الإنجيل اليوميّ     -      يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ (يوحنا 6: 68) التقويم الماروني
        7-    زمن العنصرة 
7.7-   الاسبوع السابع من زمن العنصرة
7.8-   الاسبوع الثامن من زمن العنصرة 
7.9-   الاسبوع التاسع من زمن العنصرة 
  الرئيسية  

 
 

الإنجيل اليومي   -     التقويم الماروني  

 

شرح \ تقيم

7.7.1- الأحد السابع من زمن العنصرة: إرسال التلاميذ الاثنين والسبعين
                                          إنجيل القدّيس لوقا 7-1:10
  «دَعا يَسوعُ ٱلِٱثنَي عَشَرَ وَأَخَذَ يُرسِلُهُمُ ٱثنَينِ ٱثنَين»
      
للقدّيس كيرِلُّس (380 - 444)، بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة
7.7.2- الاثنين السابع من زمن العنصرة  
                                          الاثنين السابع من زمن العنصرة
  «فأَخَذوا يَسيرونَ مِن مكانٍ إِلى آخَر مُبَشِّرينَ بِكَلِمَةِ الله» (أع 8: 4)
      
للقدّيس هيلاريوس (315 - 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة
7.7.3- الثلاثاء السابع من زمن العنصرة   
                                          إنجيل القدّيس لوقا 16-13:10
  «مَن سَمِعَ إِلَيكُم سَمِعَ إِليَّ. ومَن أَعرَضَ عَنكم أَعرَضَ عَنِّي»
      
للقدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما 
7.7.4- الأربعاء السابع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 20-17:10
  «ورَجَعَ التَّلامِذَةُ الاثنانِ والسَّبعونَ... فَرِحين»
      
البابا فرنسيس 
7.7.5- الخميس السابع من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 28-25:10
  «أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ، وكُلِّ نَفسِكَ، وكُلِّ قُوَّتِكَ، وكُلِّ ذِهِنكَ وأَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ»
      
للقدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة
7.7.6- يوم الجمعة السابع من زمن العنصرة  
                                          إنجيل القدّيس لوقا 37-29:10
  السامري الصالح
      
للقدّيس غريغوريوس النيصيّ (نحو 335 - 395)، راهب وأسقف
7.7.7-  السبت السابع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10
  «فَأَضافَتهُ ٱمرَأَةٌ ٱسمُها مَرتا» (لو 10: 38)
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا) وملفان الكنيسة
7.8.1- الأحد الثامن من زمن العنصرة: يسوع الخادم المحبوب  
                                          إنجيل القدّيس متّى 21-14:12
  «لن يُخاصِمَ ولن يَصيح ولَن يَسمَعَ أَحدٌ صوتَهُ في السَّاحات»
      
فيلوكسين المَنبِجيّ (؟ - نحو 523)، أسقف في سوريا
7.8.2- الاثنين الثامن من زمن العنصرة   
                                          إنجيل القدّيس لوقا 4-1:11
  صلاة الأبانا
      
للقدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس
7.8.3- الثلاثاء الثامن من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 8-5:11
   
7.8.4- الأربعاء الثامن من زمن العنصرة    
                                          إنجيل القدّيس لوقا 13-9:11
  «مَن يَسأَلُ ينال، ومَن يَطلُبُ يَجِد، ومَن يَقرَعُ يُفتَحُ له» (لو 11: 10)
      
سمعان اللاهوتيّ الحديث (949 - 1022)، راهب يونانيّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة
7.8.5- الخميس الثامن من زمن العنصرة 
                                          إنجيل القدّيس لوقا 23-14:11
  «فقَد وافاكُم ملَكوتُ الله»
      
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
7.8.6- يوم الجمعة الثامن من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 26-24:11
  ساحة الصّراع الروحي
      
للقدّيس بيّو من بييتريلشينا (1887 - 1968)، راهب كبّوشيّ
7.8.7- السبت الثامن من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11
  «فَتَنَبَّهوا كَيفَ تَسمَعون!»
      
للقدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا ) وملفان الكنيسة
7.9.1- الأحد التاسع من زمن العنصرة: يسوع في مجمع الناصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 21-14:4
  «اليوم تَمَّت هذه الآيةُ بِمَسمَعٍ مِنكُم»
      
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ
7.9.2- الاثنين التاسع من زمن العنصرة       
                                          إنجيل القدّيس لوقا 36-33:11
  «فإِن كانَت عَينُكَ سَليمة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه نَيِّراً» (مت 6: 22)
      
كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر
7.9.3- الثلاثاء التاسع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 41-37:11
   
7.9.4- الأربعاء التاسع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 46-42:11
  غَيْرَة الفرّيسيّين المرّة
      
للطّوباويّ كولومبا مارميون (1858 - 1923)، رئيس دير
7.9.5- الخميس التاسع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 51-47:11
  «الوَيلُ لكم يا عُلماءَ الشريعَة، قَدِ استَولَيْتم على مِفتاحِ المعرفة»
      
للقدّيس باسيليوس (نحو 330 - 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية
7.9.6- يوم الجمعة التاسع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس لوقا 54-52:11
  «بَلَغَ حِقْدُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّينَ عَليهِ مَبلغًا شَديدًا، فجعَلوا يَستَدرِجونَه»
      
كتاب القدّاس بحسب طقس الكنيسة اللاتينيّة الرومانيّة
7.9.7- السبت التاسع من زمن العنصرة
                                          إنجيل القدّيس متّى 12-1:23
  «فإِذا كُنتُ أَنا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قد غَسَلتُ أَقدامَكم، فيَجِبُ علَيكُم أَنتُم أَيضاً أَن يَغسِلَ بَعضُكم أَقدامَ بَعْض» (يو13: 14)
      
للقدّيس باشاز رادبيرت (؟ - نحو 849)، راهب بِنِدِكتي
 
 
7.7.1-    الأحد السابع من زمن العنصرة: إرسال التلاميذ الاثنين والسبعين    -     إنجيل القدّيس لوقا 7-1:10
 
   إنجيل القدّيس لوقا 7-1:10  
 
بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه.
وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ.
إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب.
لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق.
وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت.
فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم.
وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.

 

«دَعا يَسوعُ ٱلِٱثنَي عَشَرَ وَأَخَذَ يُرسِلُهُمُ ٱثنَينِ ٱثنَين»
القدّيس كيرِلُّس (380 - 444)، بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة،
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا، 12

 

أقام ربّنا يسوع المسيح مرشدين ومعلّمين للعالم أجمع، "خَدَمًا لِلمسيح ووُكَلاءَ أَسرارِ الله" (راجع 1كور 4: 1). وأوصاهم أن يتألّقوا وأن ينيروا ليس فقط بلاد اليهود... بل أن يسطع نورهم في كل مكان تحت الشمس، وعلى البشر القاطنين في أرجاء المسكونة (راجع مت 5: 14).
أراد أن يُرسل تلاميذه كما أرسله الآب (يو 20: 21)؛ وهؤلاء الذين كانوا مُعدّين أن يتشّبهوا به وجب عليهم أن يكتشفوا ما هي المهمة التي لأجلها أرسل الآب ابنه. وهو بنفسه يفسرّ لنا وبوسائل مختلفة طابع مهمته. إذ قال يومًا: "ما جِئتُ لأُدعُوَ الأَبرار، بَلِ الخاطِئينَ إِلى التَّوبَة" (لو 5: 32). وقال أيضًا: "فقَد نَزَلتُ مِنَ السَّماء لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني" (يو 6: 38). وفي مرة أخرى قال: "فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم" (يو 3: 17).
وهو إذ قال إنَّه يُرسِل تلاميذه كما أرسله الآب إنما يلخّص دور الرسل ببعض الكلمات. فهم يكونوا قد عرفوا عندها أنه واجب عليهم أن يدعوا الخاطئين إلى التوبة، وأن يداووا المرضى جسديًا وروحيًا؛ وعليهم أن لا يسعوا إلى تنفيذ مشيئتهم بل إلى تنفيذ مشيئة ذاك الذي أرسلهم، بحسب مهمتهم كوُكَلاءَ أَسرارِ الله؛ وأخيرًا عليهم أن يخلّصوا العالم طالما أن هذا الأخير سيتلّقى تعاليم الربّ.
 
 
7.7.2-    الاثنين السابع من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 12-8:10
 
   إنجيل القدّيس لوقا 12-8:10 
 
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «أَيَّ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وقَبِلُوكُم، فكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُم.
وٱشْفُوا المَرْضَى فيها، وقُولُوا: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُم مَلَكُوتُ الله!
وَأَيَّ مَدينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُم، فَٱخْرُجُوا إِلَى سَاحَاتِهَا وقُولُوا:
إِنَّنَا نَنْفُضُ لَكُم حَتَّى الغُبَارَ العَالِقَ بِأَرْجُلِنَا مِنْ مَدِينَتِكُم. وَلكِنِ ٱعْلَمُوا هذَا أَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ الله.
وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سَدُومَ سَيَكُونُ مَصِيرُهَا في ذلِكَ اليَوْمِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِ تِلْكَ المَدِينَة.

«فأَخَذوا يَسيرونَ مِن مكانٍ إِلى آخَر مُبَشِّرينَ بِكَلِمَةِ الله» (أع 8: 4)
القدّيس هيلاريوس (315 - 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة، شرح للمزمور 66[65]، §19-20

 

ما هو "صوت التسبيح" (راجع مز 66[65]: 8) الذين يجب إسماعه؟ هذا هو بالتأكيد: "هو الّذي جَعَلَ في الحَياةِ نُفوسَنا" (مز 66[65]: 9)، نفوس المؤمنين؛ لأنّ الله قد أعطى الثبات والمثابرة في إعلان الإيمان إلى وعظ الرسل واعتراف الشهداء، فاجتازت البشارة بملكوت السماوات الأرضَ في كلّ اتجاه كما لَو بخطىً سريعة. في الواقع، انتشرت رسالتهم "كَلمات إِلى أَقاصي الدُّنْيا بَيِّنة" (مز19[18]: 5). وفي مكان آخَر، يُعلِنُ الرُّوح القدس مجد هذا السباق الروحيّ: "ما أَجمَلَ على الجِبالِ قَدَمَيِ المُبَشِّر المُخبِرِ بِالسَّلامِ المُبَشِّرِ بِالخَير المُخبِرِ بِالخَلاص" (إش 52: 7). هذا هو إذًا صوت التسبيح لله الّذي يجب إسماعه في إعلان البشارة، وفق شهادة صاحب المزمور: "هو الذي جَعَلَ في الحَياةِ نُفوسَنا ولم يُسلِمْ إِلى الزَّلَلِ أَقْدامَنا" (مز 66[65]: 9). في الواقع، لم يسمح الرسل لمخاوف التهديدات البشريّة بتحويلهم عن سباق بشارتهم، وصلابة خطواتهم الثابتة بقوّة لم تدع أحدًا يبعدها عن طريق الإيمان...
ومع ذلك، بعد أن قال: "لم يُسلِمْ إِلى الزَّلَلِ أَقْدامَنا"، يضيف صاحب المزمور: "أَللَّهُمَّ لقَدِ اْمتَحَنتَنا وتَمْحيصَ الفِضَّةِ مَحَّصتَنا" (مز 66[65]: 10). هذه العبارة التي تبدأ بصيغة المفرد، تختصّ إذًا بكثيرين. لأنّ الرُّوح واحد وإيمان المؤمنين واحد، وفق ما قيل في سفر أعمال الرسل: "كانَ جَماعَةُ الَّذينَ آمَنوا قَلبًا واحِدًا ونَفْسًا واحِدة" (أع 4: 32)...
ولكن ماذا تعني هذه المقارنة: "تَمْحيصَ الفِضَّةِ مَحَّصتَنا"؟ أعتقد أنّه، إذا محّصنا الفضة، فذلك فقط من أجل فصل الزغل الملتصق بالمادّة الخام.... لذلك عندما يختبر الله الذين يؤمنون به، فهذا لا يعني أنّه يجهل إيمانهم، بل لأنّ "الثَّباتَ يَلِدُ فَضيلةَ الاختبار" كما يقول بولس الرسول (رو 5: 4). يُخضعهم الله للاختبار، لا ليعرفهم، بل ليقودهم إلى ممارسة الفضيلة. وهكذا، بعد أن يكونوا قد تطهّروا بالنار وتخلّوا عن كلّ ما يتعلّق برذائل الجسد، يستطيعون أن يتألّقوا من توهّج براءة أظهرت أهمّيّتها.
 
 
7.7.3-    الثلاثاء السابع من زمن العنصرة     -     انجيل القدّيس لوقا 16-13:10
 
   انجيل القدّيس لوقا 16-13:10 
 
قالَ الرَبُّ يَسوعُ : «أَلوَيلُ لَكِ، يا كُورَزِين! ٱلويلُ لَكِ، يا بَيْتَ صَيْدا! لأَنَّهُ لَو جَرَى في صُورَ وَصَيْدا مَا جَرَى فِيكُمَا مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَتَابَتَا مِنْ زَمَانٍ وَجَلَسَتا في المِسْحِ وَالرَّمَاد.
ولكِنَّ صُورَ وَصَيْدا سَيَكُونُ مَصِيرُهُمَا في الدَّيْنُونَةِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصيرِكُمَا.
وَأَنْتِ يَا كَفَرْناحُوم، أَلَنْ تَرْتَفِعي إِلى السَّمَاء؟ فَإِلى الجَحِيمِ سَتَهْبِطِين!
مَنْ يَسْمَعُ لَكُم يَسْمَعُ لي، وَمَنْ يَرْفُضُكُم يَرْفُضُنِي، وَمَنْ يَرْفُضُنِي يَرْفُضُ الَّذي أَرْسَلَنِي».

 

«مَن سَمِعَ إِلَيكُم سَمِعَ إِليَّ. ومَن أَعرَضَ عَنكم أَعرَضَ عَنِّي»
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما،
الرّسالة العامّة: "رسالة الفادي" (Redemptoris missio)، الأعداد 38+39



إنّ عصرنا هو – في الوقت ذاته – مأسويّ وفتّان. في حين يبدو، من جهة، أن البشر يبحثون بحرارة عن الازدهار المادي ويغوصون أكثر في مادية الاستهلاك، يبرز، من جهة أخرى، قلق التفتيش عن المعنى، والحاجة إلى حياة داخلية، والتوق لتعلّم أشكال وطرق جديدة للتأمل وللصلاة.
في الثقافات المطبوعة بالتدين، ولكن أيضا في المجتمعات المُعَلمَنَة، يُبحث عن المدى الرُّوحيّ للحياة كدواء ضدّ التقلّص الإنساني. الظاهرة التي نسمّيها "عودة الدين" لا تخلو من اللبس، لكنها تحمل دعوة.
إنّ للكنيسة تراث روحيّ لا ينفذ، تقدّمه للإنسانية في المسيحي الذي أعلن أنه "الطريق، والحق والحياة" (يو 14: 6). وعلى الكنيسة أن تبقى أمينة للربّ يسوع المسيح. فهي جسده وتتابع رسالته. عليها أن تسير "كما سار الربّ يسوع بنفسه على الطريق عينها، طريق الفقر والطاعة والخدمة وبذل الذات حتى الموت، الطريق التي خرج منها منتصرا بالقيامة" (1) إذا على الكنيسة أن تعمل كلّ شيء لنشر رسالتها في العالم حتى تبلغ كل الشعوب. لها أيضا الحقّ في ذلك، الحقّ الذي منحها اياه الله ليضع تصميمه الخلاصي في حيّز العمل. إنّ الحرية الدينية – المقيّدة والمكبوتة أحياناً – هي الشرط والضمانة لكل الحريات التي عليها يقوم الخير العام للأشخاص والشعوب. إننا لنتمنى أن تمنح الحرية الدينية الحقيقة للجميع وفي كلّ مكان... إن هذا الأمر هو حقّ لا ينتزع لكل شخص بشري.
"إن الكنيسة تتوجه من ناحية أخرى إلى الإنسان بالاحترام الكلّي لحريته" (2). إنّ الرّسالة لا تضيّق على الحرية، بل إنها تعززها. الكنيسة تعرض، ولا تفرض شيئا: تحترم الأشخاص والثقافات وتتوقّف أمام مذبح الضمير. إلى الذين يعارضون نشاطها الرسولي، تكرّر الكنيسة: افتحوا الأبواب للمسيح!
المراجع:
(1):
* "إلى الأمم" (Ad Gentes)، قرار في نشاط الكنيسة الإرساليّ عدد 5
* "نور الأمم" (Lumen gentium)، دستور عقائدي في الكنيسة عدد 8.
(2):
* "الكرامة الإنسانية" (Dignitatis Humanæ)، بيان في الحرية الدينية، عدد 3 و4،
* الإرشاد الرّسولي " إعلان الإنجيل" (Evangelii nuntiandi) الأعداد 12+ 79 – 80
 
 
7.7.4-    الأربعاء السابع من زمن العنصرة     -     إنجيل القدّيس لوقا 20-17:10 
 
   إنجيل القدّيس لوقا 20-17:10 
 
عَادَ ٱلٱثْنَانِ وَالسَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِين: «يَا رَبّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِٱسْمِكَ!».
فَقالَ لَهُم: «كُنْتُ أَرَى الشَّيْطَانَ سَاقِطًا كَالْبَرْقِ مِنَ السَّمَاء.
هَا إِنِّي أَعْطَيْتُكُمُ السُّلْطَانَ لِتَدُوسُوا الحَيَّاتِ وَالعَقَارِب، وَكُلَّ قُوَّةِ العَدُوّ، فَلَنْ يُؤْذِيَكُم شَيء.
وَلكِنْ لا تَفْرَحُوا بِهذَا أَنَّ الأَرْواحَ تَخْضَعُ لَكُم، بَلِ ٱفْرَحُوا بِأَنَّ أَسْمَاءَكُم مَكْتُوبَةٌ في السَّمَاوَات».

 

«ورَجَعَ التَّلامِذَةُ الاثنانِ والسَّبعونَ... فَرِحين»
البابا فرنسيس،
عظة بتاريخ 23 /04 / 2013 (بمناسبة عيد القدّيس جرجس) في كنيسة القديس بولس في الفاتيكان

 

بعد الفكرتين السّابقتين: تَفَجُر البُعد الإرسالي للكنيسة وأمومتها، تَرِد إلى ذهني فكرة ثالثة هي: فرح برنابا عندما رأى عدد الذين كانوا ينضمون إلى الرب – يقول الكتاب: "فانضمَّ إِلى الرَّبِّ خَلْقٌ كَثير" (أع 11: 24) – فعندما رأى هذه الجموع غمره الفرح. "فلَمَّا وَصَلَ (برنابا) ورأَى النِّعمَةَ الَّتي مَنَحَها الله، فَرِحَ" (أع 11: 23). إنه بالحقيقة فرح المُبشر. إنها، على حد تعبير البابا بولس السادس، "عذوبة وعزاء فرح الكرازة" (راجع الإرشاد الرسولي إعلان الإنجيل، رقم 80). إلا أن هذا الفرح قد انطلق مع اضطهاد، ومع حزن كبير، لينتهي بغبطة. وهكذا تتابع الكنيسة مسيرتها إلى الأمام، كما قال القديس أوغسطينس، بين اضطهادات العالم وتعزية الرب (راجع: مدينة الرب، 18، 51، 2). هذه هي حياة الكنيسة. فإن أردنا السير بحسب طريق العالم، بعقد المفاوضات مع العالم... فلن ننال أبدًا تعزية الرب. وإن كنا نبحث فقط عن العزاء، فلن نحصل إلا على العزاء السطحي، وليس عزاء الرب، وسوف تكون تعزية بشرية. إن الكنيسة تسير دائما بين الصليب والقيامة، بين الاضطهادات وتعزية الرب. إن هذا هو الطريق: فمن يسير على هذا الطريق لا يخطئ.
دعونا نفكر اليوم في البعد الإرسالي للكنيسة: هؤلاء التلاميذ الذي خرجوا من أنفسهم، وكذلك المسيحيون الأولون الذين تحلوا بالشجاعة من خلال تبشيرهم بالرّب يسوع لليونانيين... لنتأمل في هذه الكنيسة الأم التي كانت تنمو، تنمو بأبناء جدد، مانحة إياهم هويّة الإيمان، إذ أنه لا يمكننا أن نؤمن بالرّب يسوع من دون الكنيسة... دعونا نطلب من الرب أن يمنحنا شجاعة التكلم علانية هذه، وذاك الحماس الرسولي، الذي يدفعنا للذهاب قُدما، كإخوة، كلنا معًا: إلى الأمام!
 
 
7.7.5-    الخميس السابع من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 28-25:10 
 
   إنجيل القدّيس لوقا 28-25:10 
 
إِذَا عَالِمٌ بِالتَّوْرَاةِ قَامَ يُجَرِّبُ يَسُوعَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ ٱلحَياةَ الأَبَدِيَّة؟».
فَقَالَ لَهُ: «مَاذَا كُتِبَ في التَّوْرَاة؟ كَيْفَ تَقْرَأ؟».
فَقَالَ: «أَحْبِبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَكُلِّ نَفْسِكَ، وَكُلِّ قُدْرَتِكَ، وَكُلِّ فِكْرِكَ، وَأَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».
فَقالَ لَهُ يَسُوع: «بِالصَّوابِ أَجَبْتَ. إِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا».

 

«أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ، وكُلِّ نَفسِكَ، وكُلِّ قُوَّتِكَ، وكُلِّ ذِهِنكَ وأَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ»
القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة،
الدياطيسّارون، 16


 

"فسأَلَه واحِدٌ مِنهم لِيُحرِجَه: يا مُعلِّم، ما هي الوَصِيَّةُ الكُبرى في الشَّريعة؟ فقالَ له: أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ. تِلكَ هي الوَصِيَّةُ الكُبرى والأُولى. والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ." (مت 22: 35-39). إنّ محبة الربِّ تنقذنا من الموت، ومحبّة الإنسان تبعدُ عنّا الخطيئة لأنّ ما من أحدٍ يُخطئُ بحقّ من يُحبّه. ولكن أيّ قلبٍ عساه يستطيعُ أن يقدّمَ كمال الحبّ إلى أقربائه؟ وأيّ نفسٍ عساها تستطيعُ أن تنمّي المحبّة المغروسة في أحشائها تجاه العالم أجمع وفقَ هذه الوصيّة: "أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ"؟ تعجزُ وسائلنا وقدرتنا بمفردها عن أن تكون أدواتٍ لتحقيق مشيئة الله الفوريّة والنفيسة: ما من وسيلةٍ كافية سوى ثمرة المحبّة التي يغرسها الربّ بنفسه.
يستطيعُ الربّ من خلال طبيعته تحقيق كلّ ما يرغبُ فيه؛ وهو يريدُ أن يمنحَ الحياة للبشر. لقد مرّ الملائكة والملوك والأنبياء ... إلاّ أنّ البشرَ لم يُخلَّصوا إلى أن نزلَ من السماء من يُمسكنا بيدنا ويقيمُنا من لجّة الموت.
 
 
7.7.6-    يوم الجمعة السابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس لوقا 37-29:10    

 

    إنجيل القدّيس لوقا 37-29:10
 
أَرادَ عَالِمُ التَوْرَاةِ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لِيَسُوع: «وَمَنْ هُوَ قَريبِي؟».
فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَال: «كانَ رَجُلٌ نَازِلاً مِنْ أُورَشَلِيمَ إِلى أَرِيحَا، فَوَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص، وَعَرَّوهُ، وَأَوْسَعُوهُ ضَرْبًا، وَمَضَوا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْت.
وَصَدَفَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلاً في تِلْكَ الطَّرِيق، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى.
وَمَرَّ أَيْضًا لاوِيٌّ بِذلِكَ المَكَان، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى.
ولكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا مَرَّ بِهِ، وَرَآهُ، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه،
وَدَنَا مِنْهُ، وَضَمَّدَ جِرَاحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْها زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَذَهَبَ بِهَ إِلى الفُنْدُق، وٱعْتَنَى بِهِ.
وفي الغَد، أَخْرَجَ دِينَارَينِ وَأَعْطاهُمَا لِصَاحِبِ الفُنْدُق، وَقَالَ لَهُ: إِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ عَوْدَتي.
فَمَا رَأْيُكَ؟ أَيُّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ كَانَ قَريبَ ذلِكَ الرَّجُلِ الَّذي وَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص؟».
فَقَالَ: «أَلَّذي صَنَعَ إِلَيْهِ ٱلرَّحْمَة». فَقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ، وٱصْنَعْ أَنْتَ أَيْضًا كَذلِكَ».

 

السامري الصالح
القدّيس غريغوريوس النيصيّ (نحو 335 - 395)، راهب وأسقف،
العظة 15 عن نشيد الإنشاد

 

"هذا حَبيبي وهَذا خَليلي يا بَناتِ أورَشَليم" (نش 5: 16). إنّ العروس في نشيد الأناشيد تشير إلى ذاك الذي تبحث عنه وكأنّي بها تقول: "هذا هو الذي أبحث عنه، هو الذي صعد من أرض يهوذا لكي يصبح أخًا لنا؛ لقد أصبح صديقًا للرجل الذي وقع في أيدي اللصوص، "فدَنا منه وضَمَدَ جِراحَه، وصَبَّ علَيها زَيتًا وخَمرًا، ثُمَّ حَمَلَه على دابَّتِه وذَهَبَ بِه إِلى فُندُقٍ واعتَنى بِأَمرِه. وفي الغَدِ أَخرَجَ دينارَيْن، ودَفَعهما إِلى صاحِبِ الفُندُقِ وقال: اِعتَنِ بِأَمرِه، ومَهْما أَنفَقتَ زيادةً على ذلك، أُؤَدِّيهِ أَنا إِليكَ عِندَ عَودَتي". إنّ لكلّ من هذه التفاصيل معانٍ واضحة جدًّا.
كان عالم الشريعة يجرّب الربّ يسوع ويحاول أن يتعالى على الآخرين؛ في تفاخره، كان يسخر من كلّ مساواة مع الآخرين، قائلاً: "مَن هو قريبي؟". فأجابه الربّ يسوع، كلمة الله، على شكل رواية، كلّ القصّة المقدّسة للرحمة الإلهيّة: حكى عن سقوط الإنسان في كمين اللصوص، وانتزاع ملابسه غير القابلة للفساد، والجروحات التي سبّبها السقوط في الخطيئة، واكتساح الموت لنصف طبيعتنا (إذ أنّ روحنا بقيت غير مائتة)، وعدم جدوى الشريعة (إذ لا الكاهن ولا اللاوي -اللذان يمثّلان الشريعة - ضمّدا جراح الذي وقع بين أيدي اللصوص).
بالفعل، لقد كان من غير الممكن أن يمحو "دَمُ التُّيوسِ والثِّيرانِ" الخطيئة (عب 9: 13)؛ فالذي يمكنه أن يفعل ذلك، هو وحده مَن لبس كلّ الطبيعة الإنسانيّة لليهود والسامريّين والإغريق، أي بكلمة واحدة، طبيعة كلّ البشريّة. لقد أتى بجسده (الذي تمثّله الدابة في هذا المثل) إلى مكان شقاء الإنسان. شفى جراحه، وجعله يرتاح على دابته الخاصّة، وجعل من رحمته فندقًا، حيث كلّ مَن يتألّم وينحني تحت الثقل، يجد الراحة (مت 11: 28).
 
 
7.7.7-    السبت السابع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10  
 
    إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10
 
فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.
وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.
أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».
فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!
إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

 

«فَأَضافَتهُ ٱمرَأَةٌ ٱسمُها مَرتا» (لو 10: 38)
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
العظة 103



كانت مرتا ومريم أختَين، لا بصلة الدم فقط بل أيضًا بالتقوى. كونهما متّصلتين الواحدة بالأخرى من خلال الربّ، فقد أخذتا في خدمته بقلب واحد خلال حياته على هذه الأرض. استقبلته مرتا كأيّ مسافر عاديّ. ومع ذلك، كانت مثل الخادمة التي تستقبل سيّدَها، ومثل المريضة التي تنتظر مخلِّصَها، ومثل الإنسان الذي يستضيف خالِقَه... بالفعل، لقد أراد الربّ أن يكون خادمًا كي يقوم الخدّام بإطعامه.
إذًا، هكذا تمّ استقبال الربّ كضيف. "جاءَ إلى بَيتِه. فما قَبِلَه أهلُ بَيتِه. أمّا الذينَ قَبِلوه وهم الذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَن يَصيروا أبناءَ الله" (يو 1: 11-12). هكذا أصبح خدّامه إخوةً له، والعبيد المحرّرون شركاءَ معه في الميراث. لكن لا يقولنَّ أحدكم: طوبى لأولئك الذين حالفهم الحظّ واستقبلوا الرّب يسوع المسيح في منازلهم! لا تحزن ولا تتذمّر لأنّك لم تولد في الزمن حيث يمكنك رؤية الرّب يسوع المسيح بلحمه ودمه. فهو لم يحرمك من نعمته كونه قال: "كلّما صَنعتُم شيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إخوتي هؤلاءِ الصِّغار، فَلي قد صَنَعتُموه" (مت 25: 40).
 
 
7.8.1-    الأحد الثامن من زمن العنصرة: يسوع الخادم المحبوب    -     إنجيل القدّيس متّى 21-14:12 
 
    إنجيل القدّيس متّى 21-14:12
 
خَرَجَ الفَرِّيسِيُّونَ فَتَشَاوَرُوا عَلَى يَسُوعَ لِيُهْلِكُوه.
وعَلِمَ يَسُوعُ بِالأَمْرِ فَٱنْصَرَفَ مِنْ هُنَاك. وتَبِعَهُ كَثِيرُونَ فَشَفَاهُم جَمِيعًا،
وحَذَّرَهُم مِنْ أَنْ يُشْهِرُوه،
لِيَتِمَّ مَا قِيْلَ بِالنَّبِيِّ آشَعيا:
«هُوَذَا فَتَايَ الَّذي ٱخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذي رَضِيَتْ بِهِ نَفْسِي. سَأَجْعَلُ رُوحي عَلَيْهِ فَيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ.
لَنْ يُمَاحِكَ ولَنْ يَصيح، ولَنْ يَسْمَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ في السَّاحَات.
قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَنْ يَكْسِر، وفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لَنْ يُطْفِئ، إِلى أَنْ يَصِلَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر.
وبِٱسْمِهِ تَجْعَلُ الأُمَمُ رَجَاءَها.»

فيلوكسين المَنبِجيّ (؟ - نحو 523)، أسقف في سوريا، العظة رقم 5، عن البساطة، 137-139
«لن يُخاصِمَ ولن يَصيح ولَن يَسمَعَ أَحدٌ صوتَهُ في السَّاحات»


أنصتْ إلى النبيّ مُبَشِّرًا بربّنا. لقد قارنه بالحمل، وبالنعجة، بأكثر الحيوانات براءة: "كحَمَلٍ سيقَ إِلى الذَّبْحِ، كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها" (إش 53: 7)... فهو لم يُقارَن ربّنا بأسد عندما سيق إلى الموت... بل كان كحمل وكنعجة، لزم الصمت حين سيق إلى الآلام وإلى الموت: "كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ" وسط إذلاله.
مؤكّدًا كلام النبوءة من خلال سلوكه، لزم الصمت عندما اقتيد، سكت عندما حوكِم، لم يتذمّر عندما جُلِد، لم يناقش عندما أدين، ولم يغضب عندما كُبّل. لم يهمس عندما صُفِع على وجنتيه، لم يصرخ عندما جُرّد من ملابسه، كنعجة أثناء جزّها. لم يلعنهم عندما أعطوه المرّ والخلّ؛ لم يغضب منهم عندما سمّروه على الخشبة.
 
 
7.8.2-    الاثنين الثامن من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس لوقا 4-1:11   
 
    إنجيل القدّيس لوقا 4-1:11
 
كَانَ يَسُوعُ يُصَلِّي في أَحَدِ ٱلأَمَاكِن. وَلَمَّا ٱنْتَهَى قَالَ لَهُ أَحَدُ تَلامِيذِهِ: «يا رَبّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّي، كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا تَلامِيذَهُ».
فَقَالَ لَهُم: «عِنْدَمَا تُصَلُّون، قُولُوا: أَيُّهَا ٱلآب، لِيُقَدَّسِ ٱسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ.
أَعْطِنَا خُبْزَنا كَفافَنَا كُلَّ يَوْم.
وَٱغْفِرْ لَنَا خَطايَانَا، فَنَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مُذْنِبٍ إِلَيْنا. وَلا تُدْخِلْنَا في التَّجْرِبَة».

صلاة الأبانا
القدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس، روحانيّة خوري آرس من خلال تعليمه، عظاته وأحاديثه

 

"أبانا الذي في السماوات": ما أجملها، يا أولادي، أن يكون لنا أبٌ في السماوات!
"ليأتِ ملكوتك": إن جعلتُ الربّ يملك في قلبي، سيجعلني أملك معه في المجد.
"لتَكُن مشيئتك": لا شيء يضاهي عذوبة إتمام مشيئة الله، ولا شيء يقارب الكمال الى هذا المستوى. كي نُجيد عمل الاشياء، علينا أن نفعلها كما يريد الربّ، أي بكلّ إمتثال لتدابير عنايته الإلهية.
"أعطنا خبزنا كفاف يومنا": داخل كياننا عنصران، النفس والجسد. إنّنا نطلب من الله أن يغذّي جسدنا الهزيل، وهو يستجيبنا جاعلًا الأرض تنتج كل ما هو ضروري لقوتنا. بل نطلب أيضًا من الربّ أن يُغذّي نفسنا وهي أجمل جزء من كياننا؛ أمّا الأرض فتبدو مُفرطة الصِّغَر كي تزوِّد نفسنا بما يُشبعها: نفسنا توّاقة الى الله ولا أحد يستطيع أن يَملأها سوى الله. لذلك لم يجد الربّ أنّه تجاوز العطاء ببقائه على الأرض وبتجسّده كي يصبح جسده.
 
حين يرفع الكاهن القربان ويريكم إيّاه، حينها تستطيع نفسكم أن تهتف: هذا هو قُوتي! أيا اولادي، سعادتنا لا توصف! هذا ما لا نفهمه إلّا في السماء!
 
 
7.8.3-    الثلاثاء الثامن من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 8-5:11  
 
    إنجيل القدّيس لوقا 8-5:11
 
قالَ الربُّ يَسوعُ:  «مَنْ مِنْكُم يَكُونُ لَهُ صَدِيق، وَيَذْهَبُ إِلَيهِ في نِصْفِ ٱللَّيل، وَيَقُولُ لَهُ: يَا صَدِيقِي، أَقْرِضْنِي ثَلاثَةَ أَرْغِفَة،
لأَنَّ صَدِيقًا لي قَدِمَ عَلَيَّ مَنْ سَفَر، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُقَدِّمُهُ لَهُ؛
فَيُجِيبُهُ صَدِيقُهُ مِنَ الدَّاخِلِ ويَقُول: لا تُزْعِجْنِي! فَٱلبَابُ الآنَ مُغْلَق، وَأَوْلادِي مَعِي في الفِرَاش، فَلا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ لأُعْطِيَكَ؟
أَقُولُ لَكُم: إِنْ كَانَ لا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لأَنَّهُ صَدِيقُهُ، فإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَنْهَضُ وَيُعْطِيهِ كُلَّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْه.
 
 
7.8.4-    الأربعاء الثامن من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 13-9:11
 
    إنجيل القدّيس لوقا 13-9:11
 
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفتَحْ لَكُم.
فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، وَمَنْ يَطلُبْ يَجِدْ، وَمَنْ يَقرَعْ يُفتَحْ لَهُ.
وَأَيُّ أَبٍ مِنْكُم يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ سَمَكةً فَيُعْطِيَهُ بَدَلَ السَّمَكَةِ حَيَّة؟
أَوْ يَسْأَلُهُ بَيْضَةً فَيُعْطِيَهُ عَقْرَبًا؟
فَإِذَا كُنْتُم أَنْتُمُ الأَشْرارَ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُم عَطَايَا صَالِحَة، فَكَم بِالأَحْرَى الآبُ الَّذي يَمْنَحُ الرُّوحَ القُدُسَ مِنَ السَّمَاءِ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟».

 

«مَن يَسأَلُ ينال، ومَن يَطلُبُ يَجِد، ومَن يَقرَعُ يُفتَحُ له» (لو 11: 10)
سمعان اللاهوتيّ الحديث (حوالى 949 - 1022)، راهب يونانيّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة،
تعليم مسيحيّ، 33

 

قالَ الرّب يسوع المسيح لعلماء الشريعة: "الويلُ لكم يا علماء الشريعة، قد استَولَيتم على مفتاح المعرفة" (لو11: 52). ومفتاح المعرفة ليس إلاّ نعمة الرُّوح القدس التي يمنَحُها الإيمان الذي يعطي المعرفة الكاملة بواسطة الإلهام، والذي يفتحُ عقلنا المُغلق والمُغطّى بالوشاح... وأذهب أبعد من ذلك، لأقولَ إنّ الباب هو الابن إذ قالَ الرّب يسوع المسيح: "أَنا بابُ الخِراف"(يو 10: 7 + 9). والرُّوح القدس هو مفتاح هذا الباب إذ قالَ أيضًا: " خُذوا الرُّوحَ القُدُس... مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم"(يو 20: 22-23). والمنزل هو الآب: "في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة"(يو 14: 2). لكن علينا أن نَنتَبهَ جيّدًا إلى المعنى الروحيّ الذي تحملُه هذه العبارات... إن لم يُفتَح الباب لا يستطيع أحدٌ أن يدخلَ إلى منزل الآب، لأنّه كما قالَ الرّب يسوع المسيح: "لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي"(يو 14: 6).
وهو أيضًا مَن قال إنّ الروح القدس سيفتحُ عقولنا ويُطلعُنا على كلّ ما يتعلّق بالآب والابن: "ومَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب رُوحُ الحَقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو يَشهَدُ لي... وَمتى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدكم إِلى الحَقِّ كُلِّه" (يو 15: 26 + 16: 13). هل رأيتم كيف أنّه بواسطة الرُّوح القدس، لا بل في الرُّوح القدس نفسه يُصبح الآب والابن واحدًا في المعرفة؟
في الواقع، إن كنّا نحن ندعو الرُّوح القدس "المفتاح"، فلأنّ به وحده تُفتَح عقولنا وتُنَقّى. فنور المعرفة النازل من فوق يُلهمُنا ويعمّدُنا ويُجدّدُنا ويُعيدُنا أبناء الله. كما قالَ بولس الرسول: "لكِنَّ الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لَنا بأَنَّاتٍ لا تُوصَف"(رو 8: 26)، وأضافَ أيضًا: "إِنَّ اللهَ أَرسَلَ رُوحَ ابنِه إِلى قُلوبِنا، الرُّوحَ الَّذي يُنادي: أَبَّا، يا أَبتِ" (غل 4: 6) إذًا، إنّه هو مَن يدلّنا على الباب، باب نور يعلّمُنا أنّ مَن يسكنُ في هذا البيت يكون هو أيضًا نورًا لا يمكن الوصول إليه.
 
 
7.8.5-    الخميس الثامن من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس لوقا 23-14:11    
 
    إنجيل القدّيس لوقا 23-14:11
 
كانَ يَسُوعُ يُخْرِجُ شَيْطَانًا أَخْرَس. فَلَمَّا أَخْرَجَ الشَّيْطَانَ تَكَلَّمَ الأَخْرَس، فَتَعَجَّبَ الجُمُوع.
وَقالَ بَعْضُهُم: «إِنَّهُ بِبَعْلَ زَبُول، رَئِيسِ الشَّيَاطِين، يُخْرِجُ الشَّيَاطِين».
وَكانَ آخَرُونَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِيُجَرِّبُوه.
أَمَّا يَسُوعُ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُم وَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلى نَفْسِها تَخْرَبْ، فَيَسْقُطُ بَيْتٌ عَلَى بَيْت.
وَإِنِ ٱنْقَسَمَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُم تَقُولُون: إِنِّي بَبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين.
وَإِنْ كُنْتُ أَنا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيكُم.
أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِإِصْبَعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله.
عِنْدَمَا يَحْرُسُ القَوِيُّ دَارَهُ وَهُوَ بِكَامِلِ سِلاحِهِ، تَكُونُ مُقْتَنَيَاتُهُ في أَمَان.
أَمَّا إِذَا فَاجَأَهُ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَغَلَبَهُ، فَإِنَّهُ يُجَرِّدُهُ مِنْ كَامِلِ سِلاحِهِ، الَّذي كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَيْه، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ.
مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد.

«فقَد وافاكُم ملَكوتُ الله»
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013، الرّسالة العامّة: بالرّجاء مُخَلَّصون (Spe Salvi)، الأعداد 30-31

 

توصَّلَ عصرُنا الحاضرُ إلى التفكير في رجاءِ إقامةِ عالمٍ كاملٍ، يبدو أنه قابلٌ للتحقيقِ بفضلِ معارف العلمِ والسياسةِ المؤسَّسةِ عليهِ. هكذا استُبدِلَ رجاءُ الكتاب المقدّس في ملكوتِ اللهِ برجاءِ ملكوت الإنسان، برجاءِ عالمٍ أفضل قد اعتُبِرَ "ملكوتَ الله" الحقيقيّ. لقد بدا هذا في آخر الأمر وكأنّه الرجاءُ الكبيرُ والواقعيّ الذي كان الإنسانُ بحاجةٍ إليه. كان هذا الرجاءُ قادرًا على تحريك جميع قوى البشريّة لوقتٍ معيَّنٍ... لكن مع مرور الوقت، ظهرَ واضحًا أنّ هذا الرجاء كان يهرب بعيدًا بشكلٍ دائم. لقد غدا جليًّا – قبل كلّ شيء – أن رجاءً كهذا هو لأناسِ ما بعد الغدِ وليس لي. وبالرغم من أنّ فكرة "لأجل الجميع" هي جزءٌ من هذا الرجاء – ذاكَ أنّه لا يمكنني أن أصبح سعيدًا ضدّ الآخرينَ أو من دونهم – يبقى صحيحًا أنّ الرجاءَ إنْ لَمْ يخصّني أنا شخصيًّا هو ليسَ رجاءً حقيقيًّا. وأصبحَ واضحًا أنّ هذا كانَ رجاءٌ ضدّ الحريّة...
نحنُ بحاجةٍ للآمال – صغيرة كانت أم كبيرة – لأنّها تدفَعنا لمواصلةِ السير يومًا بعد الآخر. لكنّها لا تكفي وحدها إن لم يكن هناكَ الرجاءُ الأعظمُ الذي يفوقها جميعًا. هذا الرجاءُ الأعظَم هو الله وحده، هو الذي يُعانِقُ الكون بأسره وهو القادرُ أن يقترحَ علينا ويهبنا ما لا نستطيعُ نحنُ بمفردنا أن نصلَ إليه. والواقع أن هبَتَهُ التي تشبعنا هي جزءٌ من الرجاء. إنّ الله هو أساسُ الرجاء، وهنا لا نتكلم عن إلهٍ مجهولٍ، بل عن ذاكَ الإله ذي الوجهِ الإنسانيِّ، ذاك الذي أحبّنا إلى المنتهى: أحبَّ كلَّ فردٍ كما أحبَّ البشريّةَ جمعاء. ملكوتُه ليس بعيدًا وليس هو بخيالاتٍ في مستقبلٍ لن يتحقّق أبدًا؛ ملكوته حاضرٌ حيثُ هو محبوبٌ وحيثُ تصِلُنا محبّته.
 
 
7.8.6-    يوم الجمعة الثامن من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 26-24:11
 
    إنجيل القدّيس لوقا 26-24:11
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فِيها، يَطلُبُ الرَّاحَةَ فَلا يَجِدُهَا، فَيَقُول: سَأَعُودُ إِلى بَيْتِي الَّذي خَرَجْتُ مِنْهُ.
وَيَعُودُ فَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا، مُزَيَّنًا.
حِينَئِذٍ يَذْهَبُ وَيَجْلُبُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنْهُ شَرًّا، وَيَدْخُلُون، وَيَسْكُنُونَ في ذلِكَ ٱلإِنْسَان، فَتَكُونُ حَالَتُهُ الأَخِيرَةُ أَسْوَأَ مِنْ حَالَتِهِ الأُولى.

 

ساحة الصّراع الروحي
القدّيس بيّو من بييتريلشينا (1887 - 1968)، راهب كبّوشيّ،
CE 33

 

إنّ ساحة الصّراع بين الله والشيطان هي النفس البشريّة، في كّل لحظة من الحياة. لذا، من الضروريّ أن تَمنَحَ النفس حريّة الحركة للربّ كي يقوّيها من النواحي كلّها وبكافّة أنواع الأسلحة. هكذا، يمكن لنوره أن ينوّرها كي تقاتل ظلمات الخطيئة بطريقة أفضل. فبعد أن تلبسَ النّفس الرّب يسوع المسيح (راجع غل 3: 27) وحقيقته وعدالته، وبعد أن تصبحَ محميّة بدرع الإيمان وبكلام الله، ستتمكّن النفس من الانتصار على أعدائها، مهما كانوا أقوياء (راجع أف 6: 13 وما يليها). لكن، لكي تتمكّن النفس من لبس الرّب يسوع المسيح، يجب أن تُميتَ ذاتها أوّلاً.
 
 
7.8.7-    السبت الثامن من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11
 
    إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11
 
فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا».
أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!».
وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان.
فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل.
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان.
رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.

 

«فَتَنَبَّهوا كَيفَ تَسمَعون!»
عظة منسوبة للقدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة،
حديث حول  المزمور 139: 15

 

"عَلى كُلِّ إِنسانٍ أَن يَكونَ سَريعًا إِلى الاِستِماعِ بَطيئًا عَنِ الكَلام" (يع 1: 19). نعم يا إخوتي، أنا أعلنها على الملأ... أنا الذي أخاطبكم باستمرار بناءً على طلبكم: لا يمكنني أن أصف الفرحة التي تنتابني عندما أكون في صفوف المستمعين، ففرحي لا يوصف عندما أستمع، لا عندما أتكلّم. فحينها أتذوّق الكلمة بكل ثقة وحينها لا يكون فرحي مهدّداً بالمجد الباطل. فعندما نكون جالسين على صخرة الحقيقة الصلبة، كيف يمكن لنا أن نخشى الوقوع في منحدر الكبرياء؟ ويُكمل صاحب المزامير: "تسمِعْني سُرورًا وفَرَحًا فتَبتَهِجَ العِظامُ الَّتي حَطَّمتَها." (مز 51[50]: 10). فكلّما استمعت كلّما ازداد فرحي بطريقة لا توصف، إذ ان دورنا كمستمعين هو الذي يحفظنا في حالة التواضع.
وبالعكس فإذا تكلّمت... أُصبح بحاجة الى ضوابط، وحتى لو لم أرضخ للفخر فإني أخاف من أن أفعل. ولكن إن استمعت في المقابل، فلا يمكن لأحد أن ينتزع فرحي مني (راجع يو 16: 22) لأن لا أحد يشهد عليه. أنا أتكلّم عن فرح صديق العريس الذي ذكره القديس يوحنا وهو "يقف ويسمَعُه" وهو يقف لأنه يستمع. حاله حال الرجل الأول الذي كان واقفًا لأنه يستمع الى الله ولكنه ما أن استمع الى الأفعى حتى سقط أرضًا. أما صديق العريس فـ "يفرح فرحًا بصوت العريس"، إذ ان سبب فرحه الحقيقي ليس صوته الخاص كمبشّر أو كنبي بل صوت العريس بحدّ ذاته.
 
 
7.9.1-    الأحد التاسع من زمن العنصرة: يسوع في مجمع الناصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 21-14:4
 
    إنجيل القدّيس لوقا 21-14:4
 
عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار.
وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ.
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ.
وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه:
«رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا،
وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.»
ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه.
فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم».

 

«اليوم تَمَّت هذه الآيةُ بِمَسمَعٍ مِنكُم»
أوريجينُس (نحو 185 - 253)، كاهن ولاهوتيّ،
عظات عن إنجيل القدّيس لوقا، العظة 32

 

عندما تقرؤون: "وكانَ يُعَلِّمُ في مَجامِعِهم فيُمَجِّدونَه جَميعاً"، لا تعتبروا أنّ المستمعين إلى الرّب يسوع المسيح كانوا وحدهم سعداء، ولا تعتقدوا أنّكم محرومون من تعاليمه. فإن كان الكتاب المقدّس هو الحقيقة، فإنّ الله لم يتكلّم فقط فيما مضى وسط الجماعات اليهوديّة، لكنّه يتكلّم اليوم أيضًا وسط جماعتنا. وليس وسط جماعتنا فقط، بل وسط جماعاتٍ أخرى وفي العالم أجمع، يقوم الرّب يسوع بالتّعليم والبحث عن أدوات لنشر تعليمه. صلّوا إذًا كي يجدَني أيضًا مستعدًّا وأهلاً للإشادة به.
كما أنّ الله الكلّي القدرة، كان يبحث عن الأنبياء في وقتٍ حيث كانت النبوّة مفقودة بين البشر، تمكّن من إيجاد إشعيا، وإرميا، وحزقيال ودانيال، كذلك يبحث الرّب يسوع عن رسل لنشر كلمته، كي يعلّموا الشعب "في مَجامِعِهم فيُمَجِّدونَه جَميعاً". إنّ الرّب يسوع هو "ممجّد من الجميع" اليوم أكثر ممّا كان عليه حين كان معروفًا في منطقة واحدة.
 
 
7.9.2-    الاثنين التاسع من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 36-33:11
 
    إنجيل القدّيس لوقا 36-33:11
 
قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيَضَعُهُ في مَكانٍ مَخْفِيّ، وَلا تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلَى المنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور.
سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا. وَإِنْ كَانَتْ سَقِيمَة، فَجَسَدُكَ أَيْضًا يَكُونُ مُظْلِمًا.
تَنَبَّهْ إِذًا لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذي فِيكَ ظَلامًا.
إِذاً، إِنْ كانَ جَسَدُكَ كَلُّهُ نَيِّرًا، وَلَيْسَ فِيهِ جِزْءٌ مُظْلِم، يِكُونُ كُلُّهُ نَيِّرًا، كَمَا لَوْ أَنَّ السِّراجَ بِضَوئِهِ يُنيرُ لَكَ».

«فإِن كانَت عَينُكَ سَليمة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه نَيِّراً» (مت 6: 22)
كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر، الكتاب الثاني، الفصل الرابع

 

يرتفع الإنسان فوق الأرض على جناحين: البساطة والطهارة.
البساطة يجب أن تكون في النيّة والطهارة في المحبّة.
البساطة تبحث عن الله؛ الطهارة تعثر عليه وتتذوّقه.
لن يكون أيّ عمل حسن صعبًا عليك، إن كنتَ حرًّا ضمن كلّ عاطفة غير متّزنة.
إن كنتَ لا تريد سوى ما يريده الله، وما هو مفيد للقريب، ستنعم بالحريّة الداخليّة.
لو كان قلبك مستقيمًا، لبدا لك كلّ مخلوق كمرآة حياة وككتاب مليء بالتعليمات المقدّسة.
لا يوجد أيّ مخلوق، مهما كان صغيرًا أو حقيرًا، لا يبرز صورة معيّنة عن طيبة الله.
لو كنتَ تمتلك في داخلك القدر الكافي من البراءة والطهارة، لرأيتَ كلّ شيء بدون عوائق. القلب الطاهر يدخل إلى السماء وإلى الجحيم.
يحكم كلّ شخص على الأمور من الخارج وفقًا لما هو عليه من الداخل.
إن كان هنالك من سعادة في العالم، فإنّ القلب الطاهر يمتلكها.
 
 
7.9.3-    الثلاثاء التاسع من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 41-37:11
 
    إنجيل القدّيس لوقا 41-37:11
 
فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ.
وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب.
فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: «أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا.
أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟
أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا.
 
 
7.9.4-    الأربعاء التاسع من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 46-42:11  
 
    إنجيل القدّيس لوقا 46-42:11
 
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ وَالسَّذَابِ وَكُلِّ البُقُول، وَتُهْمِلُونَ العَدْلَ وَمَحَبَّةَ ٱلله. وَكانَ عَلَيْكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ وَلا تُهْمِلُوا تِلْكَ.
أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الفَرِّيسِيُّون! يَا مَنْ تُحِبُّونَ صُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، وَالتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات.
أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ المَخْفِيَّة، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون».
فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّوْرَاةِ وَقَالَ لَهُ: «يا مُعَلِّم، بِقَوْلِكَ هذَا، تَشْتُمُنا نَحْنُ أَيْضًا».
فَقَال: «أَلوَيْلُ لَكُم، أَنْتُم أَيْضًا، يا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرهِقَة، وَأَنْتُم لا تَمَسُّونَ هذِهِ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُم.

 

غَيْرَة الفرّيسيّين المرّة
الطّوباويّ كولومبا مارميون (1858 - 1923)، رئيس دير،
Le bon zèle (Le Christ Idéal du Moine, éd. DDB, 1936 ; p. 533-534 ; rev.)

 

توجد أشكالٌ من الغَيْرَة السيئة الّتي تتّخذ مظهرَ الغَيْرَة الجيّدة، كمثلِ غيرة الفرّيسيّين الّذين يطبّقون بصرامةٍ الشريعة الخارجيّة. منبعُ هذه الغَيْرَة "المرّة" (...) ليس حبّ الله والقريب، بل الكبرياء. والمُصابون بها ممتلئون من التقدير غير المنتظم لكمالهم الخاص وهم لا يتصوّرون مثالاً أعلى آخر إلا النموذج الخاصّ بهم، وكلّ ما لا يتوافق معه يُلقى عليه اللّوم حكمًا. فهم يريدون أن يُخضعوا كلّ شيء لطريقتِهم في الرؤية والفعل ومن هنا تأتي الانشقاقات؛ فهذه الغيرة تؤدّي إلى الكراهيّة.
انظروا بأيّة مرارة كان الفرّيسيّون الّذين تحرّكهم هذه الغيرة يلاحقون الربّ ويطرحون عليه أسئلة خبيثة وينصبون له الفخاخ والشراك، مفتّشين لا عن معرفة الحقيقة، بل ليقبضوا على الربّ بسوع بالجرم المشهود. انظروا كيف يحثّونه ويستفزّونه للحكم على المرأة الزانية: "قد أَوصانا مُوسى في الشَّريعَةِ بِرَجْمِ أَمثالِها، فأَنتَ ماذا تقول؟" (يو 8: 5). انظروا كيف كانوا يشكونه على صنع المعجزات يوم السبت (راجع لو 6: 7)، وكيف لاموا التلاميذ الذين كانوا "يَقلَعونَ السُّنبُلَ (يوم السبت) ويَأكُلونه" (راجع مت 12: 2)، وكيف أصيبوا بالصدمة لرؤية المعلّم الإلهيّ يتناول طعامه مع الخطأة والجُباة (راجع مت 9: 10-11). كمٌّ كبير من مظاهر هذه "الغَيْرَة المرّة" الّتي غالبًا ما يدخلُ الخبث فيها...
 
 
7.9.5-    الخميس التاسع من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس لوقا 51-47:11  
 
   إنجيل القدّيس لوقا 51-47:11
 
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون! لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وَآبَاؤُكُم هُمُ الَّذِينَ قَتَلُوهُم.
فَأَنْتُم إِذًا شُهُود! وَتُوَافِقُونَ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُم، لأَنَّهُم هُمْ قَتَلُوهُم وَأَنْتُم تَبْنُونَ قُبُورَهُم.
وَلِهذَا قَالَتْ حِكْمَةُ الله: أُرْسِلُ إِلَيْهِم أَنْبِياءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُم وَيَضطَهِدُون،
لِكَي يُطْلَبَ مِنْ هذا الجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاء، أَلَّذي سُفِكَ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم،
مِنْ دَمِ هَابيلَ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا، الَّذي قُتِلَ بَيْنَ المَذْبَحِ وَالهَيكَل. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، إِنَّهُ سَيُطْلَبُ مِنْ هذَا الجِيل.

 

«الوَيلُ لكم يا عُلماءَ الشريعَة، قَدِ استَولَيْتم على مِفتاحِ المعرفة»
القدّيس باسيليوس (نحو 330 - 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، ملفان الكنيسة،
عظة

 

"الوَيلُ لكم يا عُلماءَ الشريعَة، قَدِ استَولَيْتم على مِفتاحِ المعرفة!" كلمة "الوَيلُ لكم"، التي تعلنُ عن آلام لا تُحتَمل، تُطبَّقُ على أولئك الذين كانوا سيُسلَمون قريبًا إلى العقاب المريع. مفتاح المعرفة هو الشريعة بحدّ ذاتها التي كانت طيفًا لعدالة يسوع المسيح ووجهًا لها. إذًا، كان واجبًا على علماء الشريعة أن يتمعّنوا بشريعة موسى وبأقوال الأنبياء، وبالتالي أن يفتَحوا أبواب معرفة الرّب يسوع المسيح أمام الشعب اليهودي.
لكن بعيدًا عن القيام بذلك، كانوا يشّككونَ في ألوهّية معجزاته، ويعترضونَ على تعليمه قائلين للشعب: "لماذا تُصغونَ إليه؟" هكذا، أخذوا مفتاح المعرفة أو سرقوه. ثّم أضافَ ربّنا يسوع المسيح: "فلَم تدخلوا أنتم، والذينَ أرادوا الدخولَ منَعتُموهم". الإيمان هو أيضًا مفتاح المعرفة، لأنّ الإيمان يؤدّي إلى معرفة الحقيقة، وفقًا لكلام النبيّ أشعيا: "إن كنتم لا تؤمنونَ، لن تفهَموا شيئًا".
إذًا، إستولى علماء الشريعة على مفتاح المعرفة، حين مَنعوا البشر من الإيمان بالرّب يسوع المسيح. مفتاح المعرفة هو تواضع الرّب يسوع المسيح الذي رفضَ علماء الشريعة أن يفهَموه بأنفسهم أو أن يدَعوا أحدًا يفهمُ ذلك. تحت اسم اليهود، أدانَ المُخلِّص أولئكَ الذين كانوا يستأثرونَ عن غير حقّ بتعليم معرفة الله، أولئكَ الذين كانوا يمنعونَ الآخرين من الدخول، أولئكَ الذينَ كانوا يجهلونَ تمامًا ما كانوا يعلِّمونَه.
 
 
7.9.6-    يوم الجمعة التاسع من زمن العنصرة   -     إنجيل القدّيس لوقا 54-52:11   
 
    إنجيل القدّيس لوقا 54-52:11
 
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيْلُ لَكُم، يَا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم حَمَلْتُم مِفْتَاحَ المَعْرِفَة، فَأَنْتُم مَا دَخَلْتُم، وَمَنَعْتُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون».
وَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، بَدَأَ الكَتَبَةُ وَالفَرِّيسِيُّونَ يُضْمِرُونَ لَهُ حِقْدًا شَدِيدًا، وَيَسْتَدْرِجُونَهُ إِلى الكَلامِ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَة،
وَيَتَرقَّبُونَهُ لِيَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ مِنْ فَمِهِ.

 

«بَلَغَ حِقْدُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّينَ عَليهِ مَبلغًا شَديدًا، فجعَلوا يَستَدرِجونَه»
كتاب القدّاس بحسب طقس الكنيسة اللاتينيّة الرومانيّة،
صلوات الجمعة العظيمة

 

"يا شَعْبي ماذا صَنَعتُ بِكَ وبمَ أَسأَمتُكَ؟ أَجِبْني" (مي 6: 3).
أيّها الشعب الضائع من المرارة، أيّها الشعب ذو القلب المنغلق، تذكّر! لقد حرّرك المعلّم. فهل يبقى كلّ هذا الحبّ بلا جواب، كلّ هذا الحبّ من إله مصلوب؟
أنا أعدَدتُ حاضرك منذ فجر العالمين؛ وأنت ترفض الحياة الحقيقيّة التي تعطي الفرح بدون ظلال: أجِبني يا شعبي!
أنا كسرتُ قيود عبوديّتك وأغرقتُ أعداءك؛ وأنت تُسلمني للعدوّ، وتحضّر لي فصحًا آخر: أجِبني يا شعبي!
أنا شاركتُك في خروجك، وقدتُك بواسطة الغمام؛ وأنت تحبسني في ليلك، لم تعدْ تعرف إلى أين يصل مجدي: أجِبني يا شعبي!
أنا أرسلتُ الأنبياء، لقد صرخوا في منفاك؛ وأنت لا تريد أن تعود، وتصبح أصمًّا حين أناديك: أجِبني يا شعبي!
 
 
7.9.7-    السبت التاسع من زمن العنصرة    -     إنجيل القدّيس متّى 12-1:23   
 
    إنجيل القدّيس متّى 12-1:23
 
كَلَّمَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وتَلامِيْذَهُ
قَائِلاً: «على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون.
فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا. فَهُم يَقُولُونَ ولا يَعْمَلُون.
إِنَّهُم يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَة، ويَضَعُونَها عَلى أَكْتَافِ النَّاس، وهُم لا يُرِيْدُون أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبَعِهِم.
وجَمِيْعُ أَعْمَالِهِم يَعْمَلُونَها لِيَرَاهُمُ النَّاس: يُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُم، ويُطَوِّلُونَ أَطْرَافَ ثِيَابِهِم،
ويُحِبُّونَ مَقَاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، وصُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع،
والتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات، وأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ : رَابِّي!
أَمَّا أَنْتُم فلا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ: رَابِّي! لأَنَّ مُعَلِّمَكُم وَاحِد، وَأَنْتُم جَمِيعُكُم إِخْوَة.
ولا تَدْعُوا لَكُم على الأَرْضِ أَبًا، لأَنَّ أَبَاكُم وَاحِد، وهُوَ الآبُ السَّمَاوِيّ.
ولا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ مُدَبِّرين، لأَنَّ مُدَبِّرَكُم وَاحِد، وهُوَ المَسِيح.
وَلْيَكُنِ الأَعْظَمُ بَينَكُم خَادِمًا لَكُم.
فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يُوَاضَع، ومَنْ يُوَاضِعْ نَفْسَهُ يُرْفَع.

 

«فإِذا كُنتُ أَنا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قد غَسَلتُ أَقدامَكم، فيَجِبُ علَيكُم أَنتُم أَيضاً أَن يَغسِلَ بَعضُكم أَقدامَ بَعْض» (يو13: 14)
القدّيس باشاز رادبيرت (؟ - نحو 849)، راهب بِنِدِكتي،
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا، 10: 23

 

"مَن وَضَع نَفسَه رُفِع". لم يكتفِ الرّب يسوع المسيح بالطلب من تلاميذه ألا يدعوا أحدًا يدعوهم (رابي) وألاّ يحبّوا المقاعد الأولى في المآدب ولا أيّ شرف آخر، بل أعطى بنفسه، بشخصه، نموذجًا عن التواضع ومثالاً له. ففي حين لم يُطلَق عليه اسم المعلّم من باب الإطراء، بل من باب حقّ الطبيعة، لأنّ "بِه قِوامُ كُلِّ شيَء" (كول 1: 17)، وبتجسّده أوصل إلينا تعليمًا يقودنا جميعًا إلى الحياة الحقيقيّة، ولأنّه أكبر منّا، ولكونه "صالحنا مع الله" (رو 5: 10). وكأنّه يقول لنا: لا تحبّوا التشريفات الأولى، لا ترغبوا في أن يدعوكم أحد (رابي)، كما أنّني "لا أَطلُبُ مَجدي فهُناكَ مَن يطلُبُه" (راجع يو 8: 50). حدّقوا إليّ، "لأنّ ابنُ الإِنسانِ لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفسِه جَماعَةَ النَّاس" (مت 20: 28).
بكلّ تأكيد، في هذا المقطع من الإنجيل، لا يُعَلِّم الربّ تلاميذه فقط، بل أيضًا رؤساء الكنائس، موصيًا إيّاهم جميعًا بعدم الانجرار خلف الجشع بحثًا عن الأمجاد. بل على العكس، "مَن أَرادَ أَن يكونَ كبيراً فيكُم"، فليصبح مثله "لكم خادِمًا" (مت 20: 26-27).
 
 
فهرس بحسب الرزنامة الطقسية المارونية        -        الانجيل اليومي بحسب التقويم الماروني
زمن الميلاد او المجيء   زمن الغطاس او الدنح   زمن التذكارت   زمن الصوم الكبير   أسبوع الآلام   زمن القيامة والصعود   زمن العنصرة   زمن الصليب
 أسبوع تقديس البيعة
 أسبوع تجديد البيعة
 أسبوع بشارة زكريّا
 أسبوع بشارة العذراء
 أسبوع زيارة العذراء
 أسبوع مولد يوحنّا
 أسبوع البيان ليوسف
 أسبوع النسبة
 عيد ميلاد الربّ يسوع
 عيد تهنئة العذراء مريم
 ألاسبوع الاول من الميلاد
to enlarge
 
 أحد وجود يسوع في الهيكل
 ايام قبل عيد الدنح
 عيد الدنح
 تذكار مديح يوحنّا المعمدان
 الاسبوع الاول  بعد الدنح
 الاسبوع الثاني  بعد الدنح
 الاسبوع الثالث بعد الدنح
 الاسبوع الرابع بعد الدنح
to enlarge
 
 أحد الكهنة الراقدين
 أسبوع الكهنة الراقدين
 أحد الأبرار والصدّيقين
 أسبوع الأبرار والصدّيقين
 أحد الموتى المؤمنين
 أسبوع الموتى المؤمنين
to enlarge
 
 أحد مدخل الصوم الكبير
 اثنين الرماد
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 أحد الشعانين
to enlarge
 
 أحد الشعانين
 بداية اسبوع الآلام
 خميس الأسرار
 يوم الجمعة العظيمة
 سبت النور
 أحد القيامة الكبير
to enlarge
 
 أحد القيامة الكبير
 أسبوع الحواريّين
 الاسبوع الثاني
  الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
 أحد العنصرة
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
 الاسبوع الثامن
 الاسبوع التاسع
 الاسبوع العاشر
 الاسبوع الحادي عشر
 الاسبوع الثاني عشر
 الاسبوع الثالث عشر
 الاسبوع الرابع عشر
 الاسبوع الخامس عشر
 الاسبوع السادس عشر
 
 ارتفاع الصليب المقدّس
 الاسبوع الاول
 الاسبوع الثاني
 الاسبوع الثالث
 الاسبوع الرايع
 الاسبوع الخامس
 الاسبوع السادس
 الاسبوع السابع
to enlarge
 
  النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007) © pure software code - Since 2003