الإنجيل اليوميّ     -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
        6-    زمن القيامة والصعود
6.4-   الاسبوع الرابع من زمن القيامة
6.5-   الاسبوع الخامس من زمن القيامة
6.6-   الاسبوع السادس من زمن القيامة
6.7-   الاسبوع السابع من زمن القيامة
  الرئيسية  

 
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

6.4.1- الأحد الرابع من زمن القيامة : ظهور يسوع للرسل على البحيرة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 14-1:21
  «إِنَّه الرَّبّ»
      
جان بيار دو كوساد (1675 - 1751)، راهب يسوعيّّ
6.4.2- الاثنين الرابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5
  «لا تَخَفْ! »
      
للطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّةّ 
6.4.3- الثلاثاء الرابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 25-22:8
   
6.4.4- الأربعاء الرابع من زمن القيامة  
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 15-1:6
  «فلَمَّا رأَى النَّاسُ الآيةَ الَّتي أَتى بِها يسوع، قالوا: حَقًا! هذا هوَ النَّبِيُّ الآتي إِلى العالَم»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
6.4.5- الخميس الرابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 21-16:6
  «فإِذا بِالسَّفينَةِ قد وَصَلَت إِلى الأَرضِ الَّتي كانوا يَقصِدونَها»
      
للقدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
6.4.6- يوم الجمعة الرابع من زمن القيامة  
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 27-22:6
  «عَمَلُ اللهِ أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل»
      
للقدّيس توماس مور (1478 - 1535)، رجل دولة إنكليزيّ وشهيد
6.4.7- السبت الرابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس متّى 33-22:14
  «فَسَجَدَ لَهُ ٱلَّذينَ كانوا في ٱلسَّفينة، وَقالوا: أَنتَ ٱبنُ ٱللهِ حَقًّا!»
      
للطوباويّة إلياصابات الثالوث (1880 - 1906)، راهبة كرمليّة
6.5.1- الأحد الخامس من زمن القيامة : يسوع يسلّم الرعاية لبطرس
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 19-15:21
  «يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا  وملفان الكنيسة
6.5.2- الاثنين الخامس من زمن القيامة 
                                          إنجيل القدّيس لوقا 34-28:22
  «لكِنَّي دَعَوتُ لَكَ أَلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ. وأَنتَ ثَبَّتْ إِخوانَكَ متى رَجَعْتَ»
      
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة
6.5.3- الثلاثاء الخامس من زمن القيامة   
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 42-35:1
  «تَعَالَيَا وٱنْظُرَا»
      
للقدّيس رومانُس المرنِّم (؟ - نحو 560)، مؤلِّف أناشيد
6.5.4- الأربعاء الخامس من زمن القيامة   
                                          إنجيل القدّيس متّى 28-21:16 
   
6.5.5- الخميس الخامس من زمن القيامة   
                                          إنجيل القدّيس متّى 20-11:16
    «أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي»
      
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
6.5.6- يوم الجمعة الخامس من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس متّى 22-18:18
   «فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم»
      
للقدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة
6.5.7- السبت الخامس من زمن القيامة       (13 ايار)
                                          إنجيل القدّيس متّى 27-24:17
  «فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً»
      
للقدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
6.6.1- الأحد السادس من زمن القيامة : ظهور يسوع للرسل في العليّة  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 48-36:24
  «ما بالُكم مُضطَرِبين»
      
للطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ
6.6.2- الاثنين السادس من زمن القيامة
                                          نجيل القدّيس يوحنّا 16-1:11
  «فقالَ له تَلاميذُه: يا ربّ، إذا كانَ راقدًا فَسَيَنجو»
      
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة
6.6.3- االثلاثاء السادس من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 27-17:11
   
6.6.4- الأربعاء السادس من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 44-32:11
  «فدَمعَت عَيْنا يسوع»
      
للقدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
6.6.5- صعود الربّ يسوع إلى السماء
                                          إنجيل القدّيس مرقس 20-15:16
  «حَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله» (كول 3: 3)
      
للطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة
6.6.6- يوم الجمعة السادس من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 15-12:3
  «لِتَكونَ بهِ الحَياةُ الأبديّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن»
      
للقدّيس باسيليوس (نحو 330 - 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية
6.6.7- السبت السادس من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 6-1:14
  الرّب يسوع، الطّريق والحق والحياة، هو نور الضّمير
      
للمُكَرَّم بيّوس الثاني عشر، بابا روما من 1939 إلى 1958
6.7.1- الأحد السابع من زمن القيامة : وصيّة يسوع الجديدة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 35-31:13
  «وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا كما أَحبَبتُكم»ّ
      
للقدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 - 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
6.7.2- الاثنين السابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 25-20:12
  «مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا ) وملفان الكنيسة
6.7.3- الثلاثاء السابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 30-26:12
   
6.7.4- الأربعاء السابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:12
  «وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين» (يو 12: 32)
      
عظة منسوبة للقدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا
6.7.5- الخميس السابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 43-37:12
  «أَتى يسوعُ بِجَميعِ هذهِ الآياتِ بِمَرأًى مِنهم، ولَم يُؤمِنوا بِه»
      
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة
6.7.6- يوم الجمعة السابع من زمن القيامة  
                                          إنجيل القدّيس مرقس 34-28:12
  وصيّة المحبّة
      
للقدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة
6.7.7- السبت السابع من زمن القيامة
                                          إنجيل القدّيس متّى 48-43:5
  محبّة الأعداء
      
للقدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة
 
 
6.4.1-    الأحد الرابع من زمن القيامة : ظهور يسوع للرسل على البحيرة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 14-1:21    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 14-1:21 
 

بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة، وهكَذَا ظَهَر:

كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس، وتُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، ونَتَنَائِيلُ الَّذي مِنْ قَانَا الجَلِيل، وٱبْنَا زَبَدَى، وتِلْمِيذَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوع، مُجْتَمِعِينَ مَعًا.

قَالَ لَهُم سِمْعَانُ بُطْرُس: «أَنَا ذَاهِبٌ أَصْطَادُ سَمَكًا». قَالُوا لَهُ: «ونَحْنُ أَيْضًا نَأْتِي مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَرَكِبُوا السَّفِينَة، فَمَا أَصَابُوا في تِلْكَ اللَّيْلَةِ شَيْئًا.

ولَمَّا طَلَعَ الفَجْر، وَقَفَ يَسُوعُ عَلى الشَّاطِئ، ولكِنَّ التَّلامِيذَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ يَسُوع.

فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «يَا فِتْيَان، أَمَا عِنْدَكُم قَلِيلٌ مِنَ السَّمَك؟». أَجَابُوه: «لا!».

فَقَالَ لَهُم: «أَلْقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمِينِ السَّفِينَةِ تَجِدُوا». وأَلقَوْهَا، فَمَا قَدِرُوا عَلى ٱجْتِذَابِهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَك.

فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُس: «إِنَّهُ الرَّبّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبّ، إِتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في البُحَيْرَة.

أَمَّا التَّلامِيذُ الآخَرُونَ فَجَاؤُوا بِٱلسَّفِينَة، وهُمْ يَسْحَبُونَ الشَّبَكَةَ المَمْلُوءَةَ سَمَكًا، ومَا كَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ البَرِّ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَي ذِرَاع.

ولَمَّا نَزَلُوا إِلى البَرّ، رَأَوا جَمْرًا، وسَمَكًا عَلى الجَمْر، وخُبْزًا.

قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَاتُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي أَصَبْتُمُوهُ الآن».

فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلى السَّفِينَة، وجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وهِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وثَلاثًا وخَمْسِين. ومَعَ هذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة.

قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلُمُّوا تَغَدَّوا». ولَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «مَنْ أَنْت؟»، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَّبّ.

وتَقَدَّمَ يَسُوعُ وأَخَذَ الخُبْزَ ونَاوَلَهُم. ثُمَّ فَعَلَ كَذلِكَ بِٱلسَّمَك.

هذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات.


 

«إِنَّه الرَّبّ»
جان بيار دو كوساد (1675 - 1751)، راهب يسوعيّ،
التسليم للعناية الإلهيّة

 

كلّ المخلوقات حيّة في يد الله؛ الحواس لا ترى إلاّ عمل الخليقة، ولكنّ الإيمان يؤمن بالعمل الإلهي في كلّ شيء. فهو يرى أن الرّب يسوع المسيح يحيا في كلّ الأشياء ويعمل على امتداد الأجيال، وأنّ أي لحظة وأصغر ذرّة يحتويان على جزء من حياة الرّب المستترة هذه وجزء من عمله السرّي. إنّ عمل الخلق هو ستار يغطّي أسرار العمل الإلهي العميقة.

كان الرّب يسوع المسيح بعد قيامته، يفاجئ تلاميذه بظهوره لهم، فكان يظهر لهم بوجوه يتنكّر بها، وحالما كان يكشف عن نفسه، كان يختفي. إن الرّب يسوع نفسه الذي ما زال حيًّا، وما زال يعمل، يفاجئ الأنفس التي لا تملك إيمانًا طاهرًا وثاقبًا. كلّ ما يجري فينا وحولنا ووسطنا، يحتوي على عمله الإلهي ويغطّيه، وإن كان خفيًّا، ما يجعل أن نكون دائمًا متفاجئين وألاّ نعرف عمله إلاّ بعد زواله.

إن ثقبنا الحجاب وكنّا متيقّظين ومتنبّهين، سيتجلّى الله لنا دومًا وسننعم بعمله في كلّ ما يحصل لنا. عند حدوث أي أمر، كنّا سنقول: " إِنَّه الرَّبّ!" وكنّا سنجد في كلّ الظروف أنّنا نتلقّى هبة من الله، وأنّ المخلوقات هي آلات ضعيفة، وأنّ لا شيء ينقصنا، وأنّ ورعاية الله الدائمة تجعله يؤمّن لنا كلّ ما يناسبنا.

 
 
6.4.2-    الاثنين الرابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5     

 

   إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5
 
فيمَا كانَ الجَمْعُ مُزْدَحِمًا على يَسُوعَ يُصْغِي إِلى كَلِمَةِ الله، وكَانَ يَسُوعُ واقِفًا على شَاطِئِ بُحَيْرَةِ جِنَّاشَر،
رأَى سَفِينَتَيْنِ راسِيَتَيْنِ عِنْدَ الشَّاطِئ، وقَدْ نَزَلَ مِنْهُمَا الصَّيَّادُونَ يَغْسِلُونَ الشِّبَاك.
فَصَعِدَ إِلى إِحْدَى السَّفينَتَيْن، وكَانَتْ لِسِمْعَان، وسَأَلَهُ أَنْ يَبتَعِدَ قَليلاً عَنِ البَرّ، ثُمَّ جَلَسَ يُعَلِّمُ الجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَة.
ولَمَّا فَرَغَ مِنَ الكَلام، قالَ لِسِمْعَان: «إِبْتَعِدْ إِلى العُمْق، وأَلْقُوا شِباكَكُم لِلصَّيْد».
فأَجَابَ سِمْعَانُ وقَالَ لَهُ: «يا مُعَلِّم، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهَ ولَمْ نُصِبْ شَيْئًا! وَلكِنْ لأَجْلِ كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشِّبَاك».
ولَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ ضَبَطُوا سَمَكًا كَثيرًا جِدًّا، وأَخَذَتْ شِبَاكُهُم تَتَمَزَّق.
فأَشَارُوا إِلى شُرَكائِهِم في السَّفِينَةِ الأُخْرَى، لِيَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُم. فَأَتَوا وَمَلأُوا السَّفينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا تَغْرَقَان.
وَرأَى ذلِكَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ فٱرْتَمَى عِنْدَ رُكْبَتَي يَسُوعَ قائِلاً: «تبَاعَدْ عَنِّي، يا رَبّ، فَإنِّي رَجُلٌ خَاطِئ!»؛
لأَنَّ الذُّهُولَ كانَ ٱعْتَرَاهُ هُوَ وجَمِيعَ مَنْ مَعَهُ، لِمَا أَصَابُوهُ مِنْ صَيْدِ السَّمَك.
وهكذَا كانَ لِيَعْقُوبَ ويُوحَنَّا ٱبنَي زَبَدَى، اللَّذَينِ كانَا شَريكَيْنِ لِسِمْعَان. فقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَان: «لا تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ صَيَّادًا لِلنَّاس».
ولَمَّا عَادُوا بِالسَّفينَةِ إِلى البَرّ، تَرَكُوا كُلَّ شَيء، وتَبِعُوا يَسُوع.

الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ، عظة بعنوان: "عناية إلهيّة خاصّة كما كشفها الإنجيل"
«لا تَخَفْ! »

 

إنّ الله ينظر إليك، أيًّا تكن. هو يدعوك باسمك. هو يراك ويفهمك، هو الذي خلقكَ. كلّ ما هو موجود فيك، هو يعرفه: كلّ مشاعرك وأفكارك الخاصّة، وميولك، وذوقك، وقوّتك وضعفك. هو يراك في أيّام فرحك كما في أيّام بؤسك؛ هو يشاركك آمالك وتجاربك؛ هو يبالي بقلقك وبذكرياتك، باندفاعاتك وبيأس روحك؛ لقد عدّ شعرك... هو يغمرك بذراعيه ويدعمك؛ هو يرفعك ويريحك. هو يتأمّل وجهك، في الابتسامة وفي البكاء، في الصحة وفي المرض. هو ينظر إلى يديك ورجليك بحنان، هو يسمع صوتك ودقّات قلبك وحتّى نفَسَك...
أنت إنسان افتُدِي وخُلّص، ابنه بالتبني؛ لقد وهَبَك جزءًا من هذا المجد وهذه البركة المنبثقين أزليًّا من الآب والابن الوحيد. لقد تمّ اختيارك لتكون له... مَن هو الإنسان، ما أنا، ليقلق ابن الله بشأني إلى هذا الحد؟ ما أنا... ليرفعني إلى طبيعة الملاك، وليحوّل المادّة الأصليّة لنَفْسي وليعيد تكويني، أنا الخاطئ منذ طفولتي؟ ما أنا... ليجعل من قلبي مسكنًا له، ومنّي هيكله؟
(المراجع البيبليّة: يو10: 3؛ مت 10: 30؛ مز 8: 5؛ تك 8: 21؛ مز 51[50]: 7؛ 1كور 3: 16)
 
 
6.4.3-    الثلاثاء الرابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس لوقا 25-22:8     

 

   إنجيل القدّيس لوقا 25-22:8
 
في أَحَدِ الأَيَّامِ رَكِبَ يَسُوعُ سَفِينَةً هُوَ وَتَلامِيذُهُ، وَقَالَ لَهُم: «لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البُحَيْرَة». فَأَقْلَعُوا.
وَفِيما هُمْ مُبْحِرُون، نَامَ يَسُوع. وَهَبَّتْ عَاصِفَةُ رِيحٍ عَلى البُحَيْرَة، وَكادَتِ المِيَاهُ تَغْمُرُهُم، وَصَارُوا في خَطَر.
فَدَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، يَا مُعَلِّم،نَحْنُ نَهْلِك!». فَٱسْتَيْقَظَ يَسُوع، وَزَجَرَ الرِّيحَ وَالأَمْواجَ فَسَكنَتْ، وَحَدَثَ هُدُوء.
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَيْنَ إِيْمَانُكُم؟». فَخَافُوا وَتَعَجَّبُوا، وَقالَ بَعْضُهُم لِبَعْض: «فَمَنْ هُوَ هذَا، حَتَّى يَأْمُرَ الرِّيَاحَ نَفْسَهَا وَالمِيَاهَ فَتُطيعَهُ؟».
 
 
6.4.4-    الأربعاء الرابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 15-1:6     
 
   إنجيل القدّيس يوحنّا 15-1:6
 
بَعْدَ ذلِك، عَبَرَ يَسُوعُ بَحْرَ الجَليل، أَي بُحَيْرَةَ طَبَرَيَّة.
وكَانَ يَتْبَعُهُ جَمْعٌ كَثِير، لأَنَّهُم شَاهَدُوا الآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا لِلمَرْضَى.
وصَعِدَ يَسُوعُ إِلى الجَبَل، وجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلامِيذِهِ.
وكَانَ الفِصْحُ، عِيدُ اليَهُودِ، قَريبًا.
ورَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْه، ورَأَى جَمْعًا كَثِيراً مُقْبِلاً إِلَيْه، فَقَالَ لِفِيلِبُّس: «مِنْ أَيْنَ نَشْتَرِي خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاء؟».
قَالَ يَسُوعُ هذَا لِيَمْتَحِنَ فِيلِبُّسَ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ مَا سَوْفَ يَصْنَع.
أَجَابَهُ فِيلِبُّس: «لا يَكْفِيهِم خُبْزٌ بِمِئَتَي دِينَار، لِيَحْصَلَ كُلٌّ مِنْهُم عَلى شَيءٍ قَلِيل».
قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلامِيذِهِ، وهُوَ أَنْدرَاوُس، أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُس:
«هُنَا صَبِيٌّ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ مِنْ شَعِيرٍ وسَمَكَتَان، ولكِنْ مَا هذَا لِكُلِّ هؤُلاء؟».
قَالَ يَسُوع: «أَجْلِسُوا النَّاس». وكَانَ في المَوضِعِ عُشْبٌ كَثِير. فَجَلَسَ الرِّجَال، وعَدَدُهُم نَحْوُ خَمْسَةِ آلاف.
فَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وشَكَر، ثُمَّ وزَّعَهَا عَلى الجَالِسِينَ بِقَدْرِ مَا شَاؤُوا. وكَذلِكَ فَعَلَ بِٱلسَّمَكَتَين.
ولَمَّا شَبِعُوا، قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «إِجْمَعُوا مَا فَضَلَ مِنْ كِسَرٍ، لِئَلاَّ يَضِيعَ شَيء».
فَجَمَعُوا مَا فَضَلَ عَنِ الآكِلينَ مِنْ كِسَرِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ الخَمْسَة، ومَلأُوا ٱثْنَتَي عَشْرَة قُفَّة.
فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوع، أَخَذُوا يَقُولُون: «حَقًّا، هذَا هُوَ النَّبِيُّ الآتِي إِلى العَالَم».
وعَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُم يَهُمُّونَ أَنْ يَأْتُوا ويَخْطَفُوه، لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، فَعَادَ وٱعْتَزَلَ فِي الجَبَلِ وَحْدَهُ.

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة، عظات حول إنجيل القدّيس يوحنّا، العظة 24
«فلَمَّا رأَى النَّاسُ الآيةَ الَّتي أَتى بِها يسوع، قالوا: حَقًا! هذا هوَ النَّبِيُّ الآتي إِلى العالَم»

 

إنّ إدارة الكون هي بالحقيقة أعجوبة أكبر من إشباع خمسة آلاف رجلٍ بواسطة خمسة أرغفة. بيد أنّ أحدًا لا يندهش من ذلك (أي من إدارة الكون)، في حين أنّنا نُفتَتَن أمام أعجوبة أقلّ أهميّة لأنّها تخرج عن المألوف. فمَن يا تُرى هو ذاك الذي لا يزال يُطعم اليوم أيضًا العالم غير ذلك الذي، بواسطة بضعة حبوب، يُنبِتُ الغلال؟ لقد فعل الرّب يسوع المسيح إذًا ما فعله الله. لقد استطاع تكثير خمسة أرغفة في يده، مستخدمًا قدرته في مضاعفة الغلال من خلال بعض الحبوب. لأنّ القدرة كامنة بين يديّ الرّب يسوع المسيح، وهذه الأرغفة الخمسة كانت كبذار كثّرَها خالق الأرض بدون إيداعها الأرض.
لقد وضعَ هذا العمل إذًا أمام حواسنا كي يرفعَ روحنا... وهكذا أصبح بإمكاننا النظر بإعجاب إلى "ما لا يَظهَرُ مِن صِفاتِه، أي قُدرَتُه الأزَلِيّة وأُلوهَتُه، الظاهرة لِلبَصائِرِ في مَخلوقاتِه" (رو 1: 20). بعد أن اهتدَينا إلى الإيمان وتنقَّينا به، يمكننا حتّى أن نتوق إلى النظر، بدون أعيُن الجسد، إلى الكائن غير المنظور الذي نعرفه من خلال المنظور... فالرّب يسوع أتى بهذه الآية حتّى يُظهرَ ذاته للمُتواجدين هناك، فوضَعوها كتابةً حتّى تصلَ إلينا. ما فعَلَتْه الأعيُن لهم، يفعَلُه الإيمان لنا. كذلك أيضًا، نحن نعترف في قرارة أنفسنا بما لم تَستطعْ أعينُنا أن تراه وقد تلقّينا أجمل إطراء، لأنّه عنّا قد قيل: "طوبى للذينَ آمنوا ولم يَروا" (يو20: 29).
 
 
6.4.5-    الخميس الرابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 21-16:6     

 

   إنجيل القدّيس يوحنّا 21-16:6
 
لَمَّا حَلَّ المَسَاء، نَزَلَ التَلامِيذُ إِلى البَحر.
فَرَكِبُوا سَفِينَةً لِيَعْبُرُوا البَحْرَ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وخَيَّمَ الظَّلامُ ولَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَد لَحِقَ بِهِم.
وهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَهَاجَ البَحْر.
وبَعْدَمَا جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ غَلْوَةً أَو ثَلاثِين، شَاهَدُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلى البَحْرِ مُقْتَرِبًا مِنَ السَّفِينَة، فَخَافُوا.
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا».
فَأَرَادُوا أَنْ يُصْعِدُوهُ إِلى السَّفِينَة، وإِذَا بِٱلسَّفِينَةِ تَصِلُ إِلى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبينَ إِلَيْهَا.

القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة، العظة 50
«فإِذا بِالسَّفينَةِ قد وَصَلَت إِلى الأَرضِ الَّتي كانوا يَقصِدونَها»

 

صعدَ الرّب يسوع المسيح إلى المركب: أليس هو مَن كشفَ قعر البحر بعد أن شقّ المياه، لكي يتمكّنَ شعب إسرائيل من العبور إلى يابسةٍ كما لو كان يعبر وادٍ (راجع خر 14: 29)؟ أليس هو مَن جعل أمواج البحر أرضًا صلبةً تحت أقدام بطرس، لتُشكِّلَ المياه دربًا صلبًا وأمينًا لخطواته؟ (راجع مت 14: 29).
صعدَ إلى المركب: لكي يَعبرَ الرّب يسوع المسيح بحرَ هذا العالم حتّى نهاية الأزمنة، صعدَ في مركب كنيسته ليقودَ المؤمنين به حتّى موطن السماء في رحلةٍ هادئة، وليَجعلَ الذين يشاركونَهُ بشريّتَه مواطنين في ملكوته. طبعًا، لا يحتاجُ الرّب يسوع المسيح إلى المركب، لكنّ المركب يحتاجُ إليه. فبدون هذا القبطان السماويّ، لن يتمكّن مركب الكنيسة المُتخبِّط وسط الأمواج من الوصول إلى الميناء.
 
 
6.4.6-    يوم الجمعة الرابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 27-22:6     
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 27-22:6  
 
في الغَدِ، رَأَى الجَمْعُ الَّذي بَقِيَ عَلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البَحْر، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سِوَى سَفِينَةٍ وَاحِدَة، وأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ السَّفِينَةَ مَعَ تَلامِيذِهِ، بَلْ مَضَى التَّلامِيذُ وَحْدَهُم.
وجَاءَتْ سُفُنٌ أُخْرَى مِنْ طَبَرَيَّة، إِلى قُرْبِ المَوْضِعِ الَّذي أَكَلُوا فِيهِ الخُبْزَ، بَعْدَ أَنْ شَكَرَ الرَّبّ.
فَلَمَّا رَأَى الجَمْعُ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ هُنَاك، ولا تَلامِيذُهُ، رَكِبُوا السُّفُن، وجَاؤُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ يَطْلُبُونَ يَسُوع.
ولَمَّا وَجَدُوهُ عَلى الضَّفَّةِ المُقَابِلَة، قَالُوا لَهُ: «رَابِّي، مَتَى وَصَلْتَ إِلى هُنَا؟».
أَجَابَهُم يَسُوعُ وقَال: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنْتُم تَطْلُبُونِي، لا لأَنَّكُم رَأَيْتُمُ الآيَات، بَلْ لأَنَّكُم أَكَلْتُم مِنَ الخُبْزِ وشَبِعْتُم.
إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ٱبْنُ الإِنْسَان، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ هُوَ الَّذي خَتَمَهُ اللهُ الآب».

 

«عَمَلُ اللهِ أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل»
القدّيس توماس مور (1478 - 1535)، رجل دولة إنكليزيّ وشهيد،
حوار التعزية في الشدائد

 
إنّ الإيمان هو الأساس الذي نعتمد عليه. فَمِن دون الإيمان، لا جدوى من أن نرجو الحصول على أيّ تعزية روحيّة... فأيّ دعم يمكن أن يقدّمه الكتاب المقدّس لمَن لا يؤمن بأنّه كلمة الله وبأنّ كلمته حقيقة؟ لا بدّ من أنّنا لا نستفيد كثيرًا إن لم نؤمن أنّه كلمة الله أو، حتّى ولو افترضنا ذلك، إن اعتقدنا بأنّه يحتوي على أخطاء! فبقدر قوّة الإيمان تكون كلمات الكتاب المقدّس المُطَمئِنَة أكثر أو أقلّ إفادة.
فضيلة الإيمان هذه، لا يمكن لأيّ إنسان أن يكتسبها من تلقاء نفسه، ولا أن يهبها لآخَر... فالإيمان هو هبة مجانيّة من الله، وكما قال القدّيس يعقوب: "فكُلُّ عَطِيَّةٍ صالِحَةٍ وكُلُّ هِبَةٍ كامِلَةٍ تَنزِلُ مِن عَلُ مِن عِندِ أَبي الأَنوار" (يع 1: 17). فلهذا السبب، نحن الذين، بالرغم من علامات كثيرة، نشعر بأنّ إيماننا ضعيف: فلنطلبْ من الرَبِّ أن يقوّيَه.

 
 
6.4.7-    السبت الرابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 33-22:14     
 
    إنجيل القدّيس متّى 33-22:14  
 
في الحَالِ أَلْزَمَ يَسُوعُ التَّلامِيْذَ أَنْ يَرْكَبُوا السَّفِيْنَةَ ويَسْبِقُوهُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى، رَيْثَمَا يَصْرِفُ الجُمُوع.
وبَعْدَمَا صَرَفَ الجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّي. ولَمَّا كَانَ المَسَاء، بَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ هُنَاك.
وكَانَتِ السَّفِيْنَةُ قَدْ أَصْبَحَتْ عَلى مَسَافَةِ غَلَوَاتٍ كَثِيْرَةٍ مِنَ اليَابِسَة، وكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَلْطِمُهَا لأَنَّ الرِّيْحَ كَانَتْ مُخَالِفَةً لَهَا.
وفي آخِرِ اللَّيْل، جَاءَ يَسُوعُ إِلى تَلامِيْذِهِ مَاشِيًا عَلى البُحَيْرَة.
ورآهُ التَّلامِيْذُ مَاشِيًا عَلى البُحَيْرَةِ فَٱضْطَرَبُوا وقَالُوا: «إِنَّهُ شَبَح!». ومِنْ خَوْفِهِم صَرَخُوا.
وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ قَائِلاً: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!».
فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وقَال: «يَا رَبّ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلى المِيَاه!».
فَقَال: «تَعَالَ!». ونَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِيْنَةِ فَمَشَى عَلى المِيَاه، وذَهَبَ نَحْوَ يسُوع.
ولَمَّا رَأَى الرِّيْحَ شَدِيْدَةً خَاف، وبَدَأَ يَغْرَق، فَصَرَخ قائِلاً: «يَا رَبّ، نَجِّنِي!».
وفي الحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ فَأَمْسَكَهُ وقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيْلَ الإِيْمَان، لِمَاذَا شَكَكْت؟».
ولَمَّا صَعِدَ يَسُوعُ وبُطْرُسُ إِلى السَّفِيْنَةِ سَكَنَتِ الرِّيْح.
فَسَجَدَ الَّذينَ هُمْ في السَّفِيْنَةِ لِيَسُوعَ وقَالُوا: «حَقًّا أَنْتَ ٱبْنُ الله!».

 

«فَسَجَدَ لَهُ ٱلَّذينَ كانوا في ٱلسَّفينة، وَقالوا: أَنتَ ٱبنُ ٱللهِ حَقًّا!»
الطوباويّة إلياصابات الثالوث (1880 - 1906)، راهبة كرمليّة،
الرّياضة الرّوحيّة الأخيرة، 20-21

 
"يَجْثو الأَربَعَةُ والعِشْرونَ شَيخًا أَمامَ الجالِسِ على العَرْش، ويَسجُدونَ لِلحَيِّ أَبَدَ الدُّهور، ويُلقونَ أَكاليلَهم أَمامَ العَرشِ ويَقولون: أَنتَ أَهلٌ، أَيُّها الرَّبُّ إِلهُنا، لأَن تَنالَ المَجدَ والإِكرامَ والقُدرَة" (رؤ 4: 10-11). كيف أتصرّف، في سماء نفسي، على مثال تصرّف هؤلاء الطوباويّين في سماء المجد؟ كيف أتابع هذا التسبيح وهذا السجود غير المنقطعين؟ لقد نوّرني القدّيس بولس بهذا الشأن عندما تمنّى لخاصّته "أَن يَهَبَ لَهم الآب... أَن يَشتَدُّوا بِروحِه... وأَن يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِهم بالإِيمان، وأن يتأَصَّلوا في المَحبَّة" (راجع أف 3: 16-17). التأصّل في المحبّة، يبدو لي أنّه الشرط المطلوب لتأدية دورنا بكرامة في مجال صلاة "التسبيح بالمجد" (راجع أف 1: 6+12+14). النفس الّتي تدخل إلى أعماق الله وتمكث فيها...، والّتي تجعل بالتالي كلّ شيء "به ومعه وله"...، هذه النفس تتجذّر بعمق أكثر في ذاك الّذي تحبّه، بواسطة كلّ تحرّكاتها وتطلّعاتها، كما وبكلّ واحدٍ من أفعالها، مهما كانت عاديّة. كلّ ما فيها يكرّم الله الثالوث الأقدس: هكذا تتحوّل إلى نشيد تقديس دائم، تسبيح مجد لا ينقطع!
"يَجْثو الأَربَعَةُ والعِشْرونَ شَيخًا...، ويَسجُدونَ...، ويُلقونَ أَكاليلَهم". على النفس أوّلاً أن تجثو، وأن تغوص في هاوية عدمها، وأن تتجذّر عميقًا إلى أن... تجد السلام الحقيقيّ والثابت والكامل، هذا السلام الّذي لا يعكّره شيء، لأنّها اندفعت إلى عمق الأعماق حيث لن يبحث عنها أحد هناك. حينها، يصبح بإمكانها أن تعبد.

 
 
6.5.1-    الأحد الخامس من زمن القيامة : يسوع يسلّم الرعاية لبطرس    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 19-15:21     
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 19-15:21  
 
بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!».
قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي!
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد».
قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!».

 

«يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟»
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
العظة 46 عن الرّعاة، المقطع 30

 
إنّي أرى جميع الرُّعاة الصالحين في الرَّاعي الوحيد (راجع يو 10: 14). إنّ الرُّعاة الصّالحين، في الحقيقة، ليسوا كثر بل إنّهم واحد في الوحيد. لو كانوا كثر لكانوا انقسموا على بعض... إن أوكل الربّ قطيعه لبطرس، فإنّ ذلك كان من أجل أن يؤكّد على الوحدة في اختياره له. كان الرُّسل كثرًا، ولكن قيل لواحد "اِرْعَ خِرافي"... وفي الواقع، عندما أوكل الرّب يسوع المسيح خرافه إلى أحد شبيه به، فقد أراد منه أن يكون واحدًا معه. فالمخلّص هو الرأس، وبطرس يمثّل جسد الكنيسة (راجع كول 1: 13)... وماذا قال له قبل أن يوكل له الخراف كي لا يتقبّلها كغريب؟ "يا سِمْعانُ بنَ يونا، أَتُحِبُّني أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني هؤلاء؟" وبطرس أجاب: "أحبّك". ومرّة أخرى "أتحبّني؟"، ومرّة ثانية: "أحبّك". ومرّة ثالثة: "أتحبّني؟" وأجاب بطرس للمرة الثالثة "أحبّك". وكان ذلك لتشديد الحبّ، من أجل أن تتعزز الوحدة.
إذًا فإنّ الرّب يسوع هو وحده الرَّاعي من خلال الرُّعاة، وما هُم عليه هو بالرّب يسوع المسيح وحده... ما كان الربّ ليعلن بالنبي زمنًا رديئًا حين قال: "أنا سأرعى خرافي" وكأنّه ليس لديه أحد يوكلها إليه. عندما كان بطرس لا زال حيًّا، عندما كان الرُّسل بالجسد لا يزالون في هذا العالم، ألم يقل ذاك الرَّاعي الوحيد الّذي فيه يجتمع كلّ الرعاة: "ولي خِرافٌ أُخْرى لَيسَت مِن هذِه الحَظيرَة فتِلكَ أَيضاً لابُدَّ لي أَن أَقودَها وسَتُصغي إِلى صَوتي فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد" (يو 10: 16). يجب على كلّ الرُّعاة أن يكونوا واحدًا في الرّاعي. يجب عليهم كلّهم أن يُسمِعوا صوته للخراف... يجب عليهم جميعهم أن يعتمدوا اللغة نفسها، لغةً ما مِن أصوات متضاربة فيها. "أُناشِدُكُم، أَيُّها الإِخوُة، باِسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح، أَن تقولوا جَميعا قَولاً واحِداً وأَلاَّ يَكونَ بَينَكُمُ اختِلافات" (1كور 1: 10). يجب أن تسمع الخراف ذاك الصوت الّذي لا أثر للانقسام فيه الخالي من أيّ هرطقة، من أجل أن تتبع الراعي الّذي قال: "إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي... وهي تَتبَعُني" (يو 10: 27).

 
 
6.5.2-    الاثنين الخامس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس لوقا 34-28:22     
 
    إنجيل القدّيس لوقا 34-28:22  
 
قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَنْتُمُ الَّذينَ ثَبَتُّم مَعِي في تَجَارِبي،
فَإِنِّي أُعِدُّ لَكُمُ المَلَكُوتَ كَمَا أَعَدَّهُ لي أَبِي،
لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتي، في مَلَكُوتِي. وسَتَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوش، لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الٱثْنَي عَشَر.
سِمْعَان، سِمْعَان! هُوَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ طَلَبَ بِإِلْحَاحٍ أَنْ يُغَرْبِلَكُم كَالْحِنْطَة.
ولكِنِّي صَلَّيْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِئَلاَّ تَفْقِدَ إِيْمَانَكَ. وَأَنْتَ، مَتَى رَجَعْتَ، ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ».
فقَالَ لَهُ سِمْعَان: «يَا رَبّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ إِلَى السِّجْنِ وَإِلى المَوْت».
فَقَالَ يَسُوع: «أَقُولُ لَكَ، يَا بُطْرُس: لَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ اليَوْمَ إِلاَّ وَقَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي!».

«لكِنَّي دَعَوتُ لَكَ أَلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ. وأَنتَ ثَبَّتْ إِخوانَكَ متى رَجَعْتَ»
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة، العظة 38 عن إنجيل القدّيس متّى

 

قال الربّ لبطرس: "دَعَوتُ لَكَ ألاَّ تَفقِدَ إيمانَكَ". لم يقلْ: "أردْتُ أن أدعو لكَ"، إنّما: "دعوْتُ لكَ"... كلمات قالَها الربّ بأسلوبٍ أراده مليئًا بالتواضع بسبب اقتراب آلامه، حتّى يبيّنَ حقيقة طبيعته البشريّة. إذ هل يخطر ببال أحد أنّ ذاك الذي قال لبطرس بلهجة الأمر، بدون اللجوء إلى الصلاة: "على هذه الصخرة أبني كنيستي، وأعطيكَ مفاتيح ملكوت السماوات"، هو نفسه بحاجةٍ إلى الصلاة ليُثَبِّتَ على الإيمان النفس المتردِّدة لإنسان؟ في الوقت نفسه، لم يقلْ الربّ لبطرس: "دعوْتُ لكَ كي لا تنكرَني أبدًا"، بل "كي لا تفقدَ إيمانك أبدًا."
"وأَنتَ ثَبِّتْ إخوانَكَ متى رَجَعْتَ". هذا يعني، بعد أن تكفِّرَ بالدموع وبالتوبة عن جريمة أنكارِكَ لي، ثَبِّتْ إخوانَكَ، أنتَ الذي أقَمتُه رأسًا للرسل؛ هذا هو واجبكَ، أن تكون معي، القوّة والصخرة الأساسيّة للكنيسة. إذًا، ليس على بطرس تثبيت إيمان الرسل وحدهم فحسب، إنّما تثبيت إيمان كلّ المؤمنين الذين سيَتَتالون حتّى نهاية العالم. فلا يفقدَنَّ إذًا أحدٌ من بين المسيحيّين، ثقته لدى رؤيته هذا الرسول يُنكرُ معلِّمَه الإلهي، ويستعيدُ بعد ذلك بالتوبة امتياز السموّ الذي جعل منه الحبر الأعظم للعالم أجمع.
 
 
6.5.3-    الثلاثاء الخامس من زمن القيامة    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 42-35:1     
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 42-35:1  
 
في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وٱثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ.
ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ الله».
وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع.
وٱلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَان؟» قَالا لَهُ: «رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟».
قالَ لَهُمَا: « تَعَالَيَا وٱنْظُرَا». فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر.
وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع.
ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ المَسِيح».
وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: «أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة».

«تَعَالَيَا وٱنْظُرَا»
القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ - نحو 560)، مؤلِّف أناشيد، النشيد السّابع عشر، المقاطع 12-13

 

لقد تم محوّ الخطيئة؛ "ولَبِسَ هذا الكائِنُ الفاسِدُ ما لَيسَ بِفاسِد" (1كور15: 54)؛ لقد كشف لنا القدّيس يوحنّا المعمدان، سابق الرّب، عن دخولنا في حالة النعمة قائلاً: "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم"(يو 1: 29). فأظهر صكّ الإبراء للذين كان دَينَهم كبيرًا. ذاك الذي اهتزّ فرحًا منذ أن كان في أحشاء والدته أعلن عن ذلك اليوم وعرّف عن ذاك الذي ظهر لنا وأنار كلّ شيء.
لقد أفصح يوحنّا المعمدان عن السرّ؛ فدعا الراعي "حملاً"، وليس فقط "حملاً"، إنّما "الحمل الذي يمحو كلّ خطايانا". قال " هُوَذا حَمَلُ الله!"، ولا حاجة بعد اليوم إلى كبش الفداء (راجع لا 16: 21). ارفعوا أيديكم جميعًا نحوه، معترفين بخطاياكم، لأنّه جاء ليغفر خطايا العالم كلّه. من أعلى السماء، أرسل الآب لنا جميعًا هذه الهديّة: ذاك الذي ظهر وأنار كلّ شيء...
لقد بدّد الليل الدامس؛ بفضله، أصبح كلّ شيء نورًا. على العالم كلّه، أشرق نور لا يغيب، مخلّصنا يسوع المسيح. في الوفرة، تشبه "أرض زبولون" الجنّة، لأنّ سيل الملذّات ترويها ومجرى مياه حيّة أبدًا ينبع فيه... في "جليل الأمم"، نتأمّل اليوم ينبوع المياه الحيّة، ذاك الذي ظهر وأنار كلّ شيء (راجع مت 4: 15-16؛ مز36[35]: 9-10).
 
6.5.4-    الأربعاء الخامس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 28-21:16     
 
    إنجيل القدّيس متّى 28-21:16  
 
بَدَأَ يَسُوعُ يُبَيِّنُ لِتَلامِيْذِهِ أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَذْهَبَ إِلى أُورَشَلِيْم، ويَتَأَلَّمَ كَثِيْرًا عَلى أَيْدِي الشُّيُوخِ والأَحْبَارِ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وفي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُوم.
فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَا لَكَ، يَا ربّ! لَنْ يَحْدُثَ لَكَ هذَا!».
فَأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ وقَالَ لِبُطْرُس: «إِذْهَبْ وَرَائِي، يَا شَيْطَان! فَأَنْتَ لِي حَجَرُ عَثْرَة، لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيْرَ اللهِ بَلْ تَفْكِيْرَ البَشَر».
حينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».
 
 
6.5.5-    الخميس الخامس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 20-11:16     
 
    إنجيل القدّيس متّى 20-11:16  
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين».
حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين.
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.

 

«أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي»
المجمع الفاتيكانيّ الثاني،
"نور الأمم"(lumen gentium) : دستور عقائدي في الكنيسة، العدد 22

 
كما يؤلّف القدّيس بطرس وسائر الرسل، بأمر من الربّ، جماعة رسوليّة واحدة، كذلك يرتبط الحبر الروماني، خليفة بطرس، مع الأساقفة خلفاء الرسل. ويدلّ على صفة الدرجة الأسقفيّة وطبيعتها الجماعيّة، النظام المتناهي في القدم الذي بحسبه كان الأساقفة القائمون في العالم أجمع، يعيشون في الشركة فيما بينهم ومع أسقف روما في رباط الوحدة والمحبّة والسلام، والمجامع الملتئمة التي كان عليها أيضًا أن تقرّر معًا المشاكل الهامّة، وذلك بعد أن يكون الرأي قد أخضع لحكم الكثيرين. وقد عُقِدَت المجامع المسكونيّة على مرّ العصور لتظهر ذلك بجلاء وتثبتة. وإليها تشير أيضًا تلك العادة الجارية منذ القديم في دعوةِ عدّة أساقفة ليُسهموا في ترقيةِ مُنتَخَبٍ جديدٍ إلى أرفع درجة في الخدمة الكهنوتيّة الذي، بقوّةِ الرسامةِ الأسقفيّةِ والشركة التراتبيّة مع رأس الحلقة وأعضائه، يُصبح عضوًا في الجسم الأسقفي.
غير أنّه لا سلطة للجماعة أو للجسم الأسقفي إلاّ باتّحادها بالحبر الروماني، خليفة بطرس، كرأسٍ لها ودونما أي انتقاص من سلطان مَن هو رئيس على الرعاة والمؤمنين على السواء. فللحبر الروماني على الكنيسة، بقوّة مهمّته كنائب للرّب يسوع المسيح وراعٍ للكنيسة جمعاء، سلطان كامل، ومطلق وشامل، يستطيع أن يمارسه دومًا كما يشاء. والسلك الأسقفي، الذي يخلف الجماعة الرسوليّة في التعليم والتدبير الراعوي، أو بالأحرى الذي به يدوم الجسم الرسولي، يؤلّف، هو أيضًا بالاتّحاد مع الحبر الروماني، رأسه، وغير منفصل عن هذا الرأس، موضوع السلطة العليا والكاملة على الكنيسة جمعاء، ولا سلطة يمكن أن تُمارس إلاّ برضى الحبر الروماني. فالربُّ جعلَ من سمعان وحده صخرةً لكنيسته، وإليه وحده سلَّم المفاتيح (راجع مت 16: 18-19). ووضعه راعيًا لكلِّ قطيعه (راجع يو 21: 15 وما يتبع). ولكن سلطان الحلّ والربط الذي أُعطيَ لبطرس (راجع مت 16: 19) أُعطيَ أيضًا لجماعة الرسل متّحدين برأسهم (راجع مت 18: 18 + 28: 16-20). وتدلّ هذه الجماعة بتركيبها المتعدّد على وحدة القطيع في الرّب يسوع المسيح. في هذه الجماعة، يمارس الأساقفة الذين يحافظون بأمانةٍ على أولويّة رأسهم وسلطانه، سلطتهم الشخصيّة لا لخير مؤمنيهم وحسب، بل لخيرِ الكنيسة جمعاء.

 
 
6.5.6-    يوم الجمعة الخامس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 22-18:18     
 
    إنجيل القدّيس متّى 22-18:18  
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء.
وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم».
حِينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات.

 

«فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم»
القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة ،
نشيد غير معروف

 
ذاك الّذي يحتفل وحده في عمق الصحراء، هو جماعة عديدة.
وإن اجتمع اثنان بين الصخور للاحتفال، فهناك الألوف والربوات حاضرة
وإن اجتمع ثلاثة، فهناك رابع في وسطهم
إن كان هناك ستّة أو سبعة، اثنا عشر ألف ألف تجتمع معهم
وإن اصطفّوا فإنّهم يملؤون الجلد من الصلاة...
إن اجتمعوا فالرُّوح يرّف فوق رؤوسهم
وان انتهوا من الصلاة فإنّ الرّب يقوم ويخدم خدّامه (راجع لو 12: 37 + يو 13: 4)

 
 
6.5.7-    السبت الخامس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس متّى 27-24:17     
 
    إنجيل القدّيس متّى 27-24:17  
 
لَمَّا وَصَلُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ دَنَا جُبَاةُ الدِّرْهَمَيْنِ مِنْ بُطْرُس، وقَالُوا لَهُ: «أَلا يُؤَدِّي مُعَلِّمُكُم ضَرِيْبَةَ الدِّرْهَمَين؟».
قَالَ بُطرُس: «بَلى!». ومَا إِنْ دَخَلَ البَيْتَ حَتَّى بَادَرَهُ يَسُوعُ بِقَولِهِ: «مَا رَأْيُكَ، يَا سِمْعَان؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الجِزْيَةَ أَوِ الضَّريبَة؟ أَمِنْ بَنِيهِم أَمْ مِنَ الغُرَبَاء؟».
قَالَ بُطْرُس: «مِنَ الغُرَبَاء». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «فَالبَنُونَ إِذًا أَحْرَار!
ولكِنْ لِئَلاَّ نُشَكِّكَهُم، إِذْهَبْ إِلى البُحَيْرَة، وأَلْقِ الصِّنَّارَة، وأَوَّلُ سَمَكةٍ تَطْلُعُ أَمْسِكْهَا، وٱفْتَحْ فَاهَا تَجِدْ أَرْبَعَةَ درَاهِم، فَخُذْهَا، وأَدِّهَا عَنِّي وعَنْكَ».

 

«فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً»
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة ،
 تأمّل حول المزمور 49[48]، 14-15

 
من البديهي أنّ الرّب يسوع المسيح لم يكن بحاجة إلى مصالحة لنفسه عندما صالح العالم مع الله. فلأيّة خطيئة كان عليه إرضاء الله، هو الذي لم يقترف أيّ خطأ؟ لهذا السبب قال لبطرس عندما طالبه اليهود بالدرهمين اللذين كانت تفرضهما الشريعة: " ما رَأيُكَ، يا سِمعان؟ مِمَّن يَأخُذُ مُلوكُ الأَرضِ الخَراجَ أَوِ الجِزيَة؟ أَمِن بَنيهِم أَم مِنَ الغُرَباء؟ فَقال: مِنَ الغُرَباء. فقالَ لَه يسوع: فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً. ولكِن لا أُريدُ أَن نَكونَ لَهم حَجَرَ عَثرَة، فَاذهَبْ إِلى البَحرِ وأَلقِ الشِّصَّ، وأَمسِكْ أَوَّلَ سمَكةٍ تَخرُجُ وَافْتَحْ فاها تَجِدْ فيه إِستاراً، فَخُذهُ وأَدِّهِ لَهم عنِّي وعَنكَ".
يُظهر لنا الرّب يسوع هنا أنّه لم يكن بحاجة إلى التكفير عن خطاياه الشَّخصيّة لأنّه لم يكن عبدًا للخطيئة، بل كونه ابنًا لله، فهو حرٌّ من كلّ خطيئة. بالفعل، إنّ الابن حرٌّ، أمّا العبد فهو في حالة الخطيئة. بما أنّ الرّب يسوع حرٌّ من كلّ شيء، فإنّه لا يدفع أيّة جزية لافتداء روحه؛ على العكس، فإنّ دمه يفتدي بوفرةٍ خطايا العالم بأسره. بالتالي، فمن الطبيعي أن يحرِّر الآخرين، هو الذي لا يحمل أيّ ذنب.
لكنّني أذهب إلى أبعد من ذلك. فليس الرّب يسوع المسيح وحده مَن عليه ألاّ يدفع شيئًا لافتداء خطاياه الشخصيّة أو التكفير عنها. فلو نظرت إلى أيّ إنسان مؤمن، يمكنك القول إنّ أحدًا لا يحتاج إلى دفع ثمن التكفير عن ذنوبه لأنّ الرّب يسوع المسيح قد قدّم ذاته لافتداء الجميع وهو خلاص الجميع.

 
 
6.6.1-    الأحد السادس من زمن القيامة : ظهور يسوع للرسل في العليّة     -     إنجيل القدّيس لوقا 48-36:24     
 
    إنجيل القدّيس لوقا 48-36:24  
 
فِيمَا الرُسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!».
فٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف، وكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُشَاهِدُونَ رُوحًا.
فقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا بَالُكُم مُضْطَرِبِين؟ وَلِمَاذَا تُخَالِجُ هذِهِ الأَفْكَارُ قُلُوبَكُم؟
أُنْظُرُوا إِلى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَإِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي، وٱنْظُرُوا، فإِنَّ الرُّوحَ لا لَحْمَ لَهُ وَلا عِظَامَ كَمَا تَرَوْنَ لِي!».
قالَ هذَا وَأَرَاهُم يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه.
وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الفَرَح، وَمُتَعَجِّبِين، قَالَ لَهُم: «هَلْ عِنْدَكُم هُنَا طَعَام؟».
فَقَدَّمُوا لَهُ قِطْعَةً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيّ، وَمِنْ شَهْدِ عَسَل.
فَأَخَذَهَا وَأَكَلَهَا بِمَرْأًى مِنْهُم،
وقَالَ لَهُم: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير».
حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب.
ثُمَّ قالَ لَهُم: «هكذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ المَسِيحَ يَتَأَلَّم، وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ في اليَوْمِ الثَّالِث.
وبِٱسْمِهِ يُكْرَزُ بِالتَّوْبَةِ لِمَغْفِرةِ الخَطَايَا، في جَمِيعِ الأُمَم، إِبْتِدَاءً مِنْ أُورَشَلِيم.
وأَنْتُم شُهُودٌ عَلى ذلِكَ.

 

«ما بالُكم مُضطَرِبين»
الطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - 1157)، راهب سِستِرسيانيّ،
العظة الأولى عن قيامة الربّ

 
عندما أتى الرّب يسوع إلى تلاميذه، بينما كانوا "في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: السَّلامُ علَيكم! فأَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحاً" (يو 20: 19 + لو 24: 37). لكن عندما "نَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس" (يو20: 22)، ومن ثمّ عندما أرسل لهم من السماء هذا الرُّوح نفسه كعطيّة جديدة، هذه العطيّة كانت دليلاً قاطعًا على قيامته وعلى حياته الجديدة. بالفعل، إنّ الرُّوح بنفسه هو الذي يشهد في قلوب القدّيسين، وبعدها عبر أفواههم بأنّ الرّب يسوع المسيح هو الحقّ، والقيامة الحقيقيّة والحياة. لذلك، فإنّ الرسل الذين شكّوا في البدء، حتّى عند رؤية جسده الحيّ، أصبحوا "يُؤدُّونَ الشَّهادَةَ بِقِيامَةِ الرَّبِّ يسوع تَصحَبُها قُوَّةٌ عَظيمة" (أع 4: 33) عندما ذاقوا طعم هذا الرُّوح الذي يعطي الحياة. إنّه لأكثر إفادة لنا أن نستقبل الربّ يسوع في قلبنا، من أن نراه بعيوننا، أو نسمعه يتكلّم. إنّ عمل الرُّوح القدس في حواسّنا الداخليّة هو أكثر قوّة من الانطباع الذي تتركه الأشياء الماديّة على حواسنا الخارجيّة...
والآن أيّها الإخوة، ما هي الشهادة التي يقدّمها فرح قلبكم لمحبّتكم للرّب يسوع المسيح؟... اليوم يوجد في الكنيسة العديد من المرسلين الذين يعلنون القيامة، وقلبكم يغتبط لإعلانهم وينادي: "الربّ يسوع حيّ؛ لقد أعلنوا ذلك لي! أمام هذه البشارة، عادت الحياة لنفسي اليائسة، والفاترة والغارقة في الحزن. الصوت المعلن لهذه البشارة الجديدة، أيقظ من الموت حتّى أكثر المذنبين"... يا أخي، ها هي العلامة التي من خلالها تعرف أنّ نفسك عادت للحياة في الرّب يسوع المسيح: إن قالت نفسك: "إن كان الرّب يسوع حيًّا، فهذا يكفيني!" يا لها من كلمة إيمان تليق حقًّا بأصدقاء الرّب يسوع!... "إن كان الرّب يسوع حيًّا، فهذا يكفيني".

 
6.6.2-    الاثنين السادس من زمن القيامة     -     نجيل القدّيس يوحنّا 16-1:11    
 
    نجيل القدّيس يوحنّا 16-1:11 
 
كَانَ رَجُلٌ مَرِيضًا، وهُوَ لَعَازَر، مِنْ بَيْتَ عَنْيَا، مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وأُخْتِهَا مَرْتَا.
ومَرْيَمُ هذِه، الَّتِي كَانَ أَخُوهَا لَعَازَرُ مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِٱلطِّيب، ونَشَّفَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا.
فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلى يَسُوعَ تَقُولان: «يَا رَبُّ، إِنَّ الَّذي تُحِبُّهُ مَريض!».
فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَال: «هذَا المَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوت، بَلْ لِمَجْدِ الله، لِيُمَجَّدَ بِهِ ٱبْنُ الله».
وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْتَا وأُخْتَهَا مَرْيَمَ ولَعَازَر.
فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَريض، بَقِيَ حَيْثُ كَانَ يَوْمَينِ آخَرَيْن.
وبَعْدَ ذلِكَ قَالَ لِتَلامِيذِهِ: «هَيَّا نَرْجِعُ إِلى اليَهُودِيَّة».
قَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «رَابِّي، أَلآنَ كَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوك، وتَرْجِعُ إِلى هُنَاك؟!».
أَجَابَ يَسُوع: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَاعَة؟ مَنْ يَمْشِي في النَّهَارِ فَلَنْ يَعْثُر، لأَنَّهُ يَرى نُورَ هذَا العَالَم.
أَمَّا الَّذي يَمْشِي في اللَّيْل فَيَعْثُر، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيه!».
تَكَلَّمَ بِهذَا، ثُمَّ قَالَ لَهُم: «لَعَازَرُ صَديقُنَا رَاقِد؛ لكِنِّي ذَاهِبٌ لأُوقِظَهُ».
فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «يَا رَبّ، إِنْ كَانَ رَاقِدًا، فَسَوْفَ يَخْلُص».
وكَانَ يَسُوعُ قَدْ تَحَدَّثَ عَنْ مَوْتِ لَعَازَر، أَمَّا هُمْ فَظَنُّوا أَنَّهُ يَتَحَدَّثُ عَنْ رُقَادِ النَّوم.
حِينَئِذٍ قَالَ لَهُم يَسُوعُ صَرَاحَةً: «لَعَازَرُ مَات!
وأَنَا أَفْرَحُ مِنْ أَجْلِكُم بِأَنِّي مَا كُنْتُ هُنَاك، لِكَي تُؤْمِنُوا. هَيَّا نَذْهَبُ إِلَيْه!».
فَقَالَ تُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَمِ لِلتَّلامِيذِ رِفَاقِهِ: «هَيَّا بِنَا نَحْنُ أَيْضًا لِنَمُوتَ مَعَهُ!».

«فقالَ له تَلاميذُه: يا ربّ، إذا كانَ راقدًا فَسَيَنجو»
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة، العظة 62

 

أرادَ تلاميذ الرّب أن يعترضوا على ذهابه مجدّدًا إلى اليهوديّة إذ قالو له: "يا ربّ، إذا كانَ راقدًا فَسَيَنجو"، لأنّ الرُقاد عند المرضى هو علامة على شفائهم. وكأنّهم كانوا يقولون له: إذا كان راقدًا، لا فائدة من ذهابِكَ لإيقاظِه من رُقاده. إنّ إجابة التلاميذ مطابقة للمعنى الذي أعطوه لكلام المخلِّص. قالَ يوحنّا الإنجيليّ: "وكانَ يسوعُ يتكلَّمُ على موتِ لِعازَر، فظَنّوا أنّه يتكلَّمُ على رُقادِ النوم".
وقد يُطرَح السؤال التالي: كيف لم يفهمْ التلاميذ أنّ لِعازَر قد ماتَ عندما قالَ لهم الرّب يسوع المسيح: "لكنّي ذاهبٌ لأوقِظَه"؟ ألم يكنْ من السخافة القيام برحلة لأيّام عدّة لإيقاظِه من رُقاده فحسب؟ ونحن نجيبُ إلى هذا السؤال بأنّ التلاميذ رأوا في هذا الكلام مجازًا، وكان هذا الأسلوب شائعًا جدًّا في حديث المخلِّص. كما أنّه لم يتأخّرْ في شرح ما كان غامضًا في هذه العبارة: "فقالَ لهم يسوعُ عندَئذٍ صراحةً: قد ماتَ لِعازَر". ولم يُضِفْ: أنا ذاهبٌ لأُحْييه؛ لأنّه لم يَشأ أن يُعلنَ في كلامه ما كانَ يجب أن تُظهرَه أعمالُه بوضوح؛ بهذه الطريقة، علَّمَنا أن نتجنَّبَ المجد الباطل، وألاّ نكتفي بقطع الوعود البسيطة.
 
 
6.6.3-    الثلاثاء السادس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 27-17:11    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 27-17:11 
 
لَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ وجَدَ أَنَّ لَعَازَرَ قَدْ دُفِنَ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّام.
وكَانَتْ بَيْتَ عَنْيَا قَرِيبَةً نَحْوَ مِيلَينِ مِنْ أُورَشَلِيم.
وكَانَ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ قَدْ جَاؤُوا إِلى مَرْتَا ومَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا بِأَخِيهِمَا.
فَلَّمَا سَمِعَتْ مَرْتَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ، خَرَجَتْ لِمُلاقَاتِهِ. أَمَّا مَرْيَمُ فَبَقِيَتْ جَالِسَةً في البَيْت.
فَقَالَتْ مَرْتَا لِيَسُوع: «يَا رَبّ، لَوْ كُنْتَ هُنَا، لَمَا مَاتَ أَخِي.
ولكِنِّي أَعْلَمُ الآنَ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ مَا تَسْأَلُ الله، يُعْطِيكَ إِيَّاهُ الله!».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «سَيَقُومُ أَخُوكِ!».
قَالَتْ لَهُ مَرْتَا: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ في القِيَامَة، في اليَوْمِ الأَخير».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «أَنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا.
وكُلُّ مَنْ يَحْيَا ويُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلى الأَبَد. أَتُؤْمِنينَ بِهذَا؟».
قَالَتْ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنَا أُؤْمِنُ أَنَّكَ أَنْتَ المَسِيحُ ٱبْنُ ٱلله، الآتِي إِلى العَالَم».
 
 
6.6.4-    الأربعاء السادس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 44-32:11    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 44-32:11 
 
مَا إِنْ وَصَلَتْ مَرْيَمُ إِلى حَيْثُ كَانَ يَسُوع، وَرَأَتْهُ، حَتَّى ٱرْتَمَتْ عَلى قَدَمَيْه، وقَالَتْ لَهُ: «يَا رَبّ، لَوْ كُنْتَ هُنَا، لَمَا مَاتَ أَخِي».
فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، واليَهُودَ الآتِينَ مَعَهَا يَبْكُون، ٱرْتَعَشَ بِٱلرُّوحِ وَٱضْطَرَب.
ثُمَّ قَال: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوه؟». قَالُوا لَهُ: «يَا رَبّ، تَعَالَ وَٱنْظُر».
فَدَمَعَتْ عَيْنَا يَسُوع.
فَقَالَ اليَهُود: «أُنْظُرُوا كَمْ كَانَ يُحِبُّهُ!».
لكِنَّ بَعْضَهُم قَالُوا: «أَمَا كَانَ يَقْدِرُ هذَا الَّذي فَتَحَ عَيْنَي الأَعْمَى أَنْ يَحُولَ أَيْضًا دُونَ مَوْتِ لَعَازَر؟».
فَجَاءَ يَسُوعُ إِلى القَبر، وهُوَ مَا زَالَ مُرْتَعِشًا. وكَانَ القَبرُ مَغَارَة، وقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَر.
قَالَ يَسُوع: «إِرْفَعُوا الحَجَر». قَالَتْ لَهُ مَرْتَا أُخْتُ المَيْت: «يَا رَبّ، لَقَدْ أَنْتَنَ، فَهذَا يَوْمُهُ الرَّابِع».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «أَمَا قُلْتُ لَكِ: إِذَا آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ الله؟».
فَرَفَعُوا الحَجَر. ورَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلى فَوْق، وقَال: «يَا أَبَتِ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ ٱسْتَجَبْتَنِي!
وأَنَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ دَائِمًا تَسْتَجِيبُنِي، إِنَّمَا قُلْتُ هذَا مِنْ أَجْلِ الجَمْعِ الوَاقِفِ حَوْلِي، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي».
قَالَ يَسُوعُ هذَا، وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيم: «لَعَازَر، هَلُمَّ خَارِجًا!».
فَخَرَجَ المَيْتُ مَشْدُودَ الرِّجْلَيْنِ واليَدَيْنِ بِلَفَائِف، ومَعْصُوبَ الوَجْهِ بِمَنْدِيل. قَالَ لَهُم يَسُوع: «حُلُّوهُ، ودَعُوهُ يَذْهَب!».

 

«فدَمعَت عَيْنا يسوع»
القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة ،
العظة 64

 

"فلَمَّا رآها يسوعُ تَبكي ويَبكي معَها اليَهودُ الَّذينَ رافَقوها، جاشَ صَدرُه وَاضطَرَبَت نَفْسُه". بكت مريم، وبكى معها اليهود... وحتّى الرّب يسوع، فقد دمعت عيناه... أتظنّ أنّهم كانوا كلّهم يشعرون بالأسى نفسه؟ لقد بكت مريم، أخت الميت، لأنّها لم تستطع أن تنقذ أخاها، ولا أن تبعد الموت. لطالما اقتنعت بالقيامة، ولكن خسارة سندها، وفكرة غيابه المرّة، وحزن الفراق، جعلت دموعها تتدفّق... صورة الموت القاسية لا يمكن إلاّ أن تؤثّر فينا وتجعلنا نضطرب، مهما كان إيماننا. وبكى اليهود أيضًا لأنّهم تذكّروا حالتهم الفانية ولكونهم يئسوا من الأبديّة... لا يستطيع الإنسان الفاني إلاّ أن يبكي أمام الموت.
أيّ من هذه الأحزان أثّرت أكثر في الربّ يسوع المسيح؟ ولا واحد؟ إذًا لماذا بكى؟ لقد قال: "قد ماتَ لَعاَزر، ويَسُرُّني، مِن أَجْلِكُم كي تُؤمِنوا، أَنِّي لم أَكُنْ هُناك"... وها هو يذرف دموعًا فانية في الوقت الذي يوزّع فيه روح الحياة! يا إخوة، هذا هو الإنسان: إنّه يذرف الدموع تحت تأثير الفرح، كما تحت تأثير الأسى... لم يبكِ الرّب يسوع المسيح من أسى الموت، ولكن لذكرى الفرح، هو الذي "سيَسمَعُ صوتَه جَميعُ الَّذينَ في القُبور فيَخُرجونَ" إلى الحياة الأبديّة (يو 5: 28-29). كيف نستطيع التفكير في أنّ الرّب يسوع المسيح قد بكى من الضعف البشري عندما نرى الآب السماوي يبكي ابنه الضالّ عند عودته وليس ساعة ذهابه؟ (لو 15: 20). لقد سمح بأن يذوق لعازر طعم الموت لأنّه أراد أن يقيم الميت فيظهر مجده، لقد سمح بأن ينزل صديقه إلى مثوى الأموات حتّى يظهر الله، ويعيد الإنسان من الجحيم.
 
 
6.6.5-    صعود الربّ يسوع إلى السماء     -     إنجيل القدّيس مرقس 20-15:16    
 
    إنجيل القدّيس مرقس 20-15:16 
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».
وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱلرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱلله.
أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات.

 

«حَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله» (كول 3: 3)
الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 - 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ،
محاضرات عن التّبرير

 

إنّ الرّب يسوع المسيح الذي وعد بأن يجعل كلّ تلاميذه واحدًا في الله معه، والذي وعد بأنّنا سنكون في الله والله فينا، حقّق هذا الوعد. بطريقة عجائبيّة، أنجز لنا هذا العمل العظيم، وهذا الامتياز المدهش. ويبدو أنّه بصعوده نحو الآب أراد أن يكون صعوده الجسدي هو نزوله الرُّوحي، وأن يكون صعوده بطبيعتنا البشريّة نحو الله هو في الوقت نفسه نزول الله إلينا. ويمكننا القول إنّه حملنا إلى الله حقًّا، ولو بالمعنى المحتجب، وقاد الله إلينا، وفق وجهة النظر التي نعتمدها.
لذا، عندما قال القدّيس بولس إنّ حياتنا "مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله" (كول 3: 3)، نفهم أنّه كان يقصد بذلك أنّ مبدأ وجودنا لم يعد مبدأ فانيًا وأرضيًّا، مثل آدم بعد سقوطه من السماء، بل إنّنا معمّدون ومحتجبون مجدّدًا في مجد الله، في هذا النور النقيّ لحضوره الذي خسرناه عند سقوط آدم. خُلقنا من جديد وتحوّلنا واكتسبنا روحانيّة وتمجّدنا في الطبيعة الإلهيّة. وفي الرّب يسوع المسيح نتلقّى، كما عبر قناة، حضور الله الحقيقي، في داخلنا وخارجنا؛ وتُطبع فينا القداسة والخلود.
وهذه هي النعمة الإلهيّة: صعودنا عبر الرّب يسوع المسيح إلى الله أو نزول الله عبر الرّب يسوع إلينا، يمكننا التعبير عن الأمر بكلا الطريقتين... نحن فيه وهو فينا؛ إنّ الرّب يسوع المسيح هو "الوسيط الواحد" (1تس 2: 5)، وهو "الطريقُ والحقُّ والحياة" (يو 14: 6)، جامعًا بين الأرض والسماء. وهنا تكمن النعمة الإلهيّة الحقيقيّة... ليس بالمغفرة أو المعروف فقط، ليس بالتقديس الداخليّ فقط... بل بأن يسكن فينا ربّنا الممجّد. هذه هي هبة الله الكبرى.
 
 
6.6.6-    يوم الجمعة السادس من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 15-12:3    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 15-12:3 
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟
مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان.
وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان،
لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.

 

«لِتَكونَ بهِ الحَياةُ الأبديّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن»
القدّيس باسيليوس (نحو 330 - 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، ملفان الكنيسة،
دراسة عن الرُّوح القدس، 14

 

تشكّل الرُّموز (أو الصور) وسيلة للكشف عن الأمور التي نتوقّعها عن طريق التقليد. فعلى سبيل المثال، شَكَّل آدم صورة مسبقة عن آدم الذي سيأتي (1كور15: 45)، فيما كانت الصخرة (في الصحراء خلال الخروج) ترمز إلى الرّب يسوع المسيح. أمّا المياه المتدفّقة من الصخرة، فكانت ترمز إلى القوّة المحيية لكلمة الله (خر17: 6؛ 1كور10: 4)، لأنّه قال: "إِن عَطِشَ أَحَدٌ فليُقبِلْ إِلَيَّ" (يو7: 37). وكان المنّ صورة مسبقة عن "الخبزِ الحَيِّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء" (يو6: 51). أمّا الحيّة الموضوعة على سارية، فكانت ترمز إلى آلام المخلّص، وإلى خلاصنا الذي تمّ على الصليب، بما أنّ كلّ "إِنْسانٍ لَدَغَته حَيَّةٌ ونَظَرَ إِلى الحّيَّةِ الْنّحاسِيَّةِ يَحيا" (عد 21: 9). كذلك، فإنّ ما ذكره الكتاب المقدّس عن الإسرائيلييّن الخارجين من مصر كان بمثابة صورة مسبقة عن أولئك الذين يخلصون بالعماد لأنّ أبكار الإسرائيليّين قد خلصوا... من خلال النعمة المُغدَقة على أولئك الذين خُتِموا بدم حمل الفصح الذي كان يرمز إلى دم المسيح...
أمّا السحابة والبحر (خر14)، فقد كانا في ذلك الوقت يقودان إلى الإيمان عبر التأمّل. لكن بالنسبة إلى المستقبل، كانا يرمزان إلى النعمة التي يفترض أن تأتي. "مَن هو حَكيمٌ فلْيَحفَظْ هذه الأُمور ولْيَفطَنْ لِمَراحِمِ الرَّبّ" (مز107[106]: 43). سيفهم أنّ البحر الذي كان يرمز إلى العماد، كان يفصل عن فرعون تمامًا كما ينجّينا العماد من عبوديّة الشيطان. في الماضي، ابتلع البحر الأعداء؛ اليوم، يموت هذا العداء الذي كان يفصلنا عن الله. خرج الشعب سالمًا ومعافى من البحر، ونحن نخرج من جرن المعموديّة كما لو كنّا نقوم من بين الأموات، بعد نيل الخلاص بنعمة ذاك الذي دعانا إليه. أمّا السحابة، فقد كانت ظلّ هبة الروح الذي ينعش أعضاءنا عبر إخمادها لهيب أهوائنا.
 
 
6.6.7-    السبت السادس من زمن القيامة    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 6-1:14    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 6-1:14 
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي.
في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا.
وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا.
وأَنْتُم تَعْرِفُونَ الطَّرِيقَ إِلى حَيْثُ أَنَا ذَاهِب».
قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا رَبّ، لا نَعْلَمُ إِلى أَيْنَ تَذْهَب، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّريق؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاة. لا أَحَدَ يَأْتِي إِلى الآبِ إِلاَّ بِي.

 

الرّب يسوع، الطّريق والحق والحياة، هو نور الضّمير
المُكَرَّم بيّوس الثاني عشر، بابا روما من 1939 إلى 1958،
رسالة إذاعيّة للبابا بيوس الثاني عشر في 23 آذار 1952

 

إنّ الضمير هو النواة الأكثر حميميّة وسرّيّة عند الإنسان. إليه يلجأ الإنسان مع مَلَكاته الروحيّة في عزلة مطلَقة: وحده مع نفسه، أو بالأحرى، وحده مع الله، الذي يُسمَع صوته للضمير. هناك يصمّم على اتّباع الخير أو الشرّ. هناك يختار طريق النصر أو طريق الهزيمة. والإنسان لن ينجح في التخلّص منه، حتّى ولو أراد ذلك؛ سوف يسير مع الضمير كلّ طريق الحياة، إن كان يوافقه أو يدينه، ومعه أيضاً، كشاهد صادق وغير قابل للفساد، سوف يَمثُل لدينونة الله.
فالضمير إذًا هو مكان مقدَّس، يجب أن يتوقّف الجميع على عتبته؛ الجميع، حتّى الأب أو الأمّ، عندما يتعلّق الأمر بالولد. وحده الكاهن يدخل إليه كطبيب النفوس؛ لكنّ الضمير لا يتوقّف عن كونه مكانًا مقدَّسًا محميًّا بغيرة، يريد الله نفسه أن يُحفَظ سرّه تحت ختم أقدس صمت. بأيّ معنى يمكننا أن نتحدّث عن تربية الضمير؟ جلَبَ المخلِّص الإلهيّ للإنسان الجاهل والضعيف حقّه ونعمته: الحقّ ليريه الطريق الذي يؤدّي إلى الغاية؛ والنعمة ليعطيه القوّة ليستطيع الوصول إليها. إنّ الرّب يسوع المسيح هو الطريق والحقّ والحياة، ليس فقط لكلّ البشر معًا، بل لكلّ فرد على حدة.
 
 
6.7.1-    الأحد السابع من زمن القيامة : وصيّة يسوع الجديدة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 35-31:13    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 35-31:13 
 
لَمَّا خَرَجَ يَهُوذا الإسخريُوطِيُّ قَالَ يَسُوع: «أَلآنَ مُجِّدَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ ومُجِّدَ اللهُ فِيه.
إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ مُجِّدَ فِيه، فَٱللهُ سَيُمَجِّدُهُ في ذَاتِهِ، وحَالاً يُمَجِّدُهُ.
يَا أَوْلادي، أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً. سَتَطْلُبُونِي، ولكِنْ مَا قُلْتُهُ لِلْيَهُودِ أَقُولُهُ لَكُمُ ٱلآن: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا.
وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم.
بِهذَا يَعْرِفُ الجَمِيعُ أَنَّكُم تَلامِيذِي، إِنْ كَانَ فيكُم حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض».

 

«وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا كما أَحبَبتُكم»
القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 - 604)، بابا روما وملفان الكنيسة،
عظات عن الأناجيل، الرقم 27

 

تزخر كلمات الإنجيل المقدّس بوصايا الربّ. فلماذا إذًا قال لنا الربّ إن المحبّة هي وصيّته هو؟ "وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا كما أَحبَبتُكم". هذا لأنّ كلّ وصيّة تنحدر من المحبّة الوحيدة وأنّ التّعاليم كلّها واحدة وهي ترتكز على المحبّة. تتفرّع أغصان الشجرة من الجذور نفسها؛ وكذلك تنبع الفضائل كلّها من المحبّة. أمّا أغصان الأعمال الحسنة، فهي لا تبقى خضراء نضرة إن انسلخت عن جذور المحبّة. كثيرة هي وصايا الربّ، ولكنّها في الحقيقة واحدة؛ هي كثيرة بتعدّد الأعمال وواحدة في جذور المحبّة.
كيف يمكننا المحافظة على هذه المحبّة؟ هذا ما أخبرنا به الربّ: في معظم تعاليمه في الكتاب المقدّس، أمر أصدقاءه بأن يحبّوا بعضهم من خلاله، وبأن يحبّوا أعداءهم من أجله. فمَن يحبّ صديقه من خلال الله ويحبّ عدوّه إكرامًا الله يمتلك المحبّة الحقيقيّة.
ثمّة أشخاص يحبّون أقرباءهم بسبب العاطفة التي تنشأ من علاقة القربى. إنّ كلمات الإنجيل المقدّس لا تلوم هؤلاء الأشخاص. لكن ما ننسبه عفويًّا إلى الطبيعة يختلف عن واجب الطاعة بفعل المحبّة. إنّ الأشخاص الذين تحدّثت عنهم للتوّ يحبّون أقرباءهم بدون شكّ، لكن بحسب الجسد لا بحسب الروح.... عندما قال الربّ: "وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضاً"، أضاف فورًا: " كما أَحبَبتُكم". هذه العبارات تعني بوضوح: "أحبّوا بعضكم بعضًا للسبب نفسه الذي أحببتكم من أجله".
 
 
6.7.2-    الاثنين السابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 25-20:12    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 25-20:12 
 
كَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين.
فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع».
فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع.
فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.
مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.

 

«مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا»
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
العظة 67

 

لقد توقّع الربّ يسوع أنّ موته سوف يُغرِق تلاميذه في حزن عميق، ولذلك شرح لهم عقيدة الصليب الكاملة وكأنّه كان يقول لهم: لا يكفي أن تتحمّلوا موتي بصبر، فإن لم تموتوا أنتم بذاتكم فليس لديكم أي ثمرة تأملونها من موتي. يمكننا فهم عبارة "مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا" بطريقتين؛ الأولى: إن كنت تحبّ نفسك حقًّا لا تتردّد في فقدانها، وإذا كنت ترغب في الحصول على الحياة في الرّب يسوع المسيح، لا تخف أن تعاني الموت من أجله. والثانية: لا تحبّوا أنفسكم في هذه الحياة كي لا تخسروها في الحياة الأبديّة. وهذا التفسير الثاني هو أكثر تناسقًا مع سياق النصّ الإنجيلي بمجمله، حيث نقرأ فيما بعد: "ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة"...
إنّ سياق العبارة السابقة "مَن يحب" يعني في هذا العالم. فمَن يحبّ نفسه في هذا العالم، هو من يشبع رغباته الشريرة؛ ومَن يُبغِض نفسه هو مَن يقاوم رغباته الآثمة. ونلاحظ أنّ ربّنا لم يقل "الذي لا يستسلم لرغبات نفسه" بل "مَنْ يُبْغِضُهَا". لأنّه عندما نكنّ البغض لشخص ما، لا يمكننا سماع صوته وحضوره يزعجنا. وهكذا عندما تقترح نفسنا علينا أفكار مخالفة لشريعة الله، يجب علينا أن نرفضها بقرف. ويبدو شرط بُغض النفس صعبًا جدًّا، لذلك يخفّف المخلّص من هذا الواجب القاسي مضيفًا "في هذا العالم"، فتعلن هذه الكلمات عن الفترة الوجيزة للاختبار، فهو لا يوصينا أن نُبغِض نفسنا إلى الأبد، ويُعلِمُنا بمكافأة هذه التضحية: "سوف يحفظها للحياة الأبديّة". ولكن احذروا الانغماس في فكرة قتل أنفسكم من خلال تفسيركم الخاطئ لمبدأ "يجب أن تُبغِض نفسك في هذا العالم" لأنّ بعض الناس المنحرفين والضالّين يفهمونه على طريقتهم، فيرتكبون جرائم قتل ويلقون حتفهم عن طريق إلقاء أنفسهم في النار أو خنق  أنفسهم في الماء أو برمي أنفسهم من مكان عال. وليس هذا ما علّمه الربّ يسوع المسيح، على العكس من ذلك، عندما قاد الشريرالرّب يسوع إلى شرفة الـهيكل وقال له: "إن كُنتَ ابنَ الله، فأَلْقِ بِنَفْسِكَ مِن ههُنا إِلى الأَسفَل" (لو 4: 13). أجابه الرّب يسوع : "اذهب، يا شيطان". ولذلك عندما يكون أمامكم الخيار بين معصية أمر الله والتخلّي عن هذه الحياة عندما تهدّدون بالقتل من قبل مُضطهد، عليكم في ذلك الحين أن تكرهوا أنفسكم في هذا العالم للحفاظ عليها في الحياة الأبديّة.
 
 
6.7.3-    الثلاثاء السابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 30-26:12    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 30-26:12 
 
قالَ الَرَبُّ يَسُوع : «مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.
نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!
يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».
وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.
 
 
6.7.4-    الأربعاء السابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:12    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 36-31:12 
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا.
وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع».
قَالَ هذَا لِيَدُلَّ عَلى أَيِّ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَهَا.
فَأَجَابَهُ الجَمْع: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ التَّوْرَاةِ أَنَّ المَسِيحَ يَبْقَى إِلى الأَبَد. فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يُرْفَع؟ مَنْ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ هذَا؟».
قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلنُّورُ بَاقٍ بَيْنَكُم زَمَنًا قَليلاً. سِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِئَلاَّ يَدْهَمَكُمُ الظَّلام. فَمَنْ يَسيرُ في الظَّلامِ لا يَدْرِي إِلى أَيْنَ يَذْهَب.
آمِنُوا بِٱلنُّور، مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّور». قَالَ يَسُوعُ هذَا، ومَضَى مُتَوارِيًا عَنْهُم.

 

«وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين» (يو 12: 32)
عظة منسوبة للقدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة،
عظة من القرن الرّابع

 

منذ الآن، ستتبدّد الظلمات وتنجلي الحقيقة من خلال الصليب، كما قال لنا الرسول يوحنّا: "لأَنَّ العالَمَ القَديمَ قد زال... هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا" (راجع رؤ 21: 4-5). سيُجرّد الموت، وسيسلّم الجحيم أسراه، وسيتحرّر الإنسان، وسيحكم الربّ وسيعمّ الفرحُ الخليقةَ. الصليب سينتصر وسيأتي جميع الأمم والقبائل والألسنة والشعوب لعبادته (راجع رؤ 7: 9). مع الطوباوي بولس الذي صرخ: "أَمَّا أَنا فمَعاذَ اللهِ أَن أَفتَخِرَ إِلاَّ بِصَليبِ رَبِّنا يسوعَ المسيح!" (غل 6: 14)، نجد في بالصليب فرحنا. الصليب أعاد النور للعالم، وطرد الظلام وجمع الأمم من الغرب إلى الشرق، ومن الشمال إلى البحر في كنيسة واحدة وإيمان واحد ومعموديّة واحدة بالمحبّة. ارتفع الصليب في وسط العالم، مثبّتًا على الجلجلة.
تسلّح الرسل بالصليب وانطلقوا يبشّرون ويجمعون العالم في عبادته، متخطّين كلّ قوّة معادية. من خلال الصليب، اعترف الشهداء بإيمانهم بجرأة ولم يخافوا من ظلم المستبدّين. كما حمله جميع الرهبان بفرح عظيم وجعلوا من الوحدة مسكنهم.
حين يعود المسيح في مجيئه الثاني، سيظهر هذا الصليب أوّلاً في السماء، صولجانًا ثمينًا وحيًّا وحقيقيًّا ومقدّسًا للملك العظيم: "وتَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ابنِ الإِنسان" (مت 24: 30). سنراه محروسًا من الملائكة، مضيئًا للأرض، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، أبهى من الشمس ومعلنًا يوم الربّ.
 
 
6.7.5-    الخميس السابع من زمن القيامة     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 43-37:12    
 
    إنجيل القدّيس يوحنّا 43-37:12 
 
صَنَعَ يَسُوعُ أَمَامَ اليَهُودِ تِلْكَ الآيَاتِ كُلَّهَا، فَمَا كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ،
لِتَتِمَّ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا آشَعْيَا النَّبِيّ: «يَا رَبُّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَنْ أُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبّ؟».
لِهذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا لأَنَّ آشَعْيَا قَالَ أَيْضًا:
«لَقَدْ أَعْمَى عُيُونَهُم، وقَسَّى قُلُوبَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم».
قَالَ آشَعْيَا هذَا، لأَنَّهُ رَأَى مَجْدَ يَسُوعَ وتَحَدَّثَ عَنْهُ.
غَيرَ أَنَّ كَثيرينَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَنْفُسِهِم آمَنُوا بِهِ، ولكِنَّهُم بِسَبَبِ الفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَجْهَرُوا بِإِيْمَانِهِم، لِئَلاَّ يُفْصَلُوا عَنِ المَجْمَع.
فَقَدْ فَضَّلُوا مَجْدَ النَّاسِ عَلى مَجْدِ الله.

 

«أَتى يسوعُ بِجَميعِ هذهِ الآياتِ بِمَرأًى مِنهم، ولَم يُؤمِنوا بِه»
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة،
العظة 67 عن إنجيل القدّيس يوحنّا

 

كان ربّنا يعرف حنق اليهود الذين خطّطوا لموته، وهذا هو الدافع الذي حمله على التخفّي، وقد أشار الإنجيلي إلى ذلك بهذا الكلام: "صَنَعَ يَسوعُ أمامَ اليَهودِ تِلكَ الآياتِ كُلَّها، فَما كانوا يُؤمِنونَ بِه"، إلخ. لقد كانوا مذنبين تمامًا لأنّهم لم يؤمنوا بآياتٍ عظيمة كتلك. إنّ تلك الآيات هي التي كانت قد ذُكِرت من قبل. وكي لا نستطيع أن نعذر ريبتهم، بالقول إنّهم لم يكونوا على علم بالهدف من رسالة المسيح، أتى الإنجيلي بشهادة الأنبياء الذين عرفوا الهدف: "فتَمَّتِ الكَلِمَةُ الَّتي قالَها النَّبِيُّ إِشَعْيا: يا ربّ، مَنِ الَّذي آمَنَ بِما سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَن كُشِفَت ذِراعُ الرَّبّ؟". إنّ قول إشعيا: "يا ربّ، مَنِ الَّذي آمَنَ" كان لِكي يُعبِّر عن العدد الصغير من الذين آمنوا بما تعلّمه الأنبياء القدّيسون من الله وأعلنوه للشعب.
لقد أسمَعَ (إشعيا) بما فيه الكفاية أنّ ذراع الربّ هذه، هي ابن الله نفسه، ليس بمعنى أنّ الله الآب له شكلٌ بشريّ، إنّما دعاه ذراع الله، "لأنّ بِه كانَ كُلُّ شَيء" (راجع يو 1: 3). فإن كان لأيّ إنسان ما يكفي من القوّة لينجز ما يريد بدون أيّ مجهودٍ جسدي، تصير كلمته بمثابة ذراعه. هذا التعبير ليس من شأنه إطلاقًا دعم خطأ الذين يزعمون أنّه ليس هناك سوى شخص الآب، إن كان الابن هو ذراعه، إذ إنّ الإنسان والذراع لا يشكّلان سوى شخص واحد. فهؤلاء لا يُدركون أبدًا أنّ تعبيرًا واحدًا يمكنه أن يتحوّل عن معناه الأصلي ليُطبّق على نوع من الأشياء مختلف كليًّا، بسبب بعض نقاط التشابه والمماثلة.
 
 
6.7.6-    يوم الجمعة السابع من زمن القيامة    -     إنجيل القدّيس مرقس 34-28:12   
 
    إنجيل القدّيس مرقس 34-28:12
 
دَنَا إِلى يَسُوعَ أَحَدُ الكَتَبَة، وكَانَ قَدْ سَمِعَهُم يُجَادِلُونَهُ، ورَأَى أَنَّهُ أَحْسَنَ الرَّدَّ عَلَيْهِم، فَسَأَلَهُ: «أَيُّ وَصِيَّةٍ هِي أُولَى الوَصَايَا كُلِّهَا؟».
أَجَابَ يَسُوع: «أَلوَصِيَّةُ الأُولَى هِيَ: إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيل، أَلرَّبُّ إِلهُنَا هُوَ رَبٌّ وَاحِد.
فَأَحْبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وكُلِّ نَفْسِكَ، وكُلِّ فِكْرِكَ، وكُلِّ قُوَّتِكَ.
والثَّانِيَةُ هِيَ هذِهِ: أَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ! ولا وَصِيَّةَ أُخْرَى أَعْظَمُ مِنْ هَاتَينِ الوَصِيَّتَين».
فقالَ لَهُ الكَاتِب: «أَحْسَنْتَ يَا مُعَلِّم، بِحَقٍّ قُلْتَ: وَاحِدٌ هُوَ الله، لا إِلهَ آخَرَ سِوَاه.
وحُبُّ اللهِ مِنْ كُلِّ القَلْب، وكُلِّ العَقْل، وكُلِّ القُوَّة، وحُبُّ القَريبِ كَالنَّفْس، هُمَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ الذَّبَائِحِ والمُحْرَقَات».
ورَأَى يَسُوعُ أَنَّ الكَاتِبَ أَجَابَ بَحِكْمَة، فقَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيدًا مِنْ مَلَكُوتِ الله». ومَا عَادَ أَحَدٌ يَجْرُؤُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيء.

 

وصيّة المحبّة
القدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة،
شيء جميل لله

 

"أحبِبْ الربّ إلهك من كلّ قلبك وكلّ روحك وكلّ نفسك". تلك كانت وصيّة الله العظيم، وهو لا يمكن أن يوصي بالمستحيل. فالمحبّة هي ثمرة كلّ الفصول وهي دائمًا في متناول اليد. يمكن لكلّ واحد أن يقطفها، بدون حدود. كما يستطيع الجميع بلوغ هذه المحبّة من خلال التأمّل وروح الصلاة والتضحية وعمق الحياة الداخليّة.
إن لم يكن هنالك من حدود، فذلك لأنّ الله محبّة (1يو 4: 8)، ولأنّ المحبّة هي الله. ما يربطنا بالله فعلاً إنّما هو علاقة محبّة. ثمّ إنّ محبّة الله لامتناهية. والمشاركة في محبّة الله هي أن نحبّ وأن نعطي مهما كان الثمن باهظًا. لذا، لا يتعلّق الأمر بما نفعل، بل بالحبّ الذي يدفعنا إلى القيام بذلك. لذا، فإنّ الأشخاص الذين لا يعرفون كيفيّة إعطاء المحبّة وكيفيّة تلقّيها، هم أفقر الفقراء، مهما كانت ثرواتهم طائلة.
 
 
6.7.7-    السبت السابع من زمن القيامة    -     إنجيل القدّيس متّى 48-43:5   
 
    إنجيل القدّيس متّى 48-43:5
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم،
لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار.
فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.

 

محبّة الأعداء
القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس (1873 - 1897)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة،
مخطوط السّيرة الذّاتيّة، C 13 v°-14 r°

 

توجد في جماعتنا الرّهبانيّة أخت لها الموهبة بأن تثير استيائي في كلّ شيء؛ كانت حركاتها، وكلماتها، وطباعها تزعجني. لكنها راهبة قدّيسة لا بدّ أنها محبوبة لدى الله؛ وبما أنّي لم أكن أريد أن أستسلم لهذا الكره الطبيعي الذي كنت أشعر به، فكّرت بأن المحبة يجب ألاّ تكمن في المشاعر، إنّما في الأعمال. عندها، التزمت بأن أفعل مع هذه الأخت ما كنت قد أفعله مع أكثر شخص أحبّه. في كلّ مرّة كنت ألتقي بها، كنت أصلّي لله من أجلها، مقدّمة له كلّ فضائلها وحسناتها. كنت أشعر بقوّة بأن هذا يفرح الرّب يسوع، لأنّه ما من فنّان لا يحبّ أن يتلقّى مدائح على أعماله، والرّب يسوع، فنّان النفوس، يفرح حين لا نتوقّف عند المظاهر الخارجيّة، حين ندخل إلى الهيكل الخاص الذي اختاره كمقّر له، ونُعْجَب بجماله.
لم أكن أكتفي بالصلاة بكثافة للأخت التي كانت لي مصدر الكثير من الصراعات، إنما كنت أحاول أن أخدمها بكلّ الطرق، وحين كنت أشعر بالرغبة بأن أجيبها بطريقة مسيئة، كنت أكتفي بأن أبتسم لها بالكثير من المحبّة، وأحاول أن أغيّر الحديث... وغالبًا أيضًا... عندما كانت صراعاتي عنيفة جدًّا، وكان لديّ بعض الأعمال مع هذه الأخت، كنت ألوذ بالفرار مثل الهارب. وبما أنّها كانت تجهل تمامًا ما كنت أشعر به حيالها، لم تشكّ يومًا بدوافع تصرّفاتي وبقيت مقتنعة بأن طبعها يروق لي. وفي أحد الأيام، في وقت الاستراحة، قالت لي تقريبًا هذه الكلمات وهي تشعر بالفرح: "هل يمكنك أن تقولي لي، أختي تيريزيا الطفل يسوع، ما الذي يجذبك هكذا إليّ؟ في كلّ مرّة تنظرين إليّ أراك مبتسمة؟" آه، إنّ ما كان يجذبني، هو الرّب يسوع المخبّأ في داخل نفسك. الرّب يسوع الذي يحوّل إلى العذوبة ما هو أشدّ مرارة.
 
 
فهرس بحسب الرزنامة الطقسية المارونية        -        الانجيل اليومي بحسب التقويم الماروني
زمن الميلاد او المجيء   زمن الغطاس او الدنح   زمن التذكارت   زمن الصوم الكبير   أسبوع الآلام   زمن القيامة والصعود   زمن العنصرة   زمن الصليب
 أسبوع تقديس البيعة
 أسبوع تجديد البيعة
 أسبوع بشارة زكريّا
 أسبوع بشارة العذراء
 أسبوع زيارة العذراء
 أسبوع مولد يوحنّا
 أسبوع البيان ليوسف
 أسبوع النسبة
 عيد ميلاد الربّ يسوع
 عيد تهنئة العذراء مريم
 ألاسبوع الاول من الميلاد
to enlarge
 
 أحد وجود يسوع في الهيكل
 ايام قبل عيد الدنح
 عيد الدنح
 تذكار مديح يوحنّا المعمدان
 الاسبوع الاول  بعد الدنح
 الاسبوع الثاني  بعد الدنح
 الاسبوع الثالث بعد الدنح
 الاسبوع الرابع بعد الدنح
to enlarge
 
 أحد الكهنة الراقدين
 أسبوع الكهنة الراقدين
 أحد الأبرار والصدّيقين
 أسبوع الأبرار والصدّيقين
 أحد الموتى المؤمنين
 أسبوع الموتى المؤمنين
to enlarge
 
 أحد مدخل الصوم الكبير
 اثنين الرماد
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 أحد الشعانين
to enlarge
 
 أحد الشعانين
 بداية اسبوع الآلام
 خميس الأسرار
 يوم الجمعة العظيمة
 سبت النور
 أحد القيامة الكبير
to enlarge
 
 أحد القيامة الكبير
 أسبوع الحواريّين
 الاسبوع الثاني
  الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
 أحد العنصرة
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
 الاسبوع الثامن
 الاسبوع التاسع
 الاسبوع العاشر
 الاسبوع الحادي عشر
 الاسبوع الثاني عشر
 الاسبوع الثالث عشر
 الاسبوع الرابع عشر
 الاسبوع الخامس عشر
 الاسبوع السادس عشر
 
 ارتفاع الصليب المقدّس
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003