدة من نوعها وجوهريّة، الذي تكلّم بموجب سلطة مثاليّة، لأنّه لم يقترف أي خطأ ناتج عن الضعف البشري. إنّ قوّة ألوهيّته أتاحت له خدمتنا بهذه الطريقة من خلال براءة بشريّته.
 
 
7.10.3-    االثلاثاء العاشر من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس متّى 22-16:23
    
   إنجيل القدّيس متّى 22-16:23  
 
قالَ الربُّ يَسوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا القَادَةُ العُمْيَان! لأَنَّكُم تَقُولُون: مَنْ حَلَفَ بِالمَقْدِس، فَلا قِيمَةَ لِحَلَفِهِ، أَمَّا مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ المَقْدِس، فَحَلَفُهُ مُلْزِم.
أَيُّهَا الجُهَّالُ والعُمْيَان، مَا الأَعْظَم؟ الذَّهَبُ أَمِ المَقْدِسُ الَّذي يُقَدِّسُ الذَّهَب؟!
وتَقُولُون أَيضًا: مَنْ حَلَفَ بِالمَذْبَح، فلا قِيمَةَ لِحَلَفِهِ، أَمَّا مَنْ حَلَفَ بِالتَّقْدِمَةِ الَّتي عَلَيه، فَحَلَفُهُ مُلْزِم.
أَيُّهَا العُمْيَان! مَا الأَعْظَم؟ التَّقْدِمَةُ أَمِ ٱلمَذْبَحُ الَّذي يُقَدِّسُ التَّقْدِمَة؟!
فَمَنْ حَلَفَ بِالمَذْبَح، فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْه.
ومَنْ حَلَفَ بِالمَقْدِس، فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وبِٱللهِ السَّاكنِ فِيهِ.
ومَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاء، فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وبِالجَالِسِ عَلَيه.
 
 
7.10.4-    الأربعاء العاشر من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس متّى 26-23:23
 
   إنجيل القدّيس متّى 26-23:23  
 
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ والشُّومَارِ والكَمُّون، وقَدْ أَهْمَلْتُم أَهَمَّ مَا في التَّورَاة، أَيِ العَدْلَ والرَّحْمَةَ والأَمَانَة. وكَانَ عَلَيكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ ولا تُهْمِلُوا تِلْكَ.
أَيُّهَا القَادَةُ العُمْيَان! إِنَّكُم تُصَفُّونَ المَاءَ مِنَ البَعُوضَة، ولكِنَّكُم تَبْلَعُونَ الجَمَل!
أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ والإِنَاء، ودَاخِلُهُمَا مَمْلُوءٌ بِمَا كَسِبْتُم بِالنَّهْبِ والطَّمَع.
يَا فَرِّيسِيًّا أَعْمَى! طَهِّرْ دَاخِلَ الكَأْسِ أَوَّلاً، لِيَصِيْرَ خَارِجُهَا أَيْضًا طَاهِرًا.

القدّيس رافاييل أرناييز بارون (1911 – 1938)، راهب ترابيست إسباني، كتابات روحيّة، 25/01/1937
الرّب يسوع يدعونا للتّوبة

 

لا يوجد لدينا فضيلة، ليس لأنّ ذلك صعب المنال، إنّما لأنّنا لا نريده. ليس لدينا صبر، لأنّنا لا نريد. ليس لدينا اعتدال، لأنّنا لا نريد. ليس لدينا عفة، للسبب عينه. لو أردناه، لأصبحنا قدّيسين، وإنّه أصعب بكثير أن نكون مهندسين من أن نكون قدّيسين. لو كان لدينا الإيمان!...
حياة داخليّة، حياة بالرّوح، حياة تأمّليّة: يا إلهي، كم يبدو ذلك صعبًا! على الإطلاق. انزع من قلبك ما يعيق، فتجد فيه الله. هكذا يقضى الأمر. غالبًا ما نبحث عمّا هو غير موجود، وبالعكس، نمرّ بالقرب من كنزٍ لا نراه. الأمر مماثل مع الله، الّذي نبحث عنه في العديد من الأشياء الّتي كلّما كانت معقَّدَة، كلّما بَدَت لنا أفضل. مع أنّنا نحمل الله في داخلنا، فإنّنا لا نبحث عنه هناك. اخشع في أعماق ذاتك، انظر إلى عدميّتك، أنظر إلى عدميّة العالم. قف عند أقدام الصليب، وإن كنت بسيطًا، فسترى الله...
إن لم يكن الله في نفسنا، فذلك لأنّنا لا نريد. تتراكم في داخلنا الاهتمامات والشرود والانحرافات والرغبات، والغرور والحكم على المظاهر، لدينا الكثير من العالم في داخلنا لدرجة أنّ الله يبتعد. والله يملأ النفس، حالما نرغب في ذلك، حتّى إنّنا نكون عميانًا لو لم نرَه. هل تريد النفس أن تحيا بحسب الله؟ لتخلع عنها كلّ ما ليس هو، فيتمّ ذلك. هذا سهل نسبيًّا. إذا أردناه، إذا طلبناه من الله ببساطة، نحدث تقدّمًا كبيرًا في حياة الرّوح. لو أردناه، لأصبحنا قدّيسين، غير أنّنا أغبياء لدرجة أننا لا نريد. نفضّل أن نضيّع الوقت بأباطيل سخيفة.
 
 
7.10.5-    الخميس العاشر من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس لوقا 5-1:12
 
   إنجيل القدّيس لوقا 5-1:12  
 
في تِلْكَ الأَثْنَاء، ٱحْتَشَدَتْ عَشَرَاتُ الأُلُوفِ مِنَ الجُمُوع، حَتَّى دَاسَ بَعْضُهُم بَعْضًا، فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ أَوَّلاً لِتَلامِيذِهِ: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم مِنْ خَميرِ الفَرِّيسِيِّين، الَّذي هُوَ الرِّيَاء.
فَمَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، وَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف.
لِذلِكَ فَكُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ في الظُّلْمَةِ سَيُسْمَعُ في النُّور، وَمَا تَكَلَّمْتُم بِهِ هَمْسًا في المَخَادِعِ سَيُنادَى بِهِ عَلَى السُّطُوح.
وَأَقُولُ لَكُم، يَا أَحِبَّائِي: لا تَخَافُوا مِمَّنْ يَقْتُلُونَ الجَسَد، وَبَعْدَ ذلِكَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَر.
بَلْ أُبَيِّنُ لَكُم مِمَّنْ تَخَافُون: خَافُوا مِمَّنْ، إِذَا قَتَل، لَهُ سُلْطانٌ أَنْ يُلْقِيَ في جَهَنَّم. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، مِنْ هذا خَافُوا.

بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013، الرسالة العامّة "بالرّجاء مُخلَّصون" (spes salvi)، العدد 27
«وأقولُ لَكم يا أحِبّائي، لا تَخَافوا الذينَ يَقتلونَ الجَسَد»

 

مَن لا يعرف الله هو من دون رجاء، حتّى ولو كانت عنده آمال كثيرة، فهو ليس لديه الرَّجاء الأعظم الذي عليه تقوم الحياة بأكملها (راجع أف 2: 12). إنّ الرجاءَ الحقيقيّ للإنسان، ذاك الرجاء الذي يثبت بالرغم من كلّ خيبات الأمل، هو الله وحده – الله الذي أحبّنا وما زال يُحبّنا "إلى المنتهى"، "حتّى يتمَّ كلّ شيء" (راجع يو 13: 1؛ 19: 30).
إنّ مَن لمَستهُ المحبّة يبدأ بفهم معنى "الحياة" الحقيقيّ. يبدأ بفهم ما تعنيه كلمة رجاء التي رأيناها في رتبة المعموديّة: من الإيمان أنتظرُ "الحياة الأبديّة"، الحياة التي هي ببساطة، بالكامل، ومن دون تهديدات، وبتمام ملئها، حياة. لقد قال الرّب يسوع عن نفسه إنّه جاءَ لتكونَ لنا الحياة في ملئها (راجع يو 10: 10)، وهو الذي فسَّرَ لنا معنى "حياة": "الحياة الأبديّة هي أن يعرفوكَ أنتَ الإله الحقّ وحدكَ ويعرفوا يسوعَ المسيح الذي أرسلته" (يو 17: 3). إنّ الحياة بمعناها الحقيقيّ لا يمكن أن تكونَ لنا من ذواتنا ولا حتّى من ذاتها: هي علاقة. والحياة في ملئها هي علاقة مع ذاك الذي هو ينبوع الحياة. إن كنّا في علاقةٍ مع ذاك الذي لا يموت، ذاك الذي هو الحياة بذاتها والمحبّة بذاتها، عندها فقط نكون على قيد الحياة. عندها فقط نحن "نحيا".
 
 
7.10.6-    يوم الجمعة العاشر من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس لوقا 9-6:12
 
   إنجيل القدّيس لوقا 9-6:12  
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ بِفَلْسَين، ووَاحِدٌ مِنْهَا لا يُنْسَى أَمَامَ الله؟
إِنَّ شَعْرَ رَأْسِكُم كُلَّهُ مَعْدُود، فَلا تَخَافُوا! إِنَّكُم أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَة.
وَأَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله.
وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله.

القدّيسة كاترينا السيانيّة (1347 - 1380)، راهبة دومينكيّة وملفانة الكنيسة وشفيعة أوروبا، الحوار، 18
«بَل شَعرُ رُؤوسِكُم نَفسُهُ مَعدودٌ بِأَجمَعِهِ»

 

قالَ لي الله: لا يستطيعُ أحد أن يفلتَ من يديّ. لأنّي "أَنا هُوَ ٱلكائِن" (خر 3: 14). أمّا أنتم، فلَستم كائنين بحدّ ذواتكم، أنتم كائنون بقدر ما أنا صَنعتُكم. أنا خالق كلّ الأشياء التي تشاركُ في الكيان، ما عدا الخطيئة التي ليسَتْ كائنةً، وبالتالي لستُ أنا خالقَها. وبما أنّها ليسَتْ فيّ، فهي ليسَتْ أهلاً لأن تُحَبّ. فالإنسانُ لا يهينُني إلاّ بقدر حبّه لما يجب ألاّ يُحِبّ، أي الخطيئة... يستحيلُ على البشر أن يكونوا خارجًا عنّي. فإمّا يمكثون فيّ، وفي قبضة العدالة التي تجازي أخطاءَهم، أو يمكثون فيّ تحت حماية رحمتي. افتَحي عينَ ذكائكِ وانظري إلى يدي. سترينَ أنّي قلتُ لكِ الحقيقة.
لذا، فتحْتُ عينَ نفسي طاعةً للآب القدير، ورأيتُ الكون كلّه محتجزًا في هذه اليد الإلهيّة. وقالَ لي الله: يا ابنتي، انظري الآن واعلَمي أنّ أحدًا لا يستطيع أن يفلتَ منّي. فالجميع هنا في قبضة العدالة أو الرحمة؛ فهم لي، أنا خلَقتُهم، وأحبُّهم حبًّا لا متناهيًا. مهما كان شرّهم، سأرحمُهم من أجل عبّادي، وسأستجيبُ لصلاتِكِ التي رَفعتِها بهذا الحبّ وبهذا الألم الكبيرين.
عندئذٍ، كانَتْ نفسي مُشتعلةً بحرارة توقِها العظيم، وكأنّها سكرى وخارجة عن ذاتِها، وكانَتْ تشعرُ بالسعادة وبالألم في آنٍ واحدٍ. سعيدةٌ لاتّحادِها بالله، مُتذوِّقةً صلاحَه وفرحَه وغارقةً في رحمتِه. متألّمةً أيضًا، لرؤية هذا الصلاح مُهانًا.
 
 
7.10.7-    السبت العاشر من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس لوقا 12-10:12
 
   إنجيل القدّيس لوقا 12-10:12  
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «كُلُّ مَنْ يَقُولُ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ الإِنْسانِ يُغْفَرُ لَهُ، أَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ.
وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون.
فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة، العظة 34 حول إنجيل القدّيس متّى
«وعندَما تُساقونَ إِلى المَجامِعِ والحُكَّامِ وأَصحابِ السُّلطَةِ، فلا يُهِمَّنَّكُم كَيفَ تُدافِعونَ عن أَنفُسِكم أَو ماذا تَقولون»

 

"وعندَما تُساقونَ إِلى المَجامِعِ والحُكَّامِ وأَصحابِ السُّلطَةِ، فلا يُهِمَّنَّكُم كَيفَ تُدافِعونَ عن أَنفُسِكم أَو ماذا تَقولون". قال المخلّص: لا تهتمّوا حين تُستجوبون "كَيفَ تُدافِعونَ عن أَنفُسِكم"، أي لا تهتمّوا بشكل الدفاع. وأضاف أيضًا: لا تهتمّوا "بماذا تَقولون"، وعنى هنا عُمق الأمور الّتي ستكشف للّذين يرغبون في التعلّم.
في الحقيقة، عندما نُساق إلى المجامع من أجل الربّ يسوع المسيح، علينا الاكتفاء بأن نقدّم له نوايانا الحسنة. أمّا الباقي، فالروح القدس يساعدنا في الإجابة: "لأَنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُعَلِّمُكم في تِلك السَّاعةِ ما يَجِبُ أَن تَقولوا".
وقد قيل أيضًا: "كونوا دائِمًا مُستَعِدِّينَ لأَن تَرُدُّوا على مَن يَطلُبُ مِنكم دَليلَ ما أَنتم علَيه مِنَ الرَّجاء" (1بط 3: 15). هذا يعني أنّه عند إثارة نقاش أو جدال بين الرفاق، علينا التفكير فيما نجيب؛ ولكن عندما نُساق أمام المجالس المرعبة، يطوّقنا بقوّته مثل السور، ويعطينا الشجاعة للتكلّم بدون خوف. ولكن، بما أنّ ضعفنا يأتي من سببَين، إمّا من تجنّب الشهادة خوفًا من العقاب، وإمّا من جهلنا الذي يمنعنا من إعلان إيماننا، فالمخلّص يحارب هذَين السببَين: الخوف من الألم عندما يقول: "لا تَخَافوا الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسَد" (لو 12: 4)، والخوف من الجهل عندما يقول: "لا يُهِمَّنَّكُم كَيفَ تُدافِعونَ عن أَنفُسِكم أَو ماذا تَقولون".
 
 
7.11.1-    الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة: توبة زكّا العشّار    -     إنجيل القدّيس لوقا 10-1:19
 
   إنجيل القدّيس لوقا 10-1:19  
 
دَخَلَ يَسُوعُ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها،
وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا.
وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة.
فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا.
وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ».
فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا.
وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ».
أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَضْعَاف».
فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم.
فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ».

«يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ»
القدّيس غريغوريوس الناريكيّ (نحو 944 - نحو 1010)، راهب وشاعر أرمنيّ،
يسوع، ابن الآب الأوحد، §668-673

 

لم أرتفع عن هذه الأرض البائسة،
ولم أتسلّق شجرة الحكمة المرتفعة،
كما فعل زكّا العشّار،
لكي أتأمّل في ألوهيّتك.
إنّ قصر قامتي الرّوحيّ،
لم يَنمُ بالأعمال الصّالحة:
بل على العكس تمامًا، فقد زادت قامتي الرّوحية قصرًا مضطردًا،
إلى أن عدت أتغذّى بشرب "اللَّبَنِ الحَليبِ" كما الأطفال. (راجع 1كور 3: 2).
لقد طبّقت هذا المثل الإنجيلي عكسيًّا،
إذ قد تسلّقت شجرة الشّهوة،
بحبّي للأمور الدّنيويّة ذات المذاق اللّذيذ،
كما لو كنت زكّا آخر على جمّيزة أخرى.
من هنا، وبواسطة قوّة كلمتك،
أنزلني على عجلٍ على مثاله؛
تعال اسكن في بيت نفسي،
وليأتِ معك الآب والرُّح القدس.
اِجعل هذا الجسد الّذي تسبّب بالأذى لنفسي،
أن يؤدّي أربعة أضعاف ذلك خِدمةً لنفسي،
وأن يعطي نصف أملاكه،
لضميري الحرّ الّذي افتقر
كلّ هذا لكي، على حسب كلمتك الخلاصيّة الّتي وجّهتها لزكّا،
أصبح أهلاً لكي أسمع صوتك أنا أيضًا،
بكوني "أَيضاً ابنُ إِبراهيم"،
وفقًا لإيمان هذا الإنسان البارّ.
 
 
7.11.2-    الاثنين الحادي عشر من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 21-13:12
  
   إنجيل القدّيس لوقا 21-13:12  
 
قَالَ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع لِيَسُوع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث».
فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ».
وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ.
فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟
ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي،
وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي!
فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟
هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة، العظة رقم 18 عن الرسالة إلى العبرانيّين
«إذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني» (مت 19: 21).

 

يقول الكتاب المقدّس: "إنّ الفقر يجعل الإنسان متواضعًا" (راجع أم10: 4)، وبدأ الرّب يسوع المسيح التطويبات قائلاً: "طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات" (مت 5: 2)... أتريدون أن تسمعوا مديح الفقر؟ لقد عاش الرّب يسوع الفقر بنفسه، هو "مَن لَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه" (مت 8: 20). كما قال رسوله بولس: "فُقراءَ ونُغْني كَثيرًا مِنَ النَّاس، لا شَيءَ عندَنا ونَحنُ نَملِكُ كُلَّ شيَء." (2كور 6: 10)؛ وقال بطرس: "لا فضّة عندي ولا ذهب" (أع 3: 6)... علينا ألاّ ننظر إلى الفقر كعار لأنّ لا شيء في العالم يساوي الفضيلة التي يمنحنا إيّاها الله. فلنحبّ الفقر إذًا إن أردنا أن نملك ملكوت السماوات: "إذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني" (مت 19: 21).
لا أحد أغنى من أولئك الذين يختارون الفقر بإرادتهم ويحبّوه بسعادة؛ فهم يكونون أغنى من الملوك. قد يخشى الملوك من أن يعوزهم ما هو ضروري لهم؛ أمّا الفقراء الذين نتحدّث عنهم، فلا شيء يعوزهم ولا يخافون شيئًا. سوف أسألكم إذًا أيّ منهما هو الأغنى؟ مَن يخاف دائمًا أو مَن يملك القليل ويتصرّف كمَن يملك الكثير؟ أسألكم أيّ منهما هو الأغنى؟ مَن يخاف أو مَن يعرف كيف يستفيد من القليل كما لو كان يعيش بالوفرة؟
إنّ المال يجعلك عبدًا؛ فهو "يعمي أعين الحكماء" (سي 20: 29)... تقاسموا أموالكم إذًا مع الفقراء وستسمعون يومًا هذه الكلمة المباركة: "تعالوا، يا مَن باركهم أبي، فرثوا الملكوت المعدّ لكم منذ إنشاء العالم" (مت 25: 34).
 
 
7.11.3-    الثلاثاء الحادي عشر من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 31-22:12
 
   إنجيل القدّيس لوقا 31-22:12  
 
قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون.
فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس.
تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ وَلا تَحْصُد، وَلَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، وٱللهُ يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُور؟
وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدارَ ذِرَاع؟
فَإِنْ كُنْتُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالبَاقِي؟
تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
فَإِنْ كَانَ العُشْبُ الَّذي يُوجَدُ اليَومَ في الحَقْل، وَغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَنْتُم، يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟
فَأَنْتُم إِذًا، لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون، وَمَا تَشْرَبُون، وَلا تَقْلَقُوا،
فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّونَ في هذَا العَالَم، وَأَبُوكُم يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلَيْه.
بَلِ ٱطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله، وَهذَا كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم.
 
 
7.11.4-    الأربعاء الحادي عشر من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 34-32:12
 
   إنجيل القدّيس لوقا 34-32:12  
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.
بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس.
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم.

كنزٌ خفيّ
القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة، الرسالة 145

 

قالت العروس في نشيد الأناشيد... "في اللَّيالي على فِراشي اْلتَمَستُ مَن تُحِبُّه نَفْسي اِلتَمَسته فما وَجَدتُه، أَنهَضُ وأَطوفُ في المَدينة في الشَّوارِعِ وفي السَّاحات... حَتى وَجَدت مَن تحِبُّه نَفْسي فأَمسَكتُه ولَن أُطلِقَه" (نش 3: 1-4). إنّ الرّب يسوع لا يريدنا أن نجد الراحة في حضوره الرائع، لذا يستتر... آه! يا له من نغم لقلبي صمت ربّي يسوع هذا. فهو جعل نفسه فقيرًا حتّى نتمكّن من الإحسان إليه، ومدّ يده إلينا كمتسوّل لكي يستطيع في يوم دينونته المشرق، عندما يظهر في مجده، أن يُسمعنا هذه الكلمات العذبة: "تعالوا يا مباركي أبي، لأنّي جعتُ فأطعمتموني، وعطشتُ فسقيتموني، وكنت غريبًا فآويتموني، ومريضًا فعُدتموني، وسجينًا فجئتم إليَّ" (راجع مت 25: 34-36). إنّ الرّب يسوع هو من قال هذه الكلمات، وهو الذي يستجدي حبَّنا. لقد وضع نفسه تحت رحمتنا إذا صحَّ التعبير، وهو لا يريد أن يأخذ شيئًا بدون أن نعطيه إيّاه...
إنّ الرّب يسوع هو كنزٌ دفين، وخيرٌ لا يثمَّن، لا تعثر عليه إلاّ نفوسٌ قليلة، لأنَّه محجوب بينما العالم يحبّ ما يلمع. آه، لو شاء الرّب يسوع أن يظهر لجميع النفوس بكلّ عطاياه التي لا توصف، لما كانت استخفّت به نفس واحدة؛ لكنَّه لا يريدنا أن نحبّه لعطاياه، بل يجب أن يكون هو نفسه مكافأة لنا.
للعثور على شيء خفي، علينا أن نحتجب؛ لذا، يجب أن تكون حياتنا سرًّا، ويجب علينا أن نشبه الرّب يسوع الذي كان "وجهه مستورًا" (راجع إش 53: 3)... إنّ الرّب يسوع يحبّك حبًّا عظيمًا بحيث أنّك لو رأيته ستشعر بسعادة فائقة... لكنّك لا تراه وتتألّم. قريبًا، سيقوم الرّب يسوع "لِيُخَلِّصَ وُضَعاءَ الأَرضِ جَميعًا" (مز76[75]: 10).
 
 
7.11.5-    الخميس الحادي عشر من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 40-35:12
 
   إنجيل القدّيس لوقا 40-35:12 
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة.
وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً.
طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم.
وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم!
وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.
فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».
 
 
7.11.6-    يوم الجمعة الحادي عشر من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس لوقا 48-42:12
 
   إنجيل القدّيس لوقا 48-42:12 
 
قَالَ الرَّبُّ يِسُوع: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟
طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!
حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.
أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر،
يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين.
فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا.
أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.
 
 
7.11.7-    السبت الحادي عشر من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس لوقا 53-49:12 
 
   إنجيل القدّيس لوقا 53-49:12 
 
قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ!
وَلي مَعْمُودِيَّةٌ أَتَعَمَّدُ بِهَا، وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي إِلى أَنْ تَتِمّ!
هَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ أُحِلُّ في الأَرْضِ سَلامًا؟ أقُولُ لَكُم: لا! بَلِ ٱنْقِسَامًا!
فَمُنْذُ الآنَ يَكُونُ خَمْسَةٌ في بَيْتٍ وَاحِد، فَيَنْقَسِمُون: ثَلاثةٌ عَلَى ٱثْنَيْن، وٱثْنَانِ عَلى ثَلاثَة!
يَنْقَسِمُ أَبٌ عَلَى ٱبْنِهِ وٱبْنٌ عَلَى أَبِيه، أُمٌّ عَلَى ٱبْنَتِهَا وٱبْنَةٌ عَلَى أُمِّهَا، حَمَاةٌ عَلَى كَنَّتِها وَكَنَّةٌ عَلَى حَمَاتِها!».

إسحَق السريانيّ (القرن السابع)، راهب في نينوى بالقرب من الموصل في العراق الحاليّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة، المقالات النسكيّة، السلسلة الأولى، الرقم 2
«جِئتُ لأُلِقيَ على الأَرضِ ناراً، وما أَشدَّ رَغْبَتي أَن تَكونَ قدِ اشتَعَلَت»

 

جاهِدْ (راجع مت 11: 12)، وابذُلْ جهدَكَ للاقتداء بتواضع الربّ يسوع المسيح، بغية أن تشتعل أكثر فأكثر النار التي ألقاها فيك، هذه النار التي بها تذوبُ كلّ نزوات عالمنا هذا التي تُدمِّرُ الإنسان الجديد، والتي تُدنِّسُ هياكل الربّ القدّوس والقويّ. إنّني أؤكِّدُ مع القدّيس بولس إنّنا "نَحنُ هَيكَلُ اللَّهِ الحَيّ " (2كور 6: 16). فَلنُطهِّر إذًا هيكلَه هذا، "كما أَنَّه هو طاهر" (1يو 3: 3)، لتكونَ له رغبة المكوث فيه؛ وَلنُقدِّسَه، "كما أنّه قدّوس" (1بط 1: 16)؛ وَلنُزيِّنَه بكلّ الأعمال الصالحة.
فلنَملأ الهيكل براحة إرادته، كما بعطرٍ، من خلال الصلاة النقيّة، صلاة القلب التي يصعبُ علينا اكتسابها من خلال الاستسلام للنزوات الدائمة الموجودة في هذا العالم. هكذا، فإنّ غمامَ مجدِه سيملأ نفسَكَ، ونورَ عَظمتِه سيَشعُّ في قلبِكَ (راجع 1مل 8: 10). كلّ الذين يُقيمونَ في بيت الربّ سيَمتلئونَ فرحًا وسيَبتَهجون. أمّا المُتكبِّرون والوقحون، فإنّهم سيَتوارونَ بفعل شعلة الرُّوح القدس.
 
 
7.12.1-    الأحد الثاني عشر من زمن العنصرة: إيمان المرأة الكنعانيّة    -     إنجيل القدّيس متّى 28-21:15 
  
   إنجيل القدّيس متّى 28-21:15 
 
إنْصَرَفَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا،
وإِذَا بِٱمْرَأَةٍ كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: «إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ٱبْنَ دَاوُد! إِنَّ ٱبْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِِّبُهَا جِدًّا».
فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: «إِصْرِفْهَا، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!».
فَأَجَابَ وقَال: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل».
أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: «سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!».
فَأَجَابَ وقَال: «لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!».
فقَالَتْ: «نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».
حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا.

جان تولير (نحو 1300 - 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ، العظة 9
«ما أعظمَ إيمانَكِ أيّتها المَرأَة»

 

"رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود!" إنّه لنداء ذات قوّة عظيمة... هو أنينٌ كأنّه ينبعثُ من عمقٍ لا قعر له. هذه الصّرخة تخطّت الطبيعة بأشواط، حيث أن "الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لنا بأنّاتٍ لا تُوصَف" (رو 8: 26)... غير أنّ الرّب يسوع أجاب تلك المرأة قائلاً: "لَم أُرْسَلْ إلاَّ إلى خِرَافِ بَيْتِ إسرائيلَ الضالّةِ""، وأضاف: "لَيسَ حَسَنًا أنْ يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ وَيُطرَحَ لِلكِلاب"... لكن ما الذي فعلَته لكي تُطرد هكذا؟... لقد غاصت أكثر فأكثر في الهوّة. لكن رغم اتّضاعها وإذلال نفسها، لم تخسر ثقتها وقالت: "نَعم، يا رَبّ! فصِغارُ الكِلابِ نَفسُها تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يَتساقَطُ عَن مَوائدِ أصحابِها".
ليتكم تستطيعون أنتم أيضًا أن تغوصوا هكذا في عمق الحقيقة، لا من خلال التعليقات الفلسفيّة والكلمات المنمّقة، أو من خلال الحواس، وإنّما أن تغوصوا في عمق ذواتكم! لن يستطيع الله أو أيّ مخلوق آخر أن يذلّكم أو أن يحطّمكم إن بقيتم في الحقيقة وفي التواضع الواثق. قد تتعرّضون للسخرية والازدراء والرفض، لكن اثبتوا في صمودكم وثابروا وتحلّوا بالثقة الكاملة وستزيدون دومًا من حماسكم. هذا هو الأساس، ومَن يصل إلى هذا الحدّ، لا بدّ من أن ينجح. هذه الدروب وحدها هي التي توصلكم حقيقة وبدون أيّ وسيط إلى الله. لكنّ المثابرة في هذا التواضع بثقة كاملة على غرار هذه المرأة المسكينة، فإنّ القليلين يستطيعون أن يفعلوا ذلك.
 
 
7.12.2-    الاثنين الثاني عشر من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس لوقا 59-54:12    

 

    إنجيل القدّيس لوقا 59-54:12
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِلْجُمُوع:  «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ.
وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ.
أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟
وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟
حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن.
أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».
 
 
7.12.3-    الثلاثاء الثاني عشر من زمن العنصرة  -     إنجيل القدّيس لوقا 5-1:13  
 
    إنجيل القدّيس لوقا 5-1:13
 
في ذلِكَ الوَقْت، حَضَرَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوهُ بِأَمْرِ الجَليلِيِّين، الَّذينَ مَزَجَ بِيلاطُسُ دَمَهُم بِدَمِ ذَبَائِحِهِم.
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُم: «هَلْ تَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاءِ الجَلِيليِّينَ كَانُوا خَطَأَةً أَكْثَرَ مِنْ جَميعِ الجَلِيليِّين، لأَنَّهُم نُكِبوا بِذلِكَ؟
أَقُولُ لَكُم: لا! وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم مِثْلَهُم!
وَأُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَر، الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمِ ٱلبُرْجُ في شِيلُوح، وَقَتَلَهُم، أَتَظُنُّونَ أَنَّهُم كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ السَّاكِنِينَ في أُورَشَلِيم؟
أَقُولُ لَكُم: لا! ولكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم كَذلِكَ!».

«فاختَرِ الحَياةَ لِكَي تَحْيا أَنتَ ونَسْلُكَ» (تث 30: 19)
الديداكيه (بين 60 – 120)، تعليم يهودي مسيحي،
الفقرات 1 إلى 6

 

هناك طريقان: طريق الحياة وطريق الموت والفرق بين الاثنين عظيم. وطريق الحياة يتحقّق إذا أنت التزمتَ بالآتي: أحبِبْ ربّك الذي خلقك وأحبِبْ قريبك مثلما تحبّ نفسك (راجع مت 22: 37–39؛ تث 6: 5). لا تفعلْ للآخرين ما لا تريد أن يفعله الناس لكَ (راجع مت 7: 12؛ طو 4: 17). هذه الكلمات تكشف عن عقيدة مضمونها التالي: باركوا لأعينكم، صلّوا لأجل أعدائكم، وصوموا من أجل الذين يضطهدونكم؛ لأنّكم إن أحبَبتم من يحبّكم، فأيّة منّة لكم، أليس الوثنيّون يفعلون ذلك؟ أحبّوا مبغضيكم فلا يكون لكم أعداء (راجع مت 5: 44– 47؛ لو 6: 27–32). ابتعدوا عن الشهوات الجسديّة (1بط 2: 11).
التعليم الثاني: لا تقتلْ، لا تزنِ (راجع خر20: 13–14؛ تث5: 17–18؛ مت 19: 18). لا تشكّك الغلمان ولا ترتكبْ الفحشاء، لا تسرقْ (راجع خر20: 15 (تمارسْ السحر ولا تُمتْ أحدًا بالسمّ. لا تقتلْ مولودًا بإجهاض أمّه ولا تقتلْه إذا ما خرج إلى الحياة. لا تشتهِ مقتنى قريبك (خر20: 17). لا تحنثْ بوعدك (راجع مت 5: 33)، ولا تشهدْ زورًا (راجع مت 19: 18؛ خر20: 16). لا تكنْ صاحب نميمة ولا تحفظْ الضغينة لأحد. لا تسلكْ طريقين متعارضين في وقت واحد، طريقًا في التفكير وطريقًا في الكلام: إنّ النفاق شراك الموت (أم2: 6) لا يكنْ كلامك كذبًا أو باطلاً، بل ليكن كلامًا جادًّا مستقيمًا. لا تكنْ جشعًا ولا طامعًا ولا مرائيًّا. لا تكنْ شرّيرًا ولا متكبّرًا ولا تنوِ شرًّا لأحد. لا تبغضْ أحدًا، ولكن أصلحْ فيما بين الناس وصلِّ لأجلهم وأحبِبْ أخاك أكثر من حياتك الزمنيّة.
يا بنيّ، ابتعدْ عن الشرّ وعن كافّة أسبابه... احذرْ أن يبعدكَ أحد عن طريق العقيدة (مت 24: 4)، فإنّه يعلّمك ما هو مخالف لإرادة الله. إذا استطعتَ أن تحمل نير الربّ، فإنّك بعونه تقترب من الكمال، ولكن إذا لم تستطع، فاعملْ ما هو في قدرتك.
 
 
7.12.4-    الأربعاء الثاني عشر من زمن العنصرة      -     إنجيل القدّيس لوقا 9-6:13 

 

    إنجيل القدّيس لوقا 9-6:13
 
قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل: «كَانَ لِرَجُلٍ تِينَةٌ مَغْرُوسَةٌ في كَرْمِهِ، وَجَاءَ يَطْلُبُ فيهَا ثَمَرًا فَلَمْ يَجِدْ.
فقالَ لِلكَرَّام: هَا إِنِّي مُنْذُ ثَلاثِ سِنِين، آتي وَأَطْلُبُ ثَمَرًا في هذِهِ التِّينَةِ وَلا أَجِد، فٱقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُعَطِّلُ الأَرْض؟
فَأَجابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّد، دَعْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْكُشَ حَوْلَهَا، وَأُلْقِيَ سَمَادًا،
لَعَلَّها تُثْمِرُ في السَّنَةِ القَادِمَة، وَإِلاَّ فَتَقْطَعُها!».

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة، بحث حول إنجيل القدّيس لوقا
ثمرتا التينة

 

في طبيعة هذه الشجرة ما يكفي لإقناعكم أكثر بأنّ هذه المقارنة ترسم لنا صورة الهيكل. فإن ألقيتم نظرة عن كثب، ستجدون أنّ قوانين هذا النوع مختلفة عن قوانين الأشجار الأخرى. فالأشجار الأخرى تزهر قبل أن تحمل ثمارها، وتعلن عن الثمار الآتية من خلال وعد الزهرة؛ هذا النوع وحده يحمل الثمار منذ البداية بدل الزهر. في الأشجار الأخرى، تسقط الزهرة وتظهر الثمار؛ في هذا النوع، تسقط الثمار لتترك مكانها للثمار. هكذا، فإنّ هذه الثمار الأولى تظهر مكان الزهر؛ وكونها لم تعرف نظام الطبيعة في ولادتها المبكرة، فهي لا تستطيع المحافظة على ميزة الطبيعة.
هكذا، حين تتغطّى الأشجار الأخرى بالبياض في بداية الربيع، التينة وحدها لا تتغطّى بالزهر، ربّما لأنّه لا يمكن انتظار النضوج من هذه الأنواع من الثمار. لأنّ ثمارًا أخرى تظهر، فتسقط هذه عن الشجرة؛ تصبح ساقها الضعيفة يابسة وتترك مكانها لتلك التي سيكون النسغ مفيدًا أكثر لها. لكن يبقى بعض الثمار النادرة التي لا تسقط، كونها نمت على ساق قصيرة، بين عضيدين: مغطّاة مرّتين ومحميّة كما في أحشاء الطبيعة الأم، فقد غذّاها نسغ كثيف وسمح لها بالنمو.
هكذا، فإنّ طبيعة هذه الشجرة تشير إلى ميزة الهيكل، مثمرة في نموّها الثاني- لأنّنا من سلالة آباء الكنيسة- فيما يقارَن اليهود بالثمار الفاسدة لأنّ قلبهم القاسي ورأسهم العنيد لم يسمحا لهم بالتوصّل إلى حالة ثابتة. إن ماتوا وسقطوا من هذا العالم ليولدوا مجدّدًا من خلال نعمة العماد، سيكونون حينئذٍ مثمرين.
ما قيل عن اليهود يجب أن يحثّنا على الاحتراس بشأن أنفسنا، خشية أن نُعدّ من أبناء الكنيسة بدون استحقاق، نحن المباركين كالرمّان (راجع حج 2: 19)، الذين يجب أن نحمل ثمارًا داخليّة، ثمار الحشمة، ثمار الوحدة، ثمار المحبّة المتبادلة، كوننا موجودين في حشا أمّنا الكنيسة نفسه، كي لا يفسدنا الهواء، أو يؤذينا البرد، أو تحرقنا نار الطمع أو تفصلنا الرطوبة والأمطار.
 
 
7.12.5-    الخميس الثاني عشر من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 17-10:13   
 
    إنجيل القدّيس لوقا 17-10:13
 
كانَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ في أَحَدِ المَجَامِعِ يَوْمَ السَّبْت.
وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ فيها رُوحُ مَرَضٍ مُنْذُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَة، قَدْ جَعَلَهَا حَدْبَاءَ لا تَقْدِرُ أَبَدًا أَنْ تَنْتَصِب.
وَرَآها يَسُوعُ فَدَعَاهَا وَقالَ لَهَا: «يا ٱمْرَأَة، إِنَّكِ طَلِيقَةٌ مِنْ مَرَضِكِ!».
ثُمَّ وَضَعَ يَدَيهِ عَلَيْها، فٱنْتَصَبَتْ فَجْأَةً، وَأَخَذَتْ تُمِجِّدُ الله.
فَأَجَابَ رَئِيسُ المَجْمَعِ وَهوَ غَاضِب، لأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَها يَوْمَ السَّبْت، وقَالَ لِلْجَمْع: هُنَاكَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَجِبُ فِيهَا العَمَل، فَتَعَالَوا وٱسْتَشْفُوا فِيهَا، لا في يَوْمِ السَّبْت!».
فَأَجابَهُ الرَّبُّ وَقَال: «أَيُّها المُرَاؤُون، أَلا يَحِلُّ كُلٌّ مِنْكُم يَوْمَ السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَو حِمَارَهُ مِنَ المَعْلَف، وَيَأْخُذُه لِيَسْقِيَهُ؟
وَهذِهِ ٱبْنَةُ إِبْرَاهِيم، الَّتِي رَبَطَها الشَّيْطَانُ مُنْذُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَة، أَمَا كَانَ يَنْبَغي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذا الرِّبَاطِ في يَوْمِ السَّبْت؟».
وَلَمَّا قَالَ هذَا، خَزِيَ جَمِيعُ مُعَارِضِيه، وَفَرِحَ الجَمْعُ كُلُّهُ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ المَجِيدَةِ الَّتي كانَتْ تَجْري عَلَى يَدِهِ.

التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة، الفقرات 1730 – 1739 – 1742
«هذه ابنَةُ إبراهيمَ قد رَبطَها الشيطانُ منذُ ثَمانيَ عَشرَةَ سَنَة، أَفما كانَ يَجِبُ أن تُحَلَّ مِن هذا الرِّباطِ يَومَ السبت؟» (لو 13: 16)

 

حريّة الإنسان:
لقد خلق الله الإنسان عاقلاً، ومنحه كرامة شخص يمتلك المبادرة وله السيطرة على أفعاله. "هو صَنعً الإِنْسانَ في البَدْء وتَرَكَه يَستَشيرُ نَفسَه" (سي15: 14)، "فيتمكّنَ من أن يبحث هو بذاته عن خالقه، حتّى إذا التصق به يبلغ بحريّته كماله مليئًا وسعيدًا"؛ "إنّ الإنسان عاقل، وبذلك هو شبيه بالله، خُلقَ حرًّا وسيّد أفعاله" (القدّيس إيريناوس)...
إنّ حريّة الإنسان محدودةٌ ومعرّضةٌ للزّلل. وفي الواقع، زلّ الإنسان وخطئ حرًّا. وعندما رفض مشروع محبّة الله، خدع نفسه؛ وأصبح عبدًا للخطيئة. وولَّدت هذه الخسارة الأولى خسائر أخرى كثيرة. إنّ تاريخ البشريّة منذ بداياته، شاهدٌ على ما أنتجه قلب الإنسان من مصائب ومضايقات نجمت عن سوء استعمال الحريّة. والابتعاد عن الشريعة الأخلاقيّة يُضرّ الإنسان بحريّته، ويتقيّد بذاته، ويقطع ما بينه وبين نُظرائه من علائق الأخوّة، ويعصى الحقيقة الإلهيّة.
لقد حصل الرّب يسوع المسيح، بصليبه المجيد، على خلاص كلّ البشر. وفداهم من الخطيئة التي كانت تستعبدهم. "إِنَّ المَسِيحَ قَدْ حَرَّرَنَا لِنَبْقَى أَحرارًا" (غل 5: 1). فيه نشترك في "الحقيقة التي تجعلنا أحرارًا" (راجع يو 8: 32). لقد أُعطينا الرُّوح القدس، وكما يُعلّم الرسول أنّ "الرَّبَّ هُوَ الرُّوح، وحَيْثُ يَكُونُ رُوحُ الرَّبِّ تَكُونُ الحُرِّيَّة" (2كور3: 17). ونحن منذ الآن نفتخر بحريّة أبناء الله (راجع رو 8: 21).
إنّ نعمة الرّب يسوع المسيح ليست على الإطلاق منافسةً لحريّتنا، عندما تتوافق هذه مع حِسّ الحقيقة والخير الذي وضعهُ الله في قلب الإنسان. وعلى العكس، كما تشهد بذلك الخبرة المسيحيّة في الصلاة على الخصوص، كلّما طاوعنا حوافزَ النعمة، تعاظمت حريّتنا الداخليّة، وثباتنا في المِحَن وأمام ضغوط العالم الخارجيّ ومضايقاته. وبفعل النعمة، يربّينا الرُّوح القدس على الحريّة الروحيّة، ليصيّرنا مساعدين له أحرارًا، في عمله في الكنيسة وفي العالم.
 
 
7.12.6-    يوم الجمعة الثاني عشر من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس لوقا 21-18:13  
 
    إنجيل القدّيس لوقا 21-18:13
 
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ الله؟ وَبِمَاذا أُشَبِّهُهُ؟
إنَّهُ يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَها رَجُلٌ وَأَلْقَاهَا في بُسْتَانِهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَة، وَعَشَّشَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ في أَغْصَانِهَا».
وقَالَ أَيْضًا: «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ الله؟
إنَّهُ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيقِ حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ».

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة، عظات عن إنجيل القدّيس متّى، العظة رقم 46
«يُشْبِهُ مَلَكُوت اللهِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ مكايِيلَ مِنَ الدَّقيق حتَّى اختَمَرَت كُلُّها»

 

تحدّث الربّ عن مَثَل الخميرة... وكأنّي به يقول: "كما أنّ الخميرة تنقل قوّتها الخفيّة إلى كميّة العجين كلّها، هكذا ستكون حال قوّة الإنجيل الّتي ستحوّل العالم بواسطة خدمة تلاميذي... لا تقولوا: ماذا يمكننا أن نفعل، نحن الخطأة المساكين الاثنيّ عشر في مواجهة العالم أجمع؟ هذا هو بالتحديد الفرق الكبير بين السبب والنتيجة، حيث أنّ انتصار حفنة من الناس على الجموع الغفيرة سوف يثبت بريق قوّتكم. ألم تختمر العجينة كلّها نتيجة خلط الخميرة في الدقيق، كما ورد في الإنجيل؟ هكذا أنتم، يا رُسُلي؛ عندما تختلطون مع الشعوب، سوف تخترقونهم بواسطة أنفسكم وسوف تنتصرون على أعدائكم. حين تذوب الخميرة في العجينة، هي لا تفقد قوّتها؛ بل بالعكس. إنّها تغيّر طبيعة هذه العجينة. وهكذا، فإن تبشيركم سوف يغيّر جميع الشعوب. كونوا ممتلئين بالثقة".
إنّ الرّب يسوع المسيح هو مَن يعطي القوّة لتلك الخميرة... فلا تلوموه إذًا على هذا العدد القليل من التلاميذ: إذ إن قوّة الرسالة التي يحملونها هي الكبيرة... تكفي شرارة واحدة لتحوّل الحطب الجافّ إلى نار متّقدة تستطيع بدورها إشعال الحطب الأخضر كلّه الموجود في الجوار.
 
 
7.12.7-    السبت الثاني عشر من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 30-22:13

 

    إنجيل القدّيس لوقا 30-22:13
 
كَانَ يَسُوعُ يَجْتَازُ في المُدُنِ وَالقُرَى، وَهُوَ يُعَلِّم، قَاصِدًا في طَريقِهِ أُورَشَلِيم.
فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «يا سَيِّد، أَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَخْلُصُون؟».
فَقَالَ لَهُم: «إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون.
وَبَعْدَ أَنْ يَكُونَ رَبُّ البَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ البَاب، وَبدَأْتُم تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ البَابَ قَائِلين: يَا رَبّ، ٱفتَحْ لَنَا! فَيُجِيبُكُم وَيَقُول: إِنِّي لا أَعْرِفُكُم مِنْ أَيْنَ أَنْتُم!
حِينَئِذٍ تَبْدَأُونَ تَقُولُون: لَقَد أَكَلْنَا أَمَامَكَ وَشَرِبْنا، وَعَلَّمْتَ في سَاحَاتِنا!
فَيَقُولُ لَكُم: إِنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! أُبْعُدُوا عَنِّي، يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْم!
هُنَاكَ يَكُونُ البُكاءُ وَصَرِيفُ الأَسْنَان، حِينَ تَرَوْنَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسحقَ وَيَعْقُوبَ وَجَميعَ الأَنْبِياءِ في مَلَكُوتِ الله، وَأَنْتُم مَطْرُوحُونَ خَارِجًا.
وَيَأْتُونَ مِنَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِب، وَمِنَ الشَّمَالِ وَالجَنُوب، وَيَتَّكِئُونَ في مَلَكُوتِ الله.
وَهُوَذَا آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين، وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين».

سمعان اللاهوتيّ الحديث (حوالى 949 - 1022)، راهب يونانيّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة، النشيد رقم 53
التعرّف منذ الآن إلى الباب المفتوح

 

انظر أيّها الرّب يسوع إلى قلقي، انظر إلى قلّة شجاعتي، انظر إلى انعدام قوّتي، انظر أيضًا إلى فقري، انظر إلى ضعفي وأشفق عليّ أيّها الكلمة.
أشِعَّ عليّ الآن كما كنت تفعل سابقًا، وأنر نفسي وأضئ عَينَيّ لأراك يا نور العالم (يو8: 12)، فأنت الفرح والسعادة والحياة الأبديّة وبهجة الملائكة، أنت ملكوت السموات والفردوس؛ أنت تاج الأصحّاء وقاضيهم وملكهم.
لماذا تُخفي وجهك؟ لماذا تبتعد عني، أنت يا ربّي الذي لا تريد أن تبتعد أبدًا عن الذين يحبّونك؟ لماذا تهرب منّي، لماذا تحرقني، لماذا تؤذيني وتسحقني؟ أنت تعرف أنّني أحبّك وأنّني أبحث عنك من كلّ أعماق نفسي. تجلّى، حسب قولك...
افتح لي قاعة الأعراس على مصراعَيها، يا ربّي؛ نعم يا مسيحي، لا تغلق في وجهي باب نورك!
"أتعتقد أيّها الإنسان، أنّك تُجبِرُني بكلماتك؟ ما هذا الجنون الذي تتفوّه به؟ أتُراني أخفي وجهي؟ أتشكّ فيّ لدرجة الاعتقاد أنّني قادر على إغلاق الأبواب والنوافذ؟ هل تتصوّر بأنّني قد أبتعدُ عنك ولو لبرهة؟ ماذا قلت؟ إنّي قد أقوم حقًّا بحرقك وسحقك؟ كلماتك، بالتأكيد، ليست صحيحة ولا هذه الفكرة صحيحة. اسمع بالأحرى هذه الكلمات التي سأقولها لك: لقد كنتُ النور قبل أن أَخلُقَ كلّ الأمور التي تراها. كنتُ ولا أزال في كلّ مكان؛ وبما أنّني خلقت الخليقة كلّها أنا في كلّ مكان وفي كلّ شيء...
تأمّل بخيراتي وتأمّل بنواياي وتعلّم ما هي هباتي! أنا أظهرت نفسي للعالم وأظهرت أبي، وسكبت بوفرة روحي القدّوس في كلّ البشر، وكشفت اسمي لكلّ الناس، ومن خلال أعمالي، كشفت أنّني الخالق، خالق هذا العالم. أبرزت ذلك سابقًا والآن أبرز ما كان يجب فعله".
 
 
فهرس بحسب الرزنامة الطقسية المارونية        -        الانجيل اليومي بحسب التقويم الماروني
زمن الميلاد او المجيء   زمن الغطاس او الدنح   زمن التذكارت   زمن الصوم الكبير   أسبوع الآلام   زمن القيامة والصعود   زمن العنصرة   زمن الصليب
 أسبوع تقديس البيعة
 أسبوع تجديد البيعة
 أسبوع بشارة زكريّا
 أسبوع بشارة العذراء
 أسبوع زيارة العذراء
 أسبوع مولد يوحنّا
 أسبوع البيان ليوسف
 أسبوع النسبة
 عيد ميلاد الربّ يسوع
 عيد تهنئة العذراء مريم
 ألاسبوع الاول من الميلاد
to enlarge
 
 أحد وجود يسوع في الهيكل
 ايام قبل عيد الدنح
 عيد الدنح
 تذكار مديح يوحنّا المعمدان
 الاسبوع الاول  بعد الدنح
 الاسبوع الثاني  بعد الدنح
 الاسبوع الثالث بعد الدنح
 الاسبوع الرابع بعد الدنح
to enlarge
 
 أحد الكهنة الراقدين
 أسبوع الكهنة الراقدين
 أحد الأبرار والصدّيقين
 أسبوع الأبرار والصدّيقين
 أحد الموتى المؤمنين
 أسبوع الموتى المؤمنين
to enlarge
 
 أحد مدخل الصوم الكبير
 اثنين الرماد
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 أحد الشعانين
to enlarge
 
 أحد الشعانين
 بداية اسبوع الآلام
 خميس الأسرار
 يوم الجمعة العظيمة
 سبت النور
 أحد القيامة الكبير
to enlarge
 
 أحد القيامة الكبير
 أسبوع الحواريّين
 الاسبوع الثاني
  الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
 أحد العنصرة
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
 الاسبوع الثامن
 الاسبوع التاسع
 الاسبوع العاشر
 الاسبوع الحادي عشر
 الاسبوع الثاني عشر
 الاسبوع الثالث عشر
 الاسبوع الرابع عشر
 الاسبوع الخامس عشر
 الاسبوع السادس عشر
 
 ارتفاع الصليب المقدّس
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003