الإنجيل اليوميّ     -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
        8-    زمن الصليب
8.0-   ارتفاع الصليب المقدّس
8.1-   الاسبوع الأوّل  بعد عيد الصليب
8.2-   الاسبوع الثاني  بعد عيد الصليب 
8.3-   الاسبوع الثالث  بعد عيد الصليب 
  الرئيسية  

 
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

8.0.1- عيد ارتفاع الصليب المقدّس       (14 ايلول)
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 32-20:12
  «وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين»(يو 12: 32)
      
جان تولير (نحو 1300 - 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ
8.0.2-  اليوم الأوَّل بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 21-11:3
  الإقبال إلى النور
      
للقدّيس غريغوريوس النزيانزيّ (330 - 390)، أسقف وملفان الكنيسة
8.0.3- اليوم الثاني بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 30-21:8
  «وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين» (يو12: 32)
      
فيلوكسين المَنبِجيّ (؟ - نحو 523)، أسقف في سوريا
8.1.1- الأحد الأوّل بعد عيد الصليب: طلب ابني ذبدى
                                          إنجيل القدّيس مرقس 45-35:10
  «فلمّا سَمِعَ العَشَرَةُ ذلكَ الكَلامَ اسْتاؤوا مِن يَعقوبَ ويوحَنّا»
      
للقدّيس ثيوفيلُس الأنطاكيّ (؟ - نحو 186)، أسقف
8.1.2- الاثنين من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس مرقس 1:9.38-34:8
  «لِأَنَّ ٱلَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَهُ يَفقِدُها. وَأَمّا ٱلَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي وَسبيلِ ٱلبِشارَة، فَإِنَّهُ يُخَلِّصُها»
إسحَق السريانيّ (القرن السابع)، راهب في العراق وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة
8.1.3- الثلاثاء من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب    
                                          إنجيل القدّيس مرقس 37-33:9
   
8.1.4- الأربعاء من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس مرقس 50-38:9
  «ومَن سقاكُم كَأسَ ماءٍ على أَنَّكم لِلمَسيح، فالحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّ أَجرَه لَن يَضيع»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا ) وملفان الكنيسة
8.1.5- الخميس من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس مرقس 27-17:10
  «واحِدَةٌ تَنقُصُكَ. إِذهَب فَبِع ما تَملِك وَأَعطِهِ ٱلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في ٱلسَّماء، وَتَعالَ فَٱتبَعني»
      
سيرة حياة القدّيس فرنسيس الأسيزي كما رواها ثلاثة من رفاقه
8.1.6- يوم الجمعة من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس مرقس 31-28:10
  «...إِلاَّ نالَ الآنَ في هذهِ الدُّنْيا مِائةَ ضِعْفٍ... ونالَ في الآخِرَةِ الحَياةَ الأَبَدِيَّة»
      
لاون الثالث عشر، بابا روما من 1878 حتّى 1903
8.1.7- السبت من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس متّى 16-1:20
  «فَهَكَذا يَصيرُ ٱلآخِرونَ أَوَّلين، وَٱلأَوَّلونَ آخِرين»
      
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
8.2.1- الأحد الثاني بعد عيد الصليب: تدمير الهيكل ونهاية الأزمنة
                                          إنجيل القدّيس متّى 14-1:24
  «وستَسمَعونَ بِالحروبِ وبِإِشاعاتٍ عنِ الحروب. فإِيَّاكم أَن تَفزَعوا، فلا بُدَّ من حُدوثِها»
      
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
8.2.2- الاثنين من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس متّى 22-16:10
  «هاءَنَذا أُرسِلُكُم» (مت 10: 16)
      
للطوباويّ شارل دو فوكو (1858 - 1916)، ناسك ومُبشِّر في الصحراء
8.2.3- الثلاثاء من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس متّى 24-20:11
   
8.2.4- الأربعاء من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس متّى 32-29:12
  «كُلُّ خَطيئةٍ وتجديفٍ يُغفَرُ لِلنَّاس، وَأَمَّا التَّجْديفُ على الرُّوح، فلَن يُغفَر»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا ) وملفان الكنيسة
8.2.5- الخميس من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس متّى 37-33:12
  «أَقولُ لَكم إنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ باطِلَةٍ يقولُها الناس يُحاسَبونَ عَليها يومَ الدينونة»
      
للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
8.2.6- يوم الجمعة من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس متّى 42-38:12
  «لأَنَّهم تابوا بِإِنذارِ يُونان، وههُنا أَعظَمُ مِن يُونان»
      
للقدّيس رومانُس المرنِّم (؟ - نحو 560)، مؤلِّف أناشيد
8.2.7- االسبت من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس متّى 45-43:12
  «أَرجِعُ إِلى بَيتِيَ الَّذي مِنه خَرَجْت»
      
للقدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 - 735)، راهب وملفان الكنيسة
8.3.1- الأحد الثالث بعد عيد الصليب: المسحاء الدجّالون وعودة ابن الإنسان
                                          إنجيل القدّيس متّى 31-23:24
   
8.3.2- الاثنين من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس متّى 44-32:24
   
8.3.3- الثلاثاء من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 26-20:6
   
8.3.4- الأربعاء من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس لوقا 39-33:5
  المدعوون إلى العرس
      
للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما
8.3.5- الخميس من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس لوقا 38-34:21
  «وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ»
      
للقدّيس مكسيمُس المُعترف (حوالى 580 - 662)، راهب ولاهوتي 
8.3.6- يوم الجمعة من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 23-17:5
  «فاشْتَدَّ سَعْيُ اليَهودِ لِقَتلِه، لأَنَّه لم يَقتَصِرْ على استِباحَةِ حُرمَةِ السَّبْت، بل قالَ إِنَّ اللهَ أَبوهُ»
      
الرسالة إلى دِيوغنيتُس (نحو 200)
8.3.7- السبت من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب  
                                          إنجيل القدّيس يوحنّا 30-24:5
  «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: تَأتي ساعةٌ - وقد حَضَرَتِ الآن - فيها يَسمَعُ الأَمواتُ صَوتَ ابنِ الله والَّذينَ يَسمعَونَه يَحيَوْن»
      
قصائد سليمان الغنائيّة (نصّ مسيحيّ عبري من بداية القرن الثاني)
 
 
8.0.1-    عيد ارتفاع الصليب المقدّدّس    (14 ايلول)   -     إنجيل القدّيس يوحنّا 32-20:12    

 

    إنجيل القدّيس يوحنّا 32-20:12
 
كَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين.
فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع».
فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع.
فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.
مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.
مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.
نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!
يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».
وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.
هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا.
وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع».

جان تولير (نحو 1300 - 1361)، راهب دومينكيّ في ستراسبورغ، العظة 58
«وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين»(يو 12: 32)

 

اليوم هو يوم ارتفاع الصليب المقدّس، الصليب الذي يستحقّ محبّتنا، والذي عليه عُلّق مخلِّص العالم محبّة بنا. قال ربّنا: "وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين"، وكان يعني هنا أنّه يريد أن يجذب إليه قلوبنا الأرضيّة المتعلّقة بحبّ الأمور الدنيويّة، كما يريد أن يجذب لنفسه تعطّشنا إلى الملذّات الأرضيّة وإلى إشباعها. إنّ نفسنا الجميلة والفخورة، التي تحتجز نفسها في المجاملة الداخليّة الذاتية وفي محبّة الإرضاء المادي لحساسيّتنا، هي ما يريد أن يجذبه إليه بأكملها - نعم، هكذا يرتفع فينا وينمو في نفوسنا وفي قلوبنا. إذ لمَن كان الربّ عظيمًا، كانت كلّ الأشياء المخلوقة صغيرة وكلّ الأشياء العابرة تافهة.
هذا الصليب الجميل هو الرّب يسوع المسيح المصلوب والمرتفع بطريقة تفوق الخيال، المرتفع فوق جميع القدّيسين، وجميع الملائكة، وفوق جميع ما حازوه مجتمعين من الأفراح والمسرّات والغبطة. وحيث أن مقرّه الحقيقي هو في أعلى السموات، فهو يريد أيضًا أن يسكن داخل أسمى ما فينا، وهذا يعني في محبّتنا وفي أرهف مشاعرنا، وأكثرها حميميّة ورقّة. هو يريد أن يجذب إليه أبسط نواحي عقولنا وأبرز جوانب نفوسنا، وأن يرفعها جميعها إليه. ونحن إذا فعلنا ذلك، فإنّه سوف يجذبنا إلى منزله الأكثر ارتفاعًا والأكثر حميميّة... وما أعطيه الآن ممّا هو لي، يعطيني هو مقابله ممّا هو له.
 
 
8.0.2-    اليوم الأوَّل بعد عيد الصليب  -     إنجيل القدّيس يوحنّا 21-11:3  

 

    إنجيل القدّيس يوحنّا 21-11:3
 
قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِنيقوديمُس:  «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: نَحْنُ نَنْطِقُ بِمَا نَعْلَم، ونَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وأَنْتُم لا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا.
كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟
مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان.
وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان،
لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.
هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.
فَٱللهُ مَا أَرْسَلَ ٱبْنَهُ إِلى العَالَمِ لِيَدِينَ العَالَم، بَلْ لِيُخَلِّصَ بِهِ العَالَم.
أَلْمُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ لا يُدَان. وغَيْرُ المُؤْمِنِ قَدْ أُدِين، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ اللهِ الوَحِيد.
وهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَة: جَاءَ النُّورُ إِلى العَالَم، فَأَحَبَّ النَّاسُ الظَّلامَ أَكْثَرَ مِنَ النُّور، لأَنَّ أَعْمَالَهُم كَانَتْ شِرِّيرَة.
فَكُلُّ مَنْ يَفْعَلُ السَّيِّئَاتِ يُبْغِضُ النُّور، ولا يُقْبِلُ إِلى النُّور، لِئَلاَّ تُفْضَحَ أَعْمَالُهُ.
وأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ الحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلى النُّور، كَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ، لأَنَّهَا في اللهِ قَدْ عُمِلَتْ».

القدّيس غريغوريوس النزيانزيّ (330 - 390)، أسقف وملفان الكنيسة، النشيد 32
الإقبال إلى النور

 

نباركك أيّها الآب، أب الأنوار، ونبارك ابنك ربّنا يسوع المسيح، كلمة الله، روعة الآب... يا نورًا من نور ويا مصدر النور... نباركك أيّها الرُّوح القدس، يا نارًا ونور، يا نسمة الحياة من الابن كما من الآب.
أيّها الثالوث الأقدس، أيّها النور غير القابل للتقسيم، لقد أزلت الظلمة لتخلق عالمًا منوّرًا حيث النظام والجمال، عالمًا على مثالك.
لقد زوّدت الإنسان بالعقل والحكمة، وأنرته بختم صورتك، لكي يعاين بنورك النور (راجع مز 37[36]: 10)، ويصبح نورًا بأكمله.
لقد جعلت أنوارًا عديدة تتلألأ في السماء، وأمرت النهار والليل أن يتّفقا على تقاسم الزمن بهدوء.
يضع الليل حدًّا لعمل الجسد المتعب، ويدعو النهار إلى الأعمال التي تحبّ، ويعلّمنا أن نهرب من الظلمة، وأن نسرع باتّجاه ذاك اليوم حيث لا يعود هنالك من ليل.
 
 
8.0.3-    اليوم الثاني بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 30-21:8 

 

    إنجيل القدّيس يوحنّا 30-21:8
 
قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا».
فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم.
لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم».
فَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء.
لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم».
ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب.
ثُمَّ قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم.
والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه».
وفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُون.

فيلوكسين المَنبِجيّ (؟ - نحو 523)، أسقف في سوريا، رسالة عن الحياة النسكيّة في الشرق المسيحي، الجزء السادس
«وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين» (يو12: 32)

 

اعلمْ واشهدْ يا أخانا... أنّ هنالك الكثير من الحيّات في الصحراء، وهي تقضم أفكارك المتنوّعة، أي الإهانة والنميمة والقلق والهمسات والجدل والتشهير التي تُطلق بحقّك... لكن، إن أردت الهروب منها كلّها، عليك بما فعله العبرانيّون... لقد نظروا إلى الحيّة النحاسيّة التي صنعها موسى. وكلّ مَن كان ينظر إليها كان يشفى. أنت أيضًا، عندما تعضّكَ إحدى تلك الحيّات، انظر إلى ربّنا يسوع المسيح معلّقًا على الصليب...
كيف يمكنك تثبيت عينيك عليه حين تشعر بعضّة الحيّة، أنصتْ إليه بكلمات قليلة: حين تشعر بالخزي، ثبّت عينيك عليه. لقد شعر هو أيضًا بالخزي والعار من أجلك؛ لقد وُصِف بالشيطان وبالسامري. إذًا، إن تعرّضت للإهانة أو للسخرية، ثبّت عينيك على مخلّص الكائنات: لقد سخروا منه وصفعوه وبصقوا على وجهه، كما أعطوه الخلّ والمرّ ليشرب وضربوا رأسه بقصبة.
إذا هاجمتك إحدى أفكار المجد الباطل بسبب رِفعة مستوى خدماتك، تذكّر كلمات الربّ الذي قال: "وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه" (لو 17: 10).
من ناحية أخرى، إن أهين أخاك أمام عينيك بسبب ضعفه، ثبّت نظرك على مَن كان يظهر تضامنًا مع الخطأة وجباة الضرائب والزانيات لاستقطابهم إلى معرفته أكثر من الصالحين الذين لا يحتاجون إلى توبة (راجع لو 5: 30-32). وكذلك حين ترهقك الشهوات الطبيعيّة والشياطين، ثبّت نظرك عليه ممدّدًا على الصليب...
تأمّل بلا انقطاع بهذه الأشياء في قلبك وسيزول سمّ الحيّات من قلبك. من خلال صلبه، أصبح الرّب يسوع أقرب إليك ممّا كانت الحيّة النحاسيّة بالنسبة إلى اليهود: فهو يسكن في قلبك، وفي الطيّات السريّة لنفسك حيث يشعّ نور وجهه المجيد.
 
 
8.1.1-    الأحد الأوّل بعد عيد الصليب: طلب ابني ذبدى    -     إنجيل القدّيس مرقس 45-35:10   
 
    إنجيل القدّيس مرقس 45-35:10
 
دَنَا مِنْ يَسُوعَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ».
فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟».
قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ».
فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟».
قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا.
أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم».
ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.
فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: «تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم.
أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا.
ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛
لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين».

القدّيس ثيوفيلُس الأنطاكيّ (؟ - نحو 186)، أسقف، عظة
«فلمّا سَمِعَ العَشَرَةُ ذلكَ الكَلامَ اسْتاؤوا مِن يَعقوبَ ويوحَنّا»



هذا الادّعاء لإبنيّ زبدى بالتميّز أشعر الرسل الآخرين بالإستياء. "فلمّا سَمِعَ العَشَرَةُ ذلكَ الكَلامَ اسْتاؤوا مِن يَعقوبَ ويوحَنّا". كانوا لا يزالون خاضعين للضعف البشري ومستسلمين لإلهامات الشهوة؛ لكنّهم لم يظهروا نقمتهم إلاّ حين رفض الربّ طلب الرسولين. كانوا قد أخفوا هذه المشاعر حتّى تلك اللحظة، لأنّهم اعتقدوا أنّ يعقوب ويوحنّا كانا مميّزَين عند المخلّص. لكنّ الربّ وضع علاجًا مضاعَفًا على جراح نفوسهم: أوّلاّ، ناداهم ليواسيهم؛ ثانيًا، علّمهم أنّ هذه اللهفة للجلوس في الأماكن الأماميّة هي ميزة عند الوثنيّين: "تَعلَمونَ أنَّ الذينَ يُعَدّونَ رؤساءَ الأُمَمِ يَسودونَها، وأنَّ أكابِرَها يَتَسَلَّطونَ علَيها". في الواقع، كان الملوك يحكمون عند الوثنيّين بطريقة مطلقة ومستبدّة: "فلَيسَ الأمرُ فيكم كذلك". كما علّمهم أنّ مَن أراد أن يكون الأكبر، عليه أوّلاً أن يكون الأصغر، وأنّه لا يمكن أن يصبح أحد رئيسًا على الجميع إلاّ إن تحوّل إلى خادم عندهم.
لذا، لم يكن مجديًا أن يظهر البعض ادّعاءات مبالغ فيها، وأن يستاء البعض الآخر من هذه الرغبات الطموحة، كون التواضع هو الذي يقود إلى كمال الفضائل، لا المراكز الأولى والقوّة. ثمّ ضرب لهم مثلاً ليشعرهم بالخجل: "لأنَّ ابنَ الإنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفسِه جَماعةَ الناس". في الواقع، أيّ أمر أروع وأسمى من أن نبذل حياتنا من أجل ذاك الذي أصبحنا له خدّامًا؟ لكنّ هذه الخدمة الطوعيّة، هذا التواضع المفرط أصبح مبدأ مجد جميع البشر، وليس المخلِّص فقط. قبل أن يصبح إنسانًا، كانت الملائكة وحدها تعرفه؛ بعد تجسّده وموته على الصليب، لم يتمجّد بمفرده، لكنّه جعلنا شركاء معه في هذا المجد، وحكم كسيّد على العالم كلّه من خلال الإيمان.
 
 
8.1.2-    الاثنين من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب    -     إنجيل القدّيس مرقس 1:9.38-34:8  
 
    إنجيل القدّيس مرقس 1:9.38-34:8
 
دعَا يَسُوعُ الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها.
فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟
ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين».
وقالَ لَهُم يَسُوع: «أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا المَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة».

إسحَق السريانيّ (القرن السابع)، راهب في نينوى بالقرب من الموصل في العراق الحاليّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة، أحاديث نسكيّة، السِّلسلة الأولى، الرقم 4
«لِأَنَّ ٱلَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَهُ يَفقِدُها. وَأَمّا ٱلَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي وَسبيلِ ٱلبِشارَة، فَإِنَّهُ يُخَلِّصُها»

 

إنّ طريق الله هي صليبٌ يوميّ. لم يصعد أحدٌ يومًا إلى السماء بِرَاحة؛ نحن نعرف إلى أين تؤدّي طريق الرفاهيّة هذه. لا يدعُ الله قطّ ذاك الذي يكرّس له حياته دون همٍّ؛ فهو يعطيه أن يحملَ همّ الحقيقة. في الواقع، هذا ما يجعلنا نعلم بأنّ الله يسهر على هذا الإنسان: إذ إنّه يقوده عبر الأحزان.
إنّ العناية الإلهيّة لا تدع أولئك الذين يقضون حياتهم في المِحَن يقعون بين أيدي الشياطين. وخصوصًا إن كانوا يقبّلون أقدام إخوتهم، ويسترون أخطاءهم (راجع 1بط 4: 8)، ويخبّئونها كما لو أنّها كانت أخطاؤهم الشخصيّة. ذاك الذي يريد أن يكون بدون همٍّ في العالم، ذاك الذي يملك تلك الرغبة والذي يبحث في الوقت نفسه عن السير على طريق الفضيلة، ذاك هو الشخص الذي حادَ عن الطريق. لأنّ الأبرار لا يكتفون ببذل كلّ جهودهم حتّى يقوموا بالأعمال الحسنة، بل يُناضلون رغمًا عنهم في التجارب؛ هكذا يُمتَحن صبرهم.
 
 
8.1.3-    الثلاثاء من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب    -     إنجيل القدّيس مرقس 37-33:9
 
    إنجيل القدّيس مرقس 37-33:9
 
وصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى كَفَرْنَاحُوم، ولَمَّا دَخَلَ البَيْتَ سَأَلَهُم: «بِمَ كُنْتُم تَتَجَادَلُونَ في الطَّريق؟».
فَظَلُّوا صَامِتين، لأَنَّهُم تَجَادَلُوا في الطَّريقِ في مَنْ هُوَ الأَعْظَم.
فجَلَسَ يَسُوع، ودَعَا ٱلٱثْنَي عَشَر، وقَالَ لَهُم: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ الأَوَّل، فَلْيَكُنْ آخِرَ الجَمِيعِ وخَادِمَ الجَمِيع».
ثُمَّ أَخَذَ طِفْلاً وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وضَمَّهُ بِذِرَاعَيْه، وقَالَ لَهُم:
مَنْ قَبِلَ بٱسْمِي وَاحِدًا مِنْ أَمْثَالِ هؤُلاءِ الأَطْفَال، فَهُوَ يَقْبَلُنِي. ومَنْ يَقْبَلُنِي فلا يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذي أَرْسَلَنِي.
 
 
8.1.4-    الأربعاء من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب   -     إنجيل القدّيس مرقس 50-38:9    
 
    إنجيل القدّيس مرقس 50-38:9
 
قالَ يُوحَنَّا ليَسُوع: «يَا مُعَلِّم، رَأَيْنَا رَجُلاً يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ بِٱسْمِكَ، وهُوَ لا يَتْبَعُنا. فمَنَعْنَاه، لأَنَّهُ لايَتْبَعُنا».
فقالَ يَسُوع: «لا تَمْنَعُوه، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَصْنَعُ عَمَلاً قَدِيرًا بِٱسْمِي، ويَقْدِرُ بَعْدَها أَنْ يَقُولَ فِيَّ سُوءًا؛
لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا.
ومَنْ سَقَاكُم كَأْسَ مَاءٍ بِٱسْمِي عَلَى أَنَّكُم لِلْمَسِيح، فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ.
ومَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنين، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُطَوَّقَ عُنُقُهُ بِرَحَى الحِمَار، وَيُلْقَى في البَحْر.
وإِنْ كَانَتْ يَدُكَ سبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ فَٱقْطَعْها. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَع، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ وتَذْهَبَ إِلى جَهَنَّم، إِلى النَّارِ الَّتي لا تُطْفَأ.
...
وإِنْ كَانَتْ رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ فَٱقْطَعْها. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وَأَنْتَ أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ رِجْلانِ وَتُلْقَى في جَهَنَّم.
...
وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ فَٱقْلَعْها. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ وَأَنْتَ أَعْوَر، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّم،
حَيْثُ دُودُهُم لا يَمُوت، ونَارُهُم لا تَنْطَفِئ.
فكُلُّ وَاحِدٍ سَيُمَلَّحُ بِٱلنَّار. جَيِّدٌ هُوَ المِلْح. ولكِنْ إِذَا فَقَدَ المِلْحُ مُلُوحَتَهُ، فَبِمَاذَا تُعِيدُونَ إِلَيْهِ طَعْمَهُ؟ فَلْيَكُنْ فِيكُم مِلْحٌ وسَالِمُوا بَعْضُكُم بَعْضًا».

 

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة، العظة الثالثة عن المزمور 36
«ومَن سقاكُم كَأسَ ماءٍ على أَنَّكم لِلمَسيح، فالحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّ أَجرَه لَن يَضيع»

 

قَدِّم خيرات هذا العالم ورِثْ الخيرات الأبديّة. قدّم الأرض ورِثْ السّماء. ولكن لمَن نعطي؟... اسمعْ الكتاب يقول لك كيف تعطي للربّ نَفْسه: "مَن يَرحَمِ الفَقير َيُقرِضِ الرَّبّ فهُو يُجازيه على صَنيعِه" (أم 19: 17). بالتأكيد، إنّ الله ليس بحاجة إليك ولكنّ الآخر يحتاجك. إنّ ما تعطيه لأحد ما، يتلقّاه أحد آخر. لأنّ الفقيرَ لا يستطيع أن يعطيك شيئًا بالمقابل؛ هو يرغب في ذلك ولكنّه لا يجد لديه شيئًا؛ فيصلّي لك. ولكن حين يذكرك فقيرٌ بصلاته، كأنه يقول لله: "يا ربّ، لقد حصلت على قرضٍ، كنْ كفالتي". وحتّى لو كان الفقيرُ مفلسًا، فهو يملك ضمانات جيّدة، لأن الله قال: "أعطِ بثقة، فأنا مَن سيجيب... أنا مَن سيردُّ لك وأنا من أتلقّى... ما تعطيه، فإنّك تعطيه لي".
ألا تؤمن بما يقوله الله: "أنا من سيردُّ لك وأنا من أتلقّى... ما تعطيه، فإنّك تعطيه لي"؟ بالتأكيد نعم، فإن كان المسيح هو الله، وهنا لا شكّ في ذلك، فهو قال: "لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني...". وحين يسألوه: "متى رأَيناكَ جائعاً فأَطعَمْناك أَو عَطشانَا فسَقيناك؟"، أراد أن يرينا أنّه الضامن الحقيقيّ للفقراء فأجابهم قائلاً: "الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (مت 25: 35 - 40).
 
 
8.1.5-    الخميس من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس مرقس 27-17:10
 
    إنجيل القدّيس مرقس 27-17:10
 
أَسْرَعَ إِلَى يَسُوعَ رَجُلٌ وجَثَا أَمَامَهُ وسَأَلَهُ: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟».
فقَالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ ٱلله!
أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايَا: لا تَقْتُلْ، لا تَزْنِ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِٱلزُّور، لا تَظْلِمْ، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ».
فقَالَ لَهُ الرَّجُل: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ كُلُّها حَفِظْتُها مُنْذُ صِبَاي».
وحَدَّقَ إِلَيْهِ يَسُوعُ فَأَحبَّهُ، وقَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تَنْقُصُكَ: إِذْهَبْ، وَبِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وأَعْطِ الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاء، وتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!».
فَٱغْتَمَّ الرَّجُلُ لِهذَا الكَلام، ومَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كانَ صَاحِبَ مُقْتَنَياتٍ كَثِيرة.
فأَجالَ يَسُوعُ نَظَرَهُ في مَنْ حَوْلَهُ وقَالَ لِتَلامِيذِهِ: «مَا أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِيَاءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ الله!».
ودَهِشَ التَّلامِيذُ مِنْ كَلامِهِ، فَأَجَابَ يَسُوعُ ثَانِيَةً وقَالَ لَهُم: «يَا بَنِيَّ، مَا أَصْعَبَ الدُّخُولَ إِلى مَلَكُوتِ الله!
إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله».
فَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟».
فحَدَّقَ إِلَيْهِم يَسُوعُ وقَال: «هذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ عِنْدَ النَّاس، لا عِنْدَ الله، فَعِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيءٍ مُمْكِن».

سيرة حياة القدّيس فرنسيس الأسيزي كما رواها ثلاثة من رفاقه، الفقرتان 7 و 8
«واحِدَةٌ تَنقُصُكَ. إِذهَب فَبِع ما تَملِك وَأَعطِهِ ٱلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في ٱلسَّماء، وَتَعالَ فَٱتبَعني»

 

ذات مساء، بعد عودته إلى أسيزي، قام أصدقاء الشاب فرنسيس بانتخابه كرئيس لجماعتهم. كما كان يفعل غالبًا، أعدّ لهم وليمة فاخرة. وبعد أن شبع الجميع، خرجوا من البيت وطافوا في المدينة وهم يغنّون. كان رفاق فرنسيس يسيرون أمامه كمجموعة؛ وكان هو يحمل عصا القائد، مُغلِقًا الموكب، ومتراجعًا نحو الخلف بعض الشيء، بدون أن يغنّي لكونه غارقًا في أفكاره. وها هو الربّ فجأة يزوره ويملأ قلبه بعذوبةٍ كبيرة تجعله لا يتكلّم ولا يتحرّك.
عندما نظر رفاقه إلى الخلف ورأوه بعيدًا عنهم، ذهبوا إليه، خائفين، فوجدوه وكأنّه تغيّر وأصبح شخصًا آخر. فسألوه: "ما الذي تفكّر فيه ويجعلك تنسى أن تتبعنا؟ هل تخطّط للزواج مثلاً؟ -- أنتم على حقّ! لقد خطّطت بأن أتّخذ عروسًا، أكثر نبلاً، وأغنى، وأجمل من كلّ النساء اللواتي رأيتموهنّ". فهزئوا به...
منذ ذلك الوقت، عمل على أن يكون يسوع المسيح محور حياته، واللؤلؤة التي كان يرغب في شرائها بعد أن باع كلّ شيء (راجع مت 13: 46). كان يهرب من عيون الهازئين، وغالبًا ما كان، بصورة يوميّة تقريبًا، يذهب للصلاة في الخفاء. كان مدفوعًا بطريقة ما من الشعور المسبق بتلك العذوبة الّتي تزوره غالبًا وتجذبه من الساحة أو من الأمكنة العامّة الأخرى، نحو الصلاة.
منذ بعض الوقت، كان قد أصبح فاعلاً للخير مع الفقراء، لكنّه وعد نفسه كذلك بحزم أكبر ألاّ يرفض بعد ذلك طلب فقير يستعطي، إنّما إعطاؤه بكرم أكبر وبوفرة أكثر. دائمًا إذًا، أيًّا كان الفقير الذي كان يطلب منه الصدقة خارج المنزل، كان يعطيه المال إن استطاع. وإن لم يكن لديه مال، كان يعطيه قبّعته أو حزامه كي لا يرسله فارغ اليدين. لكن إن فرغ من هذا أيضًا، كان ينسحب إلى مكان غير مرئي، ليخلع قميصه ويرسله سرًّا إلى الفقير طالبًا منه أن يأخذه من أجل الله.
 
 
8.1.6-    يوم الجمعة من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس مرقس 31-28:10
 
    إنجيل القدّيس مرقس 31-28:10
 
بَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَيَسُوع: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْنَاك!».
قالَ يَسُوع: أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: ما مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ، مِنْ أَجْلِي ومِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، بَيْتًا، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ أَخَوَاتٍ، أَوْ أُمًّا، أَوْ أَبًا، أَوْ أَوْلادًا، أَوْ حُقُولاً،
إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ، الآنَ في هذَا الزَّمَان، بُيُوتًا، وَإِخْوَةً، وَأَخَوَاتٍ، وأُمَّهَاتٍ، وأَوْلادًا، وحُقُولاً، مَعَ ٱضْطِهَادَات، وفي الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة.
كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين».

لاون الثالث عشر، بابا روما من 1878 حتّى 1903، الرّسالة العامّة "الأفكار الجديدة (Rerum Novarum)"، العدد 21
«...إِلاَّ نالَ الآنَ في هذهِ الدُّنْيا مِائةَ ضِعْفٍ... ونالَ في الآخِرَةِ الحَياةَ الأَبَدِيَّة»

 

يمكن لهذه العقائد الاجتماعية في الكنيسة أن تقلّص من المسافة التي يسعد الكبرياء بإبقائها بين الأغنياء والفقراء وإنما لا تزال الصداقة البسيطة بينهم قليلة: إن كنا نطيع تعاليم المسيحية فوحده الحبّ الأخوي سيعمل على هذا الاتحاد. من كلا الحالين سنفهم أنّ البشر كلّهم هم منبثقون من الله بالتأكيد، من أبيهم المشترك؛ وأن الله هو هدفهم الوحيد والمشترك وهو الوحيد من يقدر أن يحادث الملائكة والبشر بلغة السعادة الكاملة والمطلقة.
لقد افتداهم الرّب يسوع المسيح جميعًا وأعاد لهم كرامتهم كأبناء لله وجمعهم برباط حقيقي من الأخوّة بينهم وبين الرّب يسوع المسيح، ربّهم "ذلك بأَنَّه عَرَفَهم بِسابِقِ عِلمِه وسَبَقَ أَن قَضى بِأَن يَكونوا على مِثالِ صُورَةِ ابنِه لِيَكونَ هذا بِكْراً لإِخَوةٍ كَثيرين" (رو 8: 29).
سيعلمون أخيرًا بأنّ كلّ خيرات الطبيعة وكلّ كنوز النعمة تنتمي إليهم من دون تفرقة بين كلّ الجنس البشري ولا يوجد سوى غير المستحقين ذلك من سيفتقرون إلى الخيرات السماوية. " فإِذا كُنَّا أَبْناءَ الله فنَحنُ وَرَثة: وَرَثَةُ اللهِ وشُرَكاءُ المسيحِ في المِيراث..." (رو 8: 17).
 
 
8.1.7-    السبت من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس متّى 16-1:20
 
    إنجيل القدّيس متّى 16-1:20
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الفَجْرِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ.
وٱتَّفَقَ مَعَ الفَعَلَةِ عَلى دِينَارٍ في اليَوْمِ فَأَرْسَلَهُم إِلى كَرْمِهِ.
ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ فَرَأَى فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِينَ في السَّاحَةِ بَطَّالِين.
فقَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيْضًا إِلى الكَرْم، وسَأُعْطِيكُم مَا يَحِقُّ لَكُم.
فَذَهَبُوا. وعَادَ فَخَرَجَ نَحْوَ الظُّهْر، ثُمَّ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْر، وفَعَلَ كَذلِكَ.
ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَوَجَدَ فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِين، فَقَالَ لَهُم: لِمَاذَا تَقِفُونَ هُنَا طُولَ النَّهَارِ بَطَّالِين؟
قَالُوا لَهُ: «لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَد! قَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيضًا إِلى الكَرْم.
ولَمَّا كَانَ المَسَاء، قَالَ رَبُّ الكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: أُدْعُ الفَعَلَة، وٱدْفَعْ لَهُم أَجْرَهُم مُبْتَدِئًا بِالآخِرِيْن، مُنْتَهِيًا بِالأَوَّلِين.
وجَاءَ فَعَلَةُ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم دينَارًا.
ولَمَّا جَاءَ الأَوَّلُون، ظَنُّوا أَنَّهُم سَيَأْخُذُونَ أَكْثَر. فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم أَيْضًا دينَارًا.
ولَمَّا أَخَذُوا الدِّيْنَارَ بَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ على رَبِّ البَيْتِ،
قَائِلين: هؤُلاءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً واحِدَة، وأَنْتَ سَاوَيْتَهُم بِنَا نَحْنُ الَّذينَ ٱحْتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهَارِ وحَرَّهُ!
فأَجَابَ وقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُم: يَا صَاحِب، أَنَا مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا ٱتَّفَقْتَ مَعِي على دِينَار؟
خُذْ مَا هُوَ لَكَ وٱذْهَبْ. فَأَنَا أُريدُ أَنْ أُعْطِيَ هذَا الأَخِيْر، كَمَا أَعْطَيْتُكَ.
أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟
هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين».

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة، عظة لمناسبة الجمعة العظيمة بعنوان: الصّليب والمجرم
«فَهَكَذا يَصيرُ ٱلآخِرونَ أَوَّلين، وَٱلأَوَّلونَ آخِرين»

 

ما الّذي فعله اللّص (أَحَدُ المُجْرِمَيْنِ المُعَلَّقَينِ عَلَى الصَّلِيبِ عن يمين الرّب) ليتمكّن من المشاركة في الفردوس بعد الصليب؟... ففي حين كان القدّيس بطرس ينكر الرّب يسوع المسيح، كان ذلك المجرم يشهد له من أعلى الصليب. أنا لا أقول ذلك لأدين بطرس؛ بل أقول ذلك لأبرز عظمة نفس ذلك المجرم... ففي حين كان عدد كبير من الرعاع يقف حوله، موجّهين الصراخ والتوبيخ والإهانات والتهكّمات، لم يُعِرهم هذا المجرم أيّ اهتمام. هو لم يأخذ حتّى بعين الاعتبار حالة الصلب البائسة الّتي كانت ظاهرة أمامه. ألقى نظرة مليئة بالإيمان على هذا كله... ثمّ التفتَ إلى سيّد السماوات واستسلم له قائلاً: "أُذكُرْني يا يسوع إِذا ما جئتَ في مَلَكوتِكَ" (لو 23: 42). دعونا لا نتجنّب بوقاحة المثال الّذي أعطاه المجرم، ولا نخجل من اعتباره مُعلِّمًا، هو الّذي لم يخجل الربّ من جعله أوّل مَن يدخل إلى الفردوس...
فالرّب لم يقلْ له، كما لبطرس وأندراوس: "اتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس" (مت 4: 19). ولم يقلْ له أيضًا كما قال للاثني عشر: "أَنْتُمُ ٱلَّذينَ تَبِعْتُمُونِي، مَتَى جَلَسَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ على عَرْشِ مَجْدِهِ، في زَمَنِ التَّجْدِيد، تَجْلِسُونَ أَنْتُم أَيْضًا على ٱثْنَي عَشَرَ عَرْشًا، لِتَدِيْنُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيْلَ الٱثْنَي عَشَر" (مت 19: 28). كما لم يمنحه الرّب أيّ لقب؛ ولم يُظهر له أيّ معجزة. وفي الوقت عينه لم يرَه المجرم يقيم ميتًا أو يطرد الشياطين؛ كما لم يرَ البحر يطيعه. لم يقلْ له الرّب يسوع المسيح شيئًا عن الملكوت، ولا عن جهنّم. وبالرغم من ذلك، فقد شهد له أمام الجميع، ونال ميراث الملكوت.
 
 
8.2.1-    الأحد الثاني بعد عيد الصليب: تدمير الهيكل ونهاية الأزمنة    -     إنجيل القدّيس متّى 14-1:24
 
    إنجيل القدّيس متّى 14-1:24
 
خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض».
وفيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلى جَبَلِ الزَّيتُون، دَنَا مِنْهُ التَّلامِيذُ على ٱنْفِرَادٍ قَائِلين: « قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا، ومَا هِيَ عَلامَةُ مَجِيئِكَ ونِهَايَةِ العَالَم؟».
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد!
فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين.
وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا. ولكِنْ لَيْسَتِ النِّهَايَةُ بَعْد!
سَتَقُومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّة، ومَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَة، وتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وزَلازِلُ في أَمَاكِنَ شَتَّى،
وهذَا كُلُّه أَوَّلُ المَخَاض.
حِينَئِذٍ يُسْلِمُونَكُم إِلى الضِّيق، ويَقْتُلُونَكُم، ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.
وحِينَئِذٍ يَرْتَدُّ الكَثِيْرُونَ عَنِ الإِيْمَان، ويُسْلِمُ بَعْضُهُم بَعْضًا، ويُبْغِضُ بَعْضُهُم بَعْضًا.
ويَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين.
ولِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَفْتُرُ مَحَبَّةُ الكَثِيْرين.
ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ.
ويُكْرَزُ بِإِنْجيلِ المَلَكُوتِ هذا في المَسْكُونَةِ كُلِّهَا شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَم، وحينَئِذٍ تَأْتِي النِّهَايَة.

بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013، عظة عشيّة يوم الشبيبة العالمي العشرين
«وستَسمَعونَ بِالحروبِ وبِإِشاعاتٍ عنِ الحروب. فإِيَّاكم أَن تَفزَعوا، فلا بُدَّ من حُدوثِها»

 

يدلّنا القدّيسون على الطريق لكي نصبح سعداء. كما يروننا كيف نصبح فعلاً إنسانيّين. عبر تقلّبات التاريخ، كانوا المصلحين الحقيقيّين الذين أخرجوا التاريخ من الوديان المظلمة حيث يواجه باستمرار خطر الإنزلاق مجدّدًا. من القدّيسين وحدهم، ومن الله وحده تنطلق الثورة الحقيقيّة كما ينطلق التغيير الجذري للعالم.
خلال القرن المنصرم، عشنا الثورات التي كان برنامجها المشترك يرتكز على عدم ترقّب شيء من الله، بل أخذ الإنسان على عاتقه التحكّم بمصير العالم. وقد لاحظنا أنّ وجهة النظر الإنسانيّة والمتحيّزة كانت دائمًا تُعتبر كالمقياس المثالي للتوجّهات. إنّ عملية تعميم صفة المطلق على ماهو ليس بمطلق إنّما هو في الواقع نسبيّ تُسمّى الشّموليّة. وهذه الشّموليّة لا تحرّر الإنسان، بل تنتزع منه كرامته وتجعله عبدًا. ليست الإيديولوجيّات هي التي تنقذ العالم، بل فقط الرجوع إلى الله الحيّ خالقنا، وضامن حريّتنا، وضامن كلّ ما هو صالح وحقّ. تقضي الثورة الحقيقيّة بالتوجّه نحو الله بدون تحفّظ، فهو العادل وهو الحبّ الأزليّ في الوقت عينه. فما الذي يمكن أن ينقذنا سوى الحبّ؟
كثيرون هم الذين يتحدّثون عن الله: بإسم الله، نبشّر أيضًا بالبغض ونمارس العنف. لذا، من المهمّ جدًّا أن نكتشف وجه الله الحقيقيّ. قال الرّب يسوع لفيلبّس: "مَنْ رَآنِي رَأَى الآب" (يو 14: 9). لقد تجلّى وجه الله الحقيقيّ في الرّب يسوع المسيح الذي سمح بأن يخترق الرّمح قلبَه من أجلنا. نحن نتبعه مع الجموع التي سبقتنا. عندها، نكون سائرين على الطريق الصحيح.
 
 
8.2.2-    الاثنين من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس متّى 22-16:10
 
    إنجيل القدّيس متّى 22-16:10
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام.
إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم .
وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم.
وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ.
فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم.
وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم.
ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ.

الطوباويّ شارل دو فوكو (1858 - 1916)، ناسك ومُبشِّر في الصحراء، رسالة إلى جوزيف هاورز بتاريخ 3 أيّار 1912
«هاءَنَذا أُرسِلُكُم» (مت 10: 16)

 

بأيّة وسيلة نستطيع أن نكون رسلاً؟ بالوسائل التي يضعها الله في تصرّفنا: فالكهنة يتلّقون تعليماتهم من رؤسائهم. كما يجب على العلمانيين أن يكونوا رسلاً تجاه كل من يلتقونهم من أقارب وأصدقاء ولكن ليس فقط هؤلاء. فالمحبة ليست محصورة بأحد إنّما تطال كلّ من يحتويهم قلب الرّب يسوع.
بأية وسيلة؟ بأفضل الوسائل مع الأخذ بالاعتبار الذين نتوجّه إليهم: مع كل الّذين نتواصل معهم، دون استثناء، من خلال الطيبة والحنوّ والمحبّة الأخويّة، وبمثال الفضيلة، وبالتواضع والطيبة كفضائل جذابة يتميّز بها كلّ مسيحيّ. يجب أن نتواصل مع البعض، دون التحدّث معهم بتاتًا عن الله أو عن الدين، ولكن بصبر كما الله يصبر، وبطيبة القلب كما الله صالح وطيّب، وبأخوّة وصلاة. ومع آخرين، يجب التحدّث عن الله، بمقدار ما بوسع هؤلاء قبوله. وما إن يصل بهم الوضع إلى التفكير في السعي إلى الحق بدراسة الدين، يجب أن نضعهم باتصال مع كاهن يتمّ اختياره اختيارًا جيّدًا إلى حدّ بعيد، ويكون قادرًا على فعل الخير لهم. لكن بالأخص، يجب أن نرى في كلّ إنسان أخًا لنا.
 
 
8.2.3-    الثلاثاء من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس متّى 24-20:11  
 
    إنجيل القدّيس متّى 24-20:11
 
شَرَعَ يَسُوعُ يُبَكِّتُ المُدُنَ الَّتي جَرَتْ فيها أَكْثَرُ أَعْمَالِهِ القَدِيرَة، لأَنَّهَا مَا تَابَتْ، فَقَال:
«أَلوَيْلُ لَكِ يا كُورَزِين! أَلوَيلُ لَكِ يا بَيْتَ صَيْدا! لأَنَّهُ لَو جَرَى في صُورَ وصَيْدا مَا جَرَى فيكُمَا مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَتَابَتَا مِنْ زَمَانٍ في المِسْحِ والرَّمَاد!
ولكِنَّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ صُورَ وصَيْدا، سَيَكُونُ مَصِيرُهُمَا، في يَومِ الدِّين، أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِكُما!
وأَنْتِ يَا كَفَرْنَاحُوم، أَلَنْ تَرْتَفِعي إِلى السَّمَاء؟ فَإِلى الجَحيمِ سَتَهْبِطِين! لأَنَّهُ لَوْ جَرى في سَدُومَ مَا جَرى فيكِ مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَبَقِيَتْ إِلى اليَوم!
لكنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَرْضَ سَدُوم، سَيَكُونُ مَصِيرُهَا، في يَوْمِ الدِّين، أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِكِ!.»
 
 
8.2.4-    الأربعاء من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس متّى 32-29:12  
 
   إنجيل القدّيس متّى 32-29:12
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَيْفَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ القَوِيِّ ويَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبُطِ القَوِيَّ أَوَّلاً، وحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟
مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ. ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد.
لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ خَطِيئَةٍ سَتُغْفَرُ لِلنَّاس، وكُلُّ تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر.
مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا الدَّهْر، ولا في الآتِي.

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة، عظة عن كلمة الربّ
«كُلُّ خَطيئةٍ وتجديفٍ يُغفَرُ لِلنَّاس، وَأَمَّا التَّجْديفُ على الرُّوح، فلَن يُغفَر»



ما هو الفرق بين هذه العبارة: "كُلُّ خَطيئةٍ وتجديفٍ يُغفَرُ لِلنَّاس، وَأَمَّا التَّجْديفُ على الرُّوح، فلَن يُغفَر"، والعبارة التي نقرأها في إنجيل القدّيس لوقا: "وأَمَّا مَن جَدَّفَ على الرُّوحِ القُدُس، فلَن يُغفَرَ لَه" (لو 12: 10)، إلاّ أنّ الفكرة أُظهرَت بوضوح أكبر في العبارة الثانية، وأنّ الإنجيلي الثاني يفسِّر ما قاله الأوّل بدون أن ينقضه؟ في الواقع، فإنّ هذا التعبير "التَّجْديفُ على الرُّوح" يشوبه بعض الغموض لأنّ الرُّوح المقصود غير محدّد. لذا، أراد الربّ أن يزيل هذا الغموض، فأضاف: "وكُلُّ مَن قالَ كَلِمَةً على ابْنِ الإِنسان يُغفَرُ لَه".
بعد أن تحدَّث بصفة عامّة عن أنواع التجديف، أرادَ الرّب أن يحدِّد بشكلٍ خاصّ التجديف على ابن الإنسان الذي يُعرض في إنجيل يوحنّا على أنّه خطيئة خطيرة جدًّا، حيث نقرأ: "وهو، متى جاءَ أخْزى العالَمَ على الخَطيئِة والبِرِّ والدَّينونَة: أمّا على الخَطيئَة فَلأنّهم لا يؤمِنونَ بي" (يو 16: 8-9) أضاف المخلِّص قائلاً: "وأمّا مَنْ جَدَّفَ على الروحِ القُدُسِ فلَنْ يُغفَرُ لَه". غير أنّ هذا لا يعني أنّ الرُّوح القدس أكثر أهميّة في الثالوث من الابن، وهذا خطأ لم يقترفه أحد، ولا حتّى الهراطقة.
 
 
8.2.5-    الخميس من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب    -     إنجيل القدّيس متّى 37-33:12   
 
    إنجيل القدّيس متّى 37-33:12
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «إِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وثَمَرَتَهَا جَيِّدَة، وإِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ فَاسِدَةً وثَمَرَتَهَا فَاسِدَة: فَمِنَ الثَّمَرَةِ تُعْرَفُ الشَّجَرَة.
يَا نَسْلَ الأَفَاعي، كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا كلامًا صَالِحًا وأَنْتُم أَشْرَار؟ لأَنَّ الفَمَ مِنْ فَيْضِ القَلْبِ يَتَكَلَّم!
أَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ مِنْ كَنْزِهِ الصَّالِح، والإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ يُخْرِجُ الشُّرُورَ مِنْ كَنْزِهِ الشِّرِّير.
وأَقُولُ لَكُم: «إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاس، سَيُؤَدُّونَ عَنْهَا حِسَابًا في يَوْمِ الدِّين.
فَإنَّكَ بِكَلامِكَ تُبَرَّر، وبِكَلامِكَ تُدَان!».

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة، العظة 43
«أَقولُ لَكم إنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ باطِلَةٍ يقولُها الناس يُحاسَبونَ عَليها يومَ الدينونة»

 

بعد هذه الكلمات الموبِّخة، حاول الربّ أن يولّد مخافةً كبيرة عند اليهود من خلال تعليمهم بأنّ مَن يرتكب جرمًا مماثلاً سيُعاقَب في اليوم الآخر: "أَقولُ لَكم إنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ باطِلَةٍ يقولُها الناس يُحاسَبونَ عَليها يومَ الدينونة".
هذا هو معنى هذه الكلمات: إن كان الكلام الباطل الذي لا يبني الآخر يشكّل خطرًا على مَن يقوله، وإن كان كلُّ واحدٍ سيُحاسَب على كلامه يوم الدينونة، فكم بالحريّ أنتم الذين تندّدون بأعمال الروح القدس وتقولون بأنّني أطرد الشياطين ببعل زبول، فستُحاسبون أيضًا على هذا التنديد.
هو لم يقل: "كلّ كلمة باطلة تقولونها أنتم"، لأنّ هدف الربّ هو أن يعلّم جميع الأمم، وألا يتوجّه بلهجةٍ قاسية إلى اليهود. والكلام الباطل هو ذلك الذي يحتوي على افتراءات أو أكاذيب؛ ويقول البعض بأنّه أيضًا الكلام الفارغ أو الكلام الذي يثيرُ الضحك غير الموزون أو الكلام المنافي للأخلاق والحشمة، أو الكلام الذي ليس من ورائه أي منفعة حقيقيّة أو أي حاجة ضروريّة.  
 
 
8.2.6-    يوم الجمعة من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس متّى 42-38:12   

 

    إنجيل القدّيس متّى 42-38:12
 
أَجَابَ بَعْضُ الكَتَبَةِ والفَرِّيِسِيِّينَ يَسوعَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَة».
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ.
فكَمَا كَانَ يُونَانُ في بَطْنِ الحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال.
رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ ويَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان!
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ وتَدِينُهُ، لأَنَّهَا جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان!

القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ - نحو 560)، مؤلِّف أناشيد، نشيد بعنوان "نينوى"، § 4-17
«لأَنَّهم تابوا بِإِنذارِ يُونان، وههُنا أَعظَمُ مِن يُونان»

 

لنتأمل فيما حدث لسكان نينوى... لنسمع ما فعلوا. بعد الإعلان المخيف الذي أطلقه يونان أمام هذا الشعب الجشع والسكّير... أسرع السكان كعمّال ماهرين الى وضع أسس صلبة لمدينتهم، هذه الأسس الّتي كانت قد زعزعتها أعمالهم الشريرة، فكان الأساس المتين الذي اختاروه هو... التوبة.
بعد أن غسلوا دناسة مدينتهم بفيضٍ من الدموع، زيّنوها بصلاتهم، فنالت نينوى التّائبة رضى الرّب الرَّحوم. لأنها وهبت جمال قلبها لمن هو "فاحِص القُلوبِ والكُلى" (مز 7: 10)... لقد رجعت نينوى الى مَن يحبّها، مُبلّلة بزيت الأعمال الحسنة، ومُعطّرة برائحة الصوم... فاحتضن توبتها.
إنّ مَلِكها، رجل حكيم...، فقد أحضر الحيوانات والقطعان كمن يبغي تقدمتها كمهر، وهو يقول: "أقَدم لك كل شيء، يا إلهي ومخلصي: صالِح فقط وأحِلَّ رضاك على التي زنت، على التي خانت... طهارتك: لأنها الآن بملء حبّها، تقدّم لك كهديّة توبتها...
"إذا كنتُ، أنا الملك ذا سلطان، قد خطئت، فاضربني لوحدي وأشفق على الآخرين. أمّا إذا كنّا قد سقطنا كلّنا، فاسمع صوت الجميع... وليحّل عونك علينا فيضمحل كلّ خوف. لم يعد يخيفنا شيء إذا قبلت ما سنقدّمه، أي توبتنا".
"إنّ نينوى، المتمردة، ترتمي تحت قدميكَ، وأنا، الملك الحقير وخادمك الحقير، بما أني لم أعد أستحّق العرش سأجلس على الرماد (راجع يو 3: 6) ولأني شتمت التاج فسأرشّ الرّماد على رأسي. وبما أني لا أستحق الأرجوان فقد ارتديت مِسحًا ورفعت صراخ الندّب. فلا تحتقرني إذاً بل ألقِ نظرك علينا، يا مخلّصي. واقبل توبتنا"...
"يا ابن الله الأوحد، أنت مَن يفعل ما يريده محبّيك. احمهم برحمتك... كما رحمت أهل نينوى في الماضي، ارفع اليوم الحكم عمَن ينشدون اجلالاً لكَ. وهبني الغفران مكافأة لاعترافي... ليس لدي أعمال تليق بمجدك، يا مخلصي. فخلّصني أقلّه من أجل كلمات ندامتي، أنت مَن يحل التوبة."
 
 
8.2.7-    االسبت من الأسبوع الثاني بعد عيد الصليب   -     إنجيل القدّيس متّى 45-43:12    

 

    إنجيل القدّيس متّى 45-43:12
 
قالَ الربُّ يَسوع: «إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فيهَا، يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُهَا.
حينَئِذٍ يَقُول: سَأَعُودُ إِلى بَيْتِي الَّذي خَرَجْتُ مِنْهُ. ويَعُودُ فَيَجِدُهُ خَالِيًا، مَكْنُوسًا، مُزَيَّنًا.
حينَئِذٍ يَذْهَبُ ويَجْلُبُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنْهُ شَرًّا، ويَدْخُلُونَ ويَسْكُنُونَ في ذلِكَ الإِنْسَان، فَتَكُونُ حَالَتُهُ الأَخِيْرَةُ أَسْوَأَ مِنْ حَالَتِهِ الأُولى. هكَذَا سَيَكُونُ أَيْضًا لِهذَا الجِيلِ الشِّرِّير!».

القدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 - 735)، راهب وملفان الكنيسة، شرح لإنجل القدّيس لوقا
«أَرجِعُ إِلى بَيتِيَ الَّذي مِنه خَرَجْت»

 

ما زال بإمكاننا سماع كلمات جميع الهراطقة وجميع المنشقين وحتّى الكاثوليكيّين السيّئين الذين تخلّصوا من الرُّوح النجس وقت عمادهم. فهذا الرُّوح الشرير يجتاز الأماكن الجافّة، وبصفته مجرِّب ماهر وماكر، فهو يفحص قلوب المؤمنين الذين تطهّروا من كلّ فكرة نجسة وخطيرة، ليرى إن كان يستطيع ترسيخ آثاره الملعونة في القلوب.
يقول هذا الرُّوح: "أَرجِعُ إِلى بَيتِيَ الَّذي مِنه خَرَجْت". ونتيجةً لهذه الكلمات، يجب أن نخشى أنّ تستغلّ هذه الأخطاء -التي اعتقدنا أنّها مُحيت إلى الأبد- تَساهُلَنَا لتعود فتفرض سيطرتها المُهلكة علينا. يجد الرُّوح هذا البيت مَكْنُوسًا أي مُطهّرًا بنعمة العماد المقدّس من أوساخ الخطيئة، لكنّه في الوقت عينه عارٍ كُليًّا من زينة الأعمال الصالحة.
أمّا الأرواح السبعة التي أخذها معه، فهي تمثّل شموليّة الرذائل. فهي أَرْوَاحٌ أَكثر شرًّا مِنْهُ لأنّ البيت سيختزن، ليس فقط الرذائل السبعة المميتة المخالفة مباشرة للفضائل الرُّوحيّة السبعة، بل أنّ هذا البيت سيسعى بنفاقٍ ليبدو وكأنّه يختزن هذه الفضائل.
 
 
8.3.1-    الأحد الثالث بعد عيد الصليب: المسحاء الدجّالون وعودة ابن الإنسان     -     إنجيل القدّيس متّى 31-23:24
 
   إنجيل القدّيس متّى 31-23:24  
 
قالَ الربُّ يَسوع: «إِنْ قَالَ لَكُم أَحَد: هُوَذَا المَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاك! فَلا تُصَدِّقُوا.
فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا المُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا.
هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم!
فَإِنْ قَالُوا لَكُم: هَا هُوَ في البَرِّيَّة! فلا تَخْرُجُوا، أَو: هَا هُوَ في دَاخِلِ البَيْت! فَلا تُصَدِّقُوا.
فكَمَا أَنَّ البَرْقَ يُومِضُ مِنَ المَشَارِق، ويَسْطَعُ حَتَّى المَغَارِب، هكَذَا يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان.
حَيْثُ تَكُونُ الجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور.
وحَالاً بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّام، أَلشَّمْسُ تُظْلِم، والقَمَرُ لا يُعْطِي ضَوءَهُ، والنُّجُومُ تَتَسَاقَطُ مِنَ السَّمَاء، وقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَع.
وحينَئِذٍ تَظْهَرُ في السَّمَاءِ عَلامَةُ ٱبْنِ الإِنْسَان، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّها، وتَرَى ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا على سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ ومَجْدٍ عَظِيم.
ويُرْسِلُ مَلائِكَتَهُ يَنْفُخُونَ في بُوقٍ عَظِيم، فيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَع، مِنْ أَقَاصي السَّمَاوَاتِ إِلى أَقَاصِيهَا.
 
 
8.3.2-    الاثنين من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس متّى 44-32:24
  
   إنجيل القدّيس متّى 44-32:24  
 
قالَ الربُّ يَسوع: «مِنَ التِّينَةِ تَعلَّمُوا المَثَل: فَحِين تَلِينُ أَغْصَانُهَا، وتَنبُتُ أَوْرَاقُهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيفَ قَرِيْب.
هكَذَا أَنْتُم أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُم هذَا كُلَّهُ، فَٱعْلَمُوا أَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ قَرِيب، عَلى الأَبْوَاب.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَزُولَ هذَا الجِيلُ حَتَّى يَحْدُثَ هذَا كُلُّهُ.
أَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولان، وكَلامِي لَنْ يَزُول.
أَمَّا ذلِكَ اليَوْمُ وتِلْكَ السَّاعَةُ فلا يَعْرِفُهُمَا أَحَد، ولا مَلائِكَةُ السَّمَاوَات، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ.
وكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوح، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان:
فَكَمَا كَانَ النَّاس، في الأَيَّامِ الَّتي سَبَقَتِ الطُّوفَان، يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُون، يَتَزَوَّجُونَ ويُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة،
ومَا عَلِمُوا بِشَيءٍ حَتَّى جَاءَ الطُّوفَان، وجَرَفَهُم أَجْمَعِين، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان.
حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ في الحَقل؛ يُؤْخَذُ الوَاحِدُ ويُتْرَكُ الآخَر.
وٱمْرَأَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلى الرَّحَى؛ تُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وتُتْرَكُ الأُخْرَى.
إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ في أَيِّ يَوْمٍ يَجِيءُ رَبُّكُم.
وٱعْلَمُوا هذَا: لَو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب.
لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَهَا.
 
 
8.3.3-    الثلاثاء من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس لوقا 26-20:6
 
   إنجيل القدّيس لوقا 26-20:6  
 
رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: «طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا المَسَاكين، لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله.
طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا الجِيَاعُ الآن، لأَنَّكُم سَتُشْبَعُون. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا البَاكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَضْحَكُون.
طُوبَى لَكُم حِينَ يُبغِضُكُمُ النَّاس، وحِينَ يَرْذُلونَكُم، وَيُعَيِّرُونَكُم، وَيَنْبِذُونَ ٱسْمَكُم كأَنَّهُ شِرِّيرٌ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ الإِنْسَان.
إِفْرَحوا في ذلِكَ اليَومِ وَتَهَلَّلُوا، فَها إِنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاء، فَهكَذا كَانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاء.
ولكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الأَغْنِياء، لأَنَّكُم نِلْتُمْ عَزاءَكُم.
أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها المُتْخَمُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَجوعُون. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُون.
أَلوَيْلُ لَكُم حِينَ يَمْدَحُكُم جَمِيعُ النَّاس، فهكذَا كانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِياءِ الكَذَّابين.
 
 
8.3.4-    الأربعاء من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس لوقا 39-33:5
 
   إنجيل القدّيس لوقا 39-33:5  
 
َقَال الفَرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ لِيَسُوع: «تَلاميذُ يُوحَنَّا يَصُومُونَ كَثيرًا وَيَرْفَعُونَ الطِّلْبَات، ومِثْلُهُم تَلامِيذُ الفَرِّيسييِّن، أَمَّا تَلاميذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون».
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي العُرْسِ يَصُومُون، والعَريسُ مَعَهُم؟
ولكِنْ سَتَأْتي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَرِيسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، حيِنَئِذٍ في تِلْكَ الأَيَّامِ يَصُومُون».
وقَالَ لَهُم أَيضًا مَثَلاً: «لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي.
ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَالخَمْرَةُ الجَدِيدَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُرَاقُ الخَمْرَة، وَتُتْلَفُ الزِّقَاق،
بَلْ يَجِبُ أَنْ تُوضَعَ الخَمْرَةُ الجَديدَةُ في زِقَاقٍ جَديدَة.
ولا أَحَدَ يَشْرَبُ خَمْرَةً مُعَتَّقَة، وَيَبْتَغي خَمْرَةً جَدِيدَة، بَلْ يَقُول: أَلمُعَتَّقَةُ أَطْيَب!».

القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روماK الرّسالة الرّسوليّة: كرامة المرأة، Mulieris Dignitatem، العدد 23
المدعوون إلى العرس

 

"وَلِذَلِك، يَترُكُ ٱلرَّجُلُ أَباهُ وَأُمَّهُ وَيَلزَمُ ٱمرَأَتَهُ، فَيَصيرُ ٱلِٱثنانِ جَسَدًا واحِدًا،إِنَّ هَذا ٱلسِّرَّ لَعَظيم، وَإِنّي أَعني بِهِ سَرَّ ٱلمَسيحِ وَٱلكَنيسَة" (أف 5: 31- 32). يقارن نصّ الرسالة إلى أهل أفسس... طبيعة الزواج بين الرجل والمرأة بسرّ الرّب يسوع المسيح والكنيسة. فالرّب يسوع هو عريس الكنيسة، والكنيسة هي عروسه. هذا التشبيه ليس بلا سابقة: إنه ينقل إلى العهد الجديد ما هو موجود بالفعل في العهد القديم، خاصّة بين الأنبياء هوشع، إرميا، حزقيّال، إشعيا (راجع هو 1: 2 ؛ هو 2: 16-18 ؛ إر 2: 2؛ حز 16: 8؛ إش 50: 1؛ إش 54: 5-8)... في الأنبياء هذه الزوجة-المرأة هي إسرائيل كشعب مختار من الله، وهذا الاختيار مصدره فقط في حب الله المجّانيّ. ومن خلال هذا الحبّ تحديدًا، يتمّ تفسير العهد، الذي غالبًا ما يتمّ عرضه كعهد زوجيّ يجدّده الله باستمرار مع شعبه المختار. إنّه التزام دائم مِن جانب الله: فهو يبقى أمينًا لمحبّته الزوجيّة، حتّى لو كانت الزوجة قد أَظهرَت نفسها غير مخلِصة مرّات كثيرة.
هذه الصورة للحبّ الزوجيّ المرتبطة بصورة العريس الإلهيّ - صورة واضحة جدّاً في النصوص النبويّة - يتمّ تأكيدها وتتويجها في الرِّسالة إلى أهل أفسس... حيث يوجَد أقوى تعبير عن الحقيقة عن محبّة الرّب يسوع المسيح الفادي، بحسب التطابق مع الحبّ الزّوجي في سرّ الزواج: فالرّب يسوع المسيح قد"أَحَبَّ ٱلكَنيسَةَ وَجادَ بِنَفسِهِ مِن أَجلِها" (أف 5: 25). في هذا تأكّدَت تماماً حقيقة أنّ الكنيسة هي عروس الرّب يسوع المسيح: "فاديكِ هو قُدُّوسُ إِسْرائيل الَّذي يُدْعى إِلهَ الأَرضِ كُلِّها" (إش 54: 5). في نصّ القدّيس بولس، يأخذ التشابه في العلاقة الزوجيّة في الوقت عينه إتّجاهَين يشكّلان كامل "السرّ العظيم" ("sacramentum magnum"). يفسّر العهد الذي يقال في الحقيقة عن الزوجين الطابع الزوجيّ لاتّحاد الرّب يسوع والكنيسة؛ وهذا الاتّحاد، بدوره، وبصفته "سرّ عظيم"، يحدّد سرّيّة الزواج كعهد مقدَّس بين الزوجين، الرجل والمرأة.
 
 
8.3.5-    الخميس من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس لوقا 38-34:21
 
   إنجيل القدّيس لوقا 38-34:21  
 
قالَ الربُّ يَسوع: «إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُم في الخَلاعَة، وَالسُّكْر، وَهُمُومِ الحَيَاة، فَيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَوم؛
لأَنَّهُ سَيُطْبِقُ مِثْلَ الفَخِّ عَلى جَمِيعِ المُقِيمِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ كُلِّهَا.
فٱسْهَرُوا في كُلِّ وَقْتٍ مُصَلِّينَ لِكَي تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَهْرُبُوا مِنْ كُلِّ هذِهِ الأُمُورِ المُزْمِعَةِ أَنْ تَحْدُث، وَتَقِفُوا أَمَامَ ٱبْنِ الإِنْسَان».
وكانَ يَسُوعُ في النَّهَارِ يُعَلِّمُ في الهَيْكَل، وَفي اللَّيْلِ يَخْرُجُ وَيَبِيتُ في الجَبَلِ المَعْرُوفِ بِجَبَلِ الزَّيْتُون.
وكانَ الشَّعْبُ كُلُّه يَأْتِي إِلَيْهِ عِنْدَ الفَجْرِ في الهَيْكَلِ لِيَسْتَمِعَ إِلَيْه.

القدّيس مكسيمُس المُعترف (حوالى 580 - 662)، راهب ولاهوتي، حوار عن الحياة النسكيّة
«وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ»

 

نرجوك يا ربّ، يا إله الخير، أن ترحمنا وألاّ يعود علينا سرّ خلاصنا الذي تحقّق بابنك، بالإدانة القصوى. اجعله "لاَ يَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ" (مز 51[50]: 13). استر وجهك عن وضعنا البائس، وارحمنا بحسب رحمتك العظيمة، "وحَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ" (مز51[50]: 3). وبالتالي، يمكننا المثول أمام مجدك العظيم في نفس طاهرة يحميها ابنك الوحيد، حيث لن نكون مثال العبد الشرير... نعم يا ربّنا وإلهنا الكلّي القدرة، اسمع نداءنا: "أَمَّا نحنُ فلم نَعرِفْ إِلهاً غيرَك" (يهو8: 20). نحن نبتهل لاسمك لأنك "اللهُ الَّذي يَعمَلُ كُلَّ شَيءٍ في جَميعِ النَّاسِ" (1كور 12: 6)، والذي منه نستمدّ خلاصنا.
"تَطلّعْ مِنَ السَّماءِ، وانظُرْ مِن سُكْنى قُدسِكَ وبَهائِكَ. أَينَ غَيرَتُكَ وجَبَروتُكَ؟ هلِ احتَبَسَ ارتِعاشُ أَحْشائِكَ ومَراحِمُكَ لي؟ فإنَّكَ أَنتَ أَبونا: إِبْراهيمُ لم يَعرِفْنا... أَنتَ يا رَبُّ أَبونا مُنذُ الأَزَلِ اسمُكَ فادينا" (إش 63: 15-16)، كذلك اسم ابنك الوحيد واسم روحك القدّوس. "لِمَ ضَلّلتَنا يا رَبُّ عن طُرُقِكَ وقَسَّيتَ قُلوبَنا عن خَشيَتِكَ؟ اِرجِعْ إِلَينا مِن أَجْلِ عَبيدِكَ أَسْباطِ ميراثِكَ (إش 63: 17). أرجعْ إليكَ خدّامك، يا ربّ، باسم كنيستك المقدّسة، وباسم جميع القدّيسين من الأزمنة الماضية...
"لَيتَكَ تَشُقَّ السَّمواتِ وتَنزِل فتَسيلُ الجِبالُ مِن وَجهِكَ (إش 63: 15-19) "مُنذُ الأَزَلِ لم يَسمَعوا ولم يُصْغوا ولم تَرَ عَينٌ إِلهاً ما خَلاكَ" (إش 64: 3)... وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ... إِنَّنا جَميعاً شَعبُكَ" (إش64: 7-8).
 
 
8.3.6-    يوم الجمعة من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب     -     إنجيل القدّيس يوحنّا 23-17:5
 
   إنجيل القدّيس يوحنّا 23-17:5  
 
قالَ الربُّ يَسوع: «أَبِي مَا يَزَالُ يَعْمَلُ وأَنَا أَيْضًا أَعْمَل».
لِذلِكَ ٱزْدَادَ طَلَبُ اليَهُودِ لِقَتْلِهِ، لأَنَّهُ مَا كَانَ يَنْقُضُ السَّبْتَ فَحَسْب، بَلْ كَانَ أَيْضًا يَدْعُو اللهَ أَبَاهُ مُسَاوِيًا نَفْسَهُ بِٱلله.
وكَانَ يَسُوعُ يُجِيبُهُم ويَقُول: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم، لا يَقْدِرُ الٱبْنُ أَنْ يَعْمَلَ شَيئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلاَّ مَا يَرَى الآبَ يَعْمَلُهُ. فَمَا يَعْمَلُهُ الآبُ يَعْمَلُهُ الٱبْنُ أَيْضًا مِثْلَهُ.
فَٱلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ، ويُريهِ كُلَّ مَا يَعْمَل، وسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ لِتَتَعَجَّبُوا.
فَكَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ المَوتَى ويُحْيِيهِم، كَذلِكَ الٱبْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاء.
فَٱلآبُ لا يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ أَعْطَى الٱبْنَ أَنْ يَدِينَ الجَمِيع،
لِيُكَرِّمَ الجَمِيعُ الٱبْنَ كَمَا يُكَرِّمُونَ الآب. مَنْ لا يُكَرِّمُ الٱبْنَ لا يُكَرِّمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.

الرسالة إلى دِيوغنيتُس (نحو 200)، الفصل التاسع
«فاشْتَدَّ سَعْيُ اليَهودِ لِقَتلِه، لأَنَّه لم يَقتَصِرْ على استِباحَةِ حُرمَةِ السَّبْت، بل قالَ إِنَّ اللهَ أَبوهُ»

 

منذ البدء وحتّى هذه الأزمنة، وهي الأخيرة، سمح الله لنا أن ندعَ ذواتنا تنحرف بحسب ميولنا العشوائيّة، مُنقادين باللّذات والأشواق. ليس ذلك البتّة لأنّه يستمتع بخطايانا؛ إنمّا تساهل فقط في زمن القلق هذا، دون أن يرضى بها. لقد حضّر الله هذا الزّمن من أجل العدالة، لكي نصبح الآن مستحقّين بفعل الطيبة الإلهيّة، بعد اقتناعنا بأنّنا غير أهلٍ للحياة خلال هذه الفترة بسبب هفواتنا...
هو لم يبغضنا؛ هو لم يرفضنا... بل برحمته لنا، أخذَ على عاتقه خطايانا، وأسلمَ ابنه فديةً عنّا: القدّوس من أجل الكفّار، والبريء من أجل الخبثاء، و "البارّ من أجل الفجّار" (1بط 3: 18)، والنزيه من أجل الفاسدين، وغير المائت من أجل المائتين. ما الذي يقدر أن يسترَ خطايانا غير عدالته هو؟ بمَن نستطيع أن نُبرَّر نحن...، سوى بابن الله الوحيد؟ تبادل لطيف، عمل لا يُسبَر، ومعروف غير منتظر! جريمة عدد كبير من الناس قد سُترَت بعدل واحدٍ، وعدالة واحدٍ تُبرِّر أعدادًا من المذنبين. فيما مضى، أقنع طبيعتنا بعدم قدرتها على نيل الحياة؛ والآن، أبانَ لنا المخلّص القادر على خلاص الذين لم يقدروا أن يخلصوا. من هاتين الناحيتين، أراد أن يمنحنا الإيمان بصلاحه، وأن يجعلنا نرى فيه المغذّي، والأب، والمعلّم، والمستشار، والطبيب، والذكاء، والنور، والشرف، والمجد، والقوّة والحياة.
 
 
8.3.7-    السبت من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب    -     إنجيل القدّيس يوحنّا 30-24:5
 
   إنجيل القدّيس يوحنّا 30-24:5  
 
قالَ الربُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَتِي ويُؤْمِنُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ولا يَأْتِي إِلى دَيْنُونَة، بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَيَاة.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: تَأْتِي سَاعَةٌ، وهِيَ الآن، فيهَا يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ٱبْنِ الله، ويَحْيَا الَّذِينَ يَسْمَعُون.
فَكَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ الحَيَاةُ في ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الٱبْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ الحَيَاةُ فِي ذَاتِهِ.
وأَعْطَاهُ سُلْطَانًا بِهِ يَدِين، لأَنَّهُ ٱبْنُ الإِنْسَان.
لا تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا! إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَة، فِيهَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ كُلُّ مَنْ فِي القُبُور،
فَيَخْرُجُ الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِلى قِيَامَةِ الحَيَاة، والَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَة.
أَنَا لا أَقْدِرُ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي: كَمَا أَسْمَعُ أَدِين، ودَيْنُونَتِي عَادِلَة، لأَنِّي لا أَطْلُبُ مَشيئَتِي، بَلْ مَشيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي.

قصائد سليمان الغنائيّة (نصّ مسيحيّ عبري من بداية القرن الثاني)، القصيدة 42
«الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: تَأتي ساعةٌ - وقد حَضَرَتِ الآن - فيها يَسمَعُ الأَمواتُ صَوتَ ابنِ الله والَّذينَ يَسمعَونَه يَحيَوْن»

 

[الرّب يسوع المسيح يتكلّم:]
مَن لم يعرفني لم يستفد قط؛
فأنا مُستتر عَمَّن لا يملكني
وأقف إلى جانب مَن يحبّني.
مات مُضطهِديّ كلّهم؛
كلّ مَن عرفني حيًّا قام بالبحث عني.
ها أنا قمت من الموت وأنا معهم،
وأتكلمّ من خلال أفواههم.
لقد أبعدوا مُضطهِديهم.
عليهم ألقيت بثقل حبّي.
كما شِمالُ الحبيب تَحتَ رَأس الحبيبة ويَمينه تُعانِقُها (راجع نش 2: 6)،
هكذا هو نيري على الذين يعرفونني.
وكما تُنصَب خيمة الخطوبة عند العريس،
هكذا يحمي حبّي كلّ مَن يؤمن بي.
لم أكن منبوذًا،
رغم أنّ الأمر بدا كذلك.
لم أهْلِكْ،
رغم أنّهم تصوّروا ذلك.
لقد رآني مثوى الأموات وانهزم،
ثمّ تركني الموت أرحل مع الكثيرين.
لقد كنت للموت مرًّا وخلاًّ
ونزلت معه إلى عمق أعماق مثواه.
انحلّت قبضة الموت
لأنّه لم يتحمّل رؤية وجهي.
أقمتُ وسط الأموات اجتماعًا للأحياء (راجع 1بط 3: 19+ 4: 6).
كلّمتهم بشفاه حيّة،
حتّى لا يذهب كلامي سُدًى.
ركض نحوي أولئك الذين كانوا أمواتًا:
"أشفق علينا يا ابن الله،
واعمل فينا بحسب نعمتك.
أخرجنا من شباك الظلمات،
افتح لنا الباب كي نخرج باتّجاهك.
يبدو أنّ موتنا لم يقترب منك.
حرّرنا نحن أيضًا معك، لأنّك أنت مخلّصنا".
لقد سمعت أصواتهم
واستقبلت إيمانهم في قلبي.
على جباههم كتبت اسمي (راجع رؤ 14: 1)؛
إنّهم أحرار وينتمون إليّ. هللويا!
 
 
فهرس بحسب الرزنامة الطقسية المارونية        -        الانجيل اليومي بحسب التقويم الماروني
زمن الميلاد او المجيء   زمن الغطاس او الدنح   زمن التذكارت   زمن الصوم الكبير   أسبوع الآلام   زمن القيامة والصعود   زمن العنصرة   زمن الصليب
 أسبوع تقديس البيعة
 أسبوع تجديد البيعة
 أسبوع بشارة زكريّا
 أسبوع بشارة العذراء
 أسبوع زيارة العذراء
 أسبوع مولد يوحنّا
 أسبوع البيان ليوسف
 أسبوع النسبة
 عيد ميلاد الربّ يسوع
 عيد تهنئة العذراء مريم
 ألاسبوع الاول من الميلاد
to enlarge
 
 أحد وجود يسوع في الهيكل
 ايام قبل عيد الدنح
 عيد الدنح
 تذكار مديح يوحنّا المعمدان
 الاسبوع الاول  بعد الدنح
 الاسبوع الثاني  بعد الدنح
 الاسبوع الثالث بعد الدنح
 الاسبوع الرابع بعد الدنح
to enlarge
 
 أحد الكهنة الراقدين
 أسبوع الكهنة الراقدين
 أحد الأبرار والصدّيقين
 أسبوع الأبرار والصدّيقين
 أحد الموتى المؤمنين
 أسبوع الموتى المؤمنين
to enlarge
 
 أحد مدخل الصوم الكبير
 اثنين الرماد
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 أحد الشعانين
to enlarge
 
 أحد الشعانين
 بداية اسبوع الآلام
 خميس الأسرار
 يوم الجمعة العظيمة
 سبت النور
 أحد القيامة الكبير
to enlarge
 
 أحد القيامة الكبير
 أسبوع الحواريّين
 الاسبوع الثاني
  الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
 أحد العنصرة
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
 الاسبوع الثامن
 الاسبوع التاسع
 الاسبوع العاشر
 الاسبوع الحادي عشر
 الاسبوع الثاني عشر
 الاسبوع الثالث عشر
 الاسبوع الرابع عشر
 الاسبوع الخامس عشر
 الاسبوع السادس عشر
 
 ارتفاع الصليب المقدّس
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003